يا ليت الأشرار عبارة عن ناس يرتكبون أعمالاً شريرة في مكان منعزل، بحيث نستطيع منعهم من الاتصال بنا، ونتخلص منهم، يا ليت الأمور بهذه البساطة، إن الخط الذي يفصل بين الخير والشرّ يمر داخل قلب كلّ كائن بشري، ومن الذي يقبل أن يتخلص من جزءٍ من قلبه؟
وجدت معظم الناس -بل أكاد أقول كلهم- ألغازاً مستعصية على الفهم، لقد أحببت كثيرين حبّاً جمّاً، واعتراني نفور من آخرين، لكن الحقيقة أن الجميع، سواء من أحببت أو كرهت، عبارة عن ألغاز بشرية، ولا يمكن فهم كيف تجتمع الصفات المتعارضة في الشخص الواحد: كيف يستقيم تصرفه مع شخص، ويتعارض مع آخر، أو مع الشخص نفسه في وقت ثانٍ، لقد لاحظت أنني لا أعرف حتى الأشخاص الذين ظللت أراهم واضحين تماماً، أو متسقين مع أنفسهم، ثم أفاجأ يوماً ما بتصرفات غير مفهومة تبدر منهم، وكأنهم ألغاز، أو كأنني لا أفقه أو أعرف أحداً على حقيقته!