يعني النجاح هيجيلك في أوانه والشغل هيجيلك في أوانه، والجواز هيجيلك في أوانه، والخلفه هتجيلك في أوانها..
و اللي فاتك مكانش ينفع تاخده، و اللي اخترته مكنش ينفع تسيبه، و لو رجع بيك الزمن لاخترت نفس اختياراتك، وأنت في المكان و الهيئة اللي المفروض تكون فيها بالضبط..
والندم على اللي فات ملوش لازمة، و كتر التفكير فيه حماقة و تضييع وقت، و تخيل سيناريوهات بديلة و الحكم عليها بأنها هتأدي لحال أفضل من حالك الحالي هو الجهل..
فارتاحوا: "فما أصابك لم يكن ليخطئك، و ما أخطأك لم يكن ليصيبك."
نحنٌ حين نعبّر عن فرحنا بشيء ما نقول : "أنّه يردّ الروح!" وهذا إعتراف بأننا أموات على قيد الحياة. أموات تلجنا الروح لحظات و رُبما ساعات أو أيام لكنها ماتلبث أن تغادرنا.
لا تتعجل الحرب، فقد أخذت منا الكثير، ولا ترجوا السلام؛ فصلوات لألهة كثيرة لم تستطع أن تحضره إلى هذا العالم، بل أعمل على أن تظل بلادنا آمنة، أن يغلق الله صنبور الدماء التي فتحها بصنعة يده يوم قتل الأخ أخيه.
يوم خلق فينا هذا الضعف الحيواني للخطية، يوم اختلطت جينتنا بالفاكهة المحرمة، فأضحينا نعرف الشر، ونتجاهل الخير لأن فيه ضعفنا.
ولنحذر من مشورة إبليس، الذي أدخل الموت إلى عالمنا بحسده، مثلما أردف تحذير سليمان في سفر حكمته، فلا يزيغ بصرنا على مصيرنا الحتمى
فإن حياتنا قصيرة شقية، وليس لممات الإنسان من دواء، ولم يعلم قط أن أحدا رجع من الجحيم.
إنا ولدنا اتفاقا، وسنكون من بعد كأنا لم نكن قط، لأن النسمة في آنافنا دخان، والنطق شرارة من حركة قلوبنا.
**الرماد
امتلكوا احلامهم، لكنها لم تمتلكهم، احتضنوا غداً، والشك يملئ قلوبهم بقدومه، كانت احلامهم تلتحف بـ سماءٍ ماجت بالبرود.
بشرًا كانوا، يشعرون بالظمأ والجوع، تتألم مفاصل عجائزهم، وتتمخض نسائهم وقت الولادة، كما أنهم يتألمون عند تتهشم عظامهم.
يعرفون الأغاني والبكاء مثلنا، يجهزون لعرسًا، ينتظرون مولودًا، يرقصون في أفراحهم، ويدفنون مواتهم مثلنا.
يصلون لله مثلنا، ويبكون إذا ما خاطب قلوبهم شيئًا ظنوه صوته، ثم انهم يطلبون أمور عادية مثلنا، كائن يبارك الله في القليل أو أن يرد حبيب.
أغلبهم بسطاء مثلنا، لم يرتادوا العسكرية او السياسية كما لم يفقهوا شيئًا في الإعلام
ربما لم يقرأ أحد منهم التاريخ، ما أهمية التاريخ بالنسبة لهم أمام الحقيقة، وبأى حال متى كان للبسطاء والفقراء احلامهم، دائمًا ما كنت ترس في آلة أحلام الأخرون، الله يعد لهم جنته لأن فكرة الجنة عادلة للغاية لمثل هؤلاء.
من ماتوا بلا شيئ، يعطيهم الله كل شيئ.
لكن للأحياء منا، أي ثمن يمكن أن يدفع في قطعة أرض، وأي عقيدة يجب أن تمتلك وانت ذاهب إلى الا عودة؟!
اعتقد أنه أي منهج لا يقبل بالتراجع؛ فهذه فطرة الإنسان الأولى.. الحرية.
**التكوين
أخبرنا انه صنعنا على صورته ومثاله، ثم بدأ الفصل الثاني من الحكاية بقتل الأخ لإخيه.
ثم تعاقبت الفصول؛ الأقوى ينتصر دائمًا.
وفي احد الفصول تمتع العالم بمجموعة من الأقوياء اطلق المؤرخون على تخومهم اسم امبراطورية
هذه امبراطورية قامت باسم الحضارة، وأخرى باسم الدين، وأخيرة باسم الدفاع عن النفس.
وورث الإنسان هذا التراث، لا يملك من أمره شيئ سوى ما ينتمي له.. قلبه، دموعه، ودمه الذي يسفكه على مذابح المصالح الكبرى.
فكانوا يتسابقون من يقتل، من يتسلط ومن يمتلك الحقيقة المطلقة،
تشرذمت اسباب القتل؛ واحتضنها الانسان بقوة لإنها في فطرته مثل الحيوانات.
هل جربت ان تذهب مع كلبك في جولة ثم هجم عليك مجموعة من الكلاب لا لسبب بل لأنهم اشتموا رائحة الغريب في ممتلكاتهم.
هل جربت ان تدخل في عراك قبالة شارع لن يفكر أي من مهاجميك إنك وحدك، بل انك ضعيف.
ما يفعله الكلاب والقطعان باسم الغريزة فعله الإنسان باسم الله.
والله في حكايتنا قتلوه باسم الله، باسم القيصر، باسم شعب الله، باسم الموت، باسم الانتصار.. وتركونا بين صفحات التاريخ نفرق بين حروب الشيطان وسلام الله الشحيح البعيد الفقير والصعب.
اشتملهم برحمتك حتى لو كانوا على ضلال انت من زرعت في هذا العالم هذا انت من جعلتنا نقتل بعض باسمك، لم اكن نبي لم اكن مبشر لم اكن إلا مولود من فصيلة الثديات.. مثل بقية الحيوانات يا رب.
لا تنتظر الرب، لن يذهب اليوم لانقاذ الأرض.. استعد للعشاء معه، هذا إن حالفك الحظ وأدركت صورته الصحيحة.