Tumgik
#ماذا لو أحب قلبي؟
everest-magazine · 1 year
Text
ماذا لو أحب قلبي؟
ماذا لو أحب قلبي؟
كتبت: ندى فرج.   أقسم أن مَن يجعل قلبي الذي لا يؤمن بالحب أن يقع فيهِ؛ لأحارب من أجلهِ العالم بأكمله، لجعتله سلطان وأنا ملكتهُ، لتوجتهُ بحبي، وأنتزعت لهُ قلبي و وضعتهُ بين يداه يفعل بهِ ما يشاء، فقلبي سيكون ملكه هو فقطّ من جعلني أحبهُ أنا الفتاة التي لا تؤمن بالحب، إن وقعت يومًا بحب شخصٍ ما لكان هو كل شيء بالنسبةِ ليّ، هو معشوقي من أذاب جليد قلبي، من جعل عيناي تلمعان مِن كثرة حبي وشوقي، و إن…
Tumblr media
View On WordPress
2 notes · View notes
f-farah · 3 months
Text
صباح الخير يا تمبلر.
إلهي حبيبي،
أشعر بالخفة، وكأن روحي فراشة.. نمت جيداً، حلمت بوجوه سعيدة وحلوة، وبالكثير من الشعر.. والفن، وبنجاة الصغيرة ومنى واصف.. قلبي كأنه غابة بتكريم منى واصف، يارب السعادة كم أسعدتني.. منى واصف هي أمنا كلنا نحن السوريون، حيث أثق أن لا سوريّين قد يختلفان في هذا الأمر.
اليومين الماضيين كنت متعبة.. أفكر بالعالم والأطفال والقطط والحزن الذي مثل عنكبوت يحتل كل زوايا حياتي، أفكر بماما.. وبخوفي من الفقد، أين قد تذهب ماما وتتركني بين فكيّ العالم أقاتل طواحين الهواء وحدي؟، أفكر بالحمل الثقيل الذي أضعه على كتفيّ، وأفكر بمدينتي الحلوة الحرة وبالتاريخ وبحديث قديم مع صديق من سنين خمس، أخبره أنها ستقوم وستهز القصر الجمهوري والعالم، أذكر أننا ضحكنا على "وهمي الحلو الأبعد من الواقع بأشواط". وفكرت بخلدون زين الدين، وتامر العوام وناصر بندق، والقرى الشرقية ورأس مهند أبو عمار الأشرف من الأسد وكل شبيحته، والأشرف من حزب الله وحسن نصرالله وروسيا وكل شعبها. أفكر بالدم الذي يلون أحلامي كي لا أنسى ولا أصالح ولا أساوم، وبالنساء اللواتي سيقاتلن من نوافذ منازلهن.. أفكر بتيتا ما، هي ليست جدتي، ولكنها ببارودة صيد قتلت خمسة أفراد من تنظيم داعش حين اقتحموا منزلها لتحمي حفيدها، أفكر بالذئبة الشرسة التي تسكن روحي.
إلهي حبيبي، كنت أفكر ولا أبكي.. ولكن الدموع نخرت عظامي، لم تستطع عيناي أن تذرفا دمعة.. لكن استطاع الصداع أن يقتلعهما من محجرهما.
إلهي حبيبي، فكرت بكل هذه الأدوية التي لا أستطيع حفظها، فكرت كيف سأحل امتحاني وأنا لا أستطيع أن أفرّق بين صاد السالمونيلا وصاد البروسيلا، وفكرت بالفشل.. ثم فكرت بالاستمرارية.. بهذه الرحلة الشاقة لأتقن الأمر، فكرت بأني أحب إتقان الأمور حتى أصغر أصغر تفاصيلها، حياتي الحلوة القائمة على التفاصيل.. لمَ عشت اليوم يا فرح؟ لأني رأيت عنكبوتاً ولم أقتله وفكرت بأن في هذا سبباً كافياً لأحيا.. أنا أخاف من العناكب، في وقت لا تعني لي فيه الصراصير شيئاً.. ولكن العناكب كابوس حياتي، رأيت عنكبوتاً ولم أقتله، طلبت منه أن يذهب للسقف ولا يعود أبداً كي لا يقتله أحد. ماذا لو لم تكن فرح هناك في اللحظة التي ظهر فيها العنكبوت؟ كان سيُقتَل لا محالة.. أنقذت كائناً. هكذا نستطيع نحن الذين نحاول أن ننجو.. أن نحيا، بمساعدة الكائنات على النجاة قدر إمكاننا. ضحكت ماما لهذه القصة كما لم تضحك من قبل، ولهذا أحيا.. لأرى وجوه من أحبهم سعيدة، أنا المغرمة بالوجوه السعيدة. ذكّرت ماما بفاروق (فاروق هو سحلية أدخلتها للمنزل في الصيف، ولم أكشف لأحد أني السبب في وجود سحلية حلوة وصغيرة في بيتنا) ثم قررنا ماما وأنا أن نمنحها اسماً.. فسميّناها فاروق، لأنه اسم فخم لسحلية فخمة (لا نعلم إن كانت أنثى أو ذكراً.. ناقشت الأمر مع صديق وتوصلنا إلى أن عالم السحالي لا يأبه كثيراً بالجندر وضحكنا لأن كلانا لا يعلم شيئاً عن عالم السحالي ولأننا ناقشنا الأمر بجدية بالغة كما لو أننا نحل قضية معقدة من قضايا الشرق الأوسط) ثم اختفى فاروق و.. وأفراد عائلته من حياتي.
كل هذا الحديث عن الكائنات يعود لأني عثرت على مجموعة في فيسبوك تدعى "هواة الحياة البرية" وأدركت أني أحب الحياة البرية والحشرات والزواحف.
إلهي حبيبي، كل ما تخلقه حلو.. سامحنا حين نتعدّى على العالم الذي خلقته.. نحن البشر السيئون أكثر كائناتك تعقيداً. نحن يا حبيبي، صنيعتك.. صنيعتك الرقيقة التي فيها من الخير ما يُبهِر، ومن الشر ما يُرعب.
إلهي حبيبي، فكرت طيلة اليومين الماضيين بالتعب.. والقلق، بدموعي حين تبكي ماما لأنها متعبة، بجسد ماما وكم احتملّ. فكرت فيك يارب.. فكرت بأنك لا تتركنا، فكرت بأنك الآن هنا معنا.. تمنحني ما يكفي من القوة لأحضن ماما.
إلهي حبيبي، قدّمت أول امتحان بشكل جيد، ست أسئلة عن الصادات الحيوية لستة جراثيم مختلفة.. صدقني لم أذكر شيئاً فاعتمدت على حدسي وخاب.. خاب كالعادة.. حدسي ينجح في كل شيء إلا حين يتعلق الأمر بالامتحانات، ولكن لا بأس، أنا راضية وممتنة والأهم أني انتهيت من مادة ثقيلة على قلبي.
إلهي حبيبي،
أشعر بالخفة كما لو أن روحي ترقص، شهر الامتحانات سيمر بسرعة، سأتعب.. وأسهر.. وأبكي.. وأشتم، وأقول لنفسي لو أني درست في أي معهد كنت تخرجت، وطبعاً سأفكر بكل التغييرات الكبيرة التي أحب لو تحصل في شهر الامتحانات، كأن أتزوج مثلاً. ولكن لا بأس، أشعر بالأمور تسير بخير.. أصدق إحساسي، لا أصدق شيئاً في العالم كما أصدق إحساسي.
إلهي حبيبي، أنا ابنتك.. التي تصلي لك كما لا يصلي أحد، وتدعوك كما لا يدعوك أحد.. وتؤمن برحلتها الحلوة التي تصنعها.. وتبكي كثيراً لكل الذين لا يملكون أحد يبكي عليهم، وتبكي كثيراً عن كل الذين لا يملكون وقتاً للبكاء لأنهم يحاولون النجاة، أنا ابنتك التي تصلي للوحيدات المسكينات اللواتي غرقن في الكآبة رغم جمالهن، ابنتك التي تصلي للوحيدين البائسين الذين ابتلعهم اليأس رغم طاقتهم.
إلهي حبيبي،
أحب البلاد.. والفن.. والناس.. والأطفال، أحب الشجر، وزهور النرجس والياسمين، وأحب الوجوه السعيدة والطرقات الطويلة الطويلة التي تغمرني في دفئها.
إلهي حبيبي،
إن مت اليوم فأنا راضية، السماء حلوة. حدقت بها بما يكفي لأشعر بخيوطها الوهمية تحميني وتربط قلبي.
أنر حياتي يا رب.
واجعلني رقيقة خفيفة دافئة.
23 notes · View notes
white-tulip323 · 1 year
Text
Tumblr media
يحكي صاحب القصة ذهبت إلى المسجد ذات يومٍ لأصلي العصر صليت خلف الإمام وعندما إنتهت الصلاة ذهبتُ إلى رُكنٍ في المسجد لأردد أذكار المساء وضعت هاتفي أمامي وأخذت أقرأ منه،وقعت عيني ع طفلٍ في عُمر العشر سنوات يدخل من باب المسجد ويلتفت يمينًا ويسارًا ثم جاء إليّ وقال بصوت يرتعد هل جاء،، الشيخ؟-أي شيخ =الشيخ الذي يُحفظ الأطفال لم أكن أعلم أن هناك مُعلم هنا فهمست له وأنا أبتسم لأنتزع الخوف الذي يسكن وجهه:لا لم يأتي بعد إجلس بجانبي جلس الطفل، وفتح مُصحفهُ وأخذ يُقلب في صفحاته،فـ همّمتُ لأقول له ف أي سورة تحفظ يافتى؟فقطع ذلك صوته الذي كان يرتعد من الخوف وهو يقول،،، يا عمي هل لك أن تُقرأني مرة أو أكثر حتىٰ أحفظ السورة جيدًا فـ والدي يئس من قله تركيزي وضعف حيلتي.ودائمًا يشتكي من ذلك حتى أصبحت أستحي أن أطلب منه أن يُحفظّني القُرآن وعندما أذهب إلى شيخي واخطئ في التلاوة يغضب مني..وأنا لا أُجيد القراءة جيدًا فبعض الكلمات تشُق عليّ إبتسمت للطفل،، وأخذت منه المصحف وهمست له:إقترب ياحبيب عمك وبدأت أُرتل وهو يرتل خلفي،وبعد ربع ساعة طلبت منهُ أن يُسَمِع ذلك بمفرده فلم يستطع ، تذكرت شيخي عندما قال لي ذات يومٍ:إذا وجدت صعوبة ف الحفظ فـ إفهم الآيات أولًا ثم حاول الحفظ ثانية.فـ حفظ الآيات بمثابة قفلٍ لباب ضخم يفصل بينك وبين الجنة ،،حاول فتح هذا القفل بأي مفتاح على قدر إستطاعتك وسيُفتح الباب ،،، نظرت إلى الطفل ثانية وهو يضغط على إصبعهِ من الخجل فـ أتبسمت وهمست له:دعك من الحفظ يا فتى هل تعرف ماذا تعني هذه الآيات وماذا يقصد بها الله أخذتُ أشرح للفتى الآيات حتى انتهيت من الشرح ورددت السورة مرتين وهو يردد خلفي ثم، طلبت منه أن يقولها بمفردهِ فقال بعض الآيات وعندما يشق عليه قول آية أو لا يتذكرها يبتسم ويقول لي:
هل أخبرك بقصتها؟وبعد عدة محاولات حفظ الطفل السورة،حفظها ك حفظه لسورة الإخلاص جاءالشيخ وجاءت الأطفال فـ استأذن الطفل مني ليذهب إليه فـ قلت له يافتى هل أخبرك بشيء تقال لي أجل ،،، مسكت يّد الطفل وقبلتها ثم قُلت: سيأتي يومًا يُقال لك:يافلان هلُمَ فـ تذهب فـ تسمع ضجيج حفظه القرآن ويُطلب منك أن تُرتل والله وملائكتهُ سيستمعون إليك.ألا تشتاق لترتل أمام الله ويقول لك رتل سورة كذا!ثم ربت على كتفه وهمست له بعبارات وددتُ لو قالها أحد لي منذُ الصغر ،
أنت الآن تُعدُ وتُجهز لتُرتل أمام الله فلا تمل ولا تكل ولا تيأس ولا تشتكي من ضعف حيلتك فكل عالم تاركًا للقرآن جاهل.ستكبر وتكون حاملًا لكتاب الله وستكون مميزًا في الدنيا عندما تكون إمامًا بالناس يرتعد صوتك خشوعًا أثناء تلاوتك وستجد نفسك ف الآخرة مميزًا ومُكرمًا أمام السفرة الكرام البررة وحق القرآن ليكرمنّ الله أهل القرآن فـ القرآن كلامه وماأحب الله أحدًا كحبه لأهل القرآن.وواللهِ لن يُعذّب الله بالنار لسانًا تلا القرآن ولا قلبًا وعاه،ولا أذنًا سَمِعته،ولا عينًا نظرت إلى آياته هنيئًا لك زهرة شبابك التي نشأت في ظل آيات الله.وقبّلت رأسه ثم قلت له الآن إذهب إلى شيخك ورتل وكأنك تُرتل في ظل عرش الرحمٰن والله يستمع إليك أنا أثق أنك تستطيع -ذهب الطفلُ إلى شيخه ، وكنت آراه كل يومٍ وأُحَفِظّه في المسجد حتى يأتي شيخه وبعد شهرين ودعتهُ لإنني إنتقلت إلى سكنٍ أخر ولم أره منذ هذا اليوم وعلمتُ بعدها أن شيخه أيضًا إنتقل ليُحفظ في مسجدٍ أخر ،
- وبعد خمسة عشرة عام خرجت من عملي وركبت السيارة فوقف السائق أمام مسجد لنُصلي المغرب دخلت المسجد وذهبت لأصلي حتىٰ رأيت شابًا وجههُ ك قطعة من القمر يُردد( سَوُّوا صُفُوفَكُمْ, فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ)كانت ملامح الشاب ملامحٌ أعرفها جيدًا لكنني لا أتذكر أين رأيته.كان صوته ك صوت الكروان ،صوتُ يتنفس في صدر يعقوب ليعطيه الأمل ، ويبثُ البشرىٰ في قلب أم موسى بعودة طفلها صوتٌ يبُشر زكريا بيحيى لو كنا خارج الصلاة لطلبتُ منه أن يكثر في التلاوة لأسمعه فتلاوتهِ كانت بمثابة الدواء إلى قلبي ف اكتفيت أن أذكر إسمه في سجودي وقلت ،،
اللهم زدهُ انتهت الصلاة وجلست لأردد أذكار ما بعد الصلاة حتى رأيت الشاب يجلس أمامي ويُقبّل رأسي ويقول سأشهد لك يوم القيامة أمام الله أنك كُنت سبب ما أنا عليه الآن .فـ همتتُ لأقول له من أنت يافتىٰ؟فقطع ذلك صوته الذي كان يبتسم من شدة الفرحة وهو يقول : يا عمي هل لك أن تُقرأني مرة ،،،أو أكثر حتىٰ أحفظ السورة جيدًا فـ والدي يئس من قلة تركيزي وضعف حيلتي.وابتسم وعيناه تذرف الدمع ثم قال هل تذكرتني الآن ثم قام وأحتضنني وقال: لقد ختمت القُرآن وأخذتُ الإجازة والآن أصبحت أنا المُحفظ هنيئًا لك يا عمي تاج الكرامة ، عاملتني بحبٍ وإحتضنت قلبي بلطف قلبك،وجعلت القُرآن أحب الأشياء إلي دون أن تشعر بذلك ، كنت آتي إليك ضعيفًا فترمم ضعف حيلتي فهنيئًا لك الجنان بأجر ماحفظت وأجر من أُحفظ ياعمي شكرًا لأنك وثقت بي عندما أقر الجميع أنني لا أستطيع وقبّل الشاب رأسي وذهب إلى الأطفال ليُحفّظهم ،،،
طهِروا قلوبكم بعمل الخير ومساعدة من يستحق ممن يلجأون اليكم وكونوا أسباب خير للناس ولعل ما تستهينون به من أعمال الخير يكون سبباً لسعادتكم ورضا الله عنكم ويكون طريقا للجنة🌷
83 notes · View notes
thedosky · 1 year
Text
كنت طفلا شقيا بتعبير الأمهات المصريات، وحكايات شقاواتي ومشاغباتي لا تنتهي لكني سأذكر الآن واحدة من الحكايات التي هدت حيل أمي الله يديها الصحة، والحكاية أننا كنا نسكن الدور الرابع وأن مكالمة تليفونية متكررة تستقبلها أمي من إحدى الجارات على تليفون المنزل مفادها أن "ابنك بيرقص على سور البلكونة!" تفتح أمي باب البلكونة في فزع وتنزلني من على السور ممتقعة الوجه وتحمد الله أن الموضوع عدى على خير ثم تعيدني إلى الداخل، ومن باب التأديب تقرر أمي عقابي بعدم النزول لللعب مع أصدقائي في الشارع كما اعتدت أن أفعل يوميا في إجازة الصيف. " مفيش نزول النهاردة، عشان تبقى تتنطط على سور البلكونة كويس" هذا عقاب شديد القسوة فعلا يا أمي! هذا يشبه إيقاف محمد علي كلاي في قمة عطائه، صحيح أن محمد علي استسلم للإيقاف ولكن ما لاتعلمينه أنني لا أستسلم. "طيب لو سمحتي هنزل اشتري حاجة حلوة بالمصروف وهرجع على طول" تنظر لي أمي وهي تعرف أن في الأمر خدعة ما. "أنا قلت مفيش لعب في الشارع"  تنهمر الدموع من عينيّ وتتقطعُ أنفاسي في أقل من ثانية وتخرج كلماتي متقطعة بين النهنة والشحتفة " أنا مش.. هلعب والله.. أنا هشتري حا..جة وهط..لع على طول" تنظر أمي إلى الطفل الصغير قليل الحيلة، الذي يعاني من الحبس بينما أصوات الأطفال تتسلل إلى المنزل وهم يمرحون بلعب الكرة وثبّت وتيرو وصيادين السمك، ثم تقرر أن ترتكب حماقة عاطفية وتسمح لي بالنزول.
بعد الهاتف الأرضي لا وسيلة للتواصل مع الناس غير زيارتهم ولما كانت أمي لا تسمح لي باستخدام التليفون فإن فرصتي الوحيدة هي نزول الشارع " قدامك ربع ساعة، كل دقيقة تأخير قدامها يوم كمان من غير لعب في الشارع" ينقطع سيل دموعي فجأة وأعدُها بعدم التأخر ثم أنزل السلالم قفزا كما كنت أحب أن أفعل وأتحدى نفسي هذه المرة وأزيد عدد السلالم التي أتجاوزها قافزًا ثم أختفي عن عينيّ أمي وأعود في أقل من عشر دقائق، تنظر لي بعطف حقيقي وتقول " شاطر إنك متأخرتش"  أجلسُ ممسكا بإحدى روايات الجيب واضعا أمامي كيس الكاراتيه وعلى وجهي ابتسامة شيطان ناشئ بينما تجلس هي مطمئنة على كنبة الصالون، تقرأ في كتاب ما. بعد مرورنصف الساعة أسمع جرس الباب ولا أحرك ساكنا مُدعيَا أنني مستغرق في القراءة لتقوم أمي وتفتح الباب لتجد أمامها أحد أصدقائي. " طنط هو عبد الرحمن هيلعب؟" تلتفت أمي إليّ وبدا لها أنها أدركت الخدعة الآن ثم تنظر إلى ميدو" معلش يا حبيبي عبد الرحمن متعاقب النهاردة" يرحل ميدو بعد أن توسل إلى أمي كثيرا لتفرج عني بلا أي فائدة، وتشعر بزهو الانتصار لأنها أجهضت حيلتي الساذجة ببساطة وبلا مجهود يذكر. سامحيني يا أمي ابنك أكثر تعقيدًا مما تظنين، يبدو أنك لم تتوقعي فهمي لأهمية الخطة البديلة. ما علينا، كان عليك أن تسألي على مكانتي في الشارع قبل أن تقرري حبسي في المنزل!
 ما أزال مستغرقا في كتابي أتابع "أدهم صبري" وهو يحطم المستحيلات بينما أمي اطمأنت إلا أن كل شيء على ما يرام، ولكن لا تمر نصف ساعة أخرى إلا ونسمع جرس الباب، لا أحرك ساكنا هذه المرة أيضا، أنا قارئ مُخلص! ومرة أخرى تفتح أمي الباب لتجد أمامها ميدو وأربعة عشر آخرون! "طنط لو سمحتِ سيبي عبدالرحمن ينزل يلعب معانا" ثم لا يسمحون لها حتى أن ترد عليهم، خمسة عشر "والنبي يا طنط" تملأ طرقة الطابق أمام شقتنا في همجية طفولية مزعجة للدرجة التي تستفز طنط حنان جارتنا وتفتح باب شقتها لترى ماذا يحدث، تتفاجئ حنان بثلاث فرق كرة قدم خماسية يتقافزون على السلالم ولا تدري ماذا تقول، بينما الشياطين الصغار مستمرون في الزن، تشعر أمي بضغط الجماهير وتستعطفها طنط حنان "حرام عليكي يا هويدا سيبيه ينزل مع اصحابه" يخفق قلبي بشدة منتظرًا ردة فعل أمي التي يبدو على وجهها الحيرة الشديدة، ثم توارب باب الشقة وتعود إليّ لتجدني جالسا في مكاني ممسكا كتابي ببراءة ذئب. "ماشي، أنا هسيبك تنزل دلوقتي وحسابنا بعدين". أخرج لأصدقائي بابتسامة زعيم. ليس ذنبك يا أمي أنني سياسي داهية وجانجستر جماهيري، يلتف حولي أصدقائي مُهللين فرحين بخروجي من الإقامة الجبرية قبل أن تلفظنا العمارة خارجًا بينما أمي تشاهدنا من البلكونة داعية الله أن يعينها على هذا المتشرد الذي يقود مسيرة صغيرة إلى ملعب كرة القدم المرسوم بالجبس الأبيض على أسفلت المدينة.
يومان على الأكثر ويرن هاتف المنزل وتسمع أمي من جديد واحدة "ابنك بيرقص على سور البلكونة" فتشعر أنها ستنهار وتتسائل كيف أستطيع تغفيلها كل مرة وأدخل البلكونة وتشعر بالتقصير وتوشك أعصابها على الانهيار فتطلب من أبي أن يحل المُشكل "إحنا لازم نقفل البلكونة خالص، ندّخلها في الصالة ونعملها ألوميتال". فيقرر أبي أن يضع درابزين مرتفعا ليحل المشكلة دون أن نخسر البلكونة. نجح الدرابزين في ردعي بالفعل عن سور البلكونة ولكنه لم يردعني عن حب المرتفعات، ولا أعلم والله ماذا كان يحدث في عقلي وقتها ولكنني قررت فجأة أن أقفز من الدور الثاني على كومة رمل كان أحد جيراننا في الدور الأرضي يضعها خلف العمارة استعدادا لتشطيب شقته. المهم أنني قفزت من الدور الثاني على هذه الكومة الرملية ويبدو أن الأدرينالين أعجبني فقررت زيادة الإثارة وقفزت من السور بين الدور الثاني والثالث وعندما نجحت لم أصدق نفسي وشعرت بالإنجاز وقررت أنني لابد وأن أكسر رقمي القياسي يوما وأقفز من الدور الرابع.
كانت أمي وقتها في شهرها السابع من الحمل في أخي الصغير، وكان يوم جمعة فألبستني ثيابا نظيفة ورتبت لي هندامي وقبلتني وهي تستودعني الله كالعادة. وخرجتُ أنا من باب الشقة لأجد طنط حنان وعمو أشرف يتأهبان للخروج فانتظرهما مبستما حتى ينزلا ثم انتظرت حتى تأكدت أنهما ابتعدا تماما عن العمارة وملأت رئتيّ بنفس عميق استعدادا لكسر رقمي القياسي والقفز من الدور الرابع على كومة الرمل. نظرت إلى كومة الرمل وشعرت أن الأمر ممكن ولكن يحتاج فقط إلى بعض الجرأة، استجمعت شجاعتي وصعدت على السور ومازال جسدي إلى داخل العمارة، نظرت مرة أخرى إلى كومة الرمل وما زلت أرى أن بإمكاني فعلها، الآن جسدي خارج العمارة وأستند بساعديّ على السور، نظرة أخرى إلى الأسفل ومازلت أشعر أن القفزة ممكنة، أتخلى عن ساعديّ وأمسك السور بيديّ فقط وألقي نظرة أخرى، لماذا أشعر هذه المرة أن كومة الرمل بعيدة جدا! لو قفزت من هذا الارتفاع سأتحول إلى كومة من العملات المعدنية برايز وشلنات! أشعر بالرعب وأحاول التراجع تخذلني يداي وتفلت كفوفي السور، الآن أنا متشبث بأصابعي فقط على ارتفاع أربعة طوابق، وكل محاولاتي للعودة مرة أخرى لا تنجح، ما هذا الذُعر، تماسك يا رجولة!. اهدأ قليلا وتبدأ أنفاسي بالانتظام، أذكر نفسي بمكانتي في الشارع، يللا يا مافيا، الموضوع لا يحتاج منك إلا إفلات أصابعك! أنظر مرة أخيرة إلى كومة الرمل، ثم  أمرر شهيقا عميقا وأصرخ بما أوتيت من قوة "يا مامااااا يا مامااااااااا..إلحقيني يا ماماااااااااااا".
تسمع أمي صراخي الهيستيري فتفتح الباب لتجد أمامها المشهد المهبب، تحاول أن تجذبني ولكن لا تسعفها قوتها بسبب الحمل فتبدأ في طرق باب طنط حنان بهيستيرية طلبًا للمساعدة ولا أحد في الداخل ليفتح لها فتقرر النزول إلى الطابق الثالث وتطرق باب الجيران، بالطبع لم تفتح الجارة لأمي لأنها لم تكن على علاقة وثيقة بها ولأنها ظنتها مجنونة، إذ كيف يمكن لامرأة عاقلة أن تطرق باب جيرانها وهي في ملابس المنزل وبهذه الهيستيريا. تقرر أمي العودة مرة أخرى وسبحان من أعطاها القوة لتنجح في جذبي فعلا وإعادتي إلى طُرقة الطابق وسبحان من أعطاها القوة ليرّن كفها على وجهي بقلم مشحون بكل انفعالات الدنيا، قبل أن تنهار باكية.
تحكي أمي هذه الحكاية وحكايات أخرى كثيرة وتتبعها دائما بعبارة "كان أسهل حمل في اخواته، وقعدله شهرين تلاتة بريئ بعد ما اتولد وبعد كده وراني الويل"
42 notes · View notes
sara-yakout · 2 years
Text
كان لأبي طريقة قاسية في إيقاظي من النوم. كان أبي يغلق قبضته ويدق بعظام أصابعه على رأسي. مع أن لأبي قلب حنون. يقال أن له قلبا حنونا. أظن أن له قلبا حنونا. لا أعرف. لكن أبي كان يوقظني هكذا. دون أن يكون غاضبا مني. ودون أن يكرهني. يدق على رأسي ويقول: استيقظي. وأنا كنت أستيقظ بقلب حزين. مع أن الضربة تكون على جمجمتي. لكن الألم يكون في قلبي.
في طفولتي، شهدت مرة على قريبة توقظ ابنتها التي في نفس عمري. كان ذلك بالصدفة، انحنت المرأة على سرير ابنتها الذي كان بجانبي، وراحت تقبلها من كل مكان في وجهها وهي تهمس بكلمات رقيقة، فتحت الفتاة عينيها وابتسمت مثل ملاك، كنت أنا أراقبهما بطرف عيني، متظاهرة أني نائمة، ثم دخلت أمي إلى الغرفة وصرخت باسمي من بعيد، مثل شرطي يصرخ بمجرم هارب، تلك الصرخة الصباحية اليومية التي كانت تجعلني أشعر أني مذنبة بالفعل، وأن حياتي برمتها وكل ما أقوم به خلالها ليست سوى إعتذارا وتكفيرا عن ذلك الذنب، ذلك الذنب نعم الذي لم أعرف يوما ماذا كان، والذي عشت لليوم أعتذر عنه، لكل الناس حولي، وكل ما أفعله صغيرا كان أو كبيرا كأنما هو طلب للمغفرة ليس أكثر.
عشت في بيوت كثيرة في صغري، عامي العاشر قضيته ببيت أكبر أخوالي وأذكر أن زوجته كانت توقظني يوميا، كنت أقول لها فورا "صباح الخير" ولم تكن تردّ عليّ، 365 يوما كل صباح أقول لزوجة خالي صباح الخير، 365 يوما لا تردّ زوجة خالي عليّ، ككلبة تنبح في البرية، كلبة حقيقية، كان الأمر أقسى من أن أصوغه الان في كلمة، الكلمة غير الشيء الذي تراه، الكلمة غير الشيء الذي تشعر به. "الألم؟ اللذة؟ السعادة؟ الفرح؟ الكلمات لا تقول شيئا. لا تصف إلا صورة الحقيقة، لكن الحقيقة ذاتها، كيف نصفها؟ التمثال غير الإنسان، الكلمة غير الشيء الذي تريد قوله. "
في أحد الصباحات غير البعيدة، وعلى الساعة السادسة دق باب بيتنا بقوة، ركضت إلى الباب، كان جارنا الشاب، الذي لم أكن أعرفه ولا دارت بيننا كلمة في أي يوم، ارتبك عندما رآني، كان يتمنى لو رجلا خرج ليفتح وليس أنا، لأن أحدهم خبط سيارة أبي الواقفة أمام الباب وهرب، وهو جاء ليخبرنا بذلك، ارتبك كثيرا وخاف، وضع يده على كتفي ورجاني بحنان بالغ أن لا أرتعب، لاشيء خطير قال، جئت فقط لأخبركم كذا، وظل يتأسف لي لوقت طويل لأنني من فتح له الباب، مما جعلني أبتسم، عوض الأسف مثلا على ما لحق بسيارتنا، مازلت أحب هذا الرجل كثيرا، أبتسم له من بعيد بتواطؤ من عرف سرا خطيرا عن الآخر : "أيها الهشّ الحنون"، بل أكثر من ذلك إني أراه صاحب فضل عليّ وعلى الحياة، أنا مدينة له، ولتلك اللحظة التي كلما تذكرتها، تمنيت أن أمدّ يدي إليها وألمسها، لست ممن لا يلحظون الحنان، حتى أني أتعامل معه دائما كشيء نادر، ثمين، ولا يعادله شيء آخر، وقد تكون هذه أفضل مرة أيقظني فيها أحدهم.
_وئام غداس
39 notes · View notes
rozasaira · 2 years
Text
ذهبت إلى المسجد ذات يومٍ لأصلي العصر ، صليت خلف الإمام وعندما إنتهت الصلاة ذهبتُ إلى رُكنٍ في المسجد لأردد أذكار المساء .. وضعت هاتفي أمامي وأخذت أقرأ منه،، وقعت عيني على طفلٍ في عُمر العشر سنوات، يدخل من باب المسجد ويلتفت يمينًا ويسارًا ثم جاء إليّ وقال بصوت يرتعد ..
هل جاء الشيخ ؟! - أي شيخ = الشيخ الذي يُحفظ الأطفال لم أكن أعلم أن هناك مُعلم هنا ، فهمست له وأنا أبتسم لأنتزع الخوف الذي يسكن وجهه : لا لم يأتي بعد .. إجلس بجانبي جلس الطفل، وفتح مُصحفهُ وأخذ يُقلب في صفحاته ، فـ همّمتُ لأقول له في أي سورة تحفظ يافتى ؟!
فقطع ذلك صوته الذي كان يرتعد من الخوف وهو يقول : يا عمي ، هل لك أن تُقرأني مرة أو أكثر حتىٰ أحفظ السورة جيدًا ، فـ والدي يئس من قله تركيزي وضعف حيلتي.. ودائمًا يشتكي من ذلك حتى أصبحت أستحي أن أطلب منه أن يُحفظّني القُرآن .. وعندما أذهب إلى شيخي واخطئ في
التلاوة يغضب مني..وأنا لا أُجيد القراءة جيدًا فبعض الكلمات تشُق عليّ .. إبتسمت للطفل وأخذت منه المصحف وهمست له : إقترب يا حبيب عمك .. وبدأت أُرتل وهو يرتل خلفي ،، وبعد ربع ساعة طلبت منهُ أن يُسَمِع ذلك بمفرده فلم يستطع ، تذكرت شيخي عندما قال لي ذات يومٍ :
إذا وجدت صعوبة في الحفظ فـ إفهم الآيات أولًا ثم حاول الحفظ ثانية.. فـ حفظ الآيات بمثابة قفلٍ لباب ضخم يفصل بينك وبين الجنة حاول فتح هذا القفل بأي مفتاح على قدر إستطاعتك.. وسيُفتح الباب نظرت إلى الطفل ثانية وهو يضغط على إصبعهِ من الخجل فـ تبسمت وهمست له :
دعك من الحفظ يا فتى .. هل تعرف ماذا تعني هذه الآيات وماذا يقصد بها الله ! أخذتُ أشرح للفتى الآيات حتى انتهيت من الشرح ورددت السورة مرتين وهو يردد خلفي ثم طلبت منه أن يقولها بمفردهِ .. فقال بعض الآيات وعندما يشق عليه قول آية أو لا يتذكرها يبتسم ويقول لي : هل أخبرك بقصتها؟
وبعد عدة محاولات حفظ الطفل السورة ، حفظها ك حفظه لسورة الإخلاص .. جاء الشيخ وجاءت الأطفال فـ استأذن الطفل مني ليذهب إليه ، فـ قولت له يا فتى هل أخبرك بشيء تضعه نصب عينيك!؟ إبتسم وقال لي أجل .. مسكت يّد الطفل وقبلتها ثم قُلت : سيأتي يومًا يُقال لك : يافلان هلُمَ ..
فـ تذهب ، فـ تسمع ضجيج حفظه القرآن .. ويُطلب منك أن تُرتل ، والله وملائكتهُ سيستمعون إليك.. ألا تشتاق لترتل أمام الله ويقول لك رتل سورة كذا!!! ثم ربت على كتفه وهمست له بعبارات وددتُ لو قالها أحد لي منذُ الصغر .. - أنت الآن تُعدُ وتُجهز لتُرتل أمام الله فلا
تمل ولا تكل ولا تيأس ولا تشتكي من ضعف حيلتك .. فكل عالم تاركًا للقرآن جاهل.. ستكبر وتكون حاملًا لكتاب الله وستكون مميزًا في الدنيا عندما تكون إمامًا بالناس .. يرتعد صوتك خشوعًا أثناء تلاوتك وستجد نفسك في الآخرة مميزًا ومُكرمًا أمام السفرة الكرام البررة
وحق القرآن ليكرمنّ الله أهل القرآن ، فـ القرآن كلامه ، و ما أحب الله أحدًا كحبه لأهل القرآن.. وواللهِ لن يُعذّب الله بالنار لسانًا تلا القرآن ، ولا قلبًا وعاه، ولا أذنًا سَمِعته، ولا عينًا نظرت إلى آياته .. هنيئًا لك زهرة شبابك التي نشأت في ظل آيات الله...
وقبّلت رأسه ثم قولت له : الآن إذهب إلى شيخك ورتل وكأنك تُرتل في ظل عرش الرحمٰن والله يستمع إليك .. أنا أثق أنك تستطيع . - ذهب الطفلُ إلى شيخه ، وكنت آراه كل يومٍ وأُحَفِظّه في المسجد حتى يأتي شيخه ، وبعد شهرين ودعتهُ لإنني إنتقلت إلى سكنٍ أخر ، ولم أره منذ
هذا اليوم وعلمتُ بعدها أن شيخه أيضًا إنتقل ليُحفظ في مسجدٍ أخر .. - وبعد سبع سنواتٍ خرجت من عملي وركبت السيارة فوقف السائق أمام مسجد لنُصلي المغرب .. دخلت المسجد وذهبت لأصلي حتىٰ رأيت شابًا وجههُ ك قطعة من القمر يُردد : ( سَوُّوا صُفُوفَكُمْ, فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ
مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ) كانت ملامح الشاب ملامحٌ أعرفها جيدًا لكنني لا أتذكر أين رأيته.. كان صوته ك صوت الكروان ،صوتُ يتنفس في صدر يعقوب ليعطيه الأمل ، ويبثُ البشرىٰ في قلب أم موسى بعودة طفلها .. صوتٌ يبُشر زكريا بيحيى .. لو كنا خارج الصلاة لطلبتُ منه أن يكثر
في التلاوة لأسمعه فتلاوتهِ كانت بمثابة الدواء إلى قلبي .. ف اكتفيت أن أذكر إسمه في سجودي وقولت اللهم زدهُ .. انتهت الصلاة وجلست لأردد أذكار ما بعد الصلاة حتى رأيت الشاب يجلس أمامي ويُقبّل رأسي ويقول : سأشهد لك يوم القيامة أمام الله أنك كُنت سبب ما أنا عليه الآن ..
فـ همتتُ لأقول له من أنت يا فتىٰ!؟ فقطع ذلك صوته الذي كان يبتسم من شدة الفرحة وهو يقول : يا عمي ، هل لك أن تُقرأني مرة أو أكثر حتىٰ أحفظ السورة جيدًا ، فـ والدي يئس من قلة تركيزي وضعف حيلتي.. وابتسم وعيناه تذرف الدمع ، ثم قال هل تذكرتني الآن ! ثم قام وأحتضنني .. وقال:
لقد ختمت القُرآن وأخذتُ الإجازة والآن أصبحت أنا المُحفظ .. هنيئًا لك يا عمي تاج الكرامة ، عاملتني بحبٍ وإحتضنت قلبي بلطف قلبك ،وجعلت القُرآن أحب الأشياء إلي دون أن تشعر بذلك ، كنت آتي إليك ضعيفًا فترمم ضعف حيلتي .. فهنيئًا لك الجنان بأجر ما حفظت وأجر من أُحفظ
ياعمي .. *شكرًا لأنك وثقت بي عندما أقر الجميع أنني لا أستطيع* ")) وقبّل الشاب رأسي وذهب إلى الأطفال ليُحفّظهم "))
35 notes · View notes
manalalajmi93 · 2 years
Text
لحظة إدراك
الوظيفه و العمل.. و ما أدراك ما العمل
Tumblr media
في مفهوم المجتمعات الحالية الفكر السائد الدراسة 12 سنة في المدرسة و 4 سنوات جامعه لو كنت بكالريوس و هندسه 5 و طب 7 و بعدها وظيفه 30 سنه بحياتش و لو حابه تتخصصين أكثر ممكن تدرسين كم شويه سنه فوقهم 3 سنين عشان بس تكونين أفضل من غيرش في السي في مو عشان العلم فقط لأجل الواحد يأمن حياته في مجتمع فرض عليه سستم معين
العلم و العمل لا يعني الوظيفة و الشهادة..
و هالشيء لازم يستعوبه المجتمع الحالي في تطور التكنولوجيا الفرد مو مضطر يقضي 16 سنه من حياته دراسه فبعض الأباء صارو يطلعون عيالهم أصلاً من المدرسة و يدرسونهم في التعليم المنزلي لأنه متميزين و المدرسة صارت تثبت من مستواهم و تاخذ كل وقتهم غير الأحباط و التخلف في تقديم العلم و عدم تطويره.
و خلال الدراسة في البيت يتخرجون و عمرهم 16 و متعلمين أشياء أكثر من محيط المدرسة. بتقولين لي و ماذا عن الحياة الإجتماعية في المدرسة؟ نقدر نوفرها في أنشطة مختلفة بعيداً عن المدرسة الفكرة مو أن المدرسة سيئة الفكرة أن مو الكل يتماشى مع المدرسة على سبيل المثال, أنا أحب العلم و أحب مكان على قلبي هي المدرسة اضطريت أدرس هالسنه مره أخرى آخر سنه من الثانوية مو لأني ما خلصتها من قبل لا لأن شهادتي عليها تاريخ صلاحية بعد سنتين من استلامها لا تعتبر شيء خخخخ تخيلوا تتعبون 12 سنة من حياتكم و لما ما تقدمون على جامعة خلال سنتين تنتهي الصلاحية و لازم تدرسون من جديد قهر صح؟
Tumblr media
خلال دراستي لهذي السنة مسائي مع عمل صباحي اضطريت اداوم في منطقة مختلفه و ادرس في منطقة مختلفة و بيتي آخر مكان في العالم, مع نقص المعلمين و المعلمين مالهم خلق أصلاً كانت الدراسة كلها غش بغش و أحسن غشاش أفضل واحد بالصف و أنا ما عمري غشيت بحياتي. تخيلوا تروحون تسعون للعلم و كل شيء مسدود بوجيهم من المدرسة نفسها, لا علم و لا أخلاقيات غش و قلة علم و احترام و كل ما تتخيلون و هالشيء كمية احباط لأي شخص طموح
Tumblr media
الجامعة مهمه في تأهيل و تدريب الطالب لكنها مو كل شيء و لا مقياس أن أنت أفضل علماً من غيرك كون أنك قدرت تتخصص و تتعلم فهذا نعمة من رب العالمين لكن لو ما قدرت فهذي مو نهاية العالم. تقدر تحصل على التدريب من محترفين كثر على الأنترنت يستنثى من هالشيء التخصصات العملية مثل الطب و الهندسة و غيرها الي مثل طبيعه دراستهم. من طموحاتي كان الدراسة في جامعة مرموقه لكن لم تحصل لكني أدري أنها مو نهاية عالمي و هالشيء كان خيره لي في تحديد مسار حياتي و أهدافي إلي فعلاً أبيها
Tumblr media
نجي للوظيفة إلي تاخذ 30 سنه من حياتش عشان تتقاعدين, خصوصاً لما تكون وظيفه مو حابتها و مضطره تقعدين فيها 30 سنه فقط عشان نحصل على حياة آمنه و معاش ماشي. هالشيء حلو لما تكونين أنت راضية و مستعده تعطين 60 ألف ساعه من حياتش لوظيفه تكرهينها غير الوقت الي تقضينه روحه و رد على الدوام غير الإستنزاف و الطاقه المتبهذله لما ترجعين البيت تدورين بس الفراش. صدقيني حتى لو دوامش مو متعب يظل استنزاف للطاقة و أعيد و أكرر مع تطور التكنلوجيا مو محتاجين تجبرون و تلزمون الناس يدامون في مكتب و طبيعه عملهم ما تحتاج هالشيء لازم تعقلون و تستعبون أن هالشيء مو صح الهدف انجاز العمل و ليس حبس الموظف ما دام الشغل ماشي .
و هالكلام موجه للناس إلي عندهم أهداف أخرى طموحات اخرى و مواهب و مهارات يقدرون يحققون منها ما يتمنون أنا ما قاعد أقول الوظيفه مالها داعي , بالعكس الوظيفه عز لكن لا تخلينها هي عزش الوحيد! اهتمي بمهاراتش خارج العمل طوريها ابدي الشغل الي دايماً تفكرين فيه و تطمحين تسوينه ما تدرين لعل هالشيء يزدهر بيوم و يكون هو مصدر استقرارش المادي بدال الوظيفه الي تدوامينها كل يوم و غيرش ألف شخص بديل لش
Tumblr media
فيه شيء أنتي بروحش تقدرين تحققينه و تسوينه و تضيفين للعالم أضافه ما أضافها غيرش. لا تخلين أفكار المجتمع تأثر على نظرتش للحياة و للعمل. لا تخلين الوظيفة محور حياتش, لأن هي حالياً إلي ماخذه نصف يومنا و حياتنا سواء من دائرة علاقات أو من عادات و فكر و غيرها. أنا من الناس إلي ما أحب أحد يفرض علي شيء أبداً. أكره أكون تحت ستتم شخص لكن الحياة اجبرتني على هالشيء لظروف كثيره خارج سيطرتي و مع هذا كله مستحيل اتخلى عن أحلامي و طموحاتي
Tumblr media
خطوه بخطوه كل يوم. ساعه على ساعه و يتحقق الحلم. أحب الكتابة, أحب الرسم, أحب العلم أحب المطر أحب الحرية أحب الطبيعة و أحب المعمار. أحب الجمال و أحب رائحة القهوة كل صباح و صوت العصافير عند شروق الشمس أحب الرياضة في الصباح و اتنزه و الناس في بيوتهم و الأماكن كلها خالية صباحي هذا كله تم سلبه مني لأني لوقت طويل استسلمت للظروف لكن كفى حرفياً إلى متى راح أظل أتمنى و أتمنى؟ أبدئي و غيري حياتش من ألحين
23 notes · View notes
iio3 · 1 year
Text
Tumblr media
قصة مُعقدة
قصة مُعقدة وكأنني لمْ أكُون انا أسرح للحظات أتأمل فيها الماضي والحاضر تراودني في مُخيلتني وتزعجني كثيراً وكأنني في ضلامً دامس لا أعرف ماذا أفعل لاكن هذا ما تعايشت معهُ حالياً، سأستمر وأدفن مشاعري بعيداً عن قلبي، لن أنتظر أحداً ليشعرني بقيمة نفسي، فأنا أعرفها جيداً، كنت أظن إني أستطيع أن أشعل شمعتي من جديد، لقد نسيت كيف تُشعل الشموع من زمن بعيد، كنت أعتقد أنني أستطيع أن أكتب كلمات الفرح، ولكن عندما كتبتها شعرت أن شيئاً بداخلي قد انجرح، لا أحد يستطيع أن يشعر بما تشعر به ، فلا تتعب نفسك في التعبير، جميل أن تتجاهل حزناً عميقاً بداخلك وتقول: قدر الله وما شاء فعل. بعض البشر كالتاريخ، لا يعاد ولا ينسى، *والحزن دولة لا يعيش فيها سوى الدموع، هناك الكثير من الأشخاص يمزحون ويضحكون طوال الوقت، إذا حكوا مرة ما في قلوبهم، ستبكي من شدة الألم. تؤلمني تلك التغيرات التي حدثت لي. ربما يكون الابتعاد قاتل، لكنه أفضل من الاقتراب دون تقدير. أشد الألم، حزن لا تستطيع الإفصاح عن أسبابه وتكتفي بقول، أشعر بالضيق ولا أعلم ما السبب، وأنت تعلم يقيناً ما سبب هذا الحزن ولكنك لا تبوح به ، عذراً أيتها الحياة، سأعيش حياتي لنفسي، ولكن يبادلني مشاعر المحبة الصادقة. لن تتوقف حياتي على حبيب فارقته ولا صديق خاب الظن به، وراء كل فراق، وخيبة أمل، وخسارة، حزن يستوطن قلوبنا يأخد منا أيامنا الجميلة، ومنا من يستسل لهذا الحزن ويخسر سبب الحزن اموراً مهمة، لذا علينا أن لا نسلم نفسنا للحزن، ونكون أقوى بكثير، تباً‬ لتلك ‏القلوب‬ التي ‫‏تجرح‬ دون أن ‫‏تشعر. لست بحاجة لأشخاصٍ يهتمّون بي فترة مؤقتة، ويستغنون عني بكل بساطة. عندما تنتظر من حبيبك شيئأ، وتجد عكسه ذلك هو قمّة الإنهيار. نتألم من إهمال البعض لنا، وننسى بأننا مهملين لمن هم أقرب لنا. لا تحزن إذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس إلى قلبك، فسوف تجد من ينزع السهم، ويعيد لك الحياة، والابتسامة. جميل أن ترى شيئاً كان يؤلمك سابقاً، والآن لا يحرك فيك ساكناً. أحياناً نتمنى أن تكون أحلامنا حقيقة، وأحياناً نتمنى لو كانت حقيقتنا حلماً. ألا يا عين لا تبكين عيشي نعمة النسيان خسارة دمعتك تنزل على من لا يراعيها. مؤخراً أصبحت أحب التواجد على حافة الأشياء، حتى لا يرعبني ألم السقوط. لا تضع كل أحلامك في شخص واحد، ولا تجعل رحلة عمرك وجهة شخص تحبه مهما كانت صفاته، ولا تعتقد أن نهايه الأشياء هي نهاية العالم، فليس الكون هو ما ترى عيناك. لا تحسب كسرة الخاطر مثل كسرة اليد، اليد تجبر، والخواطر تبقى عليلة. افعل أيّ شيء لكن لا تخذل شخص وضع كل ثقته فيك. ما زالت بداخلي دمعة، وجرح، وصرخة مكتومة ما زال الألم غافياً، وبكلمة يصحى من نومه، هدوئي الظاهر خادع. سيكون التغيير مؤلم جداً حينما تتغير قلوب كنت تعتقد أنها الجزء الآخر منك. لا تهتم بشأني أيها الزمان، فالأمور على ما يرام، ولا تقلق بما يحدث لي، فأنا لا زلت أنخدع، وأنجرح من أقرب الناس، فلا تقلق لأن الحزن أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتي، يعتقدون أننا حين نصمت نكون بخير ليتهم يسمعون ضجيج قلوبنا، ويدركون أننا نصرخ بصمت. الضياع هو أن تفقد نفسك في ماضي حزين مر عليه الكثير، وأنت لا تزال تعيش فيه. من كثر حزني ظللت وحيدةً في غرفتي، وبرغبتي تجاهلت كل ما فعلته، تجاهلت كل شيء حتى نفسي. نخفي حزناً، ووجعاً، ودموعاً أحياناً خلف عبارة (أنا بخير)، تباً لعزة النفس. بلا شعور أجد دمعات ساخنة تحرق وجنتاي أغمض عيناي بقوة لكي لا أرى سواهما لا أريد دموع أكثر بعدها أنام، ولا أشعر بشيء.
7 notes · View notes
Text
قصة أبكتني والله 😭😭💙
.
والله لقد قرأتها بدموع عيني فاللهم ارزقنا هذا الصدق وهذه البيعه
أيام الحج تعرفتُّ على بعض الأخوات، جلسنا نتحدث عن أمور مختلفة يدور معظمها عن الدار الآخرة، فوجّهت إحدى الأخوات لنا سؤالًا (أخبـروني كيف أتيتُم إلى هُنا؟
أجابت كل واحدة على السؤال إجابات معروفة ومشهورة، من قبيل أن هذه أتى بها زوجها، وهذه أتى بها ابنها  ووو
وبقيَت أختٌ أخرى انتظرنا أن تجيب ولكنها سكتت قليلًا، فبادرت السائلة بلَفت انتباهها لتُجيب، فقالت [أتيتُ بالحُب]!
فتعجبنا جميعًا كيف؟
قالت وقد بدأت الدموع تتجمع في عينيها[ أحببتُه لدرجة أنني لم أستطع أن أصبِر فأتى بيَ الحب هنا]
فسألتها إحداهن قائلة : كيف هذا!
فقالت وهي توضّح[ كان لي منزلًا صغيرًا، أعيش فيه وحدي بعد موت والدَيّ، عرضته للبيع وبثمن البيع جئتُ إلى هنا]
فغرَت كل واحدة منا فاها! هل هذه من البشر أم جاءت من زمن الصحابة! هل يُعقل!
فأسرعنا بسؤالها [وبعد العودة ! أين ستعيشين! أنتِ وحيدة؟ هل لكِ مكان آخر تعيشين فيه؟]
فابتسمت وقالت..
[ لقد عِشت عمري كلّـه وحيدة بالفعل، حينما آثرت الدنيا على الآخرة، وآثرتُ نفسي على ربي، وانشغلتُ بشهواتي عن إصلاح قلبي، حينها حقًا كنتُ وحيدة، لأن الحياة الخالية من معرفة الله حياة كئيبة، والقلب الخالي من معرفة الله قلب لا يعرف للأُنس سيبلًا..
أمّا الآن فلسُت وحدي، معي خالق الكون، ومؤنس القلوب، وجليس من ذكرَه، فكيف أستوحشُ أو أشعرُ بالوحدة؟ ]
فقالت إحدى الأخوات بنبرة هادئة وتأثُرٍ بالغ بهذا الحديث[ وماذا عن مكان معيشتك بعد العودة؟!]
فأجابت قائلة[ أرجو من الله أن يُبدلني خيرًا منه في الجنة، فلا طاقة لي بالرجوع مرة أخرى، أخشىٰ أن أعود فأُسلَب حُبًا ملأ قلبي ووِجداني، أخشىٰ أن أعود للدنيا فأفقد الله مرةً أخرى، وأعيش عيشة الحائر لا إلى العصاة ولا إلى العارفين]
فقالت إحداهن متعجبة [سبحان الله] ثم سكتنا قليلًا.. فأردفت تُكمل [ولكن حبيبتي، يمكننا مساعدتك في إيجاد شقة ولو بالإيجار ونوفر لكِ عملًا، زوجي يستطيع مساعدتك في هذا الأمر، عسى الله أن يتقبل منكِ بيعتك، ويرزقك مقابلها في الجنة] ثم ربتَت على يدها وقالت [ولكن لا تنسَي نصيبك من الدنيا]
فتبسمت صاحبتُنا وقالت[ أيُّ نصيب يا عَيني؟ لقد أخذتُ نصيبي من الدنيا كاملًا بل أكثر من نصيبي، صدقيني لقد طلّقتُ الدنيا ثلاثًا، لا تفكروا في هذا الأمر ولا تحملوا همّي فلي ربٌّ لا ينساني سيرزقني منزلًا خيرًا من منزلي هاهُنا، هذا ظني به فهو أوفَىٰ حبيب]
ثم قالت [ لله درّ إحدى نساء السلف وهي القائلة : لو كان الموت يُشترى لاشتريته شوقًا لِلقاء ربي]
لا أُخفي عليكم بكينا جميعًا لحالها، وتضاءلت كل التنازلات جانب تنازلها لله، تمنينا لو أن الله أصلح قلوبنا لدرجة صلاحها هذه، أن نخرج في سبيل الله ولا ننظر للوراء..
ماذا ينتظرنا في الدنيا، أن نولِّي قلوبنا شطر سُبل الصلاح فثمّ النعيم المُقيم.
بعد حديثها لم نعرف ماذا نقول فآثرنا الصمت، وبالفعل ماذا نقول لمُحبّ صدق في محبته؟
وبينما كنا نفكر في أمرها وساد الصمتُ، وجدناها تكتب وريقات متعددة، ووزعتها علينا وقالت[ناشدتكم الله ألا تقتحنَها إلا بعد عودتكم] ورغم الفضول نزلنا على حديثها واستسلمنا لرغبتها..
-
هذا هو اليوم التاسع، اليوم الذي تتأهب فيه الأرض لأعظم موكب يمرّ كل عام في تاريخها، يوم عرفة، يوم تنزّل الملك سبحانه وبحمده للسماء الدنيا، استعد الجميع للدعاء وتأهّبت القلوب للسباق مَن منا المُختار يا تُرى والمُصطفى؟
اللهم لا تحرمنا فضلك ولا تحرمنا عفوَك ولا تحرمنا عطائك، وانظر لنا نظرةً لا نشقىٰ بعدها أبدًا..
قُبيل مغرب يوم عرفة قابلنا صاحبتنا فوجدناها ازدادت جمالًا عن ذي قبل، كيف لا وحب الله يُضفي على الروح جمالًا من جمال الله فكيف بالبدن!
فقلت لها[كلما رأيتكِ تذكرت نساء السلف يا حبيبة، أرجو ألا تكوني نسيتني من صالح دعائكِ] فتبسمت وقالت [لم أنسَ لا تقلقي، اسأل الله ألا ينساكِ] فارتجف قلبي وأمسكتُ بيدها ومشينا استعدادًا للصلاة في الحرم.. فقالت لي سأذهب لفعل شيء وأعود ٱليك، فلم أحب أن أثقل عليها بالسؤال فتركتها تذهب.
فبدأنا الصلاة وهي لم تأتِ بعد فقلقتُ عليها ودعوت الله أن ييسر أمرها، وبعدما فرغنا من الصلاة، وجدنا الناس ملتفّين حول أحد، لا ندري ماذا يحدث فوقفنا بعيدًا، فإذا بنا نجد صاحبتنا قد ماتت، لا أستطيع وصف الصدمة والذهول الذي بدا علينا، فاقتربنا منها والدمع كالسيل، فقالت إحدانا..
[ربحَ البَيع يا حبيبةُ ربح البيع، لقد أبدلكِ الله جوارًا خيرًا من جوارنا وبيتًا خيرًا من بيوتنا ومنزلًا خيرًا من منزلِنا، لله درّ الصادقين لقد أحدثوا في قلوبنا العجب العجاب.
دُفنت الحبيبةُ في خَير بقاع الأرض وصلينا عليها عقب صلاة العشاء، لو كان الموت يُشترى لاشتريته، فما العُملة يا رب؟ فما العُملة!
إنّـه الصدق واللهِ..
الصدق الذي دفع المُحبين لبيع الغالي والنفيس مقابل نظرة رضا من الله عز وجل.
5 notes · View notes
Text
عدد أولادي منك أربعة.
وشروخ الحائط في منزلنا أربعة.
وعدد العقود التي عشتها معك أربعة.
وعدد الساعات التي تفصلني عن النزوح عن هذه المدينة الرثة، وعنك..أربعة!
ماذا يعني الحُب؟
عندما كنت في العشرين من عمري كان الحب بالنسبة إلي هو أن يكون هناك رجل ما تحوم حوله الفتيات في كل وقت، ويأسر قلوب الجميع، ويُمكنه ملاقاة هذه وهذه بكل سهولة لكنه يذهب بقلبه وعقله وجسده إلى واحدة فقط.
يا لها من سعادة عارمة أن يطلب يدكِ ذلك الفتى الذي تتهافت عليه الفتيات من كل حدب وصوب لتكونين أنتِ ملجئه، وأمانه، ومسكنه، وزوجته!
يا لفرحتي!
فستان أبيض طويل بأكمام واسعة، وحذاء أبيض لامع، وقصة شعر خرافية.
عينيه العسليتين تحدقان بي طوال الوقت، ويديه تُحاوطني كأني قط صغير يتعلم المشي لأول مرة، وذراعه بجوار قلبي.
عدد أولادي الذكور منك ثلاثة.
وشروخ الحائط فوق سريرنا ثلاثة.
وعدد المرات التي شممت فيها عطرها على رقبتك ثلاثة.
وعدد الساعات التي تفصلني عن النزوح عن هذه المدينة الرثة، وعنك..ثلاثة!
كيف هي الحياة في مكان لا ينتمي إليك، ولا يحمل روحك. أعني كيف يكون ذلك الشعور عندما تغرس شجرة وترعاها لأوقات طوال ليأتِ فيما بعد شخصًا آخرًا ليتناول ثمارها عوضًا عنك، وسيتظل بظلها، ويصفه الناس بالشخص الرائع عاشق البيئة والطبيعة!
كنت أحب لمس وجهك في كل وقت، والحديث معك طوال الوقت، وإخبارك أني أحبك في كل وقت.
من لا يُحب أن يكون إفطاره عبارة عن بيض مقلي بالزعتر والبقدونس، وقدح كبير من القهوة المخلوطة بالحليب، وقليل من قطع الخيار، وكلمة "أُحبك"؟
أنت لم تُحب ذلك قط...
كنت دائمًا ما تخبرني أن الصباح لا يكون وقتًا مناسبًا للحب، فالإنسان يستيقظ وهو بحاجة إلى شيئين فقط النيكوتين والكافيين عدا ذلك يصبح عبئًا ثقيلًا لا يُمكن تحمله، يشبه تمامًا تناول وجبة دسمة من الأرز واللحم في السابعة والنصف صباحًا؛ فتوقفت عن قول "أحبك" في الصباح.
كنت أحب الغناء معك على أغنيات تحمل في عبقها ذكرياتنا سويًا، كاليوم الذي أفصحت فيه عن حُبك لي، أو تلك الذكرى عن قبلتنا الأولى في السينما وصفعي لك سريعًا بينما كان صوت المغنية الفرنسية يشدو في الخلفية، أو ميلاد طفلنا الأول.
طفلي الأول...
يُشبهك كثيرًا في كل مراحل حياته، لديه عينيك العسليتين، ولون شعرك شديد السواد، ولحيتك، وصوتك، وضحكتك، ومشيتك أيضًا..كأنه توأمك!
لا يُشبهني في شئ، ولا يتحدث مثلي، ولا يُحب خبز الكعك، أو حياكة الصوف، أو حتى الأغنيات الفرنسية.
كأنك أنجبته وحدك!
كأن دمائي لا تسير في عروقه، وكأني لا أنتمي إليه ولا ينتمي إلي.
فقط..ينتمي إليك أنت وعائلتك.
من لا يُحب بعد يوم شاقٍ في العمل أن يعود إلى منزله ليجد رائحة طعام شهي، وسيدة تحتضنه بشغف وتهمس إليه قائلةً: "أحبك"؟
أنت لم تُحب ذلك قط...
كنت دائمًا ما تُخبرني أن وقت ما بعد العمل لا يكون مناسبًا للحُب أبدًا، فالإنسان يعود من عمله وهو بحاجة إلى شيئين فقط أولها أن يأكل جيدًا وثانيها أن يجلس بهدوء دون أن يتحدث إليه مخلوق عدا ذلك يُصبح حملًا ثقيلًا كالإجبار على العمل لعدد ساعات إضافية.
عدد أولادي منك الذين يُشبهون والدتك ويحملان جيناتها إثنين.
وعدد المرات التي طلبت منك فيها أن نفترق إثنين.
وعدد المرات التي صفعتني فيها أمام أطفالي إثنين.
وعدد الساعات التي تفصلني عن النزوح عن هذه المدينة الرثة، وعنك..إثنين.
في بداية زواجنا كنت أشعر طوال الوقت أني حققت الإنجاز الأوحد في حياتي، وأنني أخيرًا سأعيش في كنف رجل حقيقي، وأنه سيتوجب علي ترك الدفة لك لتتصرف فيها كيفما تشاء لأنك تُحبني ولأني بالتأكيد سأكون سعيدة!
بعد طفلنا الأول رُزقنا بصبيين توأم، كان الأمر رائعًا ومُبهرًا.
تمنيت لو أنهما كانا يُشبهاني، لو رُزق أحدهما بلون عيني، أو حُبي للكعك، أو حتى رغبتي في السفر.
تمنيت لو أنهما لم يشبها والدتك، ولم يحباها بذلك القدر الذي يُشعرني طوال الوقت بأنها هي الأم الحقيقية وأني مجرد مكان خزنتهما به حتى موعد ولادتهما.
تمنيت لو كان ولائهما لي، أو حتى أحباني!
شعور مؤلم أن لا يُشبهك أولادك.
أن ترى في عينيهما الرغبة في النزوح عن ذلك المنزل إلى منزل الجَدة الذي يُريحهما أكثر.
أن تشعر طوال الوقت بحبهما الزائد لها رغم كل ما تبذله من أجلهما.
مشابهًا تمامًا لأن تجلس في حفلة مدرسية لطفلك بينما تُشاهده وهو يُمثل دور شجرة البرتقال وأنت فخور كل الفخر به، تلتقط له الصور وتناديه بحرارة، وتصفق له بكل فخر، وبعد انتهاء الحفل يذهب راكضًا إلى ما بين ذراعي شخصًا آخرًا....كأنك لم تكن موجود أبدًا.
عدد أولادي الإناث منك واحدة.
وعدد المرات التي رغبتك فيها لأني فعلا أحب، واحدة.
وعدد المرات التي ضحكت فيها في هذا المنزل لأني سعيدة بالفعل، واحدة.
وعدد الساعات التي تفصلني عن النزوح عن هذه المدينة الرثة، وعنك....واحدة.
الخامس والعشرين من أكتوبر، يوم جميل وليلة سعيدة. أعني .. ماذا يُمكن أن يُسعد الأم أكثر من حضورها لحفل زفاف فتاتها الوحيدة؟
فتاتي الوحيدة.
عندما رُزقنا بها بعد ثلاثة ذكور كنت سعيدة سعادة عارمة لأني أخيرًا سأشعر بأني أم حقيقية ولدي فتاة تشبهني، سأعلمها كل شئ أحبه.
سأعطها دروسًا في البيانو والباليه، وسأعلمها كل حيل إعداد المكرونة ، والكعك، وحياكة الصوف، وكيف تكونين فتاة حنونة رقيقة تحمل في قلبها حُبًا للعصافير، والشجر، والقطط المشردة.
لكنها لم تكن أبدًا ابنتي، كانت ابنتهم هم ...
حديقة كبيرة تم تزيينها برفاهية مبالغًا فيها، وكثير من الفساتين اللامعة، وعروس وضعت القمر في شعرها، وعريسها شاب لطيف محظوظ لأنها بجانبه فقط!
فتاي الكبير يرتدي حلة رمادية كحِلة والده، ويلف ذراعه حول خصر حبيبته.
يُشبه والده كثيرًا، وهي تُشبهني كثيرًا لكنه يُحبها بحق لا أظن أنه ستمكن من كسر قلبها أو العودة إليها برائحة أخرى في ليلة صيفية حارة!
توأمي الجميل صارا شابين رائعان، لديهما قلب جدتهما الجامد فلم أتعجب أنهما حتى هذه اللحظة لم يعثر أي منهما على حبيبة بعد.
فتاتي الجميلة ...
تحملين القمر في شعرك، والنجوم في عينيكِ، والسحاب في فستانك الجميل، وقلبي المُحطم بين يديكِ.
يقف مُرتديًا حلة رمادية كلون لحيته، وضحكته المجلجلة تخطف الأنظار كالعادة، ورائحتها لا تزال تفوح منه.
بعد انتهاء الحفل رأيته وهو يستقل سيارته مُسرعًا كي يذهب إليها ويُشاركها جميع تفاصيل زفاف ابنته الوحيدة.
أنا أيضًا استقليت سيارة مُسرعة إلى محطة القطار وأنا أحمل حقيبة ملابس طالما كنت أتحاشى النظر إليها وأنا معه..
حقيبتي مليئة بالتنانير القصيرة، والفساتين ذات الفتحة الواسعة من جانب واحد، والقمصان الملونة، وثياب النوم المكشوفة، وأحمر الشفاة الصارخ، وقرطًا لمنخاري.
تركت عنده كل الثياب الرمادية، وكل الألوان القاتمة، وكل الثياب التي تستر أكثر ما تكشف، وكل ما أراد مني أن أكونه.
أستقل القطار هاربة إلى مكان لا أعرفه ولا يعرفني، إلى بشر لا يعلمون عني سوى اسمي وقصة شعري الجديدة، ومحل المخبوزات الذي أقف فيه الآن.
قلبي مُحطم إلى خمسة أجزاء.....
3 notes · View notes
f-farah · 17 days
Text
عزيزي تمبلر،
لا أريد لكلماتي أن تكون مبهرة، أريد للأيام أن تكون عادية.. وأن أكون مثلها.
تخيّل أني نمت البارحة تقريباً حوالي الساعة الثالثة فجراً، استيقظت في الخامسة إلا عشر دقائق على صوت منبه أخي. هل تعرف أنني قبل أن أنام أخبرته ألا يضبطه في هذا الوقت لأنه لن يستيقظ؟ ولكنه أصرّ.. عنيد. لم يستيقظ فعلاً واستيقظت أنا. ثم عدت للنوم، وبسبب الضجة التي أحدثها بعد حوالي ساعة.. استيقظت مجدداً غاضبة، وانتظرته حتى أنهى أموره وغادر. ثم نمت.
حتى الساعة العاشرة. تعرف ما فعلته أولاً بالتأكيد.. فتحت هاتفي لأتأكد من أحداث الليلة الماضية وأنني لم أكن أتوهم، قرأت رسائل الأصدقاء.. حديث قصير عن الأصوات، ورسائل قليلة مليئة بالدعوات ثم أحاديث طويلة عن العطلة.. أي عطلة من أجل ماذا؟ لا أعرف.. ضحكت. ثم فتحت فيسبوك.. أول ما قرأته كلمات إحدى الصديقات: "مش لو مرتبطة كان تسليت في هذا الليل اللي كله خبط وطيارات." ضحكت، أنا التي بكيت في ذلك الليل ولم أستطيع النهوض إلا بعد ربع ساعة من اختفاء الأصوات. ألغيت متابعة طبيبة كنت أحبها.. لم أستطيع احتمال ما كتبته.. كما أكره اسرائيل أكره إيران بالقدر نفسه لا يحتمل عقلي تمجيداً للمجرمين مهما فعلوا.. لا شيء يغفر لهم خطاياهم. لنصف ساعة كنت أقول لنفسي: "ما أخف دمنا نحنا السوريين أوقات الرعب والأزمات".. كم أتمنى أن أشاركك كل الفيديوهات والصور والقصص التي ضحكت عليها.
ثم فرحت لسببين.. الأول كان أجمل خبر قد أبدأ به نهاري.. "عودة عمل بعض المخابز في الشمال وربطة الخبز ب ٥ شيكل" أعدت قراءة الخبر مراراً وتكراراً.. أحسست برغبة عارمة بالاحتفال. أما الثاني فلأني أدركت أني وحدي في البيت.. أحب الصباحات التي أبدؤها وحدي وبمزاجي. بينما أعد المتة كنت أفكر بكل الكوابيس التي عانيت منها خلال نومي المتقطع.. تقول جدتي أننا لا يجب أن نتحدث عن كوابيسنا لذلك لن أخبرك يا تمبلر بما رأيته.. كان عذاباً لا يدفع المرء ليستيقظ، وحين يستيقظ يظل يلاحقه.
المهم أني أنهيت محاضرة المناعة الثانية، استنتجت أمراً.. سأحاول إثباته في الأيام القادمة، حين أكتب المحاضرة بخط يدي وأنا أسمعها.. أحفظها بشكل أسرع.
المهم مجدداً.. لم تحدث أشياء كثيرة تستدعي الذكر. ولكن أخبرني بابا أن شجرة المشمش مريضة وثمارها الصغيرة الصغيرة تتساقط عنها. أنا فقدت ثقتي بأشجار المشمش.. يمُتّنَ سريعاً ولا جدوى من التعلّق بهن، لا يسبّبن إلا وجع القلب.
نمت من الثانية ظهراً حتى السادسة، استيقظت.. أكملت دراستي. تحدثت مع ماما عن الانطلاق للحياة. أترى يا تمبلر؟ صرت أنا من يحدثها عن الانطلاق للحياة.. ههه. أتعرف قالت لي ماما أنها بدأت تفهمني.. صارت تعرف ما الذي يغضبني، متى أفرح، متى أكون حزينة ومتى لا أرغب بالتحدث ومتى ولماذا أفضل الصمت. ضحكت.. بعد واحد وعشرين عاماً بدأت ماما تفهمني.. قالت لي أيضاً أنها معجبة بقدرتي على الصبر والتحمل، مقارنةً بالمواقف التي هي لا تستطيع فيها أن تصبر أو تضبط أعصابها.
حدّثت ماما عن صديقي الأرمني ومشروعه الفني، وحدّثتها عن سارة ورزان، وعن الحنّاء ورياض الصالح الحسين، وعن الشعر القصير والفساتين، وعن غزة وغسان أبو ستة.
أنا بخير يا تمبلر.. لست حزينة ولا سعيدة، الآن أشعر بأنني راضية عن كل شيء. أفتح النافذة قليلاً.. لأنني لا أملك شرفة، أقصد يعني كما لوركا: "إذا مُتُّ.. دَع الشرفة مفتوحة". أشعر بالامتنان.. هكذا يخرج من أعمق مكان في قلبي ويغلف القلب كله.
أتنفّس
كل شيء سيكون بخير، أليس كذلك؟
14 notes · View notes
kinghadeelxx · 1 month
Text
‏هل تعرف لماذا كنا آخر ما خلق الله؟ لأنه كان ملولًا -ربما سيريالي- خلق كل شيءٍ، ثم لم يعرف ما يفعل بعد ذلك، ففكر في دمج نفسه بكل ما خلق، أخذ صفةً واحدةً من كل شيءٍ وصفة واحدة منه، وألقى بكل ذلك في وعاءٍ خفيٍّ، فكان آدم.
‏الآن..
‏ماذا يفعل الموتى؟
‏-يتسكعون في ذاكرةٍ كاذبةٍ.. مثلنا تمامًا
‏كعجوز مصاب بألزهايمر، ندور حول أنفسنا باحثين عما هو نحن، كلما قبضنا على صفةٍ نقضتها نقيضتها، هكذا.. لا نصل إلى شيءٍ ما حيينا، هكذا نمارس ألوهيتنا في نفخ أنفسنا في التيه، يتجسد كائنًا، فنشد على يده ونمشي معًا إلى لا شيء، هكذا.. لا نصل إلى شيءٍ ما حيينا.
‏.
‏لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.. ولا... إلخ
‏مقطعون بين أطراف العالم كافة، وحدنا وكل الوجود مرآة، لو رأينا فيها صورتَنَا كسرتنا حقيقتُنا، ولو لم نفعل.. أَكَلَنَا غيابُها.
‏لا وُصِلنا، ولا قُطِعنا.. بينَ بين، وعلينا -لو كان علينا- أن نهادن كل ذلك، لنطمئن على صدر احتمالية واحدة.. "كل العالم نحن.. أو لا شيءَ أصلا"، وفي حالتيها ينتصر التيه واشتهاء الحقائق، الحقائق المعلقة على رؤوسنا، وخوفنا منها.
‏استيقظت برغبة في عمل فطائر السبانخ، ربما أنسى غياب البن والسجائر؛ ما يعني أن اليوم سيكون حياديا بعض الشيء، سأنسى الدخان بالسبانخ، وسأنسى القهوة بالشاي الأخضر، ولن أفكر في الانتحار. هكذا تتحول المشاكل الوجودية الكبيرة إلى مسائل فقهية طيبة.. "يا مولانا، هل يجوز تدخين السبانخ؟".
‏يومًا ما سأدخن عنكبوتًا، سأختار عنكبوتًا من الحديقة، ثم أقطعه -حيًّا- لأجزاء صغيرة، وأخلطه بالتبغ.
‏سأجلس على كذب الفرضية، إذ أني لا أستطيع تعذيب كائن بهذا الشكل -إلا البشر ربما- أدخن سيجارة فارغة، وأبكي لموت العنكبوت الافتراضي، وقسوتي.
‏الخيال عنكبوت ضخم، بألف ألف ذراع، هكذا نترك له أمر إتمام ما لا نقدر عليه.
‏لهذا أردت قتله، ولهذا.. بكيت موته ..تحت ظلام العالمِ، كيف تدلل وحدتك؟ الوحدةُ، وجهُ العالم المضيء، تحب الدخان والفودكا، وتربي المسوخ الساقطة من أوهامنا، والخوف.
‏كنت أحب حزني منذ أن كان مسخًا هائلا يسكن جانبَ الغرفة وكلَّ قلبي، الآن أفكر ما أفعل به إذ أنبت حبي على وجهه ابتسامةً طيبةً، فرفع أظافره عن قلبي، واكتفى بمجاورتي، نجلس معًا قبالة لوحة فارغة محدقين إليها لساعات، نحتسي القهوة وندخن.
‏هكذا.. يفقد الكائن صورتَه، أفكر في جواز تسميته بالحزن أصلا، أفكر ماذا أفعل بكل الدم والخراب الذي خبَّأته لأطعم م��خي الهائل! الآن.. لدي كو��ة من الهزائم والقسوة والتيه، كنت أربيها له، كنت أربيها لمسخي الذي قتلته، والآن لا أعرف ما أفعل بعده!
‏أنا، الكائن الذي فقد ما كانه، وكومة الجثث.. ربما نخلق -معًا- مسخًا جديدا، وسأسميه "فودكا" كقطتي
‏قضيت عمري في تجاهل الحزن لأشياء واضحةٍ، كانت لتمر ببساطة لو منحتها فرصة للصراخ، غير أني كنت أحب الحروب الخاسرة، ظننته انتصارًا إذ رأيت رؤوسها منكفئة على صدورها تجرجر الوقت خلفها في صمتٍ وترحل، واكتشفت هزيمتي حين اصطدمت بحائط لا نهائي من جثثها.
‏الآن.. كل الحزن الذي يصيبني غير مبرر، كأنّي فوتُّ الفرصة على نفسي لأجد سببًا واضحًا لأي شيء، وكأن كل الـ "لا شيء" يقتصّ الآن منِّي لكل ما ظننت انتصاري عليه.
‏كل الاشياء التي كان عليَّ أن أحزن لها ولم أفعل، كلها، تقف خلف حزنٍ غير مُبَرَّرٍ.. وترقص فرحًا.. وأنا لا أجد سببًا واحدًا لكل ذلك.
‏الحزن كجمالٍ لا يدركه أحد، كجمالٍ لا يحدّه شيء.
‏يأتي -بلا سببٍ- يجلس على طرف السرير، نتبادل زهدنا حتى فيما يجمعنا معًا، ونبتسم لعمرٍ ثقيلٍ يجلس على رؤوسنا، ثم يرحل.. أيضًا بلا سبب.
‏هكذا.. حتى أيقنتُ، أن علاقتي بالحزن، هي وحدها العلاقة التي تناسبني، كان يخلق لي أسبابًا -ولو كاذبة- حين كنت أبحث عن سبب لكل شيء، وتوقف -بلا سبب- حين استهلكت اشتهائي للأسباب واستبدلت به صمتًا أكبر.
‏لو لم يكن الحزن إلاهًا، لكان المساحة التي اشتهى فيها الله أن يكوننا.
‏- لو أنَّ الله جرَّبَ الوحدةَ.. لما خلقَ العالم على هذهِ الصورة
‏- كان الله وحيدًا، أصابه الملل.. فخلق العالم
‏- ربما لم يكن ليخلقهُ أصلا، أو ربما أيضًا لقلل من اشتهائنا لها
‏أُرِيحُ خمسًا و عشرين عامًا على الأرض، ثم أقول: "لو أن الزمن تغير قليلا، و جئت أنا قبل الله، لفعلتُ أشياء أخرى".
‏لو كنتُ مكان الله الآن، وكان عليّ أن أختار لي طريقةً مثاليةً لموتي، لجسَّدتُ اختياراتي المعلقةَ وإجاباتي الناقصةَ مسخًا هائلا، وشاهدته بحيادٍ تامٍ وهو يلتهمني طرفًا طرفًا.
‏يسقط كل شيءٍ وتبقى الوحدة والملل
‏يصرخُ عابرٌ "الله أكبر من لو"، ينعتني بالكافر، و يلقي من جيبه على وجعي بعض الكرهِ، كواجبه في الدفاع عن إرثه من اليقين، و يرحل قبل أن أخبره أن جهازي الهضمي لا يدرك الخرائط، أنا تائه تماما، و متخفف من ادِّعاء الحقيقةِ، حدَّ أني أعلق خيباتي على رأسي لتجف و أعيد ارتداءها بسعادةٍ تامةٍ، و ذاكرةٍ طفلة.
‏يا صديق.. قبل اليومِ، لم أكن أعرفُ أن الله هو الألم، وأنه -ذاتهُ- تسكينُه لذاتِه، وأنني يا صديقُ، أكرهُك -و وحدكَ تعرفُ ما أعني- وأكره الألمَ، وأحب الله رغمَهُ!
‏هل تستطيع أن تترك يدك هنا، وترحل؟ انا مسخ وحيد وقبيح، مسخٌ كبيرٌ ، ويجب على الجميع أن يكرهوني الآن، قبل أن يفيض قبحي عليهم وجهي قاسٍ كطريقتي في المشي، ورأسي خَرِبٌ حدّ أن الكلام يتكدس هناك ولا يستطيع الهرب. أرتدي الاحذية المزعجة لأنسى صمتي بصخبها.
‏عندما دخلت إلى مكتبي صباحًا وجدت جثة صرصور كبير، ينام على ظهره وسيقانه لأعلى. فكرة وجوده وحدها تصيب جسدي كله بصدمة كهربائية عنيفة، كلما لمحته، تخيلته يعود للحياة، يتضخم يملأ الغرفة كلها، يرتعش قلبي كأنه سينفجر. ولا أعرف ما أفعل.
‏ربما كان كائنًا طيبًا، أفكر في طريقة موته ربما تعاطفت معه ونسيت خوفي المرضيّ منه، كلما حاولت تصور ذلك تخيلته حيًّا وخفت أكثر.
‏إلى الداخل قليلا.. ثمة جثة أخرى، تصيبني بالخوف ذاته، رغم يقيني أن كليهما -الجثة داخلي وجثة الصرصور في المكتب- لا أكثر من وهمٍ ربيته أنا ولم أستطع التخلص منه. والحقيقة أني أكره الاعتراف بذلك.. فقط، أريد ذراعًا أزيح بها كل الجثث الملقاة في طريقي.. دون أن يراني أحد.
‏هل تستطيع أن تترك يدك هنا.. وترحل!
‏سنسقط في حرب لا نهائية بين:
‏"Ne me quitte pas" et "C'est toi qui me laisse là"
‏ثم لا ينتهي شيء..
‏لا أحد يرحل حقا
‏ولا أحد يبقى حقا
‏أنا أحب الغياب، أعني أني أريد الشيء في غيابه فقط، أريدك عندما لا تكون هنا، أريد أن أرسم عندما لا أستطيع أن أرسم، ربما أريد اشتهائي لفكرة الشيء لا الشيء ذاته، كأن قلبي في علاقة غريبة مع الغياب كغياب؛ حتى الآن لم أعرف كيف أتخلص من حبي لفكرة الشيء قبل جسده، أو قبل حقيقته.
‏يقول أحدهم "كلُّ الشجنِ -مجهول المصدر- غيابٌ" وأنا المعجون بالغياب لم أعد أرى مكاني منه؛ أعني.. لا أحب أن يرحل أحدٌ، غير أني أحب وحدتي، لذا لا أحب أن يأتي أحد؛ أفتحُ البابَ، أغلق البابَ، أفتح الحلمَ، أغلق الحلم.. إلخ.
‏. هكذا أربِّي وحدتي في علبةِ الألوان
‏أسكب الألوان في قلبي
‏أقذف قلبي لأعلى، أتهم الله في كسره، فلا أندم
‏لسنا وحدنا بما يكفي
‏لسنا معهم بما يكفي
‏ليسوا معنا بما يكفي
‏لكن هنا -في هذه المساحة غير الكافية لأي شيء-
‏يتجلى سكون العالم
‏وصخب كل ما سواه
‏وليس ثم "سواه"
‏لاكتمالِ التخلي.. أنا بحاجةٍ لإلقاء رأسي على كتف أحدهم، ثم أنساهما معا.. وأهرب.
‏غير أنه لا شيء ينتهي فعلا، لا أحد يرحل حقيقةً، ولا أحد يبقى حقيقة..
‏معلقة رؤوسنا برغبة في اكتمال أي شيء.. أي شيء،
‏ومشدودة أقدامنا لتوقع انتهائه.
‏أريد لهذا أن ينتهي الآن..
‏لا أريد لهذا أن ينتهي أبدًا.
‏كيف نشتهي الشيءَ وضدّه في آن؟
‏عالقون في المنتصف من كل شيء، لا اكتمل الطريق ولا انقطع، ثَمّ تتساوى الرغبة.. أن يكتمل الشيء، أو أن يموت تمامًا، الرغبة العالقة بدورها في المنتصف، بلا ترجيح لأيهما، فقط أن ينتهي المنتصف.
‏هنا تتجلى قسوة العالم وجماله، "خذ الشيء، ولن تحبه، سأمنعه عنك، ولن تحب غيره، لذا.. سنلعب هذه اللعبة، سأرفع الشيء أمام عينك، وحاول التقاطه" ثم يسكت.. ويكمل لنفسه "ولن تستطيع" ويختم قوله بابتسامة باردة. وكأطفال عنيدين سنقبل، غير مدركين.. أنا حبسنا أنفسنا في جحيمٍ أبديٍّ ولن نستطيع الهرب.
‏عندما خلقنا الله وضع في كف كل منا كل احتمالاته الممكنة وأكمل خلق النتائج لكل احتمال على حدا ثم ألقى الألوهة عن كتفه، ونام
‏نحن وحدنا مفرطون في الحيرةِ والخوف من طرقٍ سلكناها كلها فبل خلقها، وخلقنا نحن وحدنا بصوتٍ مقطوعٍ وأحبال ذائبة
‏العالم فرصةٌ واحدة نجهلها تماما، نختارها بقلبٍ مرتجف، أو نضيعها ونتناسى تهيُّبنا السقوطَ في وجهها الواحد
‏النهايات كالعدم..أسطوريةٌ وحالمة.
‏العاللم بخيل يا صديق، ربماعلينا ان نسكب ظلالنا كاملة على وجه الله ليمس حقيقة المأساة التي خلق، ويكف عن بخله – او حكمته ربما- قليلا.
‏هل كان العالم طيبا بما يكفي أن يمنحني حياةً إضافية، وهل كنت قاسيا وغبيا حدّ قطع يده وتدميرها!؟
‏كان.. وكنتُ
‏- نحنُ ما تبقى من رغبتنا في الوقوف على الحياد من العالم
‏أفرطنا في كل شيءٍ لم نكن بحاجةٍ له
‏والآن امتلأنا بالفراغ
‏الفراغ الثقيل
‏وجثث الرغبات المؤجلة
‏مثقلون بالموت واللامبالاةِ نربي فراغنا
‏بينما تجلس الحياة عند قدمي الله
‏يمسح الله على رأسها
‏ويتقاسمان خسارتنا
‏- كنتُ أودّ أن أحزن الآن،
‏غير أني لا أشعر بشيء،
‏أنا ميت تماما،
‏ميت وقلق،
‏والأشياء المشروطة تصيبني بالهلع.
‏خُلِقتُ بمستعمرة ضفادع محبوسة في قلبي، هكذا أعْرفُ وأعرِّفُ القلقَ والعزلة، هكذا لا يحتمل الآخرون صخبا لا يرونه حقيقيا؛ صدقت يوما أننا تخطيطٌ ناقصٌ للوحةٍ مهملة، لمشروع لوحةٍ مهملة، لفكرة مشروع لوحةٍ مهملة، ألقاها الله في وجه ملائكته، حين حذروه منها.
‏نحنُ مستعمرةُ ضفادع محبوسة في قلب الله
‏العالم مستعمرة ضفادع محبوسة في قلوبنا.
‏للمطلق .. عليك أن توقف كل ذلك الان.. قبل انفجار لا يليق بحكمتك، هبني مساحة اوسع لافرد لحضورك اكثر مما يحتل وجعي و خذ فائض روحي اليك.
0 notes
aaaalsafar · 1 month
Text
Tumblr media
قصة روووووعة ستبكى من جمالها 👇
ذهبت إلى المسجد ذات يومٍ لأصلي العصر ، صليت خلف الإمام وعندما إنتهت الصلاة ذهبتُ إلى رُكنٍ في المسجد لأردد أذكار المساء ..
وضعت هاتفي أمامي وأخذت أقرأ منه،،
وقعت عيني على طفلٍ في عُمر العشر سنوات، يدخل من باب المسجد ويلتفت يمينًا ويسارًا
ثم جاء إليّ وقال بصوت يرتعد ..
هل جاء الشيخ
- أي شيخ
= الشيخ الذي يُحفظ الأطفال
لم أكن أعلم أن هناك مُعلم هنا ، فهمست له وأنا أبتسم لأنتزع الخوف الذي يسكن وجهه :
لا لم يأتي بعد .. إجلس بجانبي
جلس الطفل، وفتح مُصحفهُ وأخذ يُقلب في صفحاته ، فـ همّمتُ لأقول له في أي سورة تحفظ يافتى
فقطع ذلك صوته الذي كان يرتعد من الخوف وهو يقول
يا عمي ، هل لك أن تُقرأني مرة أو أكثر حتىٰ أحفظ السورة جيدًا ، فـ والدي يئس من قله تركيزي وضعف حيلتي.. ودائمًا يشتكي من ذلك حتى أصبحت أستحي أن أطلب منه أن يُحفظّني القُرآن
وعندما أذهب إلى شيخي واخطئ في التلاوة يغضب مني..وأنا لا أُجيد القراءة جيدًا فبعض الكلمات تشُق عليّ
إبتسمت للطفل وأخذت منه المصحف وهمست له
إقترب يا حبيب عمك .. وبدأت أُرتل وهو يرتل خلفي
وبعد ربع ساعة طلبت منهُ أن يُسَمِع ذلك بمفرده فلم يستطع ، تذكرت شيخي عندما قال لي ذات يومٍ
إذا وجدت صعوبة في الحفظ فـ إفهم الآيات أولًا ثم حاول الحفظ ثانية.. فـ حفظ الآيات بمثابة قفلٍ لباب ضخم يفصل بينك وبين الجنة
حاول فتح هذا القفل بأي مفتاح على قدر إستطاعتك.. وسيُفتح الباب
نظرت إلى الطفل ثانية وهو يضغط على إصبعهِ من الخجل فـ تبسمت وهمست له :
دعك من الحفظ يا فتى .. هل تعرف ماذا تعني هذه الآيات وماذا يقصد بها الله !
أخذتُ أشرح للفتى الآيات حتى انتهيت من الشرح
ورددت السورة مرتين وهو يردد خلفي
ثم طلبت منه أن يقولها بمفردهِ .. فقال بعض الآيات وعندما يشق عليه قول آية أو لا يتذكرها
يبتسم ويقول لي : هل أخبرك بقصتها؟
وبعد عدة محاولات حفظ الطفل السورة ، حفظها ك حفظه لسورة الإخلاص
جاء الشيخ وجاءت الأطفال فـ استأذن الطفل مني ليذهب إليه ، فـ قولت له يا فتى هل أخبرك بشيء تضعه نصب عينيك!؟
إبتسم وقال لي أجل ..
مسكت يّد الطفل وقبلتها ثم قُلت
سيأتي يومًا يُقال لك : يافلان هلُمَ ..
فـ تذهب ، فـ تسمع ضجيج حفظه القرآن ..
ويُطلب منك أن تُرتل ، والله وملائكتهُ سيستمعون إليك
ألا تشتاق لترتل أمام الله ويقول لك رتل سورة كذا
ثم ربت على كتفه وهمست له بعبارات وددتُ لو قالها أحد لي منذُ الصغر .
-‏ أنت الآن تُعدُ وتُجهز لتُرتل أمام الله فلا تمل ولا تكل ولا تيأس ولا تشتكي من ضعف حيلتك
فكل عالم تاركًا للقرآن جاهل..
ستكبر وتكون حاملًا لكتاب الله وستكون مميزًا في الدنيا عندما تكون إمامًا بالناس .. يرتعد صوتك خشوعًا أثناء تلاوتك
وستجد نفسك في الآخرة مميزًا ومُكرمًا أمام السفرة الكرام البررة السفرة
ليكرمنّ الله أهل القرآن ، فـ القرآن كلامه ، و ما أحب الله أحدًا كحبه لأهل القرآن..
وواللهِ لن يُعذّب الله بالنار لسانًا تلا القرآن ، ولا قلبًا وعاه، ولا أذنًا سَمِعته، ولا عينًا نظرت إلى آياته
هنيئًا لك زهرة شبابك التي نشأت في ظل آيات الله.
وقبّلت رأسه ثم قولت له :ط
الآن إذهب إلى شيخك ورتل وكأنك تُرتل في ظل عرش الرحمٰن والله يستمع إليك .. أنا أثق أنك تستطيع
- ذهب الطفلُ إلى شيخه ، وكنت آراه كل يومٍ وأُحَفِظّه في المسجد حتى يأتي شيخه ، وبعد شهرين ودعتهُ
لإنني إنتقلت إلى سكنٍ أخر ، ولم أره منذ هذا اليوم وعلمتُ بعدها أن شيخه أيضًا إنتقل ليُحفظ في مسجدٍ أخر
- ‏وبعد سبع سنواتٍ خرجت من عملي وركبت السيارة فوقف السائق أمام مسجد لنُصلي المغرب
دخلت المسجد وذهبت لأصلي حتىٰ رأيت شابًا وجههُ ك قطعة من القمر يُردد
( سَوُّوا صُفُوفَكُمْ, فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ)
كانت ملامح الشاب ملامحٌ أعرفها جيدًا لكنني لا أتذكر أين رأيته.. كان صوته ك صوت الكروان ،صوتُ يتنفس في صدر يعقوب ليعطيه الأمل ، ويبثُ البشرىٰ في قلب أم موسى بعودة طفلها .. صوتٌ يبُشر زكريا بيحيى
لو كنا خارج الصلاة لطلبتُ منه أن يكثر في التلاوة لأسمعه فتلاوتهِ كانت بمثابة الدواء إلى قلبي .. ف اكتفيت أن أذكر إسمه في سجودي وقولت اللهم زدهُ
انتهت الصلاة وجلست لأردد أذكار ما بعد الصلاة حتى رأيت الشاب يجلس أمامي ويُقبّل رأسي ويقول
سأشهد لك يوم القي��مة أمام الله أنك كُنت سبب ما أنا عليه الآن
فـ همتتُ لأقول له من أنت يا فتىٰ!؟
فقطع ذلك صوته الذي كان يبتسم من شدة الفرحة وهو يقول
يا عمي ، هل لك أن تُقرأني مرة أو أكثر حتىٰ أحفظ السورة جيدًا ، فـ والدي يئس من قلة تركيزي وضعف حيلتي
وابتسم وعيناه تذرف الدمع ، ثم قال هل تذكرتني الآن ! ثم قام وأحتضنني .. وقال:
لقد ختمت القُرآن وأخذتُ الإجازة والآن أصبحت أنا المُحفظ ..
هنيئًا لك يا عمي تاج الكرامة ، عاملتني بحبٍ وإحتضنت قلبي بلطف قلبك ،وجعلت القُرآن أحب الأشياء إلي دون أن تشعر بذلك ، كنت آتي إليك ضعيفًا فترمم ضعف حيلتي ..
فهنيئًا لك الجنان بأجر ما حفظت وأجر من أُحفظ ياعمي ..
شكرًا لأنك وثقت بي عندما أقر الجميع أنني لا أستطيع "))
وقبّل الشاب رأسي وذهب إلى الأطفال ليُحفّظهم "))
(- اذا اكملت القراءة صلى على النبي محمد ﷺ-) واعمل متابعة حبيب رسول الله
0 notes
thisisnumber1 · 2 months
Text
إن بؤس هذه الأيام، لشبيهٌ ببؤس ميداس، الملك ميداس، إذ كان رجلاً شبقاً، زيراً لا يعفّ، فاجراً لا يتوب، ولكنه لم يكن شبقاً بطمثِ الأرحام، وغرس البذور في الحسان، بل كانَ شاذاً.
حبّه وصبابتهُ منصبة في الذهب، هذا المعدنُ فاقعُ الإصفرار، إن ملمسمهُ لأرقُّ من خدودِ العذارى، وإن رائحتهُ لأزكى من معاطفٍ خضبها المسكُ والعنبر، سموهُ ميداس ناكح الذهب، فعيونهُ لا تهوى إلا الأساور الذهبية، وقلبهُ لا يتحرك إلا عند القلائد ثقيلةِ الذهب.
Tumblr media
بينما ميداس يسبح بنظره في الآفاق، باكياً من الألوان التي لا يحبها، حزيناً من افتقاره للذهب، وافتقار العالم لاصفراره، فإذا أحب شيئاً، فهي الشمسُ وخيوطها الصفراء، وإذا كره شيئاً فكل شيءٍ لا يلمعُ ذهباً، جاءهُ الإله ديونيسوس، سائلاً عن الحزنِ الذي أكل في وجه ميداس وشرب، وأخبره أنه سيمنحهُ أمنيةً واحدة، ربما تكونُ كفيلةً بنزع الهالات السوداء عن عيون ميداس، وكسر الأصفاد التي تمنعهُ عن الإبتسامة والفرح.
قال ديونيسوس : ميداس، إن لك أمنيةً أنتَ آخذها، فاطلبْ تنل، جميلةً أبعثها من لجج البحر، أو جيشاً يهزّ الأرض والجبال، أو قصراً أصلهُ في نواة الأرض، ورؤوسه في السماء، أطلبني أجيبك.
Tumblr media
بكى ميداس، وقال وكأنه لم يفكر مطلقاً، أريد أن أغير هذا العالم
قال ديونيسوس : تريد إنهاء الحروب
قال ميداس : اللعنة لتحترق الأرض
: إذاً تريد أن أجعل الأرض جناةٍ وآنهار
: اللعنة لتحترق الإرض
: اذاً ماذا تريد
: أن لا ألمس إلا ذهبا، ولا أتنفس إلا ذهباً، حتى قلبي أريده ذهباً !
ضحك ديونيسوس، وقال: إن لك واحدةً يا ميداس، وأْنسْ سأجلع يدك لا تلمس إلا ذهباً، ولكن لا تأتني نادماً، وما تجسد للحظات اختفى كفقاقيعٍ في الجو، استيقض ميداس من نومه، وبدأ يلمس ما حوله، فلا يجدُ شيئاً تغير، علم حينها أنه كان يحلم.
حتى إذا دخلت الشمسُ من النوافذ، بدا له كل شيء، كل شيءٍ لمسهُ كان قد أصبحَ ذهب
Tumblr media
خرج كالمجنون، فرحاً، سعيداً، يرقصُ متناسياً كل شيء، وبدأ يلمسُ ويلمسُ ويلمسُ، حتى إذا جاء خادمه يناوله الخمر، لعنه ميداس، وقال : كن ذهباً، فتحول العبد إلى ذهب، وكان ميداس لا يصدق عينيه
طلب ميداس مأدبةً: إن السعادة تحتاج إلى معدةٍ مملوأة قال ميداس: وبينما هو متجهٌ إلى المائدة، اكفهرّ وجهه، وانقبضت بطنه، وشعر بغضبٍ كادتْ عيونهُ أن تخرج من آماكنها بسببه.
لقد رأى حديقة منزله، وزهورها الحمراء والبنفسجية، وأشجارها الظليلة، وحشائشها التي تعلوا الصخور، ونهرها الجاري، والنافورة التي كم أحبتها ابنته ماري.
اللعنة اللعنة ! دخل إلى الحديقة وكأنهُ صاعقةٌ من السماء، وجعل يلمس كل شيءٍ فيها، لتتحول الزهور إلى معادن ذهبية، والأشجار، والحجارة، والنفاورة، كلّ شيءٍ صار من الذهب.
تنفس الصعداء وعاد إلى وليمته، عندها جاءتهُ ابنته والدموعُ تغسلُ وجنتيها الوردية، كانت كالجرو الأبكم، تتنهدُ وتموؤ ! قالت له : إن حديقتنا ميتة، لقد اصفرت، وتحولت إلى معدن لا يتكلم
إن شجرة السنديان التي كبرتُ تحت ظلالها لم تعد تجيبني، والإزهار كلها انتصبت بلون الموت، يا أبي هل اللون الأصفر هو الموت، ولماذا ماتت حديقتنا
Tumblr media
لم يصدق ميداس ما يسمع، وحزنَ كثيراً، ولكنه عاد ليتناول كوباً من النبيذ، فما إن رفع الكأس، حتى تحول إلى الذهب، ابتسم، ولكن ابتسامته سرعان ما انتزعت منه بعدما أدرك أن مشروبه أصبحَ ذهباً جامد
وكالكلب المسعور، بدأ يتخطف الأكل بيديه، ولكن لا جدوى، فطعامه الساخن، ومشروباته الباردة، وفواكه الموسم كل ذلك صار ذهباً أصفر جامد، يحسنُ للزينة فقط
قامَ من كرسيه يصرخ، مالذي يحدث كيف لي أن أطعم الطعام، أو اشرب الشرب، وهاتين اليدين عاجزتين عن ذلك، صاح بخادمته أن تطعمه، وما إن اقتربت منه حتى تحولت إلى نصبٍ من الذهب، خاف بقية الخدم وهربو
بدأ يتقلبُ ميداس على الأرض كالذي يصطلي بناره، أو كالجمل الذي يتعفر بالتراب : اللعنة اللعنة اللعنة،يصرخُ ميداس
حتى سمعَ صوتاً يقول له : أنا سأطعمك يا أبي، ولكنه يصرخُ عليها أن ترحل، ويقوم بدفعها، لترجم بعيداً، وقد أصبحت فتاة من الذهب
Tumblr media
الدموع كفيلةٌ أن تعيد إلى كوكبٍ مياهه، والبؤس لو تقاسمهُ جيشٌ من العماليقِ ما أطاقوه، سقط ميداس على ركبتيه، خائراً، ضعيفاً، مستسلماً
ديونيسوس يمشي بالقرب من ميداس، ميداس يقبل قدميه، يطلبُ منه إعادة ابنته، إنه يحبها أكثر من أي شيءٍ آخر، قال ديونيسوس : تحبها أكثر من الذهب، قال ميداس نعم، نعم، أقسم بكل الآلهات بذلك
قال ديونيسوس، إذاً اذهب إلى نهر باكتولوس، واقفز فيه، وسوف تعود كما كنت، واغسل أهلك منه، وسوف يعودون كما كانوا
Tumblr media
ذهب ميداس، حاملاً ابنته بيديه، ثم ألقاها في النهر، لتعود كما كانت، ثم دخل بنفسه ليتخلص من اللعنة، وما إن أصبح كامل جسدهِ في النهر، ليبدأ النهر بالتحول إلى الذهب، يفزعُ ميداس، يصرخُ في قلب النهر، ولكن كان قد فات الاوان
عندها تحولت زرقة النهر الى صفرةٍ ذهبية وكأنه موعد الغروب، وانطفأت فقاعات الماء، ومات ميداس في نهرٍ من الذهب.
Tumblr media
1 note · View note
pureanxiety96 · 10 months
Text
حديث مع النفس لا بد وأنه الهلع، الخوف من الاعتراف بالخسارة والألم، والالم ذاته متكدسا، خيرا تعمل شرا تلقى، أليست معادلة بائسة، لم أكن أظن أني سأكون ضحيتها بشكل علني كهكذا، بشكل بائس، قلة أدب وقلة حياء وقلة مروءة، قرف قرف قرف، ضغوطات، نعم أكره أن أخسر، أقاوم خسارتي حتى اللحظة الأخيرة، أغرق بها لكن ليس تماما، ستصل إلى ذقني، لكن أكره ان تبتلعني، هذه  هي المرة الأولى التي أغضب بشدة، ربما لأنها مبلغ مالي محتررم بالنسبة لوضعي البائس الحالي وبالنسبة لكل ما قدمته، الحق علي أجل، لاني لم اتهرب عندما سمحت الفرصة، ولكن ماذا عن البقية التي يظهرون وضاعة لا حد لها او وصف في لحظات، أكاد لا أصدق حجم الحشرات التي احاط بها، حجم القاذورات التي احطت بها ولم انتبه، شيء لا يعقل، شيء لا يعقل كل هذا، زرعت وردا وحصدت شوكا، هل انا القذارة؟ لتكون حياتي أشبه بكرة طين تتدحرج في المنحدر القذر و تجذب كل قاذورة ملاصقة لها، طيب الخسارة حصلت وحصلت، منذ اللحظة الأولى حصلت، هذا ما لا يمكن تجنّبه، أما عن رد الاعتبار الذي قد أتخيل نفسي أقوم به، فهو مجرّد أفكار مرهقة بلا طائل، خيالات معذبة، دائما اكون على طبيعتي لكنه فقط عالم غي متحضر، يطلب مني أن انافق، وهو ما لا استطيع القيام به أبدا، 
لنتخيل المشهد التالي: صح أنا أكره البحر والماء، وأنا اقتربت من هذه الممنوعات علي، اغرتني المياه في لحظة لأستسلم لها، أو لنقل خرجت منها كائنات غريبة ساحرة، تشبه النوارس والفراشات الكاذبة، لن أقول حوريّات، لأن الحوريات عاهرات، لا تغريني العاهرات، أعني العاهرات في قلوبهن وعقلهن، المومسات، لا، سأكتفي بقول فراشات وكائنات لطيفة، جذبتني، أخبرتني عن أحب الأشياء إلى قلبي، قالت مجرد خطوات ونصل إلى قصائد وشعر لا يقاوم، سيأكلني ويطوح بي الأرجاء، ينقلني إلى عوالم ما قبل أن يخلق الله هذه الأرض التعيسة ويخلقنا، حيث الملائكة والشياطين والجن تلعب ألعابها بانتظام وتتباهى بقدراتها، قبيل أن تزدري الله وتقول له لماذا تخلق كائنات من قرف، إلى قبيل كل هذا، قالت لي الكائنات سنكتشف الشعر الذي كتبته الآلهات الصغيرة، وفعلا أغوتني، رغم أن العقل يقول أن الانسان والشعر خُلقا معا، وحتى الآلهات الأخرى تخلّقت بخلق الانسان وجاءت، حصل الاغواء البائس حصل، طمعت بسعادة أو نشوة ليست موجودة إلا في مخيلتي السقيمة، وزلت قدمي لأني لا أجيد المشي على الأماكن الرطبة وحواف البحيرات، وبعيد محاولات وكذب على نفسي بأني أطير في الهواء، ولا أغرق بالماء، نزلت إلى أسفل القاع، من الأسلم أن أستقبل موتي الجديد، مموتي هذا، أنا الآن أرقد، أعرف أن جسدي مشلول، تهزأ بي الكائنات التي تحوّلت غلى شياطيين، علي أن أستمع لصوتها المقززز وأرى نظراتها الشزرة والقذرة حتى النهاية، سأقول أن الشي الوحيد الذي قدرت على الشعور به وتحريكه، هو الطعم الذي ابتلعته، في القاع احرك يدي، في قاع الخسرات، فأخرج من فمي طعما، يشبه دودا متكدس، نعم الدود دخل إلى فمي، أنا من أدخلته إلى جوفي، أعترف، أعترف، أعترف، وكل شيء يحصل ويحصل، المقاومة هي بؤس، لأن الحركة في الماء مزعجة وثقيلة، ستنتبه إلينا الكائنات المتطفلة لو تحركت، وقد أستجدي من أكثر الكائنات مقتا مساعدة وأندم، لكنني مع ذلك ولا بد أن اعترف، أشعر بأيدي الاخطبوط تحاول النيل مني، هي ليست أيدي الأخطبوط، هي حبال التفت حولي، عقدة بروسيك التي تزداد مقاومة وتشتد أكثر كلما زادة حدة الموقف، حسنا أنا خسرت، خسارتي لم تكلفني حتى الآن عضوا من جسدي، بالكاد تكلفني قلبي ، كلفتني وقتا وأعصابا، لكن فليكن، لم أخسر خسارة جوتنهام في محمكة الطابعة، أو خسارة المعتزلة، لم أتكلف حياتي، اما الكائنات المقيتة التي ظننت أن ثمة فائدة ترجى منها، فهي حقّا هامشية منذ البدء بالنسبة لي، هامشية وتكاد تتحول لتكون مادة وجمادات حمقاء بلا طائل، من يهتم بهؤلاء الحمقى، من يهتم بالكلاب الضالة التي تتظاهر بمعرفة الطريق أمامي لما تراني اقاوم تيهي، كائنات لا أمل يرجى منها، خسرت خسرت خسرت، لكن هذه المرة خسرة، المقاومة مهزلة، لنعترف بذلك، مهزلة تامة وبلا طائل، معلش، لا قسوة علي، لا أقسون علي أكثر، سأنهض، وأنهض، حيتان صغيرة جميلة أعرف أين تكون تنتظرني، حيتان تحملني على ظهرها ولا تدع الماء يمسّني، سأركّز ذهني عليها، أنا الآن كالتايتنك، عرضة للنهب، عرضة للسلب، لكن نزولي  أكثر إلى أسفل سينقذني أكثر، حيث ستزداد حدة الانطلاق، الانتقال من الضغط الاسفل إلى الأعلى، فيزياء وكيكياء، خاصية إسموزية وقوة شد وجذب، على الأقل ما أزال أنا، لم أخسر ذاتي بيني وبيني، متأخرًا أفضل من لا شيء، حسنا سأغلق عيناي، فليغطني الطين كما يشاء، ستكون الظلمة أسلم من المشاهد البائسة والمقيتة التي أجبر ذاتي عليها، لكني لن أغلق أذناي عن صوت الحيتان القادم من بعيد، صوت الحيتان تتراقص وتنده لي بالقدوم، تقول أن أستعين بكل إيمان مهما كان مشوهّا ليساعدني على الوقوف، لكن أكون الراقد الطيني لمدة طويلة، لكن سانهض حتى لو حاولت مناداة أي كائن مشوه، سأشتمه وأدير صفحة وجهي، هكذا أسلم، جسدي قفص الان والمفتاح في عقلي، لما يحين الوقت سآخذ المفتاح وأفتح به بوابات روحي على النور الكامن فيما بين يداي، النور الكامن داخلي، خسرت أجل خسرت، لكن ماذا تكون الخسارات مقارنة ببعضها.
1 note · View note
jawad-hd · 1 year
Photo
Tumblr media
الأسباب الحقيقية وراء الصراع بين  ام كلثوم وعبد الحليم حافظ مقال منشور في القبس الكويتيه ٢٥ سبتمبر ٢٠٠٦الكاتب---عنتر السيدعلى رغم مرور 30 سنة على رحيل عبدالحليم حافظ، فإن حليم يكاد يكون افضل تجسيد لمقولة الغائب الحاضر، تماما مثل العظماء الذين خلدهم التاريخ في كل مجالات الحياة والتقدم الانسانيلكن ماذا عن النساء في حياة عبدالحليم حافظ؟قد لا يتخيل البعض الآن ان عبد الحليم حافظ كان لا يسمع أغنيات ام كلثوم على مدى 15 عاما بسبب الخلافات التي كانت بينهما والغيرة الفنية أيضا، ولم يعاود الاستماع اليها الا عندما بدأ موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب يلحن لها.. لا لكي يسمع صوتها ولكن لكي يسمع ألحان عبد الوهاب. وفي الوقت الذي كان فيه حليم لا يسمع لأم كلثوم كان يسمع لكل مطربي تلك الفترة مثل شادية وفايزة احمد وفريد الأطرش وعبد المطلب والعزبي وعبد الغني السيد.وما يؤكد هذا الكلام انه عندما سئل حليم عن أحب المطربين إليه والأغاني التي يفضلها لهم قال: أحب الاستماع الى عبد الوهاب وخاصة في أغنية 'النهر الخالد'.وعندما تحدث عن المطربات قال: أحب أن اسمع فايزة احمد في أغنية 'ياما قلبي قالي لا'، ونجاة الصغيرة في 'لا تكذبي'، وصباح في أي موال واسمع فيروز في 'زوروني كل سنة مرة'، ووردة في 'كلنا جميلة'. ولم يذكر ام كلثوم أو أي أغنية لها، وهذا يدل على الغيرة والخصام اللذين كانا بينهما لفترة طويلة.لماذا غنى لأم كلثوم؟رغم ان الحالة التي كانت تجمع بين حليم وأم كلثوم هي حالة صراع فني بين اكبر قطبين ��لغناء الشرقي الأصيل في عصرهما، إلا أن عبد الحليم غنى بصوته أغنية لكوكب الشرق.والقصة انه ذهب مرة مع محمد عبد الوهاب ووفد فني مصري إلى المغرب للغناء في عيد جلوس الملك الحسن الثاني، فطلب الملك من عبد الوهاب أن يغني بصوته أغنية 'ودارت الأيام'. فكان رد عبد الوهاب بدبلوماسيته الشديدة ان هذا الطلب ليس رغبة فحسب بل هو أمر ملكي.وعاد عبد الوهاب الى غرفته بالفندق، وامسك بعوده واخذ يغني أغنية 'ودارت الأيام' عدة مرات للتدريب عليها قبل غنائها في الحفل الذي كان مقررا أن يعود فيه إلى الغناء بعد غياب سنوات طويلة عن الغناء في الحفلات.وجلس الى جواره عبد الحليم يستمع اليه. وتلعثم عبد الوهاب أكثر من مرة في مقطع 'اهرب من قلبي أروح على فين.. ليالينا الحلوة في كل مكان' وظل يغنيها 'احنا ليالينا في كل مكان'. وعندما فطن حليم الى ذلك استأذن وعاد الى غرفته كي يتذكر كلمات الأغنية ويعطيها الى عبد الوهاب في اليوم التالي.. الا ان عبد الوهاب فوجئ بان حليم قدم له شريطا مسجلا عليه الأغنية كاملة وبصوته غناء وليس كلاما.. وبعد أن استمع عبد الوهاب الى الشريط تذكر الكلمات وحدد موعد البروفة، وبعد ثلاثة أيام غنى الأغنية في الحفل الذي أقيم في قصر الصخيرات.وبالطبع سجل الحفل الذي غنى فيه عبد الوهاب الأغنية ولم يخرج هذا التسجيل من القصر.. أما بالنسبة للشريط الذي سجله حليم بصوته فجرى تسريبه عن طريق بعض أفراد الفرقة الماسية، ومن هنا تسلل الشريط الى العديد من الاذاعات المختلفة. وبالطبع استمعت اليه ام كلثوم بعدما نقل اليها الخبر على رغم الخلاف الذي كان بينهما في ذلك الوقت.ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد هذا التمهيد القصير: هل كان عبد الحليم يغار من أم كلثوم ونجاحاتها وسطوتها ونفوذها داخل الأروقة السياسية؟ وهل كان يريد اقتسام كعكة السلطة معها أيام عبد الناصر تحديدا؟روى مصطفى أمين مرة ان عبد الحليم حاول في وقت من الأوقات أن يساوي رأسه برأس ام كلثوم، لكن مصطفى أمين أعاده الى الصواب وقال له يومها: 'أم كلثوم هرم شامخ وأنت فنان عظيم، ولكن هذا لا يسمح لك أن تطاولها القامة'. ويومها انخرط عبد الحليم في البكاء واعتذر عن لهجته الساخنة لمصطفى أمين الذي كان في ذلك الوقت قريبا جدا من ام كلثوم، ويكاد يكون الوحيد الذي يملك كل الانفرادات الصحفية عنها آنذاك. ومع ذلك كان حليم يتتبع أي لحن جديد تستعد له ام كلثوم، ويسعى بذكاء الى معرفة من هو الملحن وماهو الخط العريض للحن وماهي مقاماته.لكن غيرة حليم اشتدت الى أقصى درجة عندما خطفت منه ام كلثوم ملحنه الخاص في تلك الفترة وهو الموسيقار بليغ حمدي. وعندما لحن لها عبد الوهاب أغنيتها الشهيرة 'أنت عمري' قال حليم مقولته الشهيرة: لو ان عبد الوهاب تزوج ام كلثوم ما كانا خلفا ولدا أو بنتا أحلى وأجمل من 'أنت عمري'. وكانت تصريحات حليم تلك لنفر قليل من أصدقائه وخشي أن يتسرب ذلك الى الرأي العام لأن ام كلثوم قد لا تقدر القفشة أو الافيه الذي أطلقه وتعتبر ذلك على سبيل الاستخفاف.وما يؤكد اهتمام حليم بما تغنيه ام كلثوم الى أقصى درجة، هو انه عندما سمع من المقربين منه ان أغنية ام كلثوم الجديدة ستكون من قصيدة للشاعر التونسي الكبير أبو القاسم الشابي، نزل بنفسه ومعه آخرون لجمع كل دواوين أبو القاسم الشابي المنتشرة في المكتبات المصرية.. لا لكي يمنع وصولها الى ام كلثوم، لكن لكي يعرف ماذا تريد أن تغني. ولأنه كان يقلق جدا اذا سبقه احد في غناء أي جديد، ولذلك كان بمثابة المرصد للحركة الفنية المصرية والعربية.لكن كيف بدأت المواجهة الحقيقية بين حليم وأم كلثوم؟بدأت عندما تجرأ عبد الحليم وقال رأيه في احدى أغنيات كوكب الشرق، وقال تحديدا ان هذه الأغنية ليست من مستواها. وغضبت ام كلثوم واتصلت وهي ثائرة بعبد الوهاب وقالت له: 'اسمع يا محمد هو تلميذك اللي اسمه عبد الحليم فاكر نفسه ايه.. بقى أستاذ ولا ايه.. طب حيعمل أستاذ علينا أحنا كمان.. أنا زعلانة جدا واعرف كيف اعلمه الأدب والتربية لأنه يبدو انه يجب أن يفيق من غيبوبته وغروره ولابد أن يعرف مكانته أين هي بالضبط وقبل ما يتعدى حدوده'.واستوقفها عبد الوهاب قائلا: 'هل يمكن أن اعرف ماذا فعل بالضبط، وما السبب الذي يثير غضبك وثورتك الى هذه الدرجة'؟وردت ام كلثوم: 'أنا لن أقول لك شيئا.. لكن تستطيع أن تتحدث معه وتسمع منه ماذا قال عني بالضبط. ولكني لا أريدك أن تغضب مني اذا أوقفته عند حده وقرصت عليه بعض الشيء حتى يفيق'.ورد عبد الوهاب 'اذا كانت الحكاية هكذا يبقى اقرصي على قد ما تقدري ما عاش اللي يقول عنك كلام يا ست الكل'.واتصل عبد الوهاب بعبد الحليم على الفور وطلب منه أن يأتيه على وجه السرعة الى المكتب. وأتى حليم وسأله عبد الوهاب: 'ماذا قلت عن ام كلثوم لقد حدثتني وهي غاضبة وثائرة منك جدا'؟فرد حليم بخبث: 'هو أنا اقدر أقول أي كلام عن ام كلثوم.. هو هذا معقول'؟وبذكاء عبد الوهاب ودبلوماسيته سأل حليم مرة أخرى: 'يمكن تكون قلت حاجة كده ولا كده من دون قصد، مما أغضبها منك الى هذه الدرجة'.واعترف عبد الحليم قائلا: 'أنا لم اقل أي شيء عن ام كلثوم شخصيا..انما قلت رأيي في أغنيتها الجديدة'.فزع عبد الوهاب وثار في وجه حليم: 'رأيك.. وماذا قلت يا شاطر في رأيك'؟سألني احد الصحافيين عن رأيي في أغنيتها الجديدة وقلت له انها ليست على مستوى أغنيات ام كلثوم السابقة.وكأنه سقط في يد عبد الوهاب: 'يا نهار اسود.. أنت اتجننت يا حليم'؟!وأردف حليم: 'طب وايه يعني يا أستاذ عبد الوهاب ماهي دي الحقيقة وليس هذا هو رأيي أنا بمفردي والناس كلهم أحسوا ان ام كلثوم تسرعت في هذا اللحن وأنها كان لابد من التغيير والتجديد لتقدم شيئا جديدا'.رد عبد الوهاب: 'قلت كل ده ومش عايزها تزعل'.'تزعل ليه بس.. وهي انسانة على القمة وكلمتي دي أو كلمة غيري لن تؤثر عليها'.'يبدو انك لا تعرف ام كلثوم جيدا.. انها تغضب من أي نقد.. اسمع يا حليم.. اتصل بها فورا واعتذر لها عما بدر منك وبعد ذلك افعل أي شيء تصلح به ما أفسدته'.وأجاب حليم: 'ماذا افعل يعني'؟عبد الوهاب: 'كذب الكلام المنشور وأرسل خطابا للجريدة التي نشرت كلامك وقل لهم انك لم تقل هذا الكلام'.حليم: 'لكن أنا قلته'.عبد الوهاب: 'يعني كنت مضيت عليه'؟حليم: 'لا لم امض عليه لكني قلته فعلا'.عبد الوهاب: 'بقولك ام كلثوم غاضبة جدا'.حليم: 'ايوه لكن أنا لا أستطيع أن اكذب نفسي وهذا هو رأيي فعلا وأتحمل مسؤوليته، واذا احد سألني مرة أخرى هذا اليوم سوف أقول الكلام نفسه'.عبد الوهاب: 'لكن هذا الموقف سوف يكلفك الكثير يا حليم.. ام كلثوم لما تغضب على واحد تقدر تحطمه.. وأنت مش قد معركة ضدها'.عبد الحليم: 'والله أنا لم اختر أن أكون في معركة ضدها.. لكن اذا هي حبت تعمل معركة ضدي فهذا ليس ذنبي.. أنا لا أستطيع أن اكذب نفسي ولا اقدر أغير رأيي مهما كان الثمن الذي ادفعه، حتى لو كان غضبها مني شخصيا'.وانتهت المواجهة بين حليم وعبد الوهاب لتبدأ مواجهة الغضب بين حليم وأم كلثوم.المواجهةومن ضمن المواجهات والحروب التي بدأت تطفو على السطح أثناء تلك القطيعة بينهما، ان ام كلثوم طلبت العمل مع فاروق ابراهيم المصور الخاص بعبد الحليم الذي رافقه طوال مشواره الفني والتقط بمفرده 33 ألف صورة للعندليب. ولأنه كان مصورا في مؤسسة صحفية وليس مصورا خاصا بحليم، وكان أيضا المصور الخاص للرئيس أنور السادات، ذهب فاروق ابراهيم للعمل مع ام كلثوم من دون أن يغضب منه حليم.لكن ترى ماهو السبب الحقيقي لانطلاق ثورة الغضب بينهما؟ما تؤكده الشواهد والدلائل حول هذا الموضوع هو ان أم كلثوم وحليم كانا معا في حفلة نادي الضباط بالزمالك. ولما كانت أم كلثوم ستغني أولا، أرادت أن تلقن عبد الحليم درسا لأنه كان سيختم الحفل، فغنت وأطالت في الغناء وتجاوزت وقتها بكثير، حتى بات ليس هناك وقت لفقرة حليم. وبدأ القلق يسيطر عليه، إلا انه تماسك وصعد على خشبة المسرح وقدم فقرته ولم يبد أي تذمر أو غضب ظاهر لأنه لم يرد أن تزداد حدة الخلافات بينهما في هذا المكان ولا في هذا الزمان. لكنه تقدم بشكواه الى الرئيس جمال عبد الناصر، وطلب أن يغني منفردا بعيدا عنها، فحدد له موعدا للغناء في عيد الثورة ولكن في الاسكندرية.كان عبد الحليم حافظ الذي بدأ مشواره مع بداية ثورة يوليو عام 1952 يدرك تماما انه ابن الثورة وابن الاشتراكية، وان عليه كي ينتصر أن يكون مجددا. ولكن الصراع الساخن بينه وأبناء جيله من ناحية وبين ام كلثوم ومن قبلها من ناحية أخرى، كان يمثل صراعا حقيقيا وثورة على التجديد والتطور. ولما كان الصراع محتدما قال حليم: ان الصراع بين الأجيال صراع فرضه القدر عليهم فكل يحاول دائما وبكل الطرق المشروعة الدفاع عن نفسه.. والذي يحدث في عالم الفن في هذا الوقت هو شيء قدري، واذا لم يأخذ الصراع طابع العلانية فهو بالتأكيد صراع خفي وموجود في نفوس الجيلين. والذي يبدأ الصراع دائما هو الجيل القديم لأنه يخاف على ما وصل اليه ولا يحب لأحد من أبناء الجيل الجديد أن يصل الى أي مكان مرموق في الفن أو في أي مجال أخر، وهذا الصراع يأخذ طابعا حادا اليوم وسوف يزداد حدة في القادم من الأيام.ان الجيل القديم سوف يدخل المعركة بكل قواه وثقله.. وله من النفوذ الفني والأدبي الكثير، مما يجعله يتحكم بعض الشيء في أمور صغيرة في مظهرها ولكنها عميقة في أثرها وخصوصا في نفوس الفنانين الشبان، لكني كواحد من الجيل الجديد أقول لأبناء جيلي ان العمل الفني الصادق لا يمكن أن يموت انه بعيش والزمن معه لا عليه.. إننا جميعا نعمل الآن من اجل فن بلدنا ومن اجل الأجيال القادمة وقد مررت بأزمات كثيرة في حياتي وصراعات أكثر ولو كان ايماني بنفسي تزعزع خلالها لكنت غير موجود على خريطة الغناء المصري أو العربي.ان على الفنانين من أبناء الجيل الحديد.. أبناء جيل الفكر الثوري والعقيدة الخالصة المجردة التي لم يكن لها ماض بعيد.. جيل عاش مرحلة الثورة ونضالها ومبادئها وعقيدتها.. على هذا الجيل أن يعي ان الدنيا كلها معهم وبلدهم معهم وقيادتها معهم فالثورة وقائدها مؤمن بالشباب ودوره القادم ونحن يجب علينا أن نثبت للقائد الذي آمن بدورنا أننا عند حسن ظنه ويجب علينا أن نغني للجماهير وللشعب ويجب ألا نلتفت الى صراعات.وللحديث بقيه
0 notes