«اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي، ومددت إليه يدي أو تأملته ببصري وأصغيت إليه بأذني، أو نطق به لساني، أو أتلفت فيه ما رزقتني ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني، ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي، وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا علي بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين»
لو أن رجلين كانا صديقين في شبابهما، و من ثم التقيا مرة أخرى بعد أن كبرا، بعد أن فرّقهما عمرٌ، فإن الشعور الأكبر الذي سيراودهما لحظة اللقاء سيكون خيبةَ أملٍ كاملة بالحياة برمتها، لأن أفكارهما ستعود إلى الوراء إلى الأوقات التي بدت فيها الحياة جميلة و ممتدةً أمامهما في نور الفجر الوردي، ووعدتهما بالكثير، و من ثم لم تقدم لهما إلا قليلا جداً. هذا الشعور سوف يهيمن بشكل كامل على كل شيء آخر إلى حد أنهما لن يعتبرا أن من الضروري التعبير عنه بكلمات، و لكن سيفترضه كلٌ منهما من جانبه صامتاً، و سيشكل أرضية كل ما لديهما من الكلام.