انت الذي تقرا، السلام علي هاتين العينين الجميلتين، قد لا اعلم من انت ولا كيف كان يومك ولا كيف وصلت لقراء رسالتي هَذِه مع ذلك، انا متيقن ان لدينا أشياء كثيره مشتركه حتى ولو لم يكن أتمنى ان تكون بخير، اذا كنت تنتظر رساله ما فتخيل انك تقراء الان ما تنتنظره ممن تنتظره، أياً كان ما واجهته في يومك تيقن انه لن يصبح بهذا الأهمية غداً، احصل علي وقت جيد، و افعل ما تحب، و اتمنى ان تكون بخير،"دع الله يتولى أمرك". و اكتب الحمد لله
ثم أجِدُني مرة أخرى ، مستلقية على السرير كشجرة قررت فجأة أن تتكئ ، هكذا ، رامية انتمائها للثبات بأول حاوية قمامة تصلها أغصانها .. أحدق بالسقف بعيون مالحة ، تُكابر أن تُمطر كما أُكابر أنا أن أُظهر هشاشتي هته في وضح النهار : لا ألومني ، فمن ذا الذي قد يرغب بهتك سِتره في حضور الأبصار و الأنظار .. ثم أضحك مِني و ألعن تفكيري الذي إنساب مني في لحظة غِواية حينما تمتم لي أن : إظهار الحزن إذا فِعل من أفعال التعري : و يا للتعري : يُشيحون بنظرهم هروباً في النهار من منظر جسد يركض عارياً فقط لأنه قرر أن يتحرر من ثقل الثوب و الخجل ربما ، في حين أنهم يُصيِّرون لعيونهم أسنانا بدل الرموش إذ ما ظهر هذا الجسد متمايلا عندما ترقُد الشمس ! .. علينا اللعنة ما أشد نفاقنا... ثم تغلبني اللحظة : تشد شعري بشدة و تعيدني الى موضع جسدي و مرمى بصري بعيداً عن شرودي الخاطف : إلى السقف و حُزني المرمي إلى جانبي كثوب صوف في فصل الصيف ..
ماذا أفعل بي؟ أراقب اللغة تشيح بوجهها راثية حالي كما ترثي الأم صغيرها الذي فتك به الإعياء و نال منه المرض ، فلا تراه إلا هالكا ، فتُشيح ، كي لا يرى دمعها فيدرك قرب منيته ، وهو الذي يدركه أصلاً مذ بدايتهِ ..
لو أن هذا القلم ، و الحروف ، تصنع في الصدر ثقبا فيتسرب منه ما كتمت ، فيتسرب منه ما أمسكت عنه ، فأتسرب منه أنا ، لكنها اللاجدوى الثقيلة مجدداً ..
أُحدثني ، و تعبت مني ، لو أن على الأرض شخصاً يعرفني كاملة ، شخصاً يدرك حقيقتي ، يدرك روحي و قلبي و عقلي، فيجتمع هؤلاء على شتاتهم و تنافر طباعهم و اختلاف مشاربهم عنده كما يجتمع المختصمون عند حكم ، فيسمع و يعدل و يحكم .. لو أن الحياة منّت علي بواحد ، واحد لا أزيد من بعده طلبا ما حييت ُ ، واحداً ، يجيد _حينما تلفظني اللغة ، و يطردتي الفن ، و تنفض روحي من روحي يديها _ يجيد قراءتي ، تفسير المعاني و الكلمات التي أصابني عنها العمى ، يجيد إبصار النقطة العمياء مني ، فيبسُطها لي على راحة يده ، فأَقبَل يده و أُقبِّلها و أُقبِل عليها كما يُقبِل المغترب على ابن بلده إذ يلقاه على وزن لسانه القديم!
ألا يُدركني أحد؟ .. ثم أيُلامُ المرء إذا ما فاض حرصه على نفسه ، فوزع كله على مشارق الأرض و مغاربها ،حتى إذا ما إجتمعوا لا يضروه بشيء ؟ ، و ما حُجتي اليوم أمام نفسي إذ أضعت خيط رِتقها و إزداد حجم الشق بها و عجزت _ و أنا أنا_ أن أخيط هذا الجرح بها! و ماذا أخيط؟ جرجا بحجم السماء؟!
تُعيدني تنهيدة ثقيلة تحتاج رئة ثالثة إلى موضعي: محدقة بالسقف على سرير غُرفتي ..
هتِه أنا ،
ورد ،
تحاول للمرة التي لا تُعد ، أن تُعِد عُدتها للقاء يوم آخر ، توشك شمسه أن تطلع على عينين مُكابرتين ، تطلع عليهما الشمس و لا ينالان من الشمس غير حُرقة المُقل و لوعة الصدر و حرّ الأمل الذي يُدفئ تارة ، و يصهر تارة أخرىٰ
لست متأخراً عن شيء، ولست في سباق مع أحد، مهما كانت النتائج، ومهما كنت الظروف، ومهما كانت الخيارات، ومهما كانت المشاعر الحائرة تموج في داخلك، إن ما يليق بك، وما تستحقه ستناله في هذه الحياة ولو بعد حين .
" هل جربت يوما الحديث مع شخص تحبه أنت ترسل له فقرة من عشرة أسطر و هو يجيبك بكلمتين ؟ هل جربت شعور أنه يتوجب عليك فتح أي موضوع معه و بسرعة لأنك إذا لم تفعل سينتهي حديثكما ؟ هل جربت شعور دائما أنت من تبدأ في الكلام أحيانا ترسل أغنية و تارة فيديو و تارة أخرى ترد على الستوري الخاص به فقط كي تخلق حديثا معه ؟ هل جربت شعور استمرارك في علاقة ما مع شخص لا يهمه وجودك على عكسك أنت الذي تعتبره حياتك ؟
إذا مازلت تفعل هذا توقف يا عزيزي توقف .. أنت هنا مثل من ينتظر وصول باخرة في المطار .. بصريح العبارة أنت تستهلك نفسك و لا تعلم .. محاولة إنجاح أي علاقة لابد أن يتحمل همها كلا الطرفين .. فوالله الأشياء التي تأتي دائما من طرف واحد قاتلة .. من يفعل هذا معك لا يحبك و لن يحبك لكنه لا يريدك أن تبتعد عنه فقط لأنه يستمتع بحبك له و كلماتك التي تعدل مزاجه رغم أنه يرد عليها ببرودة .. إستيقظ يا صديقي هو يلعب بمشاعرك و لا يحترمها بتاتا .. قلبك ينكسر شيئا فشيئا أكثر مما هو مكسور لكنك تضحك على نفسك و توهمها بأمل لا رجاء منه ليس لأنك غبي أبدا لا .. بل لأن الوجع صار أمر عادي بالنسبة لك و أصبح الجرح .. رفيقا لروحك "