"وإذا ألفتك شِدّة تذكّر أنّها زائلة ومؤقتة، وأنّ أيَّام السُرور كثيرة وأيَّام الهناءِ وفيرة، وأنّك في الدُنيا التي لا تصفو طوال الوقت، وأنّك مؤمن والمؤمن مُبتلى، وأنّك مأجورٌ على الشوكة التي تُشاكها فما بالك بما أوجع قلبك وأذبل عينيك."
”كل ما أُريده هو أن أتعافى مما تركته تلك الأيام العاصفة في روحي ، أن تنتهي آثار هذه الجروح العميقة من داخلي ، أن أنسى ما أبكاني و أتخطى كل هذا الإنطفاء الذي حدث لي ، أن أُضيء مجددًا بشغفٍ آخر وبقلبٍ سليم.“
كان أبي يضربني، وكانت أمي تنقذني منه، فقلت في نفسي: ما الذي سوف يفعله أبي إذا ضربتني أمي ذات يوم؟!
ولكي أرى ذلك عصيتُ أمي حين قالت لي: "اجلب لي حليبًا من السوق"
فلم أذهب، وحين جلسنا للغداء وضعت في قصعتي إدامًا قليلًا فطلبتُ منها أن تزيد، وأمرتني أن أجلس على كرسي صغير وأتناول طعامي، ولكني فرشت على الأرض وجلست، فأوسخت ملابسي عمدًا، وتحدثت معها بلهجة فظة!
كنت أتوقع أن أمي سوف تضربني لا محالة، لكن الذي حصل أنها حضنتني بقوة، وقالت: يا ولدي! ما بك؟ أمريضٌ أنت؟
حينها انسابت دموع غزيرة من عيني لم أستطع أن أكفكفها.
وفي جموع السّائلين؛ أقِفُ بأملي الخالص ورجائي الجمّ، أقلّب روحي في جلال التّسليم وبرد اليقين ووعد الإجابة، وأترقّب رحماتك الغَدِقة على صبرٍ مُتعَب وعزمٍ خائب وسيرٍ مُتأرجح، أسألك كرامة الوصول وجبر العوض وثبات الفؤاد وسداد البصيرة، يا مَن لا يُعجِزُه عسر الأمر عن فَرَج، ولا هَوان الحال عن غَلَبة..
"يأتِ بها الله وإن بَعُد المنى وتقطعت الأسباب، يأتِ بها الله وإن دنا اليأس وتوارت الآمال، يأت بها الله فرجًا من بعد كرب ويسرًا من بعد عسر وسرورًا من بعد حزن ."