وصلت لأعلى أدوار المنزل ما إن صعدت أنفاسي حتى خرج من مكانه ، نظر إليّ بنظرته الحادة لم اتفاجئ حينها فهي لم تكن المرة الأولى ، ينزع حذاءه و يدخل الغرفة و يناديني أعتقدت أنه سيأمرني بإحضار كوب ماءٍ له ، ماذا تريد ؟-أدخلي و أغلقي الباب وراءكِ -حسناً هل أنت جائع أصبح الغداء جاهز ستجتمع العائلة الآن يجري بسرعة بإتجاهي و يغلق الباب يمسك يدي فتدخل العجوز و تلعنُني ، تُمسِك بشعر رأسي و تضربُ به الحائط ، كم وددت إخبارها بأنني عندما أقف في يوم الدنيا الأخير سأنتزع منها حقي و لن أتنازل.

حق تلك الطفلة التي تحرّش بها زوج هذه العجوز و رغم ذلك تعتدي عليها ، كلمات النساء السخيفة “آغار على زوجي منها” قبّح الله تلك الغيرة و صاحبتها التي تحتضن بداخلها خبثٌ كبير. أنا المخطئة لأني الأنثى و الأنثى رذيلة ، لا أحبّذ استعمال مثل هذه المصطلحات في وصف مواقفي ، و لكن فلتتأكد حينها أني لم أجد كلمة غيرها تصف و بدقة ما كنت عليه. بعد أيام من حادثة العجوز ، ذلك البيت الذي يجتمعُ فيه كل الأهل ، أولئك الأنبياء و الرسل و كلهم دون استثناء يسردون أحاديثهم المثالية ، نظرتهم الصائبة للأمور ، يرون أنّهم متى نبذوا شخصاً نبذه الله ، و متى أحبوه أحبه الله و الملائكة و الناس أجمعين ، لا أتخيل كم من الوقت و الجهد يكلفهم حيال ذلك أو ربما يكلفني أنا نتيجة جلوسي معهم و سماعهم ، كَوني مجبرةٌ على ذلك.

التلقين كارثة تقتل الحس الإبداعي داخل الفرد ، تبعده عن الإنتاجية الحقيقية تحرمه من التجديد ، فما هو إلا أسلوب قائم على النظرية الديكتاتورية يُستخدم لغرس الأفكار والاستراتيجيات المعرفية ، و هي ممارسة سيئة لا زالت مستمرة ، و الاستنساخ‬⁩ الحاصل بفرض ⁧‫أُطر‬⁩ مصممة مسبقاً تسمى ⁧‫مهارات‬⁩ و ⁧‫طرق‬⁩ محددة بالابداعية تشل ⁧‫الإبداع‬⁩ بذاته.

لا يمكننا القول أن الشخص المتلقن متعلم لأن المتعلم يستخدم أسلوب التحليل فيما يسمعه أو يشاهده و لا يقبل إلا بما يكون منطقياً ، في الواقع أن التلقين لا يندرج تحت التعليم المدرسي وفق منهجية الارتجال فحسب بل يمتد إلى التربية ، كما لو تصورنا أب يتخذ الأسلوب التلقيني في توجيه أبنائه ، دون الأخذ بالاعتبار أهمية إتاحة المجال لهم بالسؤال عن ما لا يقنعهم و جعلهم يستنتجون النتائج المحتملة ، فهو بذلك يجعلهم كنسخ متناسخة لم تتغير و لم تتطور ، إنه يطمس الشخصية بشكل فعلي وخطير فالفرد لا يتيح لنفسه المجال لطرح التساؤولات فهو قد أصبح مجبول بل ومصقول بشخصية معينة متبعاً لها و لم يكن لديه الخيار في إختيار عقليته الخاصة ، و لم يكن التلقين أساس التخلف في التعليم إلا لما ينتجه من جيل آحادي الفكر لا يتقبل الإختلافات و لا يتقبل الحوار و المناقشة “إما رأيي و إما فلا”.

أشار أحد الخبراء إلى أن أحد أسباب التطرف يعود إلى التلقين لنصوص معلبة غير قابلة للنقد بل على المتلقي الأخذ بها بعلاتها ، و كما يقول خالص جلبي (التلقين يحمل إمكانية نقل الأخطاء ، و هذه مشكلة ضخمة في تقدم المجتمع أو تحجره و موته). إن المدارس الحديثة في الغرب تواكب بإستمرار التحولات الجذرية التي تعرفها المعرفة العلمية و الإنسانية بحيث توفر للطالب كل شروط الاستقلال و التحرر ، بدل تهيئته بهدف احتوائه بشكل كامل ، كما هو الحال في الوطن العربي ، عن طريق تدريبه على الترديد و الحفظ عن ظهر قلب بحيث لا يبقى مجالاً للتساؤل أو البحث أو التجريب ، إننا ببساطة شديدة نقف أمام نظم أصابها الخلل وانعكس ذلك على أرجاء المنظومة ونتج عنه إشكاليات لا حصر لها.

كل ما ينبغي فعله هو تبنّي سياسات جديدة في التعليم وفقاً للمنهجية التطبيقية ؛ لينتج عنها أفراد مفكرين واسعيّ الطرح ، فكلُ ما يدعو العالم الثالث اليوم هو إعتماد استراتيجيات التعلم النشط على نطاق أوسع لتتمكن المجتمعات بذلك من الإرتقاء الدائم و مواكبة العلوم الحديثة على مَر العصور و كان الله من وراء القصد.

وإني أخبر عن حالي : ما أشبع من مطالعة الكتب وإذا رأيت كتاباً لم أره فكأني وقعت على كنز ” ابن الجوزي “. القراءة أفضل سُبل العلم ، بها تنمو الروح وتتغذّى فتصبح معطائة تعطينا من سعة نظرتنا للحياة ، تكسبنا ثقافات مختلفة ، تبني العقول وتأمّن المستقبل ، القراءة سلاح والكتاب كائن حي وهو كما قال القائل : خير صديق. منذ القدم والقراءة تعتبر من أهم وسائل التعلم الإنساني لإكتساب المعارف والمهارات والخبرات الحياتية ، وفتح الآفاق أمام أفكار جديدة والنهل من مختلف أصناف العلوم والأدب والفنون. كما نعلم أن الفراعنة كانت لهم حضارة عظيمة سبّاقة فهم من تميزوا بكونهم أصحاب أول مكتبة وجدت وجاء من بعدهم الصينيين. ربما البعض منا قد لا يجد الوقت الكافي للقراءة ، الإعتقاد يكمن في كوننا لا نضعها في قاموس أولوياتنا ، فمن الممكن تخصيص ساعة من كل يوم وجعلها مسؤولية يومية كباقي المسؤوليات لا تقل أهمية عنها ، أن أسرق الوقت لأجلس مع كتابي ، هذه قاعدتي المهمة. القراءة ليست هواية ولا يجب أن تعتبر هواية بل هي حاجة كباقي الإحتياجات الإنسانية ،لا يمكن أن يعيش الإنسان بدونها، لذلك أقوال مثل “لا أحب القراءة” أو “القراءة مملة” يجب أن يتوقف الشخص عنها ويقول “علي أن أبدأ بالقراءة” أو خير من ذلك “سأقرأ الآن!” القراءة أيضاً ليست رفاهية يمكن الاستغناء عنها بل ضرورة لا يمكن لأي شخص كائناً من كان أن يستغني عنها، مهما كانت شخصيته وهواياته يمكن للقراءة أن تساعده على أن يكون شخصاً أفضل. كما أنه من المهم بناء جيل واعي متعلم ونحن كأفراد في المجتمع نحمل طاقات شبابية هائلة يتوجب علينا البدء بأنفسنا ، فنحن أمة اقرأ وهذا أمر الربّ لرسولنا الكريم وللناس أجمعين.

شعرتُ منذ البداية بالفجوةِ الكبيرة تلك التي كانت تقف بيني وبين العالم الآخر ، و أنّ كل شيء عشته لم يكن حقيقياً ، لم أكن أعلم مصدر ذلك الخوف الذي كان يرهق قلبي .. كل الأشياء تتظاهر بأنها قريبةٌ مني ، كيف لي أن أشعر بها ؟ أن أَلمِسها و أشُم رائحتها ؟ صدّقت يوماً أنني عادية كسائر النساء ، أو ربما أقل من عادية ، وقفت بجانب الروح التي أفتقدها رأيتها بلا ملامح ، شاحبة اللون نحيلة البدن ، أدركت حينها أنهم جميعهم أدارو ظهورهم لي ، فُقِدت من ذاكرتهم من أيامهم ، تمنيّت لوهلة أن أعيش حياة ابنة جيراننا اليتيمة لأني موقنة تماماً أنها وجدت الحب رغم حرمانها و أكثر مني ، الصبح وحيد وظلمة الليل موحشة و لا شيء يضيف لحياتي رونقها ، أنني على سطح الأرض غريبة ، و عن يميني و عن يساري أبحث عما لا أعرفه بالرغم من أنني لا أجده ، أترقّبُ قَدراً جديداً من أمر الربّ ، يضربُ بعصاه فيُحيّي بها كل أمنياتي الميتة ، و يُعيد روحي التي شقيّت ، و يمسح على قلبيّ و ينفث فيه السلام.

جئتك صبٌ هائماً

أبحث عن وطنٌ أرتمي به ،فـ هلا تكون وطني؟

دعنا نحتسي خمر الشفاه حتى السكر،

ولنلهو على سرير الولادة من جديد، حتى ينقطع نعيق البوم

ثم نطلب من الله المغفرة ..!

و كيف السبيل لعيناك بندقيتا اللون ؟

!هاجت أمواجٌ من الشوق في قلبي فأخذتني، حتى أرست بي إليك

في منتصف ليلة هي منتصف شهر هو منتصف السنة .. تمددت اراقب السماء وأفكر في الماضي فشخص كأنا لا يجوز له التفكير في شيئ لم يحدث بعد ، وبينما أنا كذلك إذا بي أرى القمر يغمزني اندهشت كأنه الجنون ��عينه أصابني ثم ضحكت لنفسي واذا بي ارى القمر يبتسم لي ، فقمت من مكاني أتتني الرغبة في المشي ، والنظر للقمر لم تزغ عيناي عنه ولم ترمش وبينما أنا أتمشى إذا بي اتحسس قطرات ماء على جسدي واذا بها غيمة تمطر ، غيمة هي الوحيدة في السماء ، وهي الوحيدة التي تمطر كأنما تبكي .. نعم كانت تبكي لأنها غارت مني ، يا للسخرية القمر جعل غيمته تذرف الدموع بسببي ، رغم هذا لم نقترب من بعض ، وعند طلوع الصباح حزنت كثيرا ، لأجلها وكل ما فعلته هو انني تمنيت ان ارى تلك الغيمة تجتمع مع القمر مجددا في نفس اليلة من السنة القادمة…

سأتحدث قليلا عن كتاب هيبتا فهو قد جاء بي هنا

كعادتي دائما ما أهرب من صخب الحياة إلى مكتبه و اختار اي شيء

و كعادتي كإنسان إيجابي و محب للحياة .. احاول ان ابحث عن شيء يعلمني أكثر فنون الطاقه الايجابيه .. اللتي عادتاً ما اعثر عليها في صفحات كتاب يتكلم عن الحب او الموسيقى او الامل .. قرأت كثيرا لكن هيبتا كان شيء مميز حقا أخرج من داخلي قوه كتابيه كنت قد انتظرتها كثيرا .. انتظرت فلسفه كفلسفة ذاك الكتاب لتحاكي ذاتي من أعماقها .. استشعرت كل صفحه منه .. حتى انني حفظت معظم جمله من اول مره مع ان ذاك كان من الصعب علي جدا ايام الدراسه علمني هيبتا ان حياتنا ما هي إلا ايقاع مكون من معزوفات لكل مرحلة من مراحل حياتنا الآلات الموسيقيه خاصه به تُعزف بِنوْتات مختلفه تماما عن بعضها.. وإنه ستعزف حياتك جميع الآلات .. الوتريه و الهوائيه و الإيقاعية.. حتى الآلات الإلكترونية الكهربائيه ستعزف في إيقاع حياتك ايضا ..

وحين تتمكن من فهم الحب الحقيقي و تعرف كيف تتعامل معه و ان وجدته تعرف كيف تحافظ عليه ستكون انت قائد كل المعزوفات تلك الحزينه و السعيده.. و ستضبط إيقاع حياتك ..

فما أجمل أن تحافظ على حب صادق حقيقي .. لتستيقظ كل يوم و تعيش كل لحظه بيومك و تستغل كل لحظه مع أُناس تحبهم .. و تكون مقدر انه ممكن يأتي يوم يخطفك او يخطفهم من الحياة .. فتقدر قيمتهم و تحاول تسعد كل لحظه معاهم

إن أحبَّكِ الرجل العقرب، فسيجعلكِ تعيشين ملكة!! و لكني لست بتلك الأنثى التي تسلم نفسها لرجلٍ عقرب، كانت هذه الجملة موجهة لصديقةٍ تسألني عن صفات العقارب،لإنها على وشك الإرتباط بأحدهم.. رغبتي بمصارحتها جعلتني أكثر صراحة مع نفسي.. مما جعل مشاعري تبدو جلية، يمكنني رؤيتها واضحة أكثر من المعتاد.. بالرغم من أنني  كأنثى برج العقرب،أفهم الرجل العقرب. .. إلا أنني أخافه.. نعم يخالجني شعور الخوف من قوة ذلك الرجل، لكن قدرتي على التظاهر باللامبالاة تمكنني من السيطرة على تلك الرجفة في قلبي، فتمنعها من الظهور.. فهذا الرجل تحديدا قادر على السيطرة علي

 وبالطبع، فإن آخر ما تتمناه المرأة العقرب القوية ذات الشخصية الواثقة  ، أن يحد حريتها سيطرة رجل مثله!! رجل مثله سيجعلني ضعيفة أمام ما سيقدمه من تضحيات، ومن ثم سيحكمني كخاتم في إصبعه !! بالنسبة لي، تبدو فكرة الخضوع لذكر عقرب الأكثر رعبا على الإطلاق.. عندما كنت صغيرة،عرفت ذكورا كان تواجدهم يبعث الخوف في قلبي،كشعور بعدم الراحة أو حدس لا مبرر له.. وحين كبرت أدركت أنهم ينتمون لبرج العقرب!!

إن كان قد تبادر لذهنك أني لا أحب  الرجل القوي، فأنت مخطئ بالطبع!! أخاف القوي الذي بإستطاعته فرض السيطرة،بأنانية مطلقة.. ذلك الذي يجعلني حضوره ضعيفه..

لكنني حقيقة أعشق ذلك القوي الذي يجعلني حضوره أقوى.. إنه الرجل السرطان الذي يدرك أنني امرأة مكابرة.. يشعر بضعفي الذي يختبئ بداخلي، ثم يقف بجانبي لأكون أقوى.. إنه رجل شهم يمنحني بعضا من القوة بسخاء، حين يقف مدافعا عني تارة و مؤيدا لي تارة.. رغم أني أبدو قوية في أعين الناس وغير محتاجة لدفاعه أو تأييده.. إنه الرجل الذي أكون في أشد حالات ضعفي بحضوره ،وتسري قشعريرة باردة في عمودي الفقري بنظرة دافئة من  عيناه!! يجعلني ضعيفة لأني أعشقه، قوية لأنه برفقتي..

روحه تضاهي أنهار الجنة، عذوبة وصفاء.. تجعلني أرغب أن أغتسل  بها. تجعلني إمرأة ظمآنة، لا ترويها سوى عيناه. لا تشعر بالأمان إلا حين تختبئ في طيات قلبه الأبيض.. لربما لا ينطبق هذا الشعور على كل الرجال المنتمين لبرج السرطان.. إلا أن لطفي. .كان قادر على التسبب في أحكامي تلك.. كان قادرا على جعل أنثى عقرب مثلي تعشقه حتى أخمص قدميها.. في ثلاثة أيام فقط..

إن كان هنالك ثمة ما أندم عليه، فهو أنني في تلك المواقف التي تسلل الضعف لقلبي، و كنت تظهر من حيث لا أدري.. و تقف إلى جانبي بشهامة.. لم أشكرك.. بل كنت غالبا  أتظاهر أني لم أكن بحاجة لأن يدعمني أحد. بل وأخاطبك وكأنك تقحم نفسك في أمري.. رغم أني شاعرة بالإمتنان لك في أعماقي.. آسفة لأن كبرياء المرأة العقرب منعني من شكرك، كي لا أبدو ضعيفة.. بحاجة للمساعدة.. انه الكبرياء ذاته، الذي جعلني حين أدركت أنني أحبك، أتظاهر باللامبالاة و أنا أخطو بكعبي مبتعدة.. خطوات توحي أصواتها بالثقة.. لأخفي أني وقعت في مشكلة عويصة.. وهي أني بدأت أحب تواجدك، مما يعني أن إبتعادك سيشكل نقطة ضعف جديدة لي..

لكنني لم أكن أعلم حينها أن نقطة الضعف التي أحاول تفاديها، هي قدري طوال العشر سنوات القادمة.. عذبني شوقي للحد الذي جعلني أعترف  أني أحبك.. و أدافع عن مشاعري كأي إمرأة عقرب. حتى الرمق الأخير.. و أحتمل الأذى في سبيل ذلك.. فأمي والآخرون يروني ملاكا طاهرا، ويرونك شيطانا لعينا.. يحاكمونني بتهمة،مسماها الجنائي: ” الملاك الذي عشق شيطانا..” هم لا يعلمون بأن روحي التي يضرمون بها  النيران، لا ترى الرجولة في ذكر سواك.. ولا تقدر على الزواج برجل غيرك.. لأنها أشرف من أن تبيت في أحضان زوج يستحل جسدها، و قلبها لك أنت.. هم لا يعلمون أني لا أقدر على الزواج بغيرك، بعد أن نمى شوقي بداخلي، لعشرة أعوام عشرة أعوام كان قلبي يذوب شوقا مع كل ثانية.. وأدعو لك كل ليلة.. وأستودعك في كل صباح.. لم أصبر كل هذه السنين لأستسلم في النهاية.. فالعقارب لا تستسلم و تحارب حتى النهاية. فإن حاصرتها ألسنة النيران و شعرت باليأس تلدغ نفسها لتمت بكرامتها .. مفضلة الإنتحار على الخسارة.. هم لا يعلمون.. أن روحي التي أمسكت بها ألسنة اللهب.. تتمنى أن تغتسل بروحك.. روحك الأعذب من أنهار الجنة.. فلعله يكون إغتسالا مكفرا لكل الذنوب، حتى الإنتحار!!

لا زلت أراك في أحلامي رجلاً كامل الوفاء، والواقع يثبت العكس!! 

  #نورا_البدري

ما الذي يحدث بعد كوب من القهوة؟ لو فكرت جدياً بهذا السؤال ستتأمل كل لحظه وانت تسرشف قهوتك.عند الرشقة الاولى ستتوسع اوردتك وشرايينك تستنشق كم كبيراً من الهواء.في الرشفه الثانية سيصل الدم لعقلك بسرعه فائقة.في الثالثة ستنير بصيرتك تلك القهوة ستنهمر عليك الافكار كالمطر في يوم غيمه شديد السواد.انت تبدو من الخارج هادئ بينما داخلك يعمل بسرعته الفائقه كي يساعدك لكي تستقبل يومك برفاهية.في الرابعه تبدأ بالتفكير مع عقلك حول افكارك،قد تاخذك افكار عقلك الى مجراتٍ اخريات وسمواتٍ سبع نحو امكان اخرى بلدان اخرى ستضع خططك وافكارك ايام حياتك القادمة ستخطط لتصبح افضل واكثر استقبلاً للحياة ستبدا اما بمناقشة افكارك بصوت عالي مع نفسك او ستحضر الورقة وتبدا بالتسجيل.بعد الانتهاء من عدة رشفات انت اصبح محنك في تخطيط يومك على نحو مثالي واصبحت قادر على التصرف بحكمة و سرعة بديهية في التصرف.وعند انتهاء القهوة انت اصبحت انساناً مقبلاً للحياة بحب مهما كان سوء عالمك من حولك فقد اصبح النور يشع من داخلك مهما كان يومك سيئاً ستجد به الايجابية والتفاؤل.

بتكلم اليوم عن ظاهرة أو موضوع ربما يهم أو يفيد البعض .. أنّا و أكيد في أشخاص زيي أحياناً تمر عليّ مواقف أحس لحظتها كأني شفتها من قبل بنفس الوقت و المكان و الوضعيات “يجيني خوف صراحة ” المهم بحثت عن الموضوع وقرأت و بحاول أختصر لكم هذي الظاهرة في هالبوست .. وهم سبق الرؤية أو ما يُسمى ديجا فو كلمة فرنسية تعني “شوهد من قبل”، في إشارة إلى ظاهرة أُطلق عليها هذا الاسم من قبل العالم إميل بويرك في كتابه مستقبل علم النفس .. و الديجا فو هي الشعور الذي يشعر به الفرد بأنه رأى أو عاش الموقف الحاضر من قبل . يلازم هذه الظاهرة شعور بالمعرفة المسبقة وشعور بـ”الرهبة” و”الغرابة” التجربة السابقة التي يهيأ لنا بأننا عشناها عادة ما تكون زارتنا في أحد أحلامنا. ولكن في بعض الحالات ثبتت بأن فعلاً ما نشعر بأنه موقف سابق قد كان حقيقة ووقع في الماضي والآن يُعاد. سببها حسب التفسير العلمي يرجع إلى شذوذ الذاكرة حينما تعطي مشاعر خاطئة تقول للمخ بأننا عشنا هذا الموقف من قبل لكننا لا نستطيع تذكر تفاصيل الموقف “السابق” (أين , متى , كيف). عندما يمر الوقت, الشخص يستطيع استرجاع بعض التفاصيل المشوّشة في الحادثة الجديدة ولكن من المستحيل استرجاع تفاصيل الحالة الأولى (والتي كانت في بالهم عندما كانوا في الحادثة الجديدة!) وهذا عادة ما يكون بسبب تشابك في الأعصاب المسؤولة عن الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى. الأحداث تتخزن في الذاكرة قبل أن تذهب إلى قسم الوعي في المخ البشري وتعالج هناك .. أيضا هناك تفسير علمي آخر وهذا التفسير يتعلق بحاسة النظر النظرية تقول بأن إحدى العينان تسجل الحادثة أسرع قليلاً عن العين الأخرى, فبعد لحظات قصيرة عندما تقع الحادثة, يُخيل لنا بأننا رأينا هذا الموقف من قبل! لكن من عيوب هذه النظرية أنها لا تقدم تفسير لتداخل الحواس الأخرى في الحادثة, كالسمع واللمس ، بعض العلماء حاول إيجاد رابط بين ظاهرة (ديجا ڤو) وبين بعض الأمراض النفسية كانفصام الشخصية والقلق ولكنهم فشلوا ليس هناك أي علاقة بين هذه الظاهرة وبين هذه الأمراض.

بمجرد رؤيتي لكيس رقائق البطاطس الأصفر، قابعا في الزاوية بهدوء.. شعرت برغبة غريبة بتذوقه.. وعلى غير عادتي التقطته متجاهلة كل قواعد الإتيكيت وأساليب الإستئذان.. أدخلت يدي فيه وأنا أشعر أن اليد التي تناولت منه قبلي هي يده بكل تأكيد.. ما ذالك الشعور الغريب الذي يراودني؟! أشعر أن حبيبي قد أكل منه.. مجرد شعور!! تردد في ذهني صوت صديقتي: “وعلى أي أساس تبنين شعورك هذا؟!!” تجاهلت صداه في أذني.. فالكيس الأصفر يناديني.. وارتسمت على فمي إبتسامة ماكرة،قبل أن أدس الرقائق فيه بسرعة.. ثم ما لبثت أن استعدت وعيي، وأعدت الكيس إلى مكانه، قبل أن يستنكر علي أحد فعلي المخالف لطبعي.. إذ أنني لم أعتد التهام شيء لا أعرف صاحبه.. دقائق قليلة، قبل أن يتم تقديم الكيس ذاته لي ولإخوتي.. اكتفيت ببضع كسرات.. ثم كان مما أثار دهشتي، أنها أخذت تشكو حبيبي.. إنها ناقمة عليه، فقط لأنه حين علم أن هذا الكيس مخصص لنا، قام بفتحه، وتناول القليل.. حدسي لم يسبق له خذلاني قط.. ******

بعد عدة أيام. . يدٌ تمد لي كيس  أصفر اللون.. تناولت قليلا على مضض، وأنا أقول ساخرة: “بطلووه هاد من زمان” قاطعني صوت طفلة صغيرة: “ولكنك إلتهمته بسرور قبل عدة أيام” غصصت وأنا أبتلع.. نعم، كان لذيذا في ذلك اليوم.. كان طعمه مختلف.. وكأنه صنف آخر..

منذ أن دخل المنزل وأنا أتبعه.. أفتعل فرصة للحديث معه.. أكاد ألتصق به.. وأضمه وأشمه.. لأن رائحتك يا لطفي تنبعث منه، بعد أن أمضى يومه برفقتك!!

12 Oct 2017

أنّ تسقط من أعلى مستويات أحلامك على عينيك من حافة هاوية رمادية اللون ، أنّ تعتقد بأنك وصلت وبأن الجميع سيرفعونك للأعلى فتتفاجئ أنك هشٌ لدرجة أن نفخة واحدة هي من كانت سبب سقوطك .. تتخيل أنّ الجميع يحيطونكَ بحُبهِم وأنهم يريدونك الأفضل دائماً .. هُنا فقط يجب أن تعرِف أن لا واحد و لا ثالث ولا رابع سيقودك نحو النجاح ويدفعك للأمام .. أنّ تفرِق بين جدتك التي كانت تحكي لك حكايا القدماء لتجعلك تؤمن بأن ما عاشته من أيام لن يعود في زمنك هذا ابداً ، وبين إبن جيرانك الذي يحكيك عن بطولاته وانه كان شجاعاً لحظة انّ قطع الشارع المزدحم بدراجتهِ ليصل للشارع الثاني ويشتري الحلوى المفضلة لدى أخته الصغيرة .. أن تتجنب إسعاد الناس على حِساب سعادتك .. أنّ تقتنع بأنك ستجد لكل مشكلة حل .. أنّ تهدي زوجتك أكثر من الحُب الذي كنت تهديه في الماضي لحبيبتك .. أن تقتحم أفكارك السلبية وأنت تقرأ فكرة ايجابية عن كل ما يدور حولك .. أنّ تقرر التغيير كلما سئمت منك نفسك.