كأن الغروب هو قيامة الايام التي تنتهي فيها حياة الإشراق و قصص المشمسة المضيئة بالحياة. فإننا نتجلي من الغروب و نشعر بان كل الحماسة تنطفي لبدء ليل جديد قادر علي إخفاء كل عيوبنا و أخطأنا بين خيوط السوداء
اتذكر انك بكيت و انت تحضني اثناء الغروب و حينها سألتك لماذا تبكي ان الغروب منظره يشرح القلب
اعجبتني عندما ابتسمت و قولت لأنني اعلم ان تلك اللحظة ستبقي محفوظة ذكرة بداخلي.. حينها لم افكر في شي اسمه خداع ابدا كانت برائتي تحكمني. احتضنك و مسحت دموعك بقولي هل ستبقي معي للأبد ام ستتخلي عني مثل ما تتخلي الشمس عن النهار.
كان شعوري اتجاهك ضخم لم اقدر علي تفسيره لانه كان أكبر مني و لم اقدر علي استيعاب تصرفاتي معك ربما لأنني وليد أسرة مفككة لغة الحب غير مفهومة لهم
فابي ترك امي في غروب احد الايام باحث عن حياة افضل و عمل افضل يمكن من خلاله سد أفواه العائلة لاكنه لم يعلم بان ملاك الموت سوف يزو��ه بعد سنوات ليأخذ روحه و يبقي جسده بعيد عنا للأبد
لاكن ذلت الذاكرة هي السبيل الوحيد لأمي حتي تقدر تكملة الحياة . و تحولت مع الوقت من الامرة الأكثر اشراق الي العجوز التي شمسها اقتربت علي الانتطفاء في البحر .
سارت الايام بعد وفاة اب اكثر سرعة حيث أصبحت انا غير واعي بما حولي و بمعني الدنيا ربما لأنني كنت ذات الطفل في سن ٨ الغير قادر علي التعبير بمشاعره الداخلية او باي بافكار التي كانت تزداد مع الايام
لا أعلم ربما كان علي باخبارك في تلك ليل عن ما كان بداخلي من أشياء لاكن انت كنت تلهو و تستمتع بالغروب و انا كنت في أول قصة حب لي
قايمة من النوم ع الصبح كلي اشراق فقلت اتفرج ع حاجة و انا بفطر قوم اشغل indecent proposal و عياط و شحتفة و وجع قلب و نكد و فصلان طول اليوم بقي طب ليه من الاول؟ كنت متوقعه ايه لما اشوف الفيلم الي بينكد عليا للمرة المتين بعد الالف ؟؟ ما كنت ضربت حلقتين سفاح الجيزة مع مج النسكافيه و خلصنا ،،
السلام على قلبكِ و الرحمه تحط على روحكِ و البركة تملأ أرجاء يومكِ
كيف أصبحتِ عزيزتي الجميلة؟
ارجو من رب السماء أن تكونِ بأفضل حال..
لا أجيد كتابة البدايات لكني أهوى كتابة الطرقات، لذا أود منكِ أن لم تمانعي أن تشاركيني جزءاً من روحكِ الرقيقة لكي لا اتوه باحثة عن مخرج بين متاهات عقلي الصدئة
و كما تعلمين، اخشى من قلبكِ أن يخفت نبضه بين ثنايا تساؤلاتي العقيمة لذا حبذا لو تأخذي حذركِ من ذلك
كنت في ما مضى، أخشى تلامس القلوب النقية و تهافت الأرواح البريئة إلى بعضها من غير قيود ظناً أنها ستحدث شرخاً عميقاً يوماً من دون أن ادرك او سلسلة تلف عنقي ببساطة من دون ان اشعر، ان كان هذا غير مقصود و تلك زلة كانت خاطئة يجب العفو عنها و ما إلى ذلك، مرة و اثنتان و أكثر و أقرب بمرور الوقت حتى نكاد نسقط في الهاوية من غير حسبان ثم ها نحن نركض هرباً من واقع غير مرغوب به.
حسنا كنت، و هذا لا يعني اني لم أزل، ما زلت اذكر ذلك كما لو انه حدث صباح البارحة و هذا لا ينكر حديثي السابق بل لنقل انه غير وجهته بكل حال من الأحوال في ليلة صماء سوداء بلا صوت، و كأنما الوقت سخر لهذه اللحظة العجيبة كسحر الساحر بروعة آسرة، في وقتٍ عم الهدوء أرجاء الكون بضياء القمر بلا حاجب برفقة النجوم كأحجار ألماس متناثرة في جو السماء لا يقل انبهاراً من الحدث نفسه.
همم.. برأيكِ إذا وصفته ماذا سيكون؟ كحلول فصل الربيع بعد انتظار طويل على قرية صغيرة في بقعة من الأرض الكبيرة مع اخضرار أوراق الشجر و اشراق أشعة الشمس على وجنتين حمراوين كحبات الكرز الكروية و هبوب نسيم عليل على ذلك الفستان الفضفاض الأبيض شبيه القطن على تل أعلى تلك المنطقة، مع تساقط بتلات الورد على كوبٍ من شاي الظهيرة.
او من جانب آخر كانتصاف فصل الشتاء القارس على مدينة منسية في جنوب قارة ليست ببعيدة، في منزل أحد القاطنين المجاور لذلك الشارع نهاية الحي بجانب بائع الورد الذي لا يكل و لا يمل من افتتاح متجره بحلول الساعة السادسة صباحاً رغم هطول الثلج الكثيف الذي يتطلب كوب دافئ من شوكولاته ساخنة و موقد مشتعل بلهيب غير معتاد و لحاف من غطاء صوفي يكاد يخنقك لكن و رغم كل ذلك فإنك تتنازل عنها، لأن لا أحد أكثر إنسانية منه، بائع الورد ذاك.
كان اللطف الخفي و الأنسانية العميقة شيئان لم أعلم مدى عمقهما، كنت اعتقد اني بمجرد ان ادرك البحر فأنا على علم بجوفه فأخطأت بسرعة حكمي و جهلت عن كنوزه الثمينة من اللالئ البراقة و أصدافه اللامعة
عذراً أن كان حديثي عسير الفهم او ثقيلاً على النفس، فكما ذكرت آنفاً في بداية حديثي اني أهوى حديث الطرقات، و لم اكن اعني كلمات منتقاة بعناية مختصرات قليلات لكن حديثاً فلسفياً كلذعة قهوة مرّة، أو كقطعة من شوكولاته داكنة لا يتناسى اللسان مذاقها مهما حصل