‫دايما الفصحى تنتصر بوقت مخاطبة النفس والحب مثل اعترافي بأني لازلت اختار السكوت وترك كل شيء يذهب ويأتي ويموت بمفرده دون أن اسعى خلفه واطلب تفسيرًا لحدوثه، اعلم ان ذلك خطأ كبيرًا مني وأعلم انه يجب على المرء ان يتمسك وان يبرر لما هو يريده، لكن الحياة سلبت مني هذا الجانب في روحي وشخصيتي سلبت مني يديّ التمسك وارجل الركض ورا ما اريد، تَركت لي جسد من غير ارجل ولا ايدي جسد يملك الدموع والقلب، جسد يرى ولا يتكلم فقد أخرسني الدهر حتى في أشد اوقات ألمي التي يصرخ فيها جلدي! اسكت. اعلم انك تعاني معي لمعرفتك قلبي وجهلك اني لست املك ما يجعلني اركض وراءك واضربك بقوتي او ألمسك او اناديك او اطلب الإذن لأنام على يديك ‬

ولاني اصلا شر

في صغري كانت شخصيتي قوية ولا مبالية وجريئة لكني اخاف واحزن وابكي واحب واكره زيي زي اي طفل بالعالم بعكس اختي كان يوضح عليها الهدوء ومواصفات الطفل الهادي بشكل عام

كانت امي واقاربي وبدون اجبار وسبب يقارنون بيننا علن ليتهم يقارنون سر او بالطريقة الصحيحة لا كانوا يعتقدون ان بهذي الحياة مافيه الا شر وخير لا يوجد شر وشر ولا خير وخير ابدا

وبحكم ان المتنافسين هم انا واختي صنفت انا بالشر للاسف بالشر وكنت صغيرة على ان اصنف بالشر وكل مالقوا صفات حلوة باختي حطوا عكسها فيني بدون يتأكدون من صحة هذا الاحتمال مثلاً

اختي هادية إذا انا مزعجة اختي مؤدبة إذا انا قليلة حياء اختي ترحم إذا انا عديمة رحمة

كنت صغيرة على اني اعاني حتى، كنت اخزن هذي المعلومات في عقلي ودايم والله دايم ماعمرهم دخلوني مقارنة وفزت فيها سلوكيا واخلاقيًا كانوا يشوفون اختي افضل مني وجماليًا كانوا يشيدون بجمال بنت خالي مقارنة فيني ولا انسى لما امي تقول: يختي اللبس حلو بس انتي شايفة اللي عندي؟

كبرت ومع كامل الاسف على اني طرف سيء في كل شي ومقتنعة ومو حزينة ومحتوم امري خلاص وجب علي التعايش ومشيت بالدنيا بشري كنت اشوف نفسي الصديق السيء الحبيب السيء الطالب السيء الى ان درست المتوسط وخالطت اكبر عدد ممكن من الاصدقاء وكانوا مثل عائلة جديدة علي شافوا فيني شي كويس وتغيرت افكار وتحسنت ثقتي بنفسي من الناحية الجمالية وهذا بسبب اني ماصرت اهتم لها اصلا مو لاني صرت اشوف شكلي حلو

ولكن بقى شعور اني الاسوء حتى في علاقاتي كنت ابقى الى ان يرحل الشخص رغم انه واضح مايبيني ويبيني ارحل بس ابقى عشان اكون الشخص المجروح المتروك لا التارك الجارح لاني اصلا شر وابكي واحزن واقول اني السبب في ذلك رغم اني كنت ووالله العظيم اني كنت من افضل

يالا تعاستك يا خيبة الامل

لا احد يقرأ عبارة خيبة الامل بحجمها حتى انت ايها القارئ الان لا تعلم حجم هذه الكلمة ولا الشعور الذي يدعو لكتابتها حتى وان مررت بخيبة امل، عقلك لا يزال يعتقد انها امر حدث وانتهى لا يدعو للتأمل والتوقف، تقرأتها وتكمل بحث عن ماهو مثير للاهتمام وماهو قوي وماهو والذي دعاني للكتابة انت لا تعلم اني وبعد سنتين اعاني من مايدعو بخيبة الامل لن تعلم حتى اخبرك بأسطر كثيرة اقولك لك فيها توقف واعط هذه العبارة حقها. هكذا نحن نستهلك الكلمات لنثير اهتمام اشخاص بأننا وبكل كذب عشنا ومررنا بما هو صعب ثم يأتي المخذول ليكتب عن نفسه ف يصبح مبتذل ومعتاد وممل... لست اعلم من منا المخطئ لكن دعونا نقول انه خطأ خيبة الامل فليس هناك اسوء منها ولن يصبح من جعل الكلمات والاحزان والعبر والخطابات مستهلكة اكثر منها بشاعة فهي قوية كفاية لنتفق على انها الملعونة. يالا همي.. دعونا نتحدث عن سبب مجيئي هنا دعونا نتحدث عن سبب هذا الذي لم اشاء يوم ان اكونه هل تصدق اني اكتب ما لا أؤمن به؟ واتعامل بما ليس في عقلي هل تعلم اني في يوم ما شخص تحدث معي بشكله الطبيعي ولكن جزء مني ظنه برود وغضبت وصنعت مشكلة وفي اثناء حدوث المشكلة وكل هذا كنت اعلم انه ليس رد بارد لكني افتعلت مشكلته جزء مني ظنها.

هذا غير اني فقدت حلقة الوصل بيني وبيني، مر علي زمن واقفة وامسك بجزئي الاول والثاني والصقهم ببعضهم وابحث بعيني عن الوصلة قبل ان افلت جزء وانتثر، بقيت على هذا الحال كثير ولكي يتضح لك اكثر انا لازلت امسك بالجزئين وكم من زمن قررت ان افلتها ولينتثر ماينتثر لكني اقاوم وهذه غريزة الانسان (المقاومة) مثل المنتحر غرقًا وهو يجدف يرغب بالموت لكنه يقاوم ويمارس هذه الغريزة

اعلم اعلم جدا جدا جدا جدا انه من الخطأ ان يراني من يعرفني بهذا الحال اعلم جدا لاننا البشر نطلق الاحكام بدون ان نتعمد ذلك اعلم انه حتى عند وجود الحلقة ووصل جزئيني ببعضها، البشر سوف تظن اني لازلت اعاني وياللهول انها مسكينة لنشفق عليها واه واهين من هذه الشفقة... هي من جعلتني امسك اجزائي بيديني وهي خلف ظهري خشية ان يراني احد حتى شعرت ان يدي بُترت من شدة المقاومة والامساك لكني وبكامل اسفي اخبركم مايجول في صدري وعقلي وقلبي لا احد يعلم اين الحلقة المفقودة ولا احد بأمكانه ترك حياته والامساك باجزائي الى ان اجد ماتبقى ولا لوم ولا عتب فهذه الحياة وهذا همي. لنتوقف قليلاً انني اشعر وكأنه دفعني مرة اخرى من هاوية يالا غبائي لماذا ظننت انه سوف يمسك بي؟

اكتب بخط صغير خوف من ان يراني احد

بداخلي الحرب العالمية التاسعة والتسعين يالا حظ زمني لم يخض سواء اثنتين ويخاف الثالثة

رسالة الى جبان لن تصله