اليوم أكملت عاميَ الثلاثين

منذُ أعوامٍ وكل من يراني يقيّمُ عمري الظاهريّ بأقل بكثيرٍ من الحقيقة، لسببٍ ما، أنا لم أكبُر منذ العشرين، توقّفت ملامحُ وجهي هناك، رافضةً الاعترافَ بالزّمن، مرّت الخامسة والعشرون مرور الكرام من فوق ملامحي، ومرّت بعدها سنوات خمس أخريات. لا زال وجهي يصوّرني للناس كفتاةٍ عشرينية طائشة، حتى النظارة الطبية التي عُدتُ لارتدائها لم تشفع لي ولَم تزدني وقارًا وعمرًا.

في آخر شهرين قبل أن أخطو الثلاثين، أخطأ في تقييم عمري عدد من ، الأشخاص الذي اعتقد أنني لم أُكمِل الثامنة عشر، وسيدة الخمسينية التي ظَنّت أني طالبة ثانوية، وسائقون متفاوتون في العمر، كلهم ظنّ أنني طالبة جامعية على الأكثر.

كنت أتردّدُ في إعلان عمري الحقيقي كفتاةٍ تَبْلُغ ٢٩ عامًا، ذلك لم يجعلني أُنقِصُ من عمري مثلاً، ولكنه لسببٍ ما كان يجعلني أُصحّح لهم نظرتهم وأستبق الأمور بقولي “أنا عندي تلاتين سنة”، كرقمٍ صادمٍ لهم.. ولي أيضًا.

‏"ستعلم بعد انكشاف البَلاء؛ أن ﷲ عقد لك أسباب النجاة منه مع بداياته، وأن خُيوط الرحمة كانت تحفُّك في كل مراحله، وأنها كانت قريبة منك ولكنك لا تُبصرها، فيوسف دخل السجن ودخل معه سبب خلاصه: (ودخل معه السجن فتيان) وكان الناجي منهما سببًا من أسباب خلاصه، و"لُطف الله لا ينفكّ عن قدره"

‏" ما عرفته حقاً عني بأنني شخص ثمين و أنه لدي روح مملوءة بالربيع تجف أحياناً ويتخللها الخريف لكنها تصر على المقاومة لا تنهار من أية حدث ،أثق بنفسي أتعرف عليها كل يوم من جديد وأؤمن بها ،وهذا مكسب الإنسان"

‏أحب التقدير ، والشخص اللي يقدّر التصرفات اللطيفة والأفعال الجميلة حتى لو كانت كلمة او تصرف بسيطة، اللفتات الكريمة تربّت على القلب .. لما شخص بفعل صغير يحاول يبين تقديره .. فهذا بالنسبة لي أمر عظيم يستاهل أن أحمله دائمًا في قلبي وابتسم له كلما مرَ كالنسمة الباردة على بالي

‏"بعض الأشخاص لديهم طاقة حياة عجيبة،أرواحهم قادرة على أن تعيش الحُب وتمنحه حتى في أبسط تفاصيل يومهم العادية،بالرغم من أنك لو تعمّقت في مسيرة حياتهم ستعرف أن تجاربهم صعبة وقد طحنتهم الحياة،لكنهم متمسكين بالشغف،بالعيش، بالحُب،بقلوب مليئة بالكرم والرحمة. رائعين ودائما وجودهم مُطمئِن"

‏"الحديث عن عوض الله لم يكن مواساة للمتعثرين أو طبطبة على قلوب المنكسرين،لا وربّي؛بل حقيقة أبصرتها مرارًا،ما تأخّر أمر إلا وبعده عوضٌ جميل،وما تعسّر موضوع إلا وبعده يُسرٌ عجيب،وما تُرك شيء لأجل الله إلا ورزق المرء بأعظم مما ترك،وما تأخر عوض الله إلا ليأتيك بصورة أجمل وأكمل"