Tumgik
yourfavn · 3 years
Text
في إحدى أيام الصيف الحارق، وبسطوع الشمس وتراقص أشعتها على أجساد المارة بكل شماتة وغيظ، وفي أكثر موجات الوباء قسوة وبين رعب المواطنين الواضح حتى أنهم يكادون ينسجون أقنعة الوجه بوجوههم، وأثناء تدافع الركاب محاولين طباعة أسفل ظهورهم على تلك المقاعد المسكينة، امتلأت العربة وتلاقيا.
تلاقت نظراتهم خلسة عن طريق تلك المرأة الصغيرة، عيونها ذات اللون الأزرق المُحددة بقطعة القماش البيضاء من الأعلى وذلك القناع السماوي من الأسفل يجبرون الجميع على التحديق بهما كأنه كُتب عليهما بأحرف من أشعة الشمس "انظر هنا".
كان شابا يحمل عيون عربية أصيلة بأصالة خيولنا تماما، حتى أنه فاز بنصييها ذاته من قوة البنية وانسياب خصل الشعر، عيونه ذهبية مُكحلة ساحرة تخطف القلوب حتى أني أوشكت أن أُفتتن وأنا من جنسه ذاته.
ظلت نظراتهم تتطاير في الهواء عابرة الركاب والمطبات الصناعية والحواجز حتى أنها قد تعبر القارات من حرارتها، كنت أرى الكلمات سابحة أمامي في الفضاء؛ بعضها حزينة وبعضها بها سعادة عارمة، القليل منها يحمل غزلا عفيفا والكثير والكثير منها كان غزلا صريحا للغاية حتى أن ضحكاتها خجلت فتراجعت لابتسامات مختبئة تجاهد للخروج. لقد أطعمنا الطريق ما يُشبع مجاعة كاملة إثر تلك النظرات والضكات المُشتتين لتركيزي.
وصل كلٌ وجهته حتى أوشكت رحلتنا على الانتهاء فقرر خيلنا الأصيل أن يجتمع بفرسته ذات العيون الزرقاء فعند ترجلها بخفة منسحبة من جانبي، تسابق هو الآخر مع الزمن والإطارات ليلحق بها وعند وصوله أمامها ظهرت ابتسامته في عيونه الذهبية أسفل قناعه الأسود مُلقيا التحية مُعرفا بنفسه، فقابلته هي الآخرى بعيون لامعة وأيادي ناعمة تنسحب ببطء خلف أذنيها فإذا بتعابير الرعب تتشكل على وجهه، متقهقرا للخلف بهدوء وملامح حرجة مهزوزة...
أيقنت أنه في ورطة ما وشهامتي تحتم عليّ إنقاذه، ذهبت إليه مسرعا رابتا على كتفه، مناولا إياه سيجارة مُطفئة طالبا منه ولاعة، فصرخ بوجهي معبرا عن استيائه قائلا:
" أحدث لنظرك شيء؟ كيف لك أن تشعل سيجارتك أمام فتاة رقيقة مثلا!"
مُكملا ناظرا لها :" نأسف لتلك الوقاحة، سررت بلقائك سأبعده عنك فورا هو وسجائره تلك"
وسحبني محتضنني بعيدا بكل امتنان وحب مُكملا: " أنا مدين لك بالكثير وهاهي ولاعتي وعلبة سجائري كاملة، هنيئا لك فلن أشعل أحدها ثانية لباقية حياتي، رسائل العيون لا تعني شيئا الآن، لم أستطع سوى رؤية ابتسامتها المُهملة، شكرا لك." وتركني وذهب
وقفت أفكر قليلا فيما حدث واقتنعت أنه عليَّ ألا أقحم نفسي في هذه الهراءات مرة أخرى، وأن أعتني بأسناني، وأن أشعل سيجارتي الآن لأكمل عملي وتبا لهم جميعا.
#يوميات_سواق_مثقف.
#اهتموا_بسنانكم. #متشربوش_سجاير_السجاير_وحشة
3 notes · View notes
yourfavn · 3 years
Text
كل سنة وكل المصريين بخير، يوم عظيم لانتصار أعظم وفي انتظار الانتصار الأعظم عن قريب إن شاء الله. 🇪🇬
0 notes
yourfavn · 3 years
Text
ساموعليكووو
0 notes
yourfavn · 3 years
Text
Hi Tumblr...
1 note · View note