لم أر في حياتي شيئاً يجلب السكينة كالقرآن، تقفلُ الدنيا بوجهي فأردد "لعل الله يُحدثُ بعد ذلك أمرا"، أسمع كلاماً يجرحني فأكرر "ولا يحزنك قولهم"، أشعر بالجزع من المصائب فأتذكر "وبشّر الصابرين"، أسقط من العجز والقهر فتقيمني "إنّ الله على كلّ شيء قدير".. القرآن عكازك إن أسقطتك الحياة.
بين الله عز وجل أنه أباح لسليمان عليه السلام أن يتصرف في هذا الملك الواسع كما يشاء فقال:
هذا عَطاؤُنا أى: منحنا هذا الملك العظيم لعبدنا سليمان- عليه السلام- وقلنا له: هذا عطاؤنا لك
فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ أى: فأعط من شئت منه، وأمسك عمن شئت، فأنت غير محاسب منا لا على العطاء ولا على المنع.
وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا أى في الآخرة.
لَزُلْفى لقربى وكرامة
وَحُسْنَ مَآبٍ أى: وحسن مرجع إلينا يوم القيامة. ثم انتقلت السورة الكريمة إلى الحديث عن أيوب- عليه السلام- فذكرت نداءه لربه، واستجابة الله- تعالى- له وما وهبه من نعم جزاء صبره
أحد أهم المبادئ اللي جاء بيها الإسلام هي هدم فكرة انك لو فيك طبع أو خِصلة سيئة، زي العصبية مثلاً أو قلة الصبر أو غيره، هتفضل بيها طول عمرك ومش هتقدر تغيرها
ولذلك جاء جديث النبي صلى الله عليه "إنما العِلمُ بالتعلُّم والحِلم بالتحلُّم، ومن يتحر الخير يُعطه، ومن يتق الشر يوقه"
وبغض النظر عن إنه أسهل انك تحافظ على خُلق حميد من انك تكتسبه إلا انه الأخير مش مستحيل زي ما البعض متصور وبيقول
ومن الأمثلة الجميلة للموضوع ده التابعي الأحنف بن قيس التميمي لما سُئِلَ عن حِلمه وصبره فقال "لستُ بحليمٍ ولكني اتحالم" يعني ديه مش خصلة فيا بس انا بحاول اعملها
اللهُم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها الا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.
( إن الدين عند الله الإسلام ) يعني الدين المرضي الصحيح ، كما قال تعالى : " ورضيت لكم الإسلام دينا " ( 3 - المائدة ) وقال " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه " ( 85 - آل عمران ) والإسلام هو الدخول في السلم وهو الانقياد والطاعة ، يقال : أسلم أي دخل في السلم واستسلم ، قال قتادة في قوله تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام ) قال : شهادة أن لا إله إلا الله والإقرار بما جاء من عند الله تعالى وهو دين الله الذي شرع لنفسه وبعث به رسله ودل عليه أولياءه [ ولا يقبل غيره ولا يجزي إلا به ] .
بعيدًا عن طمعي بالجنة، وخوفي من النار، أريد حقًا رؤية الله.. أريد أن أرى من ذا الذي لطالما آنَسَ وحشَتي وفك كُربَتي، وآجمَنَ روعاتي ودبَّرَ حياتي، من ذا الذي آوانا حينما جافونا، من ذا الذي شفانا وأطعمنا وسقانا من غَيرِ حَولٍ منا ولا قوة
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ من جملة ما يقال لهم على سبيل التقريع والتوبيخ.
العهد بالشيء: الوصية به، والمراد به هنا: وصية الله- تعالى- للناس على ألسنة رسله، أن يخلصوا له العبادة والطاعة، وأن يخالفوا ما يوسوس لهم به الشيطان من شرك ومعصية
والمعنى: لقد عهدت إليكم يا بنى آدم عهدا مؤكدا على ألسنة رسلي، أن لا تعبدوا الشيطان وأن لا تستمعوا لوسوسته، وأن لا تتبعوا خطواته، لأنه لكم عدو ظاهر العداوة، بحيث لا تخفى عداوته على أحد .
وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ أى: لقد عهدت إليكم بأن تتركوا عبادة الشيطان، وعهدت إليكم أن تعبدونى وحدي دون غيرى. هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ أى: هذا الذي أمرتكم به من إخلاص العبادة والطاعة لي هو الطريق الواضح المستقيم، الذي يوصلكم إلى عز الدنيا، وسعادة الآخرة.
وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ استئناف مسوق لتأكيد النهى عن طاعة الشيطان. ولتشديد التوبيخ لمن اتبع خطواته.
وجبلا كثيرا: بمعنى خلقا كثيرا حتى إنهم لكثرتهم كالجبل العظيم.
أى: ولقد أغوى الشيطان منكم يا بنى آدم خلقا كثيرا، فهل عقلتم ذلك، واتعظتم بما فعله مع كثير من أبناء جنسكم، وأخلصتم لنا العبادة والطاعة، واتخذتم الشيطان عدوا لكم كما صرح بعداوتكم. وبالعمل على إغوائكم. قال- تعالى-:
هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ أى: هذه جهنم ماثلة أمام أعينكم أيها الكافرون، وهي التي كنتم توعدون بها في الدنيا. وكنتم تقابلون ذلك بالسخرية والتكذيب.