Tumgik
#ابراهيم شرياش
ebrahimsharabash · 4 months
Text
دأبي أني جُبلت على القلق، وأنا لا أعني التوتر العابر أو التفكير اللحظي؛ ولكني أقصد القلق المخيف، هذا الذي يجعلك ترى الأشياء حولك بلون رماديٍّ خانق! أُحب أن أسمي هذا الشعور اختلالًا؛ كأني كنتُ متزنًا كقسطاسٍ مستقيمٍ ثم أكل مني الخوف ما أكل فاختل اتزاني وسقطَتْ عن جسدي سكينتي.
منذ سبعة أعوام وأنا أركب أرجوحة الحزن والترقب، فتارةً أستطيع الصمود والمواجهة، رغم حتمية الهزيمة، وأخرى أستسلم قبل ولوجي حلبة القتال.
الليلة وبعد هذا الكم من الضغط النفسي الدراسي أقف على بعد خطوات من نهاية الطريق، أقف وقد انحنيتُ واضعًا يديّ على ركبتيّ رافعًا رأسي الغبراء وأنا أتصبب عرقًا.. ناظرًا بعينين ملؤهما الدمع تجاه طريق سرتُ عليه كشيخٍ متقادمٍ برى الدهر عظامه.
مرّت بي ليال عصيبة جدًا، لا أتمناها لألدّ أعدائي؛ لكنها كانت عزائي الوحيد في كل ليلة أبت المرور بعدها.. لأذكر نفسي وقتئذٍ بصوت خافت: مر الأصعب بفضل ربك فاثبت.
الليلة عاد الخوف يدق بابي وأنا أراقب قلقي كما لو أنه أسد هادئ يتجوّل ببطءٍ في الغرفة.
جلست هكذا أنظر لكتب "النساء والتوليد" هذا التخصص المتعب المستهلِك؛ وبينما أنا على حالتي أحاول اقتحام خباء الكتب وأقول في حضرتها الكلام البذيئ، إذ هاتفني أحد أصدقائي باتصال مرئي ولم يكن بيننا سابق عهد بهكذا اتصال، أجبته فإذا هو أمام القبة الخضراء في ساحة المسجد النبوي الشريف يقول لي: دعوت لك وأدعوا لك ولمّا لم أستطع إخبارك آثرتُ أن تسلم أنت على سيدنا رسول الله، ابتسمتُ والدمع ينهمر ولساني يردد: الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله، الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله.
ثم تجاذبنا أطراف الحديث قليلًا وأنهينا الاتصال.
الحمد لله على نعمة النبي ومحبته المُزكِّيَةِ للنفس، الرافعة لها من أوحال الدنيا.. يقتبس القلبُ من مدد حُبِّه، وتستسقي الروحُ من طهرِهِ وصفائه، فينتسبانِ إلى شرفٍ سماويٍّ كريم، صِلتُهُ نبيٌّ جمع المحاسن، ورسولٌ أدركَهُ الجمالُ كلُّه.
أطلتُ عليكم وأنا امرؤ ثرثار، لكني أحبكم وأحب حديثي معكم، اذكروني في دعائكم وسلوا الله لي السداد والتوفيق.
- إبراهيم شرباش.
- أنهى كل الطب والجراحة ما عدا النساء والتوليد.
104 notes · View notes