لا تدع حادثة كالزلزال تمر دون أن تحدث أثرها في قلبك!
لا يكون حظك من الحدث بعض المشاركات وتسجيلات الإعجاب والتألم اللحظي، بل كن متقلبًا بين حمدٍ لله على عافيتك، ودعاء لإخوانك المكروبين، والأهم هو أن يزداد رصيد خوفك من الله وإشفاقك على نفسك، ذلك الخوف الذي يثمر عبادة..
أنا أحسَب أن جزءًا من نعيم الجنة المُعَجل في الدنيا بين صفحات هذا الكتاب، أي شرف هذا الذي يهبك الله إياه بالقراءة عن أدق صفات النبي صلى الله عليه وسلم؟
أي شوق هذا الذي يزداد بعد كل صفحة، مشاعر مختلطة بين حب وفخر واعتزاز، وكأنك تريد أن تُطوى صفحة هذه الدنيا في غمضة عين وتنعم أخيرا برؤيته في الجنة!
في كل مرة تقرأه لن تستطيع أن تحبس دموعك عندما تصل إلى المشهد الذي كان يُصبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته، بل ويصبر أمة الإسلام جميعا بعده، بكلمات تقرأها بقلبك قبل عينيك: "لا كَرْبَ على أبيك بعد اليومِ ، إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتاركٍ منه أحدًا ، الموافاةُ يومَ القيامةِ"
"الموافاة يوم القيامة" ضعها أمام عينيك، بل في إحدى غرفات قلبك، واجعلها الأمل الذي تحيا به، أننا يومًا سنلقاه، ونُسقى من يديه شَربة لا نظمأ بعدها أبدا!
من الأدب مع جليسك : أن تُريَه أنّك أجهل النّاس بما يُخبرك به ولو كنت أعلم النّاس به ، فإنّ مُسارقتك لما يقوله عجبٌ وكبر منك يُثقلك عليه، وهذا الأدب حاضرٌ في أذهان السلف حيث قال عطاء بن أبي رباح : " إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه ، وقد سمعته قبل أن تلده أُمه