نحن شعب نحب الطراطيع، أول ما نسأله عند كل مناسبة وطنية: وين الطراطيع؟ بعد السؤال عن العروض والتخفيضات.
أحب الطراطيع، أحب الألوان على لوحة السماء، أحب الأضواء، من لا يحب الضوء؟ هناك من يحبون الظلام، الظلام جميل، في الظلام نغرق في النوم، والنوم الهني من أفضل الأشياء في الحياة.
إذًا نحب اسوداد السماء، وزينتها المفاجئة بالأنوار. نحب الأشكال، الدوائر والخطوط، إذَا نحن فنانين، نحب الفن، نحب الجمال، ومن منا لا يحب الجمال؟ الله جميل يحب الجمال.
ندخل يوميًا في حالات طوارئية، رعم أن حقيقة الأمر، أن الحالة لا تستدعي الطوارئ. لكن هناك الزوامير، وونين سيارات الإسعاف، وأصوات الطراطيع، التي تدور وتخلق حالة غير صدقية. تبعث في بعض الأحيان هذه الحالة، الخوف والجزع في النفوس. فتزعزع السير، ويتوقف العقل، وتسرع دقات القلب، فلا تؤدي الطوارئية نتيجتها المرجوة. مع الأسف.
دليل عمل المبدع الفنان، هو الشعور بالجمال، والسعة في الوقت، والنوم. دائمَا تأتي نتائج مبهرة من النوم على الأمور، تعمل، وتجتهد، وتترك كل شيء ليتخمر، ترتاح العجينة، وتتمدد، تنام، وحين يصبح الصباح، يتفجر العقل ويرى الطراطيع، يسلم الذي فكر.