Tumgik
mhamadbassam · 4 years
Text
‏كان رسول الله ﷺ إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن، ثم قال: “اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت .
رواه البخاري
499 notes · View notes
mhamadbassam · 5 years
Text
مع بلوغ الرجل منتصف العمر ما بين الأربعين والخمسين وبعد ما مر به من نجاحات وإخفاقات على مدار سنوات طويلة إلى أن استقر به الحال على ما هو عليه، بعد أن عانى وكافح حتى حقق مركزًا اجتماعيًا مرموقًا، وأصبح أكثر استقرارًا من الناحية المادية، وأدى جميع التزماته تجاه أسرته، وبعد زواج أبنائه، يلح عليه سؤال ويلاحقه ماذا بعد؟.
لابد أن نعرف أن احتياج الرجل للمرأة يزداد كلما تقدم به السن، فى بداية مرحلة الشباب تكون احتياجاته الجنسية وحاجاته لإشباع رغباته داخل إطار يقبله الدين والمجتمع هى الدافع الأساسى للزواج، وكلما تقدم به السن كلما زاد احتياجه لامرأة تشاركه أفكاره ومشاعره وتسانده وتمنحه الدعم النفسى وتشبع له احتياجه العاطفى.
أحيانًا ما تدفع الزوجة زوجها للبحث عن العاطفة والاهتمام بعيدًا عنها، فبمرور السنوات واطمئنان الزوجة وشعورها بالاستقرار والأمان فى حياتها مع زوجها قد تهمل فى القيام بدورها كزوجة، فتتعامل معه بشكل روتينى، بعيدًا عن أى تجديد فى المشاعر، لا تهتم بمظهرها، ولا يوجد أى اهتمامات مشتركة تجمع بينهما، أو قد تتغلب غريزة الأمومة لديها على غريزة الأنثى فتجعلها تسعى لاستكمال دورها تجاه أبنائها فنجدها مثلاً تشجع ابنتها على العمل وتتولى هى الاهتمام بشئون بيتها ورعاية أحفادها وتربيتهم لتوفر لابنتها حياة زوجية مستقرة، وتجهل أو تتجاهل رغبات زوجها ودوافعه واحتياجاته فى هذه المرحلة، ورغبته فى إثبات أنه ما زال شخصًا قادرًا على الحب والعطاء، فيشعر بأنه مهمش وأن من حقه أن يعيش حياة مستقرة مع من تشاركه مشاعره وتوفر له احتياجاته العاطفية.
هناك نوع من الرجال قد يبدأ فى الارتداد إلى سن المراهقة، ويسلك مسلك المراهقين من ارتداء ملابس فاقعة الألوان وفق أحدث صيحات الموضة، ووضع السلاسل حول رقبته، والبحث عن من تشاركه اهتمامته وتعوضه عن عناء سنوات العمل والكفاح من أجل أسرته، وقد تكون نزوة وتنتهى أو تستمر. هناك رجل يحكم عقله ومن الممكن أن يشعر بالحب تجاه امرأة أخرى لكنه يتراجع للحفاظ على بيته وأسرته ومظهره الإجتماعى، فهو شخص متزن وعاقل ولا يترك نفسه لإهوائه أو مزاجه ودور الزوجة هنا مهم جدًا لأنها الوحيدة التى تملك القدرة على منحه ما يحتاجه من مشاعر وعاطفة وتشاركه اهتماماته حتى لا يضطر للبحث عنها خارج إطار الزواج.
هناك رجل لا يشعر بأى قلق من المشاعر التى تنتابه تجاه أخرى ومبرره أن هذا الحب هو ما يمنحه الاستقرار فى حياته وقد يختار الحب إذا ما وضع فى موضع اختيار بينه وبين أسرته، ومشاعره تكون فى الغالب صادقة ولا يمكن أن نطلق عليها فى هذه المرحلة العمرية نزوة لأنه من المفترض أن يكون قد وصل لمرحلة النضج العاطفى والفكرى والعقلى، ولديه القدرة على تحديد طبيعة مشاعره.
وهناك رجل عينه زائغة، ورجل يعانى من ملامح شخصية هستيرية فيتميز بمشاعر سطحية غير متزنة، ولا يعبأ بالآخرين وقراراته خاضعة لأهوائه وليس لعقله، وهناك رجل لم ينضج وبالتالى لا يقدر دوره ومسئوليته تجاه أسرته، وهناك من يشعر بتقدم سنه وأنه لم يعد ذلك الشاب الوسيم فيشعر بإحباط ويسعى لإثبات أنه ما زال يملك القدرة لجذب انتباه الجنس الآخر، وغيرهم الكثير من الشخصيات المختلفة التى تؤثر على عقل كل رجل وتفكيره وتدفعه لتبنى سلوك معين.
1 note · View note
mhamadbassam · 5 years
Text
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ﴾
 ( سورة طه الآية : 124 )
  لا يمكن أن تجد على وجه الأرض من آدم إلى يوم القيامة إنساناً سعيداً وهو معرض عن الله ، غني يوجد ، بيت أربعمئة متر يوجد ، مركبة ثمنها اثنتي عشرة مليوناً موجودة ، كل شيء موجود ، أفخر طعام ، أفخر مركبة ، أفخر أثاث ، لكن لا يوجد سعادة ،
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ﴾
   إياكم أن تفهموا أن معيشة الضنك الفقر ، لا أبداً ، وإياكم أن تفهموا أيضاً أن الحياة الطيبة هي الغنى ، لا أبداً ، قد تكون أسعد الناس بدخل محدود ، وقد تكون أسعد الناس بأصغر بيت ، وقد تكون أسعد الناس بأخشن طعام ، لأن الله مصدر الجمال ، فإذا منحك منه الرضا كنت أسعد الناس .
1 note · View note
mhamadbassam · 5 years
Text
أنت حينما تمشي في مكان مفتوح، وتقرأ لوحة مكتوب عليها: ممنوع التقدم، حقل ألغام، لا تجد حقداً في نفسك على من وضع هذه اللوحة، بل لعلك تشكره عليها ! لا ترى أن هذه اللوحة هي حد لحريتك، بل هي ضمان لسلامتك..
وفرق كبير بين من يفهم حدود الشرع حدوداً لحريته ! ومن يفهمها ضماناً لسلامته
2 notes · View notes
mhamadbassam · 5 years
Text
أولياء الله هم عباد الله المقرّبين المنصورين فمعنى الوليّ : النصير والمّحبّ والمقرّب والمتولّي بالخير والنعماء من هم بملكه وكلّ تحت ملكه جلّ جلاله . ولكن بلا شكّ فإنه يتبادر الى ذهننا جميعاً أنّ مرتبة الولاية بأن تكون وليّاً من أولياء الله هي مرتبة صعبة المنال بعيدة عنّا ولكن الله برحمته وحكمته جلّ وعلا أوضحها لنا وجعلها مُيّسّرةً لمن طلبها بجدّ وأراد أن يكون منهم ، فقد قال الله تعالى : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) سورة يونس ، فتقوى الله عزّ وجل والايمان به هو أوسع ابواب الولاية فمن آمن بالله وبموعوداته وبأركانه المفروضة وكان من المتقين بأن يجده الله حيث أمره ولا يجده حيث نهاه فقد أفلح وفاز بالولاية الإلهية العظيمة ومن تولّاه الله فقد حصل له كل خير وكان من المبشّرين بالسعادة والخير في الدنيا والآخرة وهذا وعدٌ حقّ من الله عزّ وجلّ ولا تبديل لكلمات الله فهو قانون إلهي لا يتغيّير ولا يتبدّل. وحتى تتحصّل لك الولاية أيضاَ عليك أن تلزم ما فرَض الله عليك وتتعاهد النوافل وتكثر منها تقرّباً وتزلّفاً الى الله جلّ وعلا وذلك لما جاء في الحديث القدسي الذي أخرجه البخاريّ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم : (( إنَّ اللهَ قال : من عادَى لي وليًّاً فقد آذنتُه بالحربِ ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه ، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه ، فإذا أحببتُه : كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به ، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به ، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها ، ورِجلَه الَّتي يمشي بها ، وإن سألني لأُعطينَّه ، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه ، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه )) ، فانظر كم هي منزلة الوليّ من الله تعالى اذا ادّى ما عليه من الفروض وزيّنها بالنوافل حتى استحقّ من الله تعالى كل هذا الحبّ لدرجة أنّ الله يحارب من بارز وليّه العداء فهو في حماية الله ورعايته وانظر ايضاً كيف أنّ الله يطهّر بصره ويقويّه ويقي سمعه فلا يسمع الا حسناً وذو قوة حين يمدّه الله بالعون وهو قريب من ربّه يجيبه اذا دعاه ويعيذه اذا استعاذ به من كل ما يضرّه. ومن مظاهر الوليّ التي يراها الناس ما ورد في الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه : ((أولياءُ اللهِ تعالى ، الذينَ إِذا رُؤُوا ذُكِرَ اللهُ تعالى)) فما أجمل أن تكون ممن يذكر الله حينما يراك الناس فلسان الحال أبلغ وأصدق من المقال فكن بايمانك بالله باعثاً لغيرك على الايمان اقتداءَ بحالك التي تنفعك وتنفع بها غيرك بإذن الله تعالى . واعلم يرعاك الله أن محبّة المؤمنين والتراحم بينهم هي سبيل أيضا أن تكون وليّا من أولياء الله تعالى كما في الحديث الذي رواه عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : ((إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ، ولا شهداء ، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى . قالوا : يا رسول الله ، تخبرنا من هم ، قال : هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ، ولا أموال يتعاطونها ، فوالله إن وجوههم لنور ، وإنهم على نور : لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس . وقرأ هذه الآية : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) رواه أبو داود باسناد صحيح .
2 notes · View notes
mhamadbassam · 5 years
Text
سيدي الكريم نتمنى أن نتحدث اليوم وإياكم عن خلق التفاؤل ، وهل التفاؤل حسن الظن بالله عز وجل ؟ ما تعريف هذا الخلق ؟ .
تعريف التفاؤل :
التفاؤل أن ترى الهدف البعيد
الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
التفاؤل : هو حسن الظن بالله ، والتفاؤل توقع الخير ، والتفاؤل ألا تسمح للمصائب أن تأخذك إلى اليأس ، التفاؤل أن ترى ما عند الله ، وأن تكون واثقاً بما في يدي الله أوثق منك بما في يديك ، التفاؤل أن تكون غنياً بالله ، التفاؤل أن تنقل اهتماماتك إلى الدار الآخرة ، فالدنيا عندئذٍ لا تعنيك ، التفاؤل أن ترى الهدف البعيد ، فإذا حالت عقبات دونه وأنت مُصر عليه فأنت متفائل ، والتفاؤل صفة العظماء ، والتفاؤل صفة المؤمنين ، والتفاؤل صفة الذين عرفوا أن الأمر بيد الله ، صفة الموحدين ، فالتفاؤل توقع الخير ، والتفاؤل حسن الظن بالله ، والتفاؤل أن تكون محصناً من أن يأخذك اليأس إلى مكان بعيد .
الأستاذ أحمد :
قلتم أن التفاؤل من صفات المؤمنين ، أين أرشدنا القرآن الكريم إلى أن التفاؤل من صفات المؤمنين ؟.
التفاؤل أساسه الإيمان و هو ثمرة من ثمراته :
الدكتور راتب :
المؤمن متفائل حتماً ، لأنه يعلم علم اليقين أن الأمر بيد الله ، وأن الله قوي .
(( ما شاءَ اللهُ كانَ ، وما لم يشأْ لم يكن ))
[ أخرجه أبو داود عن بنت من بنات النبي ]
وأن الله في أية لحظة بيده المعادلات كلها ، بيده موازين القوى ، وأن الأمر يرجع إليه ، وما أمرك الله أن تعبده إلا بعد أن طمأنك فقال :
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾
( سورة هود الآية : 123 )
التفاؤل أساسه الإيمان
التفاؤل أساسه الإيمان ، أنت حينما تؤمن أن الله وحده هو القوي ، وأن أمره هو النافذ ، وأن :
﴿ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾
( سورة الأعراف الآية : 54 )
﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾
( سورة الزمر )
﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ﴾
( سورة الزخرف الآية : 84 )
﴿ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً ﴾
( سورة الكهف )
ما دام الله عز وجل ، صاحب الأسماء الحسنى ، هو الرحيم ، هو العدل ، هو القوي ، هو الغني ، هو الحنان ، هو المعطي ، ما دام الأمر بيده الله عز وجل قال :
﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾
( سورة هود )
ألزم ذاته العلية إلزاماً ذاتياً في الاستقامة ، هو العدل ، وسعت رحمته كل شيء ، لا يمكن أن يجتمع إيمان بالله مع التشاؤم ، إيمان بالله مع اليأس ، إيمان بالله مع السوداوية ، لذلك قال تعالى :
﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾
( سورة يوسف )
أي كأن التشاؤم من صفات الكفار ، وكأن التفاؤل من صفات المؤمنين .
التشاؤم من صفات الكفار والتفاؤل من صفات المؤمنين :
الإيمان بالله أثمر التفاؤل ، وعدم الإيمان به يؤدي إلى التشاؤم ، إنسان لا يرى أن الله بيده كل شيء ، يرى قوى مخيفة ، طاغية ، معتدية ، حاقدة ، جبارة ، لا ترحم ، وأنه ضعيف أمامها ، طبعاً تحصيل حاصل أن يكون متشائماً ، تحصيل حاصل أن يسحق نفسياً ، أن يحس بالإحباط ، كل مشاعر الإحباط ، والخوف الشديد القاتل ، واليأس القاتل ، بسبب ضعف الإيمان .
مثلاً لا أعتقد أن هناك حالة أصعب من أن يكون عدواً قوياً ، حاقداً ، ظالماً ، متغطرساً ، وراءك بكل قوته ، وأنت مع بعض الأشخاص قلة قليلة لا تملكون شيئاً ، والبحر أمامكم .
﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾
( سورة الشعراء )
لا يعقل أن يكون النبي عليه الصلاة والسلام وهو في الغار ، وقد وصلوا إليه ، وقد وضعت مئة ناقة لمن يأتي به حياً ، أو ميتاً ، وأن يبقى ثابتاً ، واثقاً من الله عز وجل ، قال يا رسول الله ، في رواية : لقد رأونا ، وفي رواية :
(( لو أن أحدهم نظر إِلى قَدَمْيه أبْصَرَنَا تحت قدميه . فقال : يا أبا بكر ، ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ ))
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أنس بن مالك ]
طبعاً هذه صفات الأنبياء ، لكن لكل مؤمن من هذه الصفات نصيب بقدر إيمانه ، فأنت حينما ترى أن الله سبحانه وتعالى حينما يقول :
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾
( سورة الجاثية )
هذه آية تملأ القلب تفاؤلاً ، أنت إنسان مستقيم ، وقاف عند حدود الله ، دخلك حلال ، بيتك إسلامي ، عملك إسلامي ، لا تعصي الله ، لا تكذب ، لا تغش المسلمين ، لم تبنِ مجدك على أنقاضهم ، ولا حياتك على موتهم ، ولا غناك على فقرهم ، ولا أمنك على خوفهم ، ولا عزك على ذلهم ، إنسان تخشى الله ، لا بدّ لك من معاملة خاصة ، لا بدّ لك من أن تكون متميزاً عن بقية الناس .
آيات من القرآن الكريم تثبت أن الإيمان والتوحيد يورثا التفاؤل :
لذلك الإيمان والتوحيد يورثا التفاؤل ، والشواهد كثيرة جداً ، هذه الآية أوضح آية:
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾
( سورة السجدة )
﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾
( سورة القلم )
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾
( سورة القصص )
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ﴾
( سورة التوبة الآية : 51 )
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾
( سورة فصلت )
القرآن الكريم يملأ القلب تفاؤلاً :
﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾
( سورة طه )
﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
( سورة الروم )
﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾
( سورة الصافات )
﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
( سورة غافر الآية : 51 )
الآيات كثيرة جداً :
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ﴾
( سورة النور الآية : 55 )
﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
( سورة الروم )
﴿ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ﴾
( سورة النساء )
هذه آيات في كتاب الله ، هذه وعود رب العالمين ، وزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين .
المؤمن دائماً متفائل و لا يسمح لشيء أن يسحقه أو يشلّ قدراته :
كيف لا يكون المؤمن متفائلاً وقد يرى أن الله سبحانه وتعالى معه ؟
﴿ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
( سورة الأنفال )
أي الله معهم بالنصر ، والتأييد ، والحفظ ، والتوفيق ، هذه معية خاصة ، لذلك المؤمن قطعاً متفائل ، ولا يسمح لمصيبة أن تسحقه ، ولا يسمح لمصيبة أن تأخذه إلى اليأس ، ولا يسمح لمصيبة أن تشل قدراته ، ولا يسمح لمصيبة أن تجعله سوداوياً متشائماً ، لكن ضعف الإيمان يودي إلى التشاؤم ، ضعف الإيمان يودي إلى السوداوية ، واليأس .
ال��ستاذ أحمد :
ضعف الإيمان يودي إلى السوداوية واليأس ، ولكن هل من الممكن لإنسان أصابه شيء من اليأس ، أن يصل به يأسه إلى الكفر ؟ هل المسألة عكسية ؟ .
الإنسان يتشاءم بقدر ضعف إيمانه ويتفاءل بقدر قوة إيمانه :
التشاؤم حالة مؤلمة
الدكتور راتب :
والله الإنسان مخير ، فإذا أصابته حالة سلبية عليه أن ينتبه لنفسه ، وأن يذكر ما عند الله من وعود ، وأن يتوب إلى الله من بعض الذنوب ، التشاؤم حالة مؤلمة جداً ، أحياناً هي عقاب من الله ، الإنسان حينما يعصي ربه ، أو حينما يقصر ، يشعر بالكآبة ، والكآبة توصله إلى التشاؤم ، أو حينما لا يوحد ، حينما يرى آلهة في الأرض ، والآلهة مصالحها متناقضة ، ومتنافسة فيما بينها ، وهو ضاع بين هذه الآلهة ـ المتوهمة طبعاً ـ أما إذا وحّد الله فالأمر بيد الله .
(( ما شاءَ اللهُ كانَ ، وما لم يشأْ لم يكن ))
وكل شيء وقع أراده الله ، وكل شيء أراده الله وقع ، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة ، وحكمته المطلقة متعلقة بالخير المطلق .
إذاً الإنسان يتشاءم بقدر ضعف إيمانه ، ويتفاءل بقدر قوة إيمانه ، وكلما كان الإيمان أقوى كان التفاؤل أقوى .
لذلك عظماء الأرض كانت أمامهم عقبات وعقبات ، يقول عليه الصلاة والسلام :
(( لقد أُخِفْتُ في الله ما لم يُخَفْ أَحدٌ ، وأُوذِيت في الله ما لم يُؤذَ أحد ، ولقد أتى عليَّ ثلاثون من يوم وليلة ، ومالي ولبلال طعامٌ إِلا شيء يُواريه إِبطُ بلال ))
[ أخرجه الترمذي عن أنس رضي الله عنه ]
ومع ذلك كان سيد أهل الأرض .
الأستاذ أحمد :
سيدي الكريم هل من مثال تطبيقي عملي على مسألة التفاؤل حتى نفهمه على أرض الواقع بشكل أوضح ؟.
مثال تطبيقي عملي على مسألة التفاؤل :
الدكتور راتب :
كل أخوتنا يعلمون أن النبي عليه الصلاة والسلام حينما هاجر وأفلت من يد قريش، وضعت مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً ، كلمة مئة ناقة تعني شيئاً كبيراً ، الناقة تساوي مبلغاً كبيراً جداً ، مئة ناقة ، ثروة طائلة ، لذلك تهافت الناس على التسابق لأخذ هذه الجائزة إذا جاؤوا بالنبي حياً أو ميتاً ، النتيجة أن إنساناً اسمه سراقة طمع بالجائزة ، فركب فرسه ، وعدا إلى طريق الهجرة ، أدرك النبي ، لكن النبي كما تعلم متفائل ، وموقن بنصر الله عز وجل ، قال له كلمة ـ نحن نرددها كثيراً ، وقد لا نفهم معناها ، أو قد لا ننتبه إلى خلفياتها ، أو إلى مدلولاتها ، أو إلى أبعادها ـ قال له : يا سراقة ! كيف بك إذا لبست سواري كسرى ؟ شيء لا يصدق ! إنسان مطارد ، مهدور دمه ، مئة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً ، لسان حاله يقول : أنا سأصل آمناً ، وسأؤسس دولة ، وسأحارب أقوى دولتين في العالم، الفرس والروم ، وسوف ينهزم الفرس ، وسوف تأتيني كنوز فارس ، وسوف تأتي إلى المدينة ، ويا سراقة لك سواري كسرى ، هذا الذي وقع مستحيل ! .
كأن نخاطب دولة متفلتة ، في طرف الصحراء ، تعاني من مليون مشكلة ، نقول لها : أنت سوف تحتلين البيت الأبيض ، هذه هي النسبية .
لذلك قال له : كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى ؟ فكان عليه الصلاة والسلام متفائلاً ، لكن تفاؤله حقيقي ، تفاؤل يعتمد على إيمانه .
التفاؤل من ثمار الإيمان :
لن تستطيع دولة مهما كانت قوية أن تفسد هداية الله لخلقه
وأنا أقول الآن بدافع من الإيمان : لا تستطيع جهة في الأرض مهما تكن قوية ، مهما تكن تملك الأسلحة الفتاكة ، والإعلام ، والاقتصاد ، لا يمكن للقطب الأوحد في الأرض أن يفسد على الله هدايته لخلقه ، مستحيل وألف ألف ألف مستحيل .
أنت أب وقوي ، وعالم ، وغني ، لك أولاد ، هدفك الأول أن يتعلم أولادك ، وأن ينالوا شهادات عليا ، أحد هؤلاء الأولاد يمنع أخوته من الذهاب إلى الامتحان ، والأب ينظر إليه ، ويراقبه ، والأمر بيد الأب ، وكل شيء بيده ، أيعقل هذا ؟! أيعقل أن يسمح لواحد من أولاده أن يفسد على الأب خطته في تربية أولاده ؟! مستحيل .
لكن الله يسمح للأقوياء أن يهددوا ، ليمتحن إيمان المؤمنين ، يسمح للأقوياء أن يعلنوا عن خططهم الجهنمية ليمتحن إيمان المؤمنين .
﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾
( سورة آل عمران )
لذلك أنا مؤمن أن التفاؤل من خصائص المؤمنين ، بل إن التفاؤل من ثمار الإيمان ، وإن التشاؤم واليأس والسوداوية والإحباط من ثمار الشرك أولاً ، والمعصية ثانية .
الأستاذ أحمد :
هذا مثال من السيرة ، أما مثال تطبيقي ، فما يحضركم في التفاؤل ؟.
القصص في القرآن الكريم وقعت وأرادها الله أن تكون قانوناً وحافزاً لنا :
الدكتور راتب :
هناك شعور أنك حينما تتصل بالله ، ترى أن القوى بيديه ، وأن الله سبحانه وتعالى بيده الأمر .
إنسان وجد نفسه في بطن حوت ، هل هناك حالة أصعب من هذه الحالة ؟
﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾
( سورة الأنبياء )
قلة قليلة وراءها جيش ضخم ، كثير العَدد ، والعُدد ، له قيادة حاقدة ، وطاغية ، وظالمة ، والبحر أمامنا ، الأمل صفر ، أعتقد أن مليون إنسان كانوا في مثل هذا الموقف يوقنون بالهلاك ، يتشاءمون ، ييئسون :
﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾
فهذه القصص لنا ، هي وقعت وأرادها الله أن تكون قانوناً لنا ، وحافزاً إلينا .
الأستاذ أحمد :
الآن ما الفرق بين التفاؤل ، والتشاؤم ؟ .
الفرق بين التفاؤل والتشاؤم :
طاعتك من أسباب تفاؤلك
الدكتور راتب :
هناك خرافات كانت سائدة في العصر الجاهلي ، الإنسان إذا طار عن يساره طير يتشاءم ، يتوقع الهلاك ، والمصائب ، وإن طار الطير عن يمينه يتفاءل ، فالله عز وجل ردّ على هؤلاء ، وقال :
﴿ طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ ﴾
( سورة يس الآية : 19 )
سبب تفاؤلك منك ، سبب تشاؤمك منك ، أي أنت حينما تستقيم ، وتؤدي الحقوق تفاءل ، لأن الله يعدك بالتوفيق ، وحين تبني مجدك على أنقاض الناس ، تأخذ ما ليس لك ، تعتدي على أعراضهم ، يلقي الله في قلب هذا العاصي التشاؤم والخوف والقلق ، فالتفاؤل والتشاؤم لا يأتي من جهة بعيدة عنك ، يأتي منك ، فأنا معي أسباب التفاؤل هي طاعتي لله ومعي أسباب التشاؤم هي التقصير والمعصية ، فكل إنسان يعصي الله يصاب بالكآبة أولاً ، ثم بالسوداوية ، والتشاؤم ، واليأس ، وهناك يأس خاطئ .
طبعاً نهاية اليأس الانتحار ، والمؤمن مستحيل وألف ألف مستحيل أن يقدم على هذه المرحلة ، لأن الله موجود ، وقد يخلق الله من الضعف قوة ، ومن الجهل علماً ، ومن عدم الحكمة نجاحاً وتفوقاً ، والأمثلة كثيرة جداً .
الأستاذ أحمد :
عندما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفأل فعرفه بالكلمة الصالحة يسمعها أحدكم ، كيف تكون الكلمة الصالحة من الفأل ؟.
إحساس الإنسان بالضعف يجعله يلجأ إلى الله عز وجل :
لا بد أن تمنح الأمل للمريض
الدكتور راتب :
أي أنت حينما ترى مريضاً لا ينبغي أن تقول له : مرضك قاتل ولا علاج له ، ينبغي أن تنفس له في الأجل ، أحياناً الله عز وجل يمنح الشفاء الذاتي من دون أسباب علمية ، هناك بحث في الطب اسمه الشفاء الذاتي ، آلاف الحالات ، مرض مستعص ، مرض عضال، يأتي معه شفاء ذاتي .
فلذلك أخطر شيء في الحياة أن تهزم من الداخل ، أن تقع في اليأس ، فأحياناً أنت ضعيف هذا سرّ قوتك ، إحساسك بالضعف يجعلك تلجأ إلى الله .
لذلك قالوا : الله عز وجل يستجيب لعباده إذا دعوه ، ولكن وفق شروط .
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾
( سورة البقرة )
كأن الله سبحانه وتعالى وضع ثلاثة شروط ثلاثة لاستجابة الدعاء ، أن تؤمن ، وأن تستجيب ، وأن تكون في دعائك مخلصاً ،
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ـ أي مخلصاً ـ فَلْيَسْتَجِيبُوا ـ يطيعوني ـ لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾
لكن العلماء استثنوا إنسانين ، استثنوا المظلوم واستثنوا المضطر ، فالمظلوم يستجيب الله له ، لا لأهليته بالدعاء ، ولكن بعدل الله ، والمضطر يستجيب الله له ، لا لأهليته في الدعاء ، ولكن برحمة الله .
فالله عز وجل موجود ، وهو ينتظر دعاءنا ، فقد قال الله عز وجل :
﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ﴾
( سورة الفرقان الآية : 77 )
الدعاء علاج التشاؤم :
مادمت تقول يارب فأنت موقن أن الله موجود
ماذا يعني الدعاء ؟ يعني الدعاء أنه مستحيل على الإنسان أن يدعو جهة ليس مؤمناً بوجودها ، وألا يعد مجنوناً ، فما دمت تقول : يا رب ، أنت موقن أن الله موجود ، وموقن أيضاً أن الله يسمعك ، وموقن أيضاً أن الله قادر على تلبية طلبك ، وموقن أيضاً أن الله يحب أن يلبك ، موقن بوجوده ، وسمعه ، وعلمه ، وقدرته ، ومحبته لك .
لذلك الذي يدعو الله مؤمن ، من لا يدعُني أغضب عليه ، إن الله يحب الملحين في الدعاء ، إن الله يحب من عبده أن يسأله شسع نعله إذا انقطع ، إن الله يحب من عبده أن يسأله حاجته كلها ، إن الله يحب من عبده أن يسأله ملح طعامه .
فالدعاء مرغوب عند الله عز وجل ، وما أمرك أن تدعو الله إلا ليستجيب لك ، وما أمرك أن تستغفره إلا ليغفر لك ، وما أمرك أن تتوب إليه إلا ليتوب عليك ، إذاً الدعاء هو الذي يخرج الإنسان من التشاؤم .
﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ﴾
( سورة الأعراف الآية : 55 )
والله عز وجل يقول :
(( إذا قال العبد : يا رب وهو راكع ، قال الله له : لبيك يا عبدي ، فإذا قال : يا رب وهو ساجد ، قال الله له : لبيك يا عبدي ، فإذا قال : يا رب وهو عاصٍ قال الله له : لبيك ثم لبيك ثم لبيك ))
[ ورد في الأثر القدسي ]
إذاً مع الدعاء ليس هناك تشاؤماً ، مع التوجه إلى ��لله ليس هناك تشاؤماً ، والتشاؤم علاجه الدعاء .
الأستاذ أحمد :
التفاؤل هو حسن الظن بالله عز وجل ، فمن فوائد التفاؤل عند الله عز وجل ـ لا بد من هذا التفاؤل بثمرة ـ وع��د رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما هي فوائد وثمرات التفاؤل ؟.
فوائد وثمرات التفاؤل :
المتفائل تزداد مكانته عند الناس
الدكتور راتب :
الحقيقة التفاؤل حينما يأتي بعده استجابة للدعاء يقوي الإيمان ، والتفاؤل يهب الإنسان طاعة سيد الأنام ، النبي علمنا التفاؤل ، والتفاؤل يجعلك إنساناً محبباً ، هناك إنسان أينما جلس يخوف الناس من الحروب ، صار هذا الإنسان مربوطاً بالشر ، صار وجوده ثقيلاً،هناك أشخاص سوداويون ، إذا جلس يعطيك الصورة القاتمة للمستقبل ، يعطيك ضعف الأمل بإنجاز ما نعاني منه ، المتفائل محبوب ، والمتفائل استجاب لقول النبي الكريم في محبته للتفاؤل ، والمتفائل ازداد إيمانه قوة ، والمتفائل ازداد مكانة عند الناس .
الأستاذ أحمد :
إذاً هل من فوائد الخُلق ـ خلق التفاؤل ـ أنه يجلب السعادة إلى النفس ، وإلى القلب ، وأنه يقوي من العزيمة ، ويحث النفس على العمل ؟.
المؤمن يكافأ بالتفاؤل وغير المؤمن يعاقب بالتشاؤم :
الدكتور راتب :
الحقيقة التفاؤل سرّ السعادة ، مثلاً ، أضرب لك هذا المثل : إنسان سيسافر إلى بلد بمركبته وهو يعلم أن العجلة الاحتياطية ليست صالحة ، الآن يركب ويمشي ، يشعر في أثناء سيره بقلق شديد ، لأنه لو تعطلت إحدى العجلات توقف ، إذا هناك خوف ، أو تشاؤم ، أو سوداوية من هذه الرحلة ، لو أن ابنه أصلح له العجلة ولم يخبره معنى ذلك أنه شعر بأسباب القلق ، والخوف ، والتشاؤم ، وهي في الحقيقة الواقعية ليست موجودة معه ، عجلة احتياط صالحة ، حالة معاكسة ، لو أنه يظن أو يعتقد أن العجلة الاحتياط صالحة لكنها في الحقيقة معطوبة ، وسار إلى بلد بعيد ، وكان في راحة نفسية ، هو شعر بالأمن والتفاؤل مع أنه لا يملك أسباب التفاؤل .
معنى ذلك أن الله قادر أن يخلق التشاؤم واليأس من دون أسباب مادية ، وأن يخلق الأمن والطمأنينة من دون أسباب مادية .
إذاً المؤمن يكافأ بالتفاؤل ، وغير المؤمن مع أنه يملك أسباب القوة ، والأموال ، وكل شيء ، هو قلق ، لذلك يكون التفاؤل أحياناً مكافأة للمؤمن ، ويكون التشاؤم معاقبة للمسيء ، فقد تكون متفائلاً ولا تملك أسباب التفاؤل ، وقد تكون متشائماً ومعك أسباب التفاؤل .
فالعبرة أن الله سبحانه وتعالى بيده قلوب العباد ، يقلبها كيف يشاء ، وفي الأعمّ الأغلب يجعل هذا القلب متفائلاً إذا كان منيباً لله عز وجل ، ويجعله أيضاً متشائماً إذا كان بعيداً عن الله عز وجل .
0 notes
mhamadbassam · 5 years
Text
basmtk | 4برنامج عملي للثبات بعد رمضان basmtk | 05أغسطس 20144 | التصنيف العام | رابط دائم | التعقيبات (0) برنامج عملي للثبات بعد رمضان  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد: مضى رمضان، وفاز الصالحون بالجوائز نسأل الله الصدق والإخلاص، وأن يتقبل منا، ويثقل بهذا الميزان. برنامجنا هذه المرة لما تبقى من شوال وينتهي بذي القعدة. ما قبل البرنامج:هناك محفزات كثيرة لابد أن ننتبه إليها، حتى لا تكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا، وحتى لا تهدم ما بنيت. أولاً: من أهم علامات القبول:الخوف من عدم القبول، فيتولد من ذلك الإقبال على الطاعة والبُعد عن المعاصي، والحرص علة عدم الرجوع إلى الذنوب التي تاب لله منها. ثانيًا: لو كان قلبك نبض بالإيمان واستشعر حلاوة القرب من الرحمن، فهل تعود لسابق العهد من قسوة القلب، ألم تعلم أنَّ أعظم الحرمان البُعد عنه؟!!، فلا تسمح لنفسك بذوق مرارة الهجر مرة أخرى. ثالثًا: لا تعامله معاملة التاجر، ينشط في المواسم ثمَّ يفتر بعد ذلك انتظارًا  لموسم آخر، فالله أعظم وأجل من ذلك، فلا تدخل في قوله : {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [ سورة الزمر: 67] خطوات عملية للاستقامة على الطريق: هناك ثوابت لابد أن نجتمع عليها ولا يمكن أن تتغير مهما يكن: 1/ الصلوات الخمس:في جماعة للرجال، وفي أول الوقت للجميع. 2/ صلاة 12 ركعة نوافل :ليُبنى لنا كل يوم بيتًا في الجنة. 3/قيام الليل بركعتين، و أقل شيء بـ 100 آية، أو جزء من القرآن؛ لنكون من القانتين عند رب العالمين. 4/ صيام الاثنين والخميس، و 13، 14، 15 عسى أن يختم لنا بصيام فندخل الجنة. 5/ قراءة جزء من القرآن كل يوم؛ ليطهر القلب ويشفى من آفات وتتنزل الرحمات. 6/ وأذكار الصباح والمساء:فهي طريق استقامة القلب. 7/الاستغفار، والصلاة على النبي، وقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، والباقيات الصالحات من تسبيح وتحميد وتكبير و (لاحول ولا قوة الا بالله)، لتكون من الذاكرين الله كثيرًا فيغفر لك. 8/وأعمال بر من صدقة شبه يومية، وبر الوالدين، وصلة رحم، وزيارة شهرية لمريض، ومسح رأس يتيم لإدخال السرور على قلب مسلم. 9/ الدعوة إلى الله وبث الخير بين الناس؛ لتضاعف أجرك فالدال على الخير كفاعله. مشروعات مقترحة: (1) الصلاة : **نقترح كل أسبوع أن يكون هناك قيام ب (1000 آية) ليكتب لك قنطار من الأجر. ** صلاة (33 ركعة نوافل): [ركعتا الفجر، أربع ركعات ضحى، أربع ركعات قبل الظهر، أربع ركعات بعده، أربع ركعات قبل العصر، اثنين بعد المغرب، واثنين بعد العشاء، وإحدى عشر ركعة قيام]. (2) الصيام :مشروعنا لهذا العام (150 يوم صيام) : ** شهر مضان (30يوم)، وإذا صمت الاثنين والخميس وثلاثة أيام تحصل (110 يوم أو أكثر) في العام. ** وعندك صيام في التسع الأول من ذي الحجة. ** وصوم يوم تاسوعاء وعاشوراء. ** والإكثار في الأشهر الحرم لاسيما المحرم. ** وكذلك في شعبان فالمطلوب زيادة (10 أيام) فيكون المجموع (150 يوم ) ** أمَّا صاحب العمل الأرقى فهو من يصوم (180 يوم) صيام سيدنا داود، يصوم يومًا ويفطر يومًا. ** وتحقيق العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صيامه يبلغ ذلك، لكن لا ينتظم على صيام يوم وإفطار يوم، بل كان يصوم كثيرًا ثم يفطر كثيرًا، فلو أحصيت الأيام التي صامها لبلغت صوم داود أو أكثر. (3) الصدقة :كفالة شهرية لبعض الفقراء، ومساعدة بعض الجمعيات الخيرية بذلك، والاهتمام بكفالة طلبة العلم الشرعي، والصدقات الجارية لا سيما في نشر الخير من خلال الكتب والأشرطة النافعة. (4) الذكر والدعاء :** نوصي بشدة الاهتمام بالأذكار الموظفة (ذكر الدخول والخروج من البيت، أذكار النوم ...الخ)، لذلك من الجميل أن تصطحب كتيبًا للاذكار في هذه المدة، وتبدأ في حفظ ذكر يوميًا . *** وهذه بعض الأذكار والأدعية التي أوصانا رسول الله بها، نوصي بحفظ واحد منها كل أسبوع منها، إسهامًا في نشر سُنة الحبيب صلى الله عليه وسلم: الأول: قال صلى الله عليه وسلم : " ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال : (( اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي )) ، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا ، قال: "فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها؟"، فقال :بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمه " صحيح الثاني:عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول : (( اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي، في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أوقال: في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم ارضني به ، قال : ويسمي حاجته )) رواه البخاري الثالث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا شداد بن أوس، إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة؛ فأكثر هؤلاء الكلمات: (( اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم؛ إنك أنت علام الغيوب )) إسناده صحيح الرابع: عن سعد بن أبي وقاص قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا هؤلاء الكلمات كما تعلم الكتابة: (( اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر )) رواه البخاري الخامس:عن ابن مسعود قال: وكان – يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعلمنا كلمات ولم يكن يعلمناهن كما يعلمنا التشهد : (( اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لن�� في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قابليها وأتمها علينا )) ضعيف السادس:عن زيد بن أرقم قال: لا أعلمكم إلا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول : (( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر. اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها )) رواه مسلم السابع: عن عبد الله بن عمرو قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول : (( اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت رب كل شيء وإله كل شيء أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك والملائكة يشهدون أعوذ بك من الشيطان وشركه وأعوذ بك أن أقترف على نفسي إثما أو أجره على مسلم )) . صحيح الثامن: عن عبد الله بن عمرو قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهن من الفزع : (( أعوذ بكلمات الله التامة، من غضبه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون)) . صحيح أبي داود التاسع:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك، وإن كنت مغفورا لك؟، قل: (( لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحكيم الكريم، لا إله إلا الله سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين)) . صحيح العاشر:عن أبي أمامة رضي الله عنه قال رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أحرك شفتي فقال لي:بأي شيء تحرك شفتيك يا أبا أمامة، فقلت: "أذكر الله يا رسول الله"، فقال:ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكرك بالليل والنهار، قلت: "بلى يا رسول الله"، قال تقول: (( سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله عدد ما خلق والحمد لله ملء ما خلق والحمد لله عدد ما في الأرض والسماء والحمد لله ملء ما في الأرض والسماء والحمد لله عدد كل شيء والحمد لله ملء كل شيء )) صحيح وقيل حسن (5) القرآن : ** نوصي بالالتحاق بمقرأة لإجادة القراءة بأحكام التجويد. ** بالنسبة للقراءة نقترح : قياس الورد اليومي الآن تبعاً لعدد الختمات التي ختمتها في رمضان: عدد ختمات رمضان 1/ 3-2/ 5-4/ 7-6/ 10-8 الورد اليومي الآن جزء/ جزء ونصف/ جزئان/ 3 أجزاء/ ختمه كل اسبوع ** بالنسبه للحفظ : الجدول يوضح مدة حفظ القرآن كاملاً تبعاً لعدد الورد اليومي في الحفظ: عدد الآيات: 1 / 5 / 15 /20 /صفحه /صفحتان المده : 17سنه و7 شهر / 3سنه و6 شهر / 1 سنه و 2 شهر / 10شهر و16يوم / 1 سنه و 8 شهر / 10 شهر و 6 ايام * فليكن شعارنا : فرَّغ ساعة وارتق عشر درجات في الجنة بحفظ عشر آيات فقط * بر بوالديك وألبسهما التاج يوم القيامة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به؛ ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتان لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بم كسبنا هذا؟ فيقال: بأخذ ولد كما القرآن" . حسن * أعتق رقبتك من النار فمازال الفرصة سانحة بعد رمضان، فاحفظ القرآن، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لو جمع القرآن في إهاب ما أحرقه الله بالنار" . حسن ** وأخيرًا: التدبر وفهم القرآن: مشروعنا تفسير جزئي عمَّ وتبارك من أحد التفاسير التالية (زبدة التفاسير للأشقر، مختصر ابن كثير للمباركفوري، أيسر التفاسير للجزائري، تفسير السعدي) . نسأل الله تعالى أن يرزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل. ملحة الختام : قالوا : أرجى الأعمال للقبول ما لا تراه عينك، ولا تحدث به نفسك، وتحتقره في جنب فيض نعم ربك الكريم. فالعمل المقبول مرفوع {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } [سورة فاطر: 10] فلا تراه العين. basmtk | 4
0 notes
mhamadbassam · 5 years
Text
basmtk | 4برنامج عملي للثبات بعد رمضان basmtk | 05أغسطس 20144 | التصنيف العام | رابط دائم | التعقيبات (0) برنامج عملي للثبات بعد رمضان  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد: مضى رمضان، وفاز الصالحون بالجوائز نسأل الله الصدق والإخلاص، وأن يتقبل منا، ويثقل بهذا الميزان. برنامجنا هذه المرة لما تبقى من شوال وينتهي بذي القعدة. ما قبل البرنامج:هناك محفزات كثيرة لابد أن ننتبه إليها، حتى لا تكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا، وحتى لا تهدم ما بنيت. أولاً: من أهم علامات القبول:الخوف من عدم القبول، فيتولد من ذلك الإقبال على الطاعة والبُعد عن المعاصي، والحرص علة عدم الرجوع إلى الذنوب التي تاب لله منها. ثانيًا: لو كان قلبك نبض بالإيمان واستشعر حلاوة القرب من الرحمن، فهل تعود لسابق العهد من قسوة القلب، ألم تعلم أنَّ أعظم الحرمان البُعد عنه؟!!، فلا تسمح لنفسك بذوق مرارة الهجر مرة أخرى. ثالثًا: لا تعامله معاملة التاجر، ينشط في المواسم ثمَّ يفتر بعد ذلك انتظارًا  لموسم آخر، فالله أعظم وأجل من ذلك، فلا تدخل في قوله : {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [ سورة الزمر: 67] خطوات عملية للاستقامة على الطريق: هناك ثوابت لابد أن نجتمع عليها ولا يمكن أن تتغير مهما يكن: 1/ الصلوات الخمس:في جماعة للرجال، وفي أول الوقت للجميع. 2/ صلاة 12 ركعة نوافل :ليُبنى لنا كل يوم بيتًا في الجنة. 3/قيام الليل بركعتين، و أقل شيء بـ 100 آية، أو جزء من القرآن؛ لنكون من القانتين عند رب العالمين. 4/ صيام الاثنين والخميس، و 13، 14، 15 عسى أن يختم لنا بصيام فندخل الجنة. 5/ قراءة جزء من القرآن كل يوم؛ ليطهر القلب ويشفى من آفات وتتنزل الرحمات. 6/ وأذكار الصباح والمساء:فهي طريق استقامة القلب. 7/الاستغفار، والصلاة على النبي، وقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، والباقيات الصالحات من تسبيح وتحميد وتكبير و (لاحول ولا قوة الا بالله)، لتكون من الذاكرين الله كثيرًا فيغفر لك. 8/وأعمال بر من صدقة شبه يومية، وبر الوالدين، وصلة رحم، وزيارة شهرية لمريض، ومسح رأس يتيم لإدخال السرور على قلب مسلم. 9/ الدعوة إلى الله وبث الخير بين الناس؛ لتضاعف أجرك فالدال على الخير كفاعله. مشروعات مقترحة: (1) الصلاة : **نقترح كل أسبوع أن يكون هناك قيام ب (1000 آية) ليكتب لك قنطار من الأجر. ** صلاة (33 ركعة نوافل): [ركعتا الفجر، أربع ركعات ضحى، أربع ركعات قبل الظهر، أربع ركعات بعده، أربع ركعات قبل العصر، اثنين بعد المغرب، واثنين بعد العشاء، وإحدى عشر ركعة قيام]. (2) الصيام :مشروعنا لهذا العام (150 يوم صيام) : ** شهر مضان (30يوم)، وإذا صمت الاثنين والخميس وثلاثة أيام تحصل (110 يوم أو أكثر) في العام. ** وعندك صيام في التسع الأول من ذي الحجة. ** وصوم يوم تاسوعاء وعاشوراء. ** والإكثار في الأشهر الحرم لاسيما المحرم. ** وكذلك في شعبان فالمطلوب زيادة (10 أيام) فيكون المجموع (150 يوم ) ** أمَّا صاحب العمل الأرقى فهو من يصوم (180 يوم) صيام سيدنا داود، يصوم يومًا ويفطر يومًا. ** وتحقيق العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان صيامه يبلغ ذلك، لكن لا ينتظم على صيام يوم وإفطار يوم، بل كان يصوم كثيرًا ثم يفطر كثيرًا، فلو أحصيت الأيام التي صامها لبلغت صوم داود أو أكثر. (3) الصدقة :كفالة شهرية لبعض الفقراء، ومساعدة بعض الجمعيات الخيرية بذلك، والاهتمام بكفالة طلبة العلم الشرعي، والصدقات الجارية لا سيما في نشر الخير من خلال الكتب والأشرطة النافعة. (4) الذكر والدعاء :** نوصي بشدة الاهتمام بالأذكار الموظفة (ذكر الدخول والخروج من البيت، أذكار النوم ...الخ)، لذلك من الجميل أن تصطحب كتيبًا للاذكار في هذه المدة، وتبدأ في حفظ ذكر يوميًا . *** وهذه بعض الأذكار والأدعية التي أوصانا رسول الله بها، نوصي بحفظ واحد منها كل أسبوع منها، إسهامًا في نشر سُنة الحبيب صلى الله عليه وسلم: الأول: قال صلى الله عليه وسلم : " ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال : (( اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي )) ، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا ، قال: "فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها؟"، فقال :بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمه " صحيح الثاني:عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن يقول : (( اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي، في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أوقال: في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم ارضني به ، قال : ويسمي حاجته )) رواه البخاري الثالث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا شداد بن أوس، إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة؛ فأكثر هؤلاء الكلمات: (( اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم؛ إنك أنت علام الغيوب )) إسناده صحيح الرابع: عن سعد بن أبي وقاص قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا هؤلاء الكلمات كما تعلم الكتابة: (( اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر )) رواه البخاري الخامس:عن ابن مسعود قال: وكان – يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعلمنا كلمات ولم يكن يعلمناهن كما يعلمنا التشهد : (( اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قابليها وأتمها علينا )) ضعيف السادس:عن زيد بن أرقم قال: لا أعلمكم إلا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول : (( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر. اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها )) رواه مسلم السابع: عن عبد الله بن عمرو قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول : (( اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت رب كل شيء وإله كل شيء أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك والملائكة يشهدون أعوذ بك من الشيطان وشركه وأعوذ بك أن أقترف على نفسي إثما أو أجره على مسلم )) . صحيح الثامن: عن عبد الله بن عمرو قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهن من الفزع : (( أعوذ بكلمات الله التامة، من غضبه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون)) . صحيح أبي داود التاسع:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك، وإن كنت مغفورا لك؟، قل: (( لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحكيم الكريم، لا إله إلا الله سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين)) . صحيح العاشر:عن أبي أمامة رضي الله عنه قال رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أحرك شفتي فقال لي:بأي شيء تحرك شفتيك يا أبا أمامة، فقلت: "أذكر الله يا رسول الله"، فقال:ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكرك بالليل والنهار، قلت: "بلى يا رسول الله"، قال تقول: (( سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله عدد ما خلق والحمد لله ملء ما خلق والحمد لله عدد ما في الأرض والسماء والحمد لله ملء ما في الأرض والسماء والحمد لله عدد كل شيء والحمد لله ملء كل شيء )) صحيح وقيل حسن (5) القرآن : ** نوصي بالالتحاق بمقرأة لإجادة القراءة بأحكام التجويد. ** بالنسبة للقراءة نقترح : قياس الورد اليومي الآن تبعاً لعدد الختمات التي ختمتها في رمضان: عدد ختمات رمضان 1/ 3-2/ 5-4/ 7-6/ 10-8 الورد اليومي الآن جزء/ جزء ونصف/ جزئان/ 3 أجزاء/ ختمه كل اسبوع ** بالنسبه للحفظ : الجدول يوضح مدة حفظ القرآن كاملاً تبعاً لعدد الورد اليومي في الحفظ: عدد الآيات: 1 / 5 / 15 /20 /صفحه /صفحتان المده : 17سنه و7 شهر / 3سنه و6 شهر / 1 سنه و 2 شهر / 10شهر و16يوم / 1 سنه و 8 شهر / 10 شهر و 6 ايام * فليكن شعارنا : فرَّغ ساعة وارتق عشر درجات في الجنة بحفظ عشر آيات فقط * بر بوالديك وألبسهما التاج يوم القيامة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به؛ ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتان لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بم كسبنا هذا؟ فيقال: بأخذ ولد كما القرآن" . حسن * أعتق رقبتك من النار فمازال الفرصة سانحة بعد رمضان، فاحفظ القرآن، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لو جمع القرآن في إهاب ما أحرقه الله بالنار" . حسن ** وأخيرًا: التدبر وفهم القرآن: مشروعنا تفسير جزئي عمَّ وتبارك من أحد التفاسير التالية (زبدة التفاسير للأشقر، مختصر ابن كثير للمباركفوري، أيسر التفاسير للجزائري، تفسير السعدي) . نسأل الله تعالى أن يرزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل. ملحة الختام : قالوا : أرجى الأعمال للقبول ما لا تراه عينك، ولا تحدث به نفسك، وتحتقره في جنب فيض نعم ربك الكريم. فالعمل المقبول مرفوع {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } [سورة فاطر: 10] فلا تراه العين. basmtk | 4
0 notes
mhamadbassam · 5 years
Video
youtube
د.أحمد عمارة - النهاردة - الثقة بالنفس
1 note · View note
mhamadbassam · 5 years
Text
إذا شعرت أن الله يتابعك
فاسجد لله شاكراً، معنى ذلك أنه مطموع في شفائك من هذه الأمراض،
تماماً كما لو أن إنساناً معه التهاب معدة حاد هذا مرض قابل للشفاء،
الطبيب يفرض عليه حمية صارمة جداً،
أما لو شخص معه ورم خبيث منتشر في أمعائه
وسأل الطبيب ماذا آكل ؟
قال له: كُلْ ما شئت ما في أمل،
أخطر شيء أن تخرج عن العناية المشددة وأعظم شيء
أن تكون ضمن العناية المشددة،
إذا الله يتابعك باستمرار أي خطأ تابعك نبهك،
ساق لك بعض المصائب،
يجب أن تذوب محبة لله لأنك ضمن العناية المشددة،
لأنه مطموع من شفائك من هذه الأمراض،
أما الذي شرد عن الله شرود البعير تنطبق عليه الآية الكريمة:
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى
إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)
أريد أن أؤكد لكم أن الله إذا تابعك وحاسبك في الدنيا حساباً عسير
فهذا من نعم الله الكبرى:
(( وعزتي وجلالي لا أقبض عبدي المؤمن وأنا أحب أن أرحمه،
إلا ابتليته بكل سيئة كان عملها سقماً في جسده، أو إقتاراً في رزقه، أو مصيبة في ماله
أو ولده، حتى أبلغ منه مثل الذر، فإذا بقي عليه شيء شددت عليه سكرات الموت ـ
دققوا الآن ـ حتى يلقاني كيوم ولدته أمه ))
أيها الأخوة الكرام، إذا الواحد منا وصل إلى شفير القبر طاهر
هذا أكبر عطاء إلهي، عالجك في الدنيا،
مرة خفت، مرة طمأنك،
مرة ضيّق عليك رزقك،
مرة نشأت مشكلة مع زوجتك أنت أرضيتها بسخط الله ردت عليك بلؤم ما بعده لؤم،
أرضيتها بسخط الله عز وجل توقعت أن تكون راضية عنك،
أدبك الله عن طريقها،
لذلك بعضهم يقول أنا أعرف مقامي عند ربي من أخلاق زوجتي،
فإذا كنت مع الله أطاعتك وعاملتك معاملة طيبة،
وينبغي أن تقول المرأة و أنا أعرف مقامي عند ربي من أخلاق زوجي،
الله عز وجل يؤدبك عن طريق أقرب الناس لك،
إذا أكرمك يُسخر عدوك لخدمتك،
وإذا أراد التأديب القاسي يتطاول عليك أقرب الناس إليك،
هناك رجال يبكون من شدة القهر.
الذي أتمناه أن يستقبل المؤمن الشدائد في الدنيا على أنها أدوية من الله،
على أنها تربية حانية رحيمة، عجب ربك من أقوام يساقون إلى الجنة بالسلاسل،
الناس في معظمهم على الرخاء والدعاء والأمن والغنى
تفتر همتهم فالله يسوق لهم بعض الشدائد.
مثلاً في بلاد فيها نعيم فوق التصور يقابل هذا النعيم بعد عن الله عز وجل،
في بلاد فيها شدائد فيها ضغوط تجد الناس ساقهم الله إلى بابه،
المساجد ممتلئة، التوبة كثيرة،
العمل الصالح كثير من شدة الضغوط،
أساساً الألماس أصله فحم من شدة الضغط والحرارة صار ألماس،
أنت خذ هذا مثل لك، إذا عليك ضغوط شديدة وفي أزمات صعبة جداً
وأنت تمشي صح مستقيم أرادك الله أن تكون في أعلى مقام،
يقول عليه الصلاة والسلام وهو سيد الخلق وحبيب الحق:
(( لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ، وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ، وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلَالٍ ))
وهو سيد الخلق وحبيب الحق
فمعنى ذلك كل محنة للمؤمن المستقيم وراءها منحة
وكل شدة وراءها شدة إلى الله عز وجل،
0 notes
mhamadbassam · 5 years
Text
الترغيب والترهيب - الدرس : 072 - كتاب الذكر والدعاء - الترغيب في قول لا حول ولا قوة إلا بالله
  1997-09-01
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
من أراد طاعة الله عز وجل فليطلب من الله أن يعينه على ذلك:
قال صلى الله عليه وسلم:
(( يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ قل: لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنوز الجنة ))
[ متفق عليه عن أبي موسى الأشعري ]
 في بعض الأحاديث التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر هذه الكلمة: ألا أنبئكم بمعنى لا حول و ولا قوة إلا بالله ؟ لا حول عن معصيته إلا به , و لا قوة على طاعته إلا به , و هذا معنى قول الله عز وجل في الفاتحة:
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾
( سورة الفاتحة: الآية 5 )
 أنت ضعيف، إن أردت طاعة الله عز وجل اطلب من الله أن يعينك على طاعته، لكن الذي يقول: أنا أطيع الله , و نسب هذه الطاعة إلى إرادته , وإلى قوته، فالله جلّ جلاله لا يعطيه القوة التي يستطيع بها أن يطيعه.
وأدق كلام قاله سيدنا يوسف، الإنسان أحياناً يستقيم، فيأخذه العجب باستقامته، فيظن أنه فوق الناس , وأن الناس كلهم هلكى إلا هو، وقع في العجب , وهو من أكبر الذنوب.
(( لو لم تذنبوا لخفت عليكم ما هو أكبر ))
[ ورد في الأثر]
 أكبر من الذنب أن تقع في العجب، من هنا قال ابن عطاء الله السكندري: " رب معصية أورثت ذلاً و انكساراً، خيرٌ من طاعة أورثت عزاً واستكباراً ".
فحينما تتلو قوله تعالى:
﴿ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾
( سورة يوسف )
 نبي كريم، نبي عظيم، يرى أنه أضعف من أن يصمد أمام إغراء النساء , و الإنسان حينما يعتد بنفسه في موضوع النساء قد يقع في شباك امرأة ليست بشيء أمام زوجته يدع الحلال الهني , ويتبع الحرام الشقي.
على الإنسان المستقيم ألا يأخذه العجب باستقامته بل يذوب شكراً لله على ذلك:
إذاً
﴿ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾
سيدنا يوسف مفتقر في تركه للمعصية إلى الله، سيدنا إبراهيم قال:
﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾
( سورة إبراهيم الآية 35 )
 أي يا رب أنت إن لم تعنِ على ترك عبادة الأصنام لعبدتها كهؤلاء , وهذا لو طبقناه على أنفسنا، تكون ذاهباً إلى مكان تجد ملهى كله سيارات , وهناك خمر , و رقص، و غناء , قل: يا رب لك الحمد أن أعنتني على نفسي , وابتعدت عن هذه الأماكن، هؤلاء الذين يرتادون هذه الأماكن أشخاص مثلنا، رأوا أن هذا مغنماً كبيراً , و سعادتهم بهذه الأماكن.
أنت حينما تأتي إلى المسجد النظيف الطاهر، تستمع إلى كلام الله، أنت جئت إلى هنا باختيارك، أكثر الناس أو الذين يأتون في الصيف إلى بلدنا لا يستطيعون أن يصلوا الفجر لأنهم يسهرون للساعة الخامسة في أماكن الهوى.
فالإنسان إذا استقام لا ينبغي أن يأخذه العجب باستقامته، ينبغي أن يذوب شكراً لله عز وجل على أن أعانه على استقامته، ألا أنبئكم بمعنى لا حول ولا قوة إلا بالله أي لا حول عن معصيته إلا به , ولا قوة على طاعته إلا به.
مرة أحد الأخوة زارني في البيت، ما إن جلست معه حتى انفجر باكياً، قلت له: خير إن شاء الله ؟ قال: إني أطلق بصري في الحرام , قلت له ببساطة: تب إلى الله، قال لي: صرت تائباً خمسين مرة , ما أدركت سرّ ضعفه أمام هذه المعصية , في لقاء ثان فيما أذكر و ثالث، كشف لي الحقيقة، هذا شاب استقام , و غض بصره، أخذه العجب، نظر إلى أبيه وأمه اللذين كانا سبب وجوده، رآهما ينظران إلى الحرام , فاحتقرهما , واعتدّ بنفسه، وبدأ يكيل لهما التهم الكبيرة، اعتداده بنفسه، وباستقامته , واحتقاره لأمه وأبيه، بدل أن يشكر الله على أن مكنه من هذه الطاعة , و بدل من أن يشفق على أمه وأبيه أن لم يستطيعا أن يدركا هذه الطاعة أخذه العجب، كيف أدبه الله عز وجل ؟ ضعف مقاومته فانهار.
فهذه لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول عن معصية الله إلا الله , ولا قوة على طاعته إلا به.
المؤمن الصادق لا ينظر إلى عمله ولكن ينظر إلى فضل الله عليه:
هل تصدقون أن العمل الصالح الذي أكرمك الله به إذا نظرت على أنه من صنعك، ومن جهدك، يغدو حجاباً بينك وبين الله ؟ كم من إنسان محجوب بعمله عن الله ؟ أنا عملت كذا، لحمهم من خيري، خير إن شاء الله، أنا دعيت لله، أنا علّمت، أنا من ثلاثين سنة أدعو إلى الله، هؤلاء الذين لهم أعمال جيدة أحياناً يقعون في حجاب بينهم وبين الله من أعمالهم الصالحة.
لذلك المؤمن الصادق لا ينظر إلى عمله , ولكن ينظر إلى فضل الله عليه، لأن الله عز وجل على كل شيء قدير، يضعف لك مقاومتك قليلاً، يرتكب الإنسان أشد الحماقات.
أعرف أناساً كثيرين تورطوا في الزنا مع امرأة لا تساوي معشار ما عندهم في البيت، فالإنسان إذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول عن معصية الله إلا الله , ولا قوة على طاعته إلا به، يجب أن ترى فضل الله عليك بطاعتك له، إذاً هذه الطاعة تستمر، أما إذا رأيتها من قوة إرادتك , ومن حزمك , و من ضبطك لأمورك فربنا عز وجل بشكل بسيط جداً يزعزع قدرتك على مقاومة المعصية , فيقع الإنسان في المعصية.
الفرق بين أن تعتد باستقامتك فيضعف الله لك مقاومتك وبين أن تفتقر إلى الله في طاعتك:
لذلك الآية الكريمة في الفاتحة
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾
أي نستعين على عبادتك.
أنا أقول لبعض الأخوة الأكارم: إذا ضعفت عن طاعة الله استعن بالله على طاعته، ما كان الله ليعذب قلب بشهوة تركها صاحبها في سبيل الله، يعينك , والله عز وجل يعطيك قوة مقاومة تجد نفسك بعيداً.
أحياناً الإنسان يسافر، إذا قال أنا و أنا، تضعف مقاومته في السفر، فيقع ببعض المعاصي، أما إذا قال الإنسان
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾
تجد عنده قوة مقاومة عجيبة، فقوة المقاومة هذه تتأتى من استعانته بالله، لا من اعتداده باستقامته، أنا الآن أعالج أمراض رواد المساجد، أمراض المؤمنين، هؤلاء المتفلتين لا شأن لي بهم إطلاقاً، لهم معالجات خاصة عند الله، نحن ننظر إلى هؤلاء الذين يصلون، ويستقيمون , و يصدقون , و يغضون أبصارهم، عندهم مزالق، أحد هذه المزالق أن يعتدوا باستقامتهم، أن يتباهوا بها، أن ينسبونها إلى قدراتهم الذاتية، أن ينسبوها إلى جهدهم.
أما الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه أجمعين مفتقرون إلى الله دائماً، حتى في طاعتهم، حتى في إقبالهم، لا يوجد أحد أكبر من أن الله يضعف له مقاومته، لا يوجد إنسان مهما كان ضعيفاً أصغر من أن يأخذ الله بيده إليه، فيحميه من المعاصي والآثام.
إنسان يسافر إلى بلد أجنبي، يقول لك: أنا عندي قناعات، أنا إيماني قوي لا أتأثر، ضابط أموري، لا يهمني شيء، تزل قدمه فيقع في المعصية، وإنسان آخر مستعين بالله في بلاد الفجور والمعاصي، يغض بصره , و يقبل على الله , و يتلو القرآن، أنا أسمع من الذين يأتون من بلاد غرب، تجد شاباً رجع داعية من هناك , و شاباً آخر رجع زانياً، فالقضية خطيرة جداً بين أن تعتد باستقامتك فيضعف الله لك مقاومتك تأديباً، لأنك أشركت به، وعزوت هذه الطاعة إلى ذاتك، وبين أن تفتقر إلى الله في طاعتك، فيأتيك المدد من الله عز وجل، ويقويك على كل الإغراءات.
وأكبر دليل سيدنا إبراهيم وهو أب الأنبياء يستعيذ بالله من أن يعبد الأصنام، معقول نبي كريم من أولي العزم يستعيذ بالله أن يعبد الصنم
﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾
﴿ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾
الله عز وجل لا يقع في ملكه إلا الذي يرضاه :
إذاً النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ قل: لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنوز الجنة ))
[ متفق عليه عن أبي موسى الأشعري ]
 وفي رواية الحاكم:
(( من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كانت دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم ))
[ الحاكم عن أبي هريرة]
 دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم، أنا عليّ أن أطيع الله عز وجل، وعلى الله الباقي، لا حول ولا قوة إلا بالله، كل شيء وقع أراده الله، هذه اسمها حوقلة، إذا الإنسان أصابته مصيبة فحوقل أي قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، أي شيء وقع لابدّ من وقوعه، لم يعد هناك ندم، لم يعد هناك هم، لم يعد هناك حزن، لحكمة أرادها الله سمح بوقوع هذا الشيء، لأن الله عز وجل لا يقع في ملكه إلا الذي يشاءه ويرضاه، لا يقع في ملكه شيء، مادام الشيء وقع لو بدا لك أنه شر فهو خير.
التوحيد لا يلغي المسؤولية و كل إنسان محاسب على عمله:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ﴾
( سورة النور الآية: 11 )
 الحقيقة الإفك يبدو أنه شر، إنسانة طاهرة، عفيفة، زوجة رسول الله، اصطفاها الله له من بين نساء العالمين، السيدة عائشة، لأسباب تافهة جداً اتهمت بالزنا، لأن وزنها خفيف، فلما حملوا الهودج لم ينتبهوا أنه خفيف، فظنوها بالهودج ومشوا، لو أن قرطها لم ينقطع، فذهبت لتبحث عنه ما كان حديث الإفك، انتهى الحديث كله، لو أن عقدها في رقبتها، كانت في الهودج، لكن عندما انقطع عقدها ضاع، تفقدت عقدها فلم تجده، ذهبت لتبحث عنه، فلما أرادوا أن يرتحلوا، حملوا الهودج وانطلقوا به، لو أنها تبحث عنه قريباً من الهودج لما وقعت حادثة الإفك، يمكن أن تقول لمئة مرة لو ما كان كذا ما كان كذا، فهذا الحديث التي اتهمت به السيدة عائشة بالزنا شيء لا يحتمل، والناس المنافقون روجوا هذا الخبر، وارتاحوا له، والمؤمنون تألموا ألماً شديداً، وسكتوا، وكل إنسان عبّر عن موقفه الشريف، أو الغير الشريف من هذا الخبر، إنسان ظن بنفسه خيراً، إنسان لم يظن بنفسه خيراً، إنسان شمت بها، وإنسان أشفق عليها، فالنتيجة أن الحدث كان من الممكن ألا يقع، لو أنه شعروا أن الهودج خفيف، وتفقدوها لوجدوها، لو لم تفتقد عقدها لما وقع الحادث، لو أن هذا الذي جاء لم يأتِ لرجعوا إليها، لكن هناك صحابي كلفه النبي أن يتأخر عن الجيش ليأخذ ما يجد فيه من أغراض وقعت من المقاتلين، رأى أم المؤمنين، فاسترجع  وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، وحملها على ناقته، بكل أدب، بكل احترام، بكل عفة، هذا الذي حدث، كيف قالوا إنها زانية ؟ قال تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ ﴾
( سورة النور الآية: 11 )
 من خلال الإفك عرّف الله الناس بحقيقة الوحي، الوحي ليس من عند رسول الله، لو كان من عند رسول الله لما وقع في هذه الأزمة الطاحنة، لنظم آية بعد دقيقة منه وانتهى الأمر، انقطع الوحي عنه أربعين يوماً، ماذا يفعل النبي بهذه الأيام ؟ لا يوجد عنده دليل إثبات، ولا دليل نفي، والناس يتكلمون، وهو رسول الله، والله لا يحتمل أحدنا هذا الخبر، ما عنده مشكلة أبداً، رسول الله عنده هذه المشكلة.
قال ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ ﴾
ثم يقول الله عز وجل:
﴿ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾
( سورة النور )
 معنى ذلك التوحيد لا يلغي المسؤولية، إذا قلت: هذا قضاء وقدر، هذا نصيبه، هكذا الله أراد، ليس معنى هذا أنه لا يوجد مسؤولية، كل إنسان محاسب على أعماله.
كل شيء وقع أراده الله عز وجل:
إذاً النبي عودنا، وأمنا أن نحوقل حينما نتلقى خبراً سيئاً، لا حول ولا قوة إلا بالله، شيء وقع، ما دام وقع أراده الله، مادام أراده الله فهناك حكمة بالغة، ما دام هناك حكمة بالغة إذاً هناك رحمة مطلقة، انتهى، لم يعد هناك هم، انتهى الهم، لم يعد هناك جدل، لم يعد هناك لو، هذا كله انتهى، والإنسان عندما لا يندم يرتاح، ليس في الإمكان أبدع مما كان، طبعاً الله عز وجل فرز المؤمنين، فرزهم، إنسان عنده قطع ذهب كثيرة، هناك عيار24، عيار 18، عيار 16، عيار 11، عيار 8، هناك نحاس مطلي ذهب، هناك نحاس ملمع، هناك تنك، كله أصفر، زنهم لنا يا أخي، الله فرزهم، فرز الناس كلهم بهذه القصة، المؤمن قال: معاذ الله.
﴿ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾
( سورة النور )
 مستحيل ! المنافق: سمعت ماذا حصل ؟ هل دريت ؟ المنافق تكلم شيئاً، والمؤمن تكلم شيئاً آخر، وفرز الناس، بيّن ذلك أن الوحي ليس من عند رسول الله، الوحي من الله، والله أراد أن يبين أن الوحي ليس من عندك، أربعون يوم كلام، قصص كلها كذب، الناس في حيرة، فلما نزلت آية البراءة، قالت أمها: يا عائشة قومي إلى النبي فاشكريه، قالت: والله لا أقوم إلا لله، على مسمع النبي، تبسم النبي وقال: لقد عرفت الحق لأهله.
إرادة الله تنطبق على الحكمة المطلقة وحكمته المطلقة تلتقي مع الخير المطلق:
 أيها الأخوة، هذه القصة مفيدة جداً، لا تقل لو كله خير، لكن هناك خير ظاهر و خير مبطن، لذلك:
(( يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ قل: لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنوز الجنة ))
[ متفق عليه عن أبي موسى الأشعري ]
وفي رواية للحاكم:
(( من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كان دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم ))
[ الحاكم عن أبي هريرة]
 ما عاد هناك هم، شيء وقع، حينما تلغي لو ترتاح، أحياناً لسبب تافه جداً يوقع الموظف لك معاملة ما، و حين تسأله سؤالاً ثانياً، يقول لك: هات لأرى، لا، هذا ممنوع، تقول: ليتني لم أرجع لعنده، مشيت البضاعة، لا، يوقفها لك، هات الوثيقة الفلانية، إن لم تملك الوثيقة تتألم أشد الألم، لو ما رجعت لعنده، وقعها وانتهى كل شيء، لا تقل لو، عندما تلغي لو ترتاح، بقاموس المؤمن لا يوجد لو، سافرنا سفرة صار معنا حادثاً يقول: لو ما سافرنا، لا.
(( لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ))
[أخرجه الطبراني عن أبي الدرداء ]
 عندما توحد ترتاح، عندما تعرف أن هناك يداً حكيمة بيدها كل شيء، لا تسمح بوقوع شيء إلا لحكمة بالغة، ولخير مطلق ينتهي الأمر، والعبرة بالنها��ة.
﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾
( سورة الأعراف )
فدرس اليوم لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول عن معصيته إلا به، ولا قوة على طاعته إلا به، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لا يوجد لو، والذي وقع أراده الله، والله إرادته تنطبق على الحكمة المطلقة، وحكمته المطلقة تلتقي مع الخير المطلق.
تناقض الشر المطلق مع وجود الله تعالى:
إذاً شر مطلق بالكون لا يوجد، لأن الشر المطلق يتناقض مع وجود الله، كله خير جاءك أولاد، لم يأتك أولاد، دخلك كبير، دخلك قليل، يا ليتني لم أبع هذا المحل لكنت الآن أعيش ببحبوحة كبيرة، بعناه وتورطنا، أكثر كلام الناس فيه ألم، وحزن، وندم، لو لم آخذ فلانة لأخذت فلانة، ما كان هكذا وضعي، لا تقل لو إطلاقاً، قل قدر الله وما شاء فعل، قل لا حول ولا قوة إلا بالله.
ngouts
0 notes
mhamadbassam · 5 years
Text
خطبة الجمعة اسعدنا رسول الله
﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾  فعلينا بوصفنا مسلمين تتبُّعُ سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام في هذا الموضوع، فهو خيرُ مَنْ أحيا النفوسَ، وأضاءها بالشموس، وأجاد الحوار مع العقول؛ لا لكسب زائفٍ، ولا لتعصُّب لمواقفَ، بل لرِفعة لإنسان، وانحيازٍ لعقيدة الرحمن، ونصرةٍ للدين، وتثبيتٍ لليقين، فمن تنوَّر قلبُه بالإيمان، وخلَت نفسُه مِن وساوس الشيطان، طابَتْ نفسُه، وقُدِحَ زنادُ عقلِه، فعَلِمَ الصالح من الطالح، والخاسر من الرابح، فإن سكَن النفسَ الخَيْرُ، عمَّ الخَيْرُ على الغير!
 فلو فتحنا قصرَ السيرة العطرة، وتجوَّلْنا في البُسْتان قبل أن ينزل جبريل الأمين بسور القُرآن، لرأينا صبيًّا يشعُر بعمِّه الفقير، فيُحْسِن التدبير ويرعى الأغنام، دون تذمُّر وسوء كلام، فإذا اختلف قريش والأعراب على بناء الأجناب في كعبة الله الوهَّاب، لجؤوا إلى الأمين نيِّر الجبين، فأدرك تعصُّبَهم ورأى شياطين نُفُوسِهم، فعلِم أن الخير في التراضي، وكان أفضل قاضٍ، فَصَفَت النفُوس، واستووا جميعًا، لا رئيس ولا مرؤوس.
 أما بلاد الشام، فقد أتاها التاجر الهمام، فباع واشترى، وما غَشَّ ولا افترى، ولا خدع الوَرَى ببضاعة تالفة أو سلعٍ زائفة، فأحبَّهُ ميسرة، وعلِم أن أمامه إمامُ البَرَرة، فأنبأ خديجة بالخبر، فتحرَّكَ القلب وما صبَر، وكان الزواج المعتبر لخير النساء وسيد البشر.
 ولَمَّا امتلك محمدٌ المال واغتنى، لم يَنْسَ عَمًّا في صِغَرِه اعتنى، فذهب إلى أبي طالب بنفْسٍ وَفيَّةٍ وقُدْوةٍ إنسانية.
 أما زيد فأهْدَتْهُ له خديجة، فعامَلَهُ كأولاده، ولم يبخَل عليه بعطائه، فلما أتى أبو زيد من اليمن؛ ليدفَع لمحمد الثمنَ، ويأخُذَ ابنَه المفقود، وحبيبَه المنشُود، فضَّل زيدٌ محمَّدًا على أبيه، وأصبح أقرب إليه من بنيه.
  رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس راحة وسعادة واستمتاعا على وجه الأرض . كيف   لاوهو يكلم ربه ويكلمه ربه
 كيف كان يعاني وهو الذي كان يدعو الله دائما "وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي" و "واجعل الحياة زيادة لي في كل خير" .. وعندما كانت حياته كلها خير قال له الله إن هذا الخير سينالك خيرا منه في الآخرة "وللآخرة خير لك من الآولى"
 كيف كان يعاني وهو الذي قال عن الصلاة "أرحنا بها يا بلال" وكان يصلي كثيرا ليذوق أروع وأحلى وأمتع راحة على وجه الأرض .. وفي التلذذ والاستمتاع بالصلاة
 قال تعالى : "مَنۡ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَى وَهُوَ مُؤۡمِنٌ فَلَنُحۡيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ يَعۡمَلُونَ"
سوف يحيا حياة طيبة كريمة مريحة ممتعة كل من يعمل صالحا وهو مؤمن .. وهل هناك من هو مؤمن أكثر من الأنبياء !!!
 في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، وهذا معنى قوله تعالى:
﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾
[ سورة الرحمن ]
 هذه جنة القرب ذكرها الله
عز وجل قال:
﴿ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾
[ سورة محمد ]
في الدنيا أذاقهم طعمها،
 ان لم تقل:
 أنا أسعد الناس قاطبةً
إلا أن يكون أحد الناس أتقى مني
ففي الإيمان خلل، هل هناك شقاء مع معرفة الله؟ هل هناك شقاء
والله وليك؟ هل هناك شقاء والله
بيده كل شيء؟ هل هناك شقاء
وكل من في الكون بيد الله؟
وأنت مع الله؟
 أن السعادة في الاتصال بأصل الجمال والكمال والنوال، الله جميل، أحياناً يتجلى على عباده بمسحة من جماله يأخذ بالألباب، يتجلى على مكان جبل أخضر، مطل على بحر أزرق، يتجلى على عصفور بألوان زاهية، على الورود، هذا كله جمال الله عز وجل، فكيف إذا اتصلت مع الله عز وجل؟ أنت مع آثار الجمال المتواضعة تسعد بها فكيف إذا كنت مع أصل الجمال؟ لذلك:
 أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنــــــــــا فإنا منحنا بالرضا من أحبنــــــــــــــــــا
ولذ بحمانا واحتمِ بجنــابنـــــــــــــــــــا لنحميك مما فيه أشرار خلقنـــــــــــــــا
وعن ذكرنا لا يشغلنك شاغـــــــــــل وأخلص لنا تلقى المسرة والهنـــــــــا
وسلم إلينا الأمر في كل ما يكــن فما القرب والإبعاد إلا بأمـــــــــــــرنــــا
فيا خجلي منه إذا هـو قال لـــــــي أيا عبدنــــــــا ما قــــــــــــــــرأت كتابنــــا
أما تستحي منا ويكفيك ما جــرى أما تختشي من عتبنا يوم جمعنــــا
أما آن أن تقلع عن الذنب راجعاً وتنظــــــــــــر مـا به جـــــــــــاء وعدنــــا
فأحبابنا اختاروا المحبة مذهبـــــاً وما خالفوا في مذهب الحب شرعنا
 الشاهد الآن:
 فـلو شاهدت عيناك من حسننـــا الذي رأوه لما وليت عنــــــــــا لغـيرنــا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب وجئتنـــــــــا
ولو ذقت مـن طعم المحبـــة ذرة عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنـــــــــــا
ولو لاح مـن أنوارنا لك لائــــــح تــركت جميع الكائنـــــــات لأجلنـــــــــــا
* * *
فما حبنا سهل وكل من ادعــى سهولته قلنا له قــــــــــــد جهلتنـــــــــــا
فأيسر ما في الحب للصب قتله وأصعب من قتل الفتى يوم هجرنـا
***
 من منظور ديني إيماني قرآني إسلامي أرى أن السعادة كل السعادة أن تكون مع الله:
 كن مـع الله ترّ الله معك واتـرك الكل وحاذر طمعك
و إذا أعطـاك من يمنعه ثم من يعطـي إذا ما منعك
* * *
 أنا أرى السعادة أن تكون مع أصل الجمال والكمال والنوال، والأنبياء سعداء، والمؤمنون سعداء في كل بقاع الأرض، وفي كل الأطوار، سيدنا إبراهيم كان سعيداً وهو في النار، سيدنا يونس وهو في بطن الحوت، الأوضاع الصعبة جداً إذا كنت مع الله كان الله معك، و إذا كان الله معك فمن عليك؟ ويا رب ماذا وجد من فقدك؟ وماذا فقد من وجدك؟
 أسعد إنسان من يتصل مع أصل الجمال و الكمال و النوال :
 أنت بتعبير معاصر برمجت، بتعبير آخر ولفت، بتعبير إسلامي أنت فطرت، لك خصائص، هذه الفطرة تنطبق تماماً على منهج الله، فكل أمر أمرك الله به جبلك وبرمجك أو فطرك على محبته، وكل نهي نهاك الله عنه جبلك وفطرك وبرمجك على كراهيته، والدليل قال تعالى:
 ﴿ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ﴾
 لو شاء النبي-صلى الله عليه وسلم- لأجرى الله بين يديه ألوان النعيم، ولكان له من ذلك أوفر الحظّ والنصيب، لكنّه كان راضياً بالقليل، قانعاً باليسير، واضعاً نُصب عينيه قول الحقّ تبارك وتعالى : {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى}(طه : 131).
 عن ابن عباس يحدث أن الله أرسل إلى نبيه ملكا من الملائكة معه جبريل فقال الملك لرسوله إن الله يخيرك بين أن تكون عبدا نبيا وبين أن تكون ملكا نبيا فالتفت رسول الله إلى جبريل كالمستشير له فأشار جبريل إلى رسول الله أن تواضع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أكون عبدا نبيا قال فما أكل بعد تلك الكلمة طعاما متكئا حتى لقي الله عز وجل
 لو كانت السعادة بالأمور الخارجية والظروف لما كان للفقير ولا المريض حق في السعادة
من عدل الله أن السعادة لا تنبع إلا من الداخل .. كم من غني معرض عن ربه
وهم من أتعس خلق الله ، وكم من فقيرمتصل باالله يعيش سعادة غامرة لا يتذوق طعمها إلا من عرفها وذاقها .
احكم اتصالك بخالق الكون تكون سعيدا مهما كانت الظروف ،، السعادة إحساس ، والإحساس بيدك .. لا تربطه بالخارج ، ابقه دائما مرتبطا بقرارك في الداخل
العلم اكتشف ان كل الظروف بالخارج مرتبطة بما هو عندك في الداخل .. كل الظروف مسخرة لك ، تأتيك بالضبط كما بالداخل .. لهذا أمرك الله أن تغير ما في نفسك حتى يتغير الخارج .. هذا هو الطريق الوحيد لتغيير الخارج . لا طريق غيره حتى لو أنفقت ما في الأرض جميعا .
اسعد يأتك الخير من كل اتجاه .. اتعس يأتك الشر من كل اتجاه .. أنت السبب .. قرر
 هل تبحث عن سر السعادة في الدنيا؟ هل تبحث عن تلك الراحة والطمأنينة في حياتك؟!.. إذا استمع إلى كلمات سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الذي وصف سر السعادة في الدنيا بكلمات جامعة.
 وقد لخص الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله سر السعادة في الدنيا في كلمات بسيطة ولكنها كبيرة المعنى فقال: "من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا". وقال كذلك: " ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس".
 لذلك كان دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأهل بيته ألا يشغلهم الله بملذات الدنيا ويقعنهم بالقليل فقال: "اللهم اجعلْ رزقَ آل محمد قوتًا"، وفي رواية: "كفافًا".
 وحثنا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بأن نقنع بما رزقنا الله وألا ننظر إلى من هو أغنى وأعلى منا، بل ننظر دائمًا لمن هو أقل منا حتى نحمد الله على نعمه فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا نظر أحدُكم إلى مَنْ فُضِّلَ عليه في المال والخَلْقِ فلْينْظُرْ إلى مَنْ هـو أسفل منه، فذلك أجدرُ أن لاتزدروا نعمةَ الله عليكم".
 وقناعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت من قبلة بعثته الشريفة، فقد كان صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله يرضى بما عنده، ولا يسأل أحدًا شيئًا، ولا يتطلع إلى ما عند غيره، فكان صلى الله عليه وآله وسلم يعمل بالتجارة في مال السيدة خديجة رضي الله عنها فيربح كثيرًا من غير أن يطمع في هذا المال، وكانت تُعْرَضُ عليه الأموال التي يغنمها المسلمون في المعارك، فلا يأخذ منها شيئًا، بل كان يوزعها على أصحابه.
 ويصف لنا سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قناعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: "دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجعٌ على حصيرٍ، فجلست، فأدنى عليه إزاره، وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا أنا بقبضةٍ من شعيرٍ نحو الصاع، ومثلها قرظًا في ناحية الغرفة، وإذا أفيقٌ معلقٌ، قال: فابتدرت عيناي، قال: ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ قلت: يا نبي الله، وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثَّر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفوته، وهذه خزانتك، فقال: يا ابن الخطاب، ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟ قلت: بلى".
 والقناعة والرضا بما قسمه الله يورث الإنسان الحكمة والطمأنينة، لأن اللهث وراء متاع الدنيا يجعل الإنسان في شغل عن الله وفي كدر وضيق طوال الوقت، وقد جاء في الحديث الشريف أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "يا محمد، عش ما شئت، فإنك ميت، واعمل ما شئت، فإنك مجزي به، وأحبب من شئت، فإنك مفارقه، واعلم أنَّ شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس".
0 notes
mhamadbassam · 5 years
Text
من البديهيات التي يغفلها الكثير أن الدين تسعون في المائة منه علم نفس ، لأنه يتعامل مع صميم النفس البشرية والإنسان ، ومن البديهي أيضا أن العلم الذي يعنى بذلك هو علم النفس ، لذا تدهور الفهم العميق للإسلام في الخمسمائة سنة الأخيرة بعد تهميش دور علم النفس الذي كان منتشرا في الماضي ليس على أنه علم مستقل بذاته وإنما كان في نطاق فهم علماء الدين وكان لهم إسهاما ضخما يعتبر من أوائل الإسهامات في علم النفس .
 وما لا يعلمه الكثير أيضا أن العلماء المسلمين هم أوائل من تكلموا عن النفس البشرية وصميم علم النفس (الفارابى وابن سينا واخوان الصفا والغزالى وابن رشد وابن تيمية وابن قيم الجوزية) الذين كانوا يفهمون عمق النفس البشرية فهما عميقا أفادهم في فهم الدين ونشره للناس ، ومن المعروف لدى العلماء المحايدين أن علم النفس الذي بدأ كعلم منفصل في عصر النهضة الأوروبية الحديثة على يد اليونانيون وعلى رأسهم أفلاطون وأرسطو نشأ بعد ترجمات إسهامات العلماء المسلمين في هذا المجال منذ صدر الإسلام وحتى بداية عصر النهضة الأوروبية الحديثة .
  وأنا أرى أن الاستعمار عندما دخل البلاد العربية كان مدركا لأهمية علم النفس لذا كان من أهم مخططاته إبعاد الناس عنه بتخويفهم منه وإقناعهم بأنه يختص بالمجانين والمتخلفين عقليا حتى إن معظم الأفلام القديمة كانت بقصد أو بغير قصد تغرس هذا المفهوم عند الناس ، وبدأ تسريب المعلومات المتعارضة مع ديننا على لسان فلاسفة اليونان فصدم بها رجال الدين وحاربوها وبدأوا في الحرب على علم النفس نفسه دون وعي منهم بل وصل الحال إلى تكفير علم النفس وعلماء النفس .
 أذكر أنني عندما كنت طالبا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض ، كنا ندرس كل إسهامات المسلمين في علم النفس وكنا على فترات نتعرض لانتقاد لاذع من زملائنا في كليات أخرى بأننا ندرس علوم الفرنجة وندرس علوم كفرية وما إلى ذلك ، كان ذلك في الفترة 1993 حتى 1997 ، كان سائدا حينها أن علم النفس يدرس مفاهيم غربية مغلوطة تتنافى مع ديننا الحنيف ، وكنا نوصف بالعلمانيين والكفرة علانية حينها من بعض الشباب حديث التدين أو متشدد التدين .
 وأصارحكم القول أنني في تلك الفترة عقدت العزم على المساهمة في نشر الوعي النفسي السليم بكل ما أوتيت من قوة وقد وفقني الله سبحانه وتعالى بأقصى مما كنت أتوقع حينها لذا فأنا أرى أن علي عاتقي مهمة لا يقدرها قليلوا الوعي قليلوا الإدراك في إعادة فهم الناس لعمق النفس وعمق الدين بمراد الله سبحانه وتعالى ، فأدعوا الله سبحانه وتعالى أن يعينني على ذلك وأن ييسر لي من يعينني على ذلك .
 ولهذا لا أستغرب في هذه الفترة الحملة التي تشن على علوم الطاقة الحديثة التي أيضا كانت منتشرة لدى المسلمين في الماضي وكانت منتشرة لدى الفراعنة من قبلهم لكنها لم تكن تحت علم منفصل ، وعندما بدأت تتحول إلى علم منفصل بدأ الحرب عليها من من لا يدركونها وممن وصلتهم معلومات خطأ عنها تماما كما كان يحدث مع علم النفس في المائة سنة الماضية .. نفس العقليات ، نفس الطرق ونفس المنطق مع اختلاف الوسائل .
 لذا أشعر أني أيضا على عاتقي مهمة إعادة توصيل الفهم الصحيح حول هذه العلوم لمن لا يدركون فوائدها الجمة ولمن يهاجمونها ويحاربونها دون حتى أن يدرسوها وإنما يحاربونها بالمعلومات المغلوطة التي وصلتهم ويا ليت مسلمي اليوم يتمسكون بأمر الله القائل "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" بنفس تمسكهم بالسب والستم والفضح واللعن والتشويه والاتهامات الباطلة التي ما أنزل الله بها من سلطان والتي تخالف النص الديني الإلهي الصريح !!! ويا ليتهم يفهمون أنه لا شيء اسمه علم مسلم ولا علم مسيحي ولا علم يهودي ،، وإنما العلم علم مجرد ثم يتم إدخال الأفكار الدينية عليه ، لذا من السهل تنقيح أي علم من أي فكرة مغلوطة إذا قام بذلك شخص يفهم الدين ويفهم أصوله وقواعده وقاصد شريعته .
 أذكر أني قد قابلت علماء نادمين أشد الندم على إفناء حياتهم في محاربة علم النفس ثم أدرك وهو في سن الستين فوائده وعمقه وقال لي شخصيا : يا ليتني تبينت قبل أن أشن الحرب عليه وعلى علماء النفس ، حتى أنه قال لي إن فتاة أرادت يوما أن تقابله لتسأله عن شيء في الدين ، وعندما علم أنها تدرس علم النفس في الجامعة رفض مقابلتها ، وبكى وقال لي تخيل لو كانت ��ذه الفتاة تم هدايتها على يدي ؟؟ أضعت فتاة وحرمتها من فهم الدين ، بعدم تبيني وحكمي على علم النفس !!! وبالمناسبة لازال بعض الطلاب حديثي الانتساب في الدين يقعون في هذه المصائب اليوم وفي هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الكلمات ، وسوف يمرون بنفس التجارب حتى يفهموا ويزداد وعيهم ربما بعد سنة وربما بعد سنين فأدعوا الله أن يهد الجميع لما فيه الحق بإذنه .
 ومن البديهي أيضا أن تطبيق شرائع الدين تختلف باختلاف الحالة المكانية للشخص . فصلاة الظهر مثلا أربع ركعات لمن يجلس في بيته ، لكنها تكون ركعتين لمن يكون على سفر ، والإثنين يطبقون الصلاة بشكل مختلف تماما وكلهم يطبق الدين بشكل صحيح رغم هذا الاختلاف ، بل إن شكل أداء الصلاة يكون مختلفا لو صلى الإنسان في البيت أو المسجد ولو صلاها وهو في حالة حرب ، فصلاة الحرب مختلفة . والإثنين قمة في الاختلاف لكنهم في حالة عبادة صحيحة .
 ومن البديهي أيضا أن تطبيق شرائع الدين يختلف باختلاف الحالة الصحية ، فالمرأة لو عندها عذر شرعي قد لا تصلي ولا تصوم أساسا وهذا بالنسبة لها صحيح ، والمريض قد يصلي جالسا أو قد يصلي نائما أو حتى يصلي بعينيه وفي كل الأحوال الجميع مختلفين في شكل وطريقة العبادة وكلهم في حالة صحيحة .
 هذه من البديهيات لأن علماء الدين الحاليين يقرون الأحوال الزمنية والمكانية والصحية .. لكن دعونا الآن نغوص بعمق قليل في الحالة النفسية .
 ينبغي على رجال الدين أن يعلموا أن تطبيق شرائع الدين يختلف باختلاف الإدراك والوعي والفهم لكل شخص ، والله سبحانه وتعالى يحاسبنا على فهمنا لا على نص ديننا ، حتى في الأوامر الصحيحة الصريحة ، فلو رجعتم إلى الوراء قليلا أيام غزوة الأحزاب وبعد أن انسحب الأحزاب ، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة" ، أمر واضح صريح إلا أن النفس البشرية اختلفت في فهمه وإدراكه كالتالي :
 - بعض الصحابة فهم ��ن هذا أمرا ينبغي تنفيذه بالنص وأنهم لابد أن يصلوا العصر في بني قريظة ، فأسرع بكل ما أوتي من قوة وصلى العصر هناك .
 -بعض الصحابة فهم وأدرك أن هذا الأمر يعني الإسراع والتعجيل فخرج من بيته وأذن العصر في الطريق فصلى في الطريق ولم يؤجل الصلاة حتى يصل إلى ديار بني قريظة ؟
 - بعض الصحافة فهم وأدرك أن هذا الأمر يراد به العجلة لكن لا مانع من أن أصلي في المدينة ثم أخرج بسرعة لأصل في الوقت المناسب ، فقام بصلاة العصر في المدينة ثم ذهب إلى ديار بني قريظة .
 ولأن النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام يفهم النفس البشرية وتنوع الإدراك والفهم فلم يتكلم مع أحد منهم ولم ينه أحد منهم ولم يوبخ أو يعنف أحدا منهم . مغزى نفسي غاية في العمق والخطورة .
 كما تعلمون أيضا أن مراحل الوعي يختلف بها تطبيق العبادة ، فوعي الطفل لا يوقع عليه أي تطبيق ديني ، لكن وعي المراهق يوقعه تحت تطبيقات أكثر وعيا ، ولو ذهب عنه الوعي والإدراك كالنوم أو الجنون مثلا سقطت كل التطبيقات الدينية عنه ، بحسب حالته هو . قال صلى الله عليه وسلم : رفع القلم عن ثلاث : عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يعقل . وهذا إشارة عميقة أن اختلاف حالة الوعي والإدراك يغير نوعية الالتزامات الدينية وتطبيقها .
 والإنسان في حالة الوعي هو أيضا على حالات ، فهناك وعي بسيط ، وهناك وعي متوسط ، وهناك وعي عال .. وكل شخص فيهم يحاسب بحسب وعيه . بل لو كان وعيه عاليا يكون حسابه أشد من ذو الوعي البسيط .
 وهنا أذكر لكم حديثا أعلم يقينا كم التفسيرات الخاطئة له من علماء أجلاء لأنهم لم يدرسوا علم النفس ولم يتعمقوا فيه ، ونشروا تفسيرا خاطئا زلزل الشباب وجعلهم يخافون التدين والدين .
 تأملوا هذه الآيات والأحاديث بعمق قبل أن أذكر لكم هذا الحديث :
 - قال تعالى : "مَّا أَصَابَكَ مِنۡ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفۡسِكَ"
 - وقال : "وَإِذَا أَذَقۡنَا النَّاسَ رَحۡمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ إِذَا هُمۡ يَقۡنَطُونَ"
 وكثير من الآيات يشير إلى أن الابتلاء والمصائب بسبب ما فعلت وبسبب ما قدمت يداك . كما قال صلى الله عليه وسلم :
 - عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تصيبُ عبدا نكبةً فما فوقها أو دونَها إلا بذنبٍ ، وما يعفُو اللهُ عنهُ أكثر . قال : وقرأ : { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وِيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ }
 الآن ذكر الله وذكر رسوله بوضوح أن أي ذنب أو مصيبة أو دونها تحدث للإنسان تحدث بسببه ، والآن تعالوا إلى الحديث الذي يفسر بطريقة أرى أنها ليست ما يقصده الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم :
 - عن سعد بن أبي وقاص قال : قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ؛ يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه ، وإن
كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة
 التفسير الذي أراه مناسبا لهذا الحديث أن الله يحاسبنا بحسب وعينا ودرجة فهمنا وإدراكنا ، فبما أن الابتلاء لا ينزل ولا المصائب إلا بذنب ، فماذا لو زنى رجل بسيط غير عالم ، وزنى رجل عالم وواعي في الدين ؟ هل سيكون حسابهما سواء ؟ وهل سيكون عقابهما وبلاؤهما سواء ؟؟ بالطبع لا
سيكون ابتلاء العالم أشد وأكثر بسبب عمق وعيه بالدين وابتلاء الشخص البسيط أقل بسبب قلة وعية بالدين .
 وبسبب عدم فهم هذه النقطة النفسية البسيطة أرى أهوالا تحدث في الفضائيات ،، شاب أو فتاة يتصلون ، يبدو من كلامهم أثناء الاتصال أن وعيهم الديني بسيط في جزئية معينة وفعلوا ذنبا معينا ، فيكون رد الشيخ عليهم مزلزلا مدمرا نفسيا لأنه يرد بحسب وعيه هو وبحسب علمه هو ، وهنا المصيبة ، يصاب الشاب أو الفتاة بصدمة وبكارثة ويظن أنه عمل عملا سيلقيه في جهنم دون رحمة أو شفقة فينهار ويتدمر نفسيا ، وهذه الحالة تجعله يدخل الدين بلا فلهم وبرعب فلا يستطيع المواظبة على العبادة ولا على الدين فينفر منه ويخرج أكثر إصرارا وأكثر تكرارا للمعصية حتى وهو في العمق لا يريدها لكنها تسيطر عليه ، ومن المعلوم نفسيا أن تضخيم الذنب بعد الوقوع فيه كارثة نفسية تجعل صاحبها لا يستطيع التوقف عن الذنب وقد تحدثت عن ذلك بعمق في مقالة : التعامل النفسي السليم مع الذنوب والمعاصي بإمكانك قراءتها من على هذا الرابط :
 والآن تعالوا إلى هذا الحديث الرائع الذي يبين مدى تعامل النبي الكريم مع شخص يرتكب أكبر الكبائر وهو الزنى وأتى إليه ليطلب منه أن يأذن له بالزنى :
 - عن أبي أمامة رضي الله عنه أن فتى من قريش أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ائذن لي في الزنا . فأقبل القوم عليه وزجروه فقالوا : مه مه . فقال : ادنه . فدنا منه قريبا فقال : أتحبه لأمك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم . قال : أفتحبه لابنتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم . قال : أفتحبه لأختك ؟ قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم . قال : أتحبه لعمتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم . قال : أتحبه لخالتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم . قال : فوضع
يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه . قال : فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء
 أدرك النبي الكريم عندها أن وعي هذا الشاب بسيط بأمور الدين ، لذا لا طائلة من أن يهاجمه ويرعبه ويقول له أنت تفعل الكبائر وستدخل جهنم وكل هذه الأمور المرعبة التي يرتبكها بعض الدعاة دون فهم للنفس البشرية ، ولكنه بدأ يتحدث معه ببساطة بحسب وعيه ودخل إليه عن طريق أمه وأهله ، دخل معه عن طريق شيء هو فيه في قمة الوعي والإدراك ولا يقبله ، فنسف ذلك عنده ، ثم في النهاية بمنتهى الروعة دعا له بقلب صادق .. دعا لشاب يصر على الذنا ويرتكب حرمات الله وأتى النبي يطلب اذنا بالاستمرار .. فسامح الله من يدعون على المذنبين ومرتكبي الكبائر ويتهمونهم بالفساق والعصاة في حين أنهم في حاجة إلى من يعلي وعيهم بالدين لا من يدعوا عليهم ويرعبهم .. سامحهم الله .. سامحهم الله
 حتى وابصة عندما أتى للنبي الكريم يسأله عن الإثم والبر ، يعني عن الصح والخطأ ، يعني عن الحرام والحلال ، قال له ببساطة ولمن يفهم النفس البشرية أن هذا مرتبط بك أنت وبوعيك أنت وبقلبك أنت ،، فتأملوا نص الحديث وأعملوا عقولكم :
 - عن وابصة بن معبد أنه قال : رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا أريدُ أن لا أدعَ شيئًا من البرِّ والإثمِ إلَّا سألتُ عنه فقال لي ادْنُ يا وابِصةُ فدنوْتُ منه حتَّى مسَّت رُكبتي رُكبتَه فقال لي يا وابصةُ أخبِرُك عمَّا جئتَ تسألُ عنه قلتُ يا رسولَ اللهِ أخبِرْني قال جئتَ تسألُ عن البرِّ والإثمِ قلتُ نعم فجمع أصابعَه الثَّلاثَ فجعل ينكُتُ بها في صدري ويقولُ يا وابصةُ استفْتِ قلبَك والبرُّ ما اطمأنَّت إليه النَّفسُ واطمأنَّ إليه القلبُ والإثمُ ما حاك في القلبِ وتردَّدُ في الصَّدرِ وإن أفتاك النَّاسُ وأفتَوْك
هذا معناه أن الله سيحاسبك بحسبك وعيك لما تفعله ، لا بحسب فتوى فلان ولا رأي فلان ، فهذا رأيه هو بحسب حالته ووعيه هو ، ولا يلزمك أنت إلا لو كنت في العمق تدرك ذلك ، والله سبحانه وتعالى يدرك عمقك ويدرك نيتك لذا هو الذي سيحاسبك ولن يحاسبك غيره ..
 أنتهي عند هذا الحد فالموضوع عميق وطويل جدا لكن الخلاصة ، اعلموامن البديهيات التي يغفلها الكثير أن الدين تسعون في المائة منه علم نفس ، لأنه يتعامل مع صميم النفس البشرية والإنسان ، ومن البديهي أيضا أن العلم الذي يعنى بذلك هو علم النفس ، لذا تدهور الفهم العميق للإسلام في الخمسمائة سنة الأخيرة بعد تهميش دور علم النفس الذي كان منتشرا في الماضي ليس على أنه علم مستقل بذاته وإنما كان في نطاق فهم علماء الدين وكان لهم إسهاما ضخما يعتبر من أوائل الإسهامات في علم النفس .
 وما لا يعلمه الكثير أيضا أن العلماء المسلمين هم أوائل من تكلموا عن النفس البشرية وصميم علم النفس (الفارابى وابن سينا واخوان الصفا والغزالى وابن رشد وابن تيمية وابن قيم الجوزية) الذين كانوا يفهمون عمق النفس البشرية فهما عميقا أفادهم في فهم الدين ونشره للناس ، ومن المعروف لدى العلماء المحايدين أن علم النفس الذي بدأ كعلم منفصل في عصر النهضة الأوروبية الحديثة على يد اليونانيون وعلى رأسهم أفلاطون وأرسطو نشأ بعد ترجمات إسهامات العلماء المسلمين في هذا المجال منذ صدر الإسلام وحتى بداية عصر النهضة الأوروبية الحديثة .
  وأنا أرى أن الاستعمار عندما دخل البلاد العربية كان مدركا لأهمية علم النفس لذا كان من أهم مخططاته إبعاد الناس عنه بتخويفهم منه وإقناعهم بأنه يختص بالمجانين والمتخلفين عقليا حتى إن معظم الأفلام القديمة كانت بقصد أو بغير قصد تغرس هذا المفهوم عند الناس ، وبدأ تسريب المعلومات المتعارضة مع ديننا على لسان فلاسفة اليونان فصدم بها رجال الدين وحاربوها وبدأوا في الحرب على علم النفس نفسه دون وعي منهم بل وصل الحال إلى تكفير علم النفس وعلماء النفس .
 أذكر أنني عندما كنت طالبا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض ، كنا ندرس كل إسهامات المسلمين في علم النفس وكنا على فترات نتعرض لانتقاد لاذع من زملائنا في كليات أخرى بأننا ندرس علوم الفرنجة وندرس علوم كفرية وما إلى ذلك ، كان ذلك في الفترة 1993 حتى 1997 ، كان سائدا حينها أن علم النفس يدرس مفاهيم غربية مغلوطة تتنافى مع ديننا الحنيف ، وكنا نوصف بالعلمانيين والكفرة علانية حينها من بعض الشباب حديث التدين أو متشدد التدين .
 وأصارحكم القول أنني في تلك الفترة عقدت العزم على المساهمة في نشر الوعي النفسي السليم بكل ما أوتيت من قوة وقد وفقني الله سبحانه وتعالى بأقصى مما كنت أتوقع حينها لذا فأنا أرى أن علي عاتقي مهمة لا يقدرها قليلوا الوعي قليلوا الإدراك في إعادة فهم الناس لعمق النفس وعمق الدين بمراد الله سبحانه وتعالى ، فأدعوا الله سبحانه وتعالى أن يعينني على ذلك وأن ييسر لي من يعينني على ذلك .
 ولهذا لا أستغرب في هذه الفترة الحملة التي تشن على علوم الطاقة الحديثة التي أيضا كانت منتشرة لدى المسلمين في الماضي وكانت منتشرة لدى الفراعنة من قبلهم لكنها لم تكن تحت علم منفصل ، وعندما بدأت تتحول إلى علم منفصل بدأ الحرب عليها م�� من لا يدركونها وممن وصلتهم معلومات خطأ عنها تماما كما كان يحدث مع علم النفس في المائة سنة الماضية .. نفس العقليات ، نفس الطرق ونفس المنطق مع اختلاف الوسائل .
 لذا أشعر أني أيضا على عاتقي مهمة إعادة توصيل الفهم الصحيح حول هذه العلوم لمن لا يدركون فوائدها الجمة ولمن يهاجمونها ويحاربونها دون حتى أن يدرسوها وإنما يحاربونها بالمعلومات المغلوطة التي وصلتهم ويا ليت مسلمي اليوم يتمسكون بأمر الله القائل "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" بنفس تمسكهم بالسب والستم والفضح واللعن والتشويه والاتهامات الباطلة التي ما أنزل الله بها من سلطان والتي تخالف النص الديني الإلهي الصريح !!! ويا ليتهم يفهمون أنه لا شيء اسمه علم مسلم ولا علم مسيحي ولا علم يهودي ،، وإنما العلم علم مجرد ثم يتم إدخال الأفكار الدينية عليه ، لذا من السهل تنقيح أي علم من أي فكرة مغلوطة إذا قام بذلك شخص يفهم الدين ويفهم أصوله وقواعده وقاصد شريعته .
 أذكر أني قد قابلت علماء نادمين أشد الندم على إفناء حياتهم في محاربة علم النفس ثم أدرك وهو في سن الستين فوائده وعمقه وقال لي شخصيا : يا ليتني تبينت قبل أن أشن الحرب عليه وعلى علماء النفس ، حتى أنه قال لي إن فتاة أرادت يوما أن تقابله لتسأله عن شيء في الدين ، وعندما علم أنها تدرس علم النفس في الجامعة رفض مقابلتها ، وبكى وقال لي تخيل لو كانت هذه الفتاة تم هدايتها على يدي ؟؟ أضعت فتاة وحرمتها من فهم الدين ، بعدم تبيني وحكمي على علم النفس !!! وبالمناسبة لازال بعض الطلاب حديثي الانتساب في الدين يقعون في هذه المصائب اليوم وفي هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الكلمات ، وسوف يمرون بنفس التجارب حتى يفهموا ويزداد وعيهم ربما بعد سنة وربما بعد سنين فأدعوا الله أن يهد الجميع لما فيه الحق بإذنه .
 ومن البديهي أيضا أن تطبيق شرائع الدين تختلف باختلاف الحالة المكانية للشخص . فصلاة الظهر مثلا أربع ركعات لمن يجلس في بيته ، لكنها تكون ركعتين لمن يكون على سفر ، والإثنين يطبقون الصلاة بشكل مختلف تماما وكلهم يطبق الدين بشكل صحيح رغم هذا الاختلاف ، بل إن شكل أداء الصلاة يكون مختلفا لو صلى الإنسان في البيت أو المسجد ولو صلاها وهو في حالة حرب ، فصلاة الحرب مختلفة . والإثنين قمة في الاختلاف لكنهم في حالة عبادة صحيحة .
 ومن البديهي أيضا أن تطبيق شرائع الدين يختلف باختلاف الحالة الصحية ، فالمرأة لو عندها عذر شرعي قد لا تصلي ولا تصوم أساسا وهذا بالنسبة لها صحيح ، والمريض قد يصلي جالسا أو قد يصلي نائما أو حتى يصلي بعينيه وفي كل الأحوال الجميع مختلفين في شكل وطريقة العبادة وكلهم في حالة صحيحة .
 هذه من البديهيات لأن علماء الدين الحاليين يقرون الأحوال الزمنية والمكانية والصحية .. لكن دعونا الآن نغوص بعمق قليل في الحالة النفسية .
 ينبغي على رجال الدين أن يعلموا أن تطبيق شرائع الدين يختلف باختلاف الإدراك والوعي والفهم لكل شخص ، والله سبحانه وتعالى يحاسبنا على فهمنا لا على نص ديننا ، حتى في الأوامر الصحيحة الصريحة ، فلو رجعتم إلى الوراء قليلا أيام غزوة الأحزاب وبعد أن انسحب الأحزاب ، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة" ، أمر واضح صريح إلا أن النفس البشرية اختلفت في فهمه وإدراكه كالتالي :
 - بعض الصحابة فهم أن هذا أمرا ينبغي تنفيذه بالنص وأنهم لابد أن يصلوا العصر في بني قريظة ، فأسرع بكل ما أوتي من قوة وصلى العصر هناك .
 -بعض الصحابة فهم وأدرك أن هذا الأمر يعني الإسراع والتعجيل فخرج من بيته وأذن العصر في الطريق فصلى في الطريق ولم يؤجل الصلاة حتى يصل إلى ديار بني قريظة ؟
 - بعض الصحافة فهم وأدرك أن هذا الأمر يراد به العجلة لكن لا مانع من أن أصلي في المدينة ثم أخرج بسرعة لأصل في الوقت المناسب ، فقام بصلاة العصر في المدينة ثم ذهب إلى ديار بني قريظة .
 ولأن النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام يفهم النفس البشرية وتنوع الإدراك والفهم فلم يتكلم مع أحد منهم ولم ينه أحد منهم ولم يوبخ أو يعنف أحدا منهم . مغزى نفسي غاية في العمق والخطورة .
 كما تعلمون أيضا أن مراحل الوعي يختلف بها تطبيق العبادة ، فوعي الطفل لا يوقع عليه أي تطبيق ديني ، لكن وعي المراهق يوقعه تحت تطبيقات أكثر وعيا ، ولو ذهب عنه الوعي والإدراك كالنوم أو الجنون مثلا سقطت كل التطبيقات الدينية عنه ، بحسب حالته هو . قال صلى الله عليه وسلم : رفع القلم عن ثلاث : عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يعقل . وهذا إشارة عميقة أن اختلاف حالة الوعي والإدراك يغير نوعية الالتزامات الدينية وتطبيقها .
 والإنسان في حالة الوعي هو أيضا على حالات ، فهناك وعي بسيط ، وهناك وعي متوسط ، وهناك وعي عال .. وكل شخص فيهم يحاسب بحسب وعيه . بل لو كان وعيه عاليا يكون حسابه أشد من ذو الوعي البسيط .
 وهنا أذكر لكم حديثا أعلم يقينا كم التفسيرات الخاطئة له من علماء أجلاء لأنهم لم يدرسوا علم النفس ولم يتعمقوا فيه ، ونشروا تفسيرا خاطئا زلزل الشباب وجعلهم يخافون التدين والدين .
 تأملوا هذه الآيات والأحاديث بعمق قبل أن أذكر لكم هذا الحديث :
 - قال تعالى : "مَّا أَصَابَكَ مِنۡ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفۡسِكَ"
 - وقال : "وَإِذَا أَذَقۡنَا النَّاسَ رَحۡمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ إِذَا هُمۡ يَقۡنَطُونَ"
 وكثير من الآيات يشير إلى أن الابتلاء والمصائب بسبب ما فعلت وبسبب ما قدمت يداك . كما قال صلى الله عليه وسلم :
 - عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تصيبُ عبدا نكبةً فما فوقها أو دونَها إلا بذنبٍ ، وما يعفُو اللهُ عنهُ أكثر . قال : وقرأ : { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وِيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ }
 الآن ذكر الله وذكر رسوله بوضوح أن أي ذنب أو مصيبة أو دونها تحدث للإنسان تحدث بسببه ، والآن تعالوا إلى الحديث الذي يفسر بطريقة أرى أنها ليست ما يقصده الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم :
 - عن سعد بن أبي وقاص قال : قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ؛ يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه ، وإن
كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة
 التفسير الذي أراه مناسبا لهذا الحديث أن الله يحاسبنا بحسب وعينا ودرجة فهمنا وإدراكنا ، فبما أن الابتلاء لا ينزل ولا المصائب إلا بذنب ، فماذا لو زنى رجل بسيط غير عالم ، وزنى رجل عالم وواعي في الدين ؟ هل سيكون حسابهما سواء ؟ وهل سيكون عقابهما وبلاؤهما سواء ؟؟ بالطبع لا
سيكون ابتلاء العالم أشد وأكثر بسبب عمق وعيه بالدين وابتلاء الشخص البسيط أقل بسبب قلة وعية بالدين .
 وبسبب عدم فهم هذه النقطة النفسية البسيطة أرى أهوالا تحدث في الفضائيات ،، شاب أو فتاة يتصلون ، يبدو من كلامهم أثناء الاتصال أن وعيهم الديني بسيط في جزئية معينة وفعلوا ذنبا معينا ، فيكون رد الشيخ عليهم مزلزلا مدمرا نفسيا لأنه يرد بحسب وعيه هو وبحسب علمه هو ، وهنا المصيبة ، يصاب الشاب أو الفتاة بصدمة وبكارثة ويظن أنه عمل عملا سيلقيه في جهنم دون رحمة أو شفقة فينهار ويتدمر نفسيا ، وهذه الحالة تجعله يدخل الدين بلا فلهم وبرعب فلا يستطيع المواظبة على العبادة ولا على الدين فينفر منه ويخرج أكثر إصرارا وأكثر تكرارا للمعصية حتى وهو في العمق لا يريدها لكنها تسيطر عليه ، ومن المعلوم نفسيا أن تضخيم الذنب بعد الوقوع فيه كارثة نفسية تجعل صاحبها لا يستطيع التوقف عن الذنب وقد تحدثت عن ذلك بعمق في مقالة : التعامل النفسي السليم مع الذنوب والمعاصي بإمكانك قراءتها من على هذا الرابط :
 والآن تعالوا إلى هذا الحديث الرائع الذي يبين مدى تعامل النبي الكريم مع شخص يرتكب أكبر الكبائر وهو الزنى وأتى إليه ليطلب منه أن يأذن له بالزنى :
 - عن أبي أمامة رضي الله عنه أن فتى من قريش أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ائذن لي في الزنا . فأقبل القوم عليه وزجروه فقالوا : مه مه . فقال : ادنه . فدنا منه قريبا فقال : أتحبه لأمك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم . قال : أفتحبه لابنتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم . قال : أفتحبه لأختك ؟ قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لأخواتهم . قال : أتحبه لعمتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم . قال : أتحبه لخالتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك . قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم . قال : فوضع
يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه . قال : فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء
 أدرك النبي الكريم عندها أن وعي هذا الشاب بسيط بأمور الدين ، لذا لا طائلة من أن يهاجمه ويرعبه ويقول له أنت تفعل الكبائر وستدخل جهنم وكل هذه الأمور المرعبة التي يرتبكها بعض الدعاة دون فهم للنفس البشرية ، ولكنه بدأ يتحدث معه ببساطة بحسب وعيه ودخل إليه عن طريق أمه وأهله ، دخل معه عن طريق شيء هو فيه في قمة الوعي والإدراك ولا يقبله ، فنسف ذلك عنده ، ثم في النهاية بمنتهى الروعة دعا له بقلب صادق .. دعا لشاب يصر على الذنا ويرتكب حرمات الله وأتى النبي يطلب اذنا بالاستمرار .. فسامح الله من يدعون على المذنبين ومرتكبي الكبائر ويتهمونهم بالفساق والعصاة في حين أنهم في حاجة إلى من يعلي وعيهم بالدين لا من يدعوا عليهم ويرعبهم .. سامحهم الله .. سامحهم الله
 حتى وابصة عندما أتى للنبي الكريم يسأله عن الإثم والبر ، يعني عن الصح والخطأ ، يعني عن الحرام والحلال ، قال له ببساطة ولمن يفهم النفس البشرية أن هذا مرتبط بك أنت وبوعيك أنت وبقلبك أنت ،، فتأملوا نص الحديث وأعملوا عقولكم :
 - عن وابصة بن معبد أنه قال : رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا أريدُ أن لا أدعَ شيئًا من البرِّ والإثمِ إلَّا سألتُ عنه فقال لي ادْنُ يا وابِصةُ فدنوْتُ منه حتَّى مسَّت رُكبتي رُكبتَه فقال لي يا وابصةُ أخبِرُك عمَّا جئتَ تسألُ عنه قلتُ يا رسولَ اللهِ أخبِرْني قال جئتَ تسألُ عن البرِّ والإثمِ قلتُ نعم فجمع أصابعَه الثَّلاثَ فجعل ينكُتُ بها في صدري ويقولُ يا وابصةُ استفْتِ قلبَك والبرُّ ما اطمأنَّت إل��ه النَّفسُ واطمأنَّ إليه القلبُ والإثمُ ما حاك في القلبِ وتردَّدُ في الصَّدرِ وإن أفتاك النَّاسُ وأفتَوْك
هذا معناه أن الله سيحاسبك بحسبك وعيك لما تفعله ، لا بحسب فتوى فلان ولا رأي فلان ، فهذا رأيه هو بحسب حالته ووعيه هو ، ولا يلزمك أنت إلا لو كنت في العمق تدرك ذلك ، والله سبحانه وتعالى يدرك عمقك ويدرك نيتك لذا هو الذي سيحاسبك ولن يحاسبك غيره ..
 أنتهي عند هذا الحد فالموضوع عميق وطويل جدا لكن الخلاصة ، اعلموا أن الناس في الدنيا مختلفون في الوعي ، وبسبب هذا الاختلاف سيختلف تطبيقهم للدين ، وكل شخص على حده سيحاسبه الله بحسب وعيه ، فلا تفرضوا على الناس فتوى ولا رأيا ، وانما اجعلوا كل هدفكم زيادة وعي الناس وزيادة فهمهم وإدراكهم بدلا من زيادة الأحكام والهجوم عليهم . هداكم الله لما فيه الخير وأرانا الحق حقا ورزقنا اتباعه وأرانا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه
ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد
أن الناس في الدنيا مختلفون في الوعي ، وبسبب هذا الاختلاف سيختلف تطبيقهم للدين ، وكل شخص على حده سيحاسبه الله بحسب وعيه ، فلا تفرضوا على الناس فتوى ولا رأيا ، وانما اجعلوا كل هدفكم زيادة وعي الناس وزيادة فهمهم وإدراكهم بدلا من زيادة الأحكام والهجوم عليهم . هداكم الله لما فيه الخير وأرانا الحق حقا ورزقنا اتباعه وأرانا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه
ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد
ZLSMmLglr8y4q�89�[��
0 notes
mhamadbassam · 5 years
Text
السنة - الشهر - اليوم ، ما هي إلا أشياء مجردة نسبية . تنشأ من مجموعة لحظات أنت تعيشها . إن اهتممت بها وقررت أن تجعل هذه اللحظات كما تريد ، ستجعل اليوم كما تريد والشهر كما تريد والسنة كما تريد .. لا تنتظر أن تكون السنة سعيدة لتكون سعيد .. اهتم بلحظتك الحالية تجعلها سعيدة وتجعل السنة سعيدة .. كل عام وأنتم سعداء ناجحون مستمتعون بالحياة شاكرون لله الذي وهبنا هذه النعمة العظيمة .
0 notes
mhamadbassam · 5 years
Text
لا يوجد في الدنيا كلها شيء صعب ،، الصعب ما تقول أنت عنه أنه صعب .. مشيت يوما ما وكنت تحبو .. لم تقل صعب ،، تكلمت وهذه وحدها معجزة ، ظللت تفشل فيها طوال سنة كاملة .. لم تقل صعب .. الغ هذه الكلمة من قلبك وعقلك ووجدانك ، انسها .. انسفها .. استبدلها بكلمة ،، محتاج تكتكة .. محتاج مخمخة .. عندها سينهض عقلك بقوة وسيبدع في الوصول لهذا الأمر الذي كنت في الماضي تظن أنه .. صعب الله سبحانه وتعالى سوف يحاسبك على ما أنت فيه . سيسألك يوم القيامة : لماذا كنت فقير ؟ لماذا كنت ضائع مخنوق مكتئب ؟ لماذا لم تنجح ولم تكن من المتفوقين ؟ لماذا لم تكن من السعداء المستمتعين ؟ معلومة يغفل عنها الكثير بسبب فهم خاطئ منتشر في المجتمع العربي يوهم الناس أن ما هم فيه بسبب الله سبحانه وتعالى . ما أنت فيه هو اختبار .. بسببك .. لأنك فعلت شيئا خاطئا .. لأنك لم تسأل أهل الذكر فوقعت في المشاكل .. ثم لأنك لم تنجح في الاختبار بعدما وقعت فيه بسببك . قم الآن ، انجح في الاختبار .. غير ما في نفسك .. يتغير ما حولك .. لتقف أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة تتحدث عن هذا الإنجاز الرهيب الذي حققته بفخر واعتزاز .. قم الآن استعن بالله وانجح في الاختبار وكن من الناجحين . لا تنس دائما .. أنت السبب .. ألم تقم بعد ؟
0 notes
mhamadbassam · 5 years
Text
قال صلى الله عليه وسلم "اعملوا . فكل ميسر لما خلق له ، ثم قرأ : " فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلْيُسْرَىٰ * وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ * وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلْعُسْرَىٰ " الآن ، إما أن تصدق بالحسنى وتنوي الحسنى وتبدأ ، فسييسرك الله للحسنى وستجد الخير ينهال عليك بسهولة ويسر . وإما أن تكذب بالحسنى وتظل مكانك منتظرا لا تسعى لأي هدف فسييسرك الله للعسرى وستجد المشاكل تنهال عليك بسهولة ويسر . هل أدركت الآن لم يحدث لك ما أنت فيه بسهولة ويسر ؟ أنت السبب ، قرر
0 notes
mhamadbassam · 5 years
Text
الحب : أسمى وأروع وأحلى وأمتع مشاعر خلقها الله سبحانه وتعالى ، بحسب مقياس هيكس للمشاعر طاقة الحب من أعلى الطاقات الإيجابية في الحياة . مع تواجده ترتفع المناعه ، يصح الجسم ، تنتعش الخلايا ، يزداد الإلهام والإبداع والإبتكار ، تستطيع معه تخطي أي عقبة في الدنيا وتصل بسهولة لأي هدف تحلم به .
0 notes