لا بارك "اللَّه" في العلمِ الذي يُكبِّل لسـانك عن النطق بـ الحق، ولا خير في ثقافةٍ تعجز معها علىٰ اتِّخاذ موقفٍ حر ولا فائدة من أخلاقٍ لا تدفعك إلىٰ مواطن الشرف، ولا جدوىٰ من فصاحةٍ تستأثر بها عن نصــرة المظلوم.
Narrated Ibn `Abbas: Allah's Messenger (ﷺ) said to Mu`adh when he sent him to Yemen, "You will go to the people of the Scripture. So, when you reach there, invite them to testify that none has the right to be worshipped but Allah, and that Muhammad is His Apostle. And if they obey you in that, tell them that Allah has enjoined on them five prayers in each day and night. And if they obey you in that tell them that Allah has made it obligatory on them to pay the Zakat which will be taken from the rich among them and given to the poor among them. If they obey you in that, then avoid taking the best of their possessions, and be afraid of the curse of an oppressed person because there is no screen between his invocation and Allah." Sahih al-Bukhari 1496 In-book reference : Book 24, Hadith 96 // Sahih Muslim 19a In-book reference : Book 1, Hadith 29
مِن فِقهِ الدَّاعيةِ إلى اللهِ تعالَى مُراعاةُ الأولويَّاتِ، والتَّدرُّجُ في دَعوتِه؛ حتَّى يَصِلَ بمَن يَدْعوهم إلى الالْتزامِ التَّامِّ بأوامِرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وهذا ما قام به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وربَّى عليه أصحابَه.
وهذا الحديثُ أصْلٌ عظيمٌ في هذا البابِ، حيثُ يَروي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا بعَثَ مَعاذَ بنَ جَبَلٍ رَضيَ اللهُ عنه إلى اليمنِ -وكان قد أرْسَلَه سَنَةَ تِسعٍ، وقيل: سَنَةَ عَشْرٍ مِن الهِجرةِ- يُعلِّمُهم القُرآنَ وشَرائعَ الإسلامِ، ويَقضي بيْنهم، ويَقبِضُ الصَّدقاتِ؛ قال له: «إنَّكَ سَتَأْتي قَومًا أهلَ كتابٍ»، وكانوا على النَّصرانيَّةِ حِينئذٍ، وأَوصاهُ أنْ يَبدَأَ دَعوتَه إيَّاهم بأنْ يَشهَدوا أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ؛ لأنَّ بها يَدخُلُ المرءُ في الإسلامِ، وبِدونِها يَظَلُّ على الكُفْرِ، فلا يُخاطَبُ بِغيرِها مِن شَرائعِ الإسلامِ. ثمَّ بيَّنَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما عليه بعْدَ ذلك فقال: «فإنْ هم أطاعوا لكَ بِذلك» ودَخَلوا الإسلامَ بنُطْقِهم الشَّهادتَينِ، فأخْبِرْهم أنَّ اللهَ قدْ فَرَضَ عليهم خمْسَ صَلواتٍ (الفجْر، والظُّهر، والعَصر، والمغرِب، والعِشاء) في كلِّ يَومٍ ولَيلةٍ؛ وذلك لأنَّ الصَّلاةَ آكَدُ أركانِ الإسلامِ بعْدَ الشَّهادةِ، وأوَّلُ ما يُحاسَبُ عليه المسلِمُ، ثمَّ قال: «فإنْ هم أطاعوا لك بذلك، فَأخْبِرْهم أنَّ اللهَ قد فرَضَ عليهم صَدقةً»، والمَقصودُ بها هنا زَكاةُ المالِ؛ وهي عِبادةٌ ماليَّةٌ واجِبةٌ في كُلِّ مالٍ بلَغَ النِّصابَ وحالَ عليه الحَولُ -وهو العامُ القَمريُّ (الهِجريُّ)- فيُخرَجُ منه رُبُعُ العُشرِ، وأيضًا يَدخُلُ فيها زَكاةُ الأنعامِ والماشيةِ، وزَكاةُ الزُّروعِ والثِّمارِ، وعُروضِ التِّجارةِ، وزَكاةُ الرِّكازِ، بحسَبِ أوقاتِها وأنصبتِها المُقدَّرةِ شرعًا، ومَصارفُ الزَّكاةِ قدْ بيَّنَها القُرآنُ في قولِه تعالَى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ} [التوبة: 60]، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فإنْ هُمْ أطاعوا لك بذلك «فإيَّاك وكَرائمَ أموالِهم»، أي: فيَنْبغي ألَّا يَأخُذَ في الزَّكاةِ نَفائسَ الأموالِ وأفضَلَها عِندَهم، بلْ يَأخُذُ مِن أواسطِ المالِ؛ حتَّى تَطِيبَ نفْسُ المُزكِّي لذلك، والنُّكتةُ فيه أنَّ الزَّكاةَ لِمُواساةِ الفُقراءِ، فلا يُناسِبُ ذلك الإجحافُ بمالِ الأغنياءِ إلَّا إنْ رَضُوا بذلك.
ثمَّ أوصاهُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنْ يَتجنَّبَ الظُّلمَ؛ لِئلَّا يَدْعوَ عليه المَظلومُ، وفيه تَنبيهٌ على المنْعِ مِن جَميعِ أنواعِ الظُّلمِ، والعِلَّةُ في ذِكرِه عَقِبَ المنْعِ مِنْ أخْذِ الكرائمِ الإشارةُ إلى أنَّ أخذَها ظُلْمٌ، ثُمَّ بيَّنَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَطَرَ دَعوةِ المَظلومِ بقولِه: «فإنَّه ليس بيْنه وبيْنَ اللهِ حِجابٌ»، يعني: إنَّها مَسموعةٌ مُستَجابةٌ لا تُردُّ.
وفي الحديثِ: الدُّعاءُ إلى التَّوحيدِ قَبْلَ القِتالِ.
وفيه: تَوصيةُ الإمامِ عاملَه فيما يَحتاجُ إليه مِنَ الأحكامِ وغيرِها.
وفيه: التَّحذيرُ مِن الظُّلمِ. الدرر السنية
Hadith translation and Explanation: English French Spanish Turkish Urdu Indonesian Bosnian Bengali Chinese Persian Tagalog Indian Vietnamese Sinhalese Uyghur Kurdish Hausa Portuguese Malayalam Telugu Swahili Tamil Burmese German Japanese Pashto Assamese Albanian : https://hadeethenc.com/en/browse/hadith/3390
شرح ابن عثيمين تحت الخط
بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وكانت بعثته إياه في ربيع من السنة العاشرة من الهجرة، بعثه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وكانوا أهل كتاب، وقال له: ((إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب))، أخبَرَه بحالهم لكي يكون مستعدًّا لهم؛ لأن الذي يُجادِلُ أهلَ الكتاب لا بد أن يكون عنده من الحُجَّة أكثر وأقوى مما عنده للمشرك؛ لأن المشرك جاهل، والذي أوتي الكتابَ عنده علم، وأيضًا أعْلَمَه بحالِهم، ليُنزِلَهم منزلتهم، فيجادلهم بالتي هي أحسن.
ثم وجَّهه عليه الصلاة والسلام إلى أول ما يدعوهم إليه: التوحيد والرسالة، قال له: ((ادعُهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله)) أن يشهدوا أن لا إله إلا الله؛ أي: لا معبود بحقٍّ إلا الله سبحانه وتعالى، فهو المستحقُّ للعبادة، وما عداه فلا يستحق للعبادة، بل عبادته باطلة، كما قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [لقمان: 30].
((وأني رسول الله))؛ يعني مرسَلَهُ الذي أرسَله إلى الإنس والجن، وختم به الرسالات، فمن لم يؤمن به فإنه من أهل النار.
ثم قال له: ((فإن هم أجابوك لذلك)) يعني شهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله ((فأَعْلِمْهم أن الله افترَضَ عليهم خمسَ صلوات في كلِّ يوم وليلة)) وهي الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر، لا يجب شيء من الصلوات اليومية إلا هذه الخمس، فالسُّنن الرواتب ليست بواجبة، والوتر ليس بواجب، وصلاة الضحى ليست بواجبة، وأما صلاة العيد والكسوف فإن الراجح هو القول بوجوبهما، وذلك أمر عارض له سببٌ يختص به.
ثم قال له: ((فإن هم أطاعوا لذلك فأَعْلِمْهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم، فتُرَدُّ في فقرائهم))، وهذه هي الزكاة، الزكاة صدقة واجبة في المال تؤخذ من الغني، وتُرَدُّ في الفقير. الغني هنا من يملِك نصابًا زكويًّا، وليس الغني هنا الذي يملك المال الكثير، بل من يملك نصابًا فهو الغني، ولو لم يكن عنده إلا نصابٌ واحد، فإنه غني، وقوله: ((تُرَدُّ في فقرائهم))؛ أي: تصرف في فقراء البلد؛ لأن فقراء البلد أحَقُّ من تُصرَفُ إليهم صدقات أهل البلد؛ ولهذا يخطئ قوم يرسِلون صدقاتِهم إلى بلاد بعيدة، وفي بلادهم من هو محتاج، فإن ذلك حرامٌ عليهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تؤخذ من أغنيائهم، فتُرَدُّ إلى فقرائهم))، ولأن الأقربين أولى بالمعروف، ولأن الأقربين يعرِفون المال الذي عندك، ويعرفون أنك غني، فإذا لم ينتفعوا بمالك فإنه سيقع في قلوبهم من العداوة والبغضاء، ما تكون أنت السبب فيه، ربما إذا رأوا أنك تُخرِجُ صدقة إلى بلاد بعيدة وهم محتاجون، ربما يعتدُون عليك، ويُفسِدون أموالك؛ ولهذا كان من الحكمة أنه ما دام في أهل بلدك من هو في حاجة ألا تَصرِفَ صدقتك إلى غيره.
ثم قال له صلى الله عليه وسلم: ((فإن هم أطاعوا لذلك))؛ يعني انقادوا ووافقوا، ((فإياك وكرائمَ أموالهم))؛ يعني لا تأخذ من أموالهم الطيِّبَ، ولكن خُذِ المتوسط، ولا تَظلِم ولا تُظلَم، ((واتق دعوة المظلوم))؛ يعني أنك إذا أخذتَ من نفائس أموالهم، فإنك ظالمٌ لهم، وربما يدْعون عليك، فاتقِ دعْوتَهم ((فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)) تصعد إلى الله تعالى، ويستجيبها، هذا هو الشاهد من هذا الحديث في الباب الذي ذكره المؤلف فيه؛ أن الإنسان يجب عليه أن يتقي دعوة المظلوم.
ويُستفاد من هذا الحديث فوائد كثيرة، منها ما يتعلق بهذا الباب، ومنها ما يتعلق بغيره، فينبغي أن يعلم أولًا أن الكتاب والسُّنة نزلا ليحكُما بين الناس فيما اختلَفوا فيه، والأحكام الشرعية من الألفاظ، مما دلت عليه منطوقًا ومفهومًا وإشارة، والله سبحانه وتعالى يفضِّل بعض الناس على بعض في فهم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا لما سأل أبو جُحيفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه: هل عَهِدَ إليكم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئًا؟ قال: "لا، إلا فهمًا يؤتيه الله تعالى من شاء في كتابه، وما في هذه الصحيفة"، وبيَّن له ما في تلك الصحيفة فقال:" العقل، وفكاك الأسير، وألا يُقتَلَ مسلمٌ بكافر"، الشاهد قوله: "إلا فهمًا يؤتيه من شاء في كتاب الله".
فالناس يختلفون، والذي ينبغي لطالب العلم خاصةً أن يحرص على استنباط الفوائد والأحكام من نصوص الكتاب والسنة؛ لأنها هي المورد المعين، فاستنباط الأحكام منها بمنزلة الرجل يَرِدُ على الماء فيستقي منه في إنائه فمُقِلٌّ ومستكثر. ولاكمال فوائد واستنباطات الحديث شرح ابن عثيمين لرياض الصالحين
في المرة الأولى التي تم فيها الإبلاغ عن ذبح أصدقائنا، كان هناك صرخة رعب. ثم تم ذبح مئة. ولكن عندما تم ذبح ألف ولم يكن هناك نهاية للذبح، انتشرت بطانة من الصمت. عندما يأتي الظُلم مثل المطر الساقط، لا أحد يصرخ "توقف!"
عندما تتكدس الجرائم تصبح غير مرئية. عندما تصبح المعاناة لا تُطاق، لم يعد يُسمع أصوات الصرخات. الصرخات، أيضًا، تتساقط مثل المطر في الصيف.
أشهدك يا ربي أنّي لستُ مسامحًا من ظلمني عمدًا - حسدًا وكيدًا -، كما أشهدك يا ربي وأشهد عبادك أنني دائم الدعاء عليهم بأسمائهم حتى أراهم في أسفل السافلين، وإنّي على يقين بأنَّك يا ربي مجيبٌ دعوتي وشافٍ صدري
البعض يستغرب من تكرار النمط ذاته في علاقاته، خيانه مستمره، نفاق مستمر، كذب مستمر، أشخاص مزيفين وغيرها من الأمور المزعجه والصادمه، هؤلاء يقفزون من علاقة إلى أخرى بمجرد أن يخف ألم العلاقة السابقة، متجاوزين بذلك فترة التفكر وفهم الدرس الذي تحمله تلك العلاقة قبل استقبال الجديدة...
"لا يأمنن ظالم، ولو مدّ الله له ومنحه قوة وأعطاه مالاً، ولا ييأسن مظلوم ولو ابتلاه الله فقدر عليه الضعف وكتب عليه الفقر، ولا يفتحن فمه ملحد فاجر فإن لهذا الكون إلهًا منتقمًا جبارًا عادلاً، يُمهل ولا يُهمل، ويمد للظالم ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر"