النهاية

كتبت: ميرا غيث لم يتبقى سوى القليل على انتهاء حياة مملة، فقدان الشغف هو فقدان الحياة، عندما تسير في الحياة دون هدف تسير كأنك ذاهب الى مكان لاتعلم له طريق ولا تعلم ماهو المكان، هنا ستعلم أنها النهاية. 

View On WordPress

عجبا! بينما تحاول الفرار من واقعك الممل المضجر وتكاد تشعر أنك قد بلغت مكانا حلمت به كثيرا من قبل وتراه جنتك التي رسمتها مخيلتك منذ زمن -تدرك فجأة بأنك تؤسس لروتين جديد وطقوس حياتية جديدة تتسم بالتكرار الرتيب الأشد. فيما يبدو أننا نعيب زماننا ومكاننا وكل العيب يسكن أعماقنا وكأن الروتينية فيروس يجري في دمائنا وما الضجر الذي يعترينا أحيانا إلا لاستبدال روتين بآخر لا أكثر. هل الاحساس بالملل نقيصة بشرية وهي ما أدت إلى طرد آدم وزوجه من الجنة؟ هل شعرا بالملل مع توافر كل أسباب الراحة والمتعة وبحثا عن جديد بتلك الشجرة من باب كسر الملل وليس مجرد الفضول؟ وهل الجنة الكاملة تتحقق إذا زال ذلك الشعور المقيت بالملل؟ نحن أسرى عاداتنا دون أن ندري وأحيانا يكون بكامل ارادتنا من منطلق أن الذي نعرفه وخبرناه من قبل أفضل من الجديد مئات المرات فهل على الأقل يخلو من عنصر مفاجأة قد لا تكون سارة بالمرة مهما قال المتفائلين بأن: "إللي تخاف منه مفيش أحسن منه"!.

لقد أردت فحسب أن أقول للناس بصدق و صراحة: أنظروا إلى أنفسكم ، أنظروا كيف تحيون حياةً سيئة مملة. فأهم شيء أن يفهم الناس ذلك وعندما يفهمون سيشيدون حتما حياة أخرى أفضل .. و ستكون حياة مختلفة تماما لا تشبه هذه الحياة. - انطون تشيخوف

لقد أردت فحسب أن أقول للناس بصدق و صراحة: أنظروا إلى أنفسكم ، أنظروا كيف تحيون حياةً سيئة مملة. فأهم شيء أن يفهم الناس ذلك وعندما يفهمون سيشيدون حتما حياة أخرى أفضل .. و ستكون حياة مختلفة تماما لا تشبه هذه الحياة. – انطون تشيخوف

View On WordPress

افرد جناحك ومُتْ؛ فإذا كان القدر لا بد واقعًا فلا تستقبله مُرتعدًا، ولا زاوي الجناح. حلّق ولا تهتم، تمتع بنسمات الهواء واحتضن أحلامك. انظر للأشياء من ارتفاعك، وامتزج مع الصقر المُجاور لك. واقتنص ما استطعت واهبط غير مبالٍ أتهبط سالمًا أم ميتًا، فإن هبطت سالمًا فوقتٌ إضافي لتجربة طيران جديدة، وإن هبطت ميتًا فنهايةٌ غير مملة.

يخطف قلبي كل ماهو قديم..... أحب الألفة القديمة التي ربطتني ذات مرة مع الأشياء ولا استبدلها لطالما أحببت مشاهدة فيلم أعجبني أكثر من مرة وأعيد قراءة كتاب لثلاث و أربع مرات أحب الأشياء التي تربطني معها أُلفة قديمة ولو كانت مُعتادة مكررة مملة يكفيني إحساسي بأني أعرفها وتعرفني.🤍♡

تبدأ القصة كما هي العادة بعجزي عن الكتابة، رغبتي في قول شيء بينما يعذبني الصمت، صمت طويل وثقيل ومرهق، أفتح فمي وأجرب نفسي، ولا شيء.

اليوم زارتني حكاية، لكنها تبدأ من الأمس، وربما يومين قبله، إذ دعاني خالد وهو صديق عزيز جدا، لدرجة أنني ﻷعوام طويلة أذهب ﻷكتوبر مرة في العام خصيصا من أجل عيد ميلاده. أحبه إلى هذه الدرجة نعم، لكنه هذه المرة أضاف مناسبة جديدة وهي فطار رمضاني في بيته، اللعنة، رحلة أخرى إلى أكتوبر، لكنني أحبه إلى هذه الدرجة نعم، فذهبت.

في الصالة أدخن أنا وصديقة، وكنت جائعا ففكرت أنني لست صائما، ومن الواضح أنها كذلك، هل هو صائم؟ هل أي من أصدقائنا المعزومين صائم؟ شعرت بقليل من الإحراج ثم سألت بصوت عالٍ وكان الجواب لا، كلنا فاطرين، طب ليه نستنى المغرب يا جماعة؟ ما نتغدا؟

استغرق إعداد الغداء وقتا، أو بدأ الإعداد متأخرا في الخامسة أو قبلها بقليل، فأكلنا بعد السادسة، قبل أذان المغرب بدقائق، كان أكلا شنيعا، وأنا عادة لا أتأفف من الأكل لكن هذه الوجبة كانت صعععععبة، فراخ ستريبس عديمة النكهة، بطاطس مكعبات، وبطاطس كروبولوةرميييه كلها مقلية في الاير فراير، مكرونة بالصلصة لا بأس بها

أيا ما يكن فقد جعلت الصحبة الطيبة هذا الطعام الشنيع محتملا، كان منطقيا أن نلعب بعد الأكل، فهذه شلة من مهووسي الجيمز، البورد جيمز على وجه التحديد، وهذه لمن لا يعرفها أشياء كانت موجودة قبل اختراع الكمبيوتر، ألعاب تشبه بنك الحظ لكن على مستويات أكثر تعقيدا، اللعبة الجديدة كان اسمها Ticket to Ride عبارة عن خريطة من المدن تحاول أن توصل بينها بالقطارات، كالعادة كنت في المركز الأخير في المرتين اللتين لعبناهما، لكني كنت سعيدا.

في طريق العودة من اكتوبر، وهي قصة طويلة لكنها مملة، سألتني صديقة تصنع الدمى، أن آخذ واحدة من دماها إلى زبونة في المعادي، عيوني، استيقظت اليوم في الصباح وقد نويت الصيام مع أنني لم أتسحر، أرسلت معايدات إلى بشر كثيرين لم ألتق معظمهم منذ زمن، تلقيت رسالة من صاحبة الدمية، اتضح أنها في مكان يبعد نصف ساعة بالدراجة، بعد مباحثات وتردد قررت أن أذهب إليها.

طرق تقودني إلى طرق، أنزل النفق الذي يمر من تحت المترو حاملا دراجتي على السلالم، وأعود لقيادتها بعد الخروج، تقول الخريطة إنه تبقت ٦ دقائق على الوصول، ثم أشعر فجأة بأن سؤالا يهبط علي من السماء، ماذا تفعل هنا؟ لم يكن سؤالا وجوديا، بل كان سؤالا فعليا يستفسر عن سبب وجودي في هذا الشارع، توقفت لثوان ثم أدركت أنني نسيت الدمية التي أتيت لتوصيلها في البيت.

شاعرا بالعطش وشيء من الإحباط رجعت إلى البيت من طريق مختلف قليلا، بدا الجو مشجعا على اللف، مشمس شمسا غير قاسية والحراة معقولة والأشجار منعشة، أخذت الدمية، وعدت لقيادة العجلة.

في الطريق قابلت صديقا وزوجته/صاحبته/حبيبته لست متأكدا من شكل علاقتهما، ولا ما إذا كان يمكن اعتبارهما صديقين أصلا، لكننا تبادلنا حديثا وديا، وواصلت الحركة إلى وجهتي، أرسلت لها أنني وصلت، لم ترد، اتصلت بها، فنزلت بعد دقيقتين.

كانت بنتا سمراء نحيلة مرتبكة، حكيت لها أنني نسيت الدمية وضحكنا، قالت مشيرة لمكان عملها إن كثيرين يكرهونه، قلت يبدو مبنى قبيحا بالفعل، لكنها صححتني بأنها تقصد أنها تعمل في الأمم المتحدة وأن كثيرين يكرهونها، فهمت ما تعنيه من المرة الأولى، لكنني لم أكن متحمسا للحديث عن السياسة، كنت أرغب في حديث قصير حميمي ودافئ عن الجو عن الأشجار عن الحب عن الحياة.

عائدا إلى البيت التقطت صورا للأشجار التي أعجبتني، أكثر شجرة شدتني لم أجد لها صورة حسنة ضمن ما التقته، أحبطني الأمر لكنني رفعت الصور على انستجرام تحت عنوان "الحديث عن الأشجار"، كان في ذهني مقطع من قصيدة بريخت:

أي زمنٍ هذا ؟ الحديث عن الأشجار يوشك أن يكون جريمة لأنه يعني الصمت على جرائم أشد هولاً

النضج العقلي

كتبت: يمنى التابعي   النضج العقلي والنفسي لا يتم اكتسابهما مرة واحدة، نَمُر بالعديد من التجارِب الحياتية التي تثقل عقولنا وتنمي قدراتنا، وتنقلنا من مرحلة من الوعي إلى مرحلة وعي آخر، تجعل نظرتنا للحياة تختلف، قد نتفاجأ من مواقفنا ذاتها ولا نصدق ردود أفعالنا. ونتساءل هل نحن من فعلنا ذلك؟ نقف مصدومين أمام قرارتنا المفاجئة التي تصرعنا أرضًا، وكأننا فقدنا الحركة أمامها، ونتعجب من أنفسنا ذاتها؛ لكن كل…

View On WordPress

ساعات بتنتابني خيبة الامل بسبب ادراكي إن الحياة اقصر من كل هذه الدراما، ليست بهذه الرومانسية ولا تستوجب كل هذه الاحلام، وإن تسارع الاحداث نادر ًا ما بيعطي الفرصة للشخص إنه يشعر بكل هذا العمق. الحياة عملية اكتر، اخطف واجري، اخبط وادخل على اللي بعده، لا تقع في غرام تجربتك ولو وقعت قوم على طول متغرقش، طب ليه بنغرق؟

ميلان كونديرا كان بيقول في رواية كائن لا تحتمل خفته إنك لو وقفت في بلكونة عالية هتحس إن فيه حاجة بتشدك لتحت، مش بس جسديًا، نفسيًا كمان، رغبة في السقوط للاسفل، رغبة في الغرق، في الاستسلام للهاوية، ما علينا فرويد كان بيسميها ايه وشايف انها من القوتين اللي بيتصارعو جوه السايك.

بس تلك الرغبة في الغرق، هي اللي خلتنا نخترع الفن والادب والدراما، التعمق في الاحداث والوقوف والتحليل والافرثينكينج، احنا اللي اخترعنا كل ده لإننا وجدنا الحياة الواقعية مملة وغير مشبعة، افتقدنا في العملية العمق واتفاجئنا بقدرة الانسان العادي على التجاوز والاستمرار بل والتخلي عن اجزاء منه من اجل النجاة.

وعشان كده اخترعنا كل ده، إنما الحياة مفيهاش ولا حاجة من دول، الحياة اقصر وابسط واعبث من كده، متستاهلش كل هذا القدر من التعمق، وبالتبعية مش بتوفر كل هذا القدر من عمق المشاعر وغنى التجربة.

وعشان كده اصبح الاختيار قدامنا في كل لحظة هو بين الواقعية والدراما، الايروس والثاناتوس، اخطف واجري ولا استنى واتأنى واخترع حياة جوه الاحداث ودراما جوه الفيمتوثانية.

بعد ما ادركت ده، مبقتش بخيّر نفسي بين استهبال الدراما وعملية الواقع، على قد ما بقيت بقول لنفسي دايما: عايز تستهبل استهبل، بس متنساش إنك بتستهبل ها؟ اوعى تاخدها جد وانت جاي تلعب وتهزر!

أنا مش بحب الطبخ أوي، ولا بكرهه عادي يعني، واجب منزلي روتيني، لكن بحب ريوارد الطبخ،و بالمناسبة أنا بطبخ ليترالي كل يوم و لما ببقى مسافرة بجهز وجبات لعمر بعدد الأيام اللي هسافرهم و أشيلهم في الفريز، و بtake pride بحقيقة إني مبطلبش أكل من برة غير لو مسافرين طبعا. احساس مرضي فشخ لما يروح من الشغل جعان و يلاقي الأكل جاهز و سخن و طازة و يخمن أنا طابخة إيه من الريحة، بيتملكني الإحساس الأمهاتي المرضي إنه خلص طبقه، إنه أداني برو فيست وسط الأكل و ده معناه أن الأكل عجبه. الأعمال المنزلية بشكل عام مملة و متعبة بس ريوردينج قصاد أن البيت يبقى بيت.

من الحاجات المرضية برضه التخطيط الجيد لمستلزمات البيت، اعرف إيه اللي هيخلص و اجيب منه تاني قبل ما يخلص، في اللحظة اللي إزازة الزيت أو الرز خلصوا اطلع غيرهم من الستورادچ بس مؤخرا الإحساس ده بقى يشوبه مرارة، في نفس ذات اللحظة اللي بيتي مليان فيها بكل حاجة الناس بتموت من الجوع و مش غزة بس المصريين كمان بقى حالهم يغم، اتفقروا و اتبهدلوا و بقى اقصى طموحهم الأكل. كل الأمور الحياتية البسيطة محروم منها ٢ مليون بني آدم دلوقتي، الدفا، الأمان، البيت النضيف، الأكل النضيف، الماية النضيفة.

الحياة ليست مملة، ولكن بعض البشر يختارون الشعور بالملل.. فالشعور بالملل إختيار شخصي.

واين داير

''أيام مملة ومستقبل مجهول ونوم غير منتظم والأيام تمر ولا شيء جديد..!''💔

انتحار طيور البطريق من الظواهر الغريبة في عالم الحيوان، فلا أحد يعلم على وجه التحديد ما الذي يدفعها للإبتعاد عن قطيعها ووضع حد لحياتها.

بعض العلماء يعتقدون أن هذه الطائر قد طور قدرته على التأمل الذاتي و كراهية الذات كما يفعل الإنسان بالضبط ، و هو ما يجعله في بعض الأحيان واعياً بكون حياته مملة و كئيبة ، مما يدفعه للابتعاد عن قطيعه و ترك أماكن وفرة الطعام، و المشي وحيداً حتى الموت .

في البيوت الخالية من الاباء و الإخوة ، لن تجدي من يفتحُ لكِ سُدادة زُجاجة العصير ، ويتخلى لكِ عن المُخلل في وجبة الشاورما ، يتذوق أطباقك المبتكرة، يتنمر على فستانك الجديد ، و يربي معكِ مزاجك. سيكون استبدالُ لمبة الإنارة عملاً ثقيلاً ، كلُّ الأعطال معقدة ، وإزاحة الخزانة على قائمة أسوء ما حصل لكِ يوماً.

تصير المدنُ المَألوفة غريبة ، و شبه خالية ولا تمتلكُ حنوّ الإخوة وموهبتهم الفطرية في جعل أيّ شارع رئيسي طويل ويجب اكتشافُ طريقٍ فرعيّ معاً. تكون الحشراتُ تهديداً لذبحة قلبية ، والبقالية القريبة بعيدة. إصداراتُ السينما الجديدة لا تشكل مُخططاً ، لستِ مهتمة لحضور شيء وحدك أو مع أصدقائك حتى. لا تجدين شخصاً مستعداً لالتقاط مئات الصور لك ،دون أن يكون في أيّ وحدة منها ، رغم أنه سبب كلّ ضحكة فيها. والأشدّ مرارةً أنّ البيوت الخالية من ابائنا و إخوتنا مملة ، هادئة أكثر مما يجب ، محشوّةٌ بالخوفِ والأغطية الباردة ، لا شجارات فيها وأيضاً لا مُسامحاتٍ آنية فيها ، تفتقد ضجيج العائلة المعتاد ، الفرح الذي لا يُوصف أبداً ولا نستطيع صناعته دونهم ، لا أحد يقتسمُ معكِ وقتك ، ويشعرك أنّ للأيام داعٍ ، و لا تجدين شخصاً مُستعداً لجعلك مُدللة مرّة أخرى 🤍🥺

جعل الله بيوتكم عامرة بساكنيها 🤲🏻

فى الواقع الحياة بقت مملة زيادة عن اللزوم.