Tumgik
#إحياء علوم الدين للإمام الغزالي
muhammed-albehairy · 2 years
Text
كان صلى الله عليه وسلم يلعب مع الأطفال، ويحملهم فوق كتفيه، وبين يديه، وخلف ظهره، فيتفاخر الصبيان به، فيقول بعضهم لبعض: حملني رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه وحملك أنت وراءه.
إحياء علوم الدين للإمام الغزالي.
17 notes · View notes
mostafa-khalifa · 4 years
Text
خلق الرسول - صلى الله عليه وسلم
كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن
جاء في حديث طويل في قصة سعد بن هشام بن عامر حين قدم المدينة ، وأتى عائشة رضي الله عنها يسألها عن بعض المسائل ، فقال : (فَقُلتُ : يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ ! أَنبئِينِي عَن خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ؟
قَالَت : أَلَستَ تَقرَأُ القُرآنَ ؟
قُلتُ : بَلَى
قَالَت : فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ القُرآنَ
قَالَ : فَهَمَمْتُ أَن أَقُومَ وَلَا أَسأَلَ أَحَدًا عَن شَيْءٍ حَتَّى أَمُوتَ ..الخ
رواه مسلم (746
.
وفي رواية أخرى
(قُلتُ : يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ ! حَدِّثِينِي عَن خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ
قَالَت : يَا بُنَيَّ أَمَا تَقرَأُ القُرآنَ ؟ قَالَ اللَّهُ : ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) خُلُقُ مُحَمَّدٍ القُرآنُ) )أخرجه أبو يعلى (8/275) بإسناد صحيح
.
قال النووي رحمه الله تعالى في "شرح مسلم" (3/268) "معناه : العمل به ، والوقوف عند حدوده ، والتأدب بآدابه ، والاعتبار بأمثاله وقصصه ، وتدبره ، وحسن تلاوته " انتهى
.
وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (1/148 ): " يعني أنه كان يتأدب بآدابه ويتخلق بأخلاقه ، فما مدحه القرآن كان فيه رضاه ، وما ذمه القرآن كان فيه سخطه ، وجاء في رواية عنها قالت : ( كَانَ خُلُقُهُ القُرآنُ ، يَرضَى لِرِضَاه ، وَيَسخَطُ لِسَخَطِهِ ) " انتهى
.
وقال المُناوي في "فيض القدير" (5/170) : " أي ما دل عليه القرآن من أوامره ونواهيه ووعده ووعيده إلى غير ذلك"
.
وقال القاضي : " أي خلقه كان جميع ما حصل في القرآن ، فإنَّ كُلَّ ما استحسنه وأثنى عليه ودعا إليه فقد تحَلَّى به ، وكل ما استهجنه ونهى عنه تَجَنَّبَه وتَخَلَّى عنه ، فكان القرآن بيان خلقه ... " انتهى
.
ومن حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا –خاصة في هذه الأيام التي يتعرض فيها شخصه الكريم لحملة الكذب والتشويه– أن نَذكُرَ شيئا من شمائله الكريمة ، وصفاته الحميدة ، ليعلم العالَم أن في شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم أطهر شخص وأعظم نفس وأكرم قلب
.
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله في "إحياء علوم الدين" (2/430-442) : " بيان جملة من محاسن أخلاقه التي جمعها بعض العلماء والتقطها من الأخبار ، فقال
كان أحلم الناس ، وأشجع الناس ، وأعدل الناس ، وأعف الناس ، لم تمسَّ يده قط يد امرأة لا يملك رقها أو عصمة نكاحها أو تكون ذات محرم منه ، وكان أسخى الناس ، لا يبيت عنده دينار ولا درهم ، وإن فضل شيء ولم يجد من يعطيه وفَجَأَهُ الليلُ لم يأو إلى منزله حتى يتبرَّأَ منه إلى من يحتاج إليه ، لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من أيسر ما يجد من التمر والشعير ، ويضع سائر ذلك في سبيل الله ، لا يُسأَلُ شيئا إلا أعطاه ، ثم يعود على قوت عامه فيؤثِرُ منه حتى إنه ربما احتاج قبل انقضاء العام إن لم يأته شيء ، وكان يخصف النعل ، ويرقع الثوب ، ويخدم في مهنة أهله ، ويقطع اللحم معهن ، وكان أشد الناس حياء ، لا يثبت بصره في وجه أحد ، ويجيب دعوة العبد والحر ، ويقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن ويكافئ عليها ، ولا يأكل الصدقة ، ولا يستكبر عن إجابة الأمة والمسكين ، يغضب لربه ولا يغضب لنفسه ، وينفذ الحق وإن عاد ذلك عليه بالضرر أو على أصحابه ، وَجَدَ مِن فُضَلاء أصحابه وخيارهم قتيلا بين اليهود فلم يَحِفْ عليهم ولا زاد على مُرِّ الحق ، بل وداه بمائة ناقة وإنَّ بأصحابه لحاجة إلى بعير واحد يتقوون به ، وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع ، ولا يتورع عن مطعم حلال ، لا يأكل متكئا ولا على خِوان ، لم يشبع من خبزٍ ثلاثةَ أيام متوالية حتى لقي الله تعالى ، إيثارا على نفسه لا فقرا ولا بخلا ، يجيب الوليمة ، ويعود المرضى ، ويشهد الجنائز ، ويمشي وحده بين أعدائه بلا حارس ، أشد الناس تواضعا ، وأسكنهم في غير كبر ، وأبلغهم من غير تطويل، وأحسنهم بِشْرًا ، لا يهوله شيء من أمور الدنيا ، ويلبس ما وجد ، يردف خلفه عبده أو غيره ، يركب ما أمكنه ، مرة فرسا ، ومرة بعيرا ، ومرة بغلة ، ومرة حمارا ، ومرة يمشي حافيا بلا رداء ولا عمامة ولا قلنسوة ، يعود المرضى في أقصى المدينة ، يحب الطيب ، ويكرة الرائحة الرديئة ، يجالس الفقراء ، ويؤاكل المساكين ، ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم ، ويتألف أهل الشرف بالبر لهم ، يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم ، لا يجفو على أحد ، يقبل معذرة من اعتذر إليه ، يمزح ولا يقول إلا حقا ، يضحك من غير قهقهة ، يرى اللعب المباح فلا ينكره ، يسابق أهله ، وترفع الأصوات عليه فيصبر ، وكان له عبيد وإماء لا يرتفع عليهم في مأكل ولا ملبس ، ولا يمضي له وقت في غير عمل لله تعالى أو فيما لا بد منه من صلاح نفسه ، لا يحتقر مسكينا لفقره وزمانته [ الزمانة : المرض المزمن ، ولا يهاب ملكا لملكه ، يدعو هذا وهذا إلى الله دعاء مستويا
.
ومما رواه أبو البختري قال : ما شتم رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا من المؤمنين بشتيمة إلا جعل لها كفارة ورحمة ، وقال : ( إنما بعثت رحمة ولم أبعث لعانا ) ، وكان إذا سئل أن يدعو على أحد ، مسلم أو كافر ، عدل عن الدعاء عليه إلى الدعاء له ، وما ضرب بيده أحدا قط ، وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما إلا أن يكون فيه إثم أو قطيعة رحم ، وقد وصفه الله تعالى في التوراة قبل أن يبعثه ، فقال : محمد رسول الله ، عبدي المختار ، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، وكان من خلقة أن يبدأ من لقيه بالسلام ، ومن قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ، وما أخذ أحد بيده فيرسل يده حتى يرسلها الآخر ، ولم يكن يُعرَف مجلسه من مجلس أصحابه ، قال الله تعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) ) آل عمران/159). قد جمع الله له السيرة الفاضلة والسياسة التامة وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب ، نشأ في بلاد الجهل والصحارى في فقره وفي رعاية الغنم ، يتيما لا أب له ولا أم ، فعلمه الله تعالى جميع محاسن الأخلاق ، والطرق الحميدة وأخبار الأولين والآخرين ، وما فيه النجاة والفوز في الآخرة والغبطة والخلاص في الدنيا ، ولزوم الواجب وترك الفضول ، وفقنا الله لطاعته في أمره والتأسي به في فعله آمين يا رب العالمين " انتهى بشيء من الاختصار
.
ولا يحسبن أحد أن ما سبق من قبيل الكلام الإنشائي الخطابي ، بل كل جملة فيه جاء في المسانيد والصحاح والسنن عشرات الأحاديث الصحيحة المسندة مما يدل عليه ويشهد له ، ولكن آثرت عدم ذكرها اختصارا ، ومن أراد الإطلاع عليها فليرجع إلى كتاب ( الشمائل المحمدية ) للإمام الترمذي
2 notes · View notes
muslim-library · 5 years
Text
إحياء علوم الدين
https://is.gd/IxVg9L
إحياء علوم الدين
إحياء علوم الدين ومعه المغني عن حمل الأسفار في الأسفار
كتاب جامع في التربية والأخلاق والتصوف والفقه والعقيدة ، وهو من أهم كتب المواعظ وأعظمها  رتبه رحمه الله على أربعة أقسام :-
ومقدمة في العلم ، وبين في الربع الأول أحكام العبادات وكشف عن أسرارها ، وذكر آدابها وسننها والترغيب فيها ، وخصص الربع الثاني للعادات كالنكاح ، والأكل والكسب ، والحلال والحرام ، والصحبة والعزلة ، والمعاشرة والسفر ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وبين فيه أسرار المعاملات الجارية بين الناس ، وأفرد الربع الثالث للمهلكات مثل عجائب القلب ورياض النفس ، وآفات شهوة البطن والفرج ، وآفات اللسان ، والغضب والحقد والحسد ، وذم الدنيا والمال والبخل ، وذم الجاه والرياء والكبر ، والعجب والغرور ، وعرض الأخلاق المذمومة
لتزكية النفس عنها وتطهير القلب منها ، وشرح في الربع الرابع المنجيات ، كالتوبة ، والصبر ، والخوف من الله ، والرجاء ، والفقر والزهد ، والمحبة والإخلاص ، والصدق ومراقبة الله تعالى ، ومحاسبة النفس والتفكر ، وختمه بذكر الموت ، وشرح هذه الأخلاق المحمودة ، والخصائل المرغوبة للتقرب إلى الله تعالى بها .
قال عنه الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء
أما “الإحياء” ففيه من الأحاديث الباطلة جملة، وفيه خير كثير لولا ما فيه من آداب، ورسوم، وزهد من طرائق الحكماء ومنحرفي الصوفية نسأل الله علما نافعاً. تدري ما العلم النافع؟ هو ما نزل به القرآن، وفسره الرسول صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً، ولم يأت نهي عنه. قال عليه السلام: “من رغب عن سنتي فليس مني” فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله، وبإدمان النظر في الصحيحين، وسنن النسائي، ورياض النووي وأذكاره تفلح وتنجح.
وإياك وآراء عباد الفلاسفة ووظائف أهل الرياضات، وجوع الرهبان، وخطاب طيش رؤوس أصحاب الخلوات، فكل الخير في متابعة الحنفية السمحة، فوا غوثاه بالله، اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم
المصدر: المكتبة الوقفية
0 notes
zaidarizudin · 2 years
Text
قال النبي صلى الله عليه و سلم
" آفة العلم الخيلاءُ "
( إحياء علوم الدين ٥٠٣/٦ ، للإمام الغزالي )
( إتحاف السادة المتقين للحافظ الزبيدي )
Syaikh said al kamali pernah ditanya disalah satu majlisnya , " syekh ceritakan dong kisah anda dalam menuntut ilmu " lantas beliau menjawab dengan hiasan senyumannya yang menyegarkan hati " saya mah belum belajar apa apa belum tolibul ilmi " kurang lebih seperti itu .
قال النبي صلى الله عليه و سلم :
" اللهم إني أعوذ بك من نفخة الكبر "
و قال : " أعوذ بك من نفخة الكبرياء "
0 notes
majidmasrur · 4 years
Photo
Tumblr media
Menggapai Cinta-Nya! فكل قلب مال إلى حب شيء سوى الله تعالى فلا ينفك عن مرض بقدر ميله Setiap hati yang berlebih condong pada CINTA selain kepada Entitas Allah, maka dia akan merasakan sakit dn kekecewaan seukuran kecondongannya. 😢😢😢😢 [إحياء علوم الدين للإمام الغزالي: 3/59] #katanyanyesek (di الحرم النبویﷺشریف المدینتہ المنورہ) https://www.instagram.com/p/CEy3Oi-JAP2/?igshid=1qzc4kqxgyudr
0 notes
fav-book · 4 years
Link
كتاب بداية الهداية للكاتب أبو حامد الغزالي
كتاب بداية الهداية:
بداية الهداية هو كتاب للإمام أبو حامد الغزالي، في التصوف، يعتبر مقدمة لكتاب إحياء علوم الدين. وقد قسمه الغزالي إلى قسمين:
القسم الأول: جاء في الطاعات، وفيه آداب النوم، والاستيقاظ منه ودخول الخلاء، والوضوء، والغسل، والتيمم، والخروج من المسجد ودخوله، وما بعد طلوع الشمس إلى الزوال، وآداب الاستعداد لسائر الصلوات، التي هي أصل الدين، وأحد أركان الإسلام، وذكر فيه ما يتعلق بالإمامة، والاقتداء والجمعة، والصيام.
القسم الثاني تحدث فيه عن اجتناب المعاصي، وبين فيه معاصي القلب، وأنها أخطر من معاصي الجوارح، وآداب الصحبة والمعاشرة مع الخالق سبحانه ومع الخلق. وأخيرا... إليك كتاب بداية الهداية بقلم أبو حامد الغزالي نتمنى لك قراءة ممتعة.
تحميل كتاب بداية الهداية برابط مباشر PDF
 أبو حامد الغزالي
اسم الكاتب
PDF
نوع الملف
310
عدد الصفحات
4.4 ميجا بايت
حجم الملف
via الكتاب المفضل
0 notes
mcg24com · 4 years
Text
واقعنا الديني: روحانية أم طقوسية؟؟
محمد التهامي الحراق في لقاء سابقٍ لـ "صالون جدل للفكر والثقافةِ" بمقر "مؤسسة مؤمنون بلا حدود" بالرباط حول موضوع "الاتجاهات الجديدة في فلسفة الدين"، أُثيرت مسألةُ عودة الدين في الغرب وعودته في عالمنا الإسلامي، وذهبت الآراء إلى أن العودتين مختلفتان، إذ "عودة الدين" في الغرب جاءت كنوع من الاستجابة للحاجة إلى المعنى في ظل مجتمع غارق في الاستهلاكية والعلمنة، في حين يطغى الإسلامُ السياسي والرهانُ الإيديولوجي على  "عودةِ الديني" في مجتمعاتنا. وقد ذهب بعضُ المتدخلين إلى أن الغرب يحتاجُ اليوم إلى الروحانية بعد أن تشبع بالحداثة والعقلانية، في حين نحتاجُ نحن للعقلانية لأننا نعاني من تخمة في الروحانية، وهنا كان لي تعليق على هذا الرأي بأن اعتبرتُ أننا نعاني من تخمة في "الطقوسية" لا في "الروحانية"، وها هنا بعضُ الأفكارِ تعميقاً للحوارِ والتأمل في المسألة. من المعلوم أن الروحانيةَ تشير إلى جوهر الإيمان بما هو تصديق بالباطن وإقرار بالمقال وسلوك بالحال؛ إنها تعني، في ما تعنيه، ذاك التواصل الوجداني والتماهي العميق مع الحقيقة الدينية، والذي يظهرُ في الوعي الديني الإيماني للمؤمن من خلال الاعتقاد والشعائر والأخلاق، بحيثُ ينسجمُ اعتقادهُ مع شعائره ويثمرُ ذلكَ سلوكا مَرْضِيا في أخلاقه. ولما كانَ الباطنُ غيباً، إذ هو من السرائر التي يتولاها الله سبحانهُ، أُمِرنا أن نحكم على الظاهر فقط. وللظاهر مجليان: مجلى تعبدي شعائري يُعتبرُ تُرجماناً للإيمانِ ومُغذيا لهُ، إذ يُعدُّ هذا المجلى لحظة مُقدسةً للتواصل مع الإلهي واستكناه الروحانية من فيض الطهرانيةِ التي تتحقق في هذه اللحظة وبها، فيما يُعتبرُ المجلى السلوكي الأخلاقي هو المجلى الحَقُّ للإيمان ومَبْداهُ في الظاهرِ، فهو يُعَدُّ مرآةَ صدقِ الباطنِ وعلامةً على مصداقيةَ الشعائرِ وقبولِ العباداتِ؛ لأنها تغدو آنئذٍ مُثمرَةً أخلاقياً. والنصوص التي ترهنَ قبولَ الشعائِرِ والعباداتِ بمدى إثمارها في الأخلاق والسلوك كثيرةٌ وصريحةٌ، قال تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴿٤٥﴾ ) (؛ وقيل للنبيe: «إن فلانا يصلي الليل كله فإذا أصبح سرق؛ فقال: سينهاه ما تقول، أو قال : ستمنعه صلاته»؛ وقال عليه السلام عن عبادة الصيام: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»... والنصوص الواصلة بين سائر العبادات والمعاملات غزيرة حتى شاع بن الناسِ أن الدين المعاملةُ، ومعلومٌ أن النبيe جاء متمما لمكارمِ الأخلاقِ، وأن صاحبِ الخُلُقِ ��لكريم يُدرِكُ عند الله مرتبةَ القائم والصائم لقوله e: «إِنَّ المؤمنَ يُدركُ بحُسْنِ خُلُقِهِ درجاتِ قائِم اللَّيْلِ صائمِ النَّهَار»، في حين تفْقِدُ العباداتُ كل قيمةِ حين لا تُثمر في المتعبِّد بها قيماً وأخلاقاً، إذ يغدو صاحبُها مفلساً كما جاء في الحديث النبوي، قال رسول الله e: «أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلسُ فينَا من لا درهَمَ لهُ ولا مَتَاع. فقال: إن المفلسَ من أُمَّتِي يأتي يوم القيَّامةِ بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مَالَ هذا، وسَفَكَ دم هذا، وضرب هذا، فَيُعْطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فَنِيَتْ حسناتُه قبلَ أن يُقْضَى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطُرحَت عليه ثم طُرِّحَ في النار»؛ بهذا المعنى تصبحُ العباداتُ التي لا تُثمِر أخلاقاً في سلوك المتعبِّدِ علامةً على إفلاسٍ روحي، أو قل تُصبِحُ مجردَ طقوسٍ بلا معنى. الروحانية إذن هي ثمرةُ الإيمان الصادق فيما الطقوسيةُ علامة على إفلاس روحي بما هو فقرٌ في صدق الإيمان؛ الروحانية روح وجوهر فيما الطقوسية رسومٌ ومظهر. لقد اهتم العقل الفقهيُّ (فقهاً وأصولاً) بتقعيد العبادات وضبط آليات استنباط الأحكام، لكنه لم يشغل نفسهُ بالبعد الروحي والجوهراني في التعبد؛ إذ هذا البعدُ خارجٌ عن هذا النمط من العقل والضبط؛ اهتم العقلُ الفقهي بشروط صحة الصلاةِ مثلا ولم يجد سبيلا لتحصيل الخشوع فاكتفى بالتنبيه على أهميةِ الحضور القلبي في الصلاة. هنا ظهر الروحانيون في الإسلام أعني علماء القلوب؛ أي الصوفية، والذين أسسوا لعلمهم لما رأوا سطوةَ الدنيا والمادة والحس على الآخرة والروح والمعنى؛ فراحوا يبحثون في ما به يمكنُ تحقيق الوصل بين الظاهر والباطن، بين الحس والمعنى، بين المظهر والجوهر، بين الكثافة واللطافة، بين عبادة الجوارح وطهارة الجوانح...إلخ، فأتوا بلغةٍ ومعجمٍ وخطابٍ يختلف عن لغة ومعجم وخطاب الفقيه، لم يُلغوا العقلَ الفقهي بل أقروا بضرورتهِ لكنهم لم يظلوا أُسارى هذا العقل بل تمكنوا منه ووقفوا على محدوديتهِ فراحوا يهتمون بما قَصُرَ عن معالجته؛ وذلك اعتمادا على ذاتِ المصادر التي اشتغل بها وعليها هذا العقلُ من كتاب وسنة وسير سلف صالح، فاجتهدوا في مخاطبة الروح واستثارة الأذواقِ ومعالجةِ القلوب لتثمر العبادةُ في السلوكِ، ويَظهرَ صدقُ الإيمانِ في صلاحِ الأخلاقِ. ويكفي لتبين هذا الأمرِ الرجوع، تمثيلا، إلى كتاب "إحياء علوم الدين" للإمام أبي حامد الغزالي، وكيفيةِ تناولهِ للعباداتِ وجمعهِ بين بيانِ أحكامها الفقهيةِ وبين استكناهِ أسرارِها الباطنيةِ، والتي لا إحياء للدين بدونِ استبطانها. واليوم، وفي عالمٍ تسيدت واستأسدت فيه الاستهلاكيةُ، وتمت عولمةُ تأليهِ الربح وتغليبِ المصلحةِ الذاتيةِ وتسييد الفردانيةِ واستثارةِ الغرائز وتبضيعِ الإنسان... على حساب قيم التراحم والتضامن والتساكن والإيثار..إلخ، نعيشُ عودةً للديني بما هو طقوسية لا للدين بما هو معنى إيماني عميق، والأدلةُ على ذلكَ أكبرُ من أن تعد أو تحصى، يكفي أن نطرحَ أسئلةً بسيطة هذه بعضُها: لماذا ينهزم كثير من المُصلينَ أمام إغراءِ الحرام؟ ولماذا يَضعُفُ وازعُ ضمير الدين عن منعِ الكثيرين من الكذبِ؟ ولماذا تنتشرُ أدواءُ الغش والنفاقِ والأنانيةِ والحسدِ وحب المالِ والتعلقِ الجنوني بالجاهِ والرياسةِ والجهر بالسوء من القول وسوءِ الظن والسكوت على الحقِّ واستعظام معاصي الغير واستصغارِ زلات الذاتِ واسترخاص دم الغير...إلخ، بين جم غير قليل ممن يرتادونَ المساجِدَ ويُواظبونَ على إظهارِ التعبد والصلاحِ؟؟ كيفَ حصلَ أن صارت تتعايشُ في دخيلةِ "المؤمنِ" اليومَ رسومُ الشعائرِ وتواري الأخلاق؟؟ بل كيفَ صارتِ الشعائرُ ومظاهر التعبد ذات دلالات اجتماعيةٍ وسيمائية سياسويةٍ حجبتْ المعاني الروحية التي من أجلها فُرضت تلك الشعائر والعبادات؟؟؟. إنها إذن الطقوسيةُ، والتي يعجزُ الخطابُ الوعظي السائدُ عن إحلالِ الروحانيةِ محلها، مثلما صارَ الخطاب الصوفي الطرقي الغالِبُ أيضا مصاباً بذاتِ العجز والقصور، رغم ما قد يبدو من إقبالٍ جماهيري وإعلامي على هذا أو ذاك. إنهُ إقبالٌ على الرسومِ والأشكال أكثر من أن يكونَ تحققاً بمكارم القيم والأخلاقِ التي يكتنزها الدينُ وتحتاجُ إليها الإنسانية اليومَ بإلحاح. ولا أدلَّ على ذلكَ من شُيوع الإفلاس الروحيِّ بدءا من استسهالِ الكذبِ في أصغر الأمورِ إلى الجرائم والدماء المسفوكة والمسفوحةِ اليوم باسم الدين نفسه. من هنا ضرورةُ تجديد الخطابِ الديني بما يُعيد إنتاج المعنى الروحي لا بما يُكرِّسُ التدينَ الطُقوسي. لسنا ضدَّ الشعائر والعبادات الدينيةِ بل ضد أن تصبحَ طقوسيةً تتسم بـ"القشرية" فلا يتم تجاوز صور العبادات إلى أرواحها؛ وتتسم بـ"الاجترارية" فلا يتم تجاوز التكرار في العبادات إلى اقتطاف معانيها اللانهائيةِ؛ وتتسم بـ"اللاعقلانية" فلا تستمد تلك الشعائِر من عقل الوحي مقاصدَها النافعة ووسائلها الناجعة؛ وهو ما يجعلُ كل الأعمال التعبديةِ مجرد أشكالٍ عقيمةٍ، فيما وظيفتها، كما تتيح ذلك التزكية الروحية، إثمارُ المعنى بشكل متجددٍ في القلوب متوهجٍ في السلوك. نحتاجُ إلى تجديدٍ ينتجُ معنى روحيا يكفلهُ العقلُ المنفتحُ على كل أبعاد الإنسان هنا والآن، مثلما يَكفلهُ خطابٌ روحي تنويري كونيٌ يعي حدودَ العقل الفقهي مقارنةً مع كونية الروحانيةِ التي يكتنزُها القرآن الكريمُ وتُشعُ بها سيرةُ المصطفىe، تلك المدرسةُ الجامعةُ بين بلاغةِ المقالِ وقرآنيةِ السلوكِ وربانيةِ الأحوال وكونية الرحمة. نحتاجُ إذن إلى نقد خطاباتنا الدينية لمعرفةِ مواقع قصورها عن تفجير هذه الروحانية في حياتنا الدينية وتحريرنا من نير الطقوسيةِ في الخطاب والتعبد واللباسِ والتدينِ بوحهٍ عام. إن داءنا اليوم هو الطقوسيةُ حيثُ حضور رسومِ الدينِ مع فقر في المعنى وغيابٍ للتحلي بمكارم الأخلاق. أزمتنا أخلاقيةٌ، فهل من سبيلٍ لإنقاذنا من تدينِ الأشكالِ والطقوس وتجديدِ إيماننا ليصيرَ تدينُنا روحانيةً مُثمِرةً وأخلاقا منظورةً ضمن شروطِ سياقنا وراهننا ؟؟؟ تلكَ هي المُعضلة. - راجع ضمن هذا الكتاب في فصله الأول: "أسئلة منسية في فلسفة الدين". - سورة العنكبوت، الآية 45. -  رواه أحمد والبزار والطحاوي والبغوي والكلاباذي بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة. - "صحيح البخاري"، كتاب الصوم، باب من لم يدع قول الزور والعمل به في الصوم، رقم 1804. - رواه أحمد في "مسنده"، باقي مسند الأنصار، رقم الحديث:23834. - "صحيح مسلم"، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم رقم 4684. - انظر مثلا أبعاد التباهي الاجتماعي التي تتخذها عبادات مثل الزكاة أو الحج أو اقتناء الأضحيات في عيد الأضحى... إلخ؛ والتي تطغى في الغالبِ على أبعادها الروحية. - بصدد دور الت��كية الروحية في دفع سلبيات الطقوسية، راجع دفع د. طه عبد الرحمن لـ"دليل التمسك بالطقوس" الذي يعتمدهُ من يسميهم بـ"المقلّدين" للطعن في حيوية الموروث الأخلاقي والروحي، ضمن كتابه: "بؤس الدهرانية، النقد الائتماني لفصل الأخلاق عن الدين"، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت 2014، ص.161-164. Read the full article
0 notes
alarbytube · 4 years
Text
صحة حديث النظافة من الإيمان
صحة حديث النظافة من الإيمان، يمر بنا الكثير من الأحاديث الشريفة المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم فمنها الصحيح وتختلف درجة صحته ومنها الموضوع، وتختلف درجات الحديث باختلاف تصنيف العلماء لها من حيث الصحة والقوة، ولقد مر حديث بالبعض يقول النظافة من الإيمان وهي من أكثر العبارات التي تم توارثها بين أبناء المسلمين والجدير بالذكر لابد من التحري من صحة الأحاديث الواردة عليك من أي جهة حتى لا تكون مشاركاً في الكذب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
صحة حديث النظافة من الإيمان
من اكثر العبارات التي تم انتشارها بين المسلمين وأصبحت متوارثة لدرجة نسبها للنبي صلى الله عليه وسلم لذلك يبحث العديد من الأشخاص عن صحة هذه العبارة على أنها حديث عن النبي أم لا، بعـض الإخوة من المطلعين على الكتب الدينية، قال: إنها ليست بحديث، ولم يقل ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-.
كذلك ورد عن النبي ﷺ أنه قال: النظافة من الإيمان، لكنه حديث ضعيف، ومعناه صحيح، معناه جاء في أحاديث أخرى، هذا الحديث رواه الترمذي بإسناد ضعيف: النظافة من الإيمان، ولكن ليس سنده صحيحًا، ولكن في المعنى جاء عن النبي ﷺ: أن من شعب الإيمان إماطة الأذى عن الطريق، وأخبر ﷺ أنه رأى في أجور أمته لما عرضت عليه أجور أمته: القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وقال ﷺ: إن الله جميل يحب الجمال، وشرع الغسل من الجنابة، وعند الذهاب إلى الجمعة، وتغسيل الميت، كل هذا فيه نظافة وفيه معنى آخر من التطهير.
الأدلة الشرعية دلت على شرعية النظافة من الأوساخ فإن معنى الحديث صحيح وفيه توصية للمؤمن ألا يدع اوساخاً في ثيابه بل يُزيلها وهكذا في الطرق، يزيل الأذى عن الطريق لئلا يتأذى المسلمون بذلك.
جاء في إحياء علوم الدين للإمام الغزالي “ج1 ص111” في أوَّل كتاب أسرار الطهارة قوله: قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “بُني الدِّين على النَّظافة” وقال ” الطهور نصف الإيمان”، وعلق العراقي على الأول فقال: لم أجدْه هكذا، وفي الضعفاء لابن حبان من حديث عائشة “تنظَّفوا فإن الإسلام نظيف”، والطبراني في الأوسط بسند ضعيف جدًّا من حديث ابن مسعود: “النظافة تدعو إلى الإيمان”، وعلَّق
جواب فضيلة الشيخ القرضاوي:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد..
هذه الكلمة (النظافة من الإيمان) بهذا اللفظ لم ترد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما أعلم، بسند صحيح ولا حسن ولا ضعيف.
ولكن روى الطبراني في الأوسط عن ابن مسعود مرفوعًا: ” تخللوا فإنه نظافة، والنظافة تدعو إلى الإيمان، والإيمان مع صاحبه في الجنة” أورده الهيثمي في (مجمع الزوائد) جـ 1 / ص 632 وذكر أن في إسناده إبراهيم بن حبان. قال ابن عدى: أحاديثه موضوعة. وقال الألباني في (غاية المرام): ضعيف جدًا.
The post صحة حديث النظافة من الإيمان appeared first on المُحيط.
source https://www.almuheet.net/77337/
0 notes
mohamedtekou · 6 years
Text
في رثاء رجل من أهل " الفضل - عبد الوهاب العدواني
الشيخ الصيني “(دونغ قوان عبدالله ما تشانغ تشين )” > ومدرس “( كافية ابن الحاجب )” ، وشرحها : “( الفوائد الضيائية )” في النحو في مجالسه ، ومدرس : ( إحياء علوم الدين > للإمام الغزالي ) ، ومتن : ( النسفية > في عقيدة أهل السنة والجماعة ) ، و : ( رد المحتار في الفقه الحنفي ) ، و : ( مختصر المعاني في البلاغة > لسعد الدين التفتازاني ) ، وغير ذلك كثير من تدريساته ، وقد توفي – رحمه الله – يوم : ( الاثنين –…
View On WordPress
0 notes
maktbah · 6 years
Text
كتاب آداب النكاح وكسر الشهوتين أبو حامد الغزالي PDF تحميل وقراءة اونلاين
كتاب آداب النكاح وكسر الشهوتين أبو حامد الغزالي PDF تحميل وقراءة اونلاين
  كتاب آداب النكاح وكسر الشهوتين أبو حامد الغزالي PDF تحميل وقراءة اونلاين
  كتاب آداب النكاح وكسر الشهوتين أبو حامد الغزالي PDF  كتاب للإمام أبو حامد الغزالي، ضمن كتابه إحياء علوم الدين جمع فيه بين موضعين أساسيين، الأول جاء تحت عنوان “آداب النكاح (الزواج)” وفيه عرض لأسباب النكاح، وآدابه المرعية في العقد والعاقدين وفي المعاشرة بعد العقد إلى الفراق، وشرح مقاصد النكاح وآدابه. أما الموضوع الثاني…
View On WordPress
0 notes
fuadalfajri · 7 years
Photo
Tumblr media
...، إذ يظن المغرور ب بنفسه أنه مشغول بفرض دينه وليس يدري أن الإشتغال بفرض الكفاية قبل الفراغ من فرض العين معصية.. (كتاب ذم الغرور، فى إحياء علوم الدين، للإمام محمد بن محمد الغزالي) artinya kurang lebih : ... orang yg tertipu (dunia) itu menyangka bahwa mereka sibuk dg kewajiban agamanya. mereka tidak mengetahui bahwa sibuk dg urusan fardlu kifayah sebelum selesainya dari fardlu 'ain itu merupakan KEMAKSIATAN.. #tashowwuf #tasawuf #tashawuf #alghazali #ihyaulumuddin #santri #ngaji #alasantri #negerisantri #santrionline #nu #nahdlatululama #nuonline_id #nuonline #qoutes #qotd #quotesoftheday
0 notes
mostafa-khalifa · 4 years
Text
خلق الرسول - صلى الله عليه وسلم
كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن
جاء في حديث طويل في قصة سعد بن هشام بن عامر حين قدم المدينة ، وأتى عائشة رضي الله عنها يسألها عن بعض المسائل ، فقال : (فَقُلتُ : يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ ! أَنبئِينِي عَن خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ؟
قَالَت : أَلَستَ تَقرَأُ القُرآنَ ؟
قُلتُ : بَلَى
قَالَت : فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانَ القُرآنَ
قَالَ : فَهَمَمْتُ أَن أَقُومَ وَلَا أَسأَلَ أَحَدًا عَن شَيْءٍ حَتَّى أَمُوتَ ..الخ
رواه مسلم (746
.
وفي رواية أخرى
(قُلتُ : يَا أُمَّ المُؤمِنِينَ ! حَدِّثِينِي عَن خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ
قَالَت : يَا بُنَيَّ أَمَا تَقرَأُ القُرآنَ ؟ قَالَ اللَّهُ : ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) خُلُقُ مُحَمَّدٍ القُرآنُ) )أخرجه أبو يعلى (8/275) بإسناد صحيح
.
قال النووي رحمه الله تعالى في "شرح مسلم" (3/268) "معناه : العمل به ، والوقوف عند حدوده ، والتأدب بآدابه ، والاعتبار بأمثاله وقصصه ، وتدبره ، وحسن تلاوته " انتهى
.
وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (1/148 ): " يعني أنه كان يتأدب بآدابه ويتخلق بأخلاقه ، فما مدحه القرآن كان فيه رضاه ، وما ذمه القرآن كان فيه سخطه ، وجاء في رواية عنها قالت : ( كَانَ خُلُقُهُ القُرآنُ ، يَرضَى لِرِضَاه ، وَيَسخَطُ لِسَخَطِهِ ) " انتهى
.
وقال المُناوي في "فيض القدير" (5/170) : " أي ما دل عليه القرآن من أوامره ونواهيه ووعده ووعيده إلى غير ذلك"
.
وقال القاضي : " أي خلقه كان جميع ما حصل في القرآن ، فإنَّ كُلَّ ما استحسنه وأثنى عليه ودعا إليه فقد تحَلَّى به ، وكل ما استهجنه ونهى عنه تَجَنَّبَه وتَخَلَّى عنه ، فكان القرآن بيان خلقه ... " انتهى
.
ومن حق النبي صلى الله عليه وسلم علينا –خاصة في هذه الأيام التي يتعرض فيها شخصه الكريم لحملة الكذب والتشويه– أن نَذكُرَ شيئا من شمائله الكريمة ، وصفاته الحميدة ، ليعلم العالَم أن في شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم أطهر شخص وأعظم نفس وأكرم قلب
.
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله في "إحياء علوم الدين" (2/430-442) : " بيان جملة من محاسن أخلاقه التي جمعها بعض العلماء والتقطها من الأخبار ، فقال
كان أحلم الناس ، وأشجع الناس ، وأعدل الناس ، وأعف الناس ، لم تمسَّ يده قط يد امرأة لا يملك رقها أو عصمة نكاحها أو تكون ذات محرم منه ، وكان أسخى الناس ، لا يبيت عنده دينار ولا درهم ، وإن فضل شيء ولم يجد من يعطيه وفَجَأَهُ الليلُ لم يأو إلى منزله حتى يتبرَّأَ منه إلى من يحتاج إليه ، لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من أيسر ما يجد من التمر والشعير ، ويضع سائر ذلك في سبيل الله ، لا يُسأَلُ شيئا إلا أعطاه ، ثم يعود على قوت عامه فيؤثِرُ منه حتى إنه ربما احتاج قبل انقضاء العام إن لم يأته شيء ، وكان يخصف النعل ، ويرقع الثوب ، ويخدم في مهنة أهله ، ويقطع اللحم معهن ، وكان أشد الناس حياء ، لا يثبت بصره في وجه أحد ، ويجيب دعوة العبد والحر ، ويقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن ويكافئ عليها ، ولا يأكل الصدقة ، ولا يستكبر عن إجابة الأمة والمسكين ، يغضب لربه ولا يغضب لنفسه ، وينفذ الحق وإن عاد ذلك عليه بالضرر أو على أصحابه ، وَجَدَ مِن فُضَلاء أصحابه وخيارهم قتيلا بين اليهود فلم يَحِفْ عليهم ولا زاد على مُرِّ الحق ، بل وداه بمائة ناقة وإنَّ بأصحابه لحاجة إلى بعير واحد يتقوون به ، وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع ، ولا يتورع عن مطعم حلال ، لا يأكل متكئا ولا على خِوان ، لم يشبع من خبزٍ ثلاثةَ أيام متوالية حتى لقي الله تعالى ، إيثارا على نفسه لا فقرا ولا بخلا ، يجيب الوليمة ، ويعود المرضى ، ويشهد الجنائز ، ويمشي وحده بين أعدائه بلا حارس ، أشد الناس تواضعا ، وأسكنهم في غير كبر ، وأبلغهم من غير تطويل، وأحسنهم بِشْرًا ، لا يهوله شيء من أمور الدنيا ، ويلبس ما وجد ، يردف خلفه عبده أو غيره ، يركب ما أمكنه ، مرة فرسا ، ومرة بعيرا ، ومرة بغلة ، ومرة حمارا ، ومرة يمشي حافيا بلا رداء ولا عمامة ولا قلنسوة ، يعود المرضى في أقصى المدينة ، يحب الطيب ، ويكرة الرائحة الرديئة ، يجالس الفقراء ، ويؤاكل المساكين ، ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم ، ويتألف أهل الشرف بالبر لهم ، يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم ، لا يجفو على أحد ، يقبل معذرة من اعتذر إليه ، يمزح ولا يقول إلا حقا ، يضحك من غير قهقهة ، يرى اللعب المباح فلا ينكره ، يسابق أهله ، وترفع الأصوات عليه فيصبر ، وكان له عبيد وإماء لا يرتفع عليهم في مأكل ولا ملبس ، ولا يمضي له وقت في غير عمل لله تعالى أو فيما لا بد منه من صلاح نفسه ، لا يحتقر مسكينا لفقره وزمانته [ الزمانة : المرض المزمن ، ولا يهاب ملكا لملكه ، يدعو هذا وهذا إلى الله دعاء مستويا
.
ومما رواه أبو البختري قال : ما شتم رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا من المؤمنين بشتيمة إلا جعل لها كفارة ورحمة ، وقال : ( إنما بعثت رحمة ولم أبعث لعانا ) ، وكان إذا سئل أن يدعو على أحد ، مسلم أو كافر ، عدل عن الدعاء عليه إلى الدعاء له ، وما ضرب بيده أحدا قط ، وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما إلا أن يكون فيه إثم أو قطيعة رحم ، وقد وصفه الله تعالى في التوراة قبل أن يبعثه ، فقال : محمد رسول الله ، عبدي المختار ، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، وكان من خلقة أن يبدأ من لقيه بالسلام ، ومن قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ، وما أخذ أحد بيده فيرسل يده حتى يرسلها الآخر ، ولم يكن يُعرَف مجلسه من مجلس أصحابه ، قال الله تعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَ��ُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) ) آل عمران/159). قد جمع الله له السيرة الفاضلة والسياسة التامة وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب ، نشأ في بلاد الجهل والصحارى في فقره وفي رعاية الغنم ، يتيما لا أب له ولا أم ، فعلمه الله تعالى جميع محاسن الأخلاق ، والطرق الحميدة وأخبار الأولين والآخرين ، وما فيه النجاة والفوز في الآخرة والغبطة والخلاص في الدنيا ، ولزوم الواجب وترك الفضول ، وفقنا الله لطاعته في أمره والتأسي به في فعله آمين يا رب العالمين " انتهى بشيء من الاختصار
.
ولا يحسبن أحد أن ما سبق من قبيل الكلام الإنشائي الخطابي ، بل كل جملة فيه جاء في المسانيد والصحاح والسنن عشرات الأحاديث الصحيحة المسندة مما يدل عليه ويشهد له ، ولكن آثرت عدم ذكرها اختصارا ، ومن أراد الإطلاع عليها فليرجع إلى كتاب ( الشمائل المحمدية ) للإمام الترمذي
2 notes · View notes
majidmasrur · 4 years
Photo
Tumblr media
Bukan untuk itu kita Hidup!! اعلم أن أكثر الناس إِنَّمَا هَلَكُوا بِخَوْفِ مَذَمَّةِ النَّاسِ وَحُبِّ مَدْحِهِمْ فصار حَرَكَاتُهُمْ كُلُّهَا مَوْقُوفَةً عَلَى مَا يُوَافِقُ رِضَا النَّاسِ رَجَاءً لِلْمَدْحِ وَخَوْفًا مِنَ الذَّمِّ Banyak org menjadi primitif tak bisa berkembang karena selalu takut dikritik dan penggila pujian, sehingga semua gerak geriknya orientasinya hanya ingin disenangi; selalu berharap dipuji namun takut dikritisi. 🤦🏻‍♂️🤦🏻‍♂️🤦🏻‍♂️ صلى الله وسلم عليك يا رسول الله أدركنا [للإمام أبي حامد الغزالي؛ إحياء علوم الدين: ٢٨٩/٣] (di المدينه المنوره مدينة رسول الله) https://www.instagram.com/p/CBe8TJ2pMJs/?igshid=tzey9kh86pnn
0 notes