Tumgik
nancyandstuff · 21 days
Text
موضع الكسر الأخير
إذا سألت أحدهم عن نهاية العالم سيرد بسخرية (يا ريت بقى ونخلص)، أما إن حدثته عن الموت سيتقلص قلبه ويصيبه قلق الخسارة.
تبتر سيرة الموت كل الفرص المحتملة، تهزم الكلمات وتسترد الأمل.
أمّا نهاية العالم لطالما كانت فكرة يستحسنها الإنسان، الرقص على حافة الهاوية، الفترة منذ بداية الإعلان عن نهاية العالم وحتى نهايته الفعلية هي وعد جريئ بحياة كاملة وكلمة السر لرصيد لا نهائي من الفرص.
أن تتخلّص من ذنب فرديتك وتتماهى في خطايا الجماعة التي سارعت بنهاية العالم.
أن لا يتخلى عنك العالم وإنما سيأخذك معه للنهاية يد بيد.
أن تحيا دون ثقل وأن تأخذ نصيبك من الحريّة كاملًا دون أن تنظر حولك.
وأن تنظر حولك ولا تخاف التيه، لا يرهبك زخم العالم ولا يفجعك صوت المنّبه صباحًا.
أن تكمل التجربة من موضع آخر كسر دون الحاجة لإصلاحه.
أن يتكاتف أبطال العالم في مواجهة الشرور ويتم تسكين دورك بسهولة من قِبل صانع العمل، فتستيقظ ولأول مرّة لتجد نفسك لا تحارب وحيدًا.
أن تقع في الحب ولا تتردد في الاعتراف، وأن تحب كل شيء وتجرّب كل شيء دون أن تتعلّق.
تجوب كل الشوارع وتدخل كل البيوت دون أن تعلَق. تتبع كل الأفكار وتختبر كل المذاهب وتطل من كل الزوايا دون أن تختار.
أن يعدك العالم بموعد النهاية وتشعر ولأوّل مرّة أنه يعرف بوجودك ويشاهد عرضك الأخير دون حكم على جودة الأداء، فلن يشكّل فارقًا.
أن تعيد ترتيب قائمة أولوياتك فمثلًا، ما هو آخر طبق تحب تناوله قبل النهاية وهل تريد الإنضمام لفريق إنقاذ العالم أم ستكتفي بمشاهدته يتداعى. وأن تتلاشى فاتورة الكهرباء من القائمة.
أن تشرع في الكتابة أخيرًا دون الحاجة إلى تحضيرات تبتلع خيالك، وأن توّثق وجودك على أوراق ربما يقرأها أحدهم بعد إعادة الخلق.
ثم تُبعث من جديد ويقصها عليك فتشعر بالألفة كأنك عشت هذه الحياة من قبل.
أن تعود طفلًا صغيرًا مستسلمًا لحتمية ما سيكون … وأن تكون.
ثم ترحل آملًا في العودة في عالم جديد بإمكانات جديدة ونهاية حتمية أخرى تجبرك على الكتابة دون تحضير، وتبشرك بميلاد جديد.
9 notes · View notes
nancyandstuff · 5 months
Text
لولا التجربة
يأتيني الشك دائمًا … يأتي مصرًا ومتأكدًا!
أحب محادثته رغم ثقلها
أحب أن ألقي الكرة في ملعبه دائمًا
أجعله يسدد رميته ثم أشاهد مجراها
أحب أن يخطئ الهدف
ثم يأتي دوري
أن أجرّب دون مراهنة
أن أخسر وتنتظرني المكاسب
أن يأتيني اليقين ويصرّ عليّ
أن يغادر الارتباك ضحكاتي ويبقى الحزن صامتًا وثابتًا فيها
أن تؤلمني الحقيقة ولا يتلاعب بي الشك
وأن أغادر كل مرّة دفعة واحدة وليس على مراحل
أن أحب دون تخطيط وأن أراه في كل خطة ورغمًا عن كل الخطط
أرى الحقيقة واضحة على وجه أمي الشاحب
تتجلى حقيقتي في صوتها ووِجهتي في ضحكتها
كل صباح تخبرني بأنه جاء بالخير
لا تخبرني أي صباح تحديدًا
ولولا التجربة لما عرفت.
أذكّر نفسي بأنني اتخذت قراري بعدم المشاركة في اللعب وبأنني سأكتفي بالمشاهدة فقط.
ثم أجد نفسي في منتصف اللعبة ويشاهدني الجميع.
تفاجئني مهاراتي وأتذكر كيف اكتسبتها فأحزن، ثم أواصل اللعب.
لا أعرف كيف تتحول الأشياء وأنا.
أحب المتابعة لأرى أيدي الله وسلاستها الخفية. أحيانًا تأتي مسرعة وأحيانًا تتمهل حدّ بكائي ولكنها لم تتأخر أبدًا.
تحدث الأشياء أحيانًا كما تحدث في الأفلام. ينتهي الفيلم ونعود للبيت.
ماذا عني وعن هنا؟ أيمكنني العودة للبيت قبل أن أنتهي؟
قمت ببناء الكثير من البيوت في طريقي للعودة على كل حال.
كل بيت يعلمني كيف أجد البيت اللاحق وما هو الارتفاع المناسب للسقف، وأنّ اللون الأصفر كان فكرة سيئة.
لولا التجربة لما عرفت أنه يجب على الجدران أن تحمل بعض اللين في صلابتها.
7 notes · View notes
nancyandstuff · 11 months
Text
خط متصل
كلّما مرّ عليّ العمر زادني صلابة ولين. صلابة تأتي بعد لين يَخذِل ولين يأتي بعد صلابة تَكسر.
كنت أطلق على نفسي عادة صفة "طويلة البال" وكنت أعتبرها من محاسن صفاتي وأثر يسبق بوادر حكمة وقداسة. اعتبرتها نصيبي من إرث الصالحين من أسلافي. لم اعرفهم ولكن بالتأكيد كل الصالحين تحلّوا بطول البال والصبر.
كانت أمي تخشى طولة البال تلك، أحيانًا كانت تفسرها على أنها طيبة زائدة فكانت تطلب مني المزيد من الحرص. أحيانًا أخرى كانت تفسرها على أنها لا مبالاه وكانت تقدّر ذلك أحيانًا من باب أن ابنتها عاقلة لا تقف عند سفاسف الأمور وهذا شيئ جيد ربما. تحب أمي تفسير الأشياء وأنا ورثت ذلك عنها. وما فسرته مؤخرًا هو أن طول بالي هذا نابع من حبي للتعلّم. أحب تعلّم المزيد، لا أن أكون التلميذة النجيبة -ولم أكن يومًا كذلك- ولكن أن أكون تلميذة. طور التعلّم هذا يحتاج لصبر وهذا ما أقدمه طوال الوقت للحياة.
ربما أجتهد أحيانًا ربما أعمل وأنتج ولكنني دائمًا في طور التعلّم وأحب هذا، وربما هذا هو الاتفاق بيني وبين الحياة كأن العهد بيننا كان شرطه الصبر والقبول في مقابل أن لا تكسرني كسرًا أبديًا، في مقابل وعد الالتئام والترميم، حتى ولو بعد مرور وقت، فالوقت خارج الاتفاق.
اتفقنا على أن نتعامل على أن العمر خط واحد وليس نقاط متقطعة وبتلك الطريقة لن يشكل الوقت فارقًا.
أن أسير على خط متصل وممتد دون انتظار النقطة القادمة ودون الخوف من سقوطي بين نهاية واحدة وبداية الأخرى. لا أعرف مدى خداعي في هذا الاتفاق ولكنه يعجبني وارتضيته وطالما هذا هو الحال ف ليه لأ.
ما المانع إذا كان الخداع شعوره جيد على طول المدى دون أعراض جانبية، تمامًا مثل حبة مضاد الاكتئاب؛ لا تجعل حياتك أحسن فعليًا ولكنها تجعلها أحسن. هتفرق؟
يجرفنا العمر بعيدًا عن ذواتنا المكتسبة ويختبر صلابة ذواتنا الجوهرية ثم يخلطها بأخريات مكتسبة وهكذا وتلك الدوريات من المدّ والجذر مرهقة ومخيفة ولن أتبع تلك الجملة ب (ولكن) لا أنوي جعل الأمر يبدو رومانسي وحالم.
الأمر يشبه برحلات المصيف لليوم الواحد لسكان الأقاليم، ولكنها تنطلق كل يوم وانت تصعد العربة الممتلئة كل يوم أيضًا، يجب أن تصعد وكل ما تملكه من أمر هو أن تجد ما تقوله لنفسك وأن تعقد الاتفاق الذي يناسبك مع الحياة، ربما يعجبك وربما لا، وهذا لا يهم كثيرًا فعلى كل حال لن تحب تفويت الباص ولو لمرة. آملًا تعلّم القيادة.
6 notes · View notes
nancyandstuff · 2 years
Text
كم متبقي لدينا من الاحتمالات؟
لا يستأذن العالم قبل يقتحم مساحتنا ويغير فيها ... يعيد تدوير الحزن يأخذ معه ما يلزمه، يترك أشياء لا أعرفها وينسى قداحته عن عمد.
أقف حائرة ألتفت لأغراضي أجد اللوحة التي لم أعرها اهتمام لائق من قبل ولكنها الآن كل ما أعرف
أتلفت أكثر، لا أجد شيئ
أبحث عن نفسي مضطرة ... لم أكن لأبدأ هذا الطريق الملتوي ثانية لولا اني مضطرة.
أجد مرآة ولكني لا أجدني فيها .. ربما أنا الدخيلة الآن.
أنتظر من يطرق الباب ليبحث معي.
لا يأتي أحد .. أمازال يوجد باب؟
الخوف كفكرة مجردة هو مجاز عبثي تمامًا
بالظبط! لا هو فكرة ولا هو مجرد
مشاعر هائجة لا تعتمد على أي فكرة
بحثت عن التعريف المُعتمد للخوف وجدته ضعيف وغير شامل
"هو مشاعر ناتجة عن الإحساس بالخطر" تتبعها مرادفات أخرى لنفس الجملة
لم يذكروا في التعريف ما هو الخطر
لم يُخلق الإنسان بكُتيب تحذيرات من مخاطر الإستعمال الخاطىء
ربما كان سيساعد في تحجيم الخوف قليلًا
فقط نتبع خطوات الإستخدام الآمن ويشكرنا العالم.
أتلفت ثانية فلا أجد خوفي .. آه وجدته في زاوية أخرى.
نحاول الخروج؟
اختفت الإجابات القديمة ... أسئلة جديدة تتطلب إجابات جديدة
دايما بتكون اجاباتي شجاعة ولو اني مش شجاعة
مبخافش لكني مبجازفش
الخسارة والمكسب هي احتمالات حاضرة مع كل مجازفة
واحنا في حالة خسارة ومكسب دائمة
الحياة نفسها مجازفة
كل سلام جديد يُلقى هو مجازفة مُحتملة معها الحرب
بس نخرج طبعاً ... ونبدأ بالسلام.
7 notes · View notes
nancyandstuff · 2 years
Text
تستطيع المشاعر تمييزي، تلعب بي وأحيانًا معي.
يتلون عليا الحزن ولا يظهر كل بطاقاته أبدًا، يستنفذ مني بطاقاتي وخطتي لأكثر من خطوة قادمة. ولكنه خِصم شريف، وصادق، ويبارك لي الفوز بنفس راضية.
يحكي لي الخوف عن سيناريوهات الحياة التافهة ولكن بنبرة شرسة، فيخدعني ويفوز بأول دور، أكشفه، ولا تخيل عليّ باقي الحكاية، أفوز بآخر دور، ولكن قصصه كثيرة وتكفي دائمًا لمزيد من الجولات. أخسر كثيرًا، وأكسب أخيرًا.
تحبني السعادة وترافقني أغلب الوقت، أتركها حرة لا أبحث عنها، فتأتيني راغبة. أجيد إستقبالها حتى لو كانت خالية الوعود، وشحيحة الأسباب.
يراوغني الأمل، يحرك الرمال الراكدة، ويسحبني بحماس المراهقين، ويتركني في منتصف الطريق. أكمِل ولا أرجع؟
ف تيجي الوحدة تسألني "هو أنا مش كفاية؟"
وإجابتي دايمًا "كفاية!"
14 notes · View notes
nancyandstuff · 2 years
Text
نِجرّب.
لم أستشعر هزائمي في المرات التي إخترت الإستسلام فيها بمحض إرادتي.
لم أشعر بالضيق من سقطاتي عندما تفهمت أنني لم أكن على ما يرام ومنحت نفسي حصتي المستحقة من الفشل.
لم أنتبه لأخطاء أصدقائي لأنني إخترت أن أراهم دائمًا على صواب ... بحماس المراهقين وتطرف المريدين.
لم أغضب عندما قلت لي أشياء تغضبني لأني إنشغلت بالتعاطف مع قلة حيلتك تجاه ما تشعر به وعجزك عن البوح .. أعرف كيف تخنق الكلمات التي لم تصاغ.
لم أشعر بالتوتر أبدًا في أحاديثنا لأنني كنت أعرف أنه إذا نزعنا تلك الأحاديث الصغيرة، سيبقى لنا ما نتحدث عنه.
إذا إنتهينا من تلك القصة الرديئة سننسج واحدة أكثر جودة وإذا إختارنا الصمت لن تضيق الغرفة من إرتباك أنفاسنا.
لم أستغيث يومًا من مرافقتي لأني أختار مسامحتي، على الرغم من صعوبة التنفيذ.
ولم أنوي الهروب مني، ليس لأنني أمتلك شجاعة المواجهة، ولكني لا أمتلك شجاعة التحليق خارج حدود ذاتي، أجالسها ونتفاوض.
أقف على باب خيباتي وأنا أحمل إنتصاراتي بسلامة نفس محارب لم يعد يفرق بينهما، فكلاهما إستغرقوه حروبًا.
ألجأ للإعتذار دائمًا عندما يعاتبني صديق، دون دفاع ودون تملص أعتذر وننهي الخلاف ونترك الوقت يمحي آثاره ... أما عندما يعاتبني عزيز أتناقش وأتجادل وأدافع وترتفع أصواتنا لأن كلانا لا يهتم بالإعتذار، وإنما نريد تطييب الخاطر يدويًا بدقة وبتمعن في كل تفاصيل سوء التفاهم حتى ينتهي السوء ويزداد التفاهم بعد التمحيص في أبعد الجوانب فنجد أنفسنا في نقطة أبعد من عمق صداقتنا.
توقفت عن المقامرة بما لا أملكه، وبما إنني لا أملك شيئًا ف توقفت عن المقامرة في المطلق. وقتها إكتشفت أن جحود الخسارة ونشوة المكسب وجهان لعملة المقامرة التي بدونها تصبح التجربة أكثر تجردًا وأقل تعقيدًا.
أحكي لصديقي عن سقطاتي ف يبتسم وأبتسم، أحكي له عن خيباتي ف يحزن وأبتسم. ثم أحكي عن مخاوفي يستمع إليها جيدًا ف تتلاشى ونبتسم.
30 notes · View notes
nancyandstuff · 3 years
Text
البيت.
أنظر إلى جدراني المحيطة، وأتذكر الجدران التي آوتني سابقًا، اتذكر كيف عاملتني وكيف نظرت إلي وكم منها لفظني وكم منها كنت أستمر في دفعه بأقصى ما أملك من قوة لعلها تنزاح قليلًا عن صدري.
أتذكر كم منها ضلل على صراخي وكم منها إرتج من قوة ضحكاتي الصاخبة حتى تسللت منه للخارج.
أحب البيوت كثيرا رغم كل الإحتمالات المخيفة التي تسكنها ورغم تسترها الحريص على كثير من القمع والقهر.
ولكنها دائمًا ما تتطبع بالحقائق وتنطق بها.
كل البيوت التي وطأتها كانت تحمل قصصها بكل شفافية.
أتذكر بعض بيوت أصدقائي القدامى، لطالما فسرت الكثير عن ما يمرون به خارج البيت.
أتذكر البيت القديم الذي عشت فيه أكثر من ثلثي عمري ... وكلما أتذكره أشعر أنه يفتقدني رغم إحتفاظه بذواتي القديمة التي تركتها معه، إلا أنه يفتقد أحاديثنا، أنا أيضًا أفتقدها وكلي يقين بأن كل منا ممتن لإنتهاءها ولا يريد أن يخوضها مرة أخرى.
أنظر ثانية لجدراني الحالية وأجدها الأكثر صلابة ومرونة من كل جدراني السابقة وأراها صبورة أيضًا. تحمل رفوف متربة لكنها مثبتة بعناية، وعليها براويز لصور عشوائية لا تنتمي لبعضها الآخر ولكنهم وجدوا طريقة للتعايش سويًا، أشفق عليهم أحياناً علشان مضطرين يتعايشوا معايا أنا كمان.
57 notes · View notes
nancyandstuff · 3 years
Text
سميناها تروما
الخوف كان شبحي الواقعي في طفولتي، كان له حضور قوي وهيئة إنسان. لا هيئة مخيفة أكثر من هيئة إنسان يستغل كل فصوص مخه لأجل نشوة مدتها دقائق ولا بأس إن أحرق العالم كعرض جانبي. كل روايات الأولين عن الأشباح لا تعادل ظلمة إنسان ضل سبيله عن كينونته ونفض عن جلده رداء الإنسانية.
كان شبحي حقيقي جداً، جامح ويملأ غرفتي.
لذلك وقتها قررت أسيبله المكان باللي فيه. فقط تركت جسدي وغادرت لعالم آخر وجدته بالصدفة في خيالي وقررت المكوث لفترة كافية ليصبح بيت العطلة الخاص بي.
أصبحت هذه حيلتي عندما أوشك على إفلات خيط النجاه ويوشك الخوف على التملك مني، فعلها الوغد كثيراً، عندما يتفاقم الوضع بيننا في أمر حساس قد سبق وحذرني منه ولكني سديت أذني بجرأتي التي طالما حاول القضاء عليها وتحويلي لفأر مرتعد من خطوات بشرية قادمة ولكن لا أحد يدخل ولا يتوقف الصوت، فيستمر الخوف للأبد. تلك الهجمات المستمرة على جروحي القديمة ليذكرني بها ويعاقبني على شعوري السابق بالألم -بيفكرني بوقاحة البني آدمين- بيقولوا عليها تروما، والله إسم شيك، يهون عليك الوضع ويمنحك بريستيچ، فلن تجد نفس المعاملة ودرجة التعاطف من المحيطين إذا قلت "أنا اتلسعت من الشوربة وهنفخ في الزبادي"، هيضحكوا عليك في الأغلب قبل ما يسألوك "انجز هتاكل ايه؟"
24 notes · View notes
nancyandstuff · 3 years
Text
بدون دعوة
خسرت اليوم وظيفتي، قالوا أنني فاشل وعديم الجدوى هذا ما قالته حبيبتي أيضًا وهي تستعد للرحيل ... لم تتفوه به ولكن صوت أفكارها أخترق أذناي، وقلبي.
لم أحزن على الوظيفة ولكني بكيت بحرقة كادت تشق صدري.
ربما تذكرت حبيبتي ... إعتقدت أني تخطيت الأمر، أنا حقًا تخطيته ولكني لم أتخطى نفسي -عديمة الجدوى-
اليوم بكيتها وبكيت نفسي وبكيت الوظيفة وبكيت كل ما توهمت أنني أستنفذت حصة حزني عليه ولكن يبدو أن الأشياء تختفي من حولي لتسكن بداخلي.
تذكرت يوم رفض أبي ذهابي في رحلة مدرسية أيام الإبتدائية.
كانت الرحلة تعني لي الكثير، كنت أراها فرصتي الأخيرة للتخلص من إنطوائيتي وسمعتي السيئة بأني دخيل وممل وليس عندي ما يصادقوني من أجله، كنت طفل عادي، لا شيئ يميزني، لم أكن خفيف الظل ولا سريع العدو ولا حتى سافل قليل الرباية.
وضعت خطة لتلك الرحلة وتعلمت بعض الحركات السحرية بأوراق الكوتشينة وقررت أن أحظى بقصة شعر جريئة وحادة لألفت الأنظار وأحظى ببعض الصداقات.
رفض أبي وضاع كل شيئ.
بكيت بنفس الحرقة يومها قبل أن تفوت أمي من باب الغرفة بكوب عصير وخمسة جنيهات كنوع من التعويض.
كانت أول مرة لم أهتم فيها بمصروف ٥ أيام مرة واحدة بل إعتبرتها إهانة ومقايضة على حزني.
الآن لم يعد أحد يقايضني عليه، كم هذا حزين.
تذكرت هذا أيضا وبكيت عليه ثانية مع الوظيفة والحبيبة.
كنت أعتقد أني تخطيته ولكن الأشياء تختفي من حولي لتسكن بداخلي ... دون دعوة.
48 notes · View notes
nancyandstuff · 3 years
Text
أحب العلامات التي تحمل قصصها.
ذلك الحرق على المقعد
يحمل سيجارة فلتت من أصابعي وأنا أحاول لملمة أفكاري الثائرة ... فلتت وفلتت أفكاري معها. تركت أثر السيجارة دون محاولة لمحوه، مازال يحمل أفكاري المبعثرة ... أحبه هكذا.
البقعة الصفراء على الحائط
تحمل المانجو بينما كنا نتناولها أول مرة سويا لنكسر حاجز الخجل والذوقيات العامة - لم يكن بيننا الا كل ما هو خاص - ثم تفاقمت الأمور في الحديث والمشاكسة وإستقرت يداي على الحائط بدلاً من وجهك الوسيم ... نويت إزالتها فور إنتهائنا ثم إنتهينا ولم أفعل ... أحببتها هكذا ... القصص أفضل لها أن تنتهي لا أن تمحى.
الخدش في ذراعي
لازالت آثار جرح قديم تحتل مكانا على ذراعي ... يحمل يوما يفترض أنه كان سعيدا حتى وقعت من على الدراجة وكنت أتألم كثيرا وأفرغت غضبي فيك ثم تشاجرنا وتخيلت أنه لن يمر اليوم بسلام ولن نتغاضى عن فلتات لسان لازعة تفوهنا بها ضد بعضنا البعض ... ثم فجأه أردنا النوم وكنا مرهقين ف اقتربت مني وألقيت نظرة أخرى على جرحي وقبلته ثم رحنا في النوم ومر كل شيئ ولم يمر ودنا بل زاد -كان دائما يزداد-.
كل يوم أكشف عن ذراعي وأتأكد من وجود العلامة ... كيف أريد لقصة الود أن تُمحَى!
وكثير من العلامات الأخرى، أوضَحها خطوط وجهي والإنعكاسات في عيني، تحمل كل القصص في ذاكرتي، وتحمل قصتي الكبرى التي يتجاوز عمرها الخمس وعشرون عاما ولم يوضع لها نقطة حتى الآن، فلا أستطيع محوها حتى إن أردت ولا أستطيع تركها كما هي ... تتغير كثيرا بإختلاف مسار القصة. أتابعها في المرآة وأحتفظ بتطوراتها في كثير من الصور.
لنرى كيف سيكون وجهي عند النهاية ... أعتقد لن أحاول تغيير أو إنكار شيئ ... القصص تعاش لِتُقَص لا لِتُمحى.
أتمنى أن يقصها وجهي بحماسة وأنا على مشارف النهاية أو يقصها عني أحد ما بإعجاب ويحتفظ بها كبقعة المانجو على حائط غرفتي.
13 notes · View notes
nancyandstuff · 3 years
Text
الغريب أعمى لحد ما يفَتّح.
كل الشوارع التي وطأتها غريباً ستتحول لساحة معركة لأول دقيقتين حتى تنتصر ويفتح لك أصحابها النور لحظة إعجابهم بآداءك وشجاعتك. شجاعة الأعمى صاحب البصيرة، أو شجاعة الجاهل المُصر، أو حتى رقة التائه المثيرة للعواطف، الندَّاهة للنبلاء.
كل البيوت التي دخلتها متردداً خجولاً تتحسس مدى رحابة أهلها، ستبصرها وتتسع عيناك لحظة سماحهم لك بإعداد الشاي بنفسك أو فتح باب التلاجة وكشفها. -التلاجة في بيوت الشرق لا تنكشف على غريب- إذاً انت لم تعد كذلك.
القلوب التي وقفت على بابها على إستحياء طالباً الدخول، ستبصرها بعدما تستقبل إبتسامة مقصودة رداً على إبتسامتك البلهاء.
البلد الجديدة التي قصدتها غريباً ظناً بأن موهبتي ستنير الطريق، لم تفعل. تطلب الأمر الكثير من الإصرار وقوة الذاكرة حتى لا أنسى على ماذا كنت أصِرّ.
طالما كانت ذاكرتي قوية ولكني لم أجيد الإصرار يومًا
تعلمت التخلي يوم استشعرت الفقد، وردَّدت "العند بيولد الكفر" وراء أمي.
ظللت فترة أُبصر بعين الغريب خلسة وأصتنت لما أتاحته لي الضوضاء المفتعلة لتطفيشي حتى إستعدت إصراري الضائع منذ الطفولة.
تذكرت كيف تخلت أمي عن كل شيئ ولم تتخلى أبدًا عن إصرارها عليّّ، كيف يصر أصدقائي على رؤيتي كمحارب بدلاً من ضحية. كيف أصرت صديقتي على حبها الأول وكيف علمها ذلك أن تجد الحب مرة ثانية.
غالبًا الأمل بيلهمنا شجاعة الإصرار.
وشجاعة الخسارة في مكان قصدته غريبًا بحثًا عن المكاسب، لحد ما فتَّحت. وده كان أول مكسب.
38 notes · View notes