ليصافح الوجوه ذاتها ويفتح نوافذًا للحديث مع الأفواه ذاتها ويسند رأسه المثقل بذكرياته على جدار المحبة ذاته ويختار الجلوس في ركنه المعتاد لتقوده أفكاره للقصة نفسها وتتكرر خطواته ذهابًا وايابًا وكل شيء يبدو مألوفًا لديه ومازالت فصول حياته كما هي بصيفها الطويل وشتاءها القارس إلا هو ذاك الغريب الوحيد الذي تساقط وجهه كورقة خريف لتلتصق به ملامح أخرى ودمعة تشق طريقها خلسة خلف قناعٍ باردٍ لا روح فيه..
"اعتقد أننا لا نعرِفُ بعضَنا أبدًا ولكِنّني أحبَبتُ أن تَتلقّى رسالة من شَخصٍ غريب وعَابر، أتمنى لك ليلاً مَلِيئاً بالراحة والإنشراح والخِفّة وأن يصَادفُك الليلة خبر سعيد يُعيد لرُوحك الحياة ويَجعلها تَبتهج قد يكون اللَّه سخّرني إليك حتّى تَبتسم أتمنى أن أكون قد نجَحتُ في ابتسامتك."
تنعتينني بالغموض
فيزيد غموضي حول نفسي
ولا أكاد أعي كنه ذاتي.
أنا روح قلقة..
علمها عند ربي..
روح فشلت أن تتمثل بشرا سويا.
تصفيني بالغرابة
فأقر باني غريب الأطوار
ولكن لا حيلة لي في ذلك
فتلك طبيعتي
وهكذا جبلت.