وفي جموع السّائلين؛ أقِفُ بأملي الخالص ورجائي الجمّ، أقلّب روحي في جلال التّسليم وبرد اليقين ووعد الإجابة، وأترقّب رحماتك الغَدِقة على صبرٍ مُتعَب وعزمٍ خائب وسيرٍ مُتأرجح، أسألك كرامة الوصول وجبر العوض وثبات الفؤاد وسداد البصيرة، يا مَن لا يُعجِزُه عسر الأمر عن فَرَج، ولا هَوان الحال عن غَلَبة..
﴿وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة﴾: فلا يتآلفون ولا يتناصرون ولا يتَّفقون على حالةٍ فيها مصلحتهم، بل لم يزالوا متباغضين في قلوبهم متعادين بأفعالهم إلى يوم القيامة.
﴿كلَّما أوقدوا ناراً للحرب﴾: ليكيدوا بها الإسلام وأهله وأبْدُوا وأعادوا وأجلبوا بخيلهم ورجلهم.
﴿أطفأها الله﴾: بخِذلانهم وتفرُّق جنودِهم وانتصار المسلمين عليهم.
﴿ويسعَوْن في الأرض فساداً﴾: أي: يجتهدون ويجدِّون ولكن بالفساد في الأرض؛ بعمل المعاصي والدعوة إلى دينهم الباطل والتعويق عن الدُّخول في الإسلام.
﴿والله لا يحبُّ المفسدين﴾: بل يبغِضُهم أشدَّ البغض، وسيجازيهم على ذلك.
رغم كل المجاديف التي تكسرت في داخلك، رغم كل المعارك التي مازلت صامدًا أمامها ولم تستسلم، رغم كل آمالك التي خابت مرة وثانية وثالثة، رغم كل شيء ما زلت ثابتًا؛ لأنك تعلم أن وعد اللّٰه حق، ولأنك مُتيقّن أنَّ (يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا) سوف تأتي لا محاله بإذن اللّٰه.