#مرجوحة | Explore Tumblr Posts and Blogs

alhelo-m · 4 years

Text

فى مجموعة على برنامج تليجرام اقتحمها داعشى قذر يرفع صورا بشعة تدل على حيوانية مطلقة ويسوق لأفكاره ببراهين دينية لا استدلال أو حجة له فيها إلا لأحمق وسفيه جاهل ، فطلبت من المشرف أن يقوم بطرده فلم يأبه ، فلم أصبر حتى يرد ، وعزمت أن أرد استدلاله وأبين ضعف حجته وخبث نفسه وشرها ثم أغادر ، فأترك هذا الحيوان يهذى ذبيح الحجة ..

إنه أحد الأوساخ الأراذل ، الذين يظنون أنهم بدعا فى الزمان وهم خوارج كل عصر ، وبوعد سيد الأنام عليه السلام : "كلما خرج لهم قرن قطع" ..

وهى رسالتى لكل من كفر او استحل الدم والعرض وتاجر بالدين لأغراض سياسية ودنيوية ، أسردها هنا للمراجعة والإفادة والتذكر ، وعذرا لو كان بها خطأ كتابى فكان ذلك من سرعة كتابتى وانفعالى ..

وإلى نص الخطاب :

"ما أراك إلا صعلوك جاهل متعطش للدماء ، تفتش عن قواعد ومناهج لتضفى على أفعالك والتى لا يرتضيها الله ولا رسول من رسله ، ولم يفعلها واحد من أهل الشرائع عبر التاريخ ، وإنما هى أفعال الهمج وذوى الأطماع الدنيا وذوى الهوس النفسى المريض ، وتحتج بالحجة فى غير موضعها ، علك تجد لنفسك أملا فى أخراك بعد أن ضيعت دنياك فى كهوف قذرة ، ظانا منك أن ذلك لك رفعة وهو لك مذلة فى الدارين ، يوم تحشر وتجد نفسك أمام أرحم الراحمين والذى افتتح كتابه وقرن اسمه بصفتى الرحمة "الرحمن الرحيم" وأنزل نبيه بالرحمة والذى رفض على كل الأذى الذى لاقاه أن يطبق جبال مكة على أهلها وقال "عسى أن يخرج من أصل��بهم من يقول لا إله إلا الله" وأطلقهم وقت قدرته ، فإذ بك تحتج بالله والرسول عليه الصلاة والسلام والله ورسوله منك براء ، وما قاتلوا إلا من اعتدى عليهم ، وما أرادوا دما استطاعوا تجنبه ، فيداك الملطختين وأفكارك والتى تريد صبغتها بصبغة الدين هى الكفر عينه ، وسأرد حجتك من واقع بحوث وعلوم حصلتها حرا على أيد من كانوا يرحمون الجاهل والضعيف والضال تمثلا بقول الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم : "لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين" ، ويتمنوا هدى الناس أجمعين اقتداء بمهمة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم والذى قال ربنا عنه : "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" ، ويرون الخلاف سنة الله فى ارضه تقريرا لقول المولى سبحانه : "ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" .. ذاك هو الدين القيم ، فإنا هداة نعين الناس على حب الله والخروج إلى النور ولا نعين إبليس على كفر الناس وضلالهم وزهق أرواحهم ، فما أنت إلا يدا لإبليس آثمة وغادرة .. واسمحوا لى أعضاء المجموعة الفاضلين بالرد مطولا على النقاط التى أثارها حتى لا يفتن جاهلا أو يشنع بدين الله وهو منه برئ ، وعذرا للصور المؤلمة والتمثيل بالقتلى الذى لم يكن أبدا من دين الله ، فإنه حتى فى الحرب كان للإسلام تعاليم لا يفقه عنها شيئ هذا المخرب ، أعاننى الله فلست من رجال الدين ولا أنا أهل علم ، ولكن مؤمن برب الرحمة مسلم لله آذانى أن ينتسب هذا الجاهل ويتذرع بأحكام لا يفقهها ، مثل الحمار يحمل أسفارا ، والله أعلم .

أما قولك أولا : وجوب هدم وإزالة مظاهر الشرك وتحريم وسائله ، واستدلالك بقول الإمام على كرم الله وجهه ألا يدع تمثالا إلا طمسه ولا قبرا مشرفا إلا سواه ، فذلك فى الأوثان التى تعبد من دون الله ، والقبور التى تتخذ قبلة للعبادة ، كالأصنام التى أحاطت بالكعبة ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم "اللهم لا تجعل قبرى من بعدى وثنا يعبد" ، فتفكر يا جاهل فى كلمة سيدى (وثنا يعبد) ، لكن كونه دفن باختيار الله فى حجرته المشرفة على المسجد ، فلم يكن ذلك من الشرك فى شئ ، وإلا وجب طمس قبره صلى الله عليه وسلم ، وحاشا لله أن يختار لنبيه صلى الله عليه وسلم موطن دفن يكون باب شرك او كفر ، وعليه فإن الناس قد درجت على دفن الصالحين فى مقابر فى صحن المساجد حينا ، تبركا لا عبادة ، وبعض الصحابة الأفاضل ميزت قبورهم وكان من الصحابة من هم أحياء فلم ينكروا ، وإن صدرت بعض الأفعال المبالغة فى التبرك والقصد فيما بعد فهى من باب الجهل لا الشرك ، وتحتاج وعيا وتنبيها لا قتلا وتنكيلا وتكفيرا ، والأصحاب الأفاضل دخلوا ربوع البلاد ، فلم يهدموا الآثار ولو كانت تماثيل ما دامت لا تعبد ، ولم يرو عنهم ذلك ، بل على العكس تركوها اعتبارا تطبيقا لقوله سبحانه : "أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا فى الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون" .. صدق الله العظيم ..

ثانيا : قولك الرافضة طائفة شرك وردة وممتنعون عن تطبيق كثير من شعائر الإسلام الظاهرة ، فيدل على عمق الحمق داخلك ، فإن الروافض ساعة ظهورهم كان الأمر سياسيا لا عقديا فى اول الأمر ، فكانوا يرون أحقية آل البيت بالإمامة ، ثم انقسموا أقساما كثيرة ، منهم من شط ومنهم من توسط ومنهم من اختلف فى فروع فقهية جازت عند المسلمين وأهل السنة فاعتبروه مذهبا فقهيا ، فلا يجوز الحكم عليهم بالجموع أبدا قبل تعيين مواطن الخلاف وإقامة الحجة ، فهم مقيمون على التوحيد ، ومن أهل قبلتنا ، فمن أجاز السب فيهم عوقب لا كفر ، وبعد أن يستتاب ويحتج عليه ، ومن قاتل قوتل بالبغى لا بالكفر ، حتى يفئ ويرجع إلى عدم القتال ، تماما كقتال المسلمين إن وقعت بينهم فتنة ، وهذا قول الأئمة المعتمدين فى دين الله ، بل إن الشافعى رضوان الله عليه لما كان شديد الحب لآل البيت فرماه جاهل مثلك بأنه رافضى قال : "إن كان حب آل محمد رفضا فليشهد الثقلين أنى رافض" ، وهو أحد أعمدة مذهب أهل السنة الكرام ، وأما احتجاجك بعدم تطبيق بعض شعائر الإسلام الظاهرة ، فهو تناقض منك ، فالمسلم لا يكفر بالمعصية ، وكلنا عاصون ، ولعله يتوب فيصير فى جنة وقرب من ربه لا تبلغ أنت كعب نعله ، كيف لا والله سبحانه القائل : "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" ..

وأما قولك ثالثا : كفر وردة الساحر وعدم قبول توبته فى احكام الدنيا بعد القدرة عليه ، فإن القول بكفره معتبر لقوله سبحانه "ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر" ، ولصدور أفعال كفر كثيرة منهم لغرض تسخير الجان ، ولكن الخلاف فى قبول توبته بعد القدرة عليه موجود فى الفقه ، وجمهور الفقهاء على قبولها ، وسيدنا عمر رضى الله عنه حاكم له أن يأخذ بالقول الراجح عنده ، فهو فى منزلة المشرع المجتهد ، لكنك لست اهلا لذلك فلست بحاكم ولا مجتهد ، ولكن جاهل متعصب لرأى ، وحجة القائلين بقبول توبته اقوى لقوله سبحانه بعد آية السحر وذكر السحرة وكفرهم : "ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون" ..

وقولك رابعا : ولا نكفر امرؤ من المسلمين صلى إلى قبلتنا بذنوب ، اقول لك وإن لم يصل ، ما لم ينكر الصلاة كذلك ، كقولك فى الذنوب ما لم يستحلها ، فإنك تكيل بمكيالين ، وتأخذ من الفقه مرجوحة ، فالراجح فى ترك الصلاة الإستتابة ، وحمل الكفر المذكور فى الحديث "فمن تركها فقد كفر" على منكرها ، أو بمعناها اللغوى (جحود النعمة) أى لم يؤدى شكر نعمة الإسلام ، كالمرأة التى اختلعت رجلها رضى الله عنها وقالت لنبينا صلوات الله وسلامه عليه "لا أعيب على زوجى خلقا ولا دينا ولكنى أكره الكفر فى الإسلام" ، فمعنى الكفر هنا جحود فضل رجلها عليه وكفران حسن عشرته لا كفر الملة ، أما قولك فى الإيمان فوسط بين الخوارج والإرجاء ، فأنت الخوارج بعينها ، والذين كفروا عليا ومعاوية وعمرا بن العاص رضوان الله عليهم ساعة اقتتالهم ، بحجة "إن الحكم إلا لله" ، بينما لما سئل الإمام على رضى الله عنه فى قتاله لمعاوية رضى الله عنه "يا إمام ، أين قتلانا وقتلاهم؟ قال : "ارجو لقتلانا وقتلاهم الجنة"" .. فالإيمان عمل قلبى وفيض من نور الله ، والإسلام الشهادتين ، وأركانه شكر لنعمة الإسلام ، ولا كفر لناطق بالشهادتين ، وإن أبطن ما أبطن ، فإن سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يعلم المنافقين إسما إسما ، ولم يأمر بقتل واحد فيهم ، ولا أطلع إلا واحدا من أصحابه وهو سيدنا (حذيفة بن اليمان) رضى الله عنه على أسمائهم وأمنه إياهم سرا ، وكان يستغفر لهم حتى نهى عن ذلك ، فما بالك بالذى لا يطلع على قلوب العباد ويحكم على كفرهم بالإيمان ، افتراك لبيب تمت بصلة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذى قال فى المنافقين قبل النهى لما نزلت "ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم" قال : استغفر لهم أكثر من سبعين ، او تراك مثله حين زجر أحد اصحابه حين قتل واحدا فى غزو نطق الشهادتين قبل أن يضربه بالسيف فقال الصحابى "قالها خشية الموت" فغضب سيدى رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا وقال له : "هل شققت عن قلبه" حتى إن الصحابى تمنى لو لم يكن مسلما فى ذلك اليوم من شدة غضبه صلى الله عليه وسلم ..

وقولك الكفر كفران ، هو تقسيم من خيالك وضرب من خبال تفكيرك ، فالكفر العقدى هو من أنكر الله سبحانه ووحدانيته ، ولا كفرا آخر لا صغير ولا كبير ، إلا أن تقصد أنه يأتى بمعنى لغوى كما أشرت وهو جحود النعمة فهذا ليس بكفر عند الله ، أما الحكم بالتخليد ، فلا حكم لأحد على النار والجنة إلا الله سبحانه وحده ، "لمن الملك اليوم لله الواحد القهار" ، فمن أعطاك تفويضا وسيدى عليه الصلاة والسلام قال : "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة" .. وفى الحديث القدسى : يقول الله سبحانه بعدما دخل أهل النار النار والجنة الجنة ولبثوا ما شاء "أخرجوا من النار من كان فى قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان" و "أخرجوا من النار من قال لا إله إلا الله" .. فلا أراك إلا مكفرا خارجا تبوء بكفرك وحدك وتبتغى به جنات النعيم وتحكم على الله حاشا لله وأنت فى قتل لناس لعلهم أهل عليين .. فافهم إن كان لك ما تفهم به ..

قولك خامسا هو الفصل فى غرضك الدنيوى الدنئ ككل الجماعات الإسلامية وهو السياسة ، وحجتك هى حجة الخوارج فى التكفير القديمة "إن الحكم إلا لله" يضعونها فى غير موضعها ، فالحكم بالشرع هو اجتهاد فقيه أقر له الخطأ والصواب ويثاب فى الحالين ، يحكم به عن غير هوى وأن يكون اهلا للإجتهاد وألا يسعى إليه ، فقد تركه الله لاستنباط ذوى الألباب قال سبحانه : "ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" ، وذلك لأنه دين يسر ، ودين خاتم ، له مقاصد ، يصلح لكل زمان ومكان ، فلزم الخلاف سنة فى الخلق وتيسيرا عليهم ، واختلف الأصحاب فى زمانه صلى الله عليه وسلم ولم ينكر على واحد منهم ، واختلفوا من بعده فقها فى أمور كثيرة ولم يكفر واحدا منهم الآخر ، فبأى حجة تقصر حكم الله عليك وكأنك الوصى الفاهم الأوحد ، وحكمك اجتهاد موثق من عند الله ، واما احتجاجك بقول الله سبحانه "ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون" تبعها مرتين بحكمين مختلفين "ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون" ثم "ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون" .. ولكنك تتخير ما يوافق هواك ، وتجهل كثيرا من الأحكام ، فلم هذا التكرار؟ لان الحكم بغير ما انزل الله على ثلاثة اوجه ، انكار حكم الله وهو كفر ، الايمان بحكم الله ولكن الفصل بين الناس بغير احكام شرعته وهو ظلم ، الايمان بحكم الله والفصل بين الناس بحكمه لكن عدم الامتثال لتلك الاحكام على نفس الانسان وذلك فسق ، واضرب مثالا للتوضيح ، لو أنى شارب للخمر تعديا فذلك عدم امتثال لحكم الله فهو فسق ، ثم احتكم الى ابنائى فلم اعدل بينهم فى الميراث حسب حكم الله فقد ظلمت ، وهذا مع يقينى فى الاولى والثانية بحكم الله وتسليمى له ، اما لو انكرت الاحكام اصلا وان لم افعل حراما او اظلم متخاصمين فقد كفرت ، وهذا ما لا يحدث فى الدول المسلمة ، فإن القوانين الوضعية مسلمة للشريعة على انها مصدر التشريع والحكمة ، لكنها قد تخالف فى الفصل عند الخصومة فى بعض الأحكام فهو ظلم للمتخاصمين حينها فى أشد احوال الحكم لا كفر ، فما اسهل تكفيرك ايها المؤمن النموذج كامل الايمان كما تظن وأن تجسيد للكفر ، وان تدبرت الآيات التى جاء فى آخرها "ومن لم يحكم .." لوجدت بيانا عن تلك الأنواع الثلاث من مخالفة حكم الله على درجاتها ..

قولك سادسا ترى وجوب توقير النبى صلى الله عليه وسلم الى آخر كلامك فهو استعطاف بقول الحق ولكن تريد به باطلا ، فتوقيرك له ولا تقتدى به فى سلم ولا حرب ولا رحمة ولا دعوة وتتقلد سيفك على اهلك وتفخر بمقاتلك ، وكذلك ذكرك الأصحاب ، وتسرد قول الله سبحانه "والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" وذلك نزل فى مقاتلى ال��فار ، فإن الله جعل الدية وتحرير رقبة للكافر المعاهد فى قتل الخطأ ، فما بالك لو قتل عمدا ، ثم أين تلك الرحمة التى ترجى منك وقد جعلت الكل كافرا عداك انت ومن يوافق فكرك المريض ممن يقتل الصائم والقائم والموحد والمعاهد والقاصى والدانى ، هل بينهم تلك نزلت إليكم فى كهوفكم أيها المرضى ؟

أما قولك سابعا فعدم إيمانك بالعلمانية وجعلك الوطنية والقومية والشيوعية والبعثية كفر بواح أضحكنى ، ما أجهلك .. فتلك مذاهب ، لا علاقة بينها وبين بعضها ، منها ما هو مقبول جزئيا فى الإسلام ، ومنها ما هو مقبول كليا ، وسأسردها لك علك تعلم شيئا ..

اما العلمانية فهو مذهب نادى بتحييد الدين عن الدولة ، أى أن الدولة ترى مصالحها بعيدا عن أى دين بعينه فلا دين لها ، وهى توافق الإسلام من جهة أن الإسلام دين مدنى ، وضع أطرا ومقاصد واحكام أصلية ، وترك الفروع للإجتهاد ، ورعى مصالح العباد المباحة ، فكان دينا ودولة ، قال صلى الله عليه وسلم "أنتم اعلم بشؤون دنياكم" .. فما سكت عنه الشرع الحنيف فهو مقدر حسب المصالح ومقاصد الشرع ، لكن يختلف الإسلام عن العلمانية فى وجوب مرجعية الدولة لتلك المقاصد الأصيلة والحكيمة للشريعة الإسلامية ، ولهذا لا توجد فى الإسلام شئ اسمه الدولة الإسلامية ، لكن تسمى الدولة باسم راعيها ، وتسمى الأرض بأرض الإسلام نسبة لتلك المرجعية ودين الناس ، وذلك لحكمتين ، الأولى لأن اجتهاد الحاكم يحتمل الخطأ والصواب ، فالخطأ ينسب له لا للإسلام والصواب توفيق من الله ، والثانية لأن الدولة من التداول ، تأتى وتزول ، والإسلام لا يزول ..

لذلك فكل من رفع اسم الاسلام على حركته السياسية كان احمقا بغيضا ، وكأنه جعل نفسه الوصى الأوحد والفاهم الأكبر عن الله ، فما بال تسميتكم المتخلفة "الدولة الإسلامية" ، وعبر التاريخ كانت تسمى الدول بأسماء راعوها تمييزا لشكل حكمهم وأنهم القائمون على الاجتهاد ، فتجد (دولة الخلفاء الراشدين - الدولة الأموية - الدولة العباسية - الدولة الفاطمية - دولة المماليك ... الخ) فتفكر يا عديم النفع ..

حتى امير الدولة او الحاكم لم يجرؤ ان يسمى نفسه امير الإسلام فكان يتسمى اميرا للمسلمين او المؤمنين ، فبمن تقتدون ايها الجهال ..

اما القومية فهى نسب ، ومجموعة تشترك صفاتهم ، لم ينكرها الاسلام ، بل ان ربنا سبحانه وتعالى سمى قوميتين جديدتين لما ورد مسلموا مكة على اهل المدينة فقال "المهاجرون والأنصار" ، ولكن الإسلام يمنع أن تقوم الشحناء والبغضاء بسبب تلك القوميات لا يمنع القوميات نفسها ، بل إن ذلك من سننه سبحانه فقال : "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" .. ما أحمقك ..

أما الوطنية ، فهو انتساب ناس لأرض ، يتطبعون بطبعها ويذودون عنها ، واعترف الإسلام بالأوطان كالقوميات ، وجعل للمسلمين ارضا يذودون عنها ، وقال صلى الله عليه وسلم وهو خارج من مكة "لأنت أحب البلاد إلى ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت" فانظر قوله ما خرجت وهو يخاطب وطنا وأرضا ، وشرف الله اهل يثرب بإيوائهم المسلمون المخرَجون وسيدى الحبيب صلوات الله وسلامه عليه فصارت المدينة المنورة بعدما طلب أهلها منه أن يستوطنها فأعطاهم ذلك ، وأمثلة كثيرة فى تاريخ المسلمين حتى فى فتوحهم ، كانوا يحفظون للناس أوطانهم وقومياتهم ، ولكن يلفظون ممارسات التعصب لأجل تلك الوطنية او القومية ، فالإسلام دين ودنيا يا جاهل ، يحفظ للناس انسابهم وعشائرهم واوطانهم ويعلمهم احترام الغير والانصهار والقبول والمحبة فى ذات الوقت ، وأمر باستيطان دولة الأمان لمن يضطهد ، بل هاجر المسلمون الأوائل لأرض الحبشة للعدل ، وامر باعطاء العهد والأمان لمن دخل أرض المسلمين مسالما ، فأى وطن تنشئون أنتم ؟

أما الشيوعية ، فهو فكر خاطئ مثلكم قائم على الاستعطاف بجعل قضية الفقر قضيته الأساس ولكن استغلها بهدم ما عداها كما تفعلون ، والإسلام يحفظ حق الفقير والغنى والضعيف والقوى ، فجعل للفقير حقا معلوما فى مال الغنى ، وجعل للغنى مراقبة على شرعية كسبه ودفع حقوق الفقراء ولو بالقوة ، فهو دين اشمل ، يحترم كل المقدرات ، ويضع الأطر التى تجعل الناس فى يسر وسعة ، أما ماعدا ذلك فالشيوعية مبنى باطل فى فكرة الإله والدولة ومعاداتها لرؤوس الأموال والملكية الفردية ، وانظر إلى مآسى الدول الشيوعية والرأسمالية معا لتعلم كيف ان الاسلام شمل محاسن الكل ، فراقب رأس المال ، وراعى الفقير ، وحرم التجارة بالأقوات والاحتكار والغش ، واحترم ملكيات الأفراد والجماعات ، وذلك تخصص دراستى فلن أستفيض فقد داهمنى التعب ، فأكتفى بتلك السبع الآن ، وعذرا للإطالة أعضاء المجموعة غير هذا السفيه وأشباهه ، وما أخطأت فيه فأسأل الله المغفرة ، ولكم كل المحبة أهل الأرض والسلام من هؤلاء الحمقى وأشباههم ، قضى الله فيهم أمره وأراحنا منهم ، والسلام"

4 notes · View notes