لم نصل لمكان، ولم نكن شجعان، لم نعش حياتنا كما يجب، ولم نحصل على فرح كامل، ولا حزن كامل، الان اعيش اسوأ حياة، العيش مع انصاف فرص وانصاف فرح وحزن وانصاف علاقات سينتج لك بلا شك اسوأ حياة.

الحب ينتج السعادة الابدية، هذه الوظيفة المفترضه له. الصور من فيلم her

أثر الفراشة - محمود درويش .

ما الحب؟ ان تعود للمنزل بعد يوم طويل لتجد رسالة واحدة تنتظرك، الا يكتمل يومك دون احدهم ما عدا ذلك سيبقى هناك فراغ، فلا اليوم كامل، ولا رغبة في ارسال الرسائل.

لا جديد، مازلنا نسير بخطى ثابته نحو المجهول

كل الجروح في جسدك تألمك في شتاء، وهذا هو قلبك الفارغ، لا يمكن ان يقل الوجع الا بالدفء، ابحث عنها لكي تنفخ في قلبك هواءها.

بشكل عام، يمكن تفسير اقتحامية الناس في الحياة، بأمرين، إما أنهم وحيدون جدًا، بحيث يرون أي إنسان كفرصة لحميمية محتملة لا يجب إهدارها تحت أي ذريعة خجل، فالغريق لا يخجل من الصراخ، أي في إدماج الآخرين، بقوة الصرخة، في مأساته الشخصية، أو أنهم من يمتلكون من يطمئنون لوجوده إلى الأبد، بحيث يمكنهم تحمل كلفة المقامرة بالتعامل مع الناس باقتحامية وحميمية مفاجئة ومتسرعة، إما لأنهم متيقنين تمامًا أن اقتحاميتهم تلك، لن يمكن تفسيرها على أنها وحدة وحشية تلتهم من أمامها، وإذن سيهرب الناس منها، أو حتى معرفتهم أن خسارتهم في تلك اللعبة ستكون خسارة عديمة الأثر، إذ سيمتلكون على الدوام من يحكون له تلك الخسارة كقصة محرجة مثيرة للضحك، لا للرثاء

ممكن هذا افتراض ساذج، او غبي وسطحي وممكن توصيفه باسوأ العبارات، لكن اعتقد ان معظم مشاكل حياتي غير الموجودة ولكنها متمثلة بحزن وبؤس وكآبة بسبب الفراغ، ستحل في اليوم الذي سالتقيها فيه.

لتكن صريحًا مع نفسك، لقد اعُجبت بكثر ولم تتحدث مع احداهن، وبذلك انتَ المقصر، لن يساعدك احد بأكثر من نصيحة وعندما تكون وحدك لن تجد معظمهم، عليك ان تتغير وان تخرج من كل هذا السواد الذي صنعته لنفسك واحط رقبتك به، قبل ان يأتي اليوم الذي لن يذكرك فيه احد.

لو متنا من سيذكرنا؟ لا أحد

كتب احد الاصدقاء: الصيف هربٌ مستمر من كل شيء لاسيما الذات. وهذا صحيح اما الان فالشتاء على ابواب، في شتاء تدرك عمق حزنك، ومدى وحدتك، في شتاء تجلس وحدك، لا احد يشاركك قهوتك واغانيك، تنام في طرف تختك وتنتظر كُثر، تدور نفسك كقطة تنتظر من يربت على ظهرها، تسير تحت المطر لوحدك، ولا تشارك احداهن معطفك. يبدو هذا الكلام مبتذل ويليق بمراهق، ربما صحيح لكن بهذا الكلام تقف امام ذاتك ونفسك من الداخل، ربما المكتوب يعبر عني فقط، لكن المكتوب هو خيبات مستمرة ولا امل سوى ان تنتهي قبل نهاية الشتاء لكي اشارك معطفي مع احداهن ولكي يكون الصيف القادم بدون هرب من الذات.

ان الانتظار لا ينتهي، وانتظار ان ينتهي يعني انك ستموت قبل ان تنال ما تريد، ستموت قبل ان تتحرك من مكانك، كل الكلام عبث ولن يهون بشيء عليك، ابحث عن نجاتك ولا تنتظر.

الحياة مجموعة تناقضات تصنعها بنفسك اما ان تكون اكثر تصالحًا مع نفسك وتقلل منها واما ان تقتلك

لماذا الامل شيء خطير؟ لاننا ننتظره دائمًا وننسى ان نعيش حياتنا في هذا الانتظار، وقد لا يصلنا في يوم من الايام، لكن كيف سنعيش بدون امل؟ لم يتبقى لنا شيء سوى الاحلام المبنية على الامل نحن البسطاء والضعفاء هذا سلاحنا الوحيد إلى ان نصل مبتغانى

الخوف فكرة؟ على ما اظن انه كذلك فعلًا فنحن نخاف من مستقبل قادم في تخيلات ترسمها افكارنا رغم ان القادم قد يختلف مع كل المرسوم مع ذلك نخاف منه، فيما لا نخاف مما قد يخيف فعلًا، مما تخاف؟ الموت؟ جندي مسلح؟ عندما تقف امامه لن تخاف ربما ستنى الخوف في تلك اللحظة وستذكره بعدها لايام هذا هو الخوف لا تخاف منه في لحظته على الاقل، فلماذا تخاف منه وقد لا يصل؟

من الحب كله - طريق حياتى مشيته قبلك فى ليل طويل - ام كلثوم

وكل منتظر إلاك مُحتقر وكل شيءٍ سوى لقياك مملولُ

أبو فراس الحمداني