إنّما السعيد ذو الحظّ العظيم في هذه الحياة ،هو من يستوطن الرضا قلبه في كل حال ،يعرف قَدر النِعم التي تحيط به ويُعوّد نفسه على شُكر الوهّاب عليها ،هو من يكتفي بما بين يديه ولا يمُدّنّ عينيه ، وهو مَن يستقرئ سطور الحياة ويُدرِك حقيقتها ويُسخّر خطواته فيها للخير..
"إنَّ اللهَ تعالى إذا أنعَم على عبدٍ نعمةً، يحبُّ أن يرى أثرَ النِّعمةِ عليه، ويكره البُؤسَ، والتَّباؤسَ، ويُبغِضُ السائلَ الملْحِفَ، ويحبُّ الحييَّ العفيفَ المتعفِّفَ.."
عن بشير بن عقربة قال : لما قُتل أبي عقربة يوم أحد أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال : يا حبيب ! ما يبكيك ؟ أما ترضى أن أكون أنا أباك وعائشة أمك ؟ قلت : بلى يا رسول الله بأبي أنت وأمي ! فمسح على رأسي فكان أثر يده من رأسي أسود وسائره أبيض، وكان في لساني عقدة فنفث النبي صلى الله عليه وسلم في فانحلت.
وقال لي : ما اسمك ؟ قلت : بحير، قال : بل أنت بشير.