كتبت: آيه عبدالله
الحياه أصبحت متعبة، وشاقة كنت دائمًا أؤمن أن لا طعم للحياه دون مشقة وتعب؛ ولكن عندما تصبح الحياة بم فيها ضدك، وأنت تعافر من أجل أن تعيش سعيد؛ ولكن لن نُبالي فهذه سنه الحياة لا حياة بدون المعافرة والمشقة
آمنة بنت وهب المعروفة بـ "زهرة قريش" أفضل فتيات قريش نسبًا وموضوعًا حتى أنها كانت مخبأة من العيون سنوات طويلة، حتى كانوا لا يعرفون ملامحها، فكانت فتاة ذات مكانة عالية بين جميع فتيات قريش الذين بسنها، ولا يوجد شاب إلا ويتمنى أن تكون من نصيبه..
قلة هم الذين تمكنوا من رؤية آمنة بنت وهب، ومامن أمرأة رآتها إلا وحدثت عنها وعن جمالها وأدبها ورزانة عقلها وفطنتها مما جعلها محط أنظار الكبير والصغير، وتقدم لخطبتها العشرات من خيرة شباب مكة، لكن والدها كان يرفض بإستمرار لرغبته برجل ذات مواصفات معينة..
فإبنته من أفضل فتيات مكة سمعةً، ولا يريد لها إلا افضل شبان مكة سمعة، وعلى الرغم من أن خيرة شباب مكة تقدموا لها، لكن لم يكن عبد الله بن عبدالمطلب" من الذين تقدموا لخطبتها برغم ما له من الرفعة والسمعة والشرف، فقد منعه من التقدم إلى "آمنة" نذر أبيه بنحر أحد بنيه لله عند الكعبة..
حيث إن عبدالمطلب حين اشتغل بحفر البئر، لم يكن له من الولد سوى ابنه "الحارث"، فأخذت قريش تعيب عليه ذلك، فنذر يومها إذا ولد له عشرة من الأبناء سوف ينحر أحدهم عند الكعبة، فأنعم الله عليه بعشرة أولاد أصغرهم "عبدالله" وهو الذى استقر عليه السهم ليكون هو الذبيح..
لكن عبدالمطلب لم يستطع الوفاء بنذره لان عبدالله أحب اولاده إليه واكثرهم معزة في قلبه، فذبح مئه من الابل ليفدى ابنه من الذبح، وبعد أن انتهت قصة الذبح اخذ عبدالمطلب ابنه عبدالله إلى وهب ليخطب آمنة لابنه فغمر الفرح نفس "آمنة"..
وكان الفتيات يحسدن آمنة لأن عبدالله اشتهر بالوسامة، فكان أجمل الشباب وأكثرهم سحرًا، وكان الشباب يحسدن عبدالله لأن آمنة من خيرة فتيات مكة كما ذكرنا، ووفق الله أخير شبان مكة مع أخير فتياتها وجمع بينهم لتبدأ قصتهم العظيمة والقصيرة..
مكث عبدالله عند عروسته ايام قليلًا لأنه كان عليه أن يلحق بالقافلة التجارية المسافرة إلى الشام، ومرت الأيام وشعرت خلالها "آمنة" ببوادر الحمل، وكان شعورًا خفيفًا لطيفًا ولم تشعر فيه بأية مشقة أو ألم حتى وضعته، لكنها في ليلة زفافها رآت رؤيا عظيمة وغريبة أفزعتها واثارت دهشتها..
رأت آمنة شعاعاً من النور خرج منها فأضاء الدنيا من حولها حتى تراءت لها قصور بصرى في الشام وسمعت صوتًا يقول لها: يا آمنة لقد حملتِ بسيد هذه الأمة، ظل هذا الحلم في مخيلتها ولم تنساه وكانت تحدث اقرب الناس لها عنه بإستمرار حتى مضت شهور وجاء الخبر القاسي.. حين علمت آمنة من أبيها بوفاة زوجها وحبيبها عبدالله أثر تعرضه لمرض اثناء رحلته فتوفي بيثرب ودفن فيها، فوصل الخبر لآمنة لكنها لم تبك عليه وحدها، بل بكت عليه مكة كلها، ومع ذلك صمدت آمنة حتى تحافظ على سلامة جنينها، وبالفعل جاء اليوم الموعود ووضعت وليدها..
وأنزل الله عز وجل الطمأنينة والسكينة في نفس "آمنة"، وأخذت تفكر في الجنين الذي وهبها الله عز وجل والذي وجدت فيه مواساة لها عن وفاة زوجها الحبيب، ووجدت فيه من يخفف أحزانها، وجاءتها آلام المخاض، فكانت وحيدة ليس معها أحد، ولكنها شعرت بنور عظيم يغمرها من كل جانب..
فولدت أشرف الخلق محمد ﷺ، ومالبث عندها قليلًا حتى ارسلته للبادية عند حليمة السعدية كعادة العرب في ارسال ابنائهم للبادية، وعندما عاد من عند حليمة رآت أمنة انه من باب الوفاء لزوجها ان تذهب لزيارة قبره مع ابنها محمد فشدت الرحال وانطلقت بإتجاه يثرب مع صغيرها وسيدة تدعى ام ايمن..
وصلت آمنة بنت وهب مع ابنها الى قبر زوجها عبدالله فوقف ابنها الصغير ونظر إلى قبر أبيه بحزن وتخيلات تعصف مخيلته عن شكله ومواقفه ومدى حاجته له فهو ولد يتيمًا وعاش طفولته بدون أب، مكثوا قليلًا عند قبر عبدالله ثم أمرتهم آمنة بالرجوع لمكة بعد أن ادت واجب الزيارة..
قطعت آمنة مع ابنها وأم ايمن ١٥٠ كيلو حتى وصلوا للابواء فشعرت آمنه بتعب شديد ولكنها صبرت وكانت متمسكه بيد أبنها، ومضت تصارع آلامها ونظراتها لا تفارق أبنها حتى تشبع روحها منه فهي شعرت أن هذا المرض لاشفاء منه وهي مجرد لحظات وستذهب روحها لخالقها فأرادت أشباع نظرها بإبنها قبل الرحيل..
استمر التعب بمحاصرة آمنة وهي صامدة حتى تمكن منها فسقطت على الارض وإذا بأم أيمن ترفعها والرسول ينظر لها بخوف والدموع بعينيه البريئة تقول أم أيمن : فما أن رفعتها إلا وهي ترفع كفيها وتضم محمد، وتقول له: { يابني كل جديد بال، وكل آت قريب، وكل حي ميت }..
فتموت آمنة والنبي ينظر لها وهي جثه والخوف والوحدة والحزن العظيم يجتاحوه من كل مكان، أم أيمن رأت حالته وعجزه فأخذت تمسح على راسه لتصبره فقالتله عاوني يامحمد لنحفر قبر أمك، وي��لهُ من موقف طفل لم يتجاوز السابعة من عمره ينظر لقبر أبيه بالأمس وباليوم التالي يحفر قبر أمه..
فأخذ نبينا يحفر معها وهو يبکی وعمره ست سنوات وفي صحراء وفي جو حارٍ تقول أم أيمن كنت أدير وجهه عن أمه من شدة البكاء،
فجلسنا أنا ومحمد ثم دفناها في ذلك المكان تقول أم أيمن : مسكته من يده لنذهب وهو يقول:أمي نأخذ أمي معنا ويردد أمي أمي نأخذها ويبكي وينظر وراءه على امل أن تلحقهم.. تقول أم ايمن فمشينا من الابواء الى أن وصلنا مكه فتوجهت الى بيت عبد المطلب فطرقت الباب فإذا عبد المطلب يفتح لنا الباب ثم قال للنبي: أين أمك، فبكى النبي وهو يردد ماتت ماتت فضمه عبد المطلب وقال له : أنت ابني أنت ابني..
وبعد سنين طويلة في طريقه لفتح مكه تذكر تلك الاحداث فقال لصحابته هذا قبر أمي فوقف ﷺ على قبرها فبكى فقال الصحابه: والله ما بقي أحد وقف معه إلا أبكاه وذات مرة زار قبرها وكان معه، ألفي فارس مقنع فقال لهم: "قفوا" أي انتظروا ، يقول أبو هريرة مارأيت رسول الله أشد بكاءاً من ذلك اليوم.
السـاعة العـاشرة ليلاً نقـرت هذه الكـلمات عـلي جـهازي الخاص.
” يؤسفني أن أخبرك بأن غزة و إدلب وغيرهم لن ينتصـروا بالـدعاء ولـن ينزل الله ملائكته للجهاد بدلاً منـا، يؤسفني أن أخبرك إنها معركتك.
نعم أيها القارئ، إنها معركتك أنت وحـدك.“
كل تلك الأشلاء المقطعة و الدماء التي تسيـل و صـرخات الثكـالي من الأمهات، والبيوت المهدمة و ضجيج الباطل المنتفش و تنديدات الجبنـاء من المسئولين وغيرهم، ليس لهم سوي أنت، أنت المعركة ؛ السيف والقرآن.
” إن تنصـروا الله ينصركم“ نقطة وانتهي.
سؤالي مـتي نصـرنا الله حتـي ننتصـر؟ و متي وعد الله وحنث بوعده، حاشاه.
يقول محمود شاكر " ليس حسنا أن يعزل الكاتب قلمه" وهذا ما كان مني إلا لأتوغل أكثر في القراءة وتحسين فكري و لأكتسب قريحة مستقلة ولكن في هذه الأيام لا ضير في الكتابة من حين لآخر لعلنـا ببعض الكلمات ننير عقول الآخرين.
أكنا نتصور النصر و الشـرك ينخـر في الأمة؟ أكنا نتصور النصر ونحن نغشي علي إسلامنا السمح بأن نقول للكافر، أنت كافر؟ أكنا نتصور النصر والأمة نائمة لا يحركهم سوي الأغاني والموبقات و فرق الكرة؟ ماذا عن الطواغيت ونصرتهم؟ ماذا عن موالاتهم والتصفيق لهم؟ لـن ننتصـر وفينـا من يشكك في أحقية هذا الدين لقيادة العالم بأسره، ليس الأمة الإسلامية فقط.
نعم يا عزيزي يؤسفني أن أقول لك، بعد أن لملمت شعث أفكاري، وتأنيت وفكرت أين الخطب، لن ننتصر ونحن نعربد ليل نهار، لن ننتصر و الحاكمية لغيـر الله، لـن ننتصـر ونحن نوالي الكفار، لن ننتصر و نسائنا عراة في شوارعنا، لن ننتصر و رجالنا جالسون في الطرقات علي المقاهي لا يعلمون من أمر بيوتهم ونسائهم شيئاً. لن ننتصر ��قط لاننا نصلي ونصوم صدقني القضية أكبر من هذا.
لن ننتصر وفينا من يري إن الإسلام تخلف و رجعية، لن ننتصر وفينا من يظن أن الخـلافة ضد الحضارة والمدنية والتقدم؛ ف والله مـا كان من حال الأمة هذا الذي نراه إلا بعد سقـوطها.
لن ننتصر و الحدود والأعلام تُفرقنا، لن ننتصر ونحن نطالب لاعبي الكرة والروبيضية وناشري الفواحش بنصرة قضايانا، فالنصر من عند الله لا من عند هؤلاء. لن ننتصر وشريعتنا معطلة و ديننا محصوراً في زوايا المسجد.
لن ننتصر و نحن نرقص علي السلم، مذبذبين لا إلي هؤلاء ولا هؤلاء. لن ننتصر و قوميتنا أهم من إسلامنا، ننتصر عندما تكون إسلامية و ليأتي بعد ذلك ما نريد. لن ننتصر حتي ننتصر علي أهوائنا. لن ننتصر ونحن لا نقرأ و نستثقل قراءة صفحة أو صفحتين. لن ننتصر و نحن لا نعي أسباب الحرب و تآلب العالم علينا. لن ننتصر حتي تكون الآخرة أحب إلينا من دنيانا. لن ننتصر حتي تكون معاملاتنا لله وكرهنا لله و عطائنا لله وكل ما فينا لله. لن ننتصـر بالكلام والدعاء الذي لا يغني شيئاً إذ أننا نمارس حياتنا العادية و نعود لذنوبنا و كأن شيئا لم يكن.
صدقني يا عزيزي إن الطريق المؤدي إلى النصر طويل و في المسير مشقة، نستعجل النصر و الله يستعجلنا بالتوبة و الرجوع إليه.
نعم كلها انتصارات قد تكون صغيرة في عين أحدنا ولكنها عند الله كبيرة؛ انتصارات صغيرة تؤدي إلي انتصارات كبيرة.
إن تنصروا الله ينصركم، كثيراً ما وقفت عند هذه الآية وتساءلت ماذا قدمنا من أنفسنا حتي نستحق وعد الله ؟
كفاكم تطاولا علي الله والتشكيك بقدرته، فصبره علينا حتي الآن بعد كل هذه المهـاذل آيه.
《قد يبطئ النصر》
لأن الباطل الذي تحاربه *"الأمة المؤمنة"* لم ينكشف زيفه للناس تماما، فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصارا من المخدوعين فيه، لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله، فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة، فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى ينكشف عاريا أمام الناس، ويذهب غير مأسوف عليه من ذي بقية.
كتبت: مايسة أحمد
ليس الطريق سهلًا، فيوجد مشقةُ متعبةٌ، يوجد زحامٌ شديدٌ في منتصف الطريق، لا أريد شيئًا من هذه الحياة سوى أنتِ، أريد أن أذهب لآخر الطريق؛ لأكمل رحلتي الشاقة والمتعبة التي أهلكتني، فقد تعب جسدي للوصول إليكِ، كنتُ أحاسب على كل شيءٍ، أنفاسي، بكائي، راحتي، حزني، آلامي؛ ففي بداية الطريق، ظننتُ أنه يكون سهلًا، لكن في منتصف الطريق، سقطت في حفرةٍ كبيرةٍ عميقةٍ، لا استطيع أن أنهض منها…