الخذلان مش مجرد سقف توقعات عالي فتصدمت لما ملقتش السقف !
الخذلان قسوته إنه شعور مركب .. هو مش حزن على فراق .. هو مش غضب .. هو مش ندم .. هو مش قلق .. هو مش خوف .. هو مش عدم ثقه .. هو مش فقدان آمان .. هو شعور بالخلل في كل ده !
صعوبته إنك صعب تحدد إنت حاسس بإيه بالظبط .. لأن في الأغلب .. الناس دي كنت بتعتبرها ملجأ ليك .. ملجأ من قساوة الدنيا .. ملجأ من أفكار ملخبطه كتير .. ملجأ من شعورك بالإغتراب ..
ملجأ إن لسه في ناس شبهك .. ملجأ يقويك ويسندك .. ملجأ يصبرك إن لسه في ثوابت .. إنك مش لوحدك .. ملجأ من أحزان وذكريات وتفاصيل جواك إنت وبس .. ومش أي حد يديك ظهره إسمه خذلك .. مش أي حد مش جدع أو إستندل معاك إسمه خذلك .. ده كتير بيحصل !
لكن الخذلان حاجه تانيه !! الخذلان ده هو الحاجه إللي مش متوقعه .. هو آخر حاجه تخطر على بالك .. علشان كده عقلك مبيستوعبهاش .. لإن إدراك النقيض لنفس الشئ .. صعب .. إزاي إللي كانوا مصدر الآمان يبقوا مصدر للخوف .. إزاي إللي كانوا بيتوجعوا إنه إتغدر بيك يبقوا مصدر لغدر جديد .. إزاي أقرب ناس ليك يبقوا في لحظه أبعد ناس عنك .. إزاي إللي بتجري تشكيلهم .. تشتكي منهم .. إزاي إللي لما تتوجع تجري تعاتبهم .. مات الكلام بينك وبينهم .. إزاي إللي كانوا بالنسبه لك منتهى الوضوح والشفافيه تحولوا لمنتهى الغموض .. إزاي كل شعورك بالخوف عليهم .. يتحول لشعور بالخوف منهم ! الخذلان .. حاله مخيفه تخليك تترعب من أي قرب .. تعجزك عن إنك تقدر تفرق بين البشر .. تطمن ليه ولمين وإمتى وعشان إيه ؟! يا بتعيش بسوء الظن .. يا بتعيش خايف .. يا بتعيش وحيد ! يا ريته فراق وكل واحد بيروح لحاله .. لكن هم بياخدوا معاهم حالك وبيسيبوك في حاله تانيه خالص .. مش عارف أولك من آخرك .. ولا مدرك إنت إيه إللي إتغير فيك .. و لا عارف حتى إنت فقدت إيه .. قبل الخذلان حاجه وبعده حاجه تانيه خالص ! نقطه ومن أول السطر .. عندك شك إن ده إبتلاء لازم تطلع منه بدرس ؟ والدرس مش إنك تيأس من البشر ولا علشان تتحول لشخص مش سوي .. معقد .. ولا علشان تبطل تتصدم ..كده كده لو اتكرر تاني هتتصدم بردوا .. لأن مهما وصلنا من الخبرة والنضج فالنفوس مركبة ومعقدة جداً على إستيعابك ليها .. بس كل الفكره إنك بتحصن نفسك بحاجتين : ١- متتعاملش مع مخلوق على إنه مصدر أساسي لأي شعور .. ٢- ( وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ) الإنسان ضعيف .. متعرفش جايز مواطن ضعفه تظهر على إيدك إنت فيبقى إبتلائك وتبقى إبتلاءه ! دول هيهونوا عليك كتير .. هيحصنوك بنسبه كبيره .. هيعلوا عندك فكرة تقبل كل شئ من غير سوء ظن .. هيحموك في الوقت المناسب .. هيفوقوك .. هيقووك .. الخذلان .. إبتلاء مش سهل .. لأنك بإجابتك فيه بتحدد درجة منزلة ربنا في قلبك و مدى إستعانتك بيه .. لازم هتتوجع و هتحس بلخبطه و خوف و عدم إستيعاب و توهان .. لكن كل ده وربنا هو المصدر جواك غير وإنت لوحدك وإللي خذلوك كانوا هم بس المصدر .. هتتعافى أسرع و هتتقبل تغيراتك الجديده في نفسك .. في حياتك .. في أفكارك .. في علاقاتك مع البشر .. في صلتك مع ربنا .. وإللي مش ممكن كنت توصلها من غير الخذلان ..
عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو يقول: «رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني لك شكارا، لك ذكارا، لك رهابا، لك مطواعا، لك مخبتا، إليك أواها منيبا، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، وسدد لساني، واهد قلبي، واسلل سخيمة صدري»
"قال: إنّما أريدُ أن تَطهُر نفسي، وأن يسكن عنّي ضميري، وإن بقيَتْ الذكرى فلتبقى ذكرى رحمةٍ لا عذاب، وإنّ ألمَّ بيَ الخاطر فلتكُن سُقياهُ رحمةً لا سُقيا عذاب، وإني لمُتعبٌ مكروب، ليس بها وإنّما بالذي في نفسي منها!."