فترى العمرَ يتسلّلُ يومًا فيومًا ولا نشعر به، ولكن متى فارقَنا من نحبهم نبّه القلبُ فينا بغتة معنى الزمن الراحل، فكان من الفراق على نفوسنا انفجارٌ كتطايرِ عدةِ سنينَ من الحياة
ألا ترى أنه ينزل من أعالي السماء فوق السحاب ويختبئ في أعماق الأرض ألا ترى كم هو لطيف ذلك الندى الذي يظهر كل صباح يداعب أوراق النبات الخضراء ويجري بين نسيم الصباح بخفه اسبوعا تلو اسبوع و قرناً بعد قرن حتى تترك آثارها في الصخر الأصم ألا ترى أنه إذا اشتد الحر تبخّر وانطلق نحو السماء وحين يبرد الجو ويلطف يتكاثف و يعود إلى الأرض في قطرات المطر سيتكدر سطحه لكن سرعان ما سيعود إلى ما كان عليه يسكب في أوعية مختلفة الأشكال والأحجام والألوان فيغيّر شكله.. لكن .. دون أن يبدّل تركيبه ألا ترى أنه لا يميّز حين يتساقط بين قصورالأغنياء وأكواخ الفقراء بين حدائق الأغنياء وحقول الفقراء
عن عائشة رضي الله عنها: (كانَ صلى الله عليه وسلم إذا رأى غَيْماً أو رِيحاً عُرِفَ في وَجْهِهِ، قالت: يا رسولَ اللهِ إنَّ الناسَ إذا رأوا الغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أن يكُونَ فيهِ الْمَطَرُ، وأَراكَ إذا رأَيْتَهُ عُرِفَ في وَجْهِكَ الكَرَاهِيَةُ، فقالَ: يا عائشةُ ما يُؤْمِنِّي أنْ يكونَ فيهِ عَذابٌ؟ عُذِّبَ قومٌ بالرِّيحِ، وقدْ رأَى قومٌ العذابَ فقالُوا: ﴿ هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ﴾ [الأحقاف: 24]) رواه البخاري ومسلم.
كتبت: سهيلة مصطفى إسماعيل
تظل تركض في مساعي الحياة، وتختار سُبلك التي تسلكها، ولكن يفاجئك القدر بحرمانك مما كنت تريد، فتشعر وكأنك تحلق فوق السحاب ثم ارتطم قلبك بقسوة الارض وشدتها، الحياة ليست بيدنا كليًا يا عزيزي، الحياة ليس لها قيمة بدون توفيق الله.