رواية: لوليتا، للكاتب: فلاديمير نابوكوف، ترجمة: خالد الجبيلي.

[لوليتا - فلاديمير نابوكوف]

اقرا رواية لوليتا واسمع موسيقى all the bright places

All at once we were madly, clumsily, shamelessly, agonizingly in love with each other; hopelessly, I should add, because that frenzy of mutual possession might have been assuaged only by our actually imbibing and assimilating every particle of each other's soul and flesh; but there we were, unable even to mate as slum children would have so easily found an opportunity to do so.

Vladimir Nabokov, Lolita

فجأة، كنا نحب بعضنا البعض بجنون، وبطريقة خرقاء، وبلا خجل، وبصورة مؤلمة؛ يجب أن أضيف بشكل ميؤوس منه، لأن جنون التملك المتبادل هذا ربما تم تخفيفه فقط من خلال شربنا واستيعابنا لكل ذرة من روح ولحم بعضنا البعض؛ ولكننا كنا هناك، غير قادرين حتى على التزاوج كما كان من السهل على أطفال الأحياء الفقيرة أن يجدوا فرصة للقيام بذلك.

فلاديمير نابوكوف، لوليتا

‏شعرت بالأسف من أجلها. لقد وقعت في الحب، لابد من أن تكون تلك هي أحلى أيام حياتها، ولكنها عوضًا عن ذلك، كانت ملأى بالقلق.

-آذر نفيسي/ أن تقرأ لوليتا في طهران.

صباح الخير ، انا نفسي ف لوليتا .

"ينتابك شعور غريب عندما تكون على وشك أن تغادر مكانًا ما، وكأنك لن تشتاق للناس الذين تحبهم وحسب، ولكنك ستشتاق للشخص الذي كنته حينها، في هذا الوقت وهذا المكان، لأنك لن تستطيع أن تكون هكذا لمرة أخرى."

آذار نفيسي| أن تقرأ لوليتا في طهران

الشاعر المفضل؟ الرواية المفضلة ؟ المطرب المفضل ؟ الاغنية المفضلة ؟ ترشيحات لروايات وكتب ؟

محمود درويش، مُحمد عبد الباري، خالد صدقة

حَمام الدار، موتٌ صغير

عبد الحليم حافظ، فيروز

كل الأغاني الحَنونة مُفضّلة بالنسبة ليّ

-أفرِغْ كوبك - لأنك الله - الجازية والدراويش ، أربطة، طَوق الطهارة - أن تقرأ لوليتا في طهران.

ميراث المعنى:

العلاقة بين الإنسان والقراءة ملتبسة، ولا يتطلب النظر إلى هذه العلاقة إنجاز حفر جينالوجي في تاريخها الطويل، لأن النظر - هنا- لا ينصرف إلى تاريخ القراءة وأشكالها، بل إلى العلاقة المخصوصة بين القارئ الحصيف والكتاب البليغ، وإلى فعل القراءة المرتبط بأسئلة واضحة ومربكة مثل: هل يمكننا القراءة بدون تفسير، وأي كتاب نبدأ به فعل القراءة؟ وأي كتاب ينبغي أن يقرأ الآن؟ وهل تؤدي القراءة إلى خلق حوار بين الإنسان وتاريخه وقيمه ومتخيله؟ وهل تحتاج القراءة إلى اعتراف بأهميتها؟ وهل ينبغي تجنب الكتب الغامضة؟

ربما تقودنا هذه الأسئلة إلى خلاصة مفادها أن عديد الكتب تستحق القراءة، وتستحق اهتمام القراء، والادعاء بنهاية القراءة محكوم بالفشل. العلاقة بين القارئ والكتاب معقدة ولايمكن تجاهلها أو حجبها، ولا توجد - في تقديري - مقاربات متقنة وواضحة بشكل كافٍ تمكننا من تجنب سوء فهم العلاقة بين القارئ والكتاب. لذلك يبدو من المستحيل تناول فعل القراءة بمعزل عن الذات المؤولة، لأنها ليست مجرد مهارة تقنية تؤدي إلى إنتاج المعنى، فهي حتما تحتاج إلى رؤى أكثر جذرية لأنها شبيهة بدعوة مارتن هيدغر (Martin Heidegger) في كتابه " Kant et le problème de la métaphysique" إلى تحمل الآلام من أجل لحظات استرخاء مليئة بسحر العقل.

وإذا كان الوصول إلى الكتاب (الورقي، والرقمي) ليس صعبا، فإن فعل القراءة بالغ الصعوبة لأنه يرتبط بالقدرة ��لى إقامة علاقات بين علامات النص (الكلمات، الأصوات، العلامات النحوية)، وبين محتوى النص المكتوب، بغية تشييد فهم بمعنى النص وفق سياقاته المخصوصة، ذلك أن قراءة كتاب "البصائر والذخائر" للتوحيدي، لا تشبه ما كتب من تآليف القرن الرابع الهجري من كتب السنن والمعاجم، والمستدركات، ونفس الأمر يمكن رصده في كتب من قبيل "أن تقرأ لوليتا في طهران" للكاتبة الإيرانية آذار نفيسي، أو "شرارات كالنجوم" للروائية الأفغانية نادية هاشمي. القراءة حاملة ميراث الأسلاف على نحو شبيه بميراث "عاشور الناجي" في " ملحمة الحرافيش" لنجيب محفوظ، بيد أن تأثير القراءة لا يرتبط فحسب بخصائص النص(السياق، الاتساق، الانسجام، التناص )، وممكناته الدلالية، ولا ينحصر في تصورات مثل تاريخية النص، علم اجتماع النص، سيميائية النص، مقصدية النص، بل بكيان النص بوصفه نسيجا بالغ الدقة، ولغزا لا يمكن تفكيك" شفراته" بخلاصات جاهزة، أو أحكام قَبْليَة، فالسبيل الوحيد لتحقيق هذه المزية يرتبط بفعل القراءة في أب��ادها المختلفة، وعلى نحو خاص بعدها الطوباوي.

القراءة تمنحنا وعيا نقديا نتجاوز به العماء المحيط بنا، و مضادا حيويا يحمينا من "تفاهة" الخطابات السطحية، و ليست القراءة تحفيزاً للدماغ والذاكرة، وفاعلية للأدوار النفسية فقط، لأنها تحررنا من أوهام مجحفة في حق الذات والأثر، وتعيد تشكيل إرادة القارئ وتفكيره، وتخرج المعنى من عباءة الجاهز إلى دوائر التفكير فيما يشبه البعد الشخصي في سموه لدى إيمانويل ليفيناس Emmanuel Levinas. القراءة تخلصنا من وهم الذات التراجيدية، والتماثل القاتل، لصالح الاختلاف الخلاق، إنها احتفاء بروح المعنى، وتوجه جمالي نحو عوالم متخيلة فسيحة لا تحجبها متاريس الأجلاف.

لا تصبو هذه الرؤية فك الالتباس بين الإنسان وفعل القراءة؛ بقدر سعيها النظر إلى طبيعة العلاقة الملتبسة بين القارئ والكتاب عبر أسئلة حارقة من قبيل ماهي آليات القراءة؟ وهل تستطيع هذه القراءة أن تصل إلى ماهية النص؟

وبمعزل عن قضايا ترتبط بعلم النفس المعرفي، وبأنواع القراءة، و مكانة القارئ في علاقته بالنص، وممكنات التأويل وإنتاج المعنى، فإن فعل القراءة في مجمله، هو السبيل إلى تجنب سوء الفهم.

القراءة تمنحنا الرؤية بدل السراب، الثقة بدل الارتياب، اليقين بدل الشك، المعنى بدل العدم. القراءة أداة لبناء العالم وفهم وتفسيره، وأداة لتشييد المعرفة، وتحقيق مزية تبادل الخبرات والتجارب. مسارات القراءة وتمثيلاتها متعددة، وربما لهذا السبب تشبه القراءة قوس قزح. وأهميتها - في تقديري- ترتبط بطبيعة تجربتها، ونوعها، والإبستيمي الذي تنتمي إليه، الكتابة في شمولية أنساقها تمنحنا الحلم، وتبني جسرا صلبا للعبور نحو الأمل. القراءة ميراث المعنى، معنى الكينونة، وتحققاتها الأنطلوجية. القراءة تمنحنا طواعية طاقتها الاستثنائية وتمكننا من السفر من دون تغيير المكان، أو ضياع الزمان، وتمنحنا في الآن نفسه القدرة على الحركة بحرية في كل الاتجاهات.

طوبى لعشاق القراءة.

رواية: لوليتا، للكاتب: فلاديمير نابوكوف، ترجمة: خالد الجبيلي.

لوليتا😋

[لوليتا - فلاديمير نابوكوف]

المقال الثاني بعنوان " اليوم الأول"

استيقظت في الرابعة فجرا على صوت أختي روان التي تكبرني بعام وهي تهزني وتقول:" أصحي يا توتو عشان منتأخرش"، نهضت مسرعة إلى الحمام، غسلت أسناني وتوضأت وصليت الفجر حاضرا ومن ثم ارتديت ملابس المدرسة الرمادية التي كواها أبي لي ليلة البارحة، وهرعت أنا وأختي بعد أن جهزنا حقائبنا والزمزمية إلى الشرفة، مستمتعين بزقزقة العصافير ��هدوء والفجر ونسماته المنعشة، ننظر إلي العربات القليلة العابرة للطريق كل بضع دقائق، لم يستيقظ أحد سوانا في المنزل؛ لذا وقفنا في الشرفة لبعض الوقت منتظرين أن يستيقظ أمي وتحضّر لنا "السندويشات" وأبي ليعطينا المصروف. لطالما أسرني هذا السكون ومنظر انجلاء سواد الليل وتحول السماء تدريجيا للون الأبيض المخلوط باللون البرتقالي الفاتح وشروق الشمس أخيرا، يشعرني هذا المشهد بالأمل وأنني قادرة على فعل أي شيء وما من شيء مستحيل.

تستيقظ أمي في السادسة صباحا وتفاجئ باستيقاظنا المبكر عن العادة والمعروف سببه، إنه أول يوم مدرسة، لذا تقول:" هو أول يوم بس ... وبعد كدة الصحيان بالشبشب"، تتوضأ وتصلي وتجهز السندويشات وتوقظ أبي ليعطينا المصروف وقبل أن تنزّلنا إلى عربية المدرسة، توصينا الوصايا العشر: " مش عايزين خناق مع ولاد عمكم، اسمعوا كلام عمو إبراهيم، كلوا السندويشات، متجيبوش بالمصروف لوليتا أو إندومي....." نسمع كلاكس عربية عمو إبراهيم فتودّعنا.

نركب العربية وينطلق عمو إبراهيم في طريق المدرسة بعد إحضار باقي طلاب القرية، وفي طريق المعهد الطويل نسبيا لم يشغل أغاني قط ولو لمرة بل كان دوما يشغل القرآن ويجعلنا نردد معه أذكار الصباح، وأذكار ركوب السيارة، وأذكار المقابر- نقابل واحدة أو اثنتين في طريقنا- ما زلت أردد الأذكار تلقائيا كل صباح وله الفضل في ذلك. في طريق المدرسة نمر بجانب حقول قمح ذهبية يتبعها شجر طويل بجانبي ترعة على جانب الطريق.

نصل إلى المعهد في السابعة والنصف، أبحث عن صديقاتي وعندما أجدهم نقف في الطابور لنؤدي تمارين الصباح تليها الإذاعة وتحية العلم، تنتهي هذه الفقرة الصباحية وآخذ شنطي وأطلع بكل سرعتي إلى الفصل لأجلس في أول "ديسك" لكن لم ألحق فجلست في الديسك الخامس قبل الأخير، كالعادة. تمر الحصة تلو الأخرى وتأتي الفسحة، أقضيها في الجري والعب في الملعب الفسيح، وشراء شيبس من الكانتين أحيانا، وآكل ما تبقي من سندويتشاتي- إن كان هناك باقي- فقد كنت معظم الوقت آكلهم في الحصة الثانية والثالثة.

كالعادة لا يبدأ المدرسون في المنهج من اليوم الأول، يعرفونا بأنفسهم ويعطوننا نبذه عن المنهج، لذا مر اليوم خفيفا لا تثقله سوي استلام الكتب المدرسية للعام الجديد. أنتظر أختي بعد انتهاء اليوم ونتجمع أنا وهي وباقي الباص منتظرين عمو إبراهيم، ليأتي ونعود من نفس الطريق، ما إن أصل إلى المنزل حتى أرمي الشنطة على أرض غرفتي أنا وروان وأغير ملابسي وأتغدى وآخذ عيلولة حتى المغرب.

حبيبتي لوليتا :(

كيف يمكن أن يتحول شخص لا نعرفه إلى جزء من الضوء الذي يُنير عتمات الداخل الذي يُشبه حالة تيه بلا نهاية.

‏— واسيني الأعرج، أصابع لوليتا