Tumgik
madofeverything · 4 years
Text
الى من يهمه الامر
خمسة و عشرون عاماً هي مدة قصيرة لإحداث تأثير على العالم و لكني الآن فقط تأكدت ان الف عاماً احياهم لن يحدثوا فرقاً يذكر و لهذا لن يسعني البقاء
يُعتصَر قلبي حزناً على ام لن ترى حفل زفافي و اخ لن يكون لأبنائه عم و اخت لن يرعى أبنائها خال و اب انتظر عكازان في كهولته لن يجد الا واحد ،عائلة مخلصة لم اكن يوماً مصدر فخر لها و لهذا لن يسعني البقاء
اعتقدت ان طريق الفن يعتمد بشكل اساسي على صدق المشاعر ،اعتقدت خطأً و تحملت نتيجة معتقدي ،ربما انا لست نصف الفنان الذي يراه المقربون ،لكني على الاقل كنت صادقاً ولا اجد ما يخجلني في سبع سنوات عجاف في طريق الفن و لكني لا اجد اي نجاح افخر به كذلك و لهذا لن يسعني البقاء
كم اتمنى ان اعود بالزمن للصبي ذو السبعة عشر عاماً لأمنعه من تناول اول حبة مخدرة و احكي له كل ما مررت به بسبب تلك الدقيقة ،ثمان سنوات من الخوض في حرب ظننتها حرب الضحية الواحدة لأكتشف ان كل من حولي اصبحوا ضحايا خطأ ذلك الصبي ،لم اعد قادراً على الاستمرار في تلك الحرب و لست مستعداً ان احارب طوال عمري و لهذا لن يسعني البقاء
لم افهم بعد لماذا يختار الموت اكثر الناس نقاءً من حولي ،ربما لم يعد وجودهم محل الاختبار شيئاً ضرورياً ،ربما لم نفعل ما يجعلنا نستحقهم ،ربما يكون شئ آخر و لكن الاكيد هو انني لست واحداً منهم و اني لن احتمل موت المزيد من هؤلاء الذين منحوني حباً غير مشروط غير محدود و لهذا لن يسعني البقاء
كنت محظوظاً بالعديد من الاشياء لا تدخل العلاقات العاطفية ضمنها ،علاقة واحدة تستحق الندم من بين علاقتان تستحقا الذكر من بين اربعة علاقات اجمالاً ،واحدة فقط تستحق اكثر من الاعتذار لكني غير اسفي لا املك و لهذا لن يسعني البقاء
يمتلك معظم من حولي نعمة تمنيت ان يكون لي مثلها منذ بدأت التمني ،هذه الفجوة الهائلة داخل قلبي تتعذب ظمأً لمعتقد .. اي معتقد يملؤها ،كم احسد هؤلاء المؤمنون ايماناً تاماً بكل شئ من يمتلكون تفسيراً مسبباً برغبة الاله لكل مصاب و كل فرحة من تسكن قلوبهم طمأنينة مصدرها اله يرعاهم طوال الوقت ،لم اشكك يوماً في وجود اله فهو التفسير المنطقي لفكرة البداية لكن الفجوة رغم ذلك مازالت تتسع شيئاً فشئ مستحوذة على روحي و لهذا لن يسعني البقاء
اغترب ابي قبل ان اولد (ليس مجازاً) و كحال معظم المغتربين اصبحت مسؤليات اسرته اصفاداً تربطه بالغربة و لم يساعده كون ابنه الاكبر قد شارف على السادسة و العشرون فما زال الابن يطلب و مازال الاب يوفر ،ادرك تماما حجم خيبته و خوفه من مستقبل منعدم الامان لاسرته و رغم ادراكي مازلت احتاج و مازالت تقتلني نظراته في كل مرة اطلب و لهذا لن يسعني البقاء
انا مصري اعيش في مصر وسط مصريون شرقيون محافظون يعرفون الاصول و لهذا لن يسعني البقاء
لا الوم العالم على اعتباره المواطن المصري ضيفاً ثقيلاً فأنا اعتبرنا كذلك كلما اختلطت بالمواطن المصري البسيط صاحب الاحكام الجاهزة على كل ما حوله ،كم تمنيت ان ازور كل بقاع الارض و المس ارواح كل الاعراق و اشاهد الجميل في كل شخص و لكن حظي اوقعني هنا في ارض التأشيرات المرفوضة و لهذا لن يسعني البقاء ...
1 note · View note
madofeverything · 4 years
Text
I too live with the threat of my extinction..
1 note · View note