"لا غرابةَ في ازيادِ حبِّك لمَنْ يسعى في هواكَ ويوافقُه، ولكنّ الحبَّ الحقَّ يَتجلَّى في ازديادِ حبِّك لمن يخالفُ هواك وينازِعُك فيه؛ مرشِدًا لك ناصِحًا، لا يُجارِيك في ما فيه هلَكَتُك، ولا يوافقُك في ما يَجُرُّ إليك العارَ أوِ الندامة؛ هُنا تُبتَلى ضمائرُ المَحَبّة! .."
القانون الدولي هو أكبر كذبة عرَفها التاريخ، وهو مجرّد ذريعة لاحتلال البلدان وسَرِقَتِها وتدميرِها باسم القانون والدّفاع عن الحقوق.. وتشريع الشّذوذ والمنكرات والانحرافات ومحاربة الفِطرة باسم الحريّات وغيرها مِن شعارات كاذبَة !
والذي ما زال يَعتَقِد أنّ التّقدُّمَ لا يكون إلّا باتّباع الغرب والاحتكام إلى قوانينِهم الوضعيّة التي لا تصلح في الحقيقة، ولاتي أفسَدَت المجتَمَعات، ولا يرى إشكالا في الخضوع لهم وترك الدين وشرع ربّنا سبحانه، فهو مجرّد مُنبَطِح جاهِل ذليل لا هويّة له، غَرَّتهُ عَناوين وشعارات دُوَل مُنحَلَّة مُنسَلِخَة لا قيمَ عندِهم ولا مبادئ ولا أخلاق، وقد بَنَوا حضارتهم بالنّهب والاستعمار وتفقير الشّعوب والاعتداء على الأبرياء، أمّا حضارتهم فهي الحضارة زائفة همجيّة التي لا تُؤمِن إلّا بالمادّة والمصالِح الشّخصيّة.
لكنّ المُنبَطِح الذي يلعَق حذاء الغرب لا يُريد تقبّل هذه الحقائق، ويرى أنّ القاع مكان مناسب له.
البصقة أشرف مِن ملامسة وجه هؤلاء النّكرات الذي يقدّسون الغرب ويمجّدون قوانينهم ويبرّرون جرائمهم، ويقدّمون التّنازلات ويضربون الدّين والهويّة الإسلاميّة للتّشبّه بهم ونيلِ رضاهم.
مَن لمْ يَعتزَّ بأمرِ الله ﷻ ؛ لمْ يَزَلْ ذليلًا !
وإنّما الأمّة ذليلة اليوم لاعتزاز أفرادِها بأمرِ أعداء الله وثقافتهم، وانبطاحهم لمبادئهم وأفكارهم، واغترارهم بقوانينهم وشِعاراتِهم، وخضوعِهم لهم .. زاعِمين أنّ الحضارة والتّقدّم لا يحصل إلّا بِسُلوك مَسلَك الانحلال والانحراف والانسلاخ والتّشبّه بأقوام بلا قِيَم ولا مبادئ ولا دين.
نرى التّنازلات وضربا للهويّة الإسلاميّة وتشكيكا في مصادر التّشريع مِن أشخاص ينتسبون إلى الإسلام، وانخداع المسلمين بهذه الدعاوي التي يمرّرون بها أفكارا باطلة بشكل ناعم.
نرى محاولة إحداث دين جديد اسم دين ترضاه قِوى الغرب وتدعو إليه .. وهذا أعظم الخِذلان.
وهذا الانبطاح والانسلاخ هو الذي يجعل أكثر البلدان المسلمة عاجزة عن الانتصار لإخواننا المسلمين في فلسطين.
فربّنا سبحانه لا يُحابي أحدا، ومن أراد أن ينصُرَه ربُّه سبحانه لِيَنصُر ربَّهُ سبحانه أوّلا !
ولا عِزَّة إلّا بالله !
يأتِ بها الله وإن بَعُد المنى وتقطعت الأسباب ، يأتِ بها الله وإن دنا اليأس وتوارت الآمال ، يأت بها الله فرجًا من بعد كرب ويسرًا من بعد عسر وسرورًا من بعد حزن ..