كتبت: ندى فرج.
أتذكرُ عندما رأيتهُ أول مرةً، كان يبدو كالقمر في تمامهُ، لم أقعُ في حبهُ بسبب وسامتهُ، ولكني وقعتُ في حبّ رجولتهُ، وحنيتهُ الطاغيه على خصاله، كل شئٍ فيه كان يستحقُ أن يسرقُ قلبي، تلك اللحيه التى تزيد وجهُ وسامةً فوق وسامتهُ، والضحكة التى تُزين ثغرهُ، وجهُ كان يشعُ بهجتًا وطيبة، لم ترى عيناي رجلاً مثلهُ، كما أنني أتذكرُ عندما خاطبهُ لساني لأول مرةً، كانت دقاتُ قلبي تكاد تصلُ…
إلى ماذا يحتاج المرء غير إنسان يسخّر له حواسه؟ فيسمعه دون شعور بالثقل، ويحدثه دون شعور بالملل، ويطمئنه دون شعور بالخجل، ويربت عليه بلا كلل، ويؤنسه فلا يرى وحشة ما دام يرى عينين تراقبانه في إنصات..!
أعظم ذراعين هي التي تحتضنك في ضعفك
وأعظم عينين هي التي تودّ رؤيتك
حتى وأنت في أقبح صورة
وأعظم قلب هو الذي يحبك وأنت في أسوأ
أحوالك
يمكن لأي أحد أن يختارك في توهجك
لكن من يُحبك فقط سَيختارك دائمًا
حتى حين تنطفىء
وحين يرى النور فِي غيرك
سيختار عتمتك
أبحثُ عن ساقين قويتين، أقوى من تلك التي أورثني اياها ابواي، ساقين مَرنتين يؤهلانني للركضِ أربع وعشرين ساعة في اليوم خلف الرزق دون أن أنهار من التعب، عن جسدٍ صلبٍ غيرَّ هذا الهش الذي ارتديه، جسدٍ كالإسمنت يمكنني من حملِ ناطحاتِ سحابٍ من الهموم، كتلكَ التي تؤسسها الحياةُ فوق كتفي فَلِذةِ كَبدِك، أبحثُ عن كفين من فولاذ، لايصدءآن، كفينِ يمكناني من القبضِ على جمرِ المصائبِ طوال العمر دون أن يسمع مني أحدٌ كلمة " لقد تعبت"، أحتاجُ قلباً صلباً لا ينكسرُ لمشهدِ موتٍ في فلمٍ هوليودي، أو منظر صبي مشلول، يبعُ المحارم على أرصفة العابرين، كل صباح وأريد عينين من بلور، عينين، أو حجرين من رُخام لا تذرفان الدموع كلما مرت في البال ذكرى لأحد الغائبين. أريد جسداً لايشبهني ابداً جسداً لا يُبتلى بهشاشةٍ، مهما طحنتهُ رحى الأيامِ، او عمراً آخر، أقلَّ إيلاماً.
كتب: محمد جلال اللقاني
عينين جميلتين، والخدود أكثر حُمرة عندما تبكي أو تضحك، لم تسقط يومًا بل كانت شامخة، تتحدى الأيام كُلما تكاثرت عليها بالمتاعب، سيدة عظيمة لا أعرف ما الذي قتلني عندما رأيت أدمُعها لأول مرة، ما القوى التي خذلت أُمي، لا أعرف كيف أسرد، الكلمات وحدها ضعيفة المعنى حينما أكتب عنها، كُلما أقتربُ منها أكون أكثر ارتياحًا، لا أعلم السبب هل لأنني منها لا أعرف.
يوم الأم؛ وكيف لا أكتُب…
يحتاج الإنسان في أوقات وحدته القاتلة إلي أُنس يُحييه، يحتاج أن ينظر إلي عينين بدلًا من المرآة، وأن يعانق جسدًا بدلًا من إنكماشه بنفسه، وأن يشعر بالدفء منبعثًا من أحدهم بدلًا من المدفأة، وأن يسمع أنفاسًا يحفظ إيقاعها بدلًا من سماع صمته، وأن يصافح يدًا حنونًا بدلًا من مصافحة الهاتف، وأن ينفجر بالضحك بدلًا من أن يكتم البكاء، وأن يجد كفًا تربت علي كتفه وتناوله كوب شايٍ مصنوعةً بدفء، بدلًا من يدٍ ترتجف لأنها تُعد الشاي كل آنٍ وحدها.'🥺