#أنا_وليلى ..
يقول كاظم الساهر : عندما قرأت كلمات قصيدة (أنا وليلى) .. بحثت عن شاعرها خمس سنوات ،، وأخيرا نشرت نداء عبر الصحف أستفسر فيه عن الشاعر ..
ذات يوم .. قابلني رجل بدت على وجهه سمات العذاب الأليم .. أخاديد من عذابات السنين تختزلها سمرة تحيط عينيه ،، وكذا نحول في جسمه ،، ومرارة حزن عات يبدو على تصرفاته!!
قلت له : من أنت؟ ..
فقال : أنا صاحب القصيدة (استبعدت ذلك تماما لعظمة وقوة القصيدة ،، وضعف وهوان الرجل) ..
واستكمل حديثه قائلا : أنا حسن المرواني ،، لست شاعرا" ،، ولكني كتبت قصة وحيدة ،، لم أقل غيرها من قبل ،، ولن أقول غيرها من بعد .. أنا عراقي من مدينة ميسان من عائلة فقيرة كنت أشقى في كل عمل لأجمع تكاليف الدراسة وقد تفوقت ،، فاندفعت بشغف للتعليم ..
تعرفت على فتاة متوسطة الجمال .. تليق بحالتي المتدنية ماديا ، أحببتها ، وبدى لي أنها تبادلني نفس الشعور .. همتُ بها هياما شديدا ،، واتفقنا على الزواج بعد التخرج مباشرة .. في آخر أيام السنة الأخيرة ، أتت ليلى ومعها خطيبها ممسكان بأيدي بعضهما 😕💔
وهنا : يكمل كاظم الساهر القصة ، قائلا : انصدم حسن المرواني الشاعر المحب الفقير ، وترك الدراسة ردحا من الزمن .. ولكن إدارة الجامعة لم تطوِ قيده ، لفقره وحسن خلقه .. ثم كان يوم التخرج ..
القاعة تعج بالحضور ، وفجأة حضر حسن المرواني ، وجلس وسط الحضور ، ليرى ليلى عن يمينه مع خطيبها ، حبس دمعة مخنوقة في عينيه ، وفجأة تدلى ميكرفون ، وصدح متحدث يقول : أيها الحضور الكريم ، ستسمعون الآن قصيدة الخريج حسن المرواني .
تلعثم المرواني قليلا ، ثم قام وأخذ المايك بيده وبدأ القصيدة قائلا :
سألقي عليكم قصيدتي الأخيرة في هذه المسيرة . والتفت يمنة ، كانت خطيبته واقفة بجوار خطيبها الجديد ، وقال :
ماتت بمحراب عينيكِ ابتهالااتي
واستسلمتْ لرياح اليأس حالاتي
جفّتْ على بابكِ الموصودِ أزمنتي
ليلى ، وما أثمرتْ شيئا ندائاتي!
فبكت ليلى ، وقامت وقعدت على المقعد الأخير في تلك القاعة ودموعها تحرق مآقيها .. نظر حسن المرواني إليها من جديد ونظر إلى خطيبها خلسة" ، واسترسل قائلا :
عامانِ ، مارفّني لحنٌ على وترٍ
ولا استفاقتْ على نورٍ سماواتي
أعتِّقُ الحب في قلبي وأعْصرهُ
فأرشف الهمّ في مُغْبَرِّ كاساتي!
وهنا اغرورقت عينا حسن المرواني بالدموع ، فأكمل قائلا :
ممزّقٌ أنا .. لا جاه ولا ترفٌ 🙂
يغريكِ فيَّ فخلّيني لِ آهاتي!!
لو تعصرين سنين العمر أكملُها
لسال منها نزيفٌ من جراحاتي
ثم أشار إلى ليلى بسبابته واسترسل قائلا :
لو كنتُ ذا ترفٍ ما كنتِ رافضةً
حبي ، ولكنّ!!
عسر الحاااال
ضعف الحال
فقر الحاااال ..
مأساتي!َ!!!!!
عانيتُ عانيتُ لا حزني أبوح به
ولستِ تدرين شيئا عن معناتي!!
أمشي وأضحك يا ليلى مكابرة"
علّي أُخبّي عن الناس احتظاراتي!
لا الناس تعرف ما أمري فتعذرني
ولا سبيل لديهم في مواساتي!!
يرسو بجفنيّ حرمانٌ يمصّ دمي
ويستبيح إذا شاء ابتساماتي!!!
معذورة ليلى إن أجهضتي لي أملي
ما الذّنبُ ذنبُكِ بل كانت حماقاتي!!
أضعتُ في عرب الصحراء قافلتي
وجئتُ أبحثُ في عينيكِ عن ذاتي!!
وجئتُ أحضانكِ الخضراء منتشيا"
كالطفلِ أحملُ أحلامي البريئآتِ !!!
غرستِ كفّيْكِ تجْتثّين أوردتي
وتسحقين بلا رفقٍ مسرّاتي !!!
واغربتاه! مُضاعٌ هاجرتْ مدني
عني ، وما أبحرتْ عنها شراعاتي
نُفيتُ واستوطن الأغرابُ في بلدي
ودمّروا كل أشيائي الحبيباتِ !!!!!!
عند هذا البيت ضجّت القاعة بالبكاء ، ولا سيما ليلى التي كادت أن تجن .. وهنا التفت حسن إلى ليلى مشيرا إليها قائلا :
خانتكِ عيناكِ في زيفٍ وفي كذبٍ!!
ثم أشار بإصبعه إلى خطيبها وقال لها :
أم غرّكِ البهرجُ الخدّاع مولاتي؟؟؟؟
فراشة ً جئتُ ألقي كُحْلَ أجْنحتي
لديكِ ، فاحترقتْ ظلما جناحاتي !!
أصيحُ والسيف مغروز بخاصرتي
والغدرُ حطّم آمالي العريضاتِ !
فقامت ليلى منفعلة وقالت : أرجوك حسن يكفي ، فلقد أرغموني على الزواج من إبن عمي ، وهي عادة عربية قديمة ، إذ كان العربي يدفن ابنته حية في قبرها ، ولكنهم تغيروا ، فأصبحوا يتفننون في تعذيبها أكثر ، إذ يحرمونها ممن تحب ، ويجبرونها على من لا تحب .. والامثلة كثيرة منها عبلة عنتر وليلى ومجنونها
فواصل حسن المرواني شعره وقال :
وأنتِ أيضا ،، ألا تبّتْ يداك إذا
آثرتِ قتليَ واستعذبتِ أنَّاتي !!
من لي بحذف اسمكِ الشفاف من لغتي
إذنْ ، ستمسي بلا ليلى حكاياتي،،،،
وهنا أغمي على ليلى ، وحملوها خارج القاعة ، بينما تسلل المايكرفون من يد حسن ، وغادر القاعة وغادر الجامعة وغادر بغداد وغادر العراق ، ليستقر في الإمارات العربية المتحدة ستة عشر عاما ..
وأخيرا عاد إلى العراق ، وزار جامعة بغداد ، ليجد قصيدته الوحيدة وقد خطّت على جدار الجامعة ، تخليدا لتلك الذكرى الأليمة التي ولدت مثل هذه القصيدة الفريدة ..
🌿منقول لروعة المحتوى
تحياتي،،،،،
27 notes
·
View notes
الإزاحة التاريخية لعنصر المرأة
تقول غيردا ليرنر علينا استبدال الشخصيات الرجالية العظيمة، بنساء كابدن المعاناة الذكورية وواصلن، لتقول تحديدًا -جداتنا-. أبحث بين جداتي، إما ضعيفة بضغط من المحيط الذي يتغذى من خلال طواعيتها، أو نرجسية متسلطة لتشوهها مع القيم الموجودة آنذاك، أعلم أنهن جميعًا مشوهات لكن ما هو المجموع الحسابي لصفرين؟ إننا نتحدث عن مجتمع شكل البقاء مهمة صعبة، إما أن تأكل أو تؤكل.
قرأت في التيك توك نصًا رائعًا. "كيف لي أن أعرف اسم جدي الثامن، لكن لا أملك أدنى فكرة عن اسم جدتي الثالثة". وكذلك يتولى الرجال الأحداث التاريخية وتجنب المرأة، كأن موقفها من السرد أن لا تكون ضمنه.
إحدى جداتي تمكنت قبل سبعون عام تقريبًا من أن تتوظف بوسط رجالي تمامًا، تركت البحث عن مسؤوليات -أنثوية- كالزواج مبكرًا والحمل والإنجاب ودخلت لعالم الرجال، كان الجنس الآخر يهابونها ويتعوذون منها. تذهب للبحث فيما يخص أرض والدها، وتنازع الرجال في ديونه. وتبقى في النطاق الخاص بالرجال، أي خارج المنزل. تفهمت لمَ نوال السعداوي أشارت أنها لا تحب الأماكن النسائية لأنها عزل تام عن الصورة السوية للإنسان. حتى تزوجت وتركت قريتها ولم تعد إليها حتى الآن! تقول أمي لا أحد يعلم عنها شيئًا. كأنها قبل الزواج كانت في محاولات لنفي الهوية التي اقتصرت عليها وبعدما تمكنت قررت ترك القرية.
وقبل تسعون عامًا اكتشفت أحدى جداتي أن زوجها تزوج عليها، ذهبت للمزرعة وقطعت محصوله، ثم تركته رافضةً العودة إليه، في ذلك الزمن حيث لا عواطف، لتخرج بهذا الشكل المسرحي.
كذلك الأخرى، أم جميع العالم. كانت تتعمد عند النافذة في الصباح لتعدنا، ثم تستجوب أمي أهي بخير؟ لتعود إلى النوم بعدما حزمت علينا بالسؤال. وفي أحد الليالي ظهر صوت خارج المنزل، صرخن بناتها وأحفادها، أخذت جدتي السلاح وذهبت إلى حيث الصوت وهي تردد آيات قرآنية في ظنها أنها التي تحميها، لذا لن تخشى أحدًا طالما أنها تكررها!
3 notes
·
View notes
J 5
لم أعتد تصنيف الايام
وبالرغم من تشابهها احياناً الا انني كنت اسعى جاهدة رافضةً اي تصنيف ، ولكن حين يحين موعد نومي استطيع ببساطة وضع عنوان بارز لكل يوم..
فليكن هذا عنوان هذا اليوم
الابتعاد عن الهاوية
هاوية المشاعر ،هاوية الاشياء وحتى هاوية الاعتياد ..
لا بأس، اعلم يقيناً انني سأجد مكاناً جديداً ، مكاناً جديراً ، مكاناً يليق بي
لطالما خُدع الناس بمظهري البريء ، وهدوئه ، وصمتي باللحظات الصاخبه ، وميلي لتجنب كل شيء لا يخدم راحتي ، في كثير من الاحيان يبدأ بعض الاشخاص من حولي بإقناعي ان تلك انهزامية وأنني يجب ان اتحدث ، من اجلي لا من اجل احد آخر ، الا انني ارفض وارى ان ذلك لا يخدمني..
وبقدر ما اعتدت الصمت بقدر ماتعلمت ، ولن ابالغ ابداً إن قلت انه لايوجد افضل مني في ابتلاع الهزائم والوقوف على عجل من اجل محاولة اخرى ..
الا انني اكتشفت مؤخراً جانباً مخفياً او بالاصح جانب تجاهلته عن دون قصد مني عندما صمت مراراً
فإن كان الصمت علمني الكثير ، فإن الحديث ايضاً كان سيعلمني
كما ان ميزان الربح طبعاً سيميل لجانب المتحدثين .
0 notes
سد النهضة يؤكد أن إثيوبيا ت��يد الجدل حول «تقاسم» النيل
سد النهضة يؤكد أن إثيوبيا تعيد الجدل حول «تقاسم» النيل
أعادت إثيوبيا الجدل حول تقاسم مياه نهر النيل، رافضةً ما وصفتها بـ«الهيمنة على الموارد المائية المشتركة»، والتي عدها نائب رئيس الوزراء الإثيوبي ديميكي ميكونين «عائقاً أمام الاستخدام العادل والمعقول لمياه النيل».وتتنازع إثيوبيا مع كل من مصر والسودان، بسبب «سد النهضة» الذي تبنيه على الرافد الرئيسي لنهر النيل، ويثير توترات مع دولتي المصب.
وتقول القاهرة إن السد، الذي يقام منذ 2011، يهدد «حقوقها» في…
View On WordPress
0 notes
اليوم أكملت عاميَ الثلاثين
منذُ أعوامٍ وكل من يراني يقيّمُ عمري الظاهريّ بأقل بكثيرٍ من الحقيقة، لسببٍ ما، أنا لم أكبُر منذ العشرين، توقّفت ملامحُ وجهي هناك، رافضةً الاعترافَ بالزّمن، مرّت الخامسة والعشرون مرور الكرام من فوق ملامحي، ومرّت بعدها سنوات خمس أخريات. لا زال وجهي يصوّرني للناس كفتاةٍ عشرينية طائشة، حتى النظارة الطبية التي عُدتُ لارتدائها لم تشفع لي ولَم تزدني وقارًا وعمرًا.
في آخر شهرين قبل أن أخطو الثلاثين، أخطأ في تقييم عمري عدد من ، الأشخاص الذي اعتقد أنني لم أُكمِل الثامنة عشر، وسيدة الخمسينية التي ظَنّت أني طالبة ثانوية، وسائقون متفاوتون في العمر، كلهم ظنّ أنني طالبة جامعية على الأكثر.
كنت أتردّدُ في إعلان عمري الحقيقي كفتاةٍ تَبْلُغ ٢٩ عامًا، ذلك لم يجعلني أُنقِصُ من عمري مثلاً، ولكنه لسببٍ ما كان يجعلني أُصحّح لهم نظرتهم وأستبق الأمور بقولي “أنا عندي تلاتين سنة”، كرقمٍ صادمٍ لهم.. ولي أيضًا.
1 note
·
View note