Tumgik
#حقائق الإيمان
al-fawaaid · 5 months
Text
:قال إبراهيم ابن أدهم رحمه الله تعالى
لو علِم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم والسرور لجالدونا بالسيوف.
[(تاريخ دمشق (٦/٣٦٦]
Ibrahīm Ibn Adham, may Allāh have mercy upon him, said:
“If the kings and their sons knew what we experience of tranquility and happiness, they would fight us for it with their swords.”
Tārīkh Ad-Dimashq (6/366)
37 notes · View notes
leen--20 · 6 months
Text
"أكثِرْ من قراءة القرآن ولا تتركْه فإنه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ."
ذيل طبقات الحنابلة.
"قراءة القرآن على الوجه المأمور به؛ تورث القلب الإيمان العظيم، وتزيده يقينا وطمأنينة وشفاء."
ابن تيمية، مجموع الفتاوى.
"فما أشدَّها من حسرة! وأعظمَها من غبنة! على من أفنى أوقاته في طلب العلم، ثم يخرج من الدنيا وما فهم حقائق القرآن!"
ابن القيم، بدائع الفوائد.
22 notes · View notes
philosopher-blog · 2 months
Text
لا شك في أن هناك تداخلات وتأثيرات متبادلة بين العلم والدين والفلسفة. فالعلم يسعى لفهم كيفية عمل الكون من خلال الطرق العلمية والتجريبية، بيينما يعتمد الدين على الإيمان والروحانية والقيم الأخلاقية لتقديم تفسير لمعنى الحياة والكون. ومن جهة أخرى، تسعى الفلسفة إلى استكشاف الأسئلة الجوهرية حول الواقع والوجود والأخلاق، مما يجعلها منبرًا للتفكير العميق والتأمل.
في الواقع، يمكن أن نرى أن كل من العلم والدين والفلسفة يحاول تقديم تفسيرات مختلفة لظواهر العالم والكون، ومن الممكن أن يكون هناك تداخلات بينهما. فالعلم، على سبيل المثال، قد يتناول بعض الأسئلة الفلسفية مثل ماهية الواقع وما إذا كانت هناك حدود لقدرتنا على فهم الكون، في حين أن الدين قد يتحدث عن مفهوم الخلق والغاية من وجود الإنسان بشكل أعمق من المجرد تفسيرات العلم.
على الرغم من تداخلاتهم وتأثيراتهم المتبادلة، إلا أن لكل من العلم والدين والفلسفة مجالات خاصة بها. فالعلم يسعى للكشف عن الحقائق من خلال الدليل والتجربة، في حين أن الدين يقدم إطارًا قيميًا وروحانيًا لحياة الإنسان والفلسفة تسعى لاستكشاف الأسئلة الجوهرية حول الوجود والواقع.
من الجدير بالذكر أن هناك العديد من النقاشات حول كيفية تفاعل العلم والدين والفلسفة مع بعضها البعض. بعض الناس يرون أنه يمكن تطبيق المنهج العلمي في فهم الدين والفلسفة، بينما يرون آخرون أن هذا الأمر غير ممكن بسبب الطبيعة المختلفة لكل مجال. على أي حال، يمكن للتفاعل بين هذه الجوانب أن يساهم في الحصول على رؤى متعددة وشاملة حول العالم والحياة.
ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين عند التحدث عن علاقة الدين والفلسفة مع العلم، لأن كثيرًا من الأشياء التي يتم التحدث عنها من مفهوم العلم والفلسفة تكون محفزات للتفكير والتأمل بدلاً من حقائق علمية صريحة. قد يكون هناك بعض التداخلات والتشابك بين الجوانب المختلفة، ولكن من المهم فهم أن كل مجال له نطاقه الخاص وطريقته الفريدة للتفكير والتفسير.
قد يكون النقاش حول علاقة العلم والدين والفلسفة أمرا معقدا، ولكن في نهاية المطاف، إن الهدف النهائي هو فهم الحقيقة والبحث عن المعرفة والحكمة. يمكن للعلم والدين والفلسفة أن يساهموا جميعًا في هذا الهدف من خلال تقديم وجهات نظر مختلفة وفرص للتفكير العميق.
There is no doubt that there are interactions and mutual influences between science, religion, and philosophy. Science seeks to understand how the universe works through scientific and experimental methods, while religion relies on faith, spirituality, and moral values to provide an explanation of the meaning of life and the universe. On the other hand, philosophy seeks to explore fundamental questions about reality, existence, and ethics, making it a platform for deep thought and contemplation.
In fact, it can be seen that science, religion and philosophy each try to provide different explanations for the phenomena of the world and the universe, and it is possible that there are overlaps between them. Science, for example, may address some philosophical questions such as what reality is and whether there are limits to our ability to understand the universe, while religion may talk about the concept of creation and the purpose of human existence in a deeper way than the abstract explanations of science.
Despite their overlaps and mutual influences, science, religion, and philosophy each have their own fields. Science seeks to uncover truths through evidence and experience, while religion provides a moral and spiritual framework for human life and philosophy seeks to explore fundamental questions about existence and reality.
It is worth noting that there are many debates about how science, religion, and philosophy interact with each other. Some people believe that the scientific method can be applied to understanding religion and philosophy, while others believe that this is not possible due to the different nature of each field. In any case, the interaction between these aspects can contribute to obtaining multiple and comprehensive views about the world and life.
However, we must be careful when talking about the relationship of religion and philosophy with science, because many things that are talked about from the concept of science and philosophy are stimuli for thought and contemplation rather than explicit scientific facts. There may be some overlaps and intertwining between different aspects, but it is important to understand that each field has its own scope and unique way of thinking and interpreting.
The debate about the relationship of science, religion, and philosophy may be complex, but in the end, the ultimate goal is to understand the truth and seek knowledge and wisdom. Science, religion, and philosophy can all contribute to this goal by offering different perspectives and opportunities for deep thought.
15 notes · View notes
tariktalks · 6 months
Text
إنّك تَعلَم أنّك عابر، وأنّ هذه الدّنيا فانية، وأنّك ستلقى ربّك الذي سيسألك عن كلّ كبيرة وصغيرة.
هذه حقائق مهما حاولنا تجاهلها والتّغاضي عنها، كونها تذكّرنا بمصيرنا وتهوّن الدّنيا ببيان حقيقتها لنا، ونحن نرفض هذه الحقيقة لتعلّقنا بها وبمتاعها القليل ونعيمها الزّائل، ولهوان الآخرة في قلوبنا والله المستعان.
إنّك تعلم أنّك راحل .. وأنّ مرور كلّ يوم يعني اقتراب أجلك. والسّعيد من تزوّد بخير الزّاد واتسعدّ للقاء ربّه فآمَنَ وأحسن العمل وأخصله له سبحانه. السّعيد من لم يضيّع الفرائض وحافظ على الصلاة في وقتها واجتهد في فعل الخيرات وترك المنكرات. السّعيد من استحضَر مراقبة ربّه في كلّ قول وفعل، فحرص على عدم تضييع الحقوق. والشّقي من طال أمله وساء عمله، ورجا رحمة الله دون سلوك سبيل نيلها، بالاجتهاد في فعل أوامره وترك نواهيه. لأنّ حُسنَ الظّنّ يقتضي حُسنَ العمل كما هو معلوم. {  فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَٰلِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدًۢا }. {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا }. { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }. {  وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا }. { وَمَن يَأْتِهِۦ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَٰتُ ٱلْعُلَىٰ }. هذه بعض الآيات التّي تبيّن لنا أهميّة العمل واشتراطه بجانب الإيمان .. فلا تغفل عن هذا الأمر، ولا يغرنّك الشّيطان ويكن حائلا بينك وبين حُسنِ العَمَل. اعمل ولا تحقرنّ من المعروف شيئا ! اعمل ! {  وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ  }. وتذكّر أنّ صلاح العمل وقبوله لا يكون إلّا بصلاح الصّلاة، لأهميّة هذا الرّكن العظيم.. .{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } من هم هؤلاء ما هي صفاتهم ؟ أوّل هذه الصّفات .. { الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }. لا فلاح دون صلاة .. فافهم !
15 notes · View notes
dr-hass · 9 months
Text
Tumblr media
خَلْقُ المَصائِبِ والآلامِ فيه مِن الحِكم ما لا يحيط بعلمه إلا الله، ومما اطَّلَعَنا الله عليه مما هو دال على ذلك :
1- أن في الآلام والمصائب امتحاناً لصبر المؤمن قال تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ. البقرة / 214.
2- أن فيها دليلاً على ضعف الإنسان، وافتقاره الذاتي إلى ربه، ولا فلاح له إلا بافتقاره إلى ربه، وانطراحه بين يديه
3- المصائب سبب لتكفير الذنوب ورفعة الدرجات قال صلى الله عليه وسلم: ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلا كتب الله له بها حسنة، أو حطّت عنه بها خطيئة. رواه مسلم (2572)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ. الترمذي
4- ومن حكم المصائب عدم الركون إلى الدنيا ، فلو خلت الدنيا من المصائب لأحبها الإنسان أكثر ولركن إليها وغفل عن الآخرة ، ولكن المصائب توقظه من غفلته وتجعله يعمل لدار لا مصائب فيها ولا ابتلاءات
5- ومن أعظم حكم المصائب والإبتلاءات : التنبيه والتحذير عن التقصير في بعض الأمور ليتدارك الإنسان ما قصر فيه ، وهذا كالإنذار الذي يصدر إلى الموظف أو الطالب المقصر، والهدف منه تدارك التقصير ، فإن فعل فبها ونعمت، وإلا فإنه يستحق العقاب ، ولعل من الأدلة على ذلك قوله تعالى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ، فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.
6- قال تعالى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ، الأنعام-42
قال الإمام السعدي رحمه الله : لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك من الأمم الس��لفين والقرون المتقدمين فكذبوا رسلنا وجحدوا بآياتنا . فأخذناهم بالبأساء والضراء أي بالفقر والمرض والآفات والمصائب رحمة منا بهم . لعلهم يتضرعون إلينا ويلجأون عند الشدة إلينا .
7- والعبادة في الشدائد والفتن لها طعم وأجر خاص :
عن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ، رواه مسلم ( 2948 ) .
قال الإمام النووي : قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْعِبَادَة فِي الْهَرْج كَهِجْرَةِ إِلَيَّ، الْمُرَاد بِالْهَرْجِ هُنَا الْفِتْنَة وَاخْتِلَاط أُمُور النَّاس، وَسَبَب كَثْرَة فَضْل الْعِبَادَة فِيهِ أَنَّ النَّاس يَغْفُلُونَ عَنْهَا، وَيَشْتَغِلُونَ عَنْهَا، وَلا يَتَفَرَّغ لَهَا إِلا أَفْرَاد .
8- أن حصول النعمة بعد ألم ومشقة ومصيبة أعظم قدراً عند الإنسان .
فيعرف الإنسان قدر نعمة الله عليه في الصحة والعافية ، ويقدرها حق قدرها .
فمن فوائد المصائب : التذكير بنعم الله تعالى على الإنسان ، لأن الإنسان الذي خلق مبصراً – مثلاً – ينسى نعمة البصر ولا يقدرها حق قدرها، فإن ابتلاه الله بعمى مؤقت ثم عاد إليه بصره أحس بكل مشاعره بقيمة هذه النعمة، فدوام النعم قد ينسي الإنسان هذه النعم فلا يشكرها، فيقبضها الله ثم يعيدها إليه تذكيراً له بها ليشكرها.
بل إن في المصائب تذكيراً للإنسان ولغيره بنعم الله ، فإذا رأى الإنسان مجنوناً أحس بنعمة العقل، وإن رأى مريضاً أحس بالصحة، وإن رأى كافراً يعيش كالأنعام أحس بنعمة الإيمان، وإن رأى جاهلاً أحس بنعمة العلم، هكذا يشعر من كان له قلب متفتح يقظ، أما الذين لا قلوب لهم فلا يشكرون نعم الله بل يبطرون، ويتكبرون على خلق الله .
9- فوائد المصيبة أنها تنقذ الإنسان من الغفلة، وتنبه العبد على تقصيره في حق الله تعالى، حتى لا يظن في نفسه الكمال فيكون سبباً لقسوة القلب والغفلة قال تعالى : فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.
10- ومن حكم الابتلاءات والشدائد: التمحيص
فالشدائد تكشف حقائق الناس وتميز الطيب من الخبيث، والصادق من الكاذب، والمؤمن من المنافق، يقول الله الباري جلا شانه عن غزوة أحد وما نال المسلمين فيها، مبيناً جانباً من الحكمة في هذا الابتلاء: مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ
11- وليقوم المسلمون بإغاثة من تصيبهم المصائب من المسلمين فيؤجرون على ذلك قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى، رواه البخاري (6011) ومسلم (2586) وقال :
لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ، رواه البخاري (13) ومسلم (45) .
منقول
..
14 notes · View notes
farashetahlamy · 6 months
Text
ما يجري اليوم مؤلم جداً في الحال، ولكنه مبشرٌ جداً في المآل.
وكل ما يجري يزيد المؤمن بصيرة وإيماناً، مع كونه يزيد المرتاب ريبة، وقد يُفتن بسببه ضعيف الإيمان.
وأمّا من تغذى على حقائق القرآن، وفَهِم السنن الإلهية، وفقِه أحوال الأنبياء؛ فإنه يسير بطمأنينة إيمانية عالية وهو ينظر إلى الأحداث، ويرى تدبير الله للكون، ولا تزيده الوقائع إلا إيمانًا بعظمة الله وعزته وحكمته.
ومن المهم جداً: عدم النظر بالمقياس الزمني المحدود، فالله يعلّمنا أن الميزان ميزانه، وتأمل هذه الآية في اختلاف تقدير الزمن، وهي قوله سبحانه: (حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) فانظر كيف جمع الله بين استبطاء زمن النصر بميزان الناس (متى نصر الله) وبيْن قُربِه بميزانه سبحانه (ألا إن نصر الله قريب).
ثم إن من المهم أن ندرك أننا نعيش بوادر مرحلة استثنائية في التدافع بين الحق والباطل،
وأن هذه المرحلة قد تكون مليئة بالآلام والمصاعب الشديدة،
ولكن إياك أن تشك أو يدخلك الريب في أن الله بعزته يدبّر لدينه ولأوليائه، وأن ما ��راه من آلام فهو مقدمة الآمال، وأن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسرا.
والخاسر كل الخسران هو من يضيع وقته ونفسه اليوم، ومن كان كذلك فليتدارك الزمن بتوبة نصوح؛ لعل الله أن يكتبه في حَمَلة هذا الدين الذين سيعلي بهم كلمته، وينصر بهم دينه.
(ألا إن نصر الله قريب)
4 notes · View notes
yooo-gehn · 2 years
Text
Tumblr media
"إياك تلوي دراع الحقايق عشان تناسب نظريتك، ولكن فصَّل نظريتك على مقاس الحقايق."
ياللا نتكلم شوية عن المنطق. أحد أشهر مناهج التفكير المنطقى هما المنهج الاستنباطي والمنهج الاستقرائي. المنهج الاستنباطى مثلاً هوّ إن يكون فيه دكتور مسلم عارف إن العلاج ببول الإبل كلام فارغ، لأنه رَبَط "المقدمات" وهىّ إن طبيعة بول الإبل إما ضارة أو على أقل تقدير غير نافعة للإنسان، بـ "النتايج" وهىّ إن بول الإبل ماينفعش يكون علاج. أما المنهج الاستقرائى هوّ إن يكون فيه شيخ سلفى مؤمن بإطلاقية وحَرفية النص الدينى، هايصدق إن بول الإبل علاج شافى لأن تم ذكر ده فى النصوص اللى هوّ بيقدسها، وبالنسبة له الإيمان بصحة الكلام ده يساوي إيمانه بدينه كله، حتى لو تعارض مع بديهيات العلم القادر على إثبات خطأه.
وده مش معناه بالضرورة إن الدكتور أقل إيمانًا أو إن الشيخ أكثر اتساقًا مع نفسه؛ لأن هنا بيبان الفرق الجوهرى بين المنهجين، المنهج الاستنباطى بيشتغل من أعلى لأسفل أو الوصول للكل والانطلاق منه للجزء، أما المنهج الاستقرائى بيشتغل من أسفل لأعلى أو ملاحظة ظواهر فردية وتعميمها على الكل.
يعني إيه الكلام المقعر ده؟ يعنى الدكتور عشان يكون بيستخدم المنهج الاستنباطى، لازم يكون ابتدى من الأول خالص يفكّر في الأشياء بالمنطق فاختار يؤمن بربنا، وبعدها فكّر فاختار يكون مسلم، بعدها فكّر فاختار يكون سُنّى، بعدها فكّر فاختار ياخد إيه ويسيب إيه، وهايفضل يفكّر ويشغّل دماغه طول الوقت فى كل حاجة لأن هىّ دى أصلاً الطريقة اللى وصّلته أنه يكون مسلم.
بينما الشيخ صاحب المنهج الاستقرائى (اللي العدد منه في الليمون)، اتولد لقى نفسه مسلم، وتم تلقينه الدين ومقدساته بطريقة معينة من صغره، وحَفظ القرآن بتفسير معين ارتبط بيه روحيًا، ودرس التجويد والفقه، وكان بيعمل كل ده على أساس أنه بيدرس حقيقة العالم المطلقة اللى هوّ كان أحد المحظوظين بالظفر بيها، بالتالى التفكير عنده بيبدأ فى الآااااخر خالص، وفى الحالة دى لما واجهته لا معقولية النص، بيتجاهلها لأنه متصور أنه بينتصر لدينه وإيمانه، وإن طبيعة الدين نفسه بتحتّم بالنسبة له إن مادام كله صحيح إذن فبعضه صحيح. حتى لو اختلفت درجة قداسة النصوص أو تأويلها عند الفقهاء أو المفسرين.
المنهج الاستقرائى ممتاز لو تم تطبيقه على أى حاجة ليها طبيعة ثابتة وبسيطة وقابلة للقياس، لأنه منهج قائم على الملاحظة والتعميم، مثلاً لو الحديد بيتمدد بالحرارة إذن كل المعادن تتمدد بالحرارة، أو لو ماء النيل عذب إذن ماء كل الأنهار عذب. لكن أول ما بتستخدمه للوصول لاستنتاج نهائي فى أى حاجة نسبية ومعقدة وغير قابلة للقياس، هاتلاقى نفسك أنت اللى اتحولت للمعامل الثابت وبيكون منهج غير موضوعى بتتدخل فيه أهواءك وانحيازاتك.
وساعتها بترتكب أسوأ جريمة منطقية ممكن حد يرتكبها، وهيّ انتقاء الحقايق وربطها ببعضها عمدًا بطريقة تثبت صحة النتيجة اللى عندك مُسبقًا، أو اللي أنت عايز تصدقها من الأول، بدل محاولة دراسة الحقايق بموضوعية وتجرّد والوصول في النهاية إلى النتيجة المتسقة مع هذه الحقائق، حتى لو كانت النتيجة مش عاجباك. وللمفارقة هيّ دي نفسها التهمة الجاهزة عند المتدينين أصحاب المنهج الاستقرائي، إن الشخص اللي قرر يستنبط الأفكار على نحو منطقي تترتب فيه الأفكار على بعضها، هو اللي بيتبع هواه وياخد من الدين اللي على مزاجه بس!
عايز تصدق إن أبو الهول غمض عينيه؟ إن نظرية التطور سقطت في الغرب؟ إن الطفل المصري أذكى طفل في العالم؟ إن كلنا اتضربنا وطلعنا زي الفل؟ إن الجن ساكن في الحمام؟ إن أحمد بيحبك بس بيتقل عليكي؟ إن الستات مكانها في المطبخ؟ إن جوني ديب ضرب أمبر هيرد بالروسية؟ إن لقاح كورونا يهدف للتحكم في قرارات الإنسان؟ كل ده سهل جدًا جدًا إثباته بالمنهج الاستقرائي، لأن مش مطلوب منك غير اعتبارهم حقائق قاطعة من الأول، وبعدها اختيارك لأنك تشوف وتعترف فقط بكل ما يثبت أنهم صح، وفي المقابل تتعامى وتتغاضى وتقلل من أهمية أي حاجة ممكن تتعارض معاهم.
وعارف إيه أفضل طريقة لتحويل حقائق هزيلة وهشة منطقيًا إلى حقائق قاطعة؟ الإجماع والتقاليد والثقافة السائدة في المجتمع؛ لأن ساعتها هذه الحقائق بتتحول من حاجات المفترض أنها مطلوب منها تثبت نفسها، لأحد الأساسات اللي المجتمع بنى نفسه عليها، وقبولك غير المشروط ليها بيبقى نوع من طقوس الاندماج فيه. وعارف ليه المنهج الاستنباطي مالوش نفس الشعبية؟ لأنه بيتطلب التفكير الموضوعي المرهق في الحقائق وبشكل غير منحاز، والمخاطرة بالتحول لمنبوذ، وإحنا عندنا الثوابت أهم من الأب والأم والوطن، واخترعنا عقوبات قانونية مخصوص لأي حد تسول له نفسه يزعزعها ويحركها من مكانها، يا سافل.
إبراهام لنكولن قال مرة: "قد تتمكن من خداع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت" لكن الحقيقة إن المنهج الاستقرائي هو فعلاً أفضل طريقة لخداع كل الناس كل الوقت. لأن الاستقرائيين بيحاولوا دايمًا تطبيق المتوافق مع السائد مهما كان غلط وهما متخيلين أنهم على حق. وأصحاب النوع ده من التفكير بيكون عندهم حواجز عملاقة بيقف عندها التفكير الموضوعي، سواء كان حاجز دينى أو أخلاقى أو مجتمعى، أو أى شىء اكتسب القداسة والشرعية من الأغلبية، وده ساعتها بيولّد نوعين من الصراع، إما الصراع الذاتي اللي بين الشخص ونفسه (هل هاتقدر تلتزم بالمتوافق مع السائد؟)، أو الصراع مع الآخرين وهو الأصعب ألف مرة (هل هاتقدر تتمسك بموقف منطقي سليم أمام مجتمع بأكمله ينكره؟)، ولأسباب مفهومة معظمنا بيختار الصراع الذاتي لأنه بيُضفي نوع من النُبل على عملية غسيل المخ الجماعي.
ومع ذلك ممكن نفس الشخص يكون استقرائي في مواضيع معينة واستنباطي في مواضيع أخرى، وممكن يفكر بشكل استنباطي جزئيًا بعد تثبيت حقائق معينة، أو ممكن يفكر بشكل استقرائي جزئيًا بشكل يهدم جزء معين في الثوابت، والفكرة هنا إن الناس مش دايمًا منقسمة تمامًا لفريقين ضد بعض وخلاص، والموضوع معقد ومتشعب، وبيتوقف على مدى استعداد الشخص للحكم على الأمور بالمنطق، ومدى رغبته في إخضاع الأمور لمعاييره التي لا يشكك فيها، ومدى انسحاقه أمام أفكار معينة تملكت منه تمامًا.
الخلاصة إن ممارسة الاستنباط باستمرار تُكسِب مرونة عقلية ونهم للمعرفة ونقد ومراجعة مستمرة للذات، وإدراك بأن انحيازاتك تزداد تبلورًا ونضجًا بمدى وعيك وانفتاحك على وجهات النظر المخالفة ليك، وحتى مع ذلك قد تظل عرضة لعدة أفخاخ منطقية أخرى بدرجات أعلى تعقيدًا. فى حين إن ممارسة الاستقراء باستمرار، بينتج عنه عقلية القطيع التابعين اللي سقطوا فى أول وأهم إمتحان عقلى، وهايعرفوا يستخلصوا من أى حاجة بتحصل أسباب تثبت أنهم صح دايمًا، وتخلى نظرية المؤامرة (على الدين/على البلد/على العفن البني للبطاطس) هىّ الأسلوب المفضل فى فهم تصرفات وأفكار المختلفين معاك، لأن هدف الاستقرائيين الأساسى مش فهم حقيقي للأفكار المخالفة، والاستعداد لتغيير قناعاتهم الراسخة مع أول دليل جديد عكسها، لكن مجرد دايمًا نفيها بالطعن فيها أو فى أصحابها وتنزيه نفسهم.
47 notes · View notes
alfrdosmtlbi · 1 year
Text
أُخاطبُ مَن منَّ الله عليه ( بالقرآن ) ، لست كغيرِك ، شرفُ ماتحمِل يوجب عليك المحاولة ، والبقاء ، والصبر ، والرجوع والأوبة ، إن تلك الصفقة العظيمة الشريفة ، تحتاج إلى مُتابعة وحراسة ، وإلى تفقدٍ يملؤه الحذر والتخوف ، آية يونس ، وآية الزخرف كم تأخذ عنها مِن يومٍ لا تراها ، وكم تتجاهل حقائق التثبيت وتنساها …
..
والله. وتالله..
ماوُعظت القلوب وحُرِّك الإيمان بمثل كلام الله تعالى
..
هي حبسةٌ للنفس وإزهاقٌ للهوى لكنه بناء شامخ وممتد مع محفوظك من كتاب الله
..
اللهم ..لا تخيب قلبا أراد العيش مع كتابك وأذقه لذة الطاعة وأنسها
..الشيخ -أحمد المُغيِّرِي..
telegram.me/mn1406
6 notes · View notes
ahmed-tawiski · 5 months
Text
‏للشَّيطان نفختان ماكرتان: نفخة الأهواء وبها تفسد حقائق الإيمان، ونفخة البغضاء وبها تتفرق قلوب الإخوان فمن أصابته نفخته هلك ومن توقَّاها نجا فجنِّبوا أنفسكم مكره
الشيخ صالح العصيمي حفظه اللّه
0 notes
Text
المؤمن عند المصائب
Tumblr media
لا يخفى على أحدٍ ما يحلّ بهذه الأمة من مصائب، وهذه المصائب ليست خاصّةً بأحدٍ دون أحد، فعندما تأتي المصائب تكون عامّةً، فتشمل المسلمَ والكافر، والمؤمنَ والمنافق، والطائعَ والعاصيَ، والتقيّ والفاجر، والكبيرَ والصغير، والسؤال هو: ما موقف الإنسان العاقل صاحب الإيمان الراسخ في أوقات المصائب؟
والجواب: الإيمان: الإيمان بالقدر خيرِهِ وشرِّهِ، ذلك الإيمان الذي جعله الله جل وعلا ركنًا من أركانِ الإيمان، فالإيمان يُورِث في القلب رضًا وطمأنينة بكلّ ما قدّره الله وقضاه، وإذا ترسّخت هذه العقيدة في قلب المؤمن أدرك العبد أنّه مُلكٌ لله تعالى، فيرضى العبدُ بكلِّ ما قدّره الله وقضاه، والإيمان بالقدر هو الفارقُ بين المؤمن وغيره عند المصائب، وذلك أنّ المؤمن يتلقّى قضاء الله وقدرَهُ بنفسٍ راضيةٍ مطمئنةٍ؛ لأنّهُ يعلم أنّ القضاء هو أمرٌ مبرمٌ ومحكمٌ، وأنّ لله عز وجل فيه حكمة،فأفعالُهُ لا تخلو من الحكمة، وقد قال الله تعالى في حق المؤمنين:
رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ 
ومن سخط أقدار الله سبحانه وتعالى فقد باءَ بالسّخطِ من الله تعالى وكفى بذلك عقوبةً، قال تعالى
ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسۡخَطَ ٱللَّهَ وَكَرِهُواْ رِضۡوَٰنَهُۥ فَأَحۡبَطَ أَعۡمَٰلَهُمۡ ٢٨ 
وقد كان النبي ﷺ يُكثرُ من دعائه:
أسألك الرّضا بالقضاء 
وقد ورد عن سيدنا أبي سلاّمٍ خادم النبيّ ﷺ أنّ رسول الله ﷺ قال:
ما من مسلمٍ أو إنسانٍ أو عبدٍ يقول حين يُمْسِي وحين يُصْبِح: رضيتُ باللهِ ربًّا، وبالإسلامِ دينًا، وبمحمّدٍ نبيًّا، إلاّ كان حقًّا على الله أن يُرضِيَه يوم القيامة 
فمعنى قولِهِ ﷺ: "رضيت بالله ربًّا" أي: رضيت بما قدّره الله عليّ، ورضيتُ بهِ ربًّا معبودًا متصرِّفًا بخلقه كيفَ يشاء.
تلذّ لي الآلامُ إذْ أنت مُسقِمي***** وإن تمتحِنِّي فهي عندي صنائع
فلا بدّ للإنسان المسلم أن يعلم حِكمةَ الله تعالى في ابتلائه لخلقه، وأن يعلم أنّ الابتلاءات والمصائب هي سنّة الله تعالى في هذا الكون، والله تعالى يبتلي عبادَه ليختبر صبرهم وإيمانهم، ويرفع لهم درجاتِهم، ويكفر عنهم سيئاتهم.
ونعم الله تعالى كثيرةٌ في هذا الكون، وكلّها نِعَمٌ تستحقُّ الشكر، كما أنّ ابتلاءاته سبحانه كثيرةٌ وكلّها تستوجب الصبر، فشكر النعمة من فضل الله، والصبر على المصيبة بالاستعانةِ بالله تعالى، قال تعالى:
ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ١٥٦ 
وبهذا يكون المؤمن شاكرًا لله حتى في المصيبة، فالمصائب والابتلاءات من السنن الكونية الّتي خلقها الله عز وجل ليختبر بها عباده.
* الحكمة من الابتلاء:
1: تكفير الذنوب: قال ﷺ:
كل بني آدم خطّاء، وخير الخطّائين التوّابون 
فعندما ينزلُ البلاء بالمؤمن يذكره بعظمة الله سبحانه وتعالى، ويذكره بضعف إنسانيته وبشريته، فيستغفرُ اللهَ ويُقبل عليه، وقد قال النبي ﷺ في الحديث الذي رواه سيدنا أبو هريرة رضي الله تعالى عنه:
ما يزال البلاءُ بالمؤمنِ في دينِهِ ونفسِهِ ومالِهِ حتّى يلقى اللهَ وما عليه خطيئةٌ 
فالابتلاء يُطهِّر الإنسان ويذهب عنه خطاياه وذنوبَه.
2: حصول الأجر ورفعة الدرجات: روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، عن النبيِّ ﷺ أنّه قال:
ما يُصيب المؤمنَ من شَوْكَةٍ فما فوقها إلاّ رفعه الله بها درجة، أو حطّ عنه بها خطيئة 
فالابتلاءات والمصائب تزيد الأجر وتذهب المعاصي والذنوب فتُرجعُ الإنسانَ طاهرًا، وينتقل من الدنيا بصحيفةٍ بيضاء.
3: التذكير بنعم الله تعالى: وذلك أنّ الابتلاء قد يكون بمثابة التذكير بالنعم المحيطة بالإنسان، وذلك إذا ألف الإنسان نعم الله تعالى عليه، وصارت لديه أمرًا طبيعيًا، فالذي ولد مبصرًا لا يستشعر نعمة البصر كفاقدِها، وأوضح مثالٍ على ذلك، ما عاينّاهُ مؤخَّرًا من اضطرابِ الأرض، فمن منّا كان يستشعر نعمة استقرار الأرض العظيمة؟ لذلك ابتلانا الله بالزلزال لنستشعر هذه النعمة البسيطة التي ما كانت لتخطرَ في البال.
4: مراجعة الإنسان نفسه ليصلح عيوبَه: إن الابتلاءات والمصائب والمحن الّتي تصيب العبدَ المؤمن هي فرصةٌ ليصلحَ العبد ما بينه وبين الله ويتوب إليه ويقبل عليه، فالله يحبّ التوّابين المقبلين عليه.
5: تذكير العباد بضعفهم: إذا نزلت الابتلاءات والمحن بالعبد ووقف عاجزًا أمامَها، تذكّر أنّه ضعيفٌ محتاجٌ إلى الله، لا يملك لنفسه الضعيفة ضرًّا ولا نفعًا، وعندها يسقط العُجْب والغرور من نفسه، ويقبل على الله بضعفه وعجزه.
6: ظهور حقائق الناس ومعادنهم: "الناس ما داموا في عافية مستورون، فإذا نزل بهم بلاءٌ صاروا إلى حقائقهم؛ فصار المؤمن إلى إيمانه، وصار المنافق إلى نفاقه"  فعند الابتلاء يظهر الإيمان على حقيقته عند العباد.
7: التذكير بفناء الدنيا: عندما ينزل الابتلاء ويخسر الناس أرواحَهم وأموالَهم وممتلكاتِهم، يتصبّر العبد بفناء هذه الدنيا، وأنها صائرةٌ إلى الزوال لا محالة، فيبغضها في قلبه ويعمل مخلصًا لبناءِ آخرته.
* تحذيرٌ من إطلاق الأحكام اعتباطًا ودونَ نظر!
إذا نزل بالأمة مُصابٌ أو ابتلاءٌ نرى بعض الناس يطلقون الأحكامَ الاعتباطية، ويفسرون المصيبة والابتلاء دون علم، فمنهم من يفسره انتقامًا من الله وعذابًا، ومنهم من يرجعُ سببَ الابتلاء إلى فجور الناس وفسقهم، وما إلى ذلك، ونحن لا نخطِّئُ هذا الكلام، لكنَّنا أيضًا لا نجعله صحيحًا مطلقًا، فهو يتنافى مع منهج جبر الخواطر الّذي حثّنا عليه ديننا الحنيف، فالمسلم يجب عليه أن يجبر خاطرَ أخيه المنكسرَ الذي ابتلاه الله، وأن يخفف عليه مصابه بالكلام الطيب، إذ كيف يجتمع عقاب الله مع شهادة التوحيد؟ وكيف نتهم مصيبة العبد المؤمن بالعقوبة؟ فالعباد المؤمنون لا تكون مصائبهم إلا ابتلاءً من الله ورحمةً وثوابًا، أما العقوبة فإنها تكون في حقِّ الكافرينَ انتقامًا منهم وعذابًا لهم، فالمصائبُ والنوازل هي عقوبةٌ للعاصين، وابتلاءٌ للصالحين، وعِبرةٌ للناجين.
* ما يجب على المسلم عمله في المصائب والنوازل:
يجب على العبد المسلم إذا ما رأى المصائب والابتلاءات والنوازل كالزلازل والخسف والكسوف والخسوف وغيرها؛
أن يُسرعَ إلى التوبة إلى الله سبحانه وتعالى والاستقامة على دينه، والابتعاد عما حذّر الله تعالى منه ونهى عنه، وأن يسأل الله السّلامة في الدنيا والآخرة، وأن يسأل الله العافية مما ابتلى به غيره من العباد، وأن يكثر من الصدقات على الفقراء والمساكين والمصابين، لعلّ الله يعافيه ويغفرُ لهُ بحُسنِ صنيعِهِ مع عبادِهِ، وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد للهِ ربِّ العالمين.
0 notes
nashwaelkady · 8 months
Text
حقائق جديدة تؤكد أن القلب يفكر ويعقل
حقائق جديدة تؤكد أن القلب يفكر ويعقل   في كل يوم تظهر حقائق وأحداث جديدة تؤكد صدق ما جاء في القرآن قبل أربعة عشر قرناً، لنقرأ هذه الحقائق عن القلب ودوره في الإيمان والإلحاد والعاطفة والتفكير…. إنها آية عظيمة كلما وقفتُ أمامها تملكتني الدهشة وأصابتني الحيرة… إنها آية تخشع القلوب لسماعها، وتقشعر الجلود لدى تلاوتها… هي الآية التي توعد الله فيها أولئك الملحدين والمشككين والمستهزئين، عندما قال:…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
al-fawaaid · 9 months
Text
Tumblr media
نِعمَ أجرُ الصابرين
{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّـٰبِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
“Only those who are patient shall receive their rewards in full, without reckoning." [39:10]
-
:قال الإمام عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى
Al-Imām ‘Abdur-Rahmān As-Si’dī, may Allāh have mercy upon him:
،وهذا عام في جميع أنواع الصبر
“This is general in meaning and includes all types of patience:
 ،الصبر على أقدار الله ��لمؤلمة فلا يتسخطها 
patience with accepting Allāh’s divine decree which is painful, so they are not displeased with it;
،والصبر عن معاصيه فلا يرتكبها
patience with refraining from disobeying Allāh, so they do not commit sins;
،والصبر على طاعته حتى يؤديها
and patience upon obedience to Him until they carry out the actions of obedience.
فوعد الله الصابرين أجرهم بغير حساب، أي: بغير حد ولا عد ولا مقدار
Allāh [Exalted is He] promised those who are patient their reward without reckoning; that is, without a limit, enumeration, or measure,
وما ذاك إلا لفضيلة الصبر ومحله عند الله، وأنه معين على كل الأور
and this is only due to the virtue of patience and it’s high status with Allāh, and He is The Helper in all affairs.”
[تفسير السعدي | سورة الزمر]
Tafsīr As-Si’dī, Surah Az-Zumar
5 notes · View notes
sau4i · 9 months
Text
Tumblr media
باحث اجتماعي: المتعصبون رياضياً استغلوا منصات التواصل في التراشق والخروج عن النص.. وهذه طرق العلاج أكد الباحث والأخصائي الاجتماعي طلال بن محمد الناشري أن تعدد المنصات في مواقع التواصل الاجتماعي زاد من مساحة التعصب الكروي والتراشق بين المشجعين، مشيراً إلى أن دائرة الخروج عن النص والنقد الرياضي غير الهادف والبناء قد توسعت، مما يجسد ضعف الوعي الاجتماعي لدى بعض المشجعين المتعصبين في مناقشة الطروحات الرياضية وهموم كرة القدم ومشاكل الأندية، إذ لم يتوقف ذلك إلى هذا الحد بل تجاوز الخطوط الحمراء، ووصل الأمر بالبعض إلى مراجعة الجهات المختصة بعد أن أخذت رسائلهم منحنى الهجوم الشخصي. وقال "الناشري": إن بعض الجماهير الرياضية استغلت وجود وسيلة سهلة ومباشرة لطرح وبث أفكارها التي تخدمهم وتخدم الذين يميلون لتوجهاتهم دون أي اعتبار للآخرين أو احترام وتقدير للمتابعين لتلك المنصات التي يشارك فيها مختلف الشرائح العمرية، فنجدهم يهاجمون الأندية وبعض اللاعبين والإداريين دون أي اعتبار للآخرين. ولفت إلى أن مفهوم التعصب الرياضي هو مرض الحب الأعمى لفريقه، وفي الوقت نفسه مرض الكراهية العمياء والمقيتة للفريق المنافس، لدرجة تمني الضرر للفريق المنافس، فالشخص المتعصب يحب ناديه بشكل مبالغ فيه، وقد يتجاوز الخطوط الحمراء ويسعى دائماً للتقليل من شأن حقائق الفريق المنافس وتميزه وانتصاراته وبطولاته، فيقف موقف التشكيك في كل ما يخص الفريق المنافس ولاعبيه بسبب تعصبه لفريقه المفضل. وحول أسباب التعصب الرياضي قال "الناشري": هناك أسباب عديدة؛ من أهمها ضعف الوعي الاجتماعي والرياضي وعدم التمتع بالروح الرياضية والإيمان بالتنافس الشريف وتقبل الخسارة، وعدم تقبل الرأي الآخر، والتحيز للرأي الشخصي والتمسك به، والدفاع عنه، سواء كان على حق أو باطل، وهذا سمة من سمات التعصب الرياضي؛ وهو ما يجعل المتعصب سريع الانفعال، ويبدأ الهجوم على الآخرين، ويحاول إيذاءهم بأقواله؛ وهو ما قد يوقعه تحت طائلة المساءلة القانونية، وكذلك الإيمان بأوهام غير حقيقية، وفكرة المؤامرة ضد فريقه المفضل. ولتفادي مشاكل التعصب الرياضي أكد "الناشري" أنه يجب على جميع المشجعين والإعلاميين الرياضيين والنقاد الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في مناقشة طروحاتهم الرياضية بتحكيم العقل وتجسيد المعاني الحقيقية للتنافس الرياضي الشريف، وأن الرياضة فوز وخسارة، والإيمان الكامل بأن الرياضة وسيلة لإسعاد الناس ونشر القيم وبناء جسور الأخلاق، وليست لزرع الأحقاد بينهم، وأن تكون هناك برامج توعوية هادفة لتكريس الوعي والثقافة الرياضية ومواجهة التعصب الرياضي واستغلال منصات التواصل الاجتماعي، وتنطلق هذه البرامج التوعوية من خلال الأندية الرياضية.
0 notes
philosopher-blog · 2 months
Text
"كان من الصعب علي دائمًا التمييز بين الإنكار وما كان يُعرف بالأمل" هو اقتباس مثير للتفكير لمايكل شابون، يتعمق في التفاعل المعقد بين الإنكار والأمل. يجسد النضال الذي يواجهه الكثير من الناس عند محاولتهم التمييز بين التمسك بنظرة إيجابية وبين تجنب الواقع ببساطة.
الإنكار، الذي غالبًا ما يُعتبر آلية دفاع ضد الحقائق غير السارة، هو حالة رفض الاعتراف بوجود أو حقيقة شيء ما. يمكن أن يكون وسيلة للأفراد لحماية أنفسهم من الألم أو الخوف أو الانزعاج عن طريق اختيار تجاهل حقيقة الموقف أو التقليل من أهميته. يمكن أن يظهر الإنكار في أشكال مختلفة، بدءًا من الرفض التام للحقائق وحتى عدم الرغبة الخفية في مواجهة المشاعر الصعبة.
ومن ناحية أخرى، يعد الأمل قوة هائلة تدفع الناس إلى الإيمان بإمكانية تحقيق نتائج إيجابية، حتى في الظروف الصعبة. إنه يغذي المرونة والتفاؤل، ويوفر القوة للمثابرة خلال الشدائد. الأمل هو الإيمان بأن الأمور يمكن أن تتحسن وأن المستقبل يمكن أن يحمل فرصًا أفضل، ويكون بمثابة ضوء توجيهي خلال الأوقات المظلمة.
ويكمن التحدي في الإبحار عبر الخط الرفيع بين الإنكار والأمل. وفي حين أن الأمل يمكن أن يكون مصدرا للإلهام والتحفيز، فإنه يمكن أن يتحول أيضا إلى شكل من أشكال الإنكار عندما يعمي الأفراد عن الحقائق القاسية. وعلى نحو مماثل، فإن الإنكار، عندما نخطئ في رؤيته على حقيقته ورؤيته على أنه الأمل، يمكن أن يؤدي إلى شعور زائف ��الأمان ويعيق التقدم الحقيقي.
في بعض الحالات، ينشأ الغموض بين الإنكار والأمل من الرغبة في الحفاظ على الشعور بالسيطرة. قد يتمسك الناس بالأمل كوسيلة لممارسة التأثير على ظروفهم، معتقدين أن العقلية الإيجابية يمكن أن تشكل النتائج التي يرغبونها. وعلى العكس من ذلك، يمكن أن يكون الإنكار بمثابة درع مؤقت ضد العجز المتصور الذي يصاحب مواجهة الحقائق القاسية. ويؤكد هذا التجاور مدى تعقيد المشاعر الإنسانية وآليات التكيف.
يشير اقتباس مايكل شابون إلى الميل البشري الجوهري إلى البحث عن العزاء في مظهر من مظاهر الأمل، حتى عندما يصبح الخط الفاصل بين الأمل والإنكار غير واضح. ويعكس ذلك الاضطراب العاطفي الذي نشعر به والذي ينجم عن مواجهة الحقائق الصعبة بينما يتوق بشدة إلى مستقبل أكثر تفاؤلاً. هذا الصراع الداخلي هو تجربة مؤثرة، يتردد صداها مع الأفراد الذين يواجهون تحديات شخصية، ��و اضطرابات مجتمعية، أو أزمات عالمية.
إن التمييز بين الإنكار والأمل يتطلب الاستبطان والوعي الذاتي. ويتطلب إجراء فحص نقدي لدوافع الإنسان ومخاوفه وتطلعاته. ويمكن أن تساعد ممارسة اليقظة الذهنية الناس على معرفة ما إذا كانت نظرتهم ترتكز على أمل حقيقي أم تنحرف إلى منطقة الإنكار. ومن خلال الاعتراف بالمشاعر الصعبة ومعالجتها، يستطيع الإنسان تنمية منظور متوازن يحتضن الأمل دون التهرب من الحقيقة.
علاوة على ذلك، فإن طلب الدعم من الأفراد أو المتخصصين الموثوقين يمكن أن يوفر رؤى وإرشادات قيمة عند التعامل مع حالات عدم اليقين. إن الانخراط في محادثات مفتوحة والاستماع بنشاط إلى وجهات نظر متنوعة يمكن أن يوسع فهم المرء للمواقف المعقدة، ويعزز نهجا أكثر دقة للتوفيق بين الأمل والواقع.
في نهاية المطاف، يعد الاعتراف بالتعايش بين الأمل والواقع أمرًا ضروريًا للنمو الشخصي والمرونة. إن احتضان الأمل كحافز للتغيير الإيجابي مع البقاء متناغماً مع حقائق الحاضر يمكن أن يمكّن الأفراد من مواجهة التحديات بشجاعة وتصميم. ومن خلال الاعتراف بتعقيدات التجربة الإنسانية، يمكن للناس أن يدركوا ويمارسوا التوازن الدقيق بين الأمل والإنكار وذلك من خلال الوعي والرحمة، مما يعزز فهمًا أكثر عمقًا لأنفسهم وللعالم من حولهم.
"It's always been hard for me to tell the difference between denial and what used to be known as hope" is a thought-provoking quote by Michael Chabon, and it delves into the complex interplay between denial and hope. This statement captures the struggle many people face when trying to discern between holding onto a positive outlook and simply avoiding reality.
Denial, often considered a defense mechanism against unpleasant truths, is a state of refusing to acknowledge the existence or truth of something. It can be a way for individuals to protect themselves from pain, fear, or discomfort by choosing to ignore or downplay the reality of a situation. Denial can manifest in various forms, from an outright rejection of facts to a subtle unwillingness to confront difficult emotions.
On the other hand, hope is a powerful force that drives people to believe in the possibility of positive outcomes, even in challenging circumstances. It fuels resilience and optimism, providing the strength to persevere through adversity. Hope is the belief that things can improve and that the future can hold better opportunities, serving as a guiding light during dark times.
The challenge lies in navigating the fine line between denial and hope. While hope can be a source of inspiration and motivation, it can also transform into a form of denial when it blinds individuals to harsh realities. Similarly, denial, when mistaken for hope, can lead to a false sense of security and hinder genuine progress.
In some instances, the ambiguity between denial and hope arises from a desire to maintain a sense of control. People may cling to hope as a way to exert influence over their circumstances, believing that a positive mindset can shape outcomes. Conversely, denial can serve as a temporary shield against the perceived helplessness that accompanies facing harsh truths. This juxtaposition underscores the complexity of human emotions and coping mechanisms.
Michael Chabon's quote hints at the intrinsic human tendency to seek solace in a semblance of hope, even when the line between hope and denial becomes blurred. It reflects the emotional turmoil of grappling with difficult realities while desperately yearning for a more optimistic future. This internal struggle is a universal experience, one that resonates with individuals facing personal challenges, societal upheavals, or global crises.
The distinction between denial and hope requires introspection and self-awareness. It demands a critical examination of one's motives, fears, and aspirations. Practicing mindfulness can help individuals discern whether their outlook is grounded in genuine hope or veering into the territory of denial. By acknowledging and processing difficult emotions, people can cultivate a balanced perspective that embraces hope without evading the truth.
Furthermore, seeking support from trusted individuals or professionals can provide valuable insights and guidance when navigating uncertainties. Engaging in open conversations and actively listening to diverse perspectives can broaden one's understanding of complex situations, fostering a more nuanced approach to reconciling hope with reality.
Ultimately, acknowledging the coexistence of hope and reality is essential for personal growth and resilience. Embracing hope as a catalyst for positive change while remaining attuned to the truths of the present can empower individuals to confront challenges with courage and determination. By acknowledging the complexities of the human experience, people can navigate the delicate balance between hope and denial with mindfulness and compassion, fostering a more profound understanding of themselves and the world around them.
10 notes · View notes
younes-ben-amara · 1 year
Text
تذكيرٌ لطيف: أعرف أنك تجاهد لتصنع المحتوى، واصلْ ولا تأبهَنَّ للمصاعب فأنت تُبلي حسنًا
تذكيرٌ لطيف: أعرف أنك تجاهد لتصنع المحتوى، واصلْ ولا تأبهَنَّ للمصاعب فأنت تُبلي حسنًا
نحتاج نحن البشر حتى مع معرفتنا حقائق ثابتة مثل الإيمان والأخلاق وأن الله حقّ مثلًا والقتل جريمة وكلام الناس فينا لا يعنينا. إلى من يذكرنا -أو نذكّر أنفسنا- بهذه الحقائق كل حين. وما سميّ الإنسان إلا لنسيه *** وما أول ناسٍ إلا أول الناسبيت شعر حفظته من علي جمعة ولم ينسبه لقائلٍ ولتذكير أنفسهم يحمل الناس السبحة ويعلقون الآيات والأحاديث والأقوال المأثورة على الجدران. لكن الأهم هنا أن يذكر قلبك.…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
dr-hass · 1 year
Text
Tumblr media
{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
[ سورة النور : 35 ]
{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } الحسي والمعنوي، وذلك أنه تعالى بذاته نور، وحجابه -الذي لولا لطفه، لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه- نور، وبه استنار العرش، والكرسي، والشمس، والقمر، والنور، وبه استنارت الجنة. وكذلك النور المعنوي يرجع إلى الله، فكتابه نور، وشرعه نور، والإيمان والمعرفة في قلوب رسله وعباده المؤمنين نور. فلولا نوره تعالى، لتراكمت الظلمات، ولهذا: كل محل، يفقد نوره فثم الظلمة والحصر،
{ مَثَلُ نُورِهِ } الذي يهدي إليه، وهو نور الإيمان والقرآن في قلوب المؤمنين،
{ كَمِشْكَاةٍ } أي: كوة
{ فِيهَا مِصْبَاحٌ } لأن الكوة تجمع نور المصباح بحيث لا يتفرق ذلك
{ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ } من صفائها وبهائها
{ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ } أي: مضيء إضاءة الدر.
{ يُوقَدُ } ذلك المصباح، الذي في تلك الزجاجة الدرية
{ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ } أي: يوقد من زيت الزيتون الذي ناره من أنور ما يكون،
{ لَا شَرْقِيَّةٍ } فقط، فلا تصيبها الشمس آخر النهار،
{ وَلَا غَرْبِيَّةٍ } فقط، فلا تصيبها الشمس [أول] النهار، وإذا انتفى عنها الأمران، كانت متوسطة من الأرض، كزيتون الشام، تصيبها الشمس أول النهار وآخره، فتحسن وتطيب، ويكون أصفى لزيتها، ولهذا قال:
{ يَكَادُ زَيْتُهَا } من صفائه
{ يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ } فإذا مسته النار، أضاء إضاءة بليغة
{ نُورٌ عَلَى نُورٍ } أي: نور النار، ونور الزيت. ووجه هذا المثل الذي ضربه الله، وتطبيقه على حالة المؤمن، ونور الله في قلبه، أن فطرته التي فطر عليها، بمنزلة الزيت الصافي، ففطرته صافية، مستعدة للتعاليم الإلهية، والعمل المشروع، فإذا وصل إليه العلم والإيمان، اشتعل ذلك النور في قلبه، بمنزلة اشتعال النار في فتيلة ذلك المصباح، وهو صافي القلب من سوء القصد، وسوء الفهم عن الله، إذا وصل إليه الإيمان، أضاء إضاءة عظيمة، لصفائه من الكدورات، وذلك بمنزلة صفاء الزجاجة الدرية، فيجتمع له نور الفطرة، ونور الإيمان، ونور العلم، وصفاء المعرفة، نور على نوره. ولما كان هذا من نور الله تعالى، وليس كل أحد يصلح له ذلك، قال:
{ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ } ممن يعلم زكاءه وطهارته، وأنه يزكي معه وينمو.
{ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ } ليعقلوا عنه ويفهموا، لطفا منه بهم، وإحسانا إليهم، وليتضح الحق من الباطل، فإن الأمثال تقرب المعاني المعقولة من المحسوسة، فيعلمها العباد علما واضحا،
{ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } فعلمه محيط بجميع الأشياء، فلتعلموا أن ضربه الأمثال، ضرب من يعلم حقائق الأشياء وتفاصيلها، وأنها مصلحة للعباد، فليكن اشتغالكم بتدبرها وتعقلها، لا بالاعتراض عليها، ولا بمعارضتها، فإنه يعلم وأنتم لا تعلمون.
..
14 notes · View notes