Tumgik
#نثور
rahomy20 · 3 months
Text
خاصرتها بالألغام.. وتنفجر.. لا هو موت.. ولا هو انتحار
إنه أسلوب غـزة في إعلان جدارتها بالحياة
منذ أربع سنوات ولحم غـزة يتطاير شظايا قذائف
لا هو سحر ولا هو أعجوبة، إنه سلاح غـزة في الدفاع عن بقائها وفي استنزاف العدو
ومنذ أربع سنوات والعدو مبتهج بأحلامه.. مفتون بمغازلة الزمن.. إلا في غـزة
‏لأن غـزة بعيدة عن أقاربها ولصيقة بالأعداء.. لأن غـزة جزيرة كلما انفجرت وهي لا تكف‏‏ عن الانفجار خدشت وجه العدو وكسرت أحلامه وصدته عن الرضا بالزمن.
لأن الزمن في غـزة شيء آخر.. لأن الزمن في غـزة ليس عنصرا محايدا‏ إنه لا يدفع الناس إلى برودة التأمل. ولكنه يدفعهم إلى الانفجار والارتطام بالحقيقة. الزمن هناك‏‏ لا يأخذ الأطفال من الطفولة إلى الشيخوخة ولكنه يجعلهم رجالا في أول لقاء مع العدو.. ليس الزمن‏‏ في غـزة استرخاء‏‏ ولكنه اقتحام الظهيرة المشتعلة.. لأن القيم في غـزة تختلف.. تختلف.. تختلف.. القيمة الوحيدة للإنسان‏‏ المحتل هي مدى مقاومته للاحتلال هذه هي المنافسة الوحيدة هناك.
وغـزة أدمنت معرفة هذه القيمة النبيلة القاسية.. لم تتعلمها من الكتب ولا من الدورات الدراسية العاجلة‏‏ ولا من أبواق الدعاية العالية الصوت ولا من الأناشيد. لقد تعلمتها بالتجربة وحدها وبالعمل الذي لا يكون‏‏ إلا من أجل الإعلان والصورة‏‏.
إن غـزة لا تباهي بأسلحتها وثوريتها وميزانيتها إنها تقدم لحمها المر وتتصرف بإرادتها وتسكب دمها‏‏. وغزة لا تتقن الخطابة.. ليس لغزة حنجرة.. مسام جلدها هي التي تتكلم عرقا ودما وحرائق.‏‏
من هنا يكرهها العدو حتى القتل. ويخافها حتى الجريمة. ويسعى إلى إغراقها في البحر أو في الصحراء‏‏ أو في الدم‏‏. من هنا يحبها أقاربها وأصدقاؤها على استحياء يصل إلى الغيرة والخوف أحيانا. لأن غزة هي الدرس الوحشي والنموذج المشرق للأعداء والأصدقاء على السواء.
ليست غزة أجمل المدن..
ليس شاطئها أشد زرقة من شؤاطئ المدن العربية‏‏
وليس برتقالها أجمل برتقال على حوض البحر الأبيض.
وليست غزة أغنى المدن..
وليست أرقى المدن وليست أكبر المدن. ولكنها تعادل تاريخ أمة. لأنها أشد قبحا في عيون الأعداء، وفقرا وبؤسا وشراسة. لأنها أشدنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته، لأنها كابوسه، لأنها برتقال ملغوم، وأطفال بلا طفولة وشيوخ بلا شيخوخة، ونساء بلا رغبات، لأنها كذلك فهي أجملنا وأصفانا وأغنانا وأكثرنا جدارة بالحب.‏‏
نظلمها حين نبحث عن أشعارها فلا نشوهن جمال غزة، أجمل ما فيها أنها خالية من الشعر، في وقت حاولنا أن ننتصر فيه على العدو بالقصائد فصدقنا أنفسنا وابتهجنا حين رأينا العدو يتركنا نغني.. وتركناه ينتصر ثم جفننا القصائد عن شفاهنا، فرأينا العدو وقد أتم بناء المدن والحصون والشوارع.‏‏
ونظلم غزة حين نحولها إلى أسطورة لأننا سنكرهها حين نكتشف أنها ليست أكثر من مدينة فقيرة صغيرة تقاوم
وحين نتساءل: ما الذي جعلها أسطورة؟
سنحطم كل مرايانا ونبكي لو كانت فينا كرامة أو نلعنها لو رفضنا أن نثور على أنفسنا‏
ونظلم غزة لو مجدناها لأن الافتتان بها سيأخذنا إلى حد الانتظار، وغزة لا تجيء إلينا، غزة لا تحررنا، ليست لغزة خيول ولا طائرات ولا عصي سحرية ولا مكاتب في العواصم، إن غزة تحرر نفسها من صفاتنا ولغتنا ومن غزاتها في وقت واحد وحين نلتقي بها ذات حلم ربما لن تعرفنا، لأن غزة من مواليد النار ونحن من مواليد الانتظار والبكاء على الديار‏‏.
صحيح أن لغزة ظروفا خاصة وتقاليد ثورية خاصة‏‏ ولكن سرها ليس لغزا: مقاومتها شعبية متلاحمة تعرف ماذا تريد (تريد طرد العدو من ثيابها)‏‏
وعلاقة المقاومة فيها بالجماهير هي علاقة الجلد بالعظم. وليست علاقة المدرس بالطلبة.
لم تتحول المقاومة في غزة إلى وظيفة ولم تتحول المقاومة في غزة إلى مؤسسة‏‏. لم تقبل وصاية أحد ولم تعلق مصيرها على توقيع أحد أو بصمة أحد‏‏. ولا يهمها كثيرا أن نعرف اسمها وصورتها وفصاحتها لم تصدق أنها مادة إعلامية، لم تتأهب لعدسات التصوير ولم تضع معجون الابتسام على وجهها.‏‏
لا هي تريد.. ولا نحن نريد‏‏.
من هنا تكون غزة تجارة خاسرة للسماسرة ومن هنا تكون كنزا معنوياً وأخلاقيا لا يقدر لكل العرب‏‏.
ومن جمال غزة أن أصواتنا لا تصل إليها لا شيء يشغلها، لا شيء يدير قبضتها عن وجه العدو، لأشكال الحكم في الدولة الفلسطينية التي سننشئها على الجانب الشرقي من القمر، أو على الجانب الغربي من المريخ حين يتم اكتشافه، إنها منكبة على الرفض.. الجوع والرفض والعطش والرفض والتشرد والرفض والتعذيب والرفض والحصار والرفض والموت والرفض.‏
قد ينتصر الأعداء على غزة (وقد ينتصر البحر الهائج على جزيرة قد يقطعون كل أشجارها)
قد يكسرون عظامها‏‏
قد يزرعون الدبابات في أحشاء أطفالها ونسائها وقد يرمونها في البحر أوالرمل أو الدم ولكنها
لن تكرر الأكاذيب ولن تقول للغزاة: نعم‏‏
وستستمر في الانفجار‏‏
لا هو موت ولا هو انتحار ولكنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة..‏‏
وستستمر في الانفجار‏‏
لا هو موت ولا هو انتحار ولكنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة..
39 notes · View notes
peaceahmed · 2 months
Text
كل شيء يموت يا حبيبتي الغالية،
‏حتى الذكريات وحتى أنبل العواطف،
‏ويحل محلها نوع من الحكمة الباردة
‏تجعل الندم يهدأ، فلماذا نثور.
11 notes · View notes
ldouhal · 3 months
Text
ونظلم غزّة حين نحولها إلى أسطورة لأننا سنكرهها حين نكتشف أنها ليست أكثر من مدينة فقيرة صغيرة تقاوم، وحين نتساءل: ما الذي جعلها أسطورة؟ سنحطم كل مرايانا ونبكي لو كانت فينا كرامة أو نلعنها لو رفضنا أن نثور على أنفسنا، ونظلم غزّة لو مجدناها لأن الافتتان بها سيأخذنا إلى حد الانتظار، وغزّة لا تجيء إلينا، غزّة لا تحررنا، ليست لغزة خيول ولا طائرات ولا عصي سحرية ولا مكاتب في العواصم، إنّ غزّة تحرر نفسها من صفاتنا ولغتنا ومن غُزاتها في وقتٍ واحدٍ، وحين نلتقي بها ذات حلم ربما لن تعرفنا، لأن غزّة من مواليد النار ونحن من مواليد الانتظار والبكاء على الديار‌‏.
- محمود درويش.
9 notes · View notes
yooo-gehn · 11 months
Text
هل علينا أن نثق بالطبيعة أكثر مما نثق بأنفسنا؟
Tumblr media
هل الطبيعي أن نسمح للطفل بالبكاء، أم نسمح للكبار بالبطش به؟
-1-
كل فكرة شريرة على وجه الأرض تدّعي دومًا أنها تأتي مباشرةً من الطبيعة؛ لأن كل ما يحتاجه البشر لارتكاب المو��قات هو فكرة واحدة تُشعرهم بالنبل الواقعي. النازيين ارتكبوا إبادة عرقية لإيمانهم بأنهم جنس أرقى من الجميع. وأنت نفسك، إذا اقتنعت أن طبيعة البشر هي أنهم إما حملان أو ذئاب، ستنأى بنفسك عن أن تكون حَمَلاً، ولن تشعر بتأنيب الضمير عندما تكون ذئبًا يفترس الحملان. رغم أن كل ذلك هو مجرد فكرة في ذهنك. وإذا اقتنعت أنه من صميم الطبيعة سحق البعض ليعيش البعض الآخر في نعيم، لن تجد غضاضة في النظام الرأسمالي القائم على إشباع أحط الغرائز البشرية، ومن المستحيل أن تحرز فيه تقدمًا بدون أن تجد نفسك تمتلك 10 بيوت لن تحتاجها، على حساب زيادة عدد المشردين الذين لا يأويهم إلا الشارع.
لو أن هناك شخصين، يتمتع كلاهما بنفس المواهب والإمكانيات والطموح، ولكن أحدهما وُلِد في عالم أول وسط أسرة تحتضنه وتحبه وبلد تمنحه بدل الفرصة ألف، والآخر يعيش في عالم ثالث وسط أسرة مفككة تسيء له وبلد تستنزف قواه ولا توفر له أي فرصة، والأول عاش سعيدًا وحقق النجاحات، والثاني عانى طوال حياته فقط ليتمكن من البقاء، فمن الخطر بحق التفكير بأن هذه هي الطبيعة، لأنك إما ستضع نفسك في مرتبة أعلى من أي شخص أقل منك حظًا حتى لو كنت أكثر حقارة منه، أو ستنسب الفضل لنفسك على ما لم تبذل فيه أي مجهود، وستلوم الآخر على ما لا ذنب له فيه.
حتى فكرة "الأضرار الجانبية الحتمية" استخدمها جميع طغاة الحروب في التضحية بحياة جنودهم في سبيل أهداف لا معنى لها على الإطلاق. ولهذا أتحدث الآن عن هذه الفكرة شديدة الخطورة، لأنك إذا اقتنعت أن الحياة ظالمة بطبيعتها، قاسية بطبيعتها، بمرور الوقت سيستقر في وجدانك أن الشر طبيعي ومقاومته ضربًا من العبث.
Tumblr media
هل الطبيعي أن نثور ضد القمع، أم نجمّله ونتأقلم معه؟ -2-
الطبيعة ليست طيبة أو شريرة بالضرورة، الطبيعة في حقيقة الأمر تتطبع بوجهة نظرنا عنها. ونحن البشر نُطلِق على ما يتفق مع وجهة نظرنا مسميات مثل "طبائع الأمور"، فالزواج بالطريقة السائدة حولك هو "سنة الحياة"، ودينك أنت بالذات هو دين "الفطرة"، والنظام الاقتصادي أو الاجتماعي السائد هو النظام الطبيعي للكون. وكل مجموعة من الناس تحاول إضفاء مصداقية الطبيعة على معتقداتها، كنوع من التحيز للمعلومات التي تؤكد رأيك وتجاهل كل ما قد يتعارض معها. هي طريقة خبيثة تجعل معارضتك لوجهة نظر معينة، أشبه بشخص مغفل يحارب الطبيعة نفسها.
الطبيعة تحمل في طياتها العديد من الحقائق الجامدة غير القابلة للجدال، فالشمس تشرق في الصباح بلا نقاش، ولكن كل ما يتحكم في حياتنا بحق، من الناحية الفكرية، ليست الطبيعة في حد ذاتها، بل فهمنا للطبيعة، أو الطريقة التي نربط بها ظواهر الطبيعة لنؤكد فكرة أو وجهة نظر معينة. وفي نهاية المطاف لا ننتبه إلى أن شروق الشمس لا يحتاج إلى أي إثبات، ولكننا حتمًا نحتاج إلى نقاش من يتخذ شروق الشمس دليلاً على عبادته لها.
بكل بساطة، الطبيعة هي شروق الشمس وليست ألوهية الشمس، الحقيقة وليست ما نستخلصه من الحقيقة، وكل من يشوش على هذا الفارق يحاول إقناعك بشيء ما. يحاول تمرير قناعاته أو أعرافه أو نماذجه الفكرية الراسخة على أنها سنة الكون.
Tumblr media
هل الطبيعي أن يقتل الجندي الطفلة، أم أن تمنحه الطفلة وردة؟
-3-
هل الانسياق لكل ما هو "طبيعي" هو الأفضل للبشر؟ إذا كان الأمر كذلك، فالطبيعة أن يفترسك الأسد. الطبيعة أن يقتلك المرض. الطبيعة أن تفتك بك الأعاصير بدون سابق إنذار. الطبيعة أن يمشي الناس شبه عرايا. الطبيعة أن نعيش في الكهوف. وكل الأدوية الشافية، والأرصاد الجوية، والملابس التي تسترنا، والبنايات التي نقطنها، والأنظمة الغذائية الصحية، كلها تدخلات بشرية في الطبيعة لتحسين أحوالهم.
إصابتنا بالأمراض أمر طبيعي، وإذا كان اختراع الدواء يشفي المريض، من يهتم إذا كان الدواء ملتزم بقوانين صارمة نتخيلها عن الطبيعة؟ تطويع الطبيعة لصالحنا أمر "طبيعي" في حد ذاته، بمعنى أنه من الطبيعي سعي الجنس البشري إلى تحسين أحواله، حتى لو تعارض ذلك مع أي ظواهر طبيعية. ولكن مهلاً، هذا لا يعني على الإطلاق أن مصلحة البشر تتعارض بالضرورة مع الطبيعة، فالطبيعة أيضًا أن نتنفس، ونمارس الجنس، ونأكل حتى لا نموت من الجوع.
كيف نفرِّق إذن بين طبيعة حميدة من الأفضل تقبُّلها والتأقلم بما يتفق معها، وبين طبيعة يجب مقاومتها وتطويعها بما يتفق معنا؟ بالضبط. الآن تفهم. تلك هي النقطة بالضبط التي نستبدل فيها الطبيعة بقناعاتنا. أنه سؤال شديد التعقيد، ومن الأسهل تصديق أفكار بسيطة وسهلة مثل أن أعرافنا أو أفكارنا هي أصلاً قوانين الطبيعة. وكل ما في الأمر أن عقولنا تميل إلى تصديق ما يضمن لك العيش وسط جماعة تحميك، ويميل أيضًا إلى تبسيط الأمور لأن ذلك يتطلب مجهودًا ذهنيًا أقل، بالضبط كما يقنعك عقلك بركوب المواصلات أثناء السفر، بدلاً من المشي مئات الكيلومترات. أحيانا نصير أغبى لأن عقولنا تعمل على الدوام في وضع حفظ الطاقة!
يقول المفكر الجميل نوح يوفال هراري (مؤلف كتاب "العاقل" الشهير) أن البشر لا يفرقون بين قوانين الطبيعة وقوانين الدولة، فإذا أصدرت الدولة قانونًا ينص على أنه لا يمكن لسائقي السيارات تجاوز سرعة 90 كيلو متر في الساعة، فهو قانون يمكن خرقه بكل سهولة، وحينها أسوأ ما يمكن حدوثه هو دفع غرامة باهظة. ولكن الأمر مختلف تمامًا مع الطبيعة، فالطبيعة لا تعاقبنا إذا خالفنا قوانينها، بل أن البشر لن يمكنهم أصلاً انتهاك قوانين الطبيعة مهما حاولوا، لأن الطبيعة بكل بساطة لن تسمح بوجود أي شيء لا يتفق مع قوانينها.
الطبيعة ليست قالبًا متحجرًا، بل الطبيعة هي كل ما هو ممكن. الإنترنت لا يتحدى الطبيعة، الهندسة الوراثية لا تتحدى الطبيعة، اللقاحات لا تتحدى الطبيعة. والسؤال الأهم حين نفكر بشأن أي شيء ليس "هل هو طبيعي؟"، لأن كل شيء طبيعي مادام ممكنا، بل السؤال الأهم هو "هل يسبب هذا الشيء الأذى؟ هل يسبب المعاناة؟". التغير المناخي نفسه ظاهرة طبيعية سيئة، ولكن ليس لأنه يمضي في مسار ضد الطبيعة، لأن الطبيعي أصلا هو انفجار الكواكب والنجوم، ولكن لأنه سيتسبب في معاناة ملايين البشر.
الحرب أمر طبيعي. القتل أمر طبيعي. الاغتصاب أمر طبيعي. ولهذا لا نستطيع أن نستمد أخلاقياتنا من قوانين الطبيعة، وحينما يخبرك أحدهم أنه يجب علينا أن نفعل شيء ما، أي شيء، لأنه طبيعي، بدون الالتفات إلى مدى المعاناة التي قد يسببها، فإنه يحاول أن يساوي بين رأيه وبين الحقيقة، ويغفل عن أن أجمل ما في الطبيعة أنها حفنة من الممكنات، من الممكن أن نكون أسعد، وأطيب، وأجمل، وأكثر عدلاً. مهما حاولت الأنظمة الراسخة إقناعنا أن الطبيعة هي التعاسة والقسوة والظلم.
40 notes · View notes
sdladhia · 1 year
Text
كيف يحتفي المرء بذكرى ميلاده و كيف يبلغ بالحدث مرتبة العيد و إلى أي مدى ينجح في ادراك مسيرة تفاوتت قراءاتها على اختلاف محطاتها و تنوع أوساطها و حضور الناس فيها .
حريّ بنا جرد ذكرياتنا على تباين حزمة المشاعر اللاحقة معها و حريّ بنا أيضا تثمينها مرارا لأنها جزء هام منا بإعتبار الأثر المؤثر فيها و منعرج الاستمرار..
و إنه لمن الشجاعة الاعتراف بوزر المسؤولية و التقصير الذي جعل من بعضها انحرافا كلّفنا السقوط في وضعيات صعبة تبلغ أحيانا حدّ المصير .
فإذا سلّمنا بفكرة أن الحياة تجارب و حماقات ، و مكاسب و خسارات فمن الضروري أن تخضع لمبدأ المراجعة الصّريحة دون مكابرة و بكل تواضع ..
البديهي في طبيعة البشر أن كلّ واحد منا يبحث لنفسه عن معنى حقيقي فيصيغ لوجوده 'هَوية' و شخصية مستقيمة إلى حدّ ما .. فينا من يُطبّع مع الموجود بحجة المواكبة و الاندماج فيتقلب حتى لا يستقرّ أبدا و فينا القويّ على نفسه يقدّس حدود القيم و يلتزم.
تقودني نفسي دائما للوقوف عند هذه الشخصية و مركّباتها ، مجموعة الدوافع و الآراء و الأفكار و الميُولات وصولا إلى طبيعة المشاعر و السّمات و القدرات .. يراودني شعور ، مُشوّش ، بين الفخر و الخزي .. لكنّي في النهاية أكون ممتنا جدا لكلِّ التفاصيل التي عبرت من خلال هذه الرحلة أو قل منذ ذاكرة الطفولة البريئة إلى اليوم .. حتى تلك التي إستطعتُ إدراكها بصعوبة فبانت عيوبُها و نمت و برزت و مؤكد أنّها نحتت تشوّهات عديدة و لازالت سببا مباشرا لما أنا عليه اليوم ، خُلقا معلوما و طَبْعا مكشوفا و مؤاخذات كثيرة ..
إنّ معركة فهمنا لأنفسنا و محاولات تقويمها أعظم عندي من تحقق أي منجز , لأنّه في النهاية سيُعطي فقط صفة التفاضل الإجتماعي وقد يحجُب السّوءات و النزعات المفضوحة و يُخادع الناس فيك حتى تكشفك الحقيقة بمرارةٍ ، على محملِ رأيٍ و موقفٍ و في لحظةِ جدّ و هزلٍ .. أقول هذا و أنا كغيري أعايش مجتمعا بلا حُصون، واسع يتواصل امتداده بلا ضوابط , طبّع مع كلّ ماهو ماديّ مختزل حتى توسّع معه الإبتذال و الزّيف و تطاولَ باطلا على المنظومة النفسية الحسيّة دون الإشارة إلى سرديّة الإنتماء و الهوية بمعناهما الشامل .
لست ممن يتحاملون على قسوة الحياة و يحتمون بشمّاعات التبريرات الضعيفة و المؤامرات الكونية لكني لا أُنكرُ الأسباب فنحن لسنا في معزل عن واقعنا و نكون ضحايا فقط عندما نتغافل بالإنكار عن سؤالنا أنفسنا ماذا نريد لذواتنا مقاما يستجيب لكل هذه التجارب التي مرت و التي لابدّ لها أن تتواصل بالشكل الذي نريده و بوفرة الأفكار و المعارف و مدى قدرتنا على التواصل مع بقية الأنماط اللمكشوفة التي بعضها ابتلعته منظومة التفاهة.
ما أريده يختلف عمّا يريده غيري و إن التقينا في طريق الهدف و التصوّر الواحد فالأسلوب مختلف تماما بإعتبار ما شئت من مواطن الاختلاف و مع ذلك تُصدّ إمّا أنك معاديا أو مدّعيا أو أنّك تبكي على طللٍ من سجن خيالك .. فتُنصب حولك محاكم التصنيفات و الأحكام و تُعزل و تُلاحَق بأوصاف الشّقاء و الفناء حتى تظنّ أنك مصاب بشيء ما علِموه و ما علِمته يكاد يلغي مشاركتك الحياة معهم.
و الحقيقة أننا نُصابر الهلاك دائما بعيدا عنهم و بكلّ ما أوتينا من حيلة ، فمازلت أبحث عن مساحة آمنة و مازلت أبحث لنفسي عن كل ماهو مناسب لها و كلُّ ما أدرك حقيقته و يرضي قناعات شكلتها التجرُبة و أحسب أن هذا الدافع مهمّ أن ينال وقته الكافي و مهمّ أن يبقى على قيد الحياة و أعتبره صراعا لذيذا و ممتعا في فصل حياة الإنسان ، فلم تكن الحياة يوما تسابقا و تلاحقا و لن تكون كذلك و من الخطأ السّائد المُفسد تنزيل فكرة التفاضل بين الناس في حياتهم .. يكاد يكون فِعلا وضيعا و سبب كلّ الأمراض.
مرات كثيرة يصيبنا ذلك الإحباط العقيم ، يعزِلنا عن دروب الحياة و يكسر سُلّم الخيال، ركننا المضيء، و أحيانا تتهاوى آمالنا من وقع الخيبة و الحُزن المضاعف و يُخيّل لنا أننا ماضون نحو العدمِ و أنّ أحلامنا سيغطيها كفن المستحيل لمحالة .. لكن في كلّ صباحٍ ننسى هول البارحة و نمضي بجراحنا و نُجاوز عتبة الألم الساكن فينا .. يقودنا الحبّ وحده إلى استئناف مخيّلة الحياة المؤزرة بالتفاصيل الجميلة و الرؤى التي نسجتها لحظات الإقتناع و حتى الأحلام التي جاوزت حدود الممكن تلك التي حُجِبت عنا في غفلة منا لمّا سكن الخوف مداخل مدينتنا ..
و نُقبل على ما نريد ناسين ما مضى و إن قلّبتنا خطانا بالعثرات نقاوم الشكوى قبل صراخ التّعب و نستحضِر المجاز في رحلتنا و نطوّع اللغة في رسالاتنا و نَنصُر الناس بما استطعنا و نثور في حضرة الوطن الجريح وقوف الثبات و لا نخشى المغبّة من رأينا و إن صنّفونا بتلك التّهم نُصِرّ على حقّنا في هذا الوطن و لن نعتلي ربوة الجُبناء و لن نرضى أن ��كون مِثلهم فليست كل عهود الحبّ سواء و ليس كلّ من عاهد أوفى فمن رضي الهوان في شرفه يخون القِيم و أهله و الوطن و يخون الصّديق و خليل العُمر.
و إن تخلّفت عنّا الأشياءُ و جموع الكائنات مَشينا بكل هوادة فمهما كانت الكُلفة لن نقبل الخمود و نأبى أن نصطفّ في صفهم و لو كان سبيل خلاصنا و لا نرضى لأنفسنا أن تُسحَب إلى أروقة القَبول و التسليم و منابر التعويم.
و لعلّ ما ندركه كل عام أن هناك أشياء كثيرة من حولنا تغيرت بسرعة مخيفة فلا نُحسن معرفة شعورِنا تجاهها أنخاف لِتعدادِها أم لسُرعتها و نُصاب بِحيرة الإختيار أنمضي تِباعا كما كنّا أم أنّ الضرورة تقتضي أسلوب عيش فريد ..
فأين رفاق الأمس منّا فقد صرنا بلا صُحبةٍ تحتوينا و كيف حال طفولتنا لمّا ارتقوا الوالدينَ و كم شرّدت الوِحدة عواطفنا و أصابنا الغُبن و قيّضتنا الحسرة حتى ظننا أننا مُنتهون .
لكننا تعلمنا من حكمة السقوط و جزأنا الأهوال دروسا و فهمنا أن مسالك الحياة ليست هيّنة و أن الإختيار لا يُتاح للجميع و لا تدركه كلّ الأفئدة كذلك الوفاء لا نبلغه و لا يبلغنا ببساطة ، فنِلنا الجزاء حتى شهِدنا لأنفسنا بالبطولة و إكتفينا بها عند كل انتصار .. هي الحياة هكذا كُلّما شعرنا بقيمتها تُرغمنا على ولادة جديدة و تَصل فينا عمق التسامي حتى نُحسن صياغة فكرة عن ذواتنا بعيدا عن تبريرات التعقيد و خلافا للتنظير المفهومي المُقيّد إنما هي البساطة و الحرية الحقيقية ..
لازلت أعتبر أنّ حالة النقاء المثلى التي تمهّد تشكُّل شخصيّة سوية نسبيّا هي فكرة الإحسان ، كم كان صعبا و لازال، كلما أحسنت للشيّئ أحسنت لنفسك انه يتجاوز الفِعل الأخلاقي الموجّه و أحسب أنه روح كل شيء و يبلغ كلّ شيء .. إنه صعب و عنيد رغم لينه و لطفه .. لذلك نحتاج الإحسان دائما نؤثره عن أنفسنا ليعود إلينا نسيم سلامٍ ، نُطِيب الخاطر لنُثير في هذا المجال خيرا مفقودا ، نلجأ إليه ليس جُبنا أو خوفا إنّما تجنّبا لفرضيات السّقوط ، إنّه فطرتنا الإنسانية التي يُراد طمسها ..
و في ذكرى ميلادنا فقط نخلع ثوب الحداد عنّا و نتخطى السنوات مدركين الخيبة و الظفر منها ، أن نعاهد الزمن المشوّه فلا نَسخطُ على الحياة أبدا بل نلوم غرورنا المستبدّ و نقارع زيف المكابرة و نُكثِر علامات الحذر .. لذلك استوقفتني هذه الذكرى حتى أُطمئن نفسي قليلا و أمارس الودّ المسلوب و أُعايد قلبا أضحى خرائط ندوبٍ لم تزده إلا استماتة في التحمّل و لكي أجدّد العهد على ما اخترت و بالكيفية التي حلُمت بها و اقتنعت بها حتى اكتفيت ، فأكثر ما يُريبني اليوم هاجس وطنٍ يُسحق بمن فيه يكاد يساوم في حقه ، و قد ثبت بما لا يدع مجالا للشكّ أنه لن تهنئ لنا حياة الا اذا هنئ الوطن .
و إن تكدّست الهواجس و احتدّ أثرها فهي تختلف باختلاف النفوس و ما اختلفت النفوس إلا بمواقفها وما تفاضلت إلا بمواقفها ، فجميعنا رسم لنفسه صورةً من وحي خياله يوجد من آمن بها مكتفيا و يوجد من عرضها رياءا فمكّنها من قابلية الإستهلاك و أحالها في معارض السخافة و الوضاعة حتى تجرّدت و صارت محملا معقّدا لا تحسنُ قراءته أو فهمه ..
و لعلّ أصعب شيء نواجهه في هذه المرحلة هو ذلك الجُبن المُسقط على كل مدارات الإهتمام و السؤال الذي يبحث عن مكان وقوف الجواب ، انه من الصعب إدارته بالشكل السويّ لذلك لابدّ لنا أن نستفرغ حالة الاضطراب تلك و نعطيها وقتها و نبحث لها عن أجوبة عقلية حقيقية تتجاوز الحلول و تصل التغيير حتى نمضي سالمين نحو الوضوح الذي نرضاه و نقطع مع المتاهات الضيقة التي لن تؤدي الاّ إلى محاكاة الوهم الكبير ، لابدّ أن نحسم في مكانتنا حتى لا تتحوّل هذه الهواجس إلى عقيدة زائفة و مُشاركة مباشرة في تيار العبث الانساني ..
دائما ما كانت أول المداخل لهذا هي تلك الوحدة التي يعتبرها الإجتماعيّون جدا خللا و مشكلة و عليها تكون مُعرّض للتحامل .. انا أرحّب بتحاملهم كثيرا و أتنازل طوعا عن الإعتبار لهم بكل شفقة فأنا أفضلها رغم ما عليها ، و أحسن جيدا مُجاراتها دون وثوقية و دون دوغمائية متصلّبة فمن خلالها فقط تقترب لنفسك أكثر و تتضح الصورة أكثر و تتوهج الحياة عندما نظنها انطفأت ، رغم تعنّتها إلاّ أنها مدخل الإدراك الحقيقي و ممتعة لأننا وحدنا من يصنع التأثر و يدير المجال ، بها نتصالح و من خلالها نكتشف حقيقتنا و تحلو مشاعرنا نقيّة و تنشأ لغتنا فنصل ما نريد و ما نستطيع و نحسن فهم الناس لنلتمس سبُلا حقيقيّة في وصلهم و صُحبتهم ..
نحن دائما نسير فرادى و نرتحل وحدنا ، نحمل الأوزار و نُعانق الأشواق و نجرّ الخيبات و نخفي الجراح و نتوسم انتصاراتنا العظيمة على بساطتها..
نعبُر الأيام بوجه باسم مطمئنّ و مخاتلٍ أيضا ، لأننا مللنا عبور الغرباء الذين يظهرون و يختفون فجأة .. تراودني حولهم أسئلة كثيرة ، ماهي دوافع قربهم و بعدهم ، أكان حظورهم تطفّلا أم غاية يرجونها ، أهو حبّ إطّلاع أم عبث الفراغ .. كأننا شيء غامض شغل بالهم أو خطف فكرهم فأثار فضولهم .. أذكر جيّدا كيف يُقبلون و ما إن نتضحُ لهم يهربون بشغفهم بعيدا !
أنا أشفق عليهم و أعتذر لهم إذ لم أكن مُمثّلا بارعا و لم أؤدّي مشهد التشويق على قدر تطلعاتهم بل كشفت لهم الغطاء سريعا ففروا هاربين .. خيرا فعلتم فشكرا لكم جميعا و أرجو أن لا تعودوا و لا تُسرفوا علينا ودّكم المزيّف نحن لا نحتاجه ، كذلك هو الحال في السابق فلم يتغير شيء .
أودعكم كما أودّع السنوات الثقيلة و ما عليها بكلّ حبّ .. و أستودع هذا القلب الشاحب للأقدار القادمة فلتكن كما شاء لها ربّها .
نحن بخير دائما رغم كلّ شيء .. إنّ الحياة دائما ما تتسع لنا و تراوح على قلوبنا نوافذ نراها و لا يراها غيرنا ، نشعر بها حتى نتعب ، نتغنى بها حتى نطرب و نغوص في بحر المعنى حتى ننعم و أحيانا نشقى لنُدرك شيئا ما .. فنحن نطيب و لا نجزع أبدا و لا نُسوَّم و لا نُساوِم أبدا .
فمرحبا بقادم جميل لقد انتظرتك كثيرا و أهلا بحزننا الجديد فبعدك يُسرٌ مُقرّر.
ان انتصاراتنا العظيمة تلك التي تتجاوز الرّتب و التسميات إنها أشياء حقيقية تخترق حجاب الأمراض و الأوهام و سفاهة الأفكار و رداءة الأثر و هشاشة العقائد الواهية التي تعبث بنا كل يوم و تترصدنا من كل اتجاه ..
فالمجد لمن صاحب الحياة رغم الشدائد ، لمن قبل الرّهان و لم يتخلّى ..
المجد لمن عاهد نفسه و إمتثل لقراره حتى يبلُغ الوفاء يوما ..
المجد للواقعيّون الذين يُسايرون الأمل بحذر حتى لا تهوي بهم الخيبات .. الذين يَعبُرون مسالك الحياة و قد صالحوا أنفسهم مهما عصفت الأرزاء العاتية بكيانهم ..
المجد لذكرياتنا الجميلة بأحزانها ، المثيرة بتفاصيلها ..
حقا .. المجد لهذا الإمتنان الجميل الذي أزهر شعوري في غفلة من حزني و نال من الزمن شهادةَ قلبٍ يحتفي بذكرى ميلاده و يكدّس السنوات على مهلٍ .. يداعب الحياة بحياء المُحبّ ، المصافح لأمسه التّليد المعانق لغدِه الجديد ..
26 notes · View notes
hodrepaem · 1 year
Text
الحب ليس روايةً شرقيةً 
بختامها يتزوج الأبطال 
لكنه الإبحار دون سفينةٍ 
وشعورنا ان الوصول محال 
هو أن تظل على الأصابع رعشةٌ 
وعلى الشفاه المطبقات سؤال 
هو جدول الأحزان في أعماقنا 
تنمو كروم حوله.. وغلال.. 
هو هذه الأزمات تسحقنا معاً.. 
فنموت نحن.. وتزهر الآمال 
هو أن نثور لأي شيءٍ تافهٍ 
هو يأسنا.. هو شكنا القتال 
هو هذه الكف التي تغتالنا 
ونقبل الكف التي تغتال
— نزار قباني
24 notes · View notes
white-tulip323 · 1 year
Text
Tumblr media
ليست اللغة مجرد أحرف وكلمات، ولا مجرد صَرِفٍ وَنَحْو، وبيانٍ وبديع. إنها أولاً مشاعر وأحاسيس وأفكار ورؤى نترجمها مفرداتٍ وجُملاً. بها نفكّر، نشعر، نحبّ، نفرح، نحزن، نشتاق، نغضب، نثور… بمعنى أوضح: بها نحيا. اللغة حياة. 🌿
46 notes · View notes
abdullah-nhr · 6 months
Text
اللهم ثورة الكرامة العربية ضد العالم
ليسو خير منا بل نحن خير منهم نحن الذين معنا حكم الله أم هم يسعون في الأرض بالفساد والقتل لكل ما ليس مثلهم بل يفعلونه ببعضهم ولا يعدون إلا أن يكونوا مرضى نفسيين كل قرن يخرج علينا مرضهم في صورة حروب لأن فئة تفضل نفسها على أخرى والأقوى منهم يأكل ضعيفهم ومن ملك فيهم أمضى شرائعه وهذه جاهلية العالم وقد إبتعثنا الله لإخراج الناس من عبادة العباد لعبادة رب العباد ورفع الظلم عنهم ودعوتهم إلى العدل بينهم وإقامته بالميزان وليت شعري كيف نقوم بهذا وقد قطع بعضنا البعض وتلاشت بيننا الرحم وقد إستعدى القوي على الضعيف فينا بلا حُجة فلم نرده وقد إتبعنا الدنيا فلم ننهي أنفسنا وقد رأينا كرامة الأمة الإسلامية كلها تُهان فلم نثور لا من أجل رحم ولا ردعا لظالم ولا نجدة لضعيف ما كان ضعيفا إلا لأنك بلا كرامة لتقف كما الرجال في وجه الظالمين وقد إبتعثك الله لكي تفعل في العالم كله فلم تقوى أن تفعلها من أجل نفسك، والحمد لله الذي جعل النصر منه وحده سبحانه وهو ممضي الكون على مشيئته
9 notes · View notes
fozdoaa · 8 months
Text
هناك نسخة قديمة منا ننظر إليها الآن على بُعد سنوات..
نتعجب كيف هدأنا حين كان الأولى أن نثور، ونسخر من غضبنا لما كان الصبر أليق..
نُدرك أن أول خيبةٍ صنعناها بتوقعاتنا المحفوفة بالعشم..
وأن جُل مخاوفنا كانت ألا يكشف النهار نومنا بعيونٍ ممطرة..
الآن وعلى مسافةٍ آمنة مما كُنا عليه، تُقربنا القُلوب وتُبعدنا الحياة، تُصبح السكينةٌ أولى..
نتوقف لبرهة بأذرعٍ تحتضن أجسادها حتى لو فاتتنا الدُنيا بعد وقفتنا..
نؤمن بحبٍ ممتزجٍ بالآمان..
نأتمن فيه من نحب على كهف مخاوفنا وزلاتنا وعيوبنا، عوضًا عن محاولة إبهاره بمناقبنا، فيغدو منتشيًا بنسختنا الحالية عن ذواتنا مهما كانت..
لنزهر برغم كل شيء.
- إيمان العزايزة
7 notes · View notes
koun-jamilan · 1 year
Text
*ربما وصلنا لمرحلة اللاشعور ، لا جراحاً عادت تنزِف ولم تعُد تؤلمُنا كسور ، حتى دموعنا صعُبَ ذرفَها ، لا شيء قادِر على جعلِنا نثور ، وإن عاودَ الآخرون طعنِنا لن نتألم لقد أصبحنا كتلة صخور ، غيّرَتنا الحياة جذرِيًّا ، بدّلتنا كل ما واجهناهُ من شرور ، أصبحنا نتمسك بأنفسنا فكل من تمسكنا به امتَصَّ من دواخل��ا النور ، لم يعُد يهُمّنا من يرحل أو يغتاب أو يتجاهل ، لقد أمسكنا زمامَ الأمور ، الجِسر الذي يؤدي إلى أعماقنا طويلٌ وشاق ، لا أحد يستطيع المرور ، جميع المشاعر التي كانت تُضعفُنا لم يعُد بإمكانها العبور ، نحن اليومَ أقوياء ، طيبون ، معطاؤون لمن يشعِرُنا بالسرور ، وصلنا أخيراً للتوازن بعد اختِلال ، واستطعنا أن نبني من حطامنا أجمل قصور..*
Tumblr media
11 notes · View notes
mmmemmmworld · 4 months
Text
الواحدة صباحًا أجد نفسي تلقائياً أرسل رسالة قصيرة إلي صديق قديم أقول له أني غير راضية عن آخر حوار بيننا وإنني أريد أن آراه لمرة أخيرة ،أرسل الرسالة وأترك الحاسوب وأنام أستيقظ من نومي في الصباح الباكر أعتقد أني لم أنم غير الساعتين أو الثلاثِ ساعات أجد أنه مرحب بشدة وأنها خطوة طالما حاول أن يأخذها اتجاهي أو للإنصاف تجاه تلك العلاقة المليئة بالمطبات فأتجاهل كل أحاديثه وأقول له تمام فلتختر موعداً ،خرجت من المستشفي أنتظره في محطة جامعة القاهرة لم أكن متوترة ولا حتي متشوقة و حقيقةً لم أكن أرغب في فض الاشتباك الأخير ولكن كانت تمتلكني رغبة عارمة في البكاء والصمت فقط
نبدأ الحديث بالسؤال عن الحال ثم عن العمل والمرضي وغطرسة الأطباء ثم بدأنا تدريجياً بالحديث عن الجامعة والأصدقاء القدامي الموجود منهم والغائب واللي فات واللي مات واللي سافر واللي اتجوز واللي اختار يتجنن ،نمشي معاًفي شوارع الدقي يسترسل في حديثه عني أنا "لازلتِ جميلة ومتألقة " أبتسم وأصمت
يقول :فستانك جميل
أصمت
البارحة قبل أن تراسيليني كنت في وسط البلد مع صحابي اللي كانوا صحابك نظرت لأحدهم واقتربت منه هذا المقهي كنا معاً
نظرت له باستغراب فصدقاً لا أتذكر شيئا عن هذا اليوم فيحاول أن يذكرني به يقول عندما كنت ترتدي ذلك الفستان الجميل لأول مرة "كنتِ شرياه من زين "فيخرج لي هاتفه ويضع أمامي صورة لفتاه تشبهني حقاً ولكن كان هناك إحساس موحش بأني لا أعرفها أبتسم ولكن هذه المرة لا أصمت "آه لما غلبتك في الطاولة وكانوا مشغلين وسوف "ما أنتِ حلوة وفاكرة أهو
أنا هرباً من الحديث إلي أين ستذهب بنا في شوارع الدقي ؟ ،نجلس أمام بعضنا البعض في المقهي تحدثنا في كل شئ عدا نحن أو أنا ،حاولت بأن أخفي رغبتي في البكاء بأن أتحدث حقاً عنا ،يسألني عن أبي فأصمت عن أمي فأصمت عن أختي الكبري فلا أجيب عن أختي التي تليني فأكتفي بأنها اختارت دراسة الطب وأتمني ألا تخرج منه معطوبة مثلي يسألني عن أختي الصغيرة أكتفي بأنها الأولي في مسابقة أوائل الطلبة فلطالما كان توقفنا الدراسي شئ يختال به والديّ ويصبراهما عنا وعن سوء شخصياتنا ،يسألني عن خالتي التي كانت تريد أن تزوجنا فنضحك ضحكاً هسترياً ويسألني عن صغار العائلة واحداً واحداً فأتعجب لأني صرت أنسي تفاصيل بعضهم فينتقل إلي الحديث عن القطط ويعرض علي بأن يحضر لي قط أبتسم "لأ شكراً آخر مرة جبت فيها قط كان سبب إني سبت السكن الساعة٢بليل في عز الشتا وسافرت تاني يوم البيت شيلاه أربع ساعات بس كان قط جميل اتلمينا كلنا وعملناله حفلة ترحيب بإننا حميناه في بيت جدتي وتاني يوم سافر مع عمتو القاهرة وبقي من قطط العاصمة ،،نضحك ضحك هسترياً مرة آخري
أحدثه :القاهرة علي وسعها وجمالها لم تستطع أن تشمل قلبي ولا أن تشملني، أحياناً نحن أبناء
المدن الصغيرة نثور للحصول علي حريتنا معتقدين أن في لهو العاصمة ما يُرضينا فنشعر بانتصار لذيذ بنكهة الحداثة والخروج عن المألوف حيثما توجد
الميادين والمسارح والفن لكن لا يلبث الأمر بزوال جماله فتعتاد الحرية يوماً فيوما حتي تصبح هذه الحرية أشبه بمطلب طفولي نشعر حياله بالملل ،أتذكر كيف كنا نستغرق ساعات في الطريق لكي نقضي يوماً في سينما مترو أو لحفلة إحدي مغني الراب ،الآن كل شئ حولي ولكن لا ينتابني غير الشعور بالهرب و الاختباء، فهي سجن مزخرف بالحريات ،عندما كنا طلبة كان الحلم الذي يجمعني بكل أصدقائي بإختلاف توجهاتهم هو الإنتقال إلي القاهرة فصديقي اليميني كان حلمه العاصمة والآخر اليساري كان ذلك وصديقتي الريفية منهم وآخرين ..
أسترسل في الحديث
هل شعرت يوماً ما بأن فكرة الرحيل دائماً ما تلاحقني ودائماً ما تأسرني؟
أبدو في ظاهري بأني فتاة تجيد أن تثبت وجودها وتفرض نفسها علي الحياة ولكن في داخلي أشعر بأني لستُ جزءاً من ذلك كله ،فتلك السيوف التي تنهال علينا لا مفر منها غير المواجهة مع احتمالية إصابتك بأحدهم أثناء مواجهتك ،فالبسالة في كبدها وجوهرها خسارة آيضاً
أعلم جيداً ما يقوله أصدقائي عني أحياناً أشعر بأني في حاجة دائمة لأحكامهم الصارمة منها قبل المادحة فهم أكثر من شعرت بالأمان معهم وكثير من وقتي حاولت أن أكون ولو لبعض الوقت أنا .
بالحديث عن الأصدقاء لقد خسرت أحدهم قرابة الشهرين كانت خسارة شديدة وجارحة ولكنني استطعت أن أتناسي وأصمد وألا أكترث )
أبكي فيلاحظ أني بالفعل لم أتجاوز ولازلت أكترث لأمرها
مش هتحكيلي؟
لأ
منذ متي وأنا أحدث أحد عن نهاياتي بأصدقائي ؟حتي أنت لم أحدث إلا القليل عن نهايتنا وكان الموضوع ملفقاً مختصراً )
مش هنقوم ؟
استني شوية ،هشوفك تاني امتي ؟
أصمت ،لا أعرف ولم أقرر ويكفيني هذا القدر من الماضي والبكاء اليوم
3 notes · View notes
m3alialrefai · 5 months
Text
نركض في بدايةٍ منطفئة لنهاية بلا غبار..
كلنا نثور مع الريح على البحر والتراب..
ولكن! ما رأي السماء!؟
ما وجهة نظر البرد والصباح؟!
تخرج الحكايا المنسوبة للجبال، تتدفق
كصوتِ شلال عذب بين الصخور والتعب
تصارع الجلافة، بروحانية صلاة..
هذا الضياع! هذا الغباء!
لا يكفي لنهرب
نحتاج الكثير من فلسفةِ الماء..
هكذا أُجاري قتلك فيَّ،،
أنفضك في منضدة الخيال
أهزك! أخرجك منّي..
ألتقطك.. أدفنك.| #معاليّاا
2 notes · View notes
sihrbayan · 6 months
Text
في داخلنا مجموعة من المشاعر تقلبنا وتتقلب بنا كفصول السنه الاربعه فاحيانا نحترق كرمال الصيف واحيانا نبتهج كورد الربيع واحيانا نثور كرياح الشتاء واحيانا نجف كأوراق الخريف .
4 notes · View notes
shmos3 · 1 year
Text
الحب ليس روايةً شرقيةً 
بختامها يتزوج الأبطال 
لكنه الإبحار دون سفينةٍ 
وشعورنا ان الوصول محال 
هو أن تظل على الأصابع رعشةٌ 
وعلى الشفاه المطبقات سؤال 
هو جدول الأحزان في أعماقنا 
تنمو كروم حوله وغلال.. 
هو هذه الأزمات تسحقنا معاً
فنموت نحن وتزهر الآمال 
هو أن نثور لأي شيءٍ تافهٍ 
هو يأسنا هو شكنا القتال 
هو هذه الكف التي تغتالنا 
ونقبل الكف التي تغتال
10 notes · View notes
groupfalcon · 10 months
Text
Tumblr media Tumblr media
🔇😕💨
:
:
+
ادريس : هع يقولون بيسوون انقلاب ! لا طبنا ولا غدا الشر 💨😐
نايف : ايه هالله هالله هذي نهاية اللي يصوت للكساسه تحكمه 😑
أنس : ماكو احد رشح نفسه غيرها يعني شبسويلكم انا 💨!
نايف : وليه ما سوو انقلاب قبل الانتخابات كان الوضع جاهز ومرتب لهم ، اللي يخطط للانقلاب ذا ابغاه بكلمة راس 😕
ادريس : يمكن درو انها بتفوز الحرمه وقالو موضوعها سهل 😐
أنس : زين وشالحل الحين شنسوي اذا صج السالفة ؟ انا حتى فلوس ما عندي 🤦🏻‍♂️
نايف : مثل ما عشنا قبل بنعيش هالحين نشتري اسلحه ونقعد في بيوتنا واللي يقرب نثور فيه هذا اخر حل ���
أنس : اقولك ما عندي فلوس تقولي اشتر اسلحه ! 😕
نايف : انت نشتريلك مسدس ماي هوش فيه للجنود 👀
ادريس : هع حط بدال الماي فلفل حار وصوب عالعين 👌🏻
نايف : انا والله ماكل هم بكرا لا تطلع لنا سلابيح مرتن ثانية 🙄💔
أنس : شكله الحلقة الأخير تطلع كودزيلا علينا 🤦🏻‍♂️
ادريس : 😕
نايف : هاه ! 😐
مب كنه بلش يتذكر ذا 👀
ادريس : اييي ! يقول الحلقة الاخيرة 🤨؟
+
:
:
_________
فصل مخه ورد
قام يتذكر بالقطارة
😂😂😂😂
🔇
2 notes · View notes
myahmon · 1 year
Text
الحب ليس روايةً شرقيةً
بختامها يتزوج الأبطال
لكنه الإبحار دون سفينةٍ
وشعورنا ان الوصول محال
هو أن تظل على الأصابع رعشةٌ
وعلى الشفاه المطبقات سؤال
هو جدول الأحزان في أعماقنا
تنمو كروم حوله .. وغلال..
هو هذه الأزمات تسحقنا معاً ..
فنموت نحن .. وتزهر الآمال
هو أن نثور لأي شيءٍ تافهٍ
هو يأسنا .. هو شكنا القتال
هو هذه الكف التي تغتالنا
ونقبل الكف التي تغتال
2 notes · View notes