Tumgik
meqdadjameel · 9 months
Text
هرطقات
سنحتاجُ وقتًا طويلًا، كيف نعرفَ كيف تُرتّب الحياة سياقها، السياق الذي تأخذنا إليه، وتجري بنا فيه، كيف تُلملمُ تجاربنا الصغيرة ومواقفنا اليوميّة البسيطة، تُلقيها على كاهل أكتافنا الضعيفة التي نظنُ أنها ستغدو أقوى وأصلبَ في مواجهة الحياة، حين نذهب إلى النادي أسبوعًا أو شهرًا. لكنها تتحوّلُ طفلًا هزيلًا، سُرعان ما تتكاثر عليه ندوبُ اللحظات، كما لو أنها أيادي المُمرّضات ووخزات إبرهنّ.
أحيانًا أتساءل، وهذه التساؤلات ليست إلّا حواراتٍ ذاتية بيني وبين نفسي، التي أعلمُ أنّها لم تُجيبني، سوى أكثر من معرفتي الضئيلة في هذه الحياة.. أتساءل.. هل تُدركُ الحياة، من نحن؟ أين تأخّذنا؟ كيف تسيرُ بنا؟ كم مرةً تعبنا؟ وكم مرةً قُمنا من النوم جسدًا، تاركين أرواحنا هُناك، عالقة بين المخدّة والأغطية.
هُناك، على "الكومودينة" إلى جانب السرير، ترقدُ الكثير من الأفكار والذكريات واللحظات التي تركناها.. ترقُدُ، لتنام، طويلًا دون استيقاظ. نسيناها كما نسينا رتقًا صغيرًا في فردة الجوارب اليُمنى، ولبسناها دون أن ننظر إلى أثرِها المُحتمل على اليوم.
على كُل حال.. هذه الحياة تمضي، لن تنظرَ لنا، سننظرُ لها طويلًا ومليًا، سنتأملها أثناء لحظات الانتظار على باب غرفة الطبيب، حين تتكدّسُ النساء اللواتي يشتكين ويُطالبن بأحقيّتهنّ في الدخول إلى الغرفة -رغم تأخرهنّ في الوصول-، بحجة أنهنّ أكبر عُمرًا، وأهرمُ جسدًا، أو بحجة أن طفلها هُناك في المنزل يبكي وحيدًا بين يدي شقيقته الصغيرة التي لا تعرفُ كيفُ تُطعمه غذاءه. سنتأملُها مليًا، وسننسى، لأنها ستكون قد مضت.
لا بأس..
2 notes · View notes
meqdadjameel · 9 months
Text
عابر
عابرًا في حياة الجميع.. هكذا كُنت وهكذا سأكون. لا أثقلُ على نفسي بالذكريات، ولا بقطارات الغياب.. لا أُشغل عقلي بألم انتظار مكالمة. وأُبقي قلبي محميًا بسياج الطمأنينة حين أكونُ وحيدًا لا يؤلمه رحيل ولا تُفرحه عودة..
0 notes
meqdadjameel · 9 months
Text
يدٌ هاربة
يدُ الشاعر تُمسك القصيدة تُرتّب الكلمات تُبدّل الأحرف من أمكنتها تَخنُقُنا تُحاصرها من أول السطر إلى آخره تُقلق وجود الحبرِ فيها تُعيد تشكيل الحركاتِ بين حينٍ وآخر.. لكن، من يقولُ للقصيدة أن اليد فقط، تهربُ من الوحدة تتداوى بالكلمة من غياب الأصدقاء؟
0 notes
meqdadjameel · 9 months
Text
مفاجأة الوجود
الغد يسلبُ منّي السكون يقطفُ من شجرة اليوم، الراحة يتغذّى على القلق وينمو ببطءٍ فوق طمأنينة اللحظة الحاليّة حاملًا خوف الإنسان الأوّل من مفاجأة الوجود.
0 notes
meqdadjameel · 9 months
Text
غُرف لا تتسع للأجنحة
في بعض الأيام: كُنّا أطفالًا نبني عالمنا الصغير نأخذُ أدوارنا التي نرغب نلعبُ ألعاب الكبار لأنهم يومًا لم يأخذونا لنختار شكل الدمية التي سنشتريها أو لأنهم قرروا فجأةً اختيار اللون والشكل لبدلة العيد
كُنّا أطفالًا ننامُ على سطح المنزل نفترشُ الأرض ووجوهنا إلى النجوم لأن أجنحة قلوبنا لم تسِعها الغُرف
1 note · View note
meqdadjameel · 9 months
Text
خرافة من قصص الأطفال
كم مرةً أحتاج أن أتأمّل وجهكِ كي أعرف أن الحياة كانت عادلةً معي؟
كم مرةً أحتاجُ أن أُمسكَ يدكِ.. كي أعرف أن الطمأنينة ليست لحظةً عابرة
كم مرةً أحتاجُ أن أحكي معكِ كي أؤمنَ أن الحُب ليس خرافةً من قصص الأطفال ومسلسلات "نتفليكس"؟
0 notes
meqdadjameel · 9 months
Text
ملك الخسارات
أتردّد، فأخسر أخطو، فأخسر أنا ملكُ الخسارات المُتراكمة أنا ملكُ التردّد الأبديّ هكذا شكّلتني الأيام من طين الخيبات وهكذا شربتُ ماء الأسى.
0 notes
meqdadjameel · 9 months
Text
الشوق مرضنا المؤقت، القلق مرضنا الدائم.
0 notes
meqdadjameel · 9 months
Text
كحبة رمانٍ ناضجة، تفرطُ أحزانَهُ كَلّما أمسكَ ذكرى واحدة أول الليل.
0 notes
meqdadjameel · 9 months
Text
موتٌ يوميّ
نعتادُ موتنا اليوميّ حتى إذا ما مرّ يومٌ بدون دماء نُدهش من هول الفاجعة ونسأل: كيف سهَى ملك الموت اليوم عن هذه البُقعة؟ وكيف غفلَ الجنود عن مهارة اقتناص ضحية جديدة؟ ونتوقّع: أن الخلل في مخزن الرصاص أو في خريطة الطائرة أو ربما انقطع الإرسال بين الضابط والجاسوس!
0 notes
meqdadjameel · 9 months
Text
مخاوف
أخافُ على الكلمة منكِ فلا أكتبَ عنكِ كي لا تتخلّى اللُغة عن هيبة قُدرتها على التعبير عن المعنى.
أخافُ على اللحظة من سطوةِ حضوركِ فلا يشعرَ الوقت بالفراغ.. بعدم قدرته على حساب الساعات.
أخافُ على السماء من تحليقكِ في الطائرة كيف يتحملُ الهواء تنفسه وجودكِ.
أخافُ على البحر من نظركِ إليه.. كم يحتاجُ ليصمد أمام عُمق عينيكِ.
أخافُ على الناس من كلماتكِ كيف ستسِعَهُم الدهشة حين يسمعون صوتكِ.
أخافُ على نفسي من حُبكِ كم قلبًا أحتاجُ كي لا تسقط مشاعري عن كفّة الميزان.
0 notes
meqdadjameel · 9 months
Text
صديق وشجرة
كان لي صديقُ غريب الأطوار، يبحثُ عن أوراق الشجر المُتساقط، يجمعهُا، يُلملم بقاياها من الطريق المؤدّي إلى المدرسة، يضعها في الحقيبة، ويُخبئها في كيسٍ بلاستيكي قديم.. لم يعلم أحدٌ، لماذا يتخذُ الولدُ، من هذه عادةً دائمة له.. كلّ ما نعرفهُ، أن شجرةً سقطت في المنزل، ذات يومٍ وهو صغير، حين كان يلعب بالكُرة ما إخوته.. كُلّ ما قام به، أنه فكّر أن يلعب، أن يسمح لقدمه الصغيرة بالتخلّي عن صمتها اليوميّ، أن يتركها تفعلُ فعلها المكتوب لها في لوح القدر.. فقط، سقطت شجرة.. فقط، صرخت أُمه.. فقط، دوى الصمتُ.. تسللَ الخوفُ إلى القلب ودون أن يدري، لا هو، ولا الأم، ولا الصغار المذهولين من هول الصرخة لدغت أفعى القلق، قلبهُ.. وأنبتت في الداخل، سُم الخوف.. ومنذُ ذلك اليوم: ينظرُ إلى كل الأشجار التي سقطت أوراقها كما لو أنها شجرته، التي سيُرمّمُها لتهدأ أُمه!
0 notes
meqdadjameel · 1 year
Text
والآن، أنا في مدينة كبيرة وواسعة، أرضها شاسعة، كمساحة قلبي، فيها الشجر والقطارات ووجوه الناس الغرباء، النساء اللواتي يلبسن كلّ شيءٍ يتزيّن به، الرجال الذين يحتضنون حبيباتهم في الشوارع، الآباء الذين يُقبّلون أبناءهم في القطارات، قبلةً على الجبين، كتعبيرٍ عن الحُب بعد يومٍ مدرسيٍ مُتعب. فيها السيدة الأجنبية التي تبتسم لطفلٍ أجلسه والده على الكرسي في الحافلة، ووقف هو، تضحك معه، تتحدث، ثم يودّعها بقبلةٍ على خدها. إنني في مدينة تعرفُ الحُب، ليس الحب بمعناهُ الجنسي بالضرورة، بقدر ذاك الحُب الذي تراه في وجوه الناس، تساعدُ بعضها، وتبتسم لبعضها، لا تتدخّل في شؤون غيرها، ولا تنظر باستغرابٍ لمن يقوم بشيءٍ ما يخصّه، مدينة تجري شوارعها سريعًا، لكنها لا تنتهي، ففي كلّ محطةٍ فيها، وفي كلّ شارعٍ وحارة، هناك قصة، وحياة، ووجوهٌ جديدة. هُنا وجدتُ قلبي، وهنا حين ذهبتُ لأختلي بنفسي في مقهىً في يومٍ ماطر، ابتستمتُ للعاملة، وسلّمت على النادل، وقلعتُ ردائي، ثم جلست، لأنني هُنا وجدتُ نفسي، التي بحثتُ عنها طويلًا، فالمدن أحيانًا تحملُ قلوبنا فيها.
6 notes · View notes
meqdadjameel · 1 year
Text
كأنني بكِ أتطهّرُ من دنس الحياة، من قُرب الناس، أعيدُ تشكيلَ نفسي، كأنّني أُصلي أو أستغفرُ لقلبي من العالم، فأعودُ إليكِ، وأعودُ منكِ، مطمئنًا هادئًا، كسلامِ المؤمنين.
0 notes
meqdadjameel · 1 year
Text
تعويد النفس على العُزلة صعب ومُؤلم، لأننا مجبولون على القُرب من الناس، لكنه إن نَجَح، سُرعان ما يغدو راحةً للقلب واستقرارًا للنفس.
0 notes
meqdadjameel · 1 year
Text
توقّف العالم، الأرض لم تعُد تدور. فقط قلبي.
0 notes
meqdadjameel · 1 year
Text
ماذا تفعل عندما تحزن؟ تعقدُ يديكَ ببعضهما تضع قدمًا على قدم أو تضرب الأرض بسرعةٍ متواترة ماذا تفعل عندما تحزن؟ هل هو نشاطٌ جسديّ أم تعبيرٌ صغير عن دوران القلب حول نفسه أم جري العقل في طريقٍ لا نهائي.. ماذا تفعل؟ هل تدفنُ نفسكَ في الرمل أم تسقطَ من فوق الجبل هي يهدأ قلبك؟
0 notes