كتبت: أسماء جمال الدين
سادت الشاشات حياتنا، وإفتفدنا رائحة الأشواق بالحروف على الأوراق، فقتلت الشاشات معنى النبض بالحروف، والكلمات أصابها الذبول، فإنتهت بهجة ساعي البريد، وهو ينادي لإستقبال رسالة من حبيب غائب، فقد غابت الأوراق الناطقة، التي تبث فينا الإبتسامة الغائبة.
لو سألني أحدكم.. ما هي علامات الحب وما شواهده لقلت بلا تردد أن يكون القُرب من المحبوبة أشبه بالجلوس في التكييف في يوم شديد الحرارة وأشبه باستشعار الدفء في يوم بارد ..
لقلت هي الأُلفة ورفعُ الكلفة وأن تجد نفسك في غير حاجة إلى الكذب.. وأن يُرفَع الحَرُج بينكما، فترى نفسك تتصرف على طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئًا آخر لتعجبها.. وأن تصمُتَا أنتما الإثنان فيحلو الصمت، وأن يتكلم أحدكما فيحلو الإصغاء..
وأن تكون الحياة معًا هي مطلب كل منكما قبل النوم معًا.. وألا يطفيء الفراش هذه الأشواق ولا يُورِّث الملل ولا الضجر وإنما يُورِّث الراحة والمودة والصداقة.. وأن تخلو العلاقة من التشنج والعصبية والعناد والكبرياء الفارغ والغيرة السخيفة والشك الأحمق والرغبة في التسلط، فكل هذه الأشياء من علامات الأنانية وحب النفس وليست من علامات حب الآخر.. وأن تكون السكينة والأمان والطمأنينة هي الحالة النفسية كلما التقيتما.
وألّا يطول بينكما العِتاب ولا يجد أحدكما حاجة إلى اعتذار الآخر عند الخطأ، وإنما تكون السماحة والعفو وحُسن الفهم هي القاعدة.. وألّا تشبع أيكما قبلة أو عناق أو أي مزاولة جنسية ولا تعود لكما راحة إلا في الحياة معًا والمسيرة معًا وكفاح العمر معًا ..
لا بأس.. دع عنك القتال هذه الليلة وأخبر الله أنك متعب، وأخبره بأنك تائه ترتجي نوره، وأنك حائر لا ينصفك الكلام، أقرّ له بعجزك وإنه وحده القادر، وأخبره بأن الأحزان باتت تملأ القلب، وأن الآلام تحيط بك من كل جانب، وأن كثيرًا من أحلامك بتّ تراها أمامك كالسراب، وأخبره عن الأشواق التي تهدّ كل ذرة من كيانك، وأخبره أنك هائم تبحث عن السكينة والطمأنينة، خاطبه وألِحّ عليه ليهبك طمأنينة القلب وسكينة الروح، وأخبِره بضعفك وحاجتك.. قل له أنا عبدك الضعيف يا الله أُشهدك أني رضيت، ولكني يا الله من فرط ضعفي بكيت.
كتبت: أروى رأفت نوار
كان اللقاء باردًا على غير العادة، خاليًا من المصافحات الحارة والأشواق، بات السببُ أمامي واضحًا الآن، يبدو أني أرى الأمور مهولة بالإضافة إلى بعض الدراما والمُقبلات الزيادة، فكان رده بالتجاهل من قِبل الآخرين صفعة تضعني في أرشيف الأمور غير الهامة.
يحتاجُ الإنسان إلى خليلٍ له يُرافِقه الطريق، يُمسِك يديه إنْ تعثّر ويمسح دمعه إذا انهمر، ويُلملِم الأشواك ويُبرِّد الأشواق...خليلٌ إذا جالسك ملأك أُنسًا، وإذا رافقك امتلأ قلبك، فلا تعرف بِصحبته لِلخوفِ مكانًا، أو لِلقلقِ زمانًا، يشدّ على يديك إن تفلَّتتْ الأمور منك،