#قاتمة | Explore Tumblr Posts and Blogs

philosopher-blog · 1 month

Text

في أوقات الشدة، كثيرا ما يقال إن الله يحب أولئك الذين يظهرون الصبر الحقيقي. وهذا المفهوم متجذر بعمق في التعاليم الإسلامية، وهو بمثابة مصدر قوة وراحة للمؤمنين الذين يواجهون تحديات في حياتهم.

الصبر، فضيلة لها أهمية كبيرة في الإسلام. لا يتعلق الأمر ببساطة بتحمل الصعوبات أو انتظار تحسن الأمور؛ بل هي عقلية وطريقة للتعامل مع التجارب والمحن بمرونة وثقة وثبات.

عندما نظهر الصبر الحقيقي، فإننا نظهر إيماننا بحكمة الله وخطته. نحن نعترف بأنه يتحكم في كل شيء وأن كل صعوبة نواجهها هي اختبار مصمم لتقوية إيماننا وشخصيتنا. ومن خلال ممارسة الصبر، فإننا نسلم أنفسنا لإرادة الله ونثق في أنه يعرف ما هو الأفضل لنا، حتى عندما تبدو الأمور قاتمة.

أحد الجوانب الرئيسية للصبر في الإسلام هو فكرة الثبات في مواجهة الشدائد. وهذا يعني عدم فقدان الأمل أو الاستسلام لليأس، بل البقاء ملتزمين بإيماننا ومعتقداتنا بغض النظر عن التحديات التي تعترض طريقنا. إنه ينطوي على تحمل المصاعب بنعمة وكرامة، مع العلم أن الله موجود دائمًا ليدعمنا ويرشدنا خلال الأوقات الصعبة.

الصبر يعني أيضًا الحفاظ على موقف ونظرة إيجابية، حتى عندما تكون الأمور صعبة. إنه تذكير بأن التجارب والمحن هي جزء من رحلة الحياة وأنها يمكن أن تكون بمثابة فرص للنمو والتعلم وتحسين الذات. ومن خلال إظهار الصبر في مواجهة الشدائد، فإننا نظهر مرونتنا وتصميمنا على التغلب على العقبات والخروج أقوى على الجانب الآخر.

علاوة على ذلك، فإن الصبر صفة تحظى بتقدير كبير في التعاليم الإسلامية. إن القرآن مليء بالآيات التي تمجد فضائل الصبر والمثابرة، وتؤكد أهميته في حياة المؤمن. على سبيل المثال، في سورة البقرة، الآية 155-157، يقول الله تعالى: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين وإذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون».

تسلط هذه الآية الضوء على فكرة أن الصبر ضروري لتجاوز تجارب الحياة ومحنها. إنه تذكير بأن الصبر والثبات في مواجهة التحديات هو علامة على إيمان المرء وثقته في خطة الله.

وفي الختام، فإن مفهوم أن الله يحب أولئك الذين يظهرون الصبر الحقيقي هو تذكير قوي للمؤمنين بالمثابرة في مواجهة الشدائد. ومن خلال ممارسة الصبر، فإننا لا نعزز إيماننا وشخصيتنا فحسب، بل نقترب أيضًا من الله ورحمته ومحبته اللامتناهية. لذلك، في أوقات الشدة، دعونا نتذكر أهمية الصبر كأداة قوية للتغلب على تحديات الحياة ووسيلة لتعميق علاقتنا بالله.

In times of hardship, it is often said that Allah loves those who demonstrate true patience. This concept is deeply rooted in Islamic teachings and serves as a source of strength and comfort for believers facing challenges in their lives.

Patience, or "sabr" in Arabic, is a virtue that holds great significance in Islam. It is not simply about enduring difficulties or waiting for things to get better; rather, it is a mindset, a way of approaching trials and tribulations with resilience, trust, and steadfastness.

When we show true patience, we are demonstrating our faith in Allah's wisdom and plan. We are acknowledging that He is in control of all things and that every hardship we face is a test designed to strengthen our faith and character. By practicing patience, we are essentially surrendering ourselves to Allah's will and trusting that He knows what is best for us, even when things seem bleak.

One of the key aspects of patience in Islam is the idea of remaining steadfast in the face of adversity. This means not losing hope or giving in to despair, but rather staying committed to our faith and beliefs no matter what challenges come our way. It involves enduring hardships with grace and dignity, knowing that Allah is always there to support us and guide us through difficult times.

Patience is also about maintaining a positive attitude and outlook, even when things are tough. It is a reminder that trials and tribulations are part of life's journey and that they can serve as opportunities for growth, learning, and self-improvement. By showing patience in the face of adversity, we are demonstrating our resilience and determination to overcome obstacles and emerge stronger on the other side.

Furthermore, patience is a quality that is highly praised in Islamic teachings. The Quran is replete with verses that extol the virtues of patience and perseverance, emphasizing its importance in a believer's life. For example, in Surah Al-Baqarah, verse 155-157, Allah says: "And We will surely test you with something of fear and hunger and a loss of wealth and lives and fruits, but give good tidings to the patient, Who, when disaster strikes them, say, 'Indeed we belong to Allah, and indeed to Him we will return.'"

This verse highlights the idea that patience is essential for navigating life's trials and tribulations. It is a reminder that staying patient and steadfast in the face of challenges is a sign of one's faith and trust in Allah's plan.

In conclusion, the concept that Allah loves those who demonstrate true patience is a powerful reminder for believers to persevere in the face of adversity. By practicing patience, we are not only strengthening our own faith and character but also drawing closer to Allah and His infinite mercy and love. Therefore, in times of hardship, let us remember the importance of patience as a powerful tool for navigating life's challenges and as a means to deepen our connection with the Divine.

20 notes · View notes

thewetwriter · 20 days

Text

معايدة ..

لم تسعني الليلة الغرفة بأمتارها ، و لا الفضاء برحابته ، ثقل صدر بات ينكل بي في صمت ، يثقل كاهلي المسكين الذي بالكاد لازال قادرا على تحمل هيكلي البائس هذا ..

نوبات هلع هي الأخرى لم تفارق أنفاسي منذ أشهر رغم محاولاتي المتتالية ، عزيزتي، تهذيب نفسي و ترويضها على ان تنعم و لو لمرة بعيش القليل من هذه الحياة كبنات سنها إلا أنني لم استطع ذلك صديقني بتاتا ،

كان الامر اشبه بتعبئة كلتا يداي ماء ، ليجدهما فاه هذا قفرا مع اول محاولة لبلوغهما .. و كيف لي ان ابتلع مابقي من قطرات مسكينة تشبهني لم تستطع بدورها الفلات من بين مضيق اصابعي البائسة هذه ..

لا اعرف ان سمعتي يوما بحالة مرضية تكنى بال*أكروماتوبسيا* و هي ببساطة عدم قدرة المرأ على تحري الألوان ، كل ما يمكن رؤيته هو أبيض أو أسود ، ورغم تبرئتي اكلينيكيا إلا أنني أجزم قطعا أنني لم أرى الحياة يوما بألوانها ، كانت و لازالت جامدة ، غليظة ، سوداء قاتمة لا بياض فيها ..

الكثير من الأشياء لا يمكن تفسيرها قط مهما بلغ العلم مبالغه ،

فإن قلت مثلا أن إسم * ألخندرو * يليق بي أكثر ، ستضحكين ضحكتك الساخرة تلك * ، بيد أن هذه ليست مزحة ، فأكاد أجزم لك مرة أخرة أن بداخلي روح غجرية الأصول.. الخوف من الغد الذي تحمله و من الناس ، التأهب الذي أنا عليه و تفكيري المتواصل في ما مضى لا يمكن أن يكون محض صدفة مارقة .. هو خوف متأصل ترعرت جذوره من المطاحن الدامية التي عاشها الأسلاف ..

و إن قلت أن من أسباب كرهي للعيد تحديدا ، هو تأكدي المتكرر كل عيد من عبثية قانون الزمان الذي بمقتضاه ينص علم النفس على عدم الوحدانية المطلقة للزمان المتعارف عليه ، ففي كل واحد منا زمان آخر معاييره مغايرة تماما لوقتنا الخارجي ، كون الواحد منا يمكن أن يعيش حياة كاملة بسنواتها و بتجارب خارقة مدققة في مدة لاتتجاوز 4 ثواني من الزمان المعتاد الذي أخط فيه هذه الكلمات .. رؤية الناس تكبر و تتقدم في الحياة من سنة إلى أخرى في حين أن ، الأخرق خاصتك ، لازال قابعا في مكانه ، لايدري أين مفره من الحياة ، تجعل من وطئة العيد ثقيلة و حرجة على صدري الضيق هذا .. كون السنة إلى السنة الأخرى في زماننا هذا باتت أسرع من سرعة الضوء ، الشيء الذي يجعل الوقت في داخلي يبدو أبطئ بكثير أمام الساعة و عقاربها ، الشيء نفسه الذي جعل من السرير البارد أكبر أمل لي مؤخرا..

ربما فقدت عقلي كما تخمنين الآن ،

رغم ذلك

رغم ثقل الحياة بوعييها و أعيادها المقيتة المملوءة نفاقًا و رياءا ..

صدقيني إن قلت أنني

لم و لن أفقد يوما حماس و إخلاص كافكا حينما قال لملينا خاصته * لو أَحبَكِ مليون فأنا منهم، وإذا أَحبَكِ واحد فهذا أنا، وإذا لمْ يحبك أحد فاعلمي حينها أنّي مت *

-أحمد.الشماخي

16 notes · View notes

cutyrozy · 4 months

Text

أختبىء في زاوية صغيرة ؛ صغيرة جدا داخلي ؛ وحدها تسعني حين يضيق عالمي ، وتغلِّق السمٰوات أبوابها ، ويختفي الطريق كسرابٍ غاب ، وأتحوَّل لغيمة سوداء قاتمة تحبس الأمطار وتختفي بمجرد النظر إليها ، وكلّما ذهبت إليها لا أجد سوى ذراعيك تحاوطني 💙

#جهاد_كمال

22 notes · View notes

humanitysworld · 5 months

Text

طالَ ليلي مثلما جرت العادة مؤخراً، وهذه المرة بقيتُ إلى أن حلَّت الشمس على عينَي الغائمتين. غيوم بداخلهما حمراء وأخرى حولهما قاتمة، لكني لا أرفض ضوءَ الشمس. بل إنني بكل ما يغمرني من سواد أحدّق في شروقها. أتأملها وهي منهمكة بعملها اليومي الدؤوب، توزعّ أشعتها على النوافذ، وتربُت بدفئها على أسطح المنازل.

في السابق كنتُ أنظر إلى شروق الشمس على أنه الفرج الذي يعقب الظلام، كان نظري بدائيا؛ فإما أن أرى أسوداً حالكا أو أبيضا ناصعاً. إلى أن انتبهتُ إلى وجود الأيام الغائمة الرّمادية.

استصعبتُ أُلفة الرّمادي في البداية، ولكنني الآن أعرفه جيداً، حتى أنه صار له طعم في فمي، يشبه طعم المعدن، عندما تشرَب عليه القهوة مثلاً سترغب في الاحتجاج على النّادل، قبلَ أن تدرك أنه يوم رمادي فقط، فتتجرع قهوتك دفعةً واحدة فقط لتخفِّف آثارَ الأرق.

#إنسان #الحياة

20 notes · View notes

88gadah · 2 months

Text

هذه الفترة كل الأماكن التي كنت اشعر فيها بالأمان باتت ضيقة قاتمة حتى رحابة صدرك ومحبتك لي خانقة افكر فيها وأنظر لها كحبل مشنقة يرغب به شخص يائس من كونه على الوجود!

16 notes · View notes

a5bar24 · 1 year

Text

بداية قاتمة لعام 2023.. تقرير يرصد وفيات المهاجرين عبر المتوسط

وصفت منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، الأشهر الثلاثة الأولى من 2023 بأنها الأكثر قتامة خلال السنوات الست الماضية، بالنسبة للمهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط في قوارب المهربين. وقالت المنظمة، في تقرير، إن من بين العوامل الرئيسية التي أدت إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين المهاجرين في المتوسط تأخر الدول في بدء عمليات الإنقاذ، إضافة إلى الغياب التام للاستجابة في بعض حالات طلب…

View On WordPress

#أخبار #المتوسط #المهاجرين #بداية #تقرير #عبر #قاتمة #لعام #وفيات #يرصد

0 notes

cairoman · 2 months

Text

كنت قاعد اتكلم مع واحد صاحبي و بيكلمني عن طموحاته في الحياة الهادئة و كوباية شاي العصاري في البلكونة اللي فيها زرع و كتاب يقرأه قبل النوم و زيارة حد من الأهل كل اسبوع .. و أنه مبيعملش اي حاجة من دي لانه مستحيل لانه اصلا بيخلص شغل بالليل و يروح يادوبك يتلقح علي السرير و ينام و مفيش وقت يشوف أهله في نفس البيت و يقعد معاهم … صديقي بيقولى أنه هيعمل الكلام ده كله إن شاء الله لما يطلع معاش بقى.. فكرت شوية و قولت له معاش ايه ..قولت له احنا مش هنطلع معاش احنا جيل هيكمل حياة شغال لحد ما يقع من طوله من الارهاق و التعب و يموت .. الصورة قد تكون قاتمة إلي حد كبير ..لكنها بالضبط تكمله للواقع اللي احنا عايشين فيه و كل يوم بيختلف عن تجربة الجيل اللي قبلنا .. تطلع معاش ليه ..هو أنت كنت بتشتغل بطريقة آدمية زي ما كان هو بيشتغل ؟! كنت بتشتغل نفس ساعات عمل الجيل السابق ؟! بتأخد تأمين اجتماعي و طبي و دعم مباشر و غير مباشر زي ما كان هو بياخد؟! ما كل ده بيتسحب منك يوم بعد يوم … اسمعني هتحافظ علي اخر حته اللي هي المعاش التقاعدي المحترم اللي يكفيك .. ده إذا كنت محظوظ و شغال في مكان بيدفع تأميناتك ..و اذا كان ده حاصل .. التضخم الحالي و المستقبلي و رفع كل أنواع الدعم .. كل ده كفيل يخلي معاشك التقاعدي جوزين جنيهات !؟! غير الواقع الاجتماعي العالمي قرر أنه مفيش داعي الناس ترتاح اصلا .. خليهم شغالين .. فرنسا رفعت سن التقاعد السنة دي من 62 ل 64 و اليابان رفعت سن التقاعد من 61 ل 65 مصر رفعت سن المعاش بردو من 60 ل 65 ايطاليا سن المعاش فيها بقي 68 سنة و سويسرا 67 .. الخ انت بقيت مطالب تشتغل و تدفع تأمينات اكتر و تستمتع بمعاشك التقاعدي فترة أقل .. خليك شغال زي الطور في ساقية … كل امتيازات اللي الناس اخدتها و حاربت عليها علي مدار قرن من الزمان بتتبخر تماما .. و أن المعاش الجميل و حق الناس في الحصول علي راتب تقاعدي و راحة من الشغل اللى حصلت الشعوب لاول مره علي ايد أوتو فون بسمارك في المانيا في نهاية القرن التاسع عشر.. أصبح من الماضي .. المانيا نفسها بقي سن التقاعد فيها علي 67 و في منادة لان يكون السن 70.. قصدي ايه من الكلام المحبط ده … إن احلام الحياة الهادئة و الرغدة دي هتفضل احلام و أن احنا هنفضل طول عمرنا خيل حكومة بنشتغل بنشتغل بنشتغل .. فلو نفسك في يوم تقعد في البلكونة مع شريك حياتك .. زوغ من الشغل و اقعد دلوقتي و متأجلهاش لحد ال 65 أو ممكن تبقي 70 مع الوقت .. و لو عايز تزور حد ..زوره من دلوقتي ..إذا عرفت تضبط مواعيدك و مواعيده اصلا

#personal

7 notes · View notes

tenebbris-blog · 8 months

Text

عدة أيام في القاهرة من المفترض كانوا لتسهيل اتخاذ قرار ما إلا أنهم تركوني بتوهة أعمق و أكثر ما يمكن أن يحمله شخص نحو مدينة من مشاعر مختلطة، زخم الحياة الكاسح الماحي للروح، الشقاء الغائر في الوجوه، التراب و أشياء منسية في كل ركن، حركة دائمة، كله من مكان إلى آخر، لا يوجد وقت للتوقف و النظر إلى زهرة تقاوم قبحًا في عشوائية رمسيس لأن السائر خلفك هيصدمك، و يلومك، أو يطلب منك أن تساعده في حمل شئ ما، أو عن السبيل إلى مصلحة ما، و أنت أصلا تائه، في المكان بطبيعة الحال، و توهة أكبر في نفسك، لأننا كائنات لا توجد حدود واضحة لفصل ذواتها الداخلية السائلة في المكان و الزمان، تجد نفسك في خضم شئ ما، لا يد لك فيه، و لما تبحث عن زاوية لالتقاط أنفاسك، تجدها مشغولة، موقف سيارات أو فرشة لبائع لحوح، أو سرير -شي أقرب إليه- لمتشرد، الجو حار، تكتسب عصبية أهل المدينة، تنتظر سيارة، تدافع، تكتم سبة و تسير، من المستحيل تطويع المسافات هنا، تعود صاغرا، مترو مكتظ، شحاذين، تراقب وجه سيدة بقدم واحدة فور خروجها من الباب، مسرح، المزيد من السير، مباني رائعة متروكة، متربة، نصف مهدمة، تسرق لحظة ساكنة من الحر بكوب قصب بارد، لا تملك رفاهية التساؤل عن مدى نظافة الكوب لكن تتساءل: هل هذا أنا؟ تهز إمكانية مدى تخلخل طباعك أمام جنون مدينة في ظهيرة صيف، تعبر طريقا، و المدينة كلها عبور لطرق، تصدمك دراجة نارية (موتوسيكل) تتألم و تمسك برأسك و بجانبك، تعتذر بعدها بدقائق للسائق لأنه رجل كبير طيب، تعرض عليه أن تسير معه إلى منزله، تسند له دراجته، كان ينزف، أنا دكتور، تحتاج غرزتين، أنا آسف يا حاج، حقك عليا، أصل أنا مش من هنا، يحلف عليك أن تغادر و أنه حصل خير، يربت على كتفك، تحزن أكثر فتربت على كتفه، تغادر ببطء أكبر و بأسف متأصل. تقضي مصلحتك، يوجد عندنا إحدى عشر سريرا، عشر نبطاشيات بالشهر، ستتعب في البداية، هتسافر مش كدا؟ تصافحه و تشكره على وقته، و يدعو لك بالخير، تلاحظ عودة الكرب إلى وجهه و أنت تغادر. سيارات الجيزة؟ الناحية الأخرى، هنا الجيزة؟ عدي الكوبري. الجيزة هنا؟ زجاجة الماء الرابعة، بارد، مريح، تشرب، تمسكها بيدك و تسير، لو سمحت ممكن أشرب؟ تفضل انا خلاص شربت، شكرا جدا، شكرا. سير، حر، تعب، و ألم.

في الليل، عمرو دياب يعبر بين ضجيج متعب، كرسيان خشبيان على قهوة في شارع متفرع من التحرير، كوبان من الشاي بالنعناع، و صديق يعرفك و تعرفه، أكثر خبرة منك و علمًا بالمدينة، تتحدثان الليل بطوله، تضحكان فتشعر بروحك تعود، ببطء، تتناولان كمية غير قليلة من اللحوم، توجس مع كل لقمة، النادل يضع شربة كوراع أمامكما، لم نطلبها، لا ديه من المتر، رجل كويس، لا أستطيع تقدير البقشيش المطلوب، ستتعلم. مطهر معوي و تتوضئان للفجر، تنظر للسقف بفم مفتوح، تربع قدمك، تخط بيدك فوق السجادة، تدرك أن الله هنا و هناك، تشعر ببعض الراحة، تدعو بالهداية و بالخير، اللهم لا تكلني إلى نفسي، دبر أمري. تسيران في محمد محمود، تخرجان للميدان، رجال في زي أمن يتناثرون، يتدثرون بالظلام، تشعر برهبة عابرة فيرمي صديقك السلام، يرد العسكري و ينظر الضابط بعيدا. شكل مفيش مرة تانية.

تودع صديقك و دليلك عند عبد المنعم رياض، يخبرك بقصته في حماسة، يحب التاريخ و أنت تحب الاستماع، تصافحه و تتفقان على اللقاء بعد أسبوعين. تركب شيئا للسيدة زينب، تنتظرك هناك حرارة قاتمة، و شاب طيب من بني سويف يحدثك بأنه لا يحب العيش هنا و لكن أكل العيش. تنام.

في نهاية آخر الأيام، أترك الأمور مُعلَقة، لا أستطيع الفصل، الكثير الثقيل من قرارات بدون خبرة كافية أو الوقت لتحمل ما يطيش، أتحرك؟ أظل في مكاني؟ هنا أم هناك؟ غربة أم غربة أكثر؟ طيب أين سأضع مكان لها -ضميرًا غائبًا- وسط كل هذا؟ طيب أريد و أريد و لكن لا أستطيع، إذن تحمل كي تستطيع، و لكن؟ طريقك وحدك، لإمتى؟ طيب ليه كل ده؟ متسألش، الوقت يجري، و الظلال الطويلة ستبتلعك، أنا كنت بحب أعمل إيه؟ مش مهم، امشي، اتحرك، غادر، سافر. تتسارع أنفاسك، تصرف أفكارك المتتابعة كأعمدة الطريق أمامك، الطريق طويل، و أنت وحدك، تتحرك و تسأل لأنك تخاف، و لا يوجد ما تسكن إليه، تعود، هنا الآخر يا حضرات. مشاريع اسكندرية منين يسطا؟ عدي الطريق.

14 notes · View notes

philosopher-blog · 1 month

Text

“عندما تلاحظ أن الإنتاج يحتاج إلى الحصول على ترخيص من أولئك الذين لا ينتجون أي شيء؛ عندما تتحقق من أن الأموال تتدفق إلى أولئك الذين لا يتاجرون في السلع بل في الخدمات؛ عندما ترى أن الكثيرين يصبحون أغنياء عن طريق الرشوة والنفوذ أكثر من عملهم، وأن القوانين لا تحميك منهم، بل على العكس، هم من يحمون منك؛ عندما تكتشف أن الفساد موجود كمكافأة ويصبح الصدق تضحية بالنفس، عندها يمكنك أن تؤكد، دون خوف من الوقوع في الخطأ، أن مجتمعك محكوم عليه بالهلاك."

يتعمق هذا الاقتباس من آين راند في القضايا العميقة المتعلقة بالفساد والمحسوبية والظلم في المجتمع. إنه يرسم صورة قاتمة لعالم يسود فيه التقليل من قيمة الإنتاجية والعمل الصادق، ويتوحش التلاعب وخيانة الأمانة. إن ملاحظة أن أولئك الذين ينتجون يجب أن يطلبوا الإذن ممن لا يفعلون ذلك، وأن الأموال تتدفق غالبا إلى من لا يستحقونها، تسلط الضوء على وجود نظام غير متوازن.

إن فكرة جمع الثروة من خلال الرشوة والنفوذ بدلاً من العمل الجاد تقوض الأساس الذي يقوم عليه المجتمع العادل . وعندما تفشل القوانين في حماية الشرفاء وبدلاً من ذلك حماية الفاسدين، فإن ذلك يؤدي إلى تآكل الثقة في النظام وتعزيز ثقافة الإفلات من العقاب.

في مثل هذا المجتمع، يزدهر الفساد، وتكون النزاهة أمرًا نادرًا غالبًا ما يُعاقب عليه بدلاً من مكافأته. إن فكرة أن يصبح الصدق تضحية بالنفس في بيئة فاسدة تتحدث كثيرًا عن الانحلال الأخلاقي الذي يمكن أن يتغلغل في المجتمع.

ويعد هذا الاقتباس بمثابة تحذير صارخ حول المسار الخطير الذي يسلكه المجتمع عندما يصبح الفساد هو القاعدة ويصبح الصدق مسؤولية. ويدعو إلى اليقظة ضد مثل هذه العلل المجتمعية والحاجة إلى دعم قيم النزاهة والمساءلة والعدالة لمنع الانزلاق إلى حالة محكوم عليها بالفشل.

من المؤكد أن المقطع يلخص التأثير الضار للفساد على المجتمع ببلاغة. يقوض الفساد مبادئ الجدارة والإنصاف والعدالة، ويخلق نظاما حيث يكافأ عدم الأمانة في حين يتم حرمان المساعي الصادقة. ويؤدي هذا إلى انهيار الثقة في المؤسسات والشعور بخيبة الأمل بين السكان.

إن انحراف القيم، كما هو موضح في المقطع، يرسل رسالة قوية حول آثار الفساد المدمرة على النسيج الأخلاقي للمجتمع. فعندما تصبح النزاهة مسؤولية ويزدهر الفساد دون رادع، فإن ذلك يخنق الابتكار والإبداع والتقدم الحقيقي. يتم إعاقة الإنتاجية عندما لا يعود النجاح مرتبطًا بالعمل الجاد والموهبة، بل بالممارسات والعلاقات غير الأخلاقية.

ويعد التحذير الصادر في المقطع بمثابة تذكير بالحاجة الملحة لمكافحة الفساد ودعم مبادئ النزاهة والعدالة. ويدعو الأفراد إلى مقاومة إغراء المكاسب غير الشريفة والدعوة إلى نظام يدعم الشفافية والمساءلة والسلوك الأخلاقي. ومن خلال الوقوف ضد الفساد وتقدير الصدق، يمكن للمجتمع أن يسعى جاهدا للحفاظ على أساسه الأخلاقي وتجنب الانزلاق إلى الفوضى والانحطاط.

“When you notice that to produce you need to obtain authorization from those who do not produce anything; when you verify that money flows to those who do not traffic in goods but in favors; when you perceive that many become rich through bribery and influence more than through their work and that the laws do not protect you against them but, on the contrary, they are the ones who are protected against you; when you discover that corruption is rewarded and honesty becomes a self-sacrifice, then you can affirm, without fear of being wrong, that your society is doomed.”

This quote by Ayn Rand delves into the deep-seated issues of corruption, favoritism, and injustice in society. It paints a bleak picture of a world where productivity and honest labor are undervalued, while manipulation and dishonesty reign supreme. The observation that those who produce must seek permission from those who do not, and that money often flows to the undeserving, highlights a system out of balance.

The notion that wealth is amassed through bribery and influence rather than hard work undermines the very foundation of a fair and just society. When laws fail to protect the honest and instead shield the corrupt, it erodes trust in the system and fosters a culture of impunity.

In such a society, corruption thrives, and integrity is a rarity that is often punished rather than rewarded. The idea that honesty becomes a self-sacrifice in a corrupt environment speaks volumes about the moral decay that can permeate a community.

the quote serves as a stark warning about the dangerous path a society treads when corruption becomes the norm and honesty becomes a liability. It calls for vigilance against such societal ills and the need to uphold values of integrity, accountability, and fairness to prevent the descent into a doomed state.

Absolutely, the passage encapsulates the detrimental impact of corruption on society eloquently. Corruption undermines the principles of meritocracy, fairness, and justice, creating a system where dishonesty is rewarded while honest endeavors are disadvantaged. This leads to a breakdown of trust in institutions and a sense of disillusionment among the population.

The perversion of values, as highlighted in the passage, sends a powerful message about the corrosive effects of corruption on the moral fabric of a society. When integrity becomes a liability and corruption thrives unchecked, it stifles innovation, creativity, and genuine progress. Productivity is hindered when success is no longer linked to hard work and talent, but to unethical practices and connections.

The warning issued in the passage serves as a reminder of the urgent need to combat corruption and uphold principles of integrity and fairness. It calls on individuals to resist the allure of dishonest gains and advocate for a system that champions transparency, accountability, and ethical behavior. By standing up against corruption and valuing honesty, a society can strive to preserve its moral foundation and avoid descending into chaos and decay.

16 notes · View notes

ahmed33k · 9 months

Text

مطارداً النوم اللعين، الأرق سلب راحته، كبله بقيوده، مستغرقاً في تفكير عقيم، تنهيدة يسيرة.. صمتٌ يحيطه بصخبٍ كئيب؛ دون مقدمات.. تلوح له ذكريات سيئة بين الفينة والأخرى، تنهيدة أخرى.. تقلب مرارا في فراشه محاولاً النسيان، فتح عينيه، ظلامٌ دامس، جعله يرتسم في مخياله صُورٌ قاتمة، بين حيثياته تراءى له طيفٌ كالحٌ.. الموت! ثمة رضاً تامْ، يظلّ أفضل خيار.. الطيف تلاشى، تنهيدة عميقة أطول من سابقتيها، نهض من فراشه.. تحرّجَ من لعن الشيطان فآثرَ لعن نفسه.. فلعنها!

#خواطري #نص عبثي #عبثية #أرق

8 notes · View notes

thedosky · 9 months

Text

الفرق بين الموجة الاكتئابية وبين الاتزان النفسي خط رفيع غير مرئي. الإنسان يتجاوز الخط ده دخولا إلى موجة كل فترة فجأة وببساطة، هكذا زي السلامو عليكوا. لكن الخروج من موجة اكتئابية لا يمكن يكون ببساطة، لازم قرار واعي ومجهود شاق وانفلات عن أكتر منطقة أمان وراحة إنسانيًا، ألا وهي الاكتئاب.

اللافت إن الاكتئاب عالم موازي مستقل ليه ظروفه واعتباراته. كل حاجة في العالم ده مختلفة، الألوان والأصوات واللغة، حتى الإنسان نفسه، أول ما يدخله بيبقى شخص مختلف تمامًا! شخص منتمي لهذا العالم وبيمشي بقواعده وأصوله وومبيبقاش عايز يخرج منه، لأن الخروج بيبقى مرهق وأحيانًا مخيف، والأخطر، إن ال��روج ملوش أهمية! أصل هروح العالم التاني ده ليه والحقيقة كلها هنا؟! هنا في انعدام الجاذبية، في الانسياب بلا أي وزن داخل فضاء نَفسي شديد السكون.

وعلى جانب آخر، لما بتخرج وترجع للعالم الواقعي بتلاقي نفسك جزء منه وبتمشي بقواعده وأصوله وبتشعر إن الحقيقة هنا برضه، في الواقع الملموس، واستخدام الطاقة الإنسانية في أفعال مادية زي الشغل والتمرين والمماراسات الاجتماعية وساعتها برضه تتمنى إنك مترجعش للاكتئاب تاني أبدًا عشان مرهق ومخيف!

في ظني إن الانهيارات النفسية جزء مهم من طبيعة الرحلة الإنسانية، وأهميتها زي أهمية الاستقرار النفسي، عشان وانت في موجة اكتئابية بتتواصل مع نسختك الإنسانية الأكثر صدقًا، ومن خلالها بتخرج ببصيرة حقيقية على داخلك وعلى العالم. بتفهم ازاي تتجاوز المشتات وازاي تواجه ذاتك وأفكارك من غير لف ودوران. وهي دي النقطة المحورية الحقيقية. التواصل مع الذات.

العالم حاليًا مجنون من كتر الدوشة والتشتيت، والإنسان وصل لمراحل غير مسبوقة من الإنكار والهروب من الذات وبالتالي الإنسان مبقاش ليه طاقة على فهم الموجات الاكتئابية وبالتالي الانهيارات النفسية بتتاعظم وتأثيرها بيتمتد زمنيًا ومعنويًا إلى الحد اللي بيصعب السيطرة عليه.

في ظني برضه وبناء على تجاربي الشخصية في المسألة دي، فالإنسان مبياخدش باله إنه انهار، هو فجأة كده بيلاقي نفسه اتسرسب من نفسه واتزحلق في دوامة قاتمة عدمية تتآكل في الدوامة دي المعاني، وفي نفس الوقت مبيلاقيش طاقة لإيجاد معنى لأي شيء فبيستقر فيها وبيسيب إيديه بقى وزي ما تيجي تيجي، لذلك أنا شايف إن الإنسان لو طور وعي معقول يساعده أثناء الموجات النفسية العنيفة دي هيقدر بشوية مجهود يتجاوزها أسرع.

أنا مقصدش الترويج للاكتئاب باعتباره شيء روش ولا حتى اقصد إن الاكتئاب مش محتاج عناية طبية أو محتاج شوية وعي ومجهود وخلاص. لكن بحاول استكشف الارتباك النفسي فلسفيًا على أمل إيجاد بعض الصلابة تُعين الإنسان على تجاوز أزمات يظن إن ملهاش أي معنى أو أحيانًا بيظن إن الأزمة دي سرمدية والأمر انتهى.

أكيد الاكتئاب المُشخص مرض خطير ومحتاج تدخل طبي لكن بتكلم عن مستويات معينة من الانهيارات النفسية بنوصفها بلغتنا الدارجة إنها اكتئاب. تجربتي الشخصية بتقول إنه يمكن الاستفادة من الأزمات النفسية، يمكن فعلا استغلالها للصالح النفسي برضه. ممكن الإنسان يكتشف في الموجات الاكتئابية عن نفسه ما لا يمكن اكتشافه في أوقات الاستقرار. ويمكن برضه فهم طبيعة الموجات دي والتعامل معاها لما تيجي تاني، عشان هي لازم هتيجي تاني.

19 notes · View notes

asabrry · 1 year

Text

ِعنكِ و إليك

سؤال: كيف تهرب من فكرة تملّكت عقلك حتى صارت مثلها كمثل النسيج المكون لخلاياه؟ و تعلق قلبك بها و كأنها شريان يمده بالحياة؟

تواجهنا مشكلة ما. لا أدري ما هي، و لكنني أتيقن من وجودها؛ فهي تقف حاجزًا عصيًّا بيني و بينك.

من الصعب جدًا أن أكتب عنك. مستحيل أن أحتوي ظاهرة طبيعية مثلك – بانطلاقتك و تدفقك – في أي عدد من الكلمات أو الصفحات. لكنني سأحاول… لأن البديل هو الانفجار

أنتي من عالم و أنا من عالم آخر. عالمي خالٍ من القيود، عالمك مليء بها. تمنيت كثيرًأ أن ندمجهما، فتكوني أنتي أنتي و أكون أنا أنا… نبني نحن عالمًا جديدًا، نجد به أنفسنا، بعيدًا عن تقييمات البشر و تقسيمات المجتمع الجامدة، القاسية

أنتي لا تدري أنني بوجودك في حياتي قد تمردت بالفعل على نفسي. تعلقت بك قبل حتى أن أراك، فخفت أن تقتل مقابلتك الحلم الذي كان قد أوشك على أن يولد بداخلي. أنا أخاف مما لا أعرفه، مما لا أعهده… و لكنني معك قررت ألا أخاف. و وجدت بكي المزيد من الأحلام

تدهشيني أحيانًا، تثيريني أحيانًا، تستفزينني أحيانًا، و توتريني أحيانًا أخرى… لكنك دائمًا ما تحركينني - و كم كنت أتوق لما يحركني. تتحديني! تتحدى عقلي، تجبريني أن أتساءل بشأن أشياء كنت دائمًا ما أعتبرها مسلمات. لا أتوقف عن اكتشاف أشياء جديدة أثناء حديثنا. أشياء جديدة عن العالم و الحياة، عنك، عن نفسي… و قد أدمنت النشوة التي يجلبها ذلك النوع من المعرفة، المتعة التي تتملكني و أنا أكاد أشعر بعقلي و هو يجري معك، يلاحقك، محاولاً أن يستوعب كل شئ. كل لحظة معك هي اختبار… اختبار لقدرتي على فهمك و مجاراتك و تخطي أسوارك

في لحظات نادرة، غالية، تسمحي لي بلمحةٍ للداخل… تشرحي لي ما يجول بخاطرك

أعلم أنكي لا تبحثين عن شخص يحتضينك حينما تكوني حزينه أو يربت على كتفيك و يخبرك أن كل شيء سيصير على ما يرام… أعلم أنكي قادرة على تحمل عواقب اختياراتك و هزيمة همومك وحدك. و لكن هذا لا ينفي رغبتي الفطرية في معانقتك كل مرة أسمع فيها لنبرة الإحباط في صوتك، و أرى إصرارك و أنتي تحاربيه و رفضك الاعتراف أنه – و لو للحظة – قد تمكن منك

أعشق قوتك و تلقائيتك و جرأتك و اندفاعك و تفانيك في التعبير عن رأيك و انحيازك العنيف للحق. أرى فيكي طفلاً حالمًا صار إمراةً لاتزال مؤمنًة بجمال الكون و عظمة البشر و لامحدودية قدرتهم على تحقيق المعجزات… و معركتك أن تظلي مؤمنًة

ترى الأمور دائمًأ لونان: أبيض و أسود… و تمقتي الرمادي في كل درجاته. أصبحتي حانقًه، ساخطًه… لا لأنك شخص صعب المراس، بل لأنك – بطيبة قلبك و ولاءك العنيد لمباديئك التي لا تتغير و لا تتجزأ – لا تدري ما الذي يمنع الناس من أن يكونوا أفضل نسخة من أنفسهم. هذا لا ينفي أنك بالفعل صعب المراس… لدرجة تصيبني أحيانًا بالجنون، و إن كان هدوئي الدائم هو ما يظهر لك

ترى الكثير من الأخطاء في تصرفات أشخاص حولك، و لكن نتيجة اتباعك للـ"صح" تبدو قاتمة… فتقرري أحيانًا ألا تواجهيهم برأيك فيهم و فيما يفعلونه، لمعرفتك بمدى غموض و صعوبة الطريق الآخر. و حينما تكتمي غضبك، ينتهي بك الأمر تصارعيه بداخلك، وحدك. فيبدو عليكي الشرود، و تتوقفي عن التفاعل… أو تتفاعلي فقط بنصف عقل، و نصف قلب. النصف الآخر مهموم، مؤرق، دائم البحث عن أصل المشاكل و محاولة إيجاد حلول لها

أخشاكي. أخشى رد فعلك. أحيانًا تكون كلماتك كالرصاص. كنت بحاجة للمزيد من الوقت كي أتعود على كيفية تفاديه دون أن يصيبني. صار حديثي معك مليئًا بالجدران العازلة و الطرق الوعرة… و كأنني أحتاج لخريطة أرجع لها قبل أن أتطرق إليكِ

تريدي أن نترك الحديث يأخذنا أينما شاء… لا أمانع ذلك، لكنني لا أستطع أبدًا تجاهل ما يحدث و التعامل كأن كل شيء على ما يرام. لا أجيد التعاملات السطحية. رغبتي في اكتشاف أعماق من أهتم لأمرهم تكاد تكون غريزة غير خاضعة لسيطرتي. و مع رغبتي في التعمق و تصميمك على البقاء على السطح، إما نصطدم، أو يسود شئ من التوتر و الارتباك و انعدام الراحة… و ينسد الطريق أمام عيني

تذكريني بأحلامي. لا، بل أنا لم أنسها أبدًا… و لكنك تذكريني بما هو أهم. تذكريني بأنها ممكنة. تملأيني بطاقة لذيذة، تنساب بداخلي، تسيطر على كل جزء مني، توقظ إرادتي و تشعرني بأنني قادر على فعل أي شيء و كل شيء. تغمرني رغبة في الـتـخلص من كل الأطر الذي تحكم بحياتي… كي أكون حر، معك. يصبح من السهل جدًا في وجودك أن أرى نفسي منطلق، واثق، شبع، سعيد. ساعدتني – دون أن تدري – على أن أتخيلني كيفما أريد أن أكون… فمع اهتزاز إيمانك، أشعر أنا أن حلمي – تلك الرؤية التي أحببتها و تعلقت بها – مهددة بالفناء

لا أدري كيف تؤثري في لهذه الدرجة. كيف يكاد قلبي أن يقفز خارج صدري بمجرد أن يظهر اسمك على شاشة تليفوني. محبب لي هو اسمك، من قبلك حتى… فهو اسم أهم إمرأةً في حياتي و أقربهم إلى قلبي. قريبةً أنتِ لقلبي كذلك، و إن كنت لم أركي إلا تلك المرات المعدودة. كل مرة منهم بالنسبة لي حدث، بالنسبة لكي مجرد فقرة في اليوم. أنا لا أقصد أن أحلل تصرفاتك أو أتوقعها، لكن يعني لي الكثير أن تستمتعي بصحبتي، أن ترغبي في اكتشافي، أن تراني شخصًا جميلاً بمعاييرك. لا أعلم لما يشكل لي رأيك كل هذه الأهمية، أو سر هذا التقديس… لكنني بالتأكيد كنت بحاجة للتغلب عليه كي أتمكن من التنفس حولك

أحزن كلما أدرك كم الأشياء التي لم تأتني أبدًا الفرصة لأعرفها عنك… الفتى الذي تذكريه دائماً … ألازلت تنتظرين رؤيته؟ أتشتاقي أحيانًا لحياتك السابقة؟ كم ملعقة سكر تحبي في الشاي؟ أريد أن أرى صورتك و أنتي طفله، أريد أن أسمعك تغني دائماً، أريد أن أعلم ما إذا كان في قبلتك هذا المزيج الشهي من العنف و الحنان الذي أتخيله

أتوق إلى ضحكاتك و صوتك و هو يرقص بالتفاؤل

أحب النظّارات التي ترتدينها أحيانًا… تجعل ملامحك أكثر جمالاً. و بطريقة ما تبرز ابتسامتك. أحب تلك الابتسامات المتنوعة لديك.

دائمًا مختلفة؛ أصلي. مثلك. أحب ولعك بالحياة… أحب اختيارك للكلمات و التشبيهات و التسلسل المنطقي الذي يتواجد في كل رأي تشرحيه و كل قصة ت��رديها… يتواجد حتى في كل دعابة تلقيها

لم نعد نتبادل الحكايات كل يوم، فصرت أعتمد على تلك المقتطفات اليومية من حياتك التي تشاركيها مع آلاف غيري… أتابعها عبر تلك الشاشة و أخمن حالتك المزاجية من خلالها كي أطمئن عليكي. إذا غابت أقلق، و أحن إلى وجودك في يومي، و إن كان مجرد وجود افتراضي. و في تلك الأيام المليئة بالأحداث المهمة و المربكة – و ما أكثرها في حياتنا مؤخرًا – لا يهدأ لي بال حتى أعرف تقييمك للموقف… و كأنك أصبحت – بالنسبة لي – ترمومترًا للمبادئ و مقياسًا للأخلاقيات و ملاذًا أخلد إليه كي أطمئن أن البعض – و إن ندر وجودهم – لا يزال مؤمنًا، مُصِّرًا، متسقًا مع نفسه

أفتقدك. أفتقد حماسك و اهتمامك و شغفك و كلامك. ربما لم يكن يعني لكي الكثير، و لكنه كان يعني لي – أثناء تلك المحادثات من كل ليلة – كل شيء. كم كنت أحب إحساس أنني محطة مميزة في يومك… أنك تذكريني كما أذكرك، تقرأيني بنهمٍ كما أقرأك

نعم، تمنيت أن أتجاهل تقسيمات المجتمع معكِ و لكنني أدركت أنك للأسف من هواة التصنيفات… مما يرهقك، و يرهقني. يرهقك لأنك دائمةً الانشغال بوضع الناس في صناديق، و يرهقني لأن رأسي لا يتوقف عن محاولة تخمين في أي صندوق وضعتني. كم أريد أن أهرب خارج صندوقي… و أن أحطم ما تبقى من صناديقك

فأنا لست الفتى الرقيق اللطيف الطيب الذي تراه. أنا أكثر. ، ربما تراني أهدأ و أبسط ، ولكنني غير ذلك

لا أدري ما الذي حدث؟! هل أخطأت أنا في تقييمي للوضع من البداية؟ ربما كنت ساذجاً فعلاً… لا أدري، و لا أهتم. لا يمكنني إنكار مشاعري، و لا يحتم علي تبريرها. تَكَوَّنَت… و لم يكن لي يد في ذلك

فلتعلمي أنني الآن – و أنا أكتب لكي – في حالة من الاشتعال و الانتفاض لم أعرفها حينها. و أنني حتى هذه اللحظة لازلت أعاني من غيرة لا تتركني كلما تذكرت ما حكتيه عن من أحببتي

ربما لم تبدأ قصتنا من الأساس… لكنها – في عيني على الأقل – تستحق نهاية أدفأ من هذا الصمت و البرود… و اللا شيء

الإجابة: لا تهرب. تستسلم، حتى تتركك هي

7 notes · View notes