النوم واليقظة

أحيانًا تستيقظ مهزومًا، تشعر بالانهزام، أكتافك مرخية، وروحك غائرة. ينتقل شعورك من داخلك ليظهر على قسمات وجهك، عقدة صغيرة بين حاجبيك، تكشيرة على وجهك، عيون تركيزها ضائع، ابتسامة شفتيك، ارتفاع حواجبك، واتساع حدقة عينيك.

كيف كانت الليلة الماضية؟ لا تستطيع النوم، برغم أن جدولك منظم، ومن المفترض أن تنام، ربما سهر العطلة الأسبوعية أثناك عن النوم، أو كأس الشاي الذي شربته مع العشاء، أو ربما عقلك في حالة متأهبة يحتاج الهدوء لينام. أعرف أنه في مثل هذه الأيام يسكن صرير داخل رأسي، علي إخراجه لأستطيع النوم، أشرب كأس حليب، ولا أرغب بإطلاق سراح الأفكار، لا أفكر بها حاليًا ولا أرغب بإعطائها المايكروفون، فأركب السماعات واستمع لبودكاست، ليس البودكاست المميز بحد ذاته ولكني أحب ضيوف الحلقة جدًا، وستسعدني صحبتهم في هذه الليلة. إضاءة خافتة، ثم الظلام الحالك، من وقت للثاني تمر سيارة خارج النافذة فتضيف لفكرة الليلة الهادئة، اقترب الفجر، فتحت بودكاست آخر لنفس ضيوف الليلة، وبدأ النوم يطل من النافذة، استمعت لحلقة أخرى لأبقى مستيقظة لصلاة الفجر، استمع لهم وأتونس بهم، ولكني بين النوم واليقظة، أحاول التمسك بطرف صغير لئلا أنجرف في النوم، "كنت أشعر بوعيي وكأنه يبتعد عن جسمي ليشرع العالم في التأرجح بلا ضجيج .. كل ما حولي كان ينهار." - رواية نعاس

استيقظت متنبئة بيوم سيء جراء قضائي البارحة مستيقظة، قرأت الايميلات التي تصلني من تنبيهات تمبلر على غير العادة، وابتهجت، بعد حلقة من مسلسل كنت أقفز من على الكرسي وأنا أفكر "هذا نصر اليوم".

نخاف من المرض، ولا نرغب بتحمل عواقب الإصابة بالبرد، نتجنب المواقع المشبوهة ونركّب برامج الحماية لئلا ينتقل لجهازنا فايروس يعبث بمحتوياته، يسربها، أو ينشرها. ثم هنالك أنواع أخرى من العدوى، تنتقل المشاعر بين الأشخاص، تغمرك الإيجابية حين تتحدث مع شخص معين، أو تشاهد قناة على اليوتيوب، تغرق في ضحكات مكتومة حين تشاهد حلقة من فريندز أو ذا أوفيس، أو ضحكات عالية لمقابلة صديق قديم مرح يتوافق مع حسك الفكاهي، تتجمع الدموع في عينيك حين تجري أحداث الرواية بطريقة لم تحسب لها حساب، أو حين يبكي مقدمو برنامج كوير آي، نتأثر من العالم حولنا، فأحيانًا تصيبنا عدوى مشاعر فينتقل الشعور من الخارج لداخلنا، ويستقر، وننتصر على يوم توقعنا الهزيمة فيه.

ويكند سعيد. x