أتمنى ألا يُسرق عمري في اللاشيء، ألا أندم أبدًا على خطوات كانت مهمه ولم اتخذها في وقتها، ألا أتمنى أن يعود عُمري حتى أفعل هذا وهذا، الّا اتحسّر بأنني كبرت ولم احقق شيئًا، أرجو أن أجدني بعد سنوات في المكان الصحيح
لو أن رجلين كانا صديقين في شبابهما، و من ثم التقيا مرة أخرى بعد أن كبرا، بعد أن فرّقهما عمرٌ، فإن الشعور الأكبر الذي سيراودهما لحظة اللقاء سيكون خيبةَ أملٍ كاملة بالحياة برمتها، لأن أفكارهما ستعود إلى الوراء إلى الأوقات التي بدت فيها الحياة جميلة و ممتدةً أمامهما في نور الفجر الوردي، ووعدتهما بالكثير، و من ثم لم تقدم لهما إلا قليلا جداً. هذا الشعور سوف يهيمن بشكل كامل على كل شيء آخر إلى حد أنهما لن يعتبرا أن من الضروري التعبير عنه بكلمات، و لكن سيفترضه كلٌ منهما من جانبه صامتاً، و سيشكل أرضية كل ما لديهما من الكلام.