Listen to تلاوة سورة طه للقارئ : شريف مصطفى by تلاوات عَطِرة من القرآن الكريم 🕊️ on #SoundCloud
عاوزة اشارككوا حدوتة سريّة وغالية اوي
التلاوة دي سمعتها أول مرة في رمضان ال فات، أيام من الإنعزال في المسجد غير شاعرة بأي شيء على الإطلاق كأن مشاعري متبلدة وعقلي مغيّب، قبل مااغمض عيني بكام دقيقة عشان انام قررت اسمعها، لاقيتني حسيت بشيء ولاقيت دموعي بتنزل وببدأ أخيراً أدرك كل حاجة، حياتي وآلامي ومكاني وقصتي ورجاءاتي.
صاحبتني السورة دي بعدها على مدار الشهور في لحظات سلامي وخلوتي
لحد ماواجهت واحدة من أبشع الفترات كان جحيم ممتد لأيام كتير، كنت بنام كل يوم ع السطح بالليل لما يقرب خمس ساعات متواصلين غير قادرة على النطق أو إبداء أي رد فعل سوى البكاء ومتابعة الغيوم وهي بتتحرك وجوايا شعور واحد قوي: أن ربنا قريب أكتر من أي وقت وهيرفعني ليه حالاً عشان دا مش مكاني، في الأيام دي كنت مستمرة على ارتداء اللون الأبيض لاعتقادي أنها النهاية ودا الرحيل الجميل ال بتمناه، دا كل ال كنت منتظراه في الوقت دا أثناء سماعي للتلاوة تحت سماء الليل، وال وقعها عليا كان تخيل لربنا وهو بيطبطب عليا في كل كلمة.
حبيت سورة طه واتعلقت بيها، ولسبب آخر كمان، وهو إن سيدنا موسى عليه السلام من أحب الأنبياء لقلبي، وافتتاح السورة بيفكرني لسبب غريب بأحلامي وموطني وبيديني تخيل للجبال وعظمة ربنا وهيبة الصمت والخلاء والنجوم.
لحد ماسافرت السخنة للمرة الأولى مع عيلتي وفي طريق العودة كنت جنب الشباك قاعدة بنبهر ب ال شايفاه عيني، سلسلة ممتدة من الجبال بتدرجات ألوان رائعة وقت بداية الظلام ال بعد الغروب، والنجوم واضحة ومزينة السما، مشهد أثناؤه لا يسعك سوى البكاء من عظمة ربنا وجماله، حسيت أن دا هو المكان بتاع سورة طه، طلعت الهيدفون وسمعت تلاوتي الأحب في أنسب وأجمل مشهد على الإطلاق ممكن تتسمع فيه، ودي من أكثر اللحظات إمتناناً في ٢٠٢٣. وقتها كنت بحقق أكتر حاجة قلبي محتاج يعيشها.
الكلمات كلها لا تسعني لوصف كم امتناني لهذه التلاوة والشخص ال بعتهالي بعشوائية غير مدرك لحد الآن أثرها عليا.
اسمعيني، انا أؤمن أنكِ لستِ بهذا السوء الذي تظنينه عن نفسك، إن كانت الملامح التعيسة بهالات السهر والآلام غير المبررة لجسدك يعني أنكِ سيئة، فـربما السوء الحقيقي أن تكوني بكامل جمالك ونشاطك في ظروف اجتماعية نمُر بها جميعًا أقل ما يقال عنها أنها كارثية في واقع يحطم الأحلام ويسلب أبسط حقوقنا في العيش، فهذا يعني أنكِ فتاة عادية لا تفكرين إلا في أدوات التجميل والزواج دون أن تهتمي كثيرًا بأحلامكِ وكيانكِ وثقافتكِ وحياتكِ الحقيقية، لكل شيء ضريبة، وامرأة مثلكِ تفكر خارج صندق تقليديّ روتينيّ منذ مئات السنين. أما عن كونكِ كنتِ سببًا في أذى أو تعب أي شخص فـلربما شعوركِ بالذنب سببًا كافيًا ليجعلكِ من الأنقياء الذين لا يحبون إيذاء أي شخص، وقد يكون هذا قد حدث رغمًا عنكِ. في الغالب السيئون لا يشعرون بالذنب من الأساس أما الطيبون فـيشعرون دائمًا بالذنب تجاه كل شيء، حتى عن الأشياء التي لا علاقة لهم بها. إياكِ أن تقولي عن نفسكِ سيّئة، أنتِ جميلة، أجمل مما تظنين عنكِ.
معظم الامهات اليوم لا قادة ولا مربيات للأسف الشديد، حتى التربيه مايعرفوها هن يمارسن رعايه فقط ولا يمارسون تربية، او حتى اقل إعداد لرجال و نساء الأمة القادمين.
والرعايه التي يمارسنها ما هي إلا الاهتمام بالأكل والشرب والملابس والواجبات والكتب. وتظن انها تربي. لاياسيدتي, فالتربيه هي تغيير الافكار وتغيير الاهتمامات وتغيير العلاقات وتغيير القدوات وتغيير المهارات ، و شد رباط التواصل بين الطفل و ربه و دينه و عقيدته، هذه هي الأم التي تمارس.
لقد وصلنا لزمان كثر فيه النساء و المخنثين و قل فيه الرجال الرجال ، فمعظم الامهات في زماننا لايمارسوا لاتربيه ولا يمارسوا تدريب قيادي لأولادهم مع الاحترام الشديد للامهات، فباتت مجتمعاتنا فاقدة للرجولة و المروؤة. فيا حسرة على اجيال قادمة هم كالانعام بل هم أضل.