إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميّت .. إنها قضية الباقين ،المنتظرين بمرارة دورهم لكي يكونوا درساً صغيراً للعيون الحية..
إن الموت السّلبي للمقهورين والمظلومين مجرّد انتحار وهروب وخيبة و فشل ..
الثورة وحدها هي المؤهّلة لاستقطاب الموت ..
الثورة وحدها هي التي توجّه الموت وتستخدمه لتشق سُبل الحياة ..
الموت! إنه الاختيار الحقيقي الباقي لنا جميعاً، أنت لا تستطيع أن تختار الحياة لأنها معطاة لك أصلاً، والمعطى لا اختيار فيه ...
اختيار الموت هو الإختيار الحقيقي، أن تختاره في الوقت المناسب قبل أن يُفرض عليك في الوقت غير المناسب.. قبل أن تُدفع إليه بسبب من الأسباب التي لا تستطيع أن تختارها كالمرض أو الهزيمة أو الخوف أو الفقر..
إنه المكان الوحيد الباقي للحرية الوحيدة و الأخيرة والحقيقية !
* الشهيد - غسان كنفاني .📄
(عكا ٨ أبريل ١٩٣٦/بيروت ٨ يوليو ١٩٧٢)
– أديب مناضل وروائي وقاص وصحفي فلسطيني، يعد واحدا من أهم أدباء القرن العشرين العرب، وأحد أبرز أعلام الأدب المقاوم والثورة الفلسطينية .
إنّها لحقيقة أنّ العالم لا يتطهّر من الحرب، لا يُغسل من الدم، لا يسلم من الكراهيّة. إنّها لحقيقة. […] ومازلت أعتقد في إمكانيّة الحُب. لدي يقين بأن التفاهم بين البشر سيتم على الرغم من الآلام ومن الدم ومن الزجاج المهشّم
–مات الشاعر بابلو نيرودا مرّة واحدة سنة ١٩٧٣ بعد الانقلاب العسكري بالشيلي، ودفن أربع مرّات، مرّة أولى في ١٩٧٣ومرّة ثانية في١٩٧٤ومرّة ثالثة في ١٩٩٦، ليحط رحاله أخيرا سنة ٢٠١٦بحديقة منزله بإيسلا نيغرا، قبالة المحيط الهادئ، على الساحل التشيلي الوسطي تنفيذا لوصيته الشهيرة :
”رفاقي، ادفنوني في إيسلا نيغرا ،
..قبالة البحر الذي أعرف. “
*مذكرات پابلوا نيرودا./ أعترف أنني قد عشت.📝
......
(١٢ يوليو ١٩٠٤– ٢٣ شتنبر١٩٧٣)
كلمات أقدم قصيدة حبّ كتبتها صبية مزارعة لشاب راع للأغنام تعود لأكثر من 4000 سنة..
النقش مكتوب باللغة الأكادية، التي تسمى أيضاً باللغة الآشورية-البابلية، وهي من اللغات الساميّة الشرقية، وكانت اللغة المحكية في بلاد ما بين النهرين (العراق) مابين الألف الثالث حتى الألف الأول قبل الميلاد، وكانت تدون بالخط المسماري.
في السطرين الأول والثاني، تستخدم القصيدة فعلاً في صيغة الماضي وآخر في صيغة المستقبل، الأول فعل "إقتلاع" وتحرر، والثاني فعل "زرع" وتجديد للحياة، وكأنّ هناك تقابل بينهما: تخلّص من مشاكل الماضي مقابل الأمل في فرح ينتظرها في المستقبل.
فهناك "مسافة" بين الحقيقة والواقع من جهة، والأمل والمستقبل من جهة أخرى. وكأن القصيدة تنهيدة من أوجاع الحياة ومعاناة ماضيها، وتطلع إلى حلاوة الأمل والرغبة في اللقاء والفرح.
وما نعرفه من صوت القصيدة، أنّ الفتاة صاحبة الأبيات، تأتي من خلفية زراعية، وأما حبيبها الذي تناديه فهو راع، وبهذا ترمز قصة الحبّ بينهما، بمعنى من المعاني، إلى تزاوج قسمي الحياة البابلية، وعماد اقتصادها: الزراعة والرعي.
عزيزي إدوارد سعيد، عندما منعت السلطة الفلسطينية كتبك وصادرَتْها قلتَ لي إنهم ليسوا أشراراً بل جُهَلاء، وهذا أسوأ. قلبك الطيب لم يصدق أن الشر والجهل قد يلتقيان في صدر واحد. في ذكراك أردد ملحوظتك الواخزة: سرقوا بيتك/ فهل تستردّ الباب؟
” بدأت نضالا لفضح الانحياز والخبث الكامنين في السلطة التي تعتمد في مصادر قوتها اعتمادا مطلقا على صورتها الايدلوجية عن ذاتها بوصفها فاعلا أخلاقيا يتصرف بقصد شريف وبنوايا لا يرقى إليها الشك. “
* ادوارد سعيد.📄/ ٢٠٠٣ – ١٩٣٥.
- كاتب، وباحث وناقد أدبي، وصحفي، وعالم موسيقى، وفيلسوف ومفكر فلسطيني، وعضوٌ سابق في المجلس الوطني الفلسطيني.