Tumgik
#سر المسيح المخلص
christianlib · 2 years
Text
كتاب اساسيات في الكتاب المقدس – مدخل الي الكتاب المقدس – المطران سليم الصائغ – pdf كتاب اساسيات في الكتاب المقدس  مدخل الي الكتاب المقدس  المطران سليم الصائغ  عدد الصفحات :186  المطبعة الكاثوليكية – عمان                      محتويات الكتاب : الفصل الاول : الوحي و الالهام  طرق معرفة الله  الوحي و الالهام                        الفصل الثاني : مصادر الايمان المسييحي  التقليد والكتاب المقدس التقليد…
Tumblr media
View On WordPress
0 notes
fatimayaseensblog · 6 months
Text
عشتار المخلّصة (6) :-
على ان الإيمان بتجسيد الإله الابن وظهوره على الارض في هيئة يسوع الناصري، والايمان بدورة حياته التي انتهت بالموت على الصليب والقيامة من بين الأموات ، واتباع مثاله الخلقي في الحياة ، كل ذلك لا يكفي لجعل المؤمن واحدا مع المسيح ونيل الخلاص. فهناك عدد من الاسرار التي لابد من المرور بها، وطقوس عبور لازمة لكل راغب في التحول للمسيحية. من ذلك سر التناول وسر العماد وسر المسحة وغيرها. وسنقوم فيما ياتي بعرض سريع لسر التناول باعتباره السر الاساسي المركزي في الطقس المسيحي. فمن بين سلسلة احداث حياة المسيح التي تتابعت لتحقيق الخلاص، كان العشاء الاخير من اكثرها إثارة لعواطف المؤمنين، ووعدا قائما بالخلاص عن طريق التوحد مع الفادي . نقرأ في انجيل متى :" وفيما هم يأكلون أخذ الكأس وشكر واعطاهم قائلا : اشربوا منها كلكم، لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، الذي يسفك من اجل الكثيرين لمغفرة الخطايا" . وفي انجيل لوقا :" ثم تناول كأسا وشكر وقال خذوا هذه واقتسموها بينكم، لاني اقول لكم اني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله. وأخذ خبزا وشكر وكسر وأعطاهم قائلا : هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم ، اصنعوا هذا لذكري، وكذلك الكأس ايضا بعد العشاء قائلا هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم " . وفي رسائل بولص الرسول :" ان الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها أخذ خبزا وشكر فكسر وقال : خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم. اصنعوا هذا لذكري، كذلك الكأس ايضا بعدما تعشوا قائلا : هذا الكأس هي العهد الجديد بدمي. اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري، فإنكم ان اكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء ".
ان طقس التناول ليس استعادة لذكرى فداء المسيح، بل هو إعادة. فالسيد المسيح لم يبذل جسده ودمه في لحظة معينة من التاريخ ، بل إنه يبذلهما من اجل البشر في كل مرة يجتمعون من اجل المناولة الى فناء الاكوان ، والخبز والخمر اللذان يتناولهما المجتمعون، هما خبز وخمر من النوع العادي الذي يألفونه في حياتهم اليومية، إلا ان ايمانهم بسر الفداء يعطي لهذه المادة العادية رمزا كبيرا ويحولها الى فكرة. ذلك ان اكل جسد المسيح في شكل خبز القربان المقدس ، وشرب دمه في شكل خمرة الكرمة، ليس توحيدا مع المسيح في الجسد ، بل توحد معه في الجوهر عن طريق الايمان، وتثبيت للإلهي في الروح البشرية. نقرأ في انجيل يوحنا : " اثبتوا في وأنا فيكم . كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة، كذلك انتم ايضا، إن لم تثبتوا فيّ . انا الكرمة وانتم الاغصان . الذي يثبت فيّ وانا فيه، هذا يأتي بثمر كثير " . إن اللحظة التي يتناول فيها المجتمعون الخبز والخمر في ايمان كامل بأن ما ياخذونه اليهم هو جسد الفادي ودمه، لتضعهم خارج الزمان وخارج المكان في ومضة خاطفة، وتفتح لهم بوابة على الابدية ، وتجدد العهد ما بينهم وبين المخلص.
إن تفرد سر التناول المسيحي، في مضمونه وغاياته، لا ينفي اعتماده على الاسرار السابقة والمعاصرة له إبان تشكله، وعلى طقوس دينية أخرى موغلة في القدم . ففي الفصل السابق رأينا كيف أن القربان البشري لم يكن إلا تمثيلا للقربان الإلهي . كما راينا ان التضحية بالملك الذي حلت فيه روح الإله، او في ابنه او في أي قربان بشري آخر يقوم مقامه ، ليست إلا حدثا يجري في تزامن وتواقت مع موت الإله نفسه. لذلك كان لجسد القربان البشري طابع القداسة، فما ان يتم تنصيب الملك الجديد الذي سيقتل بعد مدة محددة، او يتم تخصيص شخص ما ليكون موضوعا للقربان، حتى يفقد الشخص المهيأ للموت مع الإله خصائصه البشرية ويغدو جزءا من الإله نفسه. من هنا كان أكل جزء من جسد القربان عقب قتله، هو أكل لجسد الإله نفسه في سعي للتوحد معه. والشيء نفسه ينطبق على القربان الحيواني الذي يقتل كممثل للإله ثم يؤكل لحمه طقسيا لاكتساب القداسة التي حلت فيه. وفي هذا المجال نذكر بطقوس ديونيسيوس التي كان عباده خلالها ياتون بثور حي يمثل الإله فيمزقونه إربا وياكلونه. كما كان عباد أدونيس في سورية يذبحون في عيده الخنزير ، وهو رمز الإله نفسه، وياكلونه في وليمه طقسية رغم ان لحمه كان محرما عليهم في الاوقات العادية وخارج هذه المناسبة .
على ان التضحية الفعلية بانسان او حيوان، لم تكون دوما عنصرا اساسيا في طقوس التناول، ففي بعض ديانات الخلاص كان يكتفى بصنع نوع خاص مقدس من الخبز يمثل جسد الإله، يتم أكله في الاحتفال الديني، كما هو الامر في طقوس ديمتر ام القمح، التي أشرنا إليها في مكان آخر من هذا الفصل، وفي طقوس ميترا حيث تظهر بعض الرسوم القائمين بالطقس وقد وضعوا امامهم على المائدة أرغفة رسم عليها شكل الصليب . وبعيدا عن حضارات العالم القديم، فإن ثقافات القارة الامريكية تمدنا بأمثلة عدة عن طقوس أكل جسد الإله. ففي ثقافة الآزتيك في المكسيك، كانت طقوس العشاء المقدس تتم مرتين، الاولى في كانون الاول (ديسمبر) والاخرى في أيار (مايو) ، حيث يصنع المحتفلون في كل مرة دمية من عجين مصنوع من دقيق عدد متنوع من الحبوب ، تمثل الإله الاكبر ، ثم توضع الدمية على المذبح الرئيسي في المعبد ليلة الاحتفال، ويحرق حولها البخور طيلة الليل ويقيم أمامها الكهنة طقوسا خاصة، حتى إذا جاء الصباح حملت الى قاعة كبيرة يحتشد فيها النساء، ويأتي الكاهن الاكبى فيرمي صدر الدمية بسهم ويتقدم فينتزع قلبها ويقدمه للملك، ثم يقسم بقية الجسد إلى قطع صغيرة يوزعونها على بقية الموجودين فيأكلونها في حزن وخشوع، ويصلون قائلين إنهم يأكلون جسد الإله وعظامه.
وقد بقي من طقوس أكل جسد الام الكبرى ديمتر في هيئة خبز القربان بقية في عادات مزارعي القمح في أوروبا حتى العصر الحديث. فإلى وقت قريب كان المزارعون يقيمون بعد الحصاد وليمة تدعى بعشاء الحصاد، حيث يقوم رب الاسرة بعجن رغيف كبير مأخوذ من آخر حزمة قمح ( وهي الحزمة التي رأينا سابقا أن روح القمح تسكن فيها) ثم يجعله على هيئة دمية نسائية ، ويخبزه في النار ثم يجلس واسرته الى عشاء الحصاد حيث يأكلون الدمية. وفي بعض المناطق تصنع دمية من العجين تعلق على غصن شجرة مقطوع ، ثم تنقل في آخر عربة حصاد راجعة من الحقل، فتؤخذ الى بيت عمدة القرية، الذي يقسمها بين الناس المجتمعين في بيته لهذه المناسبة. وفي بعض المناطق التي لا تصنع دمى خاصة لعشاء الحصاد، تقوم عائلة المزارع بصنع خبز خاص لهذه المناسبة، يأكله الجميع في خشوع وهم يرفعون أدعية موجهة لله وللارض الخصيبة في آن معا .
ننتقل الان الى الجانب الآخر لمعتقد الخلاص المسيحي، والمتمثل في الايمان بيسوع المسيح كحامل لخطايا البشر ومحرر لهم من الذنوب الماضيات. نقرأ في رسائل بولص الرسول :" وأما الان فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهودا له من الناموس والانبياء. بر الله بيسوع المسيح والى كل وعلى كل الذين يؤمنون. لأنه لا فرق إذ الجميع أخطؤوا وأعوزهم مجد الله. متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة بالايمان بدمه، لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله ". وأيضا :" مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي باركنا بكل بركة روحية في المسيح ... الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا " . وفي رسائل يوحنا الرسول نقرأ :" يا أولادي أكتب لكم هذا لكي لا تخطئوا وإن أخطأ احد فلنا شفيع عند الآب. يسوع المسيح البار الذي هو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا بل لخطايا كل العالم ايضا ". وفي رؤيا يوحنا اللاهوتي نقرأ :" ... يسوع المسيح الشاهد الامين البكر من الاموات ورئيس ملوك الارض الذي أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه، وجعلنا ملوكا وكهنة لله أبيه، له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين آمين ..." . وفي انجيل يوحنا نقرأ :" وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هو ذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم " . وفي انجيل يوحنا أيضا : "... فقال لهم واحد منهم وهو قياف وكان رئيسا للكهنة في تلك السنة : أنتم لستم تعرفون شيئا ، ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت انسان واحد عن الشعب ولا تهلك الامة بأسرها . ولم يقل هذا من نفسه ، بل اذ كان رئيسا للكهنة في تلك السنة تنبأ أن يسوع مزمع أن يموت عن الامة ، وليس عن الامة فقط بل لجميع أبناء الله المتفرقين الى واحد " .
إن فكرة الإله القتيل حامل الخطايا هنا، رغم تفردها في المضمون والغايات، فإنها تحمل ايضا تاريخا طويلا من معتقد الانسان وطقسه. وسنقوم فيما يأتي برسم صورة عن الزقاق القديمة التي صب فيها هذا المعتقد الجديد.
اعتقد الانسان القديم بإمكانية التخلص من آلامه وأحزانه وآثامه وسوء طالعه، وما الى ذلك ، عن طريق تحويلها الى موضوع خارجي قد يكون انسانا او جمادا، أو حيوانا، وذلك كما ينقل الواحد ثقلا ماديا ليضعه على كاهل الآخر. ونستطيع متابعة هذا الاعتقاد في ممارسات الانسان وطقوسه عبر أزمنة وامكنة مختلفة. ففي بعض اجزاء جنوب الهند يتم نقل خطايا الميت الى عجل صغير يؤتى به ليقف عند رأس جسد المسجى، ثم يقوم كبير القبيلة بتلاوة لائحة الآثام التي ارتكبها بطريقة ترتيلية قائلا : لقد ارتكب كذا وكذا .... وانها لخطيئة. فيردد الجمع المتحلق حول المتوفى : إنها لخطيئة. ثم يضع يده على رأس العجل فتنتقل الخطيئة من الميت الى الحيوان، ثم يتابع ترتيله ويتابع الاخرون التردلد وراءه، حتى ينتهي من تلاوة الاعترافات نيابة عن الميت، فإذا انتهى أحنى رأس العجل ووضع كفي الميت عليه ليتطهر من بقايا ذنوبه، ثم يقول بصوت عال: تستطيع الآن ان تلجأ الى قدمي ربك الطاهرتين. أما العجل فيطلق ليهيم على وجهه في البراري بعد ان ترسم عليه علامة معينة، ويمنع على من يلتقي به ان يستخدمه لأي غرض دنيوي لانه قد غدا مقدسا. وهم يعتقدون أنه لن يلبث طويلا حتى يختفي ويتلاشى . وفي اجزاء اخرى من الهند، كان المهراجا وزوجته يتخلصان من آثامهما بنقلها الى احد المجرمين المحكومين، الذي كان يشتري حريته بالتطوع لهذه المهمة. وكان طقس نقل الخطايا يتم على الوجه الآتي : تنصب للشخصيتين الملكيتين منصة خشبية يوضع المتطوع تحتها، ثم يصعد اليها المهراجا وزوجته وهما في ابهى حلة وافخر ثياب، فيسكب فوقهما ماء يغسلهما ويتسرب من بين شقوق المنصة ليبلل المجرم القابع تحتها، ناقلا بذلك خطاياهما اليه. وفي طقس آخر يتطوع احد رجال البراهما الصالحين ليحمل خطايا المهراجا وهو في نزعه الاخير ، فيأتي الى سريره ويعانقه قائلا : إنني أحمل عنك أيها الملك كل خطاياك وآثامك . فاذا اسلم الروح تم ابعاد حامل خطاياه الى ما وراء حدود المملكة ولا يسمح له بالعودة بعد ذلك.
وجرت العادة لدى بعض قبائل النيل الابيض في افريقيا، على ان تقوم بعض العائلات باقتناء بقرة مقدسة تحتفظ بها الى اوقات الازمات العامة، فاذا حلت بالقبيلة شدة او انتشر وباء ، قام زعيم القبيلة باختيار احدى هذه البقرات لتحمل عن القرية آلامها ، عند ذلك تأتي نساء القرية بالبقرة المقدسة فيسقنها بين بيوت القرية بيتا بيتا ، ثم يدفعنها عبر النهر الى الشاطيء الاخر حيث تترك نهبا للوحوش الضارية، حاملة معها المصائب والرزايا. ولدى بعض قبائل افريقيا الشرقية، الى وقت متاخر من القرن التاسع عشر، كانت تسود عادة التضحية بكبش فداء بشري يحمل عن القبيلة خطاياها. فكانوا يحتفظون بالرجل المفرد للقربان مدة من الزمن يجري خلالها تغذيته والعناية به على اكمل وجه، حتى اذا حل الموعد المضروب، سيق في طرقات القرية وقد أخفيت ملامحه بطبقة من الأصباغ ، فيتزاحم الجميع حوله واضعين أيديهم عليه لينقلوا اليه آثامهم وأمراضهم وسوء طالعهم. ثم يؤخذ الى المعبد حيث يذبح، فإذا تصاعدت أناته وحشرجاته ارتفعت اصوات المجتمعين خارجا بصرخات الفرح والتهليل، لان موت القربان البشري سيعطيهم راحة الضمير وسكينة النفس.
وفي التيبت، كان نقل الخطايا الى كبش فداء بشري، يتم دوريا مع مطلع كل سنة جديدة، حيث يلقي الناس عن كاهلهم شرور السنة القديمة، ويتقون مجهول السنة القادمة. فكانوا في عيد رأس السنة ياتون بالرجل المخصص للفداء فيدهن وجهه بالابيض والاسود، ويلبس ثوبا من جلد ويطلق عليه اسم " ملك السنة" . ثم ياخذونه الى ازقة المدينة واسواقها، حيث يسير بين الناس وبيده ذيل ثور اسود يهزه فوق رؤوس المتقاطرين اليه من كل مكان، فيأخذ اليه خطاياهم وحظوظهم العاثرة. بعد ذلك يوضع على حصان ابيض وينطلقون به الى جبال جرداء قريبة، بين صراخ الناس وشتائمهم وطلقات البنادق والسهام الموجهة نحو الاعلى، هناك يوضع الرجل في كهف مهجور ويمنع من مغادرة المنطقة حتى موعد رأس السنة القادمة، حيث يأتون اليه مرة اخرى، فإن وجدوه ميتا اختاروا شخصا جديدا كملك للسنة، وان وجدوه حيا اقتادوه لتمثيل الدور نفسه. وهنا يستوقفنا لقب "ملك السنة" الذي يطلق على كبش الفداء في الطقس التيبتي، ويحضر في ذاكرتنا طقوس قتل الملوك الذين تتجسد فيهم روح إله الطبيعة المستعد للموت من اجل تجديد دورة الطبيعة. ولعلنا نستطيع الافتراض ببعض الثقة ان ملك السنة كان في بداية طهور الطقس بديلا للدالاي لاما كاهن التيبت وملكها، وان الملك نفسه كان في الفترات الاقدم عهدا هو موضوع القربان حامل الخطايا ومجدد روح الطبيعة في ان معا.
وفي ثقافة الاغريق نجد حشدا من الامثلة على الكبش البشري . فعلى سبيل المثال كان الأثينيون يحتفظون بعدد من الارقاء عديمي الفائدة والقيمة العملية لأوقات الازمات، حتى اذا ارادوا صد شر وباء او كارثة محدقة، اخرجوا اثنين من هؤلاء وضحوا بهما فداء عن الجميع. وفي بعض الاوقات، كانت هذه التضحية تتم دوريا في كل سنة حيث تقاد الضحيتان خارج اسوار المدينة وترجمان بالحجارة حتى الموت. وفي تراقيا القريبة من بلاد اليونان، كانت مدينة إبديرا تطهر نفسها سنويا بقتل كبش فداء بشري رجما حتى الموت، وقبل قتل الضحية كان يعلن امامها وعلى مسمع من الجميع انها تموت لكي تحمل وحدها خطايا الناس جميعا.
فراس السواح (لغز عشتار)
1 note · View note
jasses12345 · 4 years
Text
أخزيا يخلف والده أخاب
" أخزيا بن أخاب ملك على اسرائيل فى السامرة فى السنة السابعة عشرة ليهوشافاط ملك يهوذا،
ملك على اسرائيل سنتين، وعمل الشر فى عينى الرب، وسار فى طريق أبيه وطريق أمه، وطريق يربعام بن نباط الذى جعل إسرائيل يخطىء، وعبد البعل وسجد له، وأغاظ الرب إله إسرائيل حسب كل ما فعل أبوه " (1 مل 22: 51 – 53).
مع قصر مدة حكم أخزيا إلا أنها كانت غاية فى الشر، لم يحتفظ فقط بالوثنية التى أدخلها يربعام، وإنما بعبادة البعل التى أدخلتها إيزابل. لقد سمع عن الخراب الذى حل ببيت يربعام ورأى والده قد دمره الأنبياء الكذبة ومع ذلك لم يتعظ.
لكى نستطيع أن ندرك كل هذه الحوادث التى حدثت فى العهد القديم، من قتل للأنبياء الكذبة، أو احراق رسل أخزيا، أو..... الخ، يجب أن ننسى أننا نعيش فى العهد الجديد الذى أهم مايميزه الرحمة الرقيقة، ونتخيل أنفسنا أننا نعيش فى العصر الذى أنتهى بالجلجثة.
هذا الدرس لقنه السيد المسيح لتلاميذه بعناية خاصة، عندما طلب منه تلاميذه يعقوب ويوحنا أن تنزل نارا من السماء (كما فعل ايليا) وتحرق القرية التى رفضت أن تستضيف المخلص وتلاميذه، فالتفت إليهما يسوع وقال لهما لستما تعلمان من أى روح أنتما (لو 9: 54، 55). وكأن السيد المسيح قد قال لهما: اذكرا بأنكما وقد تبعتمانى انتقلتما الى عصر جديد، وأن الأمور فى ملكوت السموات ستسير على مبادىء جديدة تختلف كل الأختلاف عن تلك المبادىء التى عهدتماها، أننى سوف لا أنقض الناموس ولا الأنبياء، ولكننى سأدخل عليهما قانونا يكملهما بنظام إلهى جديد، لقد بدأ عهد الرحمة منذ الآن.
+ + +
إيليا واخزيا بن آخاب ورئيس الخمسين
تملك أخزيا بن آخاب ومرض فأرسل ليسأل بعل زبوب الوثن فتراءى إيليا لرسل الملك وطالبهم أن يخبروا ملك إسرائيل " أليس لأنه لا يوجد فى اسرائيل إله أرسلت لتسأل بعل زبوب إله عقرون لذلك السرير الذى صعدت عليه لا تنزل عنه بل موتا تموت " (2 مل 1: 6)...
عرف الملك أنه إيليا فأرسل خمسين جنديا وقائدهم الذى نادى إيليا " يا رجل الله.. الملك يقول إنزل ". أجاب إيليا " إن كنت أنا رجل الله فلتنزل نار من السماء وتأكلك أنت والخمسين الذين لك، فنزلت نار وأكلتهم....
أرسل الملك خمسين آخرين وقائدهم فأكلتهم النار....
فعاد وأرسل خمسين ورئيسهم....
+ صعد رئيس الخمسين الثالث إلى الجبل وجثا على ركبتيه وقال: " يا رجل الله لتكرم نفسى وأنفس عبيدك فى عينيك هوذا قد نزلت نار من السماء وأكلت... "
 هنا قال ملاك الرب لإيليا: " انزل معه لا تخف منه " نزل إيليا وذهب للملك وأخبره بقضاء الرب عليه بالموت...
+ القائد الثالث سلك سكة الأتضاع فنجا من الموت وقيل " تذللت فخلصتنى... أنا تذللت جدا " (مز 116: 6).
وهنا تجول فى خاطرنا فكرة عن لطف السيد المسيح ووداعته: كان يستطيع أن ينزل نارا من السماء لتبيد أولئك الجند الذين أتوا اليه فىجثسيمانى لألقاء القبض عليه، لم ينطق بتلك الكلمة، كم كان منظرا مدهشا اذ وقفت جنود الملائكة منتصبة فى كبد السماء تنتظر كلمة واحدة منه لأنقاذه، ولكنها بقيت منذهلة لم تتلق حتى اشارة واحدة.
النار الوحيدة التى طلبها فكانت نار الروح القدس " جئت لألقى نارا على الأرض فماذا أريد لو اضطرمت " (لو 12: 49).
+ ما أعظم الفرق بين الناموس والنعمة: هنا 153 جندى هلك منهم 102 بنار إيليا ونجا القائد الثالث وخمسينه.
أما بعد قيامة الرب إصطاد الرسل 153 سمكة لم تضع واحدة منها فما بال حال النفوس التى إفتداها الرب بدمه، قيل عن الفرق بين الناموس والنعمة فى (عب 12: 18):
" لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرم بالنار وإلى ضباب وظلام وزوبعة وهتاف بوق وصوت كلمات استعفى الذين سمعوه من أن تزاد لهم كلمة... وكان المنظر هكذا مخيفا حتى قال موسى أنا مرتعب ومرتعد. بل قد أتيتم إلى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحى أورشليم السماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة وكنيسة أبكار مكتوبين فى السموات وإلى الله ديان الجميع وإلى أرواح أبرار مكملين وإلى وسيط العهد الجديد يسوع وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل ".
* ايليا والمركبة السماوية
كان اليشع يخدم ايليا وكان معه، غير أنه ليس مذكورا فى التاريخ من زمان دعوته الى زمان اصعاد ايليا.
وقد عرف ايليا زمان انتقاله قد قرب، وربما عرف اليشع أيضا أن سيده سيفارقه ولكن فى قلبيهما ما لا يقدران أن يعبرا عنه بالكلام.
كان ايليا على وشك الوقوف أمام الرب فى السماء وعلى اليشع أن يتسلم منه أثقال الخدمة وأخطارها، وكانا مزمعين أن يفترقا.
وكان الرب قد رسم لأيليا حوادث تلك الساعات الأخيرة فأرسله ليزور الأنبياء فى محلاتهم المختلفة ويكلمهم كلامه الأخير، وربما طلب ايليا من اليشع أن يمكث فى الجلجال لأنه أراد الأنفراد قبل انتقاله، أو لأنه أشفق على خادمه، أو لأنه قصد امتحان محبته وأمانته.
واليشع أظهر محبته الشديدة بقوله:
" حى هو الرب وحية هى نفسك أنى لا أتركك " (2 مل 2: 5).
وبعد زيارة مدارس الأنبياء ذهب الى برية فى عبر الأردن ليكون صعوده فى مكان منفردا كما صعد موسى ليموت فى جبل نبو.
وذهب خمسون رجلا من بنى الأنبياء ووقفوا قبالتهما من بعيد، ووقف كلاهما بجانب الأردن، وأخذ ايليا رداءه ولفه وضرب الماء فانفلق الى هنا وهناك فعبرا كلاهما فى اليبس.
وضرب ايليا النبى الماء كما مد موسى عصاه فانشق البحر وكما انفلق نهر الأردن أمام يشوع.
وكان عمل ايليا شهادة لأسرائيل لينتبهوا الى كلامه فيخلصوا من عبودية أشر من عبودية مصر ويدخلوا راحة أعظم من راحة كنعان.
وقال ايليا لأليشع اطلب ماذا أفعل لك قبل أن أوخذ منك؟
وطلب اليشع من أيليا أن يكون له نصيب أثنين من روحه، وفى (تث 21: 17) فإن نصيب أثنين من مال الأب هو من حقوق البكر، كأن الأنبياء أبناء لأبيهم الروحى أى لأيليا، وطلب اليشع أن يكون أولهم ورئيسهم كالبكر بين الأولاد.
ولا ننسب لاليشع الطمع والكبرياء فى هذا الطلب، لأنه طلب أن يكون الأول فى الخدمة والخطر والتعب.
والطمع من هذا النوع هو من الفضائل والواجبات.
وقال ايليا لقد صعبت السؤال: كان الأمر صعبا على اليشع لأنه ربما لم يشعر بعظمة الخدمة التى كانت أمامه، وصعبا على ايليا، لأن تعيين خليفته ليس له بل للرب.
وفيما هما يسيران ويتكلمان اذا مركبة من نار وخيل من نار ففصلت بينهما فصعد ايليا فى العاصفة الى السماء، وكان اليشع يرى ويصرخ يا أبى يا أبى مركبة اسرائيل وفرسانها.. ولم يره بعد.
لا شك أن هذا المنظر بقى فى ذاكرة اليشع كل أيام حياته، وبه تقوى ايمانه ليقول فى وقت المقاومة: " الذين معنا أكثر من الذين معهم " (2 مل 6: 16).
ومن ذلك الوقت فصاعدا لم يكن ايليا سيده بل الرب.
ورفع اليشع رداء ايليا الذى سقط عنه ورجع ووقف على شاطىء الأردن، فأخذ رداء ايليا الذى سقط عنه وضرب الماء وقال أين هو الرب إله ايليا، ثم ضرب الماء أيضا فانفلق الى هنا وهناك فعبر اليشع.
أخذ اليشع رداء ايليا لا ليلبسه بل اشارة الى المقام الذى تسلمه من ايليا، وضرب الماء فانفلق كما فى الأول حينما ضربه ايليا.
 
أسباب هذا الأنتقال:
1- لا شك فى أن الأسباب الرئيسية هو أن يكون شهادة لجيله، فقد كان البشر فى عصره غارقين فى شهواتهم، منغمسين فى ملذاتهم، لا يفكرون فيما وراء هذه الحياة، أما اليهود فان أقصى ما استطاعوا الوصول اليه هو تكوين فكرة غامضة عن الحياة الأخرى، لعل هذه الفكرة زادها غموضا وظلاما انحرافهم فى تيار العبادة الوثنية وانغماسهم فى الخطية.
أما انتقال ايليا فقد اعطاهم برهانا مقنعا على وجود عالم روحى دخله الأبرار، وعلى أن الروح لا تموت بموت الجسد، بل تنتقل الى حالة أسمى ووطن لائق بها.
2- كان هناك سبب آخر هو رغبة الله فى تدعيم أقوال عبده وخادمه الأمين بطريقة عجيبة، كان يسيرا على رجال ذلك العصر أن يحدوا من قوة خدمة ايليا باتهامه أنه مجرد انسان متحمس مهيج مثير للقلاقل والفتن ولعله كان من الهين أن يظنوا أن تهديداته وانذاراته بدأت وانتهت بنفسه، ولو كانت حياته انتهت بمرض الشيخوخة لأذدادوا تقسيا فى طرقهم المعوجة، وتوغلا فى شرورهم، فكيف كان ممكنا أن يعرفوا أنه انما نطق بحق الله؟
ولكن شفاة المجدفين والمتقولين ��د ابكمت عندما ختم الرب على خدمة عبده بهذا الختم العجيب.
 
التجلى
" وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردين، وتغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور، واذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه، فجعل بطرس يقول ليسوع يارب جيد أن نكون ههنا، فان شئت نصنع هنا ثلاث مظال، لك واحدة ولموسى واحدة ولايليا واحدة، وفيما هو يتكلم اذ سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا: هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت ؛ له اسمعوا " (متى 17: 1 – 5).
التجلى هو الدخول بالنفس إلى تذوق الحياة الآخروية، لترى عريسها قادما فى ملكوته، معلنا لها أمجاده الإلهية بالقدر الذى يمكنها أن تحتمله وهى بعد فى الجسد، هذا العمل الذى تحقق بطريقة ملموسة على جبل تابور أمام ثلاثة من التلاميذ ؛ ونبيين من العهد القديم هما موسى وإيليا.
التجلى هو اعلان " الملكوت السماوى " الممتد فوق كل حدود الزمان، أرتبط التجلى بأحداث الصليب والقيامة، فإنه لا يمكن للمؤمن أن يرتفع على جبل التجلى ليرى بهاء السيد، ما لم يقبل صليبه، ويدخل معه الآمه ليختبر قوة قيامته.
لعل السيد أحضر موسى وإيليا كمثلين للتلاميذ فيغيروا منهما فى الأمور الحسنى، فتكون لهم وداعة موسى وغيرة إيليا على مجد الله.
جاء موسى النبى إلى حضرة الملك المسيا ممثلا الأعضاء الراقدة فى الرب، النفوس التى رحلت عنا بالجسد لكنها مرتبطة معنا حول المسيح الواحد الذى يملك على الجميع، وأما إيليا النبى فجاء يمثل الأعضاء المجاهدة إذ لم يمت إيليا... وكأن الكل يلتقون معا كأحياء فى الرب.
أراد السيد أن يخبر تلاميذه أن له سلطان على الموت وعلى الحياة، إن كان موسى قد تسلم الناموس وإيليا يمثل الأنبياء، فإن تجلى السيد بينهما إنما يشير إلى أنه هو غاية الناموس ومركز النبوات.
موسى وإيليا يمثلان رجال العهد القديم، وبطرس ويعقوب ويوحنا يمثلون رجال العهد الجديد، وكأن السيد المسيح هو مركز الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، أو هو سر خلاص الكل ومشتهى الجميع.
موسى النبى جاء شاهدا على أن السيد ليس مجدفا على الناموس كما يدعى اليهود....
وإيليا شاهدا على مجد الله فى شخص أبنه الحبيب يسوع......
لقد رفض يسوع أن يعطى آية من السماء للكتبة والفريسيين، وهاهو يعطى علامة من السماء لتلاميذه الأبرار ليزيد إيمانهم،....
إيليا يمثل البتوليين فى ملكوت السموات.... وموسى يمثل المتزوجين......
" فسأله تلاميذه قائلين: فماذا يقول الكتبة أن إيليا ينبغى أن يأتى أولا، فأجاب يسوع وقال لهم: إن إيليا يأتى أولا ويرد كل شىء، ولكنى أقول لكم أن إيليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا " (متى 17: 10 – 12).
كان للكتبة معرفة نظرية، فقد فهموا من النبوات أن إيليا يسبق مجىء المسيا، جاء ولكنهم لم يعرفوه أو قبلوه، إنما عملوا به ما أرادوا...
من هو إيليا إلا يوحنا المعمدان، إذ " فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان " (متى 17: 13) – لقد جاء يوحنا بروح إيليا، لا بمعنى أنه تقمص روحه، وإنما يحمل فكره النارى وغيرته الملتهبة على مجد الله، وحياته النسكية فى البرية، ليمهد الطريق بالتوبة من أجل المسيا المنتظر.
 
دروس مستفادة من حياة إيليا
1-          كان ايليا انسان تحت الآلام مثلنا
2-          الوقوف أمام الله
3-          قيمة الأختباء
4-          الطاعة الكاملة لصوت الله
5-          إيليا النبى والوداعة وطول الأناة
6-          شجاعة إيليا
7-          الدعوة للرجوع إلى الله الواحد
8-          قوة الأيمان سر استجابة الصلاة
9-          طلبة البار تقتدر كثيرا فى فعلها
10-      الهروب من وجه الشر
 
إيليا رمز للسيد المسيح
+ يرمز إيليا الطوباوى إلى ربنا ومخلصنا، كما اضطهد إيليا بواسطة اليهود هكذا ربنا إيليا الحقيقى الذى دانه اليهود واحتقروه.
 ترك إيليا شعبه، وهجر المسيح المجمع،
رحل إيليا إلى البرية، وجاء المسيح إلى العالم
أطعم إيليا فى الصحراء بواسطة الغربان، بينما انتعش المسيح فى صحراء هذا العالم بإيمان الأمم.
+ كما قام ربنا وصعد إلى السموات، هكذا أخذ إيليا إلى السماء فى مركبة نارية.
 
موسى وإيليا
كثيرا ما ترتبط شخصيتا موسى وإيليا معا، خاصة بظهورهما دون سواهما من رجال العهد القديم عند تجلى السيد المسيح، وتمتعهما دون سواهما من الأنبياء بالصوم لمدة أربعين يوما.
موسى النبى
إيليا النبى
·               التقى مع الله فى حوريب
 
·               أعلن الله ذاته خلال النار (خر 3: 21)
·               أطعمه المن من السماء (خر 16)
·               أكد أن الرب هو الله (تث 6: 4)
·               خلفه يشوع " يهوة مخلص "
·               جاء موته سرا (تث 34)
 
·               عند الأردن سلم القيادة ليشوع.
·               ظهر مع السيد المسيح فى التجلى (مت 17: 3).
·               تحقق معه نفس الأمر (1 مل 9: 8 – 11
·               نزول نار الرب على الذبيحة (18: 38)
·               أرسل له غربان تطعمه (17: 8 – 16)
·               فعل نفس الأمر (18: 37 – 39
·               خلفه إليشع " الله خلاص "
·               صعد بطريقة سرية (2 مل 2: 11، 12
·               عند الأردن سلم القيادة لإليشع (2 مل 2: 13، 14)
·               تمتع بنفس الأمر (مت 17: 3).
 
بركة وشفاعة النبى العظيم إيليا النبى تكون معنا،، آمين
 
المراجع
- الكتاب المقدس.
- ملوك أول
 للقمص تادرس يعقوب ملطى
- شخصيات الكتاب المقدس (العهد القديم)
 للقمص شاروبيم يعقوب
- حياة إيليا للكاتب ف. ب. ماير
 ترجمة القمص مرقس داود
- أضواء على حياة إيليا النبى
 للأنبا باكوس أسقف الزقازيق ومنيا القمح
- تفسير انجيل متى
 للقمص تادرس يعقوب ملطى.
0 notes
fatimayaseensblog · 7 months
Text
الخطوط العامة للعقيدة الغنوصية (3) :-
يبتدئ نص منحول يوحنا بالمقدمة التالية :
"هذه تعاليم المخلص، ووحيه بخصوص الاسرار والمسائل الخفية وراء حجاب الصمت، وكل ما نقله الى تلميذه يوحنا.
فلقد حدث في احد الايام (بعد صلب المخلص)، ان يوحنا أخا يعقوب، وهما ابنا زبدي، صعد الى الهيكل، فاقترب منه فريسي اسمه أريمانيوس، وقال له : اين هو معلمك الذي سرت وراءه؟ فقال يوحنا: لقد عاد الى المكان الذي جاء منه. فقال الفريسي : لقد خدعكم هذا الناصري، وملأ آذانكم بالاكاذيب، وقسى قلوبكم، وحرفكم عن سنة آبائكم. عندما سمعت، انا يوحنا، هذه الاقوال، توليت عن الهيكل ومضيت الى الجبل فانتجعت مكانا قفرا وقد انتابتني كآبة عميقة، قلت في نفسي : كيف تم اختيار المخلص، ولماذا ارسله ابوه الى العالم، ومن ابوه الذي ارسله وما طبيعة المكان الذي سنؤول اليه؟ لقد قال لنا بأن ذلك المكان هو نسخة عن فلك الصمدية، دون ان يطلعنا على المزيد بخصوصه.
وبينما انا على هذه الحال أتأمل في هذه المسائل، اهتزت الارض وانشقت السماء، وشع نور ليس من هذا العالم اضاء كل شيء ،فخفت وسقطت على الارض. ثم تراءى لي في النور طفل واقف امامي. وفيما انا ناظر اليه تحول شكله الى رجل عجوز، ثم تبدى لي في هيئة خادم. لم يكن امامي عدة اشكال، وانما شكل واحد بهيئات مختلفة تشف في النور من خلال بعضها بعضا. ثم سمعت صوتا صادرا عنه يقول: يوحنا، لماذا تشك ولماذا تخاف؟ أليس الذي تراه امامك معروفا لك؟ لا تكن قليل الايمان، فأنا معك دائما. انا الأب وانا الأم وانا الابن، انا الموجود السرمدي، جئت لاكشف لك حقيقة ما هو كائن ، وما كان، والذي سيكون، فتعرف ما هو ظاهر للأعين، وما هو خاف عنها، وأطلعك على سر الانسان الكامل، فارفع وجهك واسمع وتعلم ما اقوله لك اليوم لكي تنقله لأترابك من سلالة الانسان الكامل القادرين على الفهم. وعندما سألت ان أتعلم، قال لي :
الروح كمال قائم بذاته، لا يحكم فوقه احد. إنه الله الحقيقي أبو الجميع، الروح القدس الخفي الذي يهيمن على الكل. الواحد الموجود بصمديته، القائم بنوره، الذي لا تدركه الابصار. الروح ليس إلها او كائنا له صفات وخصائص محددة، بل هو اكثر من مجرد إله. هو البداية التي لم تسبقها بداية، ولم يكن لأحد وجود قبله ليحتاج إليه، الروح لا يحتاج الحياة لأنه سرمدي، ولا يطلب شيئا سواه لعدم وجود نقص فيه يتطلب التكميل. إنه وراء الكمال. إنه النور. بلا حدود ولا ابعاد لعدم وجود شيء قبله يحدده ويقيس أبعاده، خفي لأن احدا لم يره. قيوم وموجود أبدا. بلا أوصاف لأن احدا لم يفهم كنهه فيصفه. بلا اسم لعدم وجود احد قبله يطلق عليه الاسم. ليس واسعا وليس ضيقا. ليس كبيرا وليس صغيرا. ليس ماديا وليس معنويا. ليس كما وليس كيفا. ليس كيانا وليس بغير كيان. ليس زمنيا لأنه وراء الزمان. ليس موجودا لأنه وراء الوجود. قائم في نفسه ولنفسه".
بعد ذلك يتابع الصوت تعليم يوحنا، فيشرح له كيفية صدور أفلاك القوى الروحانية (الأيونات) عن منبع النور الأسمى. كانت "الفكرة الاولى" اول الأيونات في الصدور، وتدعى باربيللو تلاها "المعرفة الاولى" ثم "الصمدية" (Imperishability) ثم "الحياة الخالدة" ثم "الحقيقة"، هذه هي أفلاك القوى الروحانية الخمس الاولى، والتي كانت مذكرة ومؤنثة في آن واحد.
ثم إن باربيللو ، الفكرة الاولى، نظرت الى اعماق النور العظيم ، فحملت وانجبت شرارة نور هي المولود البكر والابن الوحيد للنور الاعظم، المسيح المعمد بطيبة الروح الخفي الاعظم، فجعل سيدا لاثني عشر فلك قوة تتالت في الظهور وصولا الى الفلك الاخير المدعو "صوفيا" التي اقامت عند الاطراف البعيدة لعالم الانوار الأعلى. ولقد ألحت على صوفيا رغبة عارمة في ان تعطي الميلاد لكائن يشبهها، ولكن رغبتها تلك لم تحظ بموافقة شريكها ولا بمباركة الروح الاعلى، ومع ذلك فإن رغبتها استعرت حتى شعت نحو الخارج، وأعطت الميلاد لكائن جهيض أشبه بالمسخ، لأنه ولد من دون موافقة الأب وتعاونه فكان له شكل خليط من أسد وأفعى وعينان جمرتان من نار. فلما رأته صوفيا ذعرت وأبعدته عنها، ودعت اسمه "يلدابوث" وهذه الكلمة آرامية وتعني "منجب الجند" .وهي تعادل لقب يهوه المتكرر في العهد القديم. وهو "رب الجنود" (راجع على سبيل المثال صموئيل الاول 4:4، وصموئيل الثاني 2:6). والجند هنا هم جند السماء، أي الكواكب، ولا صلة لهم بجند الجيوش العسكرية. ولكي لا يراه احد من اهل الملأ الاعلى، صنعت صوفيا ليلدابوث عرشا واخفته عن الاعين داخل سحابه من نور. فكان اول الأراكنة.
لقد ورث يلدابوث عن امه قوة عظيمة، كما دخل في تكوينه بعض من نور الاعالي ايضا. ولكنه شعر بالقوة التي ورثها ولم يشعر بما فيه من نور، فخرج من المكان الذي اودعته فيه صوفيا، وصنع لنفسه فلكا ناريا أقام فيه، فكان هذا الفلك أعلى طبقات العالم المادي الكثيف الذي سيظهر فيما بعد عن ظلمات جهل الأركون الأعظم. ثم ان يلدابوث دعا اثني عشر فلك قوة مادية الى الظهور، سبعة أراكنة لحكم السماوات وهي الكواكب السيارة، وخمسة أراكنة لحكم اعماق الجحيم، واعطاها من قوته، ولكنه لم يعطهم مما فيه من نور لأنه جاهل به. ثم جعل لكل أركون طبقة من قوى الظلام لخدمته، تحتها طبقة اخرى، وتابع تنظيم هذه المراتبية "الملائكية" حتى بلغ افرادها ثلاثمئة وستين قوة.
عندما نظر إله الجند الى ما خلق من افلاك قوة مادية، والى حشد الملائكة التي تأتمر بأمره، قال لهم:" انا الرب ولا إله غيري، إله غيور"، وهو التعبير الذي استخدمه يهوه التوراتي في اكثر من موضع في العهد القديم:" لأني انا الرب إلهك، إله غيور" سفر الخروج 5:20 وايضا :"لأن الرب اسمه غيور. إله غيور هو" سفر الخروج 14:34. وايضا :"لأن الرب إلهك نار آكلة، إنه غيور" سفر التثنية 24:4 .وهنا يعقب نص منحول يوحنا على صرخة يهوه هذه بقوله انها قد اوحت للأراكنة بوجود إله آخر، لأنه اذا لم يكن لإله آخر من وجود، فممن يغار إلههم اذا؟ بعد ذلك جاءه صوت من الاعالي قائلا:" انت مخطيء يا سمائل (=الاعمى، او إله العميان)، لان انسانا كاملا ومستنيرا قد وجد قبلك ، ولسوف يأتي ويحل في جسد ، فيحطم مملكتك كما تحطم الجرة الفخارية، ويحيل كل نقص الى كمال". ولم يعرف يلدابوث مصدر الصوت فظنه صادرا عن أمه صوفيا، التي لم يعتقد بوجود احد فوقه غيرها. في هذه الاثناء كانت صوفيا تروح جيئة وذهابا عند الاطراف السفلية للعالم الروحاني الاعلى، بعد ان شعرت بخطيئتها وذنبها (اشارة الى نص سفر التكوين 2:1 ، حيث نقرأ: وكانت الارض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف فوق وجه المياه). راحت صوفيا تصلي للأب النوراني الاعلى وتعرب عن ندمها وتوبتها، فاستجاب لها ولكنه لم يسمح لها بالعودة الى فلكها، بل وضعها في مكان وسيط بين عالم الروح وعالم المادة، الى ان تصحح نقصها وتستعيد كمالها.
ثم ان يلدابوث شرع بصنع السماوات والارض بكلمته الخالقة وبالقوة التي ورثها عن امه . وبعد اكتمال عملية الخلق أطل الأب النوراني الاعلى في صورة الانسان الكامل، فانعكس خياله على صفحة الماء. لما رأى الأركون الاعظم الصورة الإلهية مطبوعة على الماء، لم يعرف مصدرها ولكنه اعجب بها اشد الاعجاب ، فدعا الأراكنة وقال لهم:" هلم نصنع الانسان على الصورة التي رأيناها، ليخدمنا على الارض" (إشارة الى ما ورد في سفر التكوين 26:1 ، حيث نقرأ : وقال الله: نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا). وهكذا ابتدأ الأركون الاعظم ومساعدوه بصنع الكيان النفسي للانسان، فصنعوا النفس العظمية، فالنفس اللحمية، فالنفس النخاعية، فالنفس الدموية، وشكلوا الاعضاء عضوا عضوا، وجمعوها الى بعضها، حتى اكتمل الجسد على الهيئة التي تراءت لهم، فدعوا اسمه آدم. ولكن الهيئة بقيت مسجاة على الارض بلا حراك، لأن آدم الذي صنعوه كان نفسا تفتقد الى الروح. ولكن صوفيا التي كانت راغبة في استرجاع قوة الروح التي استمدها منها يلدابوث، تدخلت لدى الأب الاعلى ليمد العون الى آدم ، فأوحى الأب الى يلدابوث، ان ينفخ في أنف آدم من روحه التي أخذها من أمه. فلما فعل انتقل النور الذي لم يكن يشعر به الى آدم فصار نفسا حية، وبسبب النور الذي شع في داخله لن يكون آدم خاضعا كلية لسلطة حكام هذا العالم.
غار رؤسا�� الأراكنة من آدم بعد ان رأوا تفوقه عليهم ذكاء وفهما ومعرفة، فصنعوا قالبا من عناصر المادة الكثيفة ، وهي الماء والتراب والنار والهواء ، وحبسوا آدم فيه، فصار كائنا ماديا فانيا مثل بهائم البرية، ولكن قبس النور بقي في داخله. بعد ذلك أخذ يلدابوث آدم واسكنه في الجنة، ثم صنع من جوهره امرأته حواء، وامرهما ان يأكلا من كل ثمر الجنة عدا ثمر شجرة المعرفة، وذلك خوفا من ان تنفتح اعينهما ويعرفا اصلهما النوراني في عالم الروح الاعلى. ولكن الأب النوراني اشفق على الانسان، فارسل رسولا من لدنه في هيئة الصقر وقف على شجرة المعرفة وزين لهما الأكل منها. وفي نص غنوصي آخر هو :" طبيعة الأراكنة" يلجأ المؤلف الى استخدام عنصر الحية الوارد في قصة التكوين التوراتية، فالرسول الذي يمثل مبدأ العرفان، يظهر للزوجين في هيئة الحية ويحرضهما على الأكل من ثمر الشجرة ليتحرك العرفان الغنوصي في داخلهما. قالت الحية : أحقا قال لكما ان تأكلا من ثمر الشجر كله عدا ثمر شجرة معرفة الخير والشر؟ فقالت المرأة: ليس هذا فحسب، وإنما قال لنا ألا نمسها، واننا في اليوم الذي نأكل منها موتا نموت. فقالت الحية : لن تموتا، بل يوم تأكلان منها تنفتح اعينكما وتكونان مثل الآلهة تعرفان الخير والشر . قال هذا وانسحب من جسد الحية التي عادت كائنا عاديا من كائنات الارض. عند ذلك أخذت المرأة من ثمر الشجرة فأكلت وأعطت زوجها فأكل معها، فانفتحت اعينهما على قصورهما الانساني، وعلى النور الداخلي ايضا، وهو النور الذي سيقود ذريتهما الى التحرر من سلطة إله هذا العالم، والى الخلاص من دورة الحياة والموت، والالتحاق بالعالم النوراني الذي صدرت عنه الارواح. وعندما يبلغ سعي الانسانية نحو الخلاص أوجه، سوف يهبط المسيح ليظهر في هيئة يسوع الناصري، فيرفع عن الناس لعنة الشريعة التي أبقتهم في حجب الجهل، وينقذهم من صاحب هذه الشريعة ومن العالم المادي الناقص.
فراس السواح (الوجه الآخر للمسيح)
1 note · View note