التعريف بديوان النابغة الذبياني
ديوان النابغة الذبياني هو مجموع ما جُمع من شعر الشاعر النابغة الذبياني وهو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر ابن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان المكنّى بأبي أمامة المعروف بالنابغة الذبياني نسبة لقبيلة ذبيان، ولم يُعرف زمان ميلاده غير أنّه مات نحوًا من 18 قبل الهجرة الموافق نحو 604 للميلاد.[١]
كان من شعراء الطبقة الأولى وأحد أعلام الشعر العربي والجاهلي،[٢]…
في درس شرح كتاب «دلائل الإعجاز» بالجامع الأزهر الشريف
(الأحد: 4 من ذي القعدة 1445هـ = 12 مايو 2024م)
• من الأشياء العجيبة جدًّا أن التدبُّر كان شائعًا في كلام العلماء، وكلُّ الذي أقرؤه اليوم وما بعد اليوم هو تحقيقٌ وتأكيدٌ لوجوب تدبُّر قارئ العلم.
• القراءةُ مِن غير تدبُّرٍ عدمٌ، والعلمُ لا يَسْكنُ في نفسك إلا إذا تدبَّرتَه ووعيتَه وعرَفتَه معرفةً دقيقةً وواعية.
• ما مِن خطأٍ يَحْدثُ إلا في غَيْبةِ التدبُّر.
• وجدتُ كُتبَ علمائنا مشحونةً بالنصيحة والأمر بالتدبُّر، وأن التدبُّرَ والتفكيرَ في الذي تقرؤه – في أي علم من العلوم – يجب أن يكون مصاحبًا لك، وأن اللحظة التي لا يصاحبك فيها التدبُّر هي اللحظة التي لا تصاحبك فيها المعرفة.. وجدتُ هذا كثيرًا جدًّا في الكتب.
• أدركتُ أن العلماء إنَّما أكثروا من ذِكْر التدبُّر لأن الله – جلَّ وتقدَّس – حثَّنا على التدبُّر في كتابه العزيز، وكرَّر ذلك؛ كرَّر الأمر بالتدبُّر، وقال لنا إن الذين لا يتدبَّرون كأنه «على قُلوبٍ أقفالُها».
• لم يَقُلِ الكتابُ العزيز: «على القلوبِ أقفالٌ»، وقال: «عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا» لِيُشيرَ بهذه الإضافة الجليلة إلى أنَّ للقلوب أقفالاً ليست هي الأقفالُ التي تعرفونها، وإنَّما هي أقفالٌ غامضة؛ منها الغفلة، ومنها تَرْكُ التدبُّر؛ فكأنك حين تقرأ أو تسمع من غير أن تتدبَّر وضعتَ قُفلاً على قلبك، والتدبُّر هو الذي يُزيلُ عن قلبك هذا القُفل.
• كأن التدبُّر هو الذي هيَّأ الله به آدمَ وبَنِيه مِن بعده لعمارة الأرض.
• التدبُّر ليس فَهْمَ مسألةٍ علمية، التدبُّر مسألةُ وجود.
• الخلافة في الأرض لا تصلح إلا بالتدبُّر؛ فعلى الزارع أن يتدبَّر، وعلى الصانع أن يتدبَّر، وعلى المُعلَّم أن يتدبَّر، وعلى الطبيب أن يتدبَّر، وعلى السياسي أن يتدبَّر؛ فإذا لم يتدبَّروا صنعوا صناعة فاشلة، والصناعة الفاشلة تعني خراب الأرض، والصناعة التي هي نتيجة تدبُّر ووعي تعني عمارة الأرض.
• الفرق بين التقدُّم والتخلُّف هو التدبُّر أو عدم التدبُّر؛ فالذين يتدبَّرون ويَعقلون ما يفعلون ويُحْكِمون ما يفعلون هم المتقدِّمون، والذين لا يتدبَّرون هم المتخلِّفون، قل هذا في الطب، قل هذا في التاريخ، قل هذا في الأدب، قل هذا في الفقه، قل هذا في الزراعة، قل هذا في السياسة.
• اعلمْ أنَّ أفضلَ عطاءٍ تُعْطَاه هو ما كان منك أنت بالتدبُّر، وأنه لا يَسُدُّ أحدٌ في تدبُّرك مَسدَّك.
• لا يسقيك العلمَ إلا أنت، ولا ينوب عنك أحدٌ في سُقياك للعلم.
• لن تكون عالِمًا إذا أردتُ لك أن تكون عالِمًا، ولن تكون عالِمًا إذا كان أستاذُك مِن أَعْلَم علماء الأرض، إنَّما تكون عالِمًا في حالة واحدة: إذا أردتَ أنت أن تكون عالِمًا، تكون نافعًا في حالة واحدة: إذا أردتَ أنت أن تكون نافعًا.
• في القرآن أشياء جليلة جدًّا جدًّا، ولكنَّ الغفلة أضاعتها.
• على أهل العلم أن يُقرِّبوا العلم لأجيالهم، ويضعوه في طريقهم، فإن لم يطلبوه طلبهم.
• ضَعُوا العلمَ في طريق أجيالكم؛ لأنَّ أجيالَكم إذا لم تطلب العلم ووضعتموه لهم في طريقهم طلبهم العلمُ.. هذا هو الواجب، وإلا عشنا في التخلُّف الذي نحن فيه، وعشنا في الضَّعف الذي نحن فيه، وعشنا في العُسْر الذي نحن فيه، وعشنا في التفاهة التي نحن فيها.
• اكرهوا التفاهة، واكرهوا التخلُّف، واكرهوا العُسْر، واكرهوا كل ما يَكرهُه الإنسان حتى تُحقِّقوا كل ما يتمنَّاه الإنسان.
ونحن يا سيِّدي حافظ لم نَعُد نفكِّر في مَسْح الحذاء، أصبحنا نُفكِّر في رغيف الخبز، أنت تستطيع أن تستغني عن مَسْح الحذاء، ولكنك لا تستطيع أن تستغني عن رغيف الخبز.
ثم قال: هذا كلامٌ يظلُّ حيًّا في الأرض ما بقيت الأرضُ حيَّةً إذا تدبَّرتَه. هذا كلامٌ حين تسمعُه لا تَسْمَعْ النابغة الذبياني، ولكن عليك أن تعيش اللحظةَ التي عاشها النابغة الذبياني وهو يقول: كِلِينِي لِهَمٍّ يَا أُمَيْمَةَ نَاصِبِ.. اسمعْه وكأنك أنت الذي عشتَ هذا، وكأنك أنت الذي تقول هذا.
• كان أبو محمد إقبال يوصيه قائلاً: «اقرأ القرآن وكأنما عليك أُنزِل»، وأنا أقول لك: أَنْشِد الشِّعرَ وكأنك أنت الذي صنعتَه وعشتَ تجربتَه.
• الله وضع في فطرتك حُبَّ البيان، ومعنى «حُبِّ البيان» أنك إذا كرَّرت البيانَ بتدبُّر وبوعي وجدتَ مذاقَه.
• تربيتُك لنفسك هي أشقُّ ما في حياتِك؛ لأنها أجلُّ ما في حياتك، وإذا انتظرتَ فلانًا أو فلانًا يُربِّيك فلن تكون شيئًا.
الشعر العربي
يعدّ الشعر من أهمّ الفنون الأدبية وأكثرها تنوعًا، فهناك الشعر الجاهلي، والعباسي، والأموي، والأندلسي، والفاطمي، والمملوكي، والحديث، كما يصنّف الشعر حسب موضوعه إلى شعر غزل، ومدح، ورثاء، وهجاء، وفخر، ووصف، ومن أشهر ما كتبه العرب في الشعر هو ما عرف باسم المعلّقات، وهي عبارة عن سبع قصائد، وقد أضيف لها ثلاث قصائد لاحقاً، وهي قصائد كل من: الأعشى، عبيد بن الأبرص، النابغة الذبياني لتصبع عشر…