Tumgik
#مذكرات_فيتزجيرالد
noirbeduzz · 15 days
Text
البَعيدُ ثمينٌ حَتَّى تنَالَه، فَيُبْخَس ثَمَنُه. وهوَ ثَمينٌ لأنَّ المُخيَّلة منْ قَيَّمَتَه. والخيَالَ في غالبِ الحَالاتِ هذَيَان.
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، ١٢ إبريل ٢٤
292 notes · View notes
noirbeduzz · 5 months
Text
Tumblr media Tumblr media Tumblr media Tumblr media
كيفَ وُلِدَ الفنُّ؟
الكَلِمَاتِ المَكتُوبَةِ هيَ مشَاعرٌ غيرُ مسمُوعةٍ، غيْرُ قابِلَةٍ للبَوحِ، وغيْرَ قابلةٍ للإسْتِيعاب، تمَّ كبحها إمَّا قسرًا بالقوِّة أو طَوعًا بإنهزاميَّة، لو نُطِقَتْ لَرُبما أسيئَتْ فِهمُها، أو يُشْعِرَ المُستَمِعَ بالإمْتِعَاضِ والنُّفورَ، الإنسَانِ لا يَقْوى على الكَبْتِ، الكَبْتُ يُذْبُل زَهرةَ روحَهُ، ويُمَزِّقُهُ، تَسْلَبُ كلَّ أشكَالِ الحياةِ، يَخْلِقُ غِشَاءً ضبَابيَّةً حولَ رُؤيَتِهِ.
لا سَبيلَ للمَرءِ سِوى التَّنفيسَ بَطريقَةٍ غيرَ مُبَاشِرة، يُكوِّنُ تلكَ المَشَاعِرَ الخَامَّةِ على هَيئةِ سَرديَّاتٍ بالأساليبَ الدَّراميَّة، مُستعينًا بعُنصْرِ الحْبْرِ والوَرَقِ، ثمَّ يُعيدُ تشكيلهَا مُضيفًا العنَاصِرَ الأخرى الَّتي لامَسَها طوالَ مَسيرَتِه، وكلِّ ما عاصَرَهُ من حيَاتِهِ، وبُقوِّةِ التعبيرِ، ومدى اتِّسَاعِ حدودِ مَخيلتِه يَخْلِقُ مادَةً يَحبسُها في إطارٍ جماليٌّ مُعلَّقٌ فيهِ الزمَنَ والمكانٍ، لا يُنفِّسُ بِواسطتِها المَكبوتِ وحسْب، ولكنَّهُ يُجنيَ رِبْحًا لا بَأسَ بهِ أيضًا لو أستعانَ بالمَنطِقَ الرَّأسمَالي. أنْجَبَ الإنسانَ فنَّ الأدبِ بعدَ أن قدَّمَ الكِتَابةِ عنِ النُّطقِ.
السَّردَ الكِتَابيُّ لا يَكفي للتَّنفيسِ، ليسَت كلَّ المَشَاعِرَ تتوافَقُ مع عنصُرِ الحِبْر والورَقِ، ورُبما هِبَةُ التعبيرِ والخيَالِ ضَئيلةٌ من الجَانِبِ الآخر، لا أحَدَ يَسْتَوعِبَ جيدًا شُعورَ الكَاتِبَ، فقدْ يُتَّهمُ بالإفْتِراء أو الجُنونِ أو حتِّى التَّجديفَ، وجَدَ الإنسانَ أدَاةً أكثَرَ تقبُّلاً للتنفيسِ الغير مُبَاشِر، دونَ أن يُسَاءَ فِهمهِ، وعلى قَدْرِ مَشَاعِرهِ تُنبَضُ الأداةِ بالسِّحرِ السَّماعي، تُقْبِضَ روحِ كلَّ مُسْتَمِعٍ، ورُبمَا أنَهمَرَت مشَاعِره على هيئةِ دُمُوعٍ لأنَّها ألتَقتْ بمشَاعِرَ المُنفِّس، وتفَاعَلَ معهُ بفضْلِ مُحاكاةِ مشَاعرهِ الَّتي تسْتَجيبَ للسَّردِ الصَوتيّ، وُلدَت المُوسيقى عقُب اسْتِبدَالِ الإنسانِ الآلةِ محلَ الكِتَابةِ.
رغمَ قوِّةِ المُوسيقَى إلا أنَّ نيتشَه قال مرةً: "أولئكَ الذيَن يَرقصونَ، ظنَّ الَّذي لا يَسْتَمِعَ أنَّهم مَجانين" لازَالَ هُنالكَ غيرَ مُسْتَمِعٍ، ليسَ تجاهلاً بقدْرِ جهلهِ عنْ مَعنى اللَّحن، والذَّي يَرى المُتفِّهم للحنِ مَجنونًا، لَجأ للفُرشَةِ، للزيِّت والقُمَاشِ، كلَّ لونٍ يمثِّلُ شُعورٍ، بإستعانِةِ لمَدرسةِ إدغار الآن بو التِّعبيريِّةِ، فإنَّ كلَّ عنصرٍ يمثِّلُ شعورًا خاصٌ بهِ، أو حالةٍ استعصَى تفسيرَهُا، يُعيدُ صياغتَها على أغلفَةِ القُمَاشِ أو الورقِ الفَضْفاض، ويُلطِّخُ بفُرْشَتِهِ حتِّى تكتمَلَ الصيغةِ النهائيِّة، حتِّى يَتنهَّد تنهيدَتهُ الأخيرةِ، وُلدَ الرَّسمَ بعدَ عودَةِ الإنسانِ للحبْرِ والورَقِ ليُفسِّرَ مُوسيقاهَ بصورةٍ أكثرَ تجليًّا.
لازَالَ الأمْرَ غيْرَ مُجدٍ، ثمِّةَ الكثيرَ من الشُّعورِ حبيسَةَ المَاقبلَ الشُعورِ، قبْلَ إيداعها أبديًا للعقْلِ اللاواعي، تَداركًا للمَكبوتِ الذيْ يُعذِّبَ صَاحبِهُ قبْلَ ولوجِه للأرشيفِ النهائي، إلى جَانِبِ الفَائضَ الذي أجنبَتهُ الأفكارَ والتسَاؤلاتِ الغيْرَ مُسْتَجابةِ، لا يَكفي للمرءِ أن يُلحنِ مشَاعِرهِ على صيغةِ مسموعاتٍ، او لوحاتٍ فنيَّةٍ، أرادَ أن تكونَ مشَاعِرهُ مَلموسَةً وبَارزةً، يَعيشُها الآخرَ كمَا عاشَها هو ...
حبَسَ كلُّ تلكَ المشَاعِرَ بواسطةِ عدسَةٍ تُجمِّدُها في إطارٍ حيوي أكثرَ جماليِّةً وأبْلَغَ سَردًا من المُوسيقيَّ والكِتَابيَّ، كلَّ شُعورٍ يَأخذُ هيئةِ عنصُرٍ مُكمِّلٍ للصُّورَةِ، عنصرٍ طبيعيُّ، عنصرٍ خَلْقِي، عنصرٍ صَوتيٌّ، وعُنصرٍ حِواري، كلُّها تَتشكَّلُ على هيئةِ مَرئياتٍ تُرَى وتُسمَع، وُلدِت السِينما والمَسْرحيَّاتِ بعدَ أن جمَعَ الإنسانَ جميعَ أساليبَ التنفيسِ في إطَارٍ واحِد.
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، نُوفِمبر، خريفَ ٢٠٢٣
76 notes · View notes
noirbeduzz · 6 months
Text
Tumblr media
إنَّ الَّذي يَبْنِيَ حيَاتَهُ مُنفردًا لنْ يَهَابَ الزَّمَنُ، والَّذي يَسيَرَ مُنفردًا لنْ يَخشَى تفرُّد خُطُواتِهِ، والَّذي أعتَادَ على فُقدَانِ الوُجهةِ مُنفردًا، لنْ يَهَاب تجربَةِ كلِّ المَسَاراتِ، الَّذي أعتَادَ ترديدَ التَرانيمَ معَ الطَّبيعَةِ، لَنْ يَقلقَ من غيَابِ الجُوقَةِ، والَّذي أعتَادَتْ عيْنَاهُ على الحُلكَةِ وتشَرَّبها رُوحُهُ لنْ يَهلَعَ منْ تَلاشيَ الضِيَّاء، إنَّ الَّذي يَزرَعَ بسَاتِينَهُ مُنفَرِدًا، لنْ يَتوقَّعْ العَونَ من الغَيْرِ، يَتوقَّعُ مِنْهم التَجوَّلَ معهُ فيها بعدَ موسمِ التَزَهُّر.
وشتَّانَ بينَ الساعيَ للرِّفقةِ، والسَاعي لبُستانٍ مُتَهيئٍ على صيغةِ مخلوقٍ.
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، ٢٧ أكتوبَر ٢٠٢٣
61 notes · View notes
noirbeduzz · 8 months
Text
التَعَامُلِ مع الإنْسِانِ في جَوهَرِهِ مُعاناةِ، ومُرهِقٌ للرُّوحِ والذِهنِ، وعِبْئٌ يكَادُ أنْ لا يُطَاقُ حَملَهُ. إنْ فِهمَ هذا الكيَانِ الحَقيقيُّ النَوى والأحجيَّةُ المُرَاوغِة في هندَسَتها المُعقَّدةِ، القَابِلةِ للتغيير المُبَاغِت والمُستمِّرِ أعسَرُ من فِهمِ نَظَريِّةِ مِيكانيكَا الكُمِّ، ورُبَمَا بشكلٍ مُبَالِغ أكثَرُ عُسْرَةٍ من تَأمُّلِ نُشْأةِ الوجودِ، ومن قِيَاسِ أزَليِّةِ الكَونِ، وحتَّى منْ إقتِلاعِ سيفِ إكسْاليبُور الأسطُوريُّ من النَصْبِ.
وهَوَ البَاعِثُ الأوَّلَ للجُنونِ، والخوفَ والآلآمِ، وذُبُولِ الرُّوحِ. الإنسانُ لُغْزٌ يُستعصَى حَلَّهُ ولو أفْنَت البَشَريَّةِ في إستِقصَائه، ومَادَةً تُخفِيَ في جُعبَتِها ما تَفوقُ عدَدُ الذَّراتِ المُنشَطِرَة أثنَاءَ التَفَاعُلَ النَوَويُّ. قدْ لا أخشَى منَ المَوت أو الظَّلامِ أو حتِّى الغِيلانِ، ولكنَ حتمًا أخشَى منَ الإنسان.
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، ٥ سِبْتمبَر ٢٠٢٣
71 notes · View notes
noirbeduzz · 9 months
Text
يتمَّ إحداثِ الخللِ في البُنيَّةِ النفسيَّةِ للأطفالِ يوميًّا داخِلَ المَنَازِل وخَارِجها دونَ وعيٍّ منْ قِبلَ الأسرةِ ودونَ إدرَاكٍ عن حجمِ العَواقِبِ المُؤثِّرة على المَدى البَعيدِ. ظنًّا من المُنشِئ أن أساليبَ الإنشَاءِ صَحيحةٌ وسَليمة. ثمَّةَ جوهَرَةٌ قابعة دَاخِلَ كلَّ إنسانٍ قد تمَّت سَرِقَتهُا بالتَّدريجِ في المَراحِلَ المُبَّكرةِ من حياتهِ، إمَّا عن قصدٍ أو دونَهُ، يُنتِجُ في المُستقبَلِ إنسانٌ يَشعرَ بأنَّ ثمِّة فجوةٌ في داخِلِه، ليسَعى بعدها لإستِعادَتِها بطُرقِهِ وأساليبهِ الخاصِّة ويُعبِّرَ بها عن هويَّتِه.
على مَرِّ الأزمِنَةِ يَتمُّ وصفَ الجيلِ النَاشِئ بالهَشَاشَةِ والحسَاسيِّةِ، إذْ أنَّ هذهِ ليسَت ظَاهِرَة حَديثَة، بلَّ تَوارَثتها الأجيَالُ. مثلاً نظرةُ جيلِ آواخِرِ القرنِ التَاسِعَ عشَرِ تجاهَ جيلِ مطلعِ قرنِ العشرين نظراتٌ تَشوبُها التقليلَ والتهكُّمَ، ثمَّ تنتَقلَ النظرَةِ للجيلِ الذي يَليهِ تجاهَ الجيلِ النَاشِئ الحديث. لِتنتهي المَسيرةِ بإعتِرَافِ الأبَاءِ تجاهِ ذويّهُم: "لم يُعلِّمُنا أحدٌ كيفيِّةِ التربيِّة بشكلٍ مِثَالي."
في الواقع، إنَّ اللومَ هُنا لا يَقَعُ على الجيلِ الهشِّ مهمَ كانَ حجمَ السُّوءِ النَابِع منه، إنما على عاتِقِ المَسؤولِ عن ظهورِ جيلٍ هشِّ ضعيفُ الإرادَةِ، فضلاً عن التَّحدَّثَ عنِ التأثيراتِ الإجتماعيّة أو الإقتِصَاديّة، إنما أتحدَّثُ عنِ الجانبَ الفَردي ومآثره على الذاتِ والمُجتمَعِ نتيجةِ تأثيراتٍ سِلبيِّة من قِبَل الأسرةِ، من خلالِ سوءِ إنشَاءِه مُستَعينًا بأساليبَ إمَّا إرتِجَاليِّة أو غير صَحيحةٍ أدَّت لإحداثِ خللٍ في البُنيَّةِ النفسيِّةِ لدى الإنسانِ النَاشِئ.
إعتقادِيَ الشخصيُّ أنَّ سُلوكياتِ المرءِ، أفكَارَهُ، مُمَارسَاتِه وإهتمامَاتِه وحتَّى السُلوكياتِ المُعقَّدةِ عِبَارة عن تنفيسٍ قبلَ أن تكونَ مُجرَّدُ هِوايَةٍ تُقرَنُ بِها هويَّتُه الذاتية ومَشَاعِره، يُعبِّر بها عن شخصيَّته التي عجَزَ عنِ التعبيرِ عنها بصورةٍ عفويَّةٍ. لماذا تُحبُّ مُمَارسَة إهتمَامٍ ما؟ لأنكَّ مُعجبٌ بها؟ تُعبُّر عن ذاتَك؟ تُذكِّرُكَ بأمرٍ ما؟ لتَتجاوَزَ بها حياةً مضَت؟ ثمِّة جذورٍ وراءَ ذلك.
عِندمَا يَستهويَ المرءِ الكِتَابَةِ على سبيلِ المِثَال فإنَّ التحليلَ المُعمَّقِ يعودُ جذورهِ في المَقامِ الأوُّلِ إلى عجزهِ عن إيصَالِ صَوتِهِ ورَأيهُ الشَخصيُّ بسبَبِ القيودِ الَّتي وُضِعت له، لَيجَدِ جوهرَتَهُ المَسلوبَةِ بينَ السُطورِ والقَلَمِ ... بالطَّبعِ الإستثنائياتِ واردَة.
عندما يَحَكُم جيلُ القديمِ بالسِلبيَّةِ على الجيلِ الحديثِ بسبَبِ المُمَارسَاتِ التَافِهة، أو النكوصِ الأخلاقيُّ، وَجَبَ على الَّلائمِ إعادَةَ النظَرِ في طَريقةِ إنشَاءهِ للجيلِ، وأنَّ الذي أدَّى لظهورِ جيلٍ يُعانيَ من ضبابيَّة في التعرُّفِ على هويتهِ يعودُ سبَبَهُ الأوَّل إلى طريقةَ بِنَاءِه وشُحَّ مُراعاته عبرَ إستعمَالِ أنماطٍ مبنيَّةٌ على الترجُّلِ أو الكبحِ، دونَ قصدًا أو عن قصدٍ ظنًّا أنَّ تلكَ الأساليبَ تُمهِّدَ المثَاليّة للجيلِ النَاشِئ.
الأمرَ يُحاكي فكرةَ أنَّ النَاحِت يَحكُمَ على مَنحوتَتِه بالسُّوءِ والافتِقار للجمَاليِّةِ والمِثَالية بعدَ مدِّةِ زمنيَّة من النَّحتِ، رغمَ أنَّهُ في بَادِئ الأمرَ استَعانَ بمَوارِدَ سيَّئةُ الجودَةِ، ومجهودٍ رَكيكِ ومُبتَذَل، لتَتضحَ النتائجَ لاحقًا بأنَّ المنحوتَةِ تعاني من تَصدُّعاتٍ وقابِلةِ للتآفُلِ وأقلُّ تأثيرٍ طبيعي يُسبِّبُ الضَرر.
عندمَا تعجُّ الشَوارِعَ بالسمَاتِ الغيرِ الطبيعيَّةِ من المُستوى المُتَدنِّي مثل النرجسيٍّةِ، فقدانِ هويِّةِ الذاتِ، هشاشَة نفسيَّة، سُقوطِ المبَادِئ، إلخ! جميعَ ما ذُكِر عِبارة عن "ردودِ أفعالٍ" نَابِعة عن الأنظِمَةِ التي غُرِسَت لدى أصحَابِها في الفتراتِ المُبَكِّرة داخِلَ كيانِ الأسرةِ، وسُوءِ بناءِ الأُسُسِ، والإنشاء بالأساليبِ المُقولَبَة والجَاهزةِ، ثمَّ تتبعها جوانِبَ أخرى مثلَ تَفاقُمِ الأزماتِ الإقتِصَاديِّة والإجتماعيّة وظروفٍ أخرى.
مُواجَهةُ تلكَ السِمَاتِ بالأساليبِ البِدائية مثل "العُنفِ" من شَأنها أن تزيدَ الأمرَ سُوءًا، وتَرفعَ نسبةَ إنِحدَارِ أصحابها للمُستوى الأسَوء. وهو الصِرَاعُ الأزَليُّ بينَ الجيلِ القَديمِ والحَدِيثِ ومَسْألةِ الطِبَاع والأخلاقياتِ وحتَّى المُمَارسَاتِ الروتينيَّة.
كلَّ هذا دونَ التَطَّرُقِ للمُسَتوى المُسْتَعصِي، مثَلَ السُلوكياتِ القَهريَّةِ، والَّتي تتمثَّلِ في إلحَاقِ الأذَى، التخيُّلاتِ العابِرَة للمنطِق، والفِيتيش، والسُّلوكيات الجنسية التي تَصعُبُ السيطرة عليها.
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، صيفِ ١٤ أغسطُس ٢٠٢٣
83 notes · View notes
noirbeduzz · 17 days
Text
عِيدٌ بَهيجٌ وجَذِلٌ للمُنَاضِلِ، وللضَّحيَّةِ، ولِلمُغتَرِبِ، وللِمَغلوبُ على أمْرِهِ، وللمَبْتورِ من الشَّجرةِ، ولمَنْ أُسِرَ بالوِحدَةِ، ولِمَنْ اسْتَعصَى عليهِ الحيَاةِ، ولجِيلِ التِّسعينِ، ثمَّ لِلجمَيعِ. كُلَّ عامٍ وأنتُمْ إلى جَانِبِ خُلَّانُكُم وأحبَّائكم. وأنتُمْ على قَيدِ التقدُّمِ والتَّجاوز، وفي وُجدانِكم تُزْهَرُ في ظلِّ القَحطِ الوجودي.
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، ١٠ إبْريل ٢٤
21 notes · View notes
noirbeduzz · 21 days
Text
يظلُّ الإنْسَانَ سَجينَ الغَفلَةِ والأحكَامِ المُسْبَقة فِطرةً حتَّى تُحرِّرهُ التجرُبَةِ. وكُلمَا طالَ غيابَ التَّجربةِ عنهَ، تَمدَّدتْ فترةِ سِجنهِ للرُّعونةِ، وإتاحةُ البيئةِ الخَصِبَة لِزرعِ بِذْرة الأنانيِّةً، ولَو حمَلَ مجرَّاتٍ منَ المعرفةَ على كَتِفِيهِ. المَرءُ يَجهلُ الآخَر، في مُجمَلِ شُعورِهِ وفِكرِه وصِيغَتِهِ ومَسيرتِهِ، والجَهْلُ يُولِّدُ المُعاداةِ والتهكُّمٍ وسُوءُ التَّقديرِ، وأضْعَفُهُم اللامُبَالاةِ، حتَّى يَتسَاوى مَوضِعَ قَدمَيهِ بِمَوضِع قَدميِّ الآخر.
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، ٦ إبْريل ٢٠٢٤
20 notes · View notes
noirbeduzz · 10 months
Text
تَتلاشَى الرَّغبَةُ بالكِتَابةِ عندمَا نَكونُ في مَأمَنٍ عَاطِفيّ، إنَّنَا لا نَكتُبُ إلا في حالةِ تَأجُّجِ المَشَاعِر، وفي حَالةِ عدمِ الاستقرارِ العَاطِفي.
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، ٧ يوليو ٢٠٢٣
122 notes · View notes
noirbeduzz · 5 months
Text
Tumblr media Tumblr media
إنَّ علاقَتي مَعْ الشِّتَاء تُشبِهُ معضَلَةِ العِلاقاتِ المُعقَّدة، أو ظَاهِرَة سْتُوكهولم، ومَعَاذَ الله أنْ أقَعَ في علاقَةٍ مُعقَّدة. إنَّني شديدُ التَّعلقِ بهِ على الرُغمَ ما يَجْلِبُه وما يَحدُثُ في زَمَنه.
قَدِمْتُ للحيَاةِ في أكثَرِ الأشْهُرِ بُرودَةً. أحبَبتُ الشِّتَاءِ بخِلافِ طبيعةِ الحَيَاةِ كُلَّها، وأتوقُ لِقُدومِهِ سَنويًا بالأيَّامَ والأشْهُرِ، وأتهَلَّلُ بِمَجيئه. قبْلَ كلَّ شيءَ موسمَ الشِّتَاءَ، بالتَّحديدِ الأشْهُرَ القَارِسَةِ بغضِّ النظَرِ عنِ الرُّومانسيَّاتِ الأدبيَّةِ، هو موسمُ المَرَضِ والجُوعِ والارْتِجَافِ والحُزنُ الطَويل والخُمولِ، ثمَّ إنَّ عبارةِ "المَصَائبَ لا تأتيَ فَرادَى" لا يَتحقَّقُ في حَيِّزي إلا في موسِمِ الشِّتَاءِ، لقدْ زُرتُ القاعَ، وذُقتُ النَّبذِ، ولُعِنتُ بِبِضْعِ اللَّعناتِ الدُّنيويِّةِ في الشِّتاء حصْرًا، ولكنْ على الأقَلِّ فإنَّ أوَّلُ تجربةٍ ليَ لموسمِ الشِّتاء كانَتْ عظيمةً لا تُنْسَى، تُسَاويَ جميعَ ذكرياتَيَ الحَسَنة، والشِتَاءانِ المَاضيَة كَانَتا أكثَر تلَطُّفًا.
مع ذَلكِ فَقَدْ تقبَّلتُ مُجريَاتِه كلُّها عنْ صَدرٍ رَحِب، ويَزْدَادَ مَحبَّتي لهُ عامًا تلوَ عام، وليسَ ثمَّةَ ما يُشعرُني في هذا المَوسمَ بالتجَلِّيَ إلا عندَ تلامُسِ البَرْدَ وَجْنَتيَّ في مُنتَصَفِ الليَّل وفي السَّاعاتِ الأولى منَ الصَبيحَةِ، الارْتِجَافَ الطَفيفَ يَمنحُ لي السَّكينةِ حتَّى مع تكدُّسِ الرِّداءاتُ حولَ جَسَدَي، لا أحبِّذَ مُجاورَةِ المِدفَئةِ كثيرًا، أفضِّلُ أن يَتعرَّض جَسَدِيَ لنِفحَاتِ البَرْدِ، وتسَللِّ أطيَافِه بينَ أطرَافَ أصابِعي وثمَّ يَشتمِل كِلْتَا يَدَيَّ، رغمَ أنَّ جسَدَيَ ليسَ حِصنًا مَنيعًا للبَردِ، وأعانِيَ كما يُعاني أيُّ إنسانٍ آخر، إنَّ الأمْرُ غريب أليسَ كَذلك؟ ولكنْ رُبما قدْ أغيَّرَ رأيَّي لو تَذوَّقتُ شِتَاءَ يَاكُوتْسك.
كلَّ شِتَاءٍ والجمَيعَ في مَأمنٍ رُوحي ... على الأقَل.
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، شِتَاء ٢٠٢٣
35 notes · View notes
noirbeduzz · 2 months
Text
أودُّ بالقول أنَّ مفهومُ الجمَال في سِيَاق العِبارة الشَّهيرةِ: "سِنُّ العِشْرينِ أجمل فترة" فضْفَاض وضبَابيٌّ وغير مُحدَّدٌ مَغزاه، ولكنَّ مُشكلة القارئ أنَّه يَعيَ المَفهومَ المُوحَّد والسَّائد المحصورِ حولَ السَّعادة اللامُتناهية.
لما لا يَكونُ مَفهوم الجمَالَ هنا مَفداهْ أنَّها أكثر الفَتراتِ عُرضَةً للتجَارَب الجديدةِ والمَعرفةِ الثَّقيلةِ؟ والعقَبَاتِ القاسيَّة؟ الَّتي بدَورها تُعيدُ صِيَاغةِ الذاتِ وصَقْلِه كيْ يُدَاريَ الحيَاة الحَقيقيَّةِ بعد إبْحَارهِ عن سَاحِل الطُفولةِ والجَهلَ الفِطْريَ والبَراءَةِ؟ لما لا يَنْبَغي أن تكونَ تلكَ المَراحِل أيضًا دِلالةِ على رَوعةِ سنِّ العِشْرين؟ حيثُ مرحلةِ تكوينَ الذَّاتِ؟ والمَرحلةِ الانتِقاليَّةِ منَ الطُفولةِ إلى الجِديِّة؟
أليسَ الأمْرَ مُثيرٌ؟ الإدْرَاكِ لِمَدى سَذاجتنا بالأمْسِ مُقارنةً باليوم؟ ونيلِ معرفةٍ جديدة؟ والتعرُّفِ على مكامِنَ قوى وضُعفِ الذَّاتِ؟ وكشفُ الحِجابِ عنْ واقِعَ الحياةِ؟ والتَّهيُّئ التامِ لمُواجَهةِ مُحيطِ الحياةِ السَّحيقَ؟ وليَسْت بالضَّرورةِ أن يكونَ المفهومُ حولَ الحياةِ الوَرديَّةِ والرَّفاهيِّة المُسْتَديمةِ وإشبَاعِ الرَّغباتِ بإنتِظام وتحقيقِ كلُّ الأماني؟ فَرَضْنا لو تحقَّقت كلَّ الأمَانيَ والرَّغباتِ دفعةً واحدة في غضونِ هذهِ الفترةِ ونَال العِشْرينيُّ كلَّ ما يَشتهي، أتسائل مَالَّذي يتبقى له إذًا في السنينَ القادِمَةِ؟
أقولُ ذَلك، وقدْ أمْضَيتُ شوطًا طويلاً من العشرينِيَّةِ في زِنْزانةِ ضيِّقة منَ الحِرمانِ والقَهرِ، وأطَلتُ البقاءَ عالِقًا في المَحطةِ طوالَ الفتْرَةِ راجيًا ظُهورَ قِطار الحياةِ الخَاصُّ بي، ولكنَّني مع ذَلك، أشْعُر بأنَّني سَيِّدُ هذا الزَّمَنِ ومَحظوظٌ أكثَر من الرَّفيقِ الَّذي حقَّقَ نِصْفَ آمَالهِ، وأنَّ كلَّ تلك الآلامِ والمُعاناةِ وكلَّ تجربةٍ مرَّت، وكلَّ لحظةٍ سعيدةً ولو بَسُطَتْ، وكُل معرفةٍ اطَّلعتُ عليها، إنِّي شديدُ الامْتِنانِ لها لأنَّها ساهمَت فيمَا أصبحتُ عليهِ اليوم.
لمْ يَعدُنا أحدٌ أن سنُّ العِشرينِ هو المَجْدَ، إنمَّا مجرَّدُ أقاويلَ عاميَّة قدْ تسير على البَعضِ دونَ الآخرِ وليسَت بديهيَّات ولكنَّ المَجد يَنالَ عندَما يَشعُر المرءُ بأنَّهُ أدْرَكَ كلَّ شيءٍ، وعَلِمَ كيفَية التعامِل معها، بغض النظر عنِ الفترةِ العُمرية، ويُؤكِّد علينا علمُ النفس، أنَّ العشرينَ هيَ بُوتقةِ الأزماتِ الوجوديَّة، وهو ما أعتبَرهُ واقعٌ وطبيعيٌّ على كلِّ إنسانٍ وأكثَر منطقيِّة منَ المَقولةِ السائدة.
من مِنظوري الشَّخصيْ: فترةُ العِشرينِ أجمَلُ فترةٍ، لأنَّها تُهذِّبُ الإنسانَ بأنَّه لم يَعُد ينالَ كلَّ ما يَشتهي، ولا كلَّ رَغبةٍ بالضرورةِ أنْ تُشبَع، وأنَّ الألمَ ضروريُّ مثلمَا هيَ السَّعادةِ، والخَير والشرَّ عُنصرَينِ أساسيَّينِ في تكوينِ الوجودِ، وأنَّه على قدر مساعيهِ وإصْرارهِ يَنال، وأنَّ وراءَ كلَّ تصرًّفٍ تكمُن عواقِبَ، وتُذكِّرهُ بأنَّ الواقع يتطلَّبَ جُرأةً وفِطنةً وأنَّ نيلَها مَرهونٌ بمَدى إستجابتِه للتجارب.
علينَا أنْ نَتوقَّفَ عنِ الإيمَانِ بمَجْدِ فترةِ العِشْرينِ كَقاعِدة بَديهيِّةِ، وأعتَبرهُ تجديفٌ بحقِّ الإنسَانِ، ولأنَّ الكثيرَ منَ العِشرينيّينَ أنهَوا حيَاتهم بإرادَتِهم جراءَ الإيمانِ بِتلكَ المَقولةِ، بسببِ الشًّعورِ بالدُّونيَّةِ والاسْتِثنائية منَ المقولةِ، علينَا أنْ نُثمِّنَ كلَّ شُعورٍ يَحدُث ونَمنحَ مساحةً كافيَةً مع الحُزنِ كمَا السَّعادةِ، ونكونَ مُمتنِّينَ لكلِّ مَجْرَى يَقَع، ونَسْتَقرئ عنِ المغزى وعنِ الإجاباتِ، طَوَال ما أنَّنا على قَيدِ الحياةِ، فإنَّ المَجدَ ليسَ حصرًا على عمرٍ محدَّد، طَوالَ ما أنَّنا نَسْعَى ونَتحدَّى عِنَادًا في نَيلهِ، وأنْ نَستَقلِّ في أدوارنا.
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، ٢ مارس، ٢٤
26 notes · View notes
noirbeduzz · 3 months
Text
Tumblr media
سَقَطتْ منِّيَ وَرَقَة السَّابِعة والعِشْرينِ منْ شَجَرةِ الحياةِ، والرِيشَةِ السَّابعةِ والعشرينِ منْ جَنَاحيَّ النَّقاءِ، حيْثُ كلَّما يَتقدَّمُ المَرءُ تَتلاشَى مِنْ جَسدهِ آثَارَ جِناحيَّ النَّقاوَةِ، وهوَ أمرٌ حتميٌّ ... والليَّلةِ السَّابعة والعِشْرين من التَّعافِيَ؛ منَ الكوابيس والتَّفكيرَ المُفْرِط ومَآثِرَه.
كلَّ عامٍ ظَنَنتُ أنَّني بَلغْتُ ذُروَةَ الإدْرَاك، حتَّى يَجيءَ العامَ القَادِمَ فَأدْرِكُ بإنَّني ما أدْرَكتُ سِوى القَليلَ، وأَظنُّ أنَّني بَلَغتُ المُحيطِ، ولَكِنَ الرُّؤيَة تَخونُني، لازَالَ المُحيطِ شَاسِعٌ أكْثَرَ مِمَّا أبْصِرُ.
رغمَ ذَلِك، أسْتَطعتُ أخيرًا إشْعَالَ شَمعَةٍ وَسْطَ الحُلكَةِ الشَّديدةِ، ولَمْ أشْعُر بالسَّكينَةِ إلا عقُبَ مُجاورَةِ ضِياءِ الشَّمعةِ، تعَايَشْتُ معها، تقَبَّلتُها هيَ والحُلْكَةِ سَويًّا، لمْ يَتغيَّر شَيء، لمْ يَأتي قِطَاري بَعَد، ولمْ أجِد حَامِلَةِ الرَّايةِ البيْضَاء، ولمْ تَنتهيَ المَعاركَ بعدْ، ولكنَّ دَاخِليَ هوَ الَّذي تَغيَّرَ، وأصْبَحَ بفضْلِ الشَّمعةِ مُتألقًا بَعد زمنٍ طَويل الاعتيَادِ على غيابةِ الجُبِّ. إنْ كَانَ ليْسَ للمَرءِ حيلةٌ لتَغييرَ أزَمَاتِه، فِحرِّيٌ بهِ أنْ يَتعايَشَ مَعها، بإعتِبَارها سمةٌ من سماتِ الوجودِ ذَاتِه.
لمْ يَعُد للحُلْكَةِ تأثيرٌ عليَّ، فَقَد تَشَرَّبتهُا وخَلقْتُ شَمعةً بينَها، ومَا عادَ نعيقُ الغِرْبَانَ تُشعِرُني بالذُّعر، فَقَدْ عَلِمْتُ كَيفيَّةِ إسْكَاتها، ومَا عادَتْ أشْواكَ الذِّكرياتُ القَديمَةِ تَنهشُ مُخيَّلتي، فَقَدْ زَرَعتُ زهورًا تَحجِبُ الأشْوَاكَ عنْ مَسيرَتي، ولا التَّقصيَ عنِ المُستَقبَلِ يُحقِّقُ الذُّعرَ، فقَدْ ترَكتُ مُمَارسَةِ التَّكهنَ.
هذَا العَام أقْسَمْتُ ألاَّ أنْظُرَ للورَاءِ مُجدَّدًا، وألاَّ أتكَهنَ بالغَدِ فوقَ الضَّرورةِ، وعلى غُفْرَانُ الذَّاتِ، والمُضِيِّ قدمًا، وعلَى نيلَ المزيدَ منَ المعرِفَةِ، والمَعنَى، والإجَابَةِ. إذْ يَكفيَ مُعاطَاةُ الألَمِ، لَقَد جفَّ رُوحيَ كثيرًا، بالتَّفكيرَ بالمُفرِط، وإدْمَانِ الأمْسِ. وآمُلُ أنْ يَكونَ قَسَمِيَ عازمٌ.
هذَا العَام، أنَا مُمتنٌ لكُلِّ مَا وَقَع، ولكِلِّ ما مَضَى.
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، ٢٧ يَنَايَر، ٢٠٢٤
26 notes · View notes
noirbeduzz · 26 days
Text
أسْرِدُ وأعبِّرُ وأتحدَّثُ بالفُصْحَى، كيْ أتحرَّرَ منَ القَوميَّةِ، والرَّابطة الاجْتمَاعيِّة، ومنَ المَعاييرَ الَّتي أُبْتُلِيتُ بهِا على أرضِ الوَاقِع، أدْرَكْتُ أنَّ العَربيَّةُ الفُصحَى عابِرَةٌ للحُدودِ الجُغْرَافيَّةِ، والإيْديولوجيَّاتِ، والمُعتَقداتِ، لأنَّها تُنْسَبُ لأمِّةٍ بَشَريِّة ولا تُحْصَرُ حولَ إثنِيِّة أو عِرقٍ محدَّد. تلكَ المَعاييرِ لا أقرُّ بها ولا أعتَرِفُ بها، وهيَ بَلوَى وليْسَت نِعمًا وإنْ كَانَت قَنَاعتي مُتطرِّفة، فإنَّ لديَّ أسبَابي. وأكْتَفي بهويَّةُ ذاتِي، كأنَا، إبْنُ والدِي ووَالدَتي، وتُغْلَقُ الدَّائرة.
أتَيتُ إلى العَالمِ الافْتِرَاضي مُعلَّقٌ في اللازمَانِ، بِحُلَّةٍ غيْرَ قابلِة للارتِدَاءِ في أرضِ الوَاقِع، وقدْ أثْقَلت خُطُواتيَ قيودُ المعاييرَ في الوَاقِعَ ولمْ أجِدَ الحُرِّية إلاَّ في منصِّةِ الأقنعَةِ. أتيتُ إلى هُنا تاركًا المعاييرَ ورائي، لكِيْ أتحدَّثُ بلسانٍ يَفهمَهُ ويَلتَمِسهُ الجَميعَ منَ المَشْرِقِ إلى المَغْربِ، دونَ عقبَةٍ لُغويَّةً أو عِرْقيِّة، ولكيْ أُحقِّقَ بِواسطَتها جانِبًا منْ مَسَاعيَّ اسْتَعصَى عليَّ تحقيقَه، وأمَهِّدَ تعثُّراتِ المَسيرَةِ ولو بِخُطواتٍ خَجولَةٍ.
لا أحبِّذَ التقييدَ بالمَعاييرِ ولا المُرَادِفات التَّعريفيَّةِ، حتِّى الَّتي أكتَسَبْتُها بالجُهدِ، لأنَّها تُعرْقِل وتُلهِيَ عن مسيرةِ الذَّاتِ في عمرٍ قَصيرٍ للغاية، وهو إليَّ مجْدُ الحُريَّةِ.
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، ربيعَ ١ إبريل ٢٤
17 notes · View notes
noirbeduzz · 8 months
Text
تتعطَّلُ الأصابِعُ عنِ الكِتَابَةِ في حالِ عجْزِ العَقْلُ عنْ صِيَاغةِ المشَاعِرَ نظرًا لتَكتًّلِها وحجمَ فوضَوَيَّتُها، لِيُطلِقَ العقْلُ على الفَورِ إنذارٌ مَفدَاهَ وقوعُ خَطَأ لأجلٍ غيرَ مُسمَّى، من حِينها يَدْخُلُ مَخزَنُ الأفكَارَ والخَيَالَ في حالةِ غيْبُوبة إستِجَابةً للإنذار.
وَلَو حَاولَتْ الأصَابِعَ الترجُّلِ لَسَقطَت الصِيَغُ بصورة مُعاكِسَة للفَوضَى في الدَّاخِل نظرًا لغيَابِ دورُ الأفكارِ وتعذُّرَ تُرجُمانِ العقلِ ، ليُصْبِحَ السَردُ غيرَ مَفهوم، وغير مُنتَظَمَ وخالٍ من الروحِ ... كمَا أفعْلُ الآن.
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، ١٦ أغسطس ٢٠٢٣
65 notes · View notes
noirbeduzz · 2 months
Text
في السَّابِق آمَنتُ بمَبدأ "أكْتُب لأجْلِ نَفسي"، وهو مَامَنحَ ليَ حريَّةِ السَردِ وإن كانَ فَوضويًّا، ثمَّ كَفَرتُ به بعدَ أن أدْرَكتً مدَى سَذَاجَةِ هذهِ العِبَارة، فَلا وجُودَ لمِثْل هذهِ العِبَارةِ طَالمَا أنَّني مُتواجِدٌ في منصَّةٍ تضمُّ أعدَادًا هَائلَةً من البَشَرِ، وطَالمَا أنَّ السَّردَ ليسَ في مُذكِّرةٍ شَخصيَّة بَل في صَفحَةٍ مَرئيَّةً حتَّى أمَامَ القانونِ.
لمْ أؤمِنْ بها بَعدَ إدْرَاكِي أن الكِتَابَةَ أمانَةٌ على عاتِقِ الكَاتِبَ، وأنَّ وراءَ كلَّ عبارةٍ مردودٌ إمَّا إليَّ أو عليَّ، فهيَ مرآةٌ تُعكِسَ الذاتَ ومَافي جُعبَتِه مهمَ اختَلَفت الصِّياغةُ واللَّهجةِ، وهيَ وَسيلةٌ لإيصَالِ فكرةٍ ما لِغاياتٍ مُختَلِفَة، وحبَّذا لو كان يَسيرًا دونَ تعقيدِ السِّياقِ وحشوِ المُصطَلحاتِ المُعقَّدة، فأنَا أدوُّنُ لكيْ أنفِّسَ عن مَكبوتٍ لا يُسمَعْ ولا يُرَى، ولكَي أطَمْئِنَ القَارئَ بأنَّه ليسَ الوَحيدَ فيمَا يَشْعُر ويُفكِّر، ولِكَيْ أبْحَثُ عمَّن يُشْبِهني في خَلَلي وتَألُّقي، ولِكَي أصِيغَ مَا أستَعصَى القَارئ عنْ صِيَاغَتِه، ولِكَيْ أنْثَرَ المَعرِفَةِ وإنَارةُ الوَعيَ.
أمَّا منْ يَسْردَ ثمَّ يستعمِلَ حجَّةً أنانيَّة مثلَ: "أكتُبَ لأجل نَفسي" مع الحِرصِ على وضعِ هَاشْتَاقاتٍ لا نهائيَّة، وصَفحة عاميَّةً فهو يَسخرُ على ذَاتِه، وهيَ الازْدِواجيَّة والتَّناقضَ بعينهِا.
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، ١٧ فِبرَاير ٢٠٢٤
23 notes · View notes
noirbeduzz · 2 months
Text
أشعُرُ أنَّ عقْلِيَ يتآكَل، أشْعُرُ بأنَّني مُطوَّقٌ بالبَلاهةِ، وأشْعُر بوِزْرِ القيودِ، أهيَ نَقاهةٌ فِطريِّة؟ أمْ إنْذَار لخطرٍ وشيك؟ ودَدتُ لو أنَّ رُوحيَ حلَّ محلَّ العقلِ، فلا قيمَةُ لهُ بِخِلافَ العقْلَ، العقْلُ هِبَةٌ لا تُقدَّر بٍثمَنٍ. وقدْ أكونُ مُبَالغًا بالسَّردِ بعضَ الشَّيء، وأسْرِد كما لو أنَّني سكِّيرٌ، أدْركُ تمامًا أنَّ قيمةُ العَقْلِ تسقُط حتمًا بِغيابِ الروحِ ...
ولكنَّ أَيُّهُما أشدُّ وُطأةً؟ خواءُ الجَسَدِ منَ الرُّوحِ؟ أمْ خواءِ العقلِ في المَحيا؟
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، ٦ مارس ٢٤
18 notes · View notes
noirbeduzz · 3 months
Text
مَا يُحيكُ لكَ غَياهِبُ الحُزنِ، اخْفِهِ سِرًّا عنْ مسَامِعَ الغيرِ، ومَا يُحلِّقُك نحوَ عنانَ السماءِ سَعادَةً، اخْفِهِ ضِعْفَ الأول حتَّى عنِ المَحبوبِ. حرِّيٌّ بِالمَرءِ أن يُثمِّنَ يَنْبوعَ مشَاعِرِه، وألا يُسْردَ عنهُ، لَئلا يُفقِدُ بَريقهُ وبَريقَ ذاتِه.
أؤمِنُ بقيمَةِ المشَاعِر وثمَنَ مَصْدَرِها، وأنَّ الإسْتِهانَة في سَردِ الثُّنائيُّ يُبْخِسُ منْ ثَمَنها، لأنَّها مِلكٌ للمَرءِ وحدَهُ دونَ الغَيْر، مَهمَ تمَاثَلتْ الأرواح.
— مُذَكَّرات فِيتزْجيرَالد، فِبْرايَر ٢٠٢٤
21 notes · View notes