كتبت: إسراء هاني
ما زلت أهوي وجودك جانبي، وأرجو أن تكون في خيالك تبادلني نفس مقدار حبي لك، هل تفعل ذلك !
أتعذب ليالي من فراقنا توًًا، لمكان جلوسنا وحديثنا سويًا.
أردتُ فقط أن أقول اني قد أشتقتُ لكِ، ونفذ صبري و إِسْتَقْصَى كثيرًا حتى أكتب لكِ مرةً أخرى، ما مرَّ كان قليلًا عند بعض الناس ولكنهُ والله كان بمثابة قرون في قلبي .. جئت إليكِ فقط لأشكو لكِ منكِ، لأدعك تعلمين بـ أن قلبي يؤلمني، يخرج من صدري هاربًا إليكِ فقط ليرىٰ بعض ذكرياتُنا معًا .. كـ عِطرك، إبتسامتك، أين إلتقينا ومتى، موسيقانا التي إستمعنا إليها سويًا، وماذا ترتدين وكيف تنظرين، فـ يا عزيزة قلبي؛ لا تدعينه يتذكر شيئًا من هذا، فقط دعيه يرحل، أطلقي عنانه .. وقولي له بأنك لستِ حقيقة وأن كل هذا رواية أو قصة نقرأها ولكن نهايتها حزينة حد البكاء حتى الموت، إن كان لنا قدرٌ لنلتقي كما ألتقينا أول مرةً .. فـ السلام والحبُ عليكِ يا عزيزتي.
"استلقيت على العشب، واعتراني شيء ما. اعتراني هذا الشيء الذي يجعلني أشعر أني مختلف جسديًا ونفسيًا عن رفاقي. كنت مستلقيًا على العشب والطين، أنظر إلى القمر، محاطًا بقيء "البيرة"، وأدركت أني للمرة الأولى في حياتي، لا شيء يزعجني. صار العالم منطقيًا، ولم يكن مجنونًا ومختلاً. كنت مكتملاً. أنعم بالسلام. غمرتني السعادة في هذه اللحظة بشكل لم أختبره بعدها أبدًا. لقد وجدت الحل. لم أعد أحتاج اهتمامًا. أنا بخير. حصلت على الرعاية التي أحتاجها. كنت أعيش في نعيم. ولمدة ثلاث ساعات لم تكن لدي أي مشكلة. لم أكن منبوذًا. لم أكن أتشاجر مع أمي. لم يكن مستواي الدراسي سيئًا. لم أتساءل عن معنى الحياة، وعن مكاني فيها. أزال الكحول كل هذه المعاناة."
ㅡ ماثيو بيري
قضيت ليلة أمس أستمع إلى ماثيو بيري وهو يروي كتابه بصوته، أردت أن أنعم بصحبته لبضع ساعات إضافية. يقول ماثيو أن عملية الكتابة كانت سلسة للغاية ولكن قراءة ما كتبه أصابته بالغثيان، شعر بالشفقة الشديدة على كل هذا العذاب الذي مر به الراوي، ولكن مهلاً، ياللهول، أنا الراوي!
ولكني أردت أن أستمع إلى الشخص الذي وجد الشجاعة أخيرًا ليتوقف عن الاختباء خلف الضحك. ولم يكن هناك أي أثر لتشاندلر بينج، كان الكتاب كله عن الإدمان. يقول ماثيو أن الإدمان أشبه بأن تصوب رأسك نحو فوهة بندقية، أنت تعلم أنها قد تقتلك في أية لحظة، ولكنك تحب طعم المعدن. المأساة الحقيقية للإدمان هي أن ما يجعلك تشعر بمتعة لم تختبرها في حياتك، هو نفسه ما يمزقك ويستعبدك لاحقًا. لا، المأساة الحقيقية هي أن تشعر إن الإدمان كان سبيلك الوحيد للهرب. ألا تشعر بسلام مع نفسك إلا إذا أشعلت فيها النيران! يحكي ماثيو عن المرة التي سرق فيها أدوية البيت الذي كان ضيفًا فيه، لأنه لا أحد سيشك أن تشاندلر قد سرقه!
هل تعرف إحساس أن تجري إلى أصدقائك القدامى ليخففوا عنك هول الحياة؟ هذا ما يمثله فريندز لي، أيًا كان ما يحدث في حياتي، لابد أنه ليس بهذا السوء إذا استطعت سماع جوي وتشاندلر يمزحان في الخلفية. ولكن ثمة رابط إنساني يجمعني بتشاندلر بالذات. يشبه الأمر اللحظة التي تدخل فيها الفصل وحيدًا، مذعورًا، حتى تقع عيناك على هذا الفتى الذي تتعرف فيه على أجزاء حميمة من نفسك. ويبدو الأمر وكأنكما تواجهان تنمر الفصل سويًا الآن. هذه علاقتي بتشاندلر إذا استبدلت الفصل بالعالم.
ربما لهذا السبب لم يخدعني استعراضه للحظة. لم أظن أنه ينعم بالشهرة والمال ورغد العيش. أعلم هذه الحيلة عن ظهر قلب: أن تلجأ للضحك هربًا من البكاء، وأن تتمسك بما تجيده، وتخفي نفسك خلفه بعناية. حينما تستمد قيمتك كلها من إضحاك الناس، ترتجف خوفًا من أنك لن تبرع في آداء المزحة القادمة، لن يضحك أحدًا، سيرونك على حقيقتك ويهجرونك. إنسان تعيس مذعور يلوذ بالفكاهة ليخفف من وطأة.. كل شيء. كان تشاندلر يلق الدعابات وكأنه يواجه وحشًا مخيفًا بسيف ورقي وعبارات مضحكة. إذا استطعت أن تضحك أو تثير ضحك الوحش، تزول الرهبة على الفور.
كاد ماثيو أن يطلق على كتابه عنوان "قاصر وحيد" لأن الحادثة التي شكلت هويته في صغره كانت سفره على متن الطائرات وحيدًا تمامًا. لابد أن غياب أبويه كان دليلاً أكيدًا على أنه غير جدير بالحب. كان يجلس على المقعد ولا تلامس قدميه الصغيرتان الأرض، وفي كل مرة تنتفض الطائرة بسبب مطب هوائي يمضي الساعات متخيلاً لحظة سقوط الطائرة من هذا العلو الشاهق وتهشم أوصاله. أن يترسخ في نفسك أنك لا تستحق الحب، أن تتوق للحب وأنت خائف منه، وأن تعيش حياتك مترقبًا الكارثة، وأن تخذل نفسك بنفسك قبل أن يخذلك العالم، ربما تكون أرحم بنفسك. أعلم يا ماثيو. أعلم.
ما خدعني بحق هو انزواء روحه المرحة في لقاءاته الأخيرة. ظننت أنه ليس بخير، ولكنه ربما كان قد توقف عن المحاولة المستميتة ليكون الشخص الأكثر إضحاكًا بين الجميع. حينما تجيد تقمص دور المهرج لتهرب من مشاكلك، ربما يصبح دور المهرج عبئًا عليك بعد مواجهتها. ولا أقصد أنه كره تشاندلر أو أنه لم يعد مضحكًا، أقصد أنه صار يصب تركيزه على الأجزاء التي أهملها طويلاً من نفسه، حتى لو على حساب المهرج.
ولهذا أعتقد أن علاقته بتشاندلر في النهاية كانت معقدة، حينما سألته المحاورة في أحد لقاءاته الأخيرة عما يشعر به وهو يشاهد نفسه في فريندز، تأثر ودمعت عيناه قائلاً أنه يتمنى لو أنه يستطيع أن يذهب إلى هذا الشاب المسكين ويخبره أن كل شيء سيكون على ما يرام. لأننا نشاهده فنضحك، ولكنه يشاهد نفسه ويعلم جيدًا ما كان يشعر به حقًا. يعلم أن المَشاهد الذي ازداد فيها وزنه كان مدمن كحول، والمشاهد التي فقد فيها وزنه كان مدمن عقاقير، كان يشاهد مراحل إدمانه وهو يعلم لماذا لجأ إليها وكم عاني منها.
لعنة المدمن أنه يقسم أثناء تعافيه أنه لن يعرض نفسه إلى هذا الجحيم مرة أخرى، ولكنه بعد التعافى ينتكس لأنه يتذكر لماذا لجأ للإدمان. ويصير الإدمان طريقًا آخره سجن، والتعافي طريقًا أوله سجن. يحكي ماثيو أنه بعد إنقاذه من الموت حرفيًا، لم يطق فكرة الإقلاع عن التدخين والمخدرات معًا، فعاد إليهم معًا، وعاد إلى المصحة مجددًا.
ويحكي أنه في المصحة كان باستطاعته الاستماع إلى أصوات القطارات العابرة، ما هو مقدار الوحدة والملل والبؤس الذي يجعلك تهتم بصوت القطار البعيد؟ كان ماثيو قد فقد أسنانه الأمامية ويبدو كسجين بالفعل، حينما تستحوذ عليك فكرة، تلتقط من مفردات الواقع كل ما يؤكدها. الحوائط المصمتة، التعاسة التي لا مهرب منها، ومظهرك المشعث. أصوات الحياة الصاخبة بمنأى عنك. أو ربما هو صوت صراعاتك الداخلية. لابد أن هذا هو السجن.
في أحد الأيام تحرقت في داخله الرغبة في تدخين سيجارة لن ينعم بها. وشيء ما لا يدري كنهه استحوذ عليه. وكأنه يشعر بلكمات يتلقاها من الداخل. شعر بأنه حيوان جريح حبيس يركض في جميع الاتجاهات. يجب أن يجرب أي شيء ليلهي نفسه عن حاجته للنيكوتين، فغادر "زنزانته" وتوجه إلى الطابق السفلي، لم يدر إلى أين هو ذاهب، أو ماذا يفعل بالضبط. ربما لو مشى بالسرعة الكافية سينجح في التحرر من جسده. تملكت منه حالة من الفزع والحيرة والتعب، وتذكر عذابه في كل هذه السنين، تذكر أنه كان ولايزال يشعر بأنه "قاصر وحيد"، بدا الأمر وكأن كل مآسي حياته تعلن عن نفسها دفعة واحدة.
فتوقف في منتصف الطريق، وفجأة ضرب ماثيو رأسه في الجدار! ضرب رأسه بكل قوته في الجدار، مرة تلو الأخرى تلو الأخرى، وبعد الضربة الثامنة سمعته أخيرًا إحدى الممرضات، وحينما سألته فزعة لماذا فعلت ذلك، حدق إليها بوجه مضرج بالدماء، وقال مشدوهًا: "لأني لم أستطع التفكير في طريقة أفضل".
"حين أموت، أعلم أن الناس لن تتوقف عن الحديث بشأن فريندز، فريندز، فريندز. وهذا يسرني، أنا سعيد لأني أنجزت عملاً ذو شأن كممثل، وسعيد أني منحت الناس على الإنترنت فرصًا عديدة للضحك على معاناتي. ولكني حين أموت، وفيما يتعلق بإنجازاتي المزعومة، سيكون لطيفًا لو انحدرت مكانة فريندز، وطغى عليها كل شيء فعلته لأحاول مساعدة الآخرين. أعلم أن هذا لن يحدث، ولكنه سيكون لطيفًا."
آه، ماثيو. لو أنك فقط تعلم مقدار البهجة التي أدخلتها على نفوسنا في أحلك فترات حياتنا. لو أنك فقط تعلم كم ساعدت ولازلت تساعد الآخرين بدورك في مسلسل نشعر معه بالراحة والألفة. لو أنك فقط تعلم كم كان مجرد وجودك في العالم يشعرني بأني لست وحيدًا منبوذًا فيه. لو أنك فقط تعلم كم تألمت لموتك وحيدًا في نهاية المطاف.
Goodbye my friend, you were there for me.
كتبت: إيمان عماره.
لقد عانيت الكثير معك، وتشاجرنا وكأنها النهاية، صمتنا لأشهر ولكن لم أتخيل شيء سوا معك، لم أكن بهذا اللين إلا معك ظننت أنني حزين ولكن أنا تائه بدونك كنت ذاك الكتف الذي أميل له عندما أشتد علي كتفي الثقال فلا شيء قادر علي إنقاذي من الغرق ف عينيك، ووجهك بوصلتي حين أضيع في زحام أمري.
لم أكن أعلم أنني متورط بك إلى هذا الحد فما خطبك أن نتورط سويا !
فأصبحت كل الكلمات غير كافيه في وصفك…
"أدعو أن نجتمع أنا وأنت في بيتٍ واحد ، فيختفي ثِقل يومي ويكون خفيفًا ، فتنتهي كل الأزمات او نتشاركها سويًا ، تضع يدك على جُرحي فيهدأ ألمي ، تقبل رأسي فأنسى كوابيس الليلة الماضية ، أن تكون معي ، وأن تكون أول الأشياء التي أراها صباحًا كافيٍ بالنسبة لي " 💙💙
قبل ولادة عمر كنت أشعر بالتهديد لأنني كنت الأخ الأصغر والمدلل الرسمي للأسرة، أدركتُ أن القادم الجديد سيأخذ مكاني وبرغم ذلك كنت متحمسًا أيضًا. سنوات ستة تفصل بيني وبين عمر زمنيًا، لذلك عندما حملته قدماه وأصبح قادرًا على المشي والزنّ كنت أنا في في فورة شقاوتي، وكما حكيت لكم سابقًا فأنا كنت طفلًا شقيًا ومشهورًا في شوارع المدينة، ألعب الكرة والاستغماية وكل الألعاب التي تعتمد على الحركة وفرط النشاط، وعمر كان يريد بشدة أن يصبح جزءًا من عالمي المليء باللعب.
يبكي عمر ويطلب من أمي النزول إلى الشارع ومشاركتي اللعب، بينما أنا سريعًا عجولًا وآخرُ ما أحتاج إليه هو تعطيلٌ بشري على هيئة طفل صغير ولما كان عمر هو فتى البيت المدلل الحالي فقد ربطت أمي نزولي الشارع باصطحابه معي على شرط أن نلعب أمام العمارة حتى يتسنى لها رؤيتنا من البلكونة والاطمئنان على عمر بالطبع.
إطلاق السراح المشروط هذا جعلني في ورطة، جعل معاناتي شديدة، فطبيعة عمر الهادئة البطيئة والتي هي عكس طبيعتي تمامًا أثارت جنوني، فمثلًا أنا أنزل السلالم قفزًا ومهارتي في القفز على السلالم مهولة، كنت أتحدى نفسي كل يوم لأزيد القفزة درجة سلم جديدة وعمر كان يخطو على السلالم درجة درجة هادئًا كسحابة.
ينزل عمر معي إلى الشارع وأنا عينٌ على الكرة وعينٌ عليه، وعينا أمي علينا من أعلى، من بلكونة الدور الرابع. بالطبع فسدت متعة اللعب ولهذا اتخذت قرارًا حاسمًا، لن أنزل الشارع، سأقضي الصيف اقرأ، هذا قرارٌ نهائي. لا حاجة لي بإخباركم أنني تراجعت عن القرار النهائي في خلال يومين.
ينزل عمر معي مرة أخرى إلى الشارع ولكن هذه المرة محمولًا على كتفيّ، وبينما كانت هذه الطريقة هي الحل المثالي الذي أنتجه عقلي كي لا أفقد المرح، كانت أيضًا بداية فصل جديد من طفولة عمر، محمولاً على كتف أخيه، يرى العالم من أعلى. نقفزُ على السلالم سويًا ويضحك هو بهيستيريا، نلعب معًا الكرة وكل الألعاب الأخرى، بالطبع كان المرح من نصيبه وانخفاض السرعة من نصيبي. يصبح الأمر اعتياديًا وأصبح أنا أكثر قوة ويصبح مشهدنا معتادًا في شوارع المدينة، فتى يحمل أخاه ويلعب الكرة، كيف أصبح هذا المشهد اعتياديًا والله!
تأخذنا طبائعنا المختلفة إلى مسارات مغايرة، يكبر عمر ليصبح أكثر هدوءًا وأكثر اتزانًا وأوسع صدرًا، تأخذني الدنيا والتجارب الجديدة لأعود إلى المنزل وأجد عمر هادئًا طيبًا باسمًا. أتعجب! أقول في نفسي أنا أعيش حياةً أفضل، مليئةً بالتجارب، أتمنى لو يختبر ما أختبره ويستمتع بما أستمتع به، ولكنه يختار دائمًا العودة إلى المنزل وقضاء الوقت في مشاهدة الأنمي.
يقضي عمر كل المشاوير الأسرية بلا ضجر ولا تأفف، ويعتمد عليه الجميع في كل شيء وتبقى ابتسامته و"من عينيا" هما الرد على كل تكليف بمهمة جديدة.
بينما نتمشى مساءً في شوارع المدينة يقول عمر فجأة وبلا أي سياق " عارف يا عبودة، أنا ساعات بصحى من النوم وافتكر انك اخويا وبتبسط أوي. مش متخيل حياتي كانت هتبقى إزاي لو انت مش اخويا" يزلزني قوله ولكنني أتماسك أحاول إحاطته بذراعي ولا أستطيع فهو الآن أطول مني بكثير.
يرى عمر أنني أستطيع فعل أي شيء وأنني الأكثر شطارة في كل شيء. ولكنه لا يعرف أنني أراه استثائيًا، وأنه أطهر من عرفت. محبتي لعمر جارفة، تنكشني أختي الصغيرة ضاحكة وتقول "إنت بتحب عمر أكتر" هذا خطأ، أحبهم كلهم بنفس القدر ولكن عمر يكملني بشكل ما، كأننا قطعتا بازل.
في مرة كنت أتمشى وحيدًا وذكرتُ عمر ثم فجأة وبلا مقدمات أنتج عقلي فكرة شديدة السواد، ماذا لو مات عمر؟ حاولت إبعاد الفكرة عن ذهني ولكن الفكرة تشعبت واسترسلت وتخيلت الحياة بدونه وانقبض قلبي وانخفض ضغط دمي وجلستُ على الرصيف ممتقع الوجه. لماذا يفعل عقلي بي هذه الأشياء والله؟ ما علينا.
عندما بدأت ممارسة رياضة الـ Calisthenics طلب مني عمر أن يأتي معي، وبالفعل أتى وطبعًا تفوق عليّ. أصبح أكثر رشاقة وجسده أكثر أناقة وأكثر خفة ومرونة. أنظر إليه وهو يتمرن على العُقلة بيد واحدة وأقول يابن اللذينة! لما ارجع من الإصابة هعديك يا رجولة. ليبتسم هو ويقول إنت كده كده على وضعك يا بودي.
يقول عمر، أنا مكسوف اني اقول لك كده ومكانش نفسي ده يحصل والله. يبدو عليّ القلق وأقول، إيه اللي حصل؟ يقول أنا عايز اخطب ومكنتش عايز اعمل كده قبلك والله. يبدو عليه الحرج الشديد بينما أضحك أنا بشدة
أذهب إلى منزلي وأخرج قميصي المفضل ثم أذهب إليه وأخبره أن القميص هدية خطوبته، خلي بالك ياض القميص ده غالي أوي وهفضل اذلك بيه للأبد، يبتسم عمر، حبيبي يا بودي. وكالعادة القميص عليه أحلى بكتير.
في واحدة من زياراتي المعتادة لأهلي كل جمعة يقول عمر، ما تيجي توصلني عند خطيبتي، أقول ماشي هستناك في العربية. أنتظر في السيارة لينزل عمر في القميص الذي أهديته إياه، أنيقا رشيقًا فتيًا مبتسمًا، يحمل في يديه علبة حلويات وبوكيه ورد صغير ولكن غاية في الأناقة. لم أستطع منع نفسي من الابتسام طوال الطريق وبينما أنا عائدٌ إلى المنزل تساءلت، كيف تخيلت الفتى ميتًا ولم أتخيله عريسًا!