الفتى الذي اعتاش علي الكوابيس/ The Boy Who Fed On Nightmares:
استيقظ الصبي من كابوس مروع آخر، ذكريات سيئة من الماضي أراد أن يمحوها من ذهنه كانت تتكرر كل ليلة وتطارده إلى ما لا نهاية.
خاف الفتى من النوم ،في أحد الأيام ذهب إلى الساحرة وتوسل "أرجوك تخلصي من كل ذكرياتي السيئة
حتى لا أرى الكوابيس مرة أخرى وسأفعل كل ما تطلبيه".
مرت السنوات وكبر الفتى لم تعد تراوده الكوابيس لكن لسبب غريب لم يكن سعيد على الإطلاق
ذات ليلة، ملأ القمر الدموي سماء الليل وظهرت الساحرة أخيرا مرة أخرى لأخذ ما وعد به مقابل منحه رغبته
صرخ في وجهها مع الكثير من الأستياء..
لقد ذهبت كل ذكرياتي السيئة لكن لماذا.. لماذا لا يمكنني أن اصبح سعيدا؟!
ثم أخذت الساحرة روحه كما وعدته وأخبرته بهذا:
" الذكريات المؤلمة، ذكريات الندم العميق، ذكريات أذى الآخرين وذكريات الهجر ،فقط أولئك الذين لديهم هذة الذكريات مدفونة في قلوبهم..
يمكن ان يصبحوا أقوى وأكثر مرونة وعاطفية وهؤلاء هم فقط من يمكنهم تحقيق السعادة. لذلك لا تنسى أيا منها، تذكر كل شئ وتغلب عليه. إذا لم تتغلب عليه، ستظل دائما طفلا لا تنمو روحه أبدا"
النملة التي تسكن شق الحائط وتتجول في عالم صغير لا يزيد عن دائرة قطرها نصف متر وتعمل طول الحياة عملًا واحدًا لا يتغير هو نقل فتافيت الخبز من الأرض إلى بيتها تتصور أن الكون كله هو هذا الشق الصغير وأن الحياة لا غاية لها إلا هذه الفتفوتة من الخبز ثم لا شيء وراء ذلك.. وهي معذورة في هذا التصور فهذا أقصى مدى تذهب إليه حواسها.
أما الإنسان فيعلم أن الشق هو مجرد شرخ في حائط والحائط لإحدى الغرف و الغرفة في إحدى الشقق والشقة هي واحدة من عشرات مثلها في عمارة والعمارة واحدة من عمارات في حي والحي واحد من عدة أحياء بالقاهرة والقاهرة عاصمة جمهورية و هذه بدورها مجرد قُطر من عدة أقطار في قارة كبيرة اسمها أفريقيا ومثلها أربع قارات أخرى على كرة سابحة في الفضاء اسمها الكرة الأرضية.. والكرة الأرضية بدورها واحدة من تسعة كواكب تدور حول الشمس في مجموعة كوكبية.. والمجموعة كلها بشمسها تدور هي الأخرى في الفضاء حول مجرة من مائة ألف مليون شمس.
وغيرها مائة ألف مليون مجرة أخرى تسبح بشموسها في فضاء لا أحد يعرف له شكلًا.. وكل هذا يؤلف ما يعرف بالسماء الأولى أو السماء الدنيا وهي مجرد واحدة من سبع سماوات لم تطلع عليها عين ولم تطأها قدم ومن فوقها يستوي الإله الخالق على عرشه يُدبّر كل هذه الأكوان ويُهيمن عليها من أكبر مجرة إلى أصغر ذرة.
كل هذا يعلمه الإنسان على وجه الحقيقة.. ومع ذلك فما أكثر الناس أشباه النمل الذين يعيشون سُجناء محصورين كل واحد مُنغلِق داخل شق نفسه يتحرك داخل دائرة محدودة من عدة أمتار ويدور داخل حلقة مفرغة من الهموم الذاتية تبدأ وتنتهي عند الحصول على كسرة خبز ومضاجعة امرأة ثم لا شيء وراء ذلك.. رغم ما وهب الله ذلك الإنسان من علم وخيال واختراع وأدوات وحيلة وذكاء ورغم ما كشف له من غوامض ذلك الكون الفسيح المذهل.
أكثر الناس بالرغم من ذلك قواقع و سلاحف ونمل كل واحد يغلق على نفسه قوقعته أو درقته أو يختبيء داخل جحر مظلم ضيق من الأحقاد والأضغان والأطماع والمآرب
و نرى آخر مغلولًا داخل رغبة أكّالة في الانتقام والثأر يصحو وينام ويقوم في قمقم من الكوابيس لا يعرف لنفسه خلاصًا ولا يُفكّر إلا في الكيفية التي ينقض بها على غريمه لينهش لحمه ويشرب دمه.
و نرى آخر قد غرق في دوامة من الأفكار السوداوية أغلق على نفسه زنزانة من الكآبة واليأس والخمول.
ولكن ال��الم واسع فسيح.
وإمكانيات العمل والسعادة لا حد لها وفُرص الاكتشاف لكل ما هو جديد ومذهل ومدهش تتجدد كل لحظة بلا نهاية
فلماذا يسجن الإنسان نفسه داخل شق في الحائط مثل النملة ويعض على أسنانه من الغيظ أو يحك جلده بحثًا عن لذة أو يطوي ضلوعه على ثأر.
ولماذا يسرق الناس بعضهم بعضًا ولماذا تغتصب الأمم بعضها بعضًا والخيرات حولها بلا حدود والأرزاق مطمورة في الأرض تحت أقدام من يبحث عنها.
ولماذا اليأس وصورة الكون البديع بما فيها من جمال ونظام وحكمة وتخطيط موزون تُوحي بإله عادل لا يخطيء ميزانه.. كريم لا يكف عن العطاء.
لماذا لا نخرج من جحورنا.. ونكسر قوقعاتنا ونطل برؤوسنا لنتفرج على الدنيا ونتأمل.
لماذا لا نخرج من همومنا الذاتية لنحمل هموم الوطن الأكبر ثم نتخطى الوطن إلى الإنسانية الكبرى.. ثم نتخطى الإنسانية إلى الطبيعة وما وراءها ثم إلى الله الذي جئنا من غيبه المغيب ومصيرنا إلى غيبه المغيب.
لماذا ننسى أن لنا أجنحة فنجرب أن نطير ونكتفي بأن نلتصق بالجحور في جبن ونغوص في الوحل و غرق في الطين ونُسلّم قيادتنا للخنزير في داخلنا.
يحتاج المرء منا إلى مَن يلملم له شتات أمره، يرتب له أوراقه، يضع له كل ملف في الرف الخاص به، يقول له: هذه سنتجاوزها معاً، وذلك الخوف سنأمن منه معاً، وتلك الكوابيس سنرميها ونشتري أحلاماً بدلاً منها، وهذه الأحلام الجديدة سنضع لها خططاً، وهذه الخطط ستكون بقلبك وعملي، وعملك وقلبي، كلٌّ على قدر ما يقدر على حمله.
..
يحتاج إلى أن يقال له بعد طول المسير: است��ح، وأن يكون رفيق سيره كافياً له كله، بما فيه وحده، فيكون شجرته التي يستظل به من الحر، وكهفه الذي يحتمي فيه من المطر، وعكازه الذي يستند إليه مع الوهن، وشمسه التي تشرق إذا غاب النهار، وقمره الذي يضيء إذا انطفأت المصابيح، وقنديله الذي يسرج إذا خلت الدنيا من النجوم.
..
وكل هذا لا يكون بتكلف ولا تصنع ولا جهد، بلا طول قول ولا مبالغة فعل، وإنما قد يتحقق ذلك أن تنظر إليه في كل حاجةٍ قبل أن تبوح بها، فتجد في عينيه الجواب.. يا صغيري لا تخف 🤍♡
لا أريد لكلماتي أن تكون مبهرة، أريد للأيام أن تكون عادية.. وأن أكون مثلها.
تخيّل أني نمت البارحة تقريباً حوالي الساعة الثالثة فجراً، استيقظت في الخامسة إلا عشر دقائق على صوت منبه أخي. هل تعرف أنني قبل أن أنام أخبرته ألا يضبطه في هذا الوقت لأنه لن يستيقظ؟ ولكنه أصرّ.. عنيد. لم يستيقظ فعلاً واستيقظت أنا. ثم عدت للنوم، وبسبب الضجة التي أحدثها بعد حوالي ساعة.. استيقظت مجدداً غاضبة، وانتظرته حتى أنهى أموره وغادر. ثم نمت.
حتى الساعة العاشرة. تعرف ما فعلته أولاً بالتأكيد.. فتحت هاتفي لأتأكد من أحداث الليلة الماضية وأنني لم أكن أتوهم، قرأت رسائل الأصدقاء.. حديث قصير عن الأصوات، ورسائل قليلة مليئة بالدعوات ثم أحاديث طويلة عن العطلة.. أي عطلة من أجل ماذا؟ لا أعرف.. ضحكت. ثم فتحت فيسبوك.. أول ما قرأته كلمات إحدى الصديقات: "مش لو مرتبطة كان تسليت في هذا الليل اللي كله خبط وطيارات." ضحكت، أنا التي بكيت في ذلك الليل ولم أستطيع النهوض إلا بعد ربع ساعة من اختفاء الأصوات. ألغيت متابعة طبيبة كنت أحبها.. لم أستطيع احتمال ما كتبته.. كما أكره اسرائيل أكره إيران بالقدر نفسه لا يحتمل عقلي تمجيداً للمجرمين مهما فعلوا.. لا شيء يغفر لهم خطاياهم. لنصف ساعة كنت أقول لنفسي: "ما أخف دمنا نحنا السوريين أوقات الرعب والأزمات".. كم أتمنى أن أشاركك كل الفيديوهات والصور والقصص التي ضحكت عليها.
ثم فرحت لسببين.. الأول كان أجمل خبر قد أبدأ به نهاري.. "عودة عمل بعض المخابز في الشمال وربطة الخبز ب ٥ شيكل" أعدت قراءة الخبر مراراً وتكراراً.. أحسست برغبة عارمة بالاحتفال. أما الثاني فلأني أدركت أني وحدي في البيت.. أحب الصباحات التي أبدؤها وحدي وبمزاجي. بينما أعد المتة كنت أفكر بكل الكوابيس التي عانيت منها خلال نومي المتقطع.. تقول جدتي أننا لا يجب أن نتحدث عن كوابيسنا لذلك لن أخبرك يا تمبلر بما رأيته.. كان عذاباً لا يدفع المرء ليستيقظ، وحين يستيقظ يظل يلاحقه.
المهم أني أنهيت محاضرة المناعة الثانية، استنتجت أمراً.. سأحاول إثباته في الأيام القادمة، حين أكتب المحاضرة بخط يدي وأنا أسمعها.. أحفظها بشكل أسرع.
المهم مجدداً.. لم تحدث أشياء كثيرة تستدعي الذكر. ولكن أخبرني بابا أن شجرة المشمش مريضة وثمارها الصغيرة الصغيرة تتساقط عنها. أنا فقدت ثقتي بأشجار المشمش.. يمُتّنَ سريعاً ولا جدوى من التعلّق بهن، لا يسبّبن إلا وجع القلب.
نمت من الثانية ظهراً حتى السادسة، استيقظت.. أكملت دراستي. تحدثت مع ماما عن الانطلاق للحياة. أترى يا تمبلر؟ صرت أنا من يحدثها عن الانطلاق للحياة.. ههه. أتعرف قالت لي ماما أنها بدأت تفهمني.. صارت تعرف ما الذي يغضبني، متى أفرح، متى أكون حزينة ومتى لا أرغب بالتحدث ومتى ولماذا أفضل الصمت. ضحكت.. بعد واحد وعشرين عاماً بدأت ماما تفهمني.. قالت لي أيضاً أنها معجبة بقدرتي على الصبر والتحمل، مقارنةً بالمواقف التي هي لا تستطيع فيها أن تصبر أو تضبط أعصابها.
حدّثت ماما عن صديقي الأرمني ومشروعه الفني، وحدّثتها عن سارة ورزان، وعن الحنّاء ورياض الصالح الحسين، وعن الشعر القصير والفساتين، وعن غزة وغسان أبو ستة.
أنا بخير يا تمبلر.. لست حزينة ولا سعيدة، الآن أشعر بأنني راضية عن كل شيء. أفتح النافذة قليلاً.. لأنني لا أملك شرفة، أقصد يعني كما لوركا: "إذا مُتُّ.. دَع الشرفة مفتوحة". أشعر بالامتنان.. هكذا يخرج من أعمق مكان في قلبي ويغلف القلب كله.
جاء رجل إلى النبي ﷺ فشكا إليه أهاويل يراها في المنام فقال له النبي ﷺ إذا أويت إلى فراشك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.
تجسد كيف انه الشخص بالقوة يلملم نفسه كي يقدر أن يعيش ويتجاوز الصدمة، لكن جروحه لم تندمل، مخاوفه لا تشفى، تظل تتعاظم من خلال الكوابيس والأفكار والذكريات !
صحيت وكالعادة الكوابيس بنت اللذينا مستقعدة لي هاليومين ، شاهدت محتوى عن تعليم الصلاة لأن صدق في خاطري أشرح لكبار السن في المسجد لأن قاعدة أشوف أغلاط كثيرة بصلاتهم - ما ارقبهم - لكن الي يصلي جنبك بتعرف وتشوف، سويت سلطة مانجو وجرجير لذيدة ، ما امداني اسوي عصيري الأخضر لأن أنشغلت بتحضير الفطور. كنت جوعانة مرة هاليوم، العاملة قالت لي: أنتِ إنسانة ١٠٠ / ١٠٠ كويس مره كويس، لأني ما اخليها تشيل ال��طور وأحب اساعدها صدق وأرحمها، وبعدها اعطيتها نومة محترمة وصحيت سويت لي عشاء، تمرنت تمارين هيت - عظامي تكسرت - شفت حلقة الليوان للحمود الصاهود - أحب الأدب جدًا والشعر وأتلذذ بالاستماع له، تسحرت أساي ، يوم خفيف لطيف ، ياربي لك الحمد ♥️.
"أنت وحدك تعلم يا الله، عن السعي بطرقٍ تملؤها الأشواك، عن الخوض في معاركٍ هامشية، عن سلسلة الخسارات التي تأبى أن تتوقف، عن الحبل الذي شقّ علينا التمسك فيه من شدة الإصرار، عن الصراعات الكوابيس الأرق وسلسلة النوم اليَقظ، أنت وحدُك تعلم يا الله عن هذه الرحلة الطويلة التي لا تتوقف وإن تَوَقَفَنا عن لَحاقِها، لا مُستراح من معاركها ولا نجَاة من خسائِرها، أنت وحدُك تعلم يا الله ماخَلَفتهُ هذه الحرب من خسائر لا تُعوض ومن ندبات لا تُشفى وجروح لا تلتئم، وأنت وحدك يا الله القادر على خلق الخير من معارك الشر، وعلى إخراج الحياة من باطن اليأس، وعلى جعل الطريق الوُعِرة ممهدة، أنت القادر يا الله على إخراج الضياء من عُمق الدُجى، وجعل الأرض اليابسة بُستانًا محفوفًا بالأمل بعدما اجتاحه الإستسلام"
الاسبوع ده كان صعب عليا نفسياً مرهقه اوي من جوايا معرفش محتاجه ايه عشان اكون كويسه او ع الاقل اهدي شويه، حتى النوم مبقاش مريح من الكوابيس اتمنى ده ميطولش