Tumgik
a7mdmaged · 11 months
Text
سبع سنوات عجاف
دفنت حزني بداخلي منذ 7 سنوات تقريبًا، فالعالم لا يحب الحزن، مهما اهتم الآخرون بك سيملون من تكرارك لنفس نغمات كآبتك، لذلك دفنت حزني بداخلي حينما التفت حولي ولم أجد أحد، وكتمت غضبي حتى أني فقدت قدرتي على التعبير عنه، هل تعرف خطر كتمان البراكين؟ ستستمر ثورتها بداخلك، لتحرق كل شيء فيك ولا يتبقَ منك سوى الرماد. وها أنا هنا، لم يتبقَ مني شيء سوى الرماد وحطام منزل يحوي ذكريات الطفولة والأحلام والمشاعر.
دفنت حزني بداخلي منذ 7 سنوات تقريبًا، واستبدلته بهوية جديدة أكثر مرحًا، حتى أني صرت أكثر ذكاءً في خلق النكات على ذلك الحزن، وصار تعبيري عن أي شيء يلزمه الضحك ماعدا الضحك نفسه، عِشت الحياة كمتفرج في عرض مسرحي، يمكنه التعليق وإلقاء النكات الذكية والتصفيق والتفاعل، لكنه ليس على خشبة المسرح في نهاية الأمر، لذلك لم اختبر الحياة رغم خوضي فيها بكامل طاقتي، لأنني خضتها بلا روحي، فحين دفنت حزني، دفنت روحي دون أن أعرف، ودفنت نفسي ومشاعري.
في كل مرة تدور بي الدنيا وأدور بها، ينتهي بي المطاف واقفًا في نفس المكان أمام قبر حزني، لكن ما فائدة حفر القبر إذا كان الميت نفسه تحلل، وبالنسبة لحزني فقد تحلل قبل أن ادفنه حتى، لكنني مازلت أقف مكاني، بهويتي التي ليست هي نفسي لكنها تشتاق لنفسي وتشتاق للشعور الحقيقي بالحياة للدرجة التي تجعلها لا تمانع في استبدال الحياة نفسها مقابل الشعور بها. أقف أمام قبري، الذي دفنت فيه حزني منذ 7 سنوات تقريبًا، لأجد نفسي مدفونة بداخله، وليس بيدي غير يدي، وليس بنفسي نفسي حتى لتساعدني على استخراجي من تلك الظُلمة، كيف يمكن لنفسك أن تتخلى عنك؟ أو أن تتخلى أنت عن نفسك؟ كيف يمكن للمرء أن ينفصل عن كل شيء ليصبح شخصًا جديدًا حتى أنه حين يقف أمام قبره لا يشعر بالحزن، أم أن السبب هو أنني دفنت حزني في نفس القبر منذ 7 سنوات؟ كيف يمكن للمرء أن يحزن على حزنه؟ وأن يحزن دون القدرة على الشعور بالحزن نفسه؟ وكيف لي أن أحفر قبرًا لا أعرف مكانه؟ فقد دفنت حزني ونفسي ومشاعري في إحدى الحفر بداخلي، وما أكثر تلك الحفر، وما أكثر ضحاياي الذين اتناساهم بداخلي، فالأسهل دومًا أن تتخلص من الضحية على أن تطارد الجاني، لذلك تخلصت من حزني ومن نفسي منذ 7 سنوات تقريبًا.
ليس بيدي غير يدي، وليس بنفسي أي معالم لنفسي، وأخشى أنني لا أشبهني، تركت حطامي خلفي وبنيت قصرًا بجانبه، لكن مهما كان جمال القصر فهناك شباك خلفي يطل على الحطام، ومهما كان ضوء نجمي الذي خلقته ساطعًا، فبداخلي ثقب أسود يمكنه أن يلتهم العالم كله إذا خرج، ومهما كنت أنا أنا، فلا أمت بأي صلة لنفسي، فنفسي مدفونة في مكان ما بجانب حزني، ذلك الحزن الذي سلبت نفسي الحق فيه، بعد أن سلبني العالم صوتي لأعترض، وصارت نفسي الهوية مجمعة من رغبات الآخرين، حتى أن يدي التي ستساعدني على حفر قبري ليس بها أي حيلة غير يدي، ويدي اعتادت أن تقدم يد العون لأي أحد إلا ليدي، لذلك، كيف سأخرج نفسي بنفسي؟
5 notes · View notes
a7mdmaged · 11 months
Text
إلى أبي العزيز
مرّ على رحيلك 16 عامًا، عشت خلالها سنوات أكثر مما قضيتها معك سواء بطولها الفعلي أو بأثرها. الآن يفصلني عشرة أعوام فقط عن عمرك الذي رحلت فيه، ربما إذا التقينا مجددا سنصير أصدقاءً، فلدي العديد من الأصدقاء بعمر ال 38 الذين ينسون فرق السن بيني وبينهم عادة.
كبرت سريعًا، ربما أسرع ممن حولي، ومن أقراني في المدرسة، ومن أصدقائي، حتى أنني كبرت أسرع منك، ف على عكسك، اختبرت فقدان الأب.
هذه المرة الأولى التي أكتب لك فيها، وأنا كلي يقين أنك تشاهد، ولكن بشكل أو بآخر يا أبي العزيز، أنا أكتب هذه الكلمات أيضًا لي بكل أنانية، فقد حان الوقت لكي اتعافى من الماضي، لأُخرِج ما تبقى من كلمات حُشرت بداخلي بفعل الزمان ولم تجد مخرجًا.
أولًا، كم افتقد طفولتي كثيرًا، أو بمعنى أصح افتقد طفولتي الضائعة، افتقد فكرتي عن طفولتي وليس طفولتي نفسها. للأسف الشديد لا أملك من طفولتي غير بعض الصور والذكريات والآلام والأحلام التي لن تتحقق في هذه الحياة، لا أملك غير ذكريات الفقد والمسئولية، ولا أملك حتى ألعابًا قديمة استرجع بها ذكرياتي، فقد ضاعت تلك الألعاب بسبب كثرة التنقل من مكان لآخر بحثًا عن الاستقرار، وبحثًا عن "المنزل الدافئ".
لا تقلق يا أبي على ذلك الطفل، صحيح أنه كان يعتني بغيره في الوقت الذي كان يجب أن يُعتنى به، ولكني هنا الآن لأعتني به، ولأعلمه أن يستقبل بقدر ما يعطي.
كنت اتخيل أن أصعب ما يمر به اليتيم هو ألم الفقدان، لكن -بالنسبة لي- تعقدت الأمور أكثر، تعلمت أن أكبر بدون بوصلة توجهني أو اتمرد عليها، ولم أعتد فكرة أن يكون لي كبيرًا أرضخ لرأيه أو أقاومه، فعلى عكس البقية، لم اعتد فكرة "الكبير"، وتساقطت كل النماذج التي حاولت أن تحل محلك بقصد أو بدون حتى صرت بلا كبير، ولكن أين الأمان إذا لم تجد كبيرًا لك يحميك من الدنيا وقسوتها وحيرتها؟ لذلك كبرت أنا وصرت كبيري، وكبرت أكثر حتى أنني صرت أكبر من العالم نفسه، صرت منقذًا وملاذًا للآخرين للدرجة التي نسيت فيها نفسي لسنوات طويلة، اتمنى أن تتفهم بأنني لست فخورًا بذلك، بل أشعر بالندم والحزن حين تراودني صورتي في زي المنقذ، فما قيمة توفير عالم واسع للآخرين إذا كان يضيق بك الكون أينما ذهبت؟
على عكس الكثيرين ممن حولي، تعلمت التخلي بسهولة، فكيف لا تتعلم التخلي حين تتخلى عنك الرحمة والحياة منذ الصغر؟ أو هكذا اعتقدت حينها. تعلمت التخلي بسهولة، والسير لأميال دون النظر خلفي، تخليت عن كل شيء وأي شيء، وتخليت عني. وها أنا هنا احاول تعلم مهارة التمسك، التمسك بحي��تي وحقي فيها، التمسك بمن أحب، والأهم من ذلك أن اتمسك بنفسي، اعتقد يا أبي العزيز أني وجدتني أخيرا، فحين أنظر للمرآة الآن أجد وجهًا مألوفًا، ويألفني هو بالتبعية.
سأشاركك بعض الانجازات التي أثق أنك ستفخر بها، حاولت ومازلت أحاول أن أحافظ على الأسرة التي تركتها خلفك دون قصد، وسامحت نفسي على موتك وأدركت أنني لم أكن سببًا في ذلك، وتسامحت أخيرًا مع يتمي، وسامحتك على الرحيل المفاجئ في سن صغير سواء سنك أو سني. ربما إذا رأيتني الآن يا أبي العزيز لن تتعرف علي، فلم أعد الطفل الخجول الضعيف الذي يحتمي بالآخرين دائمًا، حافظت على صمتي وهدوئي ولكن ليس بسبب الخجل بل هذه هي طبيعتي التي أحبها. صرت أقوى وأكثر انطلاقًا، صرت أقوى بكثير مما يمكنني استيعابه، فنحن -كما تعلم- نختبر قوتنا بالنجاة من الظروف القاسية، وأنا لم اكتف بالنجاة فقط بل أحاول تعلُم كيف أن أحيا.
ربما لم أصبح طبيبًا للمخ والأعصاب كما كنت تتمنى لي، لكنني صرت أعظم من ذلك، صرت نفسي، وصرت ما تمنيت أنا بطريقتي وشروطي، تعلمت أن أعيش الحياة بالطريقة التي تلائمني وليس حسب الشروط والاختيارات المتاحة، ربما ذلك يتعارض مع رؤيتك عن الحياة، ولكنني تعلمته بفضلك بشكل أو بآخر، لذلك، بالرغم من قسوة الحياة منذ الصغر، وبالرغم من أنني اتمنى أن أراك مجددا، إلا أنني استطيع أن أرى الآن الحكمة وراء كل ذلك، اعتقد أنني لم أكن لأتمكن أن أصبح ما أنا عليه الآن لولا غيابك، فبعدم وجودك تركت مجالًا لي أن أكبر، فصرت أنا موجود بشكل كامل، بشكل يعبر عني.
5 notes · View notes
a7mdmaged · 1 year
Text
أول ما عرفت اشوف
بتمشى بين العوالم
كإني ابن شرعي لكل عالم منهم
وفي نفس الوقت
كإني مش منهم
ورب الكون وحده عالِم
إن كل عالم
بيسيب علامة
جوة مني
كإن قلبي اتخيط من ميت قماشة
كل واحدة ليها لون، وليها خامة
حتى صوتي ساعات يغيّر وقت اما اغني
وساعات بحس كأن أنا .. مش كأني
كأن أنا لأول مرة بشوفني من تاني
كإنه نفخ من تاني فيا
فروحي فجأة تحتمل
كل المعاني.
ربما مجنون ربما اختلت بيا فجأة كل موازين الكون
وربما مختل
ربما مجذوب اتعمى أول ما شاف النور
بس انا شايف
والغريبة إني مش خايف
ماشي بسرعة تحتمل التأني
وكإن روحي سايقاني
وانا سايبها تسبقني
والغريبة اكتر من كدة
إني .. بقيت كإني
والقصيدة دي زيها زي أي نص قابل للتفسير والتأويل وللفحص
وانا تأويلي للي بقوله إنه يحتمل نقطة من الحقيقة
في بحر الكدب.
مهما كان القلب لسة بيغني
ومهما كانت الروح بتتنطط
على سلم الحيوات
فـ أنا هنا بالذات
عشان اقول إن اللي فات
هو اللي جاي
واللي جاي
فات من زمن
انا..
موجود في اللحظة دي
لأول مرة بدون ما اعاني
وكإن ربنا بجلالة قدره
ساب الكون والملكوت
وقرر يكشفلي كل المعاني
ويشرحلي الحياة والموت
والاهم من كدة
يشرحلي صدري
لأول مرة
ابص في المرايا واقولي
كنت فين من بدري
وكإني كنت عيل تاه في مولد
واتلقى بعد اما شاب
وكإني تلميذ بليد
أول مرة يجاوب صح في الكتّاب
وكإن كل الإيدين شايلاني
حتى لما اتساب
ولأول مرة اشوف النور
ولو كان سرسوب
‏بيطل من أضيق فتحة جوة الباب
1 note · View note
a7mdmaged · 2 years
Text
أن تُنهي غربتك بالاغتراب
الغربة هي أن تنتمي لأكثر من مكان في نفس الوقت، أن تشعر بأن هناك دائمًا ما يفوتك في بيتك الآخر بينما أنت هنا. لتصيبك سذاجة الشباب وتعتقد بأن حياتك ملعونة بسبب مشاعر الغربة التي تختبرها طول الوقت، لأنك بالرغم من وجودك في مكانك الملائم إلا أنك لست قطعة بازل خُلقت لمكان واحد، بل هناك أكثر من بيت آخر ينتظر وصولك.
كل ذلك، حتى يُحكم عليك بأن تسير في الساحة الباردة بين الغربة والاغتراب لتفقد تدريجيًا كل ما تنتمي إليه، وتتحول في النهاية إلى زائر دائم دون الانتماء إلى أي مكان، أنت الآن ضيفًا -ثقيلًا في بعض الأحيان- أينما ذهبت. فقد تحولت كل بيوتك السابقة إلى مبانٍ مسكونة، وتبدلت معاناة الانتقال المستمر إلى الترحال الدائم، وبالرغم من أنك مازلت حيًا إلا أنك صرت بلا حياة.
تتوه بين القرى الصغيرة والأحياء الواسعة لتسأل المارة "هل رأى أحدكم حياتي؟ ما صفاتها؟" "هل يعرف أي منكم عنواني؟"، تعيش على أمل أن حياتك -هي الأخرى- تبحث عنك، وتقرر -لحين أن تجدك- أن تعيش متطفلًا على حيوات الآخرين مقابل التخلّي عن أجزاء من ذاتك -فقط- لتشببهم، ويقبلونك مؤقتًا حتى تسكن منازلهم وتشاركهم عائلاتهم ويشاركونك -لكرمهم ليس أكثر- قوتهم. حتى يحين موعد تحضير حقائبك وترحل مع الفجر بحثًا عن مكان آخر تبيت فيه.
وعلى قدر فرحتك بقبولك كفرد مؤقت مع كل بيت تطرق أبوابه، إلا أنك تحزن لفشلك في العثور على مكانك الخاص، فلا تجد البيت الذي تتيقن بأنه منزلك ولا العائلة التي تشعر بأنها عائلتك، ولا حتى الحبيب الذي تعلم أنه سيقبلك إذا خلعت كل أقنعتك. لذلك، ترضى بمشاركة الجميع حيواتهم وتجاربهم، دون أن تحيا حياتك أنت، فحين وزع الله الأدوار على البشر حصلت أنت على دورًا شرفيًا لا أكثر، ولكنه -لحسن حظك- منحك وجهًا مألوفًا يقلل من اغترابك كل مرة تنظر لنفسك في المرآة، وجهًا يزيد من فُرص قبول الآخرين لك لأنهم يرون فيك شخصًا يألفونه، لكن في نهاية الأمر أنت -للأسف الشديد- لست أنت ذلك الشخص، ولا هم يرونك أنت على حقيقتك.
2 notes · View notes
a7mdmaged · 2 years
Text
عُرف الهزيمة
خلق الله نوعين من البشر لا غير، النوع الأول هم من كُتب لهم التقاعد بسبب النصر أو الاستسلام، والنوع الثاني هم الأقل حظًا، فلا تتركهم حروبهم إلا بالموت أو -لا قدر الله- لا تتركهم أبدًا.
لذلك، أن تكون محاربًا قديمًا لا يعني أنك تقاعدت، بل يدل القِدم على كثرة هزائمك وتنوع معاركك الخاسرة واختلاف أعدائها، وبينما تبروّز كل هزيمة وتخلّد كل خسارة في ذاكرتك لتتعظ في معركتك التالية، تتفاجئ بخسارة جديدة لم تحسبها. بعد القدر الكافي من الحروب، لا ترى إلا جثث زملائك وأشلاء أحلامهم وبقايا حكاياتهم الملقاة على الجانبين، وكلما اعتقدت أنك نُعمت بفقدان الشعور أخيرًا، طعنك الحزن فجأة لتكتشف أن مازال بداخلك بعض المشاعر، ولا يزال معك ما تخسره، لتتأكد بنفسك من عُرف الهزيمة الوحيد وهو أنك ستجد دائمًا شيئًا جديدًا يمكن خسارته”.
 ينصحك المتقاعدون بالفرار أو الاستسلام -ولو للموت حتى-، وربما يعطف عليك أحدهم برشفة مياه تبل ريقك وتجدد بداخلك الأمل، يتراهن البعض على عدد الطعنات التي ستسقطك، أو يكتب عنك أحدهم في قصص الأبطال والمحاربين لتُقص بعد أجيال وتُخلد في تاريخ الهزائم. لكن كل هؤلاء لا يعلمون ماذا يعني أن تكون محاربًا قديمًا، وأنك ما حييت لم تذق إلا الحرب والهزيمة، لذلك لا تشعر بأهمية أي شيء غير الانتظار، فالحرب لا  تقاس بالخسارة أو النصر، وإنما بالصبر.
لا أحد يعلم -حتى هؤلاء الذين سقطوا أو مازالوا يحاربون بجانبك- أنك تحاول جاهدًا أن تسلب طولك لتستكمل معركتك الحالية حتى وإن كانت ستنتهي بهزيمة أخرى تُعلق على حائط إنجازاتك المُخجلة، لا أحد يعلم أنك رغم الهزيمة ستستمر مهما بدا عليك الإعياء أو الملل، وأنك لن تفر أو تستسلم أو تندم، ليس لأنك تؤمن بقضية ما أو لشيء من  الأمل وُلد بداخلك، بل لأنك تعلم جيدًا أن المحارب لا يعرف غير الحروب، وأنه لا يوجد أي خيار أمامك غير الاستمرار.
1 note · View note
a7mdmaged · 2 years
Text
أن تتحول من إنسان إلى تجربة
لكل مهنة ثمن تدفعه من روحك، فصانع الدراجات لا يستمتع بركوبها وطاهي الطعام يفقد شهيته مع مرور الوقت، لكن في حالتي أجد أن التضحية أكبر من فقدان معنى بعض الأمور المادية، فحين تتعلق مهنتك بالكتابة والمشاعر، تتعامل مع الكلمات والأحاسيس كأنها مادة قابلة للاختبار والتدقيق، للفك والتركيب، وتستمر في محاولة فهم مشاعر الآخرين ورغباتهم ودوافعهم، لتتوغل أكثر فأكثر داخل النفوس وتجد نفسك أكثر حرفية في مهنتك، وأقل إنسانية في المطلق.
تتعامل مع مشاعرك كأنها فكرة لعمل -سواء فني أو تجاري-، وتحلل نفسك لتخرج من أصعب الفترات بأقل الخسائر -وربما ببعض المشاريع-، لكنك في المقابل تعلم جيدًا أنك لا تستطيع التعامل مع تلك المشاعر كشخص طبيعي، فأنت لم تُدرب على ذلك، مثل طفل لم يتعلم المشي بعد ليجد نفسه مجبرًا على فهم “نسبية آينشتاين”.
ينصحك البعض بالتأمل والتفكير والتمهل في الحياة، وأن تنظر بداخلك محاولًا فهم ما يدور ببالك، لكن لا أحد يدرك أنك لن ترى أي شيء، لأنك لم تعتد فتح عينيك عند الغطس بداخلك، ولأنك لا تفهم لغة المشاعر لكنك تستطيع -ببراعة- فك رموزها وترجمتها إلى لغات أخرى، هنا فقط تدرك أن أمامك خيارات قليلة، إما أن تُصدق على اتهامات الآخرين بأنك إنسان آلي خالي من المشاعر، رغم يقينك بعكس ذلك، أو أن تستسلم للإعصار الذي بداخلك دون أن تعلم في أي أرض سيلقي بك، أو أن تستمر في محاولاتك للتفكيك والتركيب في نفسك لتترجم ما لا تفهمه إلى لغة أخرى ربما لن يفهمها غيرك.
4 notes · View notes
a7mdmaged · 2 years
Text
تداعيات لا تنتهي للنهاية
 إذا تابعت -ولو بالصدفة- أحد سباقات الجري، ستجد أن المتسابق يتوقف بعد خط النهاية بخطوات، ما يُعرف بالقصور الذاتي للحركة، أو بالنسبة لي، هو شكل من أشكال تداعيات النهاية التي لا ندركها إلا متأخرًا، تلك التداعيات التي قد نلحظها; مثل تخطي اللاعب للخط دون التمكن من التوقف عنده بالضبط، أو لا ندركها إلا بعد مرور فترة -طويلة أو قصيرة نسبيًا- من النهاية; مثل تداعيات الوداع.
في رأيي، لا يدرك  أغلبنا انتهاء الأمور حتى بعد الوصول للخط، لذلك نجد أن الوداع لم يتوقف عند قول كلماته، بل يستمر أثره ونستمر في حالته لفترة تتراوح بين اللحظات والسنوات.
بعد أن ينتهي أثر الوداع، تكتشف أن النهاية ليست إلا مجرد بداية، وفي تلك الحالة هي بداية لفصل جديد وسلسلة أخرى من الوداعات التي لم تكن تدركها بعد، مثل توديع روتينك اليومي الذي اعتدته سابقًا، وبعد مرور فترة قصيرة، تلاحظ اختلال ميزان الروتين لتبدأ محاولاتك المستميتة في ��غييره، فقط كي تحاول أن تتجاهل الفراغ الذي صار أمرًا واقعًا، وأن تنكره بأي ثمن.
لكن ليت النهاية تطال الروتين فقط، فهي تُعطب الذكريات، الحلو منها قبل المر، لتتحول أي ذكرى ولو بسيطة إلى سبب للتألم، ذلك فقط لأنك تدرك أن تلك الذكريات لن تتكرر أو تُحاكى مرة أخرى، ولن تُذكرك إلى بالفراغ الذي تشكل بداخلك.
وكأي إنسان، ستحاول الهرب من الماضي إلى ذكريات جديدة وروتين جديد -على الأقل- لإلهاء نفسك عن التفكير في المطلق، حتى يدركك الوجه الأبشع للنهاية، وتكتشف أنك لم تودع ذلك الشخص وذكرياته وروتينك معه فقط، بل نُفيت من العالم الذي خُلق بأيديكما سويًا، نُفيت من كل ما يشكل ذلك العالم من مشاعر وأفكاره وأحلام وأسرار ونكات وأحزان وخطط مستقبلية وحتى الأصدقاء الذين وُجدوا لملئ ذلك العالم. ستجد أنك حُرمت من التفكير والحديث عن أي شيء آخر غير ما حدث، فكل ما يدور بذهنك يرتبط لا إراديًا بلحظة الوداع، وكل محاولاتك ترجعك لخط النهاية الذي لم تدركه، ويبدأ ذهنك في خلق سيناريو آخر تتمكن فيه من رؤية خط النهاية لتفاديه، ربما فقط حينها لن تضطر لحمل عبء الوداع، وربما تغيّر مصيرك.
هنا فقط، كأي شخص حُكم عليه بالنفي، تسخط كل ما كان سببًا -مباشرًا أو لا- لما حدث، خاصة لو لم يكن بيدك خيار حقيقي، وخاصة إذا كنت تدرك بداخلك أنك أدركت النهاية قبل الوصول إليها لكن لم تسعفك أي محاولات أو حتى لم تبطئ من حركتك للتخفيف من حدة الاصطدام.
تتسلل لك بعض الأفكار الغريبة، وتتسلسل الاستنتاجات لتجد أن النهاية كانت محتومة -بنسبة ما- منذ البداية، هنا فقط، تلعن البداية نفسها، فلولاها لما كنت تتألم الآن وتكتب -أو تقرأ- هذا الكلام.
2 notes · View notes
a7mdmaged · 2 years
Text
رؤية ذاتية لرواية "الغريب" - ما هو معنى "المعنى"؟
تدوينات بغرض إعادة التعرف على الذات
فقد مورسو -الغريب- كل المعاني خلال رحلته، حتى أن وجوده صار بلا معنى أو قيمة، ولم يرَ فائدة من البحث عن معنى من الأساس، فما قيمة المعنى في مواجهة العبثية؟ لذلك، لم يرَ قيمة في أن يشعر بالحزن المرتبط بوفاة أمه، ولا قيمة لمبادلة عشيقته مشاعر الحب، ولا للصداقة -رغم أن أصدقاؤه كثر-، بل حتى للموت نفسه حينما واجهه كفاعل أو كضحية، ذلك أنه اعتبر نفسه دومًا مجرد رد فعل، فلم يرفض أي مشاعر يلقيها الآخرون عليه، ولكنه لم يبادر في إلقاء مشاعره أو حتى حاول للحظة أن يتعرف عليها لدرجة أنه اتهم بالبرود والجحود، ولكن من ناحيته هو كان -فقط- لا يرى أن لها أي قيمة.
ربما عِشت بعض سنوات وشهور في خواء، لم أرَ أي قيمة لأي شيء، فقدت المعنى أكثر من مرة، حتى أن الكلمة ذاتها صار لا معنى لها بالنسبة لي، ذلك لأني انشغلت في البحث عنه طويلًا ولم أجده، ولا اتمنى أن أكون مفسدًا للملذات، ولكن إذا نظرت للصورة الكبرى، فلا معنى لأي شيء، ولو كان هناك معنًا فلا قيمة له فعلًا.
لا تسيء فهمي، فلا أقصد أنه "ليس هناك معنى من أي شيء"، ولكن هي ليست رحلة بحث، بل هي رحلة خلق للمعنى، فكل منا يملك الخيار لأن يخلق المعنى الذي يفهمه ويبتغيه، أو أن يستسلم ببساطة لعبثية الحياة مثلما فعل "مورسو" بطل الرواية". ربما بالنسبة لي، تفتّح بصري كي أرى التفاصيل بشكل أمعن، ومثلما يكمن الشيطان فيها، تكمن كل المعاني فيها أيضًا، وربما صعوبة إيجاد المعنى هي بالأساس نعمة لكي تخلق معناك في أي شيء تراه معبرًا كفاية أو دافعًا للاستمرار، سواء كان عمل أو إنجاز أو أسرة أو حب أو أنت بذاتك، أو كان أمر بمثل بساطة "خمسينة الشاي" تشربها على القهوة مع بعض الأصدقاء القدامى كل حين.
تخيلت أني وجدت المعنى، ولكن لكل المعاني عمر افتراضي تفقد بعدها معانيها. لذلك، ربما الرحلة لا تكمن فقط في إيجاد بعض المعاني والتمسك بها، بل في القدرة على التخلّي عن تلك المعاني، والبحث عن آخرين، لتجدد بها حياتك ودوافعك في الاستمرار والتجربة. ولكن، بالنسبة لي، وبرغم أني مازلت في عشريناتي، إلا أنّي ألقيت بنفسي في العديد من التجارب لمجرد التجربة والبحث، مما أفقد الكثير من الأمور قيمتها ولذتها، لذلك فعملية البحث تصبح أصعب وأكثر إرهاقًا كلما تقدمت في العمر، وتخليت عن معانٍ قديمة، في سبيل الأحدث.
مؤخرًا، فقدت القدرة على رؤية ذاتي بنفسي، وربما لذلك بدأت في كتابة هذه التدوينات، وفقدت القدرة على البحث عن معاني أجدد، حتى أني فقدت بعض قدرتي على الكتابة والتعبير، لذلك اعذر ركاكة أسلوبي إن كنت مهتمًا كفاية للقراءة. لذلك قررت أن أرى أمور الحياة بأعين الآخرين، وأن أعيد تجربة الحياة ومعانيها المختلفة -المألوفة بالنسبة لي- من خلال ذواتهم، سواء كان صديق، أو حبيبة، أو حتى أم صرت أنا من ينصحها ويرشدها -على عكس سنة الحياة- ليس لشيء ولكني أكثر خبرة في تلك الطرق التي قرروا أن يسيروا فيها. تأكدت مؤخرًا أني لا أفعل كل تلك الأمور بسبيل "الجدعنة" أو أن أكون إنسانًا أفضل للمجتمع والعالم، بل لنفسي، لأجد معانٍ تساعدني على التمسك والاستمرار، وفهم الحياة وإعادة تشكيلها مرة أخرى، مثلما يفعل الجميع بشكل واعٍ أو لا.
1 note · View note
a7mdmaged · 2 years
Text
استميشن 1
الأولة يا حظ اوعى تغيب التانية دنيا تجز عمرها ما تطيب التالتة قلبي عليه بيعز إن ملوهش نصيب والرابعة مكتوب عليا الوحدة وانا لسة وسط ناسي وزعت الورق واختارت القطوع بلعب.. روحت ناسي ١٣ ورقة في إيدي والباقي في علم الغيب ارمي البنت تتحرق القلب يقطع، يتسرق تفوتني لمة في لمة وكل أما برمي الولد، بيشيب
0 notes
a7mdmaged · 3 years
Text
رغبات مش أكيدة
ببقى عارف كل مرة بلبس جناحي وارمي راسي برة إني مش هعرف أطير عشان التقل اللي في رجلي بس برضو برمي نفسي ويا ألقى نفسي يا ألقى أجلي. مؤمن زي أي طير إني أكيد في يوم هموت لكن بشبه كل صخرة في إني مش ضروري أعيش كل مرة بدوس برجلي عندي رجل تدب جامد والتانية تحسس بشويش رجل ثابتة ومتأكدة ورجل تعرج. زي الغراب اللي اكتشف إنه في كابوس لما نسي كونه غراب وامّا خُيّل جوة نفسه يتمخطر في مشيته يترقص ورجله تعوج علشان في نيته يتحول في يوم طاووس فلا طال كدة ولا طال كدة. 170 سنتي عشان كدة مبطولش كل أحلامي وبعدي أيامي بإني أخاف أنط، ومطيرش أو إني أطير في مرة واما يجيلي نفس أنزل جناحي ميوافقش.
2 notes · View notes
a7mdmaged · 3 years
Text
آخر نفس
"مابين روحي وبين جرحي ألف مجاز.. ما بين نفسي وبين الدنيا لوحة إزاز.." ده كان عنوان آخر صفحة في مذكراتي قبل ما اموت علطول في عالم الأرواح. لسة عايش؟ للأسف. بكتب وبكتئب.. بلعن حياتي واتمنى أهاجر كندا.. وتخيلت لأول مرة إن أنا بطلع من العالم كله لحدود الدنيا.. لقيت الكون شيء واسع قاسي، بارد، مش مهتم وحدوده بتبعد مالشمس اللي اعرفها اكتر ما مابيني وبين روحي بمسافات ضلمة كبيرة من سنوات ضوئية . ولقيت روحي بتكتبلي رسالة من الناحية التانية تقريباً بعتتها وهي بتلفظ آخر أنفاسها.. ومفادها: "الباقي من الدنيا اللي أعرفها، كل اللي معرفهوش. اللي باقي ذكريات لحاجات مكانتش، و وشوش لضحايا احداث مختلفة: في ملاحم ومجازر ومحارق وحروب باردة وحروب استنزاف أرواح. فأتقدم بتعازي حارة لآخر كام واحد جوايا ماتوا ومش عارفين لسة ولذلك، لسة معايا وبشوفهم. فسامحني، علشان هحكيلك اللي أنا شوفته وأنا مش واثق منه.. المايسترو استبدل لبسه برتبة على الكتف وبنادق بدل البيانولا.. والمزيكا الرسمية، مارشات عسكرية، بعد ما اوركسترا موزارت، وقفوا لعب ولبسوا أفارول الحرب. العالم اصبح مجنون والحاجة اللي بيكبر بيها؛ الدم. طبيعي تخاف مالجنرال لو يفهم في المزيكا، علشان هيحافظ على رتم تدمير العالم براحة. اطفال بتموت جوة الكادر اطفال بتفجر نفسيها في اطفال علشان ينهوا المستقبل برصاصة رحمة، أو غدر مش متأكد.. بس العالم واقف على شفا حفرة من النار ويحاول ياخد آخر أنفاسه في قناة الاخبار. والناحية التانية، بيتابع آخر صيحات الموضة. بس اللي أنا متأكد منه، إن العالم بقى أضيق مالأوضة.. بقى فرن بيحرق عش العصافير ويتاجر بصغارهم علشان يبني مكانه عشة دبابير سواء بتطير، أو عالكتف مش فارقة. العالم اتحول نكتة وبيصنع دلوقتي مفارقة "هوليود" بجلالة أفلامها معملتهاش. أحلامي زي ما هي، واحلامك زي ماهيّة يادوب تلحق تتعاش فبتخلص أول يوم في الشهر.. وبتغرق بعد التعويم.. هتروح على فين وانت براح الكون نفسه بيضيق بينا مع كل دمار شامل لعوالم بيقولوا إنها خيالية لمجرد إنها في دماغك.. أتمنى في الختام، تفتح بيبان الغيّة اللي بنيتها احتياطي، وتطيّر كل حمام السلام، ممكن يستدعوا الملايكة يحاربوا معانا، وننتصر." خلصت الرسالة، وحرقتها علشان أكتب برمادها الرد.. أنا عارف اني اتأخرت كتير على اني اتكلم برومانسية وان الكون من حوالينا مش مستحمل ربع جرام حب بس انا فعلاً وحشتني الشجرة اللي قابلتك تحتيها قبل ما تتحول لتراب مالحرب.. أنا، اللي في العالم ده جنرال مسعور، أو آخر واحد من أبناء الألفية التالتة قادر بالعافية يسلب طوله من بعد الحرب النفسية.. ببص لزرار أحمر مكتوب فوقه "زرار تدمير العالم"، مش عارف أميز بالظبط لو ده لونه من الأول، ولا إتعاص مالدم اللي عليا. أنا آسف، بس إنهاردة لما جيت أطير الحمام مات في إيديا
3 notes · View notes