{فَليدعُ نَاديهْ..سَندعُ الزبانِية}
آيتان نقرأها دائمًا والكثير منا لا يعرف أن هذه الآيات نزلت بعد موقف عظيم حصل في قلب مكة وأمام كعبتها المعظمة، موقف كان أبطالهُ ملائكه العذاب ومعهم خندق مهيب من نار لحماية رسول اللهﷺ ..
قصة هذه الآيات وهذا الموقف بالتفصيل
كثير من المسلمين يقرأ قول الله تعالى في سورة العلق
"فليدع ناديه*سندع الزبانية* كلا لا تطعه واسجد واقترب"
دون درايه لقصة تلك الأيات التي شهدت عليها مكة المكرمة وقريش بأكلمها وذكرها الله في قرآنه الكريم ، هذه القصة من المعجزات التي خصها الله لنبيه فما قصتها ؟
في أروقة مكة المكرمه وتحديدًا بعد بعثة محمد ﷺ، كانت الاجواء ضبابيه على قلوب المشركين ، وتستحوذ على قلوبهم عشرات الافكار ومئات الطرق للتخلص من الرسول الذي جائهم لتغيير نمط حياتهم ولدعوتهم للطريق الحق والتخلص من معتقداتهم الشركيه الجاهلة..
قريش كانت مشتته ومنقسمه ومابين ظنهم بأنهم متحدين جميعًا على عداء رسول الله، يتفاجئون بإسلام واحدًا تلو الاخر من خيرة رجالهم ودون جدوى مهما فعلوا، تارةً يُسلم حمزة وتارةً يسلم عمر وبني هاشم جميعها في صف فلذة كبدهم محمد، فماذا تفعل قريش؟ بالتأكيد جُن جنونها
وعندما نتحدث عن مشركين قريش فيجب علينا أن نتوقف قليلًا ونذكر رمز الشرك وقلب الكفر الاكبر وأكبر اعداء الاسلام عمرو بن هشام الذي نعرفه بأسم (أبو جهل) ، أبو جهل حارب النبيّ ﷺ بكافة الطرق العدائيه والظالمه فلم يكتفي بتعذيب من اسلموا أو قىْْل بعضهم كما فعل في آل ياسر....
أراد رسول الله الصلاة عند الكعبه فهي ليست مُلك لقريش ولا لفلان او علان،
بل هي لله تعالى ولكل من جاء البيت ملبيًا، أبو جهل عندما علم ان رسول الله يريد الصلاة عند الكعبة فكرَ بأمرٍ لو فعله سيهين من قدر رسول الله أمام الناس ويظهره بمظهر ضعف امام اتباعه وامام كل من يفكر بإتباعه.
قال أبو جهل للنبي ﷺ بنبرة تملأها الحقد العظيم:
يا محمد إذا سجدت عند الكعبة،
فسوف أدوس على رأسك.
أبو جهل قال هذه الكلمات وهو يعلم أن رسول الله لن يطيعهُ وسيسجد عند الكعبه لأن النبيّ يعلم أن معه ربٌ عزيز ذو انتقام حماهُ من شرهم وسيحميه..
وفي اليوم الموعود خرج رسول الله للصلاة عند الكعبة وسط أنظار جميع أهل مكه فالمشركين كانوا يعلمون أن ابا جهل توعده والمسلمين يعلمون أن الله سينصر نبيه ، فأقترب النبيّ من الكعبة فرآه أبا جهل فخرج مسرعًا من مجلسه نحو النبيّ فوقف أمامه وقال له: يامُحمد ألم أنهك عن هذا؟
فأغلظ له رسول الله وأخذ يحذره من عذاب الله إن لم يبتعد عن طريقه، وبكل كِبر صرخ أبو جهل على النبيّ وقال له يا محمد، بِأَي شَيء تُهددنِي؟ أَما والله إِني لأَكثر هَذا الوادي ناديا، بمعنى أكثر أهل مكة من المناصرين لي، فتجاهله نبيناﷺ خير البشر وأشجعهم وتوجه لموضع صلاته أمام الكعبه.
فقال أبو جهل لكل من حوله ولكل من يسمعه (واللاتِ والعُزة لاطأنَ على رقبتهِ، ولأعفرنَ وجههُ بالتراب) ،
وبدأ الرسول بالصلاة وأبو جهل ينتظر لحظة سجودهُ حتى يفعل الامر الذي وعد به ، وسجد رسول الله فذهب أبو جهل وهو يجري ناحية رأس رسول الله الشريف..
فعندما اقترب أبو جهل من الرسول ﷺ ، وقف صامتًا ساكنًا لا يتحرك، ثم بدأ بالرجوع سريعًا وهو يرتجفُ خوفًا، دون أن يفي بما وعد ودون أي تفسير منطقي للحاضرين،
فقالت له قريش: يا أبا جهل ها هو مُحمد لمَ لمْ تدس على رأسه، وتراجعت؟ الجميع أصبح يريد تفسير لما حدث أين وعدك لماذا لم تفي به!
قال أبو جهل: لو رأيتم ما رأيته لبكيتم دماً.
قالوا: وما رأيتَ يا أبا جهل؟؟
قال: إن بيني وبينه خندقاً عظيم من نار وهولاً، وأجنحة.
قال رسول الله صلى عليه وسلم: " لو فعل بمعنى لو اقترب لأخذته الملائكة عياناً "..
ابن عباس يقول لو كان فعلَ واقترب (لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا) وفي رواية أخرى (لأخذت الملائكه تتخطفه إلى يوم القيامه) ، أبو جهل رآى ملائكه العذاب واسمهم ( الزبانيه ) وحفروا له الخندق العظيم الذي كان من نار
وأرسلهم الله لحماية رسوله وحبيبه محمد..
فنزلت هذه الآيات العظيمه التي يقول فيها الله تعالى ( فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} أي: فلينادي على قومه وعشيرته ليستنصر بهم، {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} ، أي سندعوا ملائكة العذاب لحماية الرسول ﷺ ، حتى يعلم العالمين من يغلب حزب أبو جهل ؟ أم حزب الله ورسوله ..
وفي ختام الآيات قال تعالى:
{كَلا لَا تُطِعْهُ * وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} ..
يعني يامُحمد لا تطعه فيما ينهاك عنه من المداومه على العبادة وكثرتها وصلِ حيث شئت ولا تبالهِ، فالله حافظك وناصرك وهو يعصمك من الناس جميعًا
ومن كل من يتربص بك..
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
T
52 notes
·
View notes
🔻
الناطق باسم كتائب القسام: معركة "طوفان الأقصى" مفصلية في تاريخ شعبنا وأمتنا، صرخة دوت لتحرر كل الأمم والشعوب المستعمرة وأعطت نموذجاً كيف للكف أن تناطح المخرز
أبو عبيدة: نذكر المتواطئين والعاجزين من قوى العالم الذي تحكمه شريعة الغاب قبل السابع من أكتوبر بالعدوان على أقصانا
أبو عبيدة: بلغت جرائم العدو وحكومته بالمطالبة بسحق شعبنا وتدمير مقدساته في الضفة والقدس والداخل وغزة، وبات قادة العدو يتلذذون بقتل أسرانا ويشددون الخناق على غزة لإرضاء غرائز جمهورهم
أبو عبيدة: لم يكن أمامنا سوى تفعيل ما نملك من قوة فكانت ملحمة السابع من أكتوبر فكانت تدفيع ثمن لهذا الاحتلال التي ترتكب الجرائم منذ 100 عام
الناطق باسم كتائب القسام: ارتكب الاحتلال مذابح يندى لها جبين الإنسانية ولو وجدت عدالة الأرض لحكمت على الاحتلال بنزع السلاح ومحاكمة قادته
أبو عبيدة: أمام ما يمارسه الاحتلال منذ 100 يوم كبدناه أثماناً باهظة ستفوق كلفتها ما تكبده يوم السابع من أكتوبر
أبو عبيدة: أخرجنا نحو 1000 آلية عسكرية توغلت في قطاع غزة عن الخدمة ونفذنا مئات المهام الناجحة
أبو عبيدة: أبدع مجاهدونا وما يزالون رغم الفارق الهائل في ميزان القوى العسكري وما يرتكبه العدو من مجازر
أبو عبيدة: مجاهدونا حافظوا على تماسك صفوفهم وازدادوا قناعة بالدفاع عن أرضهم أمام عدو همجي وسطروا ملاحم عز نظيرها في هذا الزمن
الناطق باسم كتائب القسام: الملاحم التي سطرها مجاهدونا مما أعلنا عنه ومما لم نعلن ستسطر في واحدة من أعظم وأقدس المعارك في تاريخ أمتنا
أبو عبيدة: ما قاومنا به العدو من عبوات ومقذوفات ومدافع ومضادات للدروع وقنابل هو من صنع كتائب القسام وهذه الصناعات لم تكن لتجدي نفعاً أمام الترسانة الأمريكية القذرة لولا الصناعة الأهم وهي الإنسان المقاتل الفلسطيني المجاهد التي لا تقف قوة في الأرض أمام إرادته وإصراره
أبو عبيدة: لولا عطاء وصمود وعظمة شعبنا الشامخ لم يكن ليتحقق هذا الصمود
أبو عبيدة: ماذا ستفعل التكنولوجيا والأسلحة الفتاكة أمام قوة إيمان مجاهد يمكث شهرين وأكثر في عقدته الدفاعية ينتظر الظفر بعدوه محتسباً كل ذلك لله ومؤمنا بقضيته وشهادات مجاهدينا الأبطال العائدين من خطوط المواجهة تؤكد إيمانهم وعظمتهم
الناطق باسم كتائب القسام: مجاهدونا يعودون بشهادات صادمة عن ضعف إيمان جنود العدو وكيف يفرون رغم كل ما يحملونه من سلاح وعتاد
أبو عبيدة: ما يعلنه العدو عن بطولات موهومة هو محل سخرية لأصغر طفل فلسطيني
أبو عبيدة: نؤكد أن معركة طوفان الأقصى هي معركة الكل الوطني الفلسطيني يقاتل فيها شعبنا بكل قواه في خندق واحد وأي حديث سوى وقف العدوان على أهلنا ليس له قيمة في مسار المعركة التي ستتوسع يوما بعد يوم
أبو عبيدة: أهداف العدو تكسرت على صخرة صمود مقاومة شعبنا ومقاومتنا
أبو عبيدة: لا التهجير تحقق ولا التدمير العشوائي حقق لهم سوى الخزي ولا استعادوا الأسرى كما سقط القناع عن هذا الكيان الغازي الإرهابي
أبو عبيدة: مجازر الاحتلال خلقت مقاتلاً في المستقبل في كل بيت فلسطيني وعربي
الناطق باسم كتائب القسام: ما يعلن عنه العدو من إنجازات موهومة حول الصواريخ والأنفاق هي محل سخرية لنا وسيأتي اليوم الذي نثبت فيه كذبه
أبو عبيدة: قبل السابع من أكتوبر وضمن خطة العمليات لم يكن لدينا أي مخزن سلاح أو منصة صواريخ مذخرة
أبو عبيدة: مصير عدد من الأسرى الإسرائيليين باتوا مجهولاً والباقون دخلوا جميعاً نفق المجهول وعلى الأغلب سيكونوا قد قتلوا وقادة العدو يتحملون المسؤولية عن هذا الملف
أبو عبيدة: نوجه التحية للمقاتلين في لبنان واليمن والعراق وكل ساحات الأمة وننعى للأمة شهدائهم ورأى العالم كيف تحركت قوى الظلام للتحالف وضرب من ينصر شعب غزة
الناطق باسم كتائب القسام: ما يصلنا من جبهات عدة في المقاومة أنهم سيوسعون ضرباتهم في قادم الأيام إذا استمر العدوان
أبو عبيدة: نناشد الأمة للنهوض بمواجهة العدو الذي يريد السيطرة على الأقصى وهو ما أخرناه بدمائنا
أبو عبيدة: أبناء العاروري والعياش وكل الشهداء أن يلتقطوا هذه الفرصة التاريخية لضرب الاحتلال
أبو عبيدة: نقول لملياري مسلم في العالم إن العدو دمر مساجد غزة وأوقف الأذان والصلاة في حرب دينية واضحة
أبو عبيدة: دعوة لكل مسلم على وجه الأرض أن يعي طبيعة الصراع وهذه الحكومة المجرمة وإن أضعف الإيمان على من عجز عن نصرة الدماء البريئة أن ينصر المساجد فلتقم صلوات القنوت في كل المساجد وترفع الدعوات بنصر المقاومين
الناطق باسم كتائب القسام: 100 يوم وشعبنا العظيم الأسطورة يقف شامخاً على أرضه رغم الجراح ويقف على شاطئ من شواطئ الشام
أبو عبيدة: فجر الحرية لكل شعبنا يقترب بأمر الله ولن يضيع جهاد ودماء أهلنا وشعبنا.
10 notes
·
View notes
190/165
*منقووووووول*
السيرة النبوية العطرة *(١٩٠)*🌴🌴
*(( إنسحاب الأحزاب ، وتحقق النصر ))*🌴🌴
___________________________
🌷نحن الآن في آخر أيام الخندق ، وقد دام حصار المسلمين
على أرجح الروايات {{ ١٨ }} يوم
بعد ان وقع الخلاف بين{{ الاحزاب ، وبني قريظة }} على يد {{ نعيم بن مسعود}} رضي الله عنه
بالرغم من أن الكفار جاؤوا للحرب دون اتفاق مع
{{بني قريظة }}
ولكن أن يحقق الجيش ميزة ثم يفقدها ، فهذا يحبطه حتى ولو لم تكن معه هذه الميزة من أول الأمر
__________________________
🌷وقبل انسحاب الأحزاب بيوم
أشتدت قريش على خيمة النبي صلى الله عليه وسلم بنبالها
تحاول بكل ما أستطاعت ، أن تحقق هدفها وهو قتل النبي صلى الله عليه وسلم
فكان هدفهم جميعاً ، خيمة النبي صلى الله عليه وسلم يرمونها بالنبال
فأحاط الصحابة بخيمته صلى الله عليه وسلم ، إحاطة السوار بالمعصم ، يصدون السهام والنبال عن خيمته
فأقبل {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }}
وعليه درع مقلصة [[ اي صغيرة لا تستر يديه ]]
ومر مسرعاً من أمام مكان مرتفع قد اجتمعت فيه النساء
وكانت امه [[ أي ام سعد ]] والسيدة عائشة من ضمن هذه النساء
ينظرون الى ماذا يجري حول خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
وفي يد {{ سعد }} رمح ويجري مسرعاً لخيمة النبي صلى الله عليه وسلم
وقد شاعت الأخبار أن الاحزاب صبوا كل غضبهم ، على خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت له أمه :_ أي بني تعجل فلقد تأخرت عن رسول الله
تقول السيدة عائشة :_ فما سرني درعه التي يلبس ، فإنها غير سابغة [[ غير ساترة ]] قد بانت منها ذراعيه
فقلت :_ يا ام سعد ، وددت لو أن درع سعد أسبغ فإني أخشى عليه
فقالت امه :_ ليقضي الله ماهو قاضٍ
________________________
🌷فأقبل{{ سعد }} و وقف بباب خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
يصد السهام عن خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
فجاء سهم وصاحبها ينادي خذها وانا {{ ابن القمئة }} فنزل السهم في اكحل سعد الايسر
[[ اي الشريان الرئيسي في يده]] فنفر الدم وسمع النبي صلى الله عليه وسلم ، بإصابة سعد
قال النبي :_ ابن قمئة ؟؟ !!!!
قالوا :_ اجل يا رسول الله
قال :_ اقمأه الله في نار جهنم
فوضع سعد يده اليمنى على مكان الجرح ، والدم ينزف بشدة
��م رفع طرفه للسماء
انظروا الى هؤلاء الرجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
رجال صدق
{{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا }}
رفع طرفه للسماء يناجي ربه
وقال :_
اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئاً ، فأبقني لها ما بقيت ، فإنه لا شيء أحب إلي من ان أجالد قوماً
[[ اي اقاتل ]] كذبوا نبيك واخرجوه
وإن كان قد وضعت الحرب بيننا وبينهم
فاجعله طريقي الى الجنة [[أي ارزقني الشهادة ]]
ولا تخرج نفسي حتى تقر عيني من {{ بني قريظة }}
سبحان الله ما أعظم إيمانك يا سعد {{ رضي الله عنك وارضاك }}
هل رأيتم ؟؟
يدعو الله ويشترط لعظيم {{ إيمانه و ثقته بالله }}
١_ يريد ان يعلم هل الحرب مستمرة ام انتهت ؟
٢_ثم يريد الشهادة من هذه الاصابة
٣_ثم لا يريد الموت قبل أن تقر عينه من {{ بني قريظة }}
فما ان انتهى {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }} من دعائه إلا وقد انقطع الدم
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يمرض في خيمة قريبة من مسجده
ولندع {{سعد يمرض }} ولنكمل ماذا حدث تلك الليلة ولنرى هل حقق الله دعاء سعد
____________________________________
🌷مضى النهار وانصرف المشركون عن خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
وارسل {{ ابو سفيان }} رسالة للنبي صلى الله عليه وسلم
يقول فيها
كنت قد خرجت إليك بعشرة آلاف ، وانا أعزم على أن لا أرجع لمكة ، حتى استأصلك وصحبك ودينك ، ولكنك أحتميت وراء خندق
وكان من أمرك ما كان والأيام بيننا سجال
______________________
🌷فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم جواباً
أما بعد :_
فإنَّ ما عزمت عليه ، يحول الله بينك وبينه
وسيأتي عليك يوم
أكسر فيه {{ اللات والعزى }} على مرأى منك ، وبيدي مفاتيح الكعبة وسأذكرك بذلك يا {{ سفيه بني غالب }}
____________________________
🌷قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي تلك الليلة ، وكانت ليلة شديدة البرد مظلمة في آخر الشهر
وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يرسل أحد الصحابة ويدخل الى داخل جيش الأحزاب
يستطلع خبر القوم
أرسل الله تعالى على معسكر الكفار ريحا شديدة باردة قاسية البرودة
فقلبت قدورهم ، وأطفأت نيرانهم ، واقتلعت خيامهم ، بينما كانت هذه الرياح هينة عند معسكر المسلمين ولم يكن بينهما إلا عرض الخندق
فماذا حدث في تلك الليلة
سيحدثنا عن تلك الليلة الصحابي الجليل
{{ حذيفة بن اليمان }} رضي الله عنه والحديث في البخاري ومسلم وكل الصحاح
____________________________
🌷جلس {{ حذيفة }} يحدث التابعين [[ الذين جاؤوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ]]
جلس يحدثهم ، عن غزوة الخندق ، فلما انتهى
قال قائل لأبي حذيفة :_ وشهدتم هذا كله مع رسول الله ؟ !!
[[ متعجب لأن أحداثآ كثيرة حصلت في الخندق ]]
قال :_ أجل
فقال قائل منهم :_ ليتني كنت معكم ، فوالله ما أدع رسول الله صلى عليه وسلم يمشي على الأرض خطوة ، لأحملنه على ظهري
وقال الآخر :_ ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً
[[ وهذه العبارة ��غلبنا يقولها عندما يقرأ السيرة أو يزور البقيع ويسلم على الصحابة كلنا نقول ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما وهو دعاء مستحب ]]
فقال حذيفة :_ لا تتمنوا ذلك يا أخوة الإسلام
لقد رأيتُني ليلة ، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليلة الخندق
ونحن ثلاث مئة أو قريب من ذلك
[[ اهل الخندق كانوا ٣٠٠٠ منهم المسلم والمنافق
حذيفة الآن يتحدث عن الخواص الذين كانوا حول النبي صلى الله عليه وسلم ]]
يقول :_ قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في تلك الليلة
ثم استقبلنا ينظر فينا واحدا واحد
ثم قال :_ إنه كائن حدث في القوم هذه الليلة
ألا رجل يأتني بخبر القوم ويكون رفيقي في الجنة ؟:
يقول حذيفة :_ فو الله الذي بعثه بالحق ، لم يقم منا رجل واحد
[[ برد شديد ، وظلمة و خوف ، وقريش قد استشرت واستأسدت ]]
قال فأعادها
:_ألا رجل يأتني بخبر القوم ويكون رفيقي في الجنة ؟؟
قال :_ فوالله ما قام منا رجل واحد
يقول حذيفة :_ ما قام منا رجل واحد
ثم نظر إلي
وقال :_ أحذيفة ؟؟!!
قال:_ وانا اجلس على ركبتي فتقاصرت الى الارض
قلت :_ لبيك يا رسول الله
قال :_تسمع صوتي منذ الليلة ولا تجيب ؟!! قم
قال حذيفة :_ فقمت واقفاً بين يديه
وقلت :_ والذي بعثك بالحق ما قمت الا حياءً منك
فقال لي :_ إذهب فأتني بخبر القوم
قلت :_ والذي بعثك بالحق لا أخشى الموت ، ولكن اخشى ان يأسروني في هذه الليلة الباردة ، فيفتنوني عن ديني
فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم:_ إنك لن تؤسر
قلت :_ يا رسول الله ، وليس علي إلامرط لزوجتي لا يستر جميع بدني [[ اي ثوب من صوف ]] فإني اقرقف
[[ اي ارجف من البرد ]]
قال :_ لا عليك برد حتى ترجع إلي
ثم بسط النبي صلى الله عليه وسلم يديه
وقال :_ اللهم احفظه من بين يديه ، ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله، ومن فوقه ، ومن تحته
يقول حذيفة :_ فلما انطلقت
قال لي النبي صلى الله عليه وسلم
إأتني بخبر القوم ولا تذعرهم عليَّ
[[ اي لا تقتل احدآ منهم ، لا تقم بأي حركة ، انت رسول استطلاع فقط ، لا تقم بأي عمل قتالي ضدهم ، فقط تأت بأخبارهم ]]
فقلت :_ سمعاً وطاعة يا رسول الله
__________________________
🌷يقول حذيفة :_ فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام
[[ يعني ذهب البرد الذي كان يشعر به، وشعر بالدفء كأنه في حمام ]]
فلما دخل حذيفة في الجيش في الجهة المقابلة للخندق ، فإذا بالريح الشديدة ، لا تدع خيمة الا قلعتها ، كانت ريحا شديدة باردة قاسية البرودة ، تقلب قدورهم ، وأطفأت نيرانهم ، واقتلعت خيامهم
تعسف الرمال في وجوههم ، وليس بيننا وبينهم الا عرض الخندق
فلا يوجد عند المسلمين ريح ، والريح عندهم كأنها القيامة
[[ إنها إرادة الله ]]
يقول حذيفة :_ فأخذت اتسلل حتى جئت قوماً بينهم نار [[ هو لا يعرف من هم القوم ، لانهم ١٠ آلاف ]]
قال :_ حتى جئت قوماً بينهم نار
وعلى ضوء النار رأيت رجلاً جسيماً ، يضع كفيه فوق النار ويمسح بها خاصرته
وانا لا أعرف {{ ابا سفيان }} انذاك
فلما دنوت منهم علمت أنه {{ ابا سفيان }} من كلامه مع القوم
و والله لقد اخذت سهمي و وضعته في قوسي و لوشئت لغرزته في كبده
فإذا بصوت رسول الله صلى الله عليه وسلم
{{{ إأتني بخبر القوم ولا تذعرهم عليَّ }}
فلم أفعل
[[ أي اعجاز نبوي هذا ، في الظهيرة كان قد ارسل النبي لابي سفيان
سيأتي عليك يوم أكسر فيه اللات والعزى ، على مرأى منك وبيدي مفاتيح الكعبة ، وسأذكرك بذلك { يا سفيه بني غالب }
فلو قتله حذيفة في ذلك الوقت
اين كانت ذهبت نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ولكن الله يريد ان يسلم ابا سفيان مفاتيح الكعبة بيديه للنبي ويسلم مكة كلها ]]
دخل حذيفة في الجيش
ثم جلس {{ حذيفة }} بين القوم
فسمع {{ أبو سفيان }} يقول وكأنه أحس انه دخل فيهم من ليس منهم
فقال :_ يا معشر قريش لينظر امرؤ من جليسه ؟
يقول حذيفة :_ فبادرت وضربت بيدي على فخذ الذي على يميني
وقلت له :_ من أنت ؟
قال : _معاوية بن أبي سفيان
ثم ضربت بيدي على فخذ الذي على شمالي
وقلت له :_ من أنت ؟؟
قال: _ عمرو بن العاص
وغفل القوم عنه
[[ أليست ايضا هذه عناية إلهية ، لماذا لم يسألوه من انت ؟لماذا لم يميزوا صوته ؟؟ تجلت العناية الربانية تلك الليلة
لنعلم ان الله علي كل شي قدير ،وان يد القدرة تعمل بالخفاء
نكمل مع حذيفة رضي الله عنه
قال :_ فلم يفطنوا لي ولم يسألني احد من انا
ثم قال أبو سفيان :_ يا معشر قريش ، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام [[ اي هذا المكان لا يصلح ان تقيموا فيه ]] لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقينا من شدة الريح ما ترون ، واخشى ان تتفق قريظة ومحمد الليلة عليكم
فارتحلوا فإني مرتحل !!!
قال :_ فقام وجلس على بعيره دون أن يحل عقاله
فوقف بعيره على ثلاثة أرجل ، وقفز به البعير قفزتين
فضحك عليه صفوان بن امية بملئ فمه
وقال :_ يا سيد قومه حُل بعيرك اولاً
فقام ابنه معاوية وحل له عقال البعير
ثم التفت ابو سفيان الى القوم
وقال :_ يا خالد بن الوليد ، تدبر أمر الساقه [[ يعني مؤخرة الجيش ]] واني متقدمكم الى مكة
قال :_ فانطلق وترك قومه قبل أن يرحلوا
__________________________
🌷قال حذيفة ، فمكثت واختبأت
واخذ القوم يستعدون للرحيل
ثم عدت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول حذيفة :_ فوالذي بعثه بالحق ، تركته يصلي ورجعت إليه وهو قائم يصلي
وعليه برد يماني فلما دخلت خيمته ، عدت اقرقف كما كنت من قبل [[ رجع اليه البرد ]]
فلما انتهى صلى الله عليه وسلم من صلاته أخبره حذيفة بخبر القوم
يقول حذيفة
ثم غطاني بالعباءة التي كان يصلي فيها
يقول :_ فنمت حتى الفجر ، فما ايقذني إلا قول النبي صلى الله عليه وسلم ، قُم يا نومان ، لقد طلع الفجر [[ اي يا كثير النوم ]]
يقول فصلينا الفجر، ثم وقف النبي صلى الله عليه وسلم واخبر اصحابه
ان الله قد هزم الاحزاب وحده
وارسل عليهم جندآ من جنوده وهي الريح
وارسل الملائكة [[ لا تقاتلهم لانه لا معركة ]]
ولكن الملائكة كانت تتبع أدبار الخيل تضربها فتسرع ، حتى قطعوا في يوم واحد مسافة ثلاثة ايام ، من شدة الخوف
_______________________
🌷انسحبت {{ قريش }}
ثم انسحبت {{ غطفان }} وشاهد الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون الأحزاب وهم ينسحبون واستمر انسحابهم من الفجر الى قريب الظهر
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه
{{ الآن نغزوهم ولايغزونا ، نحن نسير إليهم }}
[[ وقد تحقق ذلك بالفعل، فقد كانت هذه هي آخر محاولة للعرب لغزو المدينة، لأن كل العرب قد اجتمعوا لحرب المسلمين وفشلوا فشلا ذريعا]]
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه
قولوا :_
الله اكبر
لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده ، فلا شيء بعده
فأخذوا يرددونها وانطلقوا الى منازلهم
_________________________________
🌷حققت {{ غزوة الأحزاب }} فوائد عظيمة منها
١_كشفت الغزوة مرة أخرى وميزت بين المؤمنين الصادقين، وبين المنافقين
٢_ كشفت حقيقة وحقد {{ بني قريظة }}
٣_ رفعت هيبة المسلمين وجعلت الوضع الإقليمي الجديد
[[ وهو أن المسلمين أصبحوا هم القوة الأولى في الجزيرة، لدرجة أن كل العرب قد تجمعوا عليهم ولم ينجحوا ]]
٤_ تأكد أمام المسلمين وأمام قريش وكل العرب أن قريش هي الطرف الأضعف في مقابلة المسلمين ، لدرجة أنها استعانت بكل حلفائها وبكل العرب ولم تنجح في هزيمة المسلمين
وذلك فضل {{{ الله }}} سبحانك ربي ما أعظمك
__________________________
🌷انسحبت الأحزاب كما تمنى {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }}
ألم يقل لبني قريظة عندما شاتموه واغضبوه ،ونالوا من النبي صلى الله عليه وسلم
فقال لهم سعد بن معاذ
إني لأرجو الله أن يرد الأحزاب بغيظهم لا ينالون خيرا ، ويغني الله نبيه عنكم
ثم نأتيكم الى جحوركم يا {{إخوة القردة والخنازير }} ونحاصركم وتنزلوا على حكم الله ورسوله
فأنزل الله تعالى
{{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا }}
______________________________________
🌷رجع النبي صلى الله عليه وسلم الى داره
ونزلت النساء والصغار والشيوخ من الحصون
فما إن كان الظهر حتى كان الجميع في منازلهم
تقول السيدة عائشة والنبي صلى الله عليه وسلم في حجرتها
:_فإذا منادي ينادي من خلف الحجرة
يا رسول الله !!!
قالت :_فقام النبي صلى الله عليه وسلم وخرج
فخشيت أن يكون خبراً ، ان قريش قد رجعوا
فخرجت ألتمس الخبر فوقفت عند الباب
فإذا برجل على {{ بغلة شهباء }} يلبس عمامة حمراء
قالت :_فنظرت إليه فإذا به يقول للنبي صلى الله عليه وسلم
:_أوضعت السلاح ؟؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم
قال له :_ولكن الملائكة لم تضع السلاح بعد
فاتبعني الى {{ بني قريظة }} فإني متقدمك إليهم ومزلزل بهم حصونهم
فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم
قلت له :_ بأبي وأمي أنت يا رسول الله ، من الذي كان يكلمك ؟؟
قال:_ أرأيته يا عائشة وسمعت ما قال ؟؟
قلت :_ نعم
قال :_ هذا اخي جبريل
ثم لبس صلى الله عليه وسلم لباس الحرب ، وأمر بلال أن يؤذن للحرب فأجتمع الصحابة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم
بأن يتوجهوا فوراً لحرب يهود {{ بني قريظة }}
يتبع إن شاء الله
_____________ #الأنوار_المحمدية ________________
___________ صلى الله عليه وسلم _________________
4 notes
·
View notes