كل من عليها فان • ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام • فبأي آلاء ربكما تكذبان • - الرحمن ٢٦-٢٨ - الشيخ بندر بليلة - صلاة العشاء - الحرم المكي - ٢٢ شوال ١٤٤٤
ولأن الرؤية الإلهية هي رؤية مطلقة، متعالية عن المكان وعن الزمان، فإن كل شيء يُقيَّم فيها ضمن حجمه الطبيعي والحقيقي، وهذا هو الإسلام في جوهره، الإسلام الذي هو رؤية شاملة متوازنة للحياة، لا تضخم شيئا على حساب شيء آخر تصغره.
فالرحمة المنسوبة للرحمن هي ليست مبالغة في الرحمة بمعناها التقليدي - صورة الأم التي تعفو باستمرار عن أولادها - ولكنها الرحمة بمعنى التوازن العميق الذي يلغي أسباب الخطأ ويفقده مبرراته، الرحمة بمعنى ألا يبغي شيء على شيء، ويظل هناك الحد الذي يحافظ على كيان كل شيء ويكون بمثابة صمام أمان للصورة بأسرها.
ولذلك، فإن ابتداء سورة الرحمن بذكر اسم "الرحمن"، وارتباطها كلها بالرحمن، لن يلغي العقوبة التي يجب أن تحل على من يستحق العقوبة. فرحمة الرحمن هي في جوهرها التوازن والعدل، والتوازن والعدل لن يستقيما إذا تساوى الجميع، بل سيكون هناك "يُعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام" دون أن يكون هناك أي تناقض مع رحمة الرحمن.
يُدبّر الأمر" في كلّ لحظة تظنّ فيها أنكَ في متاهة يدبّرهُ, وأنتَ تغرق في تساؤلاتك عن كيفية الحلّ ,الانتهاء والَخرُوج مَن المأزق وفي كلّ مرة تتسَاءل, تكُون الإجَابة نفسَها "يُدبّر الأمر"🤍.